روايات

رواية مؤامرة الفصل السادس 6 بقلم آية محمد

رواية مؤامرة الفصل السادس 6 بقلم آية محمد

رواية مؤامرة الجزء السادس

رواية مؤامرة البارت السادس

مؤامرة
مؤامرة

رواية مؤامرة الحلقة السادسة

صرخ فارس غاضبا:
_ أنا جـوزها..
صمت طـاهر فلم يكـن يتوقع هذا الرد أبدا، قـال مصطفي يحـاول تدارك الموقف:
_ طيب حضرتك مينفعش كـدا!! التفاهم مش بالشكل دا وتلم الناس عليـك، فلو سمحت ياريت تتكلم بهدوء، لأنك حتي لو جوزها مش هنقدر نسمحلك تمد ايدك عليها…
قال فارس:
_ أنا مش عاوز حاجه غيـر انها تيجي معايا…
قالت وعد:
_ وأنا مش عاوزة الجوازة دي يا فارس ولا عاوزاك، أنت متستحقش ضفري حتي وأوعي تفكر اني ممكن أكمل معاك بعد اللي أنت عملتـه، وان كنت ضعفت في لحظه وسمعت كلام ابويا فهو دلوقتي مات خلاص…
قال بغضب:
_ يعني اي؟ هنفضل في لعبة القط والفار دي كتير؟!
تدخلت ليلي قائله:
_ يا أستاذ فارس الأمور مبتتحلش بالطريقـة دي، سيبهـا تهدي و كل حاجه هتكون كويسه بس بالعقل، عمر ما مد الإيد كان حل!
_وأنتي مالك أصلا أنتي كمان!! ما أنا حر مع مراتي وأتفضلوا بقي برا كلكم..
تدخـل نادر بغضب:
_ اتكـلم معاها عدل!! أنت باين عليك شخص همجي مبيفهمش، وعمتا منك لمراتك..
نظرت لها ليلي بشفقة وقالت:
_ لا يا نادر.. انا مش همشي واسيبه يضربهـا..
دلفـت وعد للداخـل وخرجت بعد ثواني تحمـل سكينـا في يدهـا وقالت بسخرية:
_ يمد ايده بس وأنا هفتحله كرشه، انا خلاص مبقيتش باقية علي حد، مبقيتش باقيه علي الدنيـا كلهـا، يا اخي يلعن الظروف اللي خلتني اتجـوزك بعد اللي أنت عملته، امشي من هنـا وتطلقني فـاهم!!!
تحـرك فارس للخارج فهو يعـلم مدي تهـورهـا، اقتربت منها ليلي وسحبت السكيـن منها و وضعتها علي الطـاوله ثم أجلست وعد وأعطتهـا كوبا من المـاء، قالت وعد:
_ انا مش ضعيفـه، لو هو فاكر اني ضعيفـه يبقي غلطـان..
ابتسمت ليلي:
_ بالعكس انتي قوية، يا ريتني كنت عرفت اعمل اللي أنتي عملتيه دا والله، كنت خلصت علي الراجـل اللي قرفني اربع سنين دا، لا مؤاخذه يا طاهر..
كـان طاهر في عالم أخر وانتبـه اخيرا عندما قالت اسمه فأبتسم وقال:
_ لا ولا يهمك.. المهم سيبي المدام وعد ترتاح و خلونا بقي ننزل كل واحد علي شقتـه، اقفلي الباب كويس عليكي..
قالت وعد بهدوء:
_ هعمل كدا.. متشكره ليكم..
تحـرك الجميـع للخـارج فقالت ليلي بآسي:
_ يا عيني عليك يا طاهر، مره ابوك يتجوزها و مره هي اصلا تطـلع متجوزة..
التفت الجميـع لها فسألها مصطفي:
_ بتقولي اي؟!
_ مقولتش حاجه بدعيلها ربنا يحميهـا، يلا يا جماعه عدوني هروح أنام علشان اليوم كان طـويل أوي بجد.. تصبحـوا علي خيـر..
تركتهـم وذهبت لشقتهـا وأقف نادر الإثنين وقال:
_ عاوزكم تساعـدوني اخليها تحبني، او حتي تفهم مشاعري ناحيتهـا..
ابتسم طاهر:
_ والله كنت حاسس انك معجب بيهـا، بس عاوزني اساعدك ازاي؟!
قال نادر بحيره:
_ معرفش يا طاهر، اي حاجه..
قـال مصطفي بتفكير:
_ هي بتحب أوي كافيـه كدا علي النيـل، كانت كل ما تيجي تقعد عندنا تقولي اوديهـا هناك، هي بتحب النيل عامة بس من وقت ما اتجوزت مشوفتهاش راحت..
قال طاهر:
_ ليلي مستحيـل تخرج مع نادر لوحدها..
قال مصطفي غاضبا:
_ ليه هو انت كنت فاكرني هوافق أصلا؟!
قال نادر بجدية:
_ اهدي يا مصطـفي أنا أصلا مكنتش هعمل كدا، أنا بردو عارف حدودي كويس..
قـال طاهر بحسره:
_ طيب يا اخويا، أنت روحت اتقدمت و انت عندك فرصـه وأنا هروح أنام.. والله مش بحسد أنا بقر عليكم يا ولاد المحظوظه..
نظر الإثنيـن له بتعجـب وهو يتحـرك لشقتـه، أغلق الباب خلفـه و جلس بالصـالة أمام التلفـاز، استيقظت والدته علي صوت التلفـاز فخرجت له..
_ اي يا طاهر أنت لسه صاحي؟ هتتأخر في الصحيان علي الشغـل..
جلست بجـوار فوضع رأسه علي كتفها دون أن يُجيبهـا فسألته بقلق:
_ مالك يا طـاهر؟!
قص لهـا طاهر كل ما حدث وكل ما كان يشعـر به، تنهد بتعب ثم قال بهدوء:
_ الحمد لله اني عرفت بدري واني متعلقتش بيهـا..
ابتسمت بأسي وهي تضم وجهه بكفيهـا وقالت بحزن:
_ طاهر يا حبيبي أنا أكتر واحده في الدنيا نفسي أشوفك بتحب و أشوفك عريس، بس الجواز محتاج مصاريف يا طاهر و احنا يا ابني خلاص مبقاش معانا..
وكأن طاهر استوعب الأمر الآن فنزلت دموعه:
_ انا عليـا لنادر 15 ألف و لمصطفي 20،ومبقاش في جيبي فلـوس، ومبقيتش عارف استلف من مين..
_ ليلي باعت الخاتم والاسورة وسابتلي فلوسهم، وحلفت عليا مرجعهاش بيهم، وقالتلي لما طاهر يسد كل ديونـه ومعتصم يقف علي رجله ويخلص كل علاجه يبقي يرجعهوملي اخر حـاجه…هي عارفه انك مش معاك تـاني وبتقولك اوعي تمد ايدك لسالم يبيع ويشتري فيك…
قال طاهر بحزن:
_ انا فعلا فكرت اطلب منه،ليلي زي ما تكـون حفظاني، تفتكري يا ماما هي لسه بتحبني؟!
_ طبعا بتحبك يا طاهر، بس مش الحب اللي كانت بتحبهولك زمان، ليلي شاركتنا وجعنا يا طاهر واكتر حد ممكن يحس باللي مرينا بيه، الحب مش بس بين اتنين، في انوع تانيه من الحب، بتكون أقوي وأنقي بكتير، علاقات بدون مقابل.. دا حب ليلي ليك أنت ومعتصم وليا وللبنات…
_ وأنا بحبها والله يا ماما ونفسي أشوفهـا مع اللي يستاهلها، نادر شكله فعلا بيحبهـا بس هي شكلها مش هتديه الفرصـه وانا مش عارف افضل ساكت، عاوز اساعدها تفتح قلبهـا تاني.. وبالنسبة للفلوس أنا قررت اخد قرض و ادفعه من مرتبي كل شهـر، نعيش علي قدنا احسن ما نبقي مديونين انا مش هقدر افضل كدا.. اي رأيك يا ماما؟! يعني لو المرتب نقص كل شهر الفين جنيه الدنيا هتزنق اوي معانا!!؟
قالت بتفكير:
_ انا هقولك حاجه، انت تاخد القرض بتاع ال 90 الف دا، وتسد دينك و بالباقي تفتحلك مشروع صغير..
_ طيب سيبيني افكر واسأل وأدرس الموضوع..
قالت بجدية:
_ حط في بالك ان مصطفي اتقدم لآية ولو وافقوا ودا غالبا هيحصل فمصطفي هيحتاج الفلوس عشان يجيب الدهب و نادر هيحتاج الفلوس عشان يعملولها خطوبة فلازم من نفسك يا حبيبي تردلهم الفلوس علشان مسئولياتهم..
_ معاكي حق يـا ماما..
بعـد مرور ثـلاثة أيـام أخبر يوسف مصطفي بالموافقـة علي أن يجتمع الجميع مساء اليوم للإتفاقيات وقراءه الفاتحـة..
قضت ليلي يـومها في منزل يـوسف مع آيـة لتختار ثيـابهـا وزينتهـا وهي سعيدة لأجل أخيها ورفيق عمرهـا سألتهـا صفاء:
_ ليلي أعمل حلويات ولا كفاية اللي اشتريناها من بره؟!
قالت ليلي بضحك:
_ ما كفاية يا طنط هو احنا وحوش، هتقضي وهتفيض دي كتير اوي أصلا، تعـالي بقي اقعدي وشوفي هتلبسي اي!!
قالت صفاء:
_ يا بنتي لسه هقوم أعمل عصاير و لسه هحط الفرش دا في الصالون علي الكراسي..
_ خلاص يا طنط روحي انتي اعمـلي العصير وهاتي الفرش أنا هوضب الصـالون..
_ مينفعش يا بنتي انتي من طرف العريس..
قالت آيه بإبتسامة:
_ لا والله دا انا حاسه ان ليلي اختي يعني اخت العروسة..
قالت ليلي:
_ والله اللي هيأكلني اكتر هبقي من طرفـه، انا ممكن ابيعكم في ثواني متثقوش فيا كدا..
ضحكت صفـاء و ذهبت لتُخرج المفارش ثم أعطتها ل ليلي وقالت بثقة:
_ يا بنتي عمرك ما تلاقي أحلي ولا أطعم من أكل خالتك صفاء..
دق طاهر باب الشقـة وهو يحمل كرتـونه بين يديه ويلهث بتعب وقال:
_ خالتو صفاء، ماما بتقولك طقم الصيني أهوه، وبتقولك لو عاوزة حاجة تاني قوليلها قبل ما تلبس وتطلع..
ابتسمت صفاء وقالت:
_ لا يا حبيبي كتر خيرها، أدخل حطه في المطبخ..
دقـت وعد باب الباب ونظرت للجميـع ثم قالت بإبتسامة:
_ مساء الخير، ألف مبروك..
ابتسمت صفاء:
_ الله يبارك فيكي يا حبيبتي، تعالي اتفضلي..
_ أنا قولت آجي بدري شوية لو حد محتاج حاجه اعملهـا..
_ كتر خيرك يا حبيبتي، تعـالي اقعدي مع البنـات هنا..
دلفت وعد وقالت بجدية:
_ لا انا مش جاية اقعد، انا جاية علشان اسـاعد، قوليلي بس اعمل اي انا مش غريبة..
خـرجت ليلي وقالت بإبتسامة:
_ هقولك أنا، هي لسه هتخرج الحلويات في الأطبـاق، ممكن تعملي انتي كدا، ممكن تساعدي طاهر..
نظر لهـا طاهر بصدمه، ما الذي تفعـله هذه الفتـاة، هو لا يريد الإختلاط أبدا بوعـد، دلف للمطبخ و وضع الكرتونه علي الطاولة و أخرج لها الأطبـاق وهي بصمت أخذت الحـلوي وبدأت بوضعها في الأطبـاق وهو يساعدهـا بلا حديث..
اما في الخـارج كانت تنظر بكـل شيئ برضا ولكنها فتحت عينيهـا بصدمه عندما وجدت نادر يدلف سريعا وصعد علي الكرسي بقدمه ممسكـا بعض الزينه يحـاول وضعهـا فصرخا به غاضبه:
_ نادر!! انا لسه حاطه الفرش وأنت بهدلتلي الدنيـا.. وبعدين اي الزينة اللي أنت جايبها دي هو عيد ميلاد!!
سألها بجديه:
_ وحشه بجد؟!
_ أيوا يا نادر دي عاوزة عيد ميـلاد، انا شايفة مفيش داعي للزينـة الموضوع مجرد قراية فاتحـة لسـه..
_ خلاص بـلاش.. صحيح يا ليلي، عقبـالك..
ضحكت ليلي وقالت:
_ عقبـالك أنت يا نـادر أنا خدت نصيبي في عمو ابيه سالم وخلاص..
_ وخلاص خلصتي منه قافـلة علي قلبك ليـه؟!
ابتسمت بألم وقالت:
_ انا مخلصتش منه ولا حاجه، ربنا العالم ان الكوابيس مستبتنيش في حـالي من يوم ما اتجوزته ولحد النهاردة، يوم ما أحس بالأمان يا نادر و محلمش بالكوابيس دي تاني وقتها هبقي صالحـه اني اتجوز تاني من غير ما اظلم الشخص دا معايا، انا مقدرش اظلم حد معايا و استناه يصلح اللي جوايا، ولو الشخص دا ليه معزه عندي مقدرش اعمل معاه كدا…
كان يعلم انها توجـه حديثها لـه، عيناها الحزينة أخبرته بكـل شيئ…
انتهوا جميعـا من أعمالهم و آتي الجميـع.. مصطفي و فاتن ومعتصم وفردوس، وأعمام و خالات آية فقط.. واقتصر الجمع عليـهم..
كان التفاق سلسا وتم سريعـا فأنطلقت الزغاريط من فم ليلي وصفق الجميـع بسعـادة..
جلس مصطفي بجـوار آية و مال قليلا تجـاهها وقال بهدوء:
_ مبروك..
_ الله يبـارك فيك..
_ علفكـرا انا عندي كلام كتير عاوز أقوله بس هأجله لحد ما نكتب الكتـاب علشان كل حاجه بينا تكون برضا ربنـا..
ابتسمت وأومأت برأسهـا توافقه في حديثـه.. وكما كانت هناك قلـوب مليئـة بالسعادة، وأخري تبحث عن الأمـان و أخري حزينـة وبداخلها جروح داميـة، فتح البـاب وصدع صوتا يعـرفه الجميـع:
_ يا أهلا بالكـل، أهلا بولادي و.. بطليقاتي..
كعـادتهـا تحركت تقف خلف طاهر و نـادر، تخشي أن يختطفهـا كالمرة الماضيـة فقد كان ذلك كابوسا بحق، و لكن عندما مر شخصا أخر خلفه علمت بأنها الآن ستعيش هذا الكابوس علي أرض الواقـع..
_ بابا!!!
قـال سالم بغضب:
_ بتضحكي عليا وبتزوري التحـاليل؟! وربي لأعلمك الأدب أنتي ودكتـور الغفله…
قال والدها:
_ انتي ازاي متقوليش انك اتطـلقتي؟ اربع شهور مش عارف انك اتطلقتي وقاعدالي هنا مع خالتك ولا كأن ليكي حـاكم!!؟
قالت فاتن بضيق:
_ اقصر الشر يا توفيق وسيب البت في حالهـا، مش كفاية ضيعتها وجوزتها لواحد اكبر منك أنت شخصيا علشان خاطر الفـلوس، وان ليلي ترجع عند واحد فيكم دا علي جثتـي…
قال توفيق بغضب:
_ لا.. ليلي هترجـع لجوزهـا و المأذون جـاي في الطريق..
ابتسم سالم وقـال بسخرية:
_ مستنيكـي تحت قدام باب البيت، يا تيجي بمزاجك يا إما أنتي عارفة هتيجي غصب إزاي…
تحرك للخـارج وشعـرت ليلي وكأن العالم حولها يتحرك في كل الاتجاهات، كل العالم يشاركها في نصيبها من الهواء واصبحت تختنق…
فلاش بـاك…
_ بـلاش علشان خاطري! علشان خاطري متضربنيش بالعصاية دي.. والله هعملك كل اللي أنت عاوزه..
~ اخر تحذير، لو مسمعتيش كلامي هكسرلك عضمك كـله…
_ خلاص والله هسمع كلامك…
تنفس بضيق وقال:
_ يلا ادخـلي جهزيلي الحمـام، وعاوز الماية سخنه مولعه فاهمه!!
اومأت برأسها وتحركت سريعـا للداخـل وفعلت كمـا أمرها، بعد دقائق سمعت صوته يصـرخ بهـا فركضت للداخـل وسألته:
_ اي اللي حصل؟!
قال بخبث:
_ دي الماية السخنه؟!
تحسست الماء بيدها ولم تتحمله حتي فقالت بتعجب:
_ الماية سخنه اوي اهي زي ما طلبت..
دفعهـا سالم بها فصـرخت متألمـه وجاهدت لتلتقط أنفاسها وترفـع جسدها من الماء السـاخن فنظر لها وضحك بسخريـة..
بـاك…
كـان جسدهـا يرتجف وأمامها يجلس نادر و طـاهر الذي يدرك معاناتها ونزلت دموعه رغما عنه، بينما اقترب مصطفي يضمها له وقال بحزن:
_ مش هسمحله، المرة اللي فاتت مكنتش موجود بس المرة دي علي جثتي يا ليلي..
نظرت ليلي لطاهر الباكي وقالت بألم:
_ هو عارف ان محدش يقدر علي أبوه.. صح! مفيش حل يا طاهر صح؟!
قال نادر بجدية:
_ أنا عندي الحـل..
نظروا له جميعـا فأكمل بجدية:
_ أنا هتجـوز ليلي…
نظـرت ليلي لـه بصدمة وبأعين باكيـة فأكمل حديثه:
_ ليلي أنا أصلا عاوزك، ولو انتي شايفة انك هتبقي ظلمتيني فأنا قابل بالظلم دا لو منك أنتي.. انا مش هسمحـله يا ليلي…
قـال طاهر بجدية:
_ وافقي، وأنا للأسف هاخد خطوة ضد أبويا كنت مأجلها لسنين، خدها يا نادر واتجـوزوا و ابعدوا لفترة..
اقترب يوسف وربت علي ظهر ابنه:
_ خلي بالك منها ومن نفسك..
قالت صفاء بحزن:
_ وافقي يا ليلي، والله مش علشان ابني بس انتي مش هتلاقي احسن من نادر….
قالت ليلي بإستسلام:
_ كتب الكتاب يكـون هنا قدام الكـل.. مش عارفة إزاي بس مصطفي هو اللي هيشهد علي عقد جوازي..
نظر لها الجميـع بصدمه فقـالت وعد بإبتسـامة:
_ أنا عندي الحـل..
وبالفـعل تم تنفيذ خطـة وعد وهي…صعد مصطفي وطاهر للأعلي وصعدوا للسطـح ومنه تحركوا لسطح جيرانهـم، كل الشكر للص الذي فعل ذلك من قبل، ركضوا الإثنيـن ليُحضـروا المأذون و صعد الجميع للأعلي لشقـة وعد بينما تحركت فاتن للأسفل لتُحضر أوراق ليلي وقسيمة طلاقها و ما يخصهـا..
حضـر طاهر و خلفه مصطفي والمأذون وصعدا لسطح المبني الأخر فقال طاهر:
_ يلا عم الشيخ، هننط للمبني التاني..
_ انط فين يا ابني انا راجـل كبير وليا احترامي وبعدين انا صحتي مش هتجيب المسافة دي..
قال مصطفي بإستعجـال:
_ يا عم الشيخ الموضوع ضـروري، يلا بسرعة الله يكرمك..
قال طـاهر:
_ أنا هسبق أنا وأنزل لأبويا أعطل فيه عشان ميشكش فينـا، وأنت خلص كل حاجه بسرعة، وأنت يا عم الشيخ انجز بالله عليـك ربنا يبارك يا رب دي ولية غلبـانه عندها سبع عيال وما صدقنا حد يرضي بيهـا..
_ لا حول ولا قوة الا بالله، خلاص شبكلي يا ابني..
_ شبكله يا مصطفي خلينا ننجـز…
قال مصطفي بضيق:
_ دا شكلها فاتحة الخير يا اية، ملحقناش نقول كلمتين علي بعض..
ركض طـاهر للأسفـل بينمـا ساعد مصطفي الشيخ ودلف بـه لشقة وعـد وجلس علي الأريكـة..
جلس مصطفي و نادر علي طرفيـه وقال:
_ بسرعة يا عم الشيخ الله يخليك..
قال الشيخ بهدوء:
_ بالراحـة يا ابني.. مش كدا هي العروسة هتطير..
قال معتصم بضيق:
_ مش هتطير والله ابويا هو اللي هيطيرنا كلنـا..
سأله الشيخ:
_ شكلك كدا واحد من السبعة..
سأله نادر بتعجب:
_ سبعة!!!!
قال الشيخ بجدية:
_ أيوا، الشاب التاني اللي كان موجود قال انها أم لسبعة أولاد…
فتحت ليلي عينهـا بصدمـه وتوعدت لطـاهر بالويـل، تنحنحت وقال بهدوء:
_ لا يا عم الشيخ، أنا معنديش أولاد… مطلقة من أربع شهـور..
قال الشيخ بإبتسامة:
_ اذا علي بركة الله.. أولا نبدأ بالتعريف عن الزواج و والواجبات والحقوق…
قاطعه نادر بضيق:
_ يا عم الشيخ احنا معندناش وقت، ادخل في الموضوع علطول..
_ حاضر يا ابني، قول ورايا.. اني استخرت الله العظيم..
ابتسم نـادر وهو يكرر خلف المأذون حـتي أنتهي الأمر و شهد كلا من مصطفي و يوسف علي العقـد و وضعت ليلي امضتهـا فقـال المأذون..
” بارك الله لكما، وبارك عليكما وجميع بينكمـا في خير “.
صعـد طاهر لهم بعدمـا اقنع والده انه سيذهب لإحضـارها وفعل ذلك ليبـارك لهـا، دلف للداخـل وابتسم بسعادة عندما علم ان الأمر تم، قال بحب:
_ ربنا يسعدك يا ليلي.. والله برغم كل العك دا الا اني بشكر الظرف اللي خلي الواد دا يتجوزك بالسرعة دي علشان خاطر كان لسه قدمنا موال وخطط بقي علشان نقنعك وحوارات.. بس الحمد لله..
قالت بهدوء:
_ هتكـون كويس؟ انا خايفه عليك منه؟!
قال بحزن:
_ هيعمل اي يعني يا ليلي؟! والله آخره يجيبه، ركزي أنتي في حياتك وأنا واثق في نـادر، وعاوزك تثقي فيه..
اقتربت منه وقالت بإبتسامة:
_ ممكن أقولك حاجه مهمه؟!
اقترب طاهر منها فهمست له ببعض الكلمات فاتسعت ابتسـامته ثم قال بسعادة:
_ طيب.. يلا خد مراتك يا ابني وأتكـل وأول ما قسيمة الجواز تطلع هبعتهالك.. يلا ربنا يحفظكم..
قال معتصم بإبتسامة:
_ خلي بالك منها يا نادر وافتكر ان عندها عيال يسدوا عين الشمس..
ودعهـم نادر وأمسك بيدهـا يصعدان للأعلي ليخرجـا بنفس الطريقـة، بينما في الداخل جـلس طاهر بأريحيه علي الأريكـة..
سأل مصطفي:
_ هنعمل اي مع أبوك يا طاهر؟!
قال طاهر براحه:
_ هنعمل اي يعني!!! ابويا يا مصطفي زمـانه وصل البيـت، المشكلة دلوقتي في ابو ليلي.. هو اللي معرفتش اتصرف معاه..
سألته فردوس بشك:
_ وابوك اتصرفت معاه ازااي يا طاهر؟!
………………………………………….
وصل الإثنيـن لمحطـة القطـر، قطع التذاكر لهما وجلسا بإنتظار القطـار فسألته بجدية:
_ احنا هنروح فين دلوقتي؟!
أجابها بإبتسامة:
_ هاخدك نقض اسبـوع في طنطا..
نظرت له بتعجب:
_ طنطا!!!!
ضحك وقال:
_ مهو احنا كنا عايشين فيها قبل ما نيجي القاهرة، وهنقعد فيها بس لحد ما طاهر يهدي ابوه، انما انا مش هفضل مستخبي العمر كله، انتي خلاص مراتي ومش هسمحـله يقرب منك، بس كله بالعقل بردو..
ابتسمت وقالت:
_ ماشي، طنطا طنطـا، جيالك يا سيد يا بدوي..
وصل القطـار للمحطـه فجلسـا به أمام بعضهم البعض فسألهـا نادر:
_ انتي مش زعلانه علشان اتجـوزنا!؟
_ لا زعلانـه ولا فرحـانه، انا كنت مسنودة في حيـاتي علي مصطفي وكمـان طاهر.. ودلوقتي هتسند عليك وعارفـة إنك مش هتسيبني أقـع… بس خليك فاكر يا نادر انك قبلت بالظلم بوضعـي… والمره دي أنا مش هعمل حاجه غصب عني ولـو أخرتها موتي..
عقد ذراعيه أمام صدره:
_ أنا بقي مبسـوط..
قالت بصراحه:
_ لا أنت عبيط يا نادر، اي يا ابني اللي يجبرك علي الرميه السودا دي.. نادر أنا بقايا أنثي، بكلمك كشخص بجد بيعـزك، ليه!! وأنت ممكن تاخد واحده تحبك و تكون سليمة نفسيا، أنا لا سليمـة نفسيا ولا جسديا، علامات الضرب اللي عندي هتفكرك كل يوم ان كان في قبلك حد في حياتي، احنا نتفق يا نادر بمجرد ما طاهر يحل الموضوع زي ما وعدني احنا نتطلق، وأنا والله هجيبلك عروسة محدش جاب زيهـا..
قال بهدوء:
_ وأنا مش عاوز غيرك يا ليلي..
قالت بسخرية:
_ مجـنون.
ابتسمـت بهدوء وشردت بالطـريق حتي غفت بينمـا هو كان شاردا بهـا هي….
………………………………….
_ يعني هتسيبـني لوحدي يا طاهر؟ وأعمل اي من غيرك!!؟
قال بحزن:
_ هرجـع في أقرب وقت صدقينـي، ماما انا مش هفضل ساكت عن عمايله دي كتيـر، لازم اتصرف معلشي خلينا نستحمـل..
قالت بآسي:
_ ماشي يا طـاهر اعمل اللي أنت شايفه منـاسب..
صمتوا عندما استمعـوا لصوت عالِ قادم من الشقة فوقهـم فصعد سريعـا ليجده والد ليلي ممسكا بمصطفي يحاول ضربه..
توفيق:
_ بنتي فين!!!؟
قال مصطفي ضاحكا:
_ بنتك راحت شهر العسل مع جـوزها…
اقترب طاهر يسحب مصطفي من بين يدي الرجل ثم قال بشماته:
_ بنتك اللي أنت بعتها مره علشان خـاطر الفلوس وكنت عاوز تبيعها تاني، دلوقتي جاي تسأل عنها!!! بنتك اللي بقالك أربع شهور متعرفش عنها حاجه!!، وأهو دلوقتي بمجـرد ما قولت لأبويا أني هرجع البيت مقابل ان يسيبها مفكرش ورماك انت وبنتك و وافق..
قالت فاتن غاضبه:
_ وخلاص يا توفيق، ليلي مبقتش تبعنا احنا، والله لو عاوزة روح خدها من جـوزها، ودلوقتي بقي.. الباب يفوت جمـل..
قال بصدمه:
_ أنتي بتطرديني يا فاتن!!!
_ اه بطردك…. يلا بقي مع السلامة..
تحرك للخـارج غاضبـا، صمت طاهر وتحرك خارج بيت مصطفي متعبـا ولكنه رأي وعد تنزل الدرج وتحمل طبق بيدهـا فقالت دون أن يسألها:
_ الطبق اللي كانت ليلي جايباه..
تحرك تجـاهها وقال بجدية:
_ أنا عرفت كـل حاجه..
هزت رأسها نفيا:
_ لا أنت متعرفش اي حاجه..
_ بس عـاوز أعرف، عرفيني النهـاردة قبل ما أمشي..
اومأت لها برأسها وقالت بجدية:
_ الحكـاية بدأت من شهر….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مؤامرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى