رواية حلا والفهد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بسمة شفيق
رواية حلا والفهد الجزء الرابع والثلاثون
رواية حلا والفهد البارت الرابع والثلاثون
رواية حلا والفهد الحلقة الرابعة والثلاثون
يوسف ( بصدمه ) – لاااااااااا
فنظر الجميع برعب و صدمه ….. ما هذا الأب الذى يقتل ابنه ….. هل الرحمه اصبحت معدومه ….. هل أصبح لا يوجد عزيز و لا غالى فى هذا الزمن …… هل الإنسان اصبح بشع إلى هذه الدرجه
ففكر فهد قليلا ثم نظر حوله و ابتسم بخبث لانه عرف ما سيفعله
فقام فهد من مكانه بسرعه و خفه دون أن يشعر به أحد كعادته …….. ثم دخل القصر بمكر دون ان يلمحه اى شخص فى الزفاف حتى يستطيع أن يفعل شئ لينقذ الطفل من بين يدين احمد …… فعندما فكر فهد ….. وجد أن باب القصر الذى يطل على الحديقه وراء المكان الذى به احمد تماما ……… فبأمكانه أن يمر منه و يقيده و ينقذ الطفل من بين يديه دون أن يشعر به
اما يوسف فأخرج سلاحه ثم تقدم من احمد بغضب و وجه السلاح نحوه
فقال احمد (بشماته ) – نزل سلاحك والا هموته
فقال يوسف ( بغيظ و عصبيه ) – هتموت ابنك
احمد ( ببرود ) – اللى خلى ابويا يحرق اخواته بدم بارد ….. انا بقى اللى ابنى هيحن عليا …. العرق دساس يا عزيزى …… ثم انى عمرى ما حسيت بيه انه ابن ليا و لا حسيت أن أمه تبقى مراتى
فقال يوسف ( بعصبيه ) – اد ايه انت بنى أدم زباله و حقير و حيوان و ********
احمد ( بأستفزاز ) – الفاظك يا جون …… ثم انت محروق عليه كدا ليه ….. فاكر انك هتقدر تنقذه ….. لا…… انا هموته قدامك دلوقتى زى ما موت ابنك قدامك وانت مقدرتش تعملى حاجه ….. فاكر ….. و بعدها بقى هموتلك حبيبه القلب نورهان هانم …… و بعدها هموتك انت بس هتاكد المره دى انك فعلا مت
فاغتاظ يوسف منه أكثر و عاده ذكره قتله لولده أمام عينيه و هو مضروب بالرصاص و مرمى أرضا لا يستطيع أن ينقذه ….. فأقسم أنه سينقذ الصغير من بين يديه ثم يحاسبه على جميع افعاله ….. سيذيقه العذاب الوان …. سيجعله يتمنى الموت ولا يطوله ….. سيجلعه يتمنى لو لم يولد من الأساس
فقال احمد ( بعصبيه و كره ) – انا مش خارج من هنا الا لما اخد روح كل واحد فيكم ….. بسببكم و بسبب عيالكم امى اتجننت ….. انا بكرهكم و بكره هيثم و امجد اللى كانوا السبب فى جنان امى يا هشام يا بحيرى ….. سامعنى …. سامعينى كلكم …. انا مش همشى من هنا غير لما اخد روحكم
فنظر له الجد بحده و تكبر و لم يرمش له جفن
فقال احمد ( بكره و عصبيه ) – عاوزينى اعفوا عنكم …. يبقى تخلوا هشام البحيرى يجليى و يركع عندى هنا ….. عشان اذله زى ما ذلنى انا و امى و فضل بقيت عائلته علينا ….. فضل مراتات اعمامى على امى….. و فضل ولاد عمى عليا ….. انا هتبسط و ابقى فى اقصى حالات سعادتى و انا شايفه تحت رجلى
فانصدم الجميع من كلامه و انتظروا تصرف الجد الذى لم يرمش بعينيه حتى و لم يؤثر به كلام احمد ابدا ….. و ظل يقف مكانه بكل تكبر و غرور و ثقه
اما يوسف فوصل لاقصى درجات تحمله و جهز سلاحه و كان سيصوب عليه …… ولكنه لاحظ فهد الذى يأتى من خلفه ببطئ و حرص ….. فشاور فهد ليوسف و الجميع بأن لا يبدوا اى رد فعل حتى لا يلاحظ احمد
فاقترب فهد من احمد و كان سيقيده ….. و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن …… فأحمد رأى فهد فى زجاج الزينه التى أمامه …… فالتفت سريعا و حاول ضربه بالسلاح فى رأسه
و لكن تفادى فهد الضربه بكل خفه و مهاره ……. فحاول أحمد أن يصوب على فهد و لكن امسك فهد بيده التى تحمل السلاح سريعا
فتقدم يوسف منهم بسرعه و خلص الطفل من بين يدين احمد …… ثم قدم أكمل و معه محمد و بدؤا هم و فهد فى تلقين احمد درس لن ينساه …… فبدأ أكمل يضربه بحده و غيظ كأنه ينتقم منه بدل والده على قتل والديه …… و محمد يضربه بغل و كأنه يأخذ حقه من كل اعامله معهم …… و فهد يضربه بقوه و كره كأنه ينتقم منه بدل والده على كل يوم عاش به هو و إخوته دون والدهم
فأعطى يوسف الطفل لاميمه ثم عاد الى احمد حتى ينتقم منه على كل ما فعله ….. فلقد حان وقت الحساب بينهم
فذهب لفهد و محمد و أكمل و جعلهم يبتعدوا عنه
ففهم فهد أنه يريد أن يأخذ حق ابنه الان مثلما فهم من جده أنه سبب العداوه بينه و بين احمد ….. فأخذ أخاه و ابن عمه و ابتعد حتى يعطيه فرصته ليأخذ بثأره
فأمسك يوسف باحمد الذى ينزف من عدة أماكن فى وجهه ثم بدأ فى ضربه بعنف و غل ….. فما فعله احمد معه اشعل نار الانتقام داخله و لن يطفئها سوى أن يأخذ حقه منه بقسوه و قوه
فظل يوسف يضربه بعنف و ينظر الجميع لاحمد بشماته ….. ثم رمى احمد الذى أصبح مشوه ولا يقوى على فعل شئ أرضا و سحب سلاحه و جهزه لإخراج الرصاصه منه فى قلب احمد
ولاكن قاطعه دخول الشرطه …. فأمسك به فهد سريعا و أنزل يده و قال
فهد – خلاص يا جون البوليس دلوقتى هو اللى هيجبلك بقيت حقك
يوسف ( بمراره ) – مش هرتاح يا فهد الا لما اقتله زى ما قتل ابنى قدام عينى و انا واخد بسببه رصاصه و مرمى فى الارض و مش قادر أنقذ ابنى منه
فهد – وحد الله ….. انت متستاهلش انك توسخ ايدك بدم زباله زى دا
ثم أمسك فهد السلاح من يد يوسف و رماه أرضا
فذهب العساكر نحو احمد حتى يقبضوا عليه
ولكن احمد قام سريعا و حمل سلاح يوسف المرمى ارضا و صوب على أحدهم و قتله
فالتفت يوسف و فهد بذعر ناحيته
فوجه احمد المسدس ناحيه يوسف و كان سيصوب عليه ….. ولكن يوسف كان أسرع منه و اخذ السلاح الذي فى حزام الضابط بجواره و صوب على قلب احمد فى اقل من ثانيه
صوب يوسف و قتل ذالك القلب الذى يملك من الحقد و الكره ما يجعل البحار جميعها سوداء و يجعل السماء دائمه الظلام و يجعل الشمس لا تنير من كثره حقده و كرهه و السواد بداخله
فقال يوسف ( بشماته و راحه فى نفس الوقت ) – مش قولتلك يا فهد انى مش هرتاح الا لما اقتله زى ما قتل ابنى
فأخذ الضابط السلاح من يده سريعا ثم قال
الضابط – كدا ولا كدا هو اصلا كان هيتعدم …. و انت كنت بتدافع عن نفسك و انا و العساكر و الناس دى كلها شاهده على كدا …. دا غير أنه صوب على عسكرى …. و دا كمان غير البلاوى اللى هو عاملها …. دا كان يستاهل أنه يتحرق حى مش بس يتعدم
فقال أكمل ( بشماته ) – اهو خد جزائه و غار فى داهيه زى أبوه
فقال الجد ( بود و شكر ) – اسفين يا جماعه على تعبكم معانا
الضابط – لا ولا يهمك يا حاج هشام ….. المهم تسلملى على الاستاذ هيثم و الاستاذ سعد …. و خصوصا الاستاذ سعد … دا راجل دمه شربات
الجد ( بضحك ) – يوصل يا حضرت الظابط
الضابط – طيب عن اذنك بقى انا هروح اشوف بقيت شغلى
الجد – اتفضل
و رحل الضابط حتى يكمل بقيت عمله فى المكان و يتصل بالاسعاف لتأخذ جثه احمد
فذهب يوسف نحو نورهان الممده أرضا سريعا و حملها بين يديه ثم صعد بها إلى غرفته حتى يتصل بالطبيب
فقال فهد ( بحده و تساؤل ) – الظابط دا كان بيتكلم عن ايه ….. هيثم مين و سعد مين اللى بيتكلم عنهم
فقال الجد (ببرود ) – هيثم و سعد البحيرى …. اللى هم ابوك و عمك ….. فاكرهم
فهد ( بسخريه ) – اه فاكرهم …. ابويا و عمى اللى ماتوا من 23 سنه…… صح
فجأه الصوت من ورائه – كدا برضه تفول عليا انا و عمك ….. مكنش العشم يا فهد
فالتفت فهد و أنصدم مما رأه و اصبح مثل التمثال مكانه لا يقدر على التحرك …… ولم يكن حال إخوته يختلف عن حالته
و صعقت حلا عندما رأت والدها و شعرت و كأن دلو من الثلج سقط عليها ….. فبدأت ترى غيمه سوداء أمامها ….. فاستسلمت لها و غابت عن الوعى
فخاف الفتيات و ذهبن نحوها برعب
فقالت اسراء ( بتساؤل ) – هما مين الاتنين دول
اسر ( بصدمه ) – دول عمى هيثم و عمى سعد اللى كانوا ميتين من 23 سنه
فانصدمت اسراء و بقيت الفتيات ثم نظروا بعضهم برعب و عادوا و نظروا الى هيثم و سعد بفزع …. ثم غابوا جميعا عن الوعى
و قالت تقى( بصدمه ) – هما …. هما ….. هما
ثم غابت عن الوعى هى الاخرى
فذهب الشباب نحوهم بفزع و حاولوا ايقاظهم و لكن بائت محاولتهم بالفشل
فقال أكمل ( بغيظ و خوف ) – يعنى هما مختفين بقالهم 23 سنه …. حبكت يظهروا يوم الدخله بتاعتنا
اسر ( بتهكم و هو يحاول إيقاظ اسراء ) – هى فيها دخله ….. دى شكلها خارجه يا اخويا
فاستطاع فهد أن يلملم شتات نفسه و نظر الى والده وعمه ببرود ثم ذهب نحو حلا و حملها و قال بحده
فهد ( بحده ) – كل واحد ياخد مراته و يطلعها فى اوضه امى ….. زمان يوسف كلم الدكتور فوق
وذهب بحلا سريعا الى الداخل دون أن ينتظر اى رد منهم
و خرجوا إخوته من صدمتهم بصعوبه ……. ثم اتبعوه الى الداخل …… و من بعدهم اولاد عمه و كل واحد يحمل زوجته
( بعد قليل من الوقت )
خرج الطبيب من غرفه اميمه و قال بعمليه
الطبيب – الحمد لله هما كويسين ….. انا اديت كل واحده فيهم حقنه و شويه و هيفقوا
فذهب سعد و فهد فى نفس الوقت نحو الطبيب
و لكن قالى سعد بسرعه للطبيب ( بلهفه و خوف ) – يعنى بنتى بخير يا دكتور
الطبيب – ايوا كلهم جوا كويسين ….. حضرتك متقلقش
فنظر فهد لسعد بغيظ
فقال سعد – بتبصلى كدا ليه ….. دى بنتى
فتجاهله فهد و قال للطبيب ببرود
فهد (ببرود ) – متشكرين يا دكتور
فقال الطبيب – العفوا يا فهد بيه ….. عن اذنكم
فهد ( ببرود ) – اتفضل
ثم قال ( بحده ) – انا داخل اخد حلا …… و اوضه البنات محدش يقرب منها غير الصبح ….. سيبوهم مع بعض انهارده محدش يجى جنبهم
فاغتاظ الشباب منه بشده و تمنى كل واحد لو يقتله الان
و قال محمد (بحده ) – بقولك ايه انتم حرين مع بعض …. لكن انا هاخد مراتى ….. و كمان مانت هتاخد حلا معاك …… و كمان نورهان فى اوضه يوسف ….. و لا هو حلال ليك و حرام على غيرك
فقال اكمل ( بغيظ ) – ايوا اشمعنا انت
جاسر ( بغيظ ) – ولا هو خيار و فقوس يا فهد
اسر ( بعصبيه ) – و كمان اشمعنا نورهان و يوسف سايبهم و جاى تمشى كلامك علينا احنا
فهد ( بحده ) – بس مش عاوز اسمع صوت حد ………. انا ماليش دعوه بنورهان و لا بيوسف و لو عاوز تاخد مراتك يا محمد ادخل خدها و انا محدش ليه دعوه بيا …..( ثم أشار على الشباب و قال )…… لاكن انتم بقى …. لو لمحت واحد منكم مقرب من الأوضاع دى ….. هيبقى اخر يوم فى عمره …… ساااااامعين
ثم دخل للغرفه مره اخرى تحت نظرات الشباب المغتاظه و الحارقه له
فقال جاسر ( بغيظ ) – اشمعنا هو يعنى
أكمل ( بحده ) – انا ماليش دعوه ….. انا هدخل اخد مراتى
مصطفى – يا جماعه صلوا على النبي …… فيها ايه لو سيبناهم بس انهارده يرتاحوا انتوا مش شايفين حالتهم
فقال اسر ( بحده ) – ونبى يا مصطفى مش ناقصه عقلك دلوقتى
جاسر – ايوا ….. انا هموت و اخد مراتى فى حضنى ياعم ….. هو انا مش هعرف اتلم عليها ابدا لا قبل الجواز ولا بعد الجواز
أكمل – ايوا …. انا كمان عاوز أخد مراتى من هنا …. و هو مش هيقدر يمنعنى
فقال مصطفى ( بحده ) – شوفوا يا شباب …. البنات تعبانين و لو واحد فيكم جه جنب الاوضه دى ….. انا بقى اللى هروح لفهد و اخليه يتصرف معاكم
فنظر الشباب له بحده و غيظ ثم صمتوا لأن مابيدهم حيله
فخرج هنا فهد و هو يحمل حلا ثم ذهب بها ناحيه غرفته بكل برود و هو يتجاوز والده و عمه و كانهم غير موجودين …… لكن منعته يد جده التى أمسكت يده بحده و قال
فقال الجد ( بحده ) – فهد …. عاوز اتكلم معاك
فقال فهد ( بحده و هو ينظر لوالده و عمه ) – مش انهارده يا جدى … ثم انا اللى هجيلك و اتكلم معاك لأن شكلنا كدا فيه بينا كلام كتير لازم يتقال
و ذهب بعدها ببرود و هو يتجاوزهم مره اخرى
فبدأ الشباب كل واحد منهم يلعن و يسب فهد بجميع الشتائم التى يعرفها
فقال محمد (و هو ينظر لوالده بعتاب و كأنه يوجه الكلام له ) – عن اذنكم انا داخل اخد مراتى عشان مسيبهاش لوحدها هى و ولادى
ثم دخل الى الغرفه و غاب بها بعض الوقت …. ثم خرج بعدها و هو يحمل زوجته و يتجه بها لغرفته و تصرفه لا يختلف كثيرا عن تصرف فهد تجاه والده و عمه
فذهب جاسر نحو والده و قال بتساؤل و عتاب
جاسر ( بتساؤل و عتاب ) – ليه ….. ليه تعيشنا كل السنين دى و احنا فى عذاب ….. هنت عليك انا و اخواتى …. بلاش انا و اخواتى …. هانت عليك مراتك…. حب عمرك …. دى كانت بتموت من غيرك … كنت بسمعها دائما و هى بتعيط و بتكلم صورتك و بتقول دائما أنها مستنياك زى المريض اللى مستنى دوا علشان يشفيه من مرض ملهوش علاج …… كانت دائما تقول انها متأكده انك هترجع …. و اديك رجعت و أنا متأكد مليون فى الميه …. أنها سامحتك من غير حتى ما تفكر أنها تعاتبك
فكان سيتحدث والده و لكن أوقفه قول جاسر الحازم
جاسر ( بحزم ) – متقولش حاجه ….. انا عن نفسى مش زعلان انك سيبتنا نعيش لوحدنا … لانى متأكد انك عندك أسبابك و انك كنت اكيد بتعمل دا لمصلحتنا ….. بس برضه مش قادر اسامحك على كل سنين البعد دى و اللى شفته فيها انا واخواتى ….. و اول ما فهد يسامحك و يصفى من ناحيتك …. يمكن ساعتها انا كمان اقدر اسامحك
ثم التفت لمصطفى و أكمل و قال بجديه و برود
جاسر ( بجديه و برود ) – انا هقعد اشرب فنجان قهوه لحد مراتى ماتفوق و ادخل اخدها
مصطفى – انت نسيت كلام فهد يا جاسر
جاسر ( بعصبيه ) – انا محتاج مراتى جنبى و مش هقدر اسبيها يا مصطفى …. و لو فهد اخد حلا … فهو أخدها لانه محتاجها جدا و محتاج حد يتكلم معاه و يلاقى حضن يحتويه مش عشان بس خايف عليها ….. و انا كمان محتاج مراتى زيه و يمكن اكتر منه … و كمان محتاج سوهيلا جنبى انهارده اكتر من ماهى محتجالى بكتير
فقال أكمل – احنا جاين معاك يا جاسر مش هنسيبك لوحدك …. كل واحد فينا يشرب فنجان قهوه لحد مراته ماتفوق و ياخدها ….. و انا بكره هعرف اتفاهم مع فهد
فقال اسر ( بمزاح حتى يلطف الجو قليلا ) – طب هو مينفعش انى أخدها من غير ما اشرب قهوه ….. اصلى مبحبهاش و بخاف احسن تسهرنى….. و انتوا عارفنى بنام من المغرب
أكمل – يلا يا جزمه قدامى على المطبخ عشان انت اللى هتعمل القهوه و تجيبهلنا كمان
فقال اسر ( بمرح و بصوت انثوى و دلع ) – امرك يا سيدى تؤمر بحاجه تانيه
فلم يستطيع جاسر أن يكتم ضحكه ….. و ضحك
فابتسم اسر بسعاده أنه استطاع أن يخفف على ابن عمه و لو بالقليل
فقال الجد ( بصدمه ) – هو الواد اسر جراله ايه …….. ماتظبط كدا يا واد مالك بتتمايص زى البنات كدا ليه
فقال اسر ( بمزاح و صوت انثوى ) – ايه مش عاجبك
فاندفع الجد نحوه و خلع حذائه و كان سقذفه به
و لكن هرب اسر سريعا قبل أن يضربه جده وسط ضحكات اولاد عمه
فقال جاسر – يلا يا شباب نشرب القهوه و نبقى نرجع للبنات كمان شويه
فرد أكمل – يلا
ثم ذهب الشباب حتى يجلسوا قليلا و يعودوا مره اخرى حتى يصطحب كل واحد منهم زوجته
فقال هيثم ( بأمل و حزن لوالده ) – تفتكر هيسمحونى زى امهم
الجد – متقلقش يا ابنى ….. إن شاء الله هيسمحوك …. دا روحهم فيك….. بس هما كرامتهم نقحه عليهم حبيتين عشان سبتهم المده دى كلها
سعد – يعنى هو كان بمزاجنا يا حاج ….. مانت اكتر واحد عارف اللى حصل
الجد – اصبروا يا ولاد ….. فرجه قريب
فقالا الاثنين ( بأمل ) – يا رب
فقال الجد – يلا روح نام فى اوضتك يا سعد …… و انت يا هيثم روح الأوضه اللى فى الاخر دى هتلاقى اميمه هناك …. لان البنات احتمال يفضلوا فى اوضتكم دى انهارده
هيثم – و ليه ننام من دلوقتى يا حاج …. ما تخلينا قاعدين مع بعض شويه
الجد – لا نقعد مع بعض ايه …. احنا لازم ننام لاننا ورانا اجراءات هنخلصها فى القسم بكره و كمان عندنا الايام اللى جايه عزا و شغل كتير …. فلازم نرتاح دلوقتى
سعد – ياااه يا حاج ….. بقى بعد كل اللى عمله دا ….. و برده هتعمله عزا و تحزن عليه
الجد ( بحزن لم يستطيع أن يداريه ) – فى النهايه دا ابن ابنى يا سعد ….. و عمر الدم ما يبقى مايه …… و دائما كان نفسى يرجع عن اللى هو فيه و عن سكه أبوه و يكون هنا فى حضنى احسن …. زى ولاد عمه ….. بس اهو كله قدر ربنا و مكتوبلنا
فقال هيثم – الله يرحمه و يغفرله يا حاج
الجد – يا رب
سعد – طب عن اذنكم انا رايح انام
هيثم – و انا كمان ….. تصبحوا على خير
الاثنين( فى نفس واحد ) – وانت من اهل الخير
الجد – يلا ….. أما اروح انا كمان انام احسن
سعد – فعلا …. روح نام احسن يا حاج
الجد – طب عاوز حاجه يا بنى
سعد – لا يا حاج تسلم
الجد – ماشى تصبح على خير
سعد – و انت من اهل الخير
ثم ذهب كل واحد الى غرفته
( فى غرفه يوسف )
كان يوسف يدور فى الغرفه قلقا و توتر و خوف على تلك النائمه أمامه ….. فحتى بعد أن طمنه الطبيب و قال له انها ستفيق و انها بخير …… و لكن فكرة أنه كان سيخسر اول فتاه يدق لها قلبه كانت تجعله يموت من الخوف ….. هو الآن يدعوا الله أن يجعلها تفيق و تصبح بخير …. و لن يتركها ابدا حتى يتزوجها و يجعلها ملكه و من نصيبه
فقطع سلسله أفكاره و خوفه صوت تململ تلك النائمه
فذهب نحوها بلهفه و انتظرها حتى تفتح عينيها
ففتحت نورهان عينيها ببطئ ثم اغلقتهم مره اخرى …. و ظلت تكرر الأمر حتى اعتاده عينيها على الضوء
فسمعت صوت يوسف و هو يقول يقول لها بلهفه
يوسف (بلهفه ) – نورهان …. انتى كويسه ….. حسه بايه ….. ردى عليا يا نورهان
فنظرت له نورهان و ظلت صامته قليلا حتى تتذكر ما حدث …… فتذكرت و فتحت عينيها على مصرعهما و قالت برعب و هستيريا
نورهان ( برعب و فزع ) – ابنى …. ابنى يا يوسف … ابنى فيه حد خدوا من بين ايديا ….. ابنى فين
فسيطير يوسف عليها و امسك يديها و قيدها بيديه و قال بخوف
يوسف ( بخوف ) – أهدى يا نورهان …. أهدى ابنك بخير …. احمد هو اللى خدرك و خدوا
فقالت نورهان ( ببكاء و رعب ) – احمد …. احمد خد ابنى …. زمانه قتله ….. لا …. لا …. ابنى …. لا
ثم عادت لحالتها الهستريا مره اخرى
فأمسكها يوسف و سيطير عليها بصعوبه مره اخرى و قال
يوسف – أهدى يا نورهان …. ابنك مامتش …. احمد هو اللى مات ….. سامعه….. احمد هو اللى مات
فتوقفت حركه نورهان و قالت بصدمه
نورهان ( بصدمه ) – مات
يوسف – ايوا …. مات …. اصلا الإنسان اللى زى دا ميستهلش أنه يعيش ….. دا بنى أدم جواه حقد و كره يكفى الدنيا باللى فيها
فقالت نورهان ( بدموع ) – يوسف …. احكيلى و قولى ايه اللى حصل …. انا مش فاهمه حاجه و خايفه
فاقترب منها يوسف و مسح دموعها بحنان و قال
يوسف ( بحنان ) – هحيلك…… بس متعيطيتش
فاؤمئت نورهان برأسها بالموافقه بسرعه
فحكى لها يوسف عن كل ما حدث …. من بدايه اخذ احمد للطفل و محاوله قتله ….. حتى قتل يوسف لاحمد ….. و لم تستطيع نورهان أن تسيطر على دموعها
فانهى يوسف حديثه عن ما حدث بقوله
يوسف – خلاص يا نورهان ….. سبب عذابى و عذابك انتى و ابنك فى الدنيا …. انا خلاص خلصتك منه اخيرا ….. و هنعيش و بالنا مرتاح
فنظرت له نورهان بصمت تام و لم ترد …… فخاف يوسف داخله …. لم هى صامته … هل كانت تكن له مشاعر ….. هل أصبحت تكرهنى ….. هل هى الان حزينه على زوجها و والد ابنها
فكان سيتحدث و لكن فاجأه شئ لم يتوقعه
فانورهان اندفعت نحوه و حضنته بقوه
فانصدم قليلا و لكنه حاول إمساك مشاعره و لم يبادلها ….. و لكنه لم يستطيع أن يصمد أكثر …. ( فقال فى نفسه ) …. فليذهب كل شئ عرض الحائط …. أنها فى حضنى الان
فضمها له بقوه و كأنه يريد إدخالها بداخل قلبه و ضلوعه حتى يشبع أنفه من رائحتها التى اسكرته
فقالت نورهان ( بدموع و هى تضم يوسف ) – شكرا يا يوسف ….. شكرا …. انا لو عشت عمرى كله احاول ارد ليك جميل انك أنقذت حياتى و حياه ابنى مش هقدر اردلك ربع الجميل دا ….. انت بطلى و منقذى
فقال يوسف ( بعشق و هو يتنفس رائحتها ) – جميل ايه بس اللى انت بتتكلمى عليه …. ابنك دا حته منى …. اينعم انا مش أبوه … لاكن انا حاسس أنه ابنى يا نورهان …. و حاسك انك …. انك … انك انتى كمان منى و ليا
نورهان ( بدموع و خوف ) – متسيبينيش يا يوسف …. انا ماصدقت لقيتك …. انت احسن حاجه حصلتلى فى حياتى
فاخرجها يوسف من حضنه و ضم وجهها بيده و قال بعشق و لهفه
يوسف ( بعشق و لهفه ) – مستحيل اسيبك ….. انا اللى بترجاكى انك متسيبينيش …. انا من غيرك اموت
فقالت نورهان ( بلهفه و عشق ) – بعد الشر عليك …. متقولش كدا …. دا انا اروح فيها …. انا مش ممكن اعيش من غيرك ابدا
فقال يوسف ( بعشق و هو يضم و جهها ) – قوليها يا نورهان ….. قولى الحاجه اللى هتخلينى اكون ملكك و كلى ليكى و تحت امرك العمر كله …… بس قوليها
نورهان ( بحزن و بكاء ) – مش هينفع يا يوسف ….. انا اكتر بنى ادمه زباله انت كنت ممكن تشوفها فى حياتك …. انا ماستهلكش و كمان انا مانفعكش
يوسف ( بعشق ) – يعنى هو انا اللى كنت ملاك يا نورهان …. انا كنت ازبل منك ميت مره …. و اللى انتى عملتيه ميجيش نقطه فى بحر اللى كنت انا بعمله ….. و انا عايزك بعيوبك قبل مميزاتك
فقالت نورهان ( ببكاء و قهر ) – حتى لو فى يوم كنت مرات عدوك
يوسف بعشق ( و هو يضع جبينه على جبينها ) – حتى لو كنتى اسوء واحده فى الدنيا دى …. كنت برضه هحبك و اعشقك
فانصدمت نورهان ….. هل اعترف لها الان أنه يحبها ام أنها تتخيل …. يا الله ارجوك لا اريد أن أكون اتخيل ….. اريد أن يكون اعترافه حقيقيا
فقالت ( بصدمه ) – انت …. انت …. انت قولت ايه
يوسف ( بعشق ) – قولت بحبك …. من يوم ماشفتك عند المطعم بحبك …. من ساعه ما عينى جت فى عينك بحبك ….. من ساعه ما حسيت انك مسؤليتى انا و أن ابنك هو ابنى حبيتك ….. قوليها بقى يا نورهان و متعذبنيش اكتر من كدا ….. ابوس ايدك قوليها
فقالت نورهان ( بعشق ) – بحبك يا يوسف ….. بحب
فالتقت يوسف بقيت حروفها بين شفتيه بقبله رائعه يعبر بها عن جميع مشاعره تجاهها ….. ظل يوسف يقبل تلك المصدومه و الخجله بين يديه بنهم كأنه يأكل حلوى طيبه المذاق حتى انقطعت أنفاسهم و شعر بحاجتها و حاجته للهواء ….. ففصل القبله و قال بعشق و هو يلهث
يوسف ( بعشق و هو يلهث ) – و انا بعشقك يا نورهان ….. بعشقك
فقالت نورهان ( بخجل ) – ايه اللى عملته دا يا يوسف
أسند يوسف جبينه على جبينها و قال بحب
يوسف ( بحب ) – اعذرينى…… بس كنت هموت عليها من ساعه ما شفتك
فخجلت نورهان و قالت – متنساش انى لسه مش مراتك و دا حرام
فابتعد عنها يوسف (و قال بحب ) – عدتك تخلص بس ….. و مش هخليكى تعدى من تحت ايدى و هتجوزك فورا
فابتسمت نورهان بخجل و لم ترد
فقال يوسف ( بوقاحه ) – طب قومى و روحى اوضتك عشان لو فضلتى تعملى اللى بتعمليه دا …. مش هخرجك من هنا الا و انتى فعلا مراتى
فنظرت له بصدمه و قالت( بخجل ) – يا قليل الادب يا سافل
فقال لها يوسف ( بخبث ) – انا قليل الادب و سافل كمان ….. طب تعالى بقى اما اوريكى سفالتى
ثم اندفع نحوها و حملها بين يديه
فقالت نورهان ( بفزع ) – يوسف …. نزلنى …. ميصحش كدا …. انسى اللى انت بتفكر فيه يا يوسف
فقال يوسف ( بحب ) – متخافيش يا حبيبتى …. انا بس هوديكى اوضتك عشان انتى لسه تعبانه و اكيد مش هتقدرى تمشى كويس بسبب مفعول المخدر ….. ثم انى مش هقرب منك تانى الا و انتى مراتى …. و البوسه دى فعلا كانت غلطه منى و انا مكانش لازم اعملها …. اوعى تكونى زعلانه
فقالت نورهان – لا مش زعلانه ….. بس نزلنى طيب
فقال يوسف – انسى ….. انا هفضل شايلك كدا
فقالت نورهان (بمرح ) – هتعود انا على الدلع دا كدا
…… و بعدين هو انا كنت ملكه ولا اميره
فقال يوسف ( بعشق ) – ايوا انتى ملكتى و انا واحد من رعيتك ….. ملكتى تسمحلى اوديها اوضتها
فاؤمئت نورهان رأسها بالموافقه و هى تبتسم بحب و سعاده
فذهب يوسف بها إلى غرفتها و كل منهم لا يكاد يصدق أنه اخيرا سيجتمع بالآخر و تخلصوا اخيرا من مشاكلهم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلا والفهد)