روايات

رواية حكاية ليله الفصل التاسع 9 بقلم ملك منصور

رواية حكاية ليله الفصل التاسع 9 بقلم ملك منصور

رواية حكاية ليله الجزء التاسع

رواية حكاية ليله البارت التاسع

رواية حكاية ليله الحلقة التاسعة

_ إيه يا ماما بتشديني كده ليه.
قربت من شنطة كانت ماسكاها، ابتسمتلي وفتحتها..
بصيتلها بذهول:
_إيه ده!
إيه اللي إنتِ جايباه ده يا ماما؟
– بقى كده بتستغفليني وتضخكِ عليا.
ده أنا أمك.
_ ضحكت عليكِ في إيه يا ست الكل، وإيه اللي إنتِ جايباه ده.
– فكراني مش هاخد بالي لما الاقيكِ لما الفساتين من عندك لما ومخبياها في أوضتك.
عملت نفسي متفاجأه: أنا يا ماما!
– ابقي اضحكي عليا حلو، أنا منسيتش الموضوع إياه ها، وال dresses دي مش هتتحرك من هنا سامعاني.
قطع كلامها صوت يونس اللي كان بيقرب من الاوضة، اتوترت، شلت الشنطة في الدولاب بسرعة.
” ليله، المايه غليت تعالي اعملي الشاي.”
خرجت أنا وماما وسط نظراتي الناريه الموجهه ليها، قدمتلهم الشاي..
….
_ صحيح يا عمي، أنا كنت بقول لـ ليله تنزل شغلها، بس قالتلي إنك رافض.
اتفاجئت من كلام يونس، بصيتله بدهشه نظرة معناها ” إنت بتقول إيه!”
تجاهل نظرتي بإبتسامه..
– أنا يبني؟
بصيت لـ بابا بذهول من ملامحه المُتعجبه من كلام يونس..
_ يعني حضرتك معندكش مانع، أصل قولتلها انزلي، أنا موافق معنديش اعتراض، قالتلي بابا قالي لأ يبقى لأ.
– مش أنت موافق يبني، يبقى أنا دخلي إيه بالموضوع.
ملامح الدهشة وسعت أكتر على وشي، بقى أنت يا حاج اللي بتقول الكلام ده، سبحان مغير الأحوال.
_ ميصحش بردك يا عمي لازم نرجعلك قدام حضرتك كنت معترض.
– يبني وأنا هعترض ليه، اتلاقيها قالتلك أي كلام عشان متنزلش،
بصلي وسألني بتعجب: أنا يا ليله يا حبيبتي قولتلك مفيش نزول؟
ضحكت: فشر يا حبيبي.
وخلصت القاعدة اللذيذه بسلامات وهتافات ونظرات ماما اللي بتأكدلي على شيء أنا مش فاهماه حقيقي، إلتفت ليونس أول ما قفلت الباب..
– على فكرة ده بيضحك عليك.
ضحك: عارف.
ابسطي يا ستي، ادي مشكلتك اتحلت.
بصيتله بعدم فهم..: إنت كنت قاصد؟
_ عشان بعد كده تسمعي كلامي.
ضحكت، فرحت إنه أهتم بموضوع شغلي واهتم إنه يكلم بابا…
……
عدى شهر على نزولي الشغل، ومن اتفاقنا 4 شهور..
وحشتني تمشيتي اللي في البدرية، نسمة هوا الصبح اللي بتتراقص مع خدي على أنغام خفية كل ده كنت مشتاقه له…
علاقتنا كانت بتتطور أكتر مع الوقت، بنقرب من بعض أكتر بدون وعي منا، مكنتش أتخيل ده ومش ده اللي كنت راسماه في بالي من أول يوم، من أول يوم وخططتي اتغيرت لما استقبلت ردة فعله، واتغيرت أكتر لما نظرتي عنه اتغيرت، بعد ما كنا أعداء، بقينا أصحاب.. بعد ما كنت مش بتطيقه وشايفاه مغرور، بقيت شايفاه جميل!
نظرة تانية اترسمت عنه هدت القديمة ومحتها…
اتغير كتير، وأبسط الحاجات إن حديثه مع نيره قل!
وقل كتير، مبقاش يتكلم معاها، اغلب الأوقات كان بيتجاهلها، كنت عارفه إن نيره بتحبه واللي فهمته من أسلوبه إنه ميعرفش إنها بتحبه وبيتعامل معاها زي ندى…
ومن ملامح التغيير اللي ظهر عليه كـ ربيع ازهر على وشه إنه بقى يقدر يسطير على غضبه، حسيته ابتدى يسترد نفسه اللي كانت بتضيع منه، حسيت بنظرة الشكر والامتنان منه اللي عمره ما حكى عنها، كانت عينه كفيلة بحكي حاجات كتير…
مواعيد شغله اتغيرت، مبقاش يتأخر طول الأسبوع، بقينا ننزل بدري أوي أنا وهو ونرجع بدري، كنت برجع قبليه بـ تلت ساعات أحضر فيها الأكل ويجي ويبدأ يحكي لي تفاصيل يومه من على الباب وقد إيه محمود كان لازم يشغل دماغه، بسمعه بإهتمام، بإصغاء ببقى مستمتعه وأنا بسمعه بإنفعالاته وضحكاته اللي بتتفاوت على حسب الموقف،
وببادله الحديث بعفوية وأنا بشاركه كل تفاصيل يومي واحده واحده، بنتسابق على مين يحكي يومه الأول، لوهلة كنا بننسى اتفاقنا، لغيناه أحنا الاتنين بإتفاق مشترك بينا مأعلناش عنه، اكتفينا بتجاهله أو تجاهل الحديث عنه…
******
رجعت في يوم بدري نصايه عن المعتاد بتاعي، من عادتها اللي جعلتها عادة ليا إنها بتستناني وتقابلني بلهفة بتخليني متحمس وعايز أرجع بدري عشان أشوف لهفتها وشوقها اللي بتحكيهم عينيها واللي عمرها ما قالته..
فنحت الباب والغريب إني ملقيتهاش!
من النادر أو يكاد ينعدم إني ملاقيهاش قدام الباب وبالذات قبل ما تنزل الشغل كنت بحس بيها وهي بتقوم بسرعة أول ما تسمع تكة مفتاحي، ولو ملقيتهاش بيبقى لـ سببٍ ما،
لسه كنت هعلن وصولي واندهلها بالدلع المُحبب ليا، وقفني صوت بكاء، اتخضيت، روحت بسرعة اشوفها، كانت بتعيط في المطبخ، جريت عليا وأول ما حست بقربي مسحت دموعها بسرعه وبصيتلي،
كان وشها أحمر، عينيها محمره وأثار الدموع بتتفاوت على وشها كأنها تقصد تزين وشها، مفيش ثواني وكانت الدموع بتتسابق على خدها..
بصيتلها بلهفه..
_ ليله، مالك في حاجه حصلت في الشغل؟
بصتلي بإيماءه لأ.
_ حد ضايقك؟
أمائت بـ لأ.
اتكلمت من بين دموعها: الجلاش..اتحرق، معرفش ليه مع إني كنت ظابطه التايمر ومركزه معاه، يدوبك غبت دقائق لقيته بقى كده..
كانت بتتكلم بسرعة، كأنها بتبرر مشكلة كبيرة حصلت، انهت جملتها ودموعها كانت بتسابقها، قربت منها، خدتها في حضني برفق وطبطبت عليها، تبتت فيا وانهارت في البكاء، كانت هتفلت مني ضحكة على تقلبها اللي مش فاهمه بس لحقت نفسي بإبتسامه..
كانت أول مرة نبقى بالقرب ده، مكنتش عايز اسيبها، إحساس غريب أول مرة احسه، مبسوط، متوتر، قلقان، ميكس غريب معداش عليا قبل كده، فضلت اطبطب عليها وأهدي فيها، لحد ما هديت، سحبت نفسها مني بهدوء، اتوترت،
ابتسمتلها ومسحت دموعها… وقولت عشان انهي توترها: اللي يشوفك وإنتِ زعلانة على الجلاش ميشوفكيش وإنتِ الضحكة من الودن للودن لما حرقتي الغدا كله.
ضحكت: ااا..معلش لو….
قطعني: هرمونات؟
فهمتك خلاص.
ضحكنا وتداركنا الجلاش المحروق…
*****
“إنتِ فين، اتأخرتي انهارده، أنا في البيت.”
….
” تمام، يلا متتأخريش”
روحت البيت وملقيتهاش جت، استغربت، رنيت عليها، كان باين على صوتها التعصب، مضايقه من حاجه…
كانت قربت، روحت أحلق ذقني، حسيتها طولت حبتين، قلعت التيشيرت واندمجت مع ذقني، كنت مركز وأنا بحددها، احد ما لقيتها فجأه واقفه قدام باب الحمام…
_ ثواني بس هي مين أصلًا؟
تكونش فاكرة نفسها مين؟
اتخضيت لما شوفتها قدامي، محسيتش بمجيها ولا بصوت فتح الباب، كنت مركز أوي في التحديد اللي جلّى مني أول ما سمعتها…
– إيه يا لول، حد يخض حد كده.
اهدي بس كده يا باشا، قوليلي إيه اللي حصل.
فلت جرح بسيط، مسحته بسرعة ورجعت أكمل ذقني وأنا مستمع ليها..
_ الهانم بتعدل عليا وتنظر كمان، تكونش فاكرة نفسها بقت مديرتي بجد،
قال أنا مش فاهمه الشغل عشان بقالي 3 شهور اجازه، جايه تعلمني شغلي بنت إمبارح…
فوقي يا حبيبتي إنتِ لسه ماسكه من يومين ومؤقت كمان..
لأ وكمان بتتريق على اسمي،
اسمك ليله إيه الاسم الغريب ده هو ده اسم، دي بتقولي ليلي يا يونس!
بسخرية بسيطة: ملهاش حق يا لول.
_ فوقي يا حبيبتي ده أنتِ اسمك سوسن،
بجد مش هعرف أتعامل معاها، أنا عايزه زياد يرجع مليش دعوة.
سبت المكنة وبصيتلها بحده: زياد مين؟
ملامحها اتغيرت وقالت بنبره تبرير: زياد اللي مسكت بداله لحد ما يرجع من اجازه جوازه.
– ااه بحسب..
وبعدين فيها إيه أما تقولك ليلي يا لول، الاسمين قريبين من بعض.
_ فيها إيه!
فيها حاجات كتير، أنا اسمي ليله يعني one night، مش ليلى.
ابتسم: ماشي يا night.
بادلته الابتسامه…
انتبهت أخيرًا إنه بيحلق.
_ يلهوي أنا كل ده قارفاك بشغلي ومشاكله، كملت بسخريه: اتلاقيك بتقول ياريتك ما نزلتي صدعتيني، أنا آسفه حقيقي بس أنا بحب أحكي و….
ساب المكنة وبصلي بتركيز بابتسامه: ومين قالك إني مضايق؟
أنا حابب اسمعك، وبتبسط وإنتِ بتحكي.
ابتسملته وكنت لسه هخرج وقفني صوته:
– هاتيلي تيشيرت وهتلاقي شورت أسود برا، هاتيه، هاخد شاور واجي.
” خرجت بعد ما أدركت إننا كل ده بنتناقش في الحمام وإنه من غير تيشيرت، حسيت إني اتحرجت، كنت متعصبه من سوسن، أعتقد إني مهتمتش أوي لـ مكان كلامنا…”
*******
_ اتصلت بيك كتير انهارده مرديتش ليه؟
– الخط بتاعي مش عارف ماله بقاله كام يوم، فيه مشكلة عايز أكلم خدمة العملاء.
_ طب ما تشوفه ماله.
– هشوفه أنا بس مكسل، بقولك إيه أنا هنزل نصايه وهاجي عايزه حاجه من تحت؟
_ لأ.
*******
_ حبيبتي أنتِ مش فهماني أنا بقالي ساعة wait وبقولك إن المشكلة مستجىل.
-….
_ آه، خطي معلق بقاله أسبوع والموضوع بالنسبة لي ضروري ومستعجل.
-…..
_ أيوة يونس طلال أحمد، متسجل بالاسم ده.
” دخلت الشقة وقفني صوت زعيقها وسبابها، فضلت واقف وراها مبتسم وأنا بتفرج على شخصيتها اللي معرفش رقم كام وهي بتنفعل على موظفة خدمة العملاء عشان بقالها ساعة wait، اللي اكاد اجزم إنها مكملتش نص ساعة…
خلصت المكالمة والتفتتلي، كنت واقف مايل على باب الأوضة مربع إيدي ومبتسم…
_ بتعملي إيه يا عسل.
– رن كده عليا وشوف الخط تمام؟
…..
…..
_ تمام،
كمل بسخرية:
بس إيه ده،
بنزعق ونتخانق وشوية وكنتِ هتنطي للبنت من السماعة، ومن يومين كنتِ بتعيطي على الجلاش، دي الشخصية رقم كام دي.
رديت بعفوية: إنت هتمسكهالي ذلة بقى، كل ده عشان…
قطع كلامي نظرته بابتسامته اللي وترتني.
_ عشان إيه؟
ابتسمت ببلاهه بداري ايها توتري: عشان يعني نزلت دمعتين، يأخي متبقاش قفوش كده.
– أخي بردك، قوليلي يا زوجي.
ضحكت: زوجي آه.
– مش الانسه صديقة البرنامج كانت بتقولك زوجك.
وشي احمر..
_ لا شكلك ظريف انهارده اجيلك بعدين بقى.
– استني بس..
مشيت وسبته وسط قهقهاته، روحت المطبخ، كنت بعيد الجلاش بعد آثار آخر مرة…
شوية ولقيته ورايا..
– لول،
بقولك إيه، تيجي نخرج؟
أحنا مروحناش في حته من ساعة ما اتجوزنا… بقالنا 4 شهور…تيجي نروح سينما؟
_ نروح ومنروحش ليه.
ندخل حفلة 10؟
– آه، كده كده بكرا اجازه، ومش قادر نروح عند ماما فـ نأجلها لبعده.
_ حلو.
– قوليلي بقى، بتحبي نوع معين، كوميدي، أكشن…
_ أي حاجه يا باشا، على زوقك يلا.
ابتسملي ابتسامه حسيت منها الخبث..
_ تمام.
……
– مقولتليش اسم الفيلم إيه.
_ مفاجأة.
– ربنا يستر.
_ ليه دايمًا بتفهم غلط..
مرضيش يقولي اسم الفيلم..
دخلنا السينما، كان بيبعدني عشان معرفش اسمه، حرص شديد إنه يحافظ على مفاجئته..
شوية ودخلنا..
كنت باكل الفشار وعلى وشي ابتسامه بصيتبه وقولت بسخرية..
– مدخلنا رومانسي ولا إي…
قطع كلامي المشهد اللي ظهر، اتفزعت، سبت الفشار من أيدي اتعدلت وبصيتله بدهشه:
– إنت مدخلنا رعب!
ضحك:
_ وطي صوتك، أهدي بس.. الفيلم حلو صدقيني..
هيعجبك..
اتعصبت منه، افتكرت ابتسامته الخبيثة، كان قاصد، كأنه عارف إني بخاف ومبحبش الرعب..
زحلقت نفسي في الكرسي…
لقيت نفسي بمسك إيده وتبت فيها أغلب الفيلم، وكان هو وسط ابتساماته…
_ ليله إنتِ كويسه؟
أنا مكنتش أعرف أنك بتخافي من الرعب.
ابتسمتله:
– أنا تمام مفيش حاجه.
‘ كنت عارف إنها بتخاف، بس مكنتش أعرف إنها مش بتحب أفلام الرعب للدرجة..
منامتش في العربية كعادتها، زحلقت نفسها في الكرسي، كانت بتبصلي بإبتسامه عشان تبينلي إنها مش خايفه ومش فارق معاها، بس كنت حاسس بيها، ودماغها اللي عماله ترسم لها أفكار مرعبة،
كنت بهزر معاها بس اضايقت لما خافت كده، كانت بتمسك في إيدي جامد وكنت ببادلها عشان احسسها بالأمان، كان هاين عليا اخدها في حضني واقولها متخافيش أنا جنبك، كان قصدي هزار يا لول، بس اكتفيت بمسكة الإيد. ‘
…….
وصلنا البيت، خرجت قطة فجأه، اتخضت..
_ متخافيش دي قطة.
بصيتلي بابتسامه:
– لأ أنا مش خايفه، القطة بس خضتني.
دخلنا، غيرت هدومي، كان انهارده دوري أنام على السرير، خرجتلها بعد ما غيرت، لقيتها حاضنه المخده جامد ومغمضة عينها..
_ بتعملي إيه.
اتخضيت، قومت اتعدلت:
– إيه هنام.
_ تعالي مش هتنامي هنا انهارده.
بصيتله بعدم فهم..
_ هننام سوا في الأوضة.
– ننام إيه؟!
_ ليله، إنتِ خايفه، وأنا مش هسيبك تنامي لوحدك.
– مين قالك إني خايفه، أنا تمام.
ركزت وراها وقولت بخوف مصطنع:
_ إيه اللي وراكي ده!
صوتت وقامت نطت من على الكنبة، جت جنبي ومسكت دراعي..
بتلعثم: فـي إيـه.
بصيتلها بإبتسامه:
_ قولتيلي إنك مش خايفه؟
شديتها من إيدها قبل ما تقول كلمة، خدتها معايا الأوضة..
_ أنا قولت مش هتنامي برا لوحدك، وبعدين هي أول مرة ننام جنب بعض؟
….
كنت متردد أقرب منها، مش عارف ردة فعلها، بس كنت حاسس بيها وعارف إنها خايفه، زعلت إني خوفتها كده، طردت الحسابات والافتراضات السلبية وقربت منها، حاوطتها بإيدي كـ تيست لـ ردة فعلها ملقيتش منها رد عكسي، اتشجعت وخدتها في حضني، كنت سامع ضربات قلبها، مسحت بإيدي على كتفها بلين، وهمستلها..
_ ليله أنا آسف أنا مكنتش أعرف إنك بتخافي من الرعب.
امائتلي براسها بمعنى ” تمام”
فضلت اطبطب عليها لحد ما هديت، عيني مغفلتش غير لما حسيت بنفسها انتظم واتأكدت إنها نامت..
…..
” صحيت لقيتني نايمه على صدره، البونيه اتزحلق وشعري اتفك، اتوترت، افتكرت إمبارح بليل، حاولت افلفص منه بهدوء بس لقيت قبضته اشتدت، فتح عينه وبصلي، كنا قريبين أوي من بعض، ابتسم..
_ رايحه فين، إنتِ كل مرة هتجري كده؟
قومت بسرعه وقعدت،
قام هو كمان، بصلي بعيونه بصه وترتني مع بإبتسامه كانت بتوسع أكتر، قرب إيده مني ولمس شعري بهدوء..
_ شعرك عسول.
وشي احمر، كنت لسه هرفع البونيه، مسك إيدي بـ لين ورجعها..
_ خليكِ سايباه شكلك جميل.
بلا وعيي مني لقيتني سبت إيدي ومرجعتش البونيه، ابتسمتله، من غير رد يقابل ابتساماته ليا اللي كانت موتراني، بعجز عن الرد قدامه، أقل كلمة بتوترني، إحساس غريب بحسه حتى الآن مش عارفه اترجمه، فضلنا باصين لبعض من غير كلام، قطع حديث عيونا اللي كان داير لفترة ..
_ ليله.. أنا آسف إمبارح عشان خدتك على فيلم رعب، كنت بهزر معاكِ مكنتش أعرف صدقيني إنك بتخافي كده.
رديت بعفوية:
– على فكرة أنا مش بخاف.
بسخرية: أيوة ما أنا عارف.
قومت بسرعة وحضرتلنا الفطار، بداية جميلة لـ يوم جميل، فطرنا سوا وسط حديثه عن قد إيه إنه مكانش يقصد يخوفني كده وإنه هيعوضني أكيد، وأنا بتصنع قدامه عدم الخوف وإني مكنتش خايفه من الأساس، وأنا عارفه كويس إني مكنتش هعرف أنام الليله اللي فاتت، حسين بالأمان لما حضني، فرحت إنه مرضيش يسبني أنام لوحدي وقت ما كنت خايفه، كانت تاني مرة يحضني، والغريب إني بحس بالأمان معاه!
امان عمري ما كنت أتخيل إني هلاقيه عنده، في قربه.
اتغدينا وشوية ونزل يقعد شوية مع صحابه قالي إنه مش هيتأخر لو خوفت ابعتله ماسدج أو أرن عليه، مكانش هينزل وكان مصمم يفضل قاعد معايا، بس أصريت إنه ينزل، كان بقاله كتير مشافش صحابه وعارفه أنه بيحب يقعد معاهم وإن قعدة القهوة شيء أساسي بالنسبة له، ومن بعد ما أشتغل بقى ينزل قليل، فً أصريت إنه ينزل..
دخلت البلكونة قعدتي المفضلة، وقررت انسجم معاها شوية، كوباية الشاي الجميلة وأم كلثوم اللي متقدرش تفارقنا..
سرحت مع الست اللي بتنجح كل مرة أنها تاخدني لمود غير المود… لقيت إيد بتتحط على كتفي فجأه، صوتت، لقيت الإيد اتحطط على بوقي،
سمعت صوت ضحك، بصيت بطرف عيني..
_ أهدي، أهدي، ده أنا.
عدى وقعد جنبي وأنا مبرقه، وبلث أنفاسي اللي تقطعت.
_ المفروض تكوني حفظتي يا لول، دي المرة الكام اللي تتخضي فيها في نفس الموقف.
بتلعثم: مش تنده.
_ بقالي ساعة بنادي عليكِ، حضرتك في دنيا تانيه.
…..
كمل بسخرية: لأ بس واضح إنك مبتخافيش.
ضربته بخفه على كتفه: آه مش بخاف.
طلعت بدري يعني؟
_ قولتلك مش هتأخر.
ضحكت..
– الله يرحم.. كنت بفضل مستناك للفجر…
وققني فجأه ابتسامته، بعد ما أدركت كلامي..
_ كنتِ بتستنيني للفجر؟
بتوتر: ااا، لأ قصدي كنت بفضل صاحيه للفجر وإنت مبتكونش لسه جيت.
ابتسم: ما أنا عارف إنك بتفضلي صاحيه لحد ما اجي وتعملي نفسك نايمه أول ما أدخل.
التفتله بعفوية: كنت عارف وبتتأخر؟
ضحك: يعني بتعترفي إنك بتستنيني؟
رديت بسرعة في محاولة مني لتغيير الموضوع: متردش على سؤالي بسؤال.
_ عرفت مؤخرًا ومن بعدها مبقيتش اتأخر.
رجعت ضهري وأنا بربع إيدي.
_ يونس إنت كنت بتسيبني طول اليوم لوحدي وأنا مش بحب أقعد لوحدي وبخاف انام.
– حقك عليا يا ليله، أنا فعلًا غلطت في الأول، حقك عليا.
ابتسمتله وعدلت قعدتي.
بصلي وقال بسخرية:
_ مردتيش عليا، كنتِ بستنيني ها؟
ابتسمتله: عايز إيه يا يونس..
آه كنت بستناك، وكنت كمان بسمع حديثك الشيق مع نيرة “كملت وأنا بقلد طريقته” آه يا حبيبتي، متقلقيش كله هيبقى تمام،
إيه حبيبتي دي ممكن أفهم.
انفجر في الضحك: أنا كنت بعمل كده!
– محدش بيشوف نفسه.
_ بتغيري؟
– آه حتى بص الدخان اللي طالع من دماغي.
ضحك: على فكرة في دخان طالع من رأسك بجد.
انهي جملته وانفجر في الضحك.
– يسلام بسلام، عسل.
_ يا لول ما أنا قولتلك اللي فيها، واعتذرتلك كمان.
– يونس، على فكرة نيره بتحبك.
ضحك وعمل صوت تريقه بفمه..
_ مين نيره!
مستحيل.
– …
_ إنتِ بتتكلمي بجد؟
– بتحبك.
_ إزاي، عمرها ما بينت!
– عمرها ما إيه؟
لأ هي مبينه وواضحة، إنت اللي…سوري في الكلمة غبي.
_ أنا غبي؟!
– قولتلك سوري بس دي حقيقة، وكلامك معاها بيديها أمل، وأنك حكيتلها على اتفاقنا بيعلقها بالأمل أكتر.
_ أنا معرفش بجد، ومقصدش إني اعلقها بيا!
ثواني بس إنتِ عرفتي منين؟
– عرفت.
_ ااه، مش ناوية تقوليلي بردك هما قالولك إيه ضايقك كده.
– محدش يقدر يضايقني، كده كده هما كلامهم مش مهم.
_ أنا أول مرة أعرف أنها بتحبني منك، دلوقتي، أكيد ندى متعرفش، لو كانت تعرف كانت قالتلي.
فلتت مني ضحكة عاليه، كتمتها بسرعة، ورديت بسخرية:
– آه يا عيني اتلاقي ندى غلبانه متعرفش.
_ إنتِ بتتريقي؟
– ندي إيه اللي متعرفش يا.. يا.. يا زوجي.
_ هسامحك عشان مقولتليش يا أخي وقولتي زوجي.
ضحكت:
– إنت مضحك بجد.
_ هعتبره إطراء.
…يعني ندى عارفه وبتستغفلني!
– خد التقيله، ولا بلاش.
_ انجزي.
– دي عي اللي بتوجهك ناحيه نيره.
_ إنتِ عرفتي الكلام ده منين؟
– اسمع مني.
_ أنا ابتديت أخاف منك.
– ابتديت؟
ضحك:
_ معاكِ حق، أنا المفروض أخاف من بدري.
… طب وهي ليه ندى هتعمل كده.
– مش بقولك غبي.
_ تاني؟
– يا زوجي.
…نيره تبقى انتيمتها، وبتحبك، وشايفه انكعمش بتحب حد أو مرتبط فـ أكيد هتحاول تخليك تحبها، وهي مش غلطانه فـ ده ما دام إنت مش بتحب، بس اسلوبها وحش شوية.
_ اممم.
– من رأيي، خد بالك من تصرفاتك بعد كده عشان متعلقهاش بيك أكتر.
رد وهو بابتسامه:
_ ومين قالك إني مش بحبها..
بصيت وابتسمت:
– إنت.
ضحك:
_ لأ حلوة، راحت عن بالي..
باظ المقلب.
ضحكت، لقيته بيبصلي بابتسامه عريضة..
_ تعرفي إن ضحكتك حلوة.
اتوترت ابتسمتله ببلاهه: هه، شكرًا، الله يكرمك.
_ رهيبه في الرد على الإطراءات…
ضحكت مع توبيخ داخلي: فضحتينا، اسكتي.
_ قوليلي يا ليله، إنت عمرك حبيتي؟
– احم، لأ، محبيتش قبل كده، كلها مجرد اعجابات مش أكتر.
ابتسم..، كملت:
إنت حبيت؟
_ لأ، نفس الاعجابات.
– أومال البنتين اللي ارتبطت بيهم.
_ كانوا لعب مش أكتر.
…مبسوط إن علاقتي بـ بابا اتصلحت، مش قادر اوصفىلك ده فرق معايا قد إيه وأثر عليا إزاي.
– واخده بالي.
بصلي بابتسامة متعجبه: ده أحنا بنهتم بقى.
اتوترت: هه، باين عليك، يراها من لا يرى.
_ في رأيك يا ليله لو كنا اتقابلنا في ظروف غير كده، كان ممكن نبقى اتنين متجوزين طبيعين.
ضحكت: أحنا خارقين ولا إيه.
_ هموت مرة من خفة دمك دي.
– يمكن..ويمكن لأ، منعرفش بكرا في إيه.
_ إنتِ مكنتيش بتطيقيني؟
ضحكت: بصراحه.. لأ.
_ بصراحه وأنا كمان.
اتلفتله: مكنتش بتطيقني!
ليه إنت تعرفني أصلًا.
_ ندى كانت بتحكيلي عنك، نفسي أعرف مش بتطيقك ليه.
– يا عم فكك، حبتني، كرهتني، مش فارقه.
_ إنتِ مكنتيش بتطيقني ليه؟
– كنت شايفاك تنك، اتنشن، بارد، مش لي دماغك حاجه غير العبث، هكذا يعني.
بسخرية: ياه كل ده فيا!
ضحكت: ما أنت مطلعتش كده.
_ طلعت إزاي.
ابتسمت ورديت بعفوية: طلعت جميل.
_ عيونك اللي جميلة عشان كده شايفاني جميل.
بصينا لبعض بابتسامه، بعد دقيقة كنا لاحظنا كلامنا، اتوترنا، كان بيحك راسه في دماغه بعشوائيه، وكنت بعدل كرحه الإسدال بذات العشوائية،
كلام طلع مننا من غير تفكير، من غير حساب، عقلنا استوعبه بعد ما لسانا قاله..
ضحكنا ببلاهه، وسرحنا مع النجوم… كانت قاعدة جميلة… خرجت فيها حاجات كتير كانت متشاله في ركن بعيد في قلبي مكنتش أعرف أنها موجوده غير لما طلعت بصدفةٍ ما…
سكتنا، تشاركنا الصمت والنجوم، اللي كانت بتزين السما وبتزين ليلتنا الحلوة، بتلمع وتلمع عنينا معانا،
بابتسامه كانت مرسومة على وشنا وأحنا بنتأمل جمالها، والقمر اللي اخترق سُحبه مُعلن وصوله، بدأ يتراقص على نغمات خفية مع النجوم، ليؤدوا رقصة مميزة لأجل ليله مميزه، وكمل المشهد صوت الست:
الليل وسماه…ونجومه وقمره…
قمره وسهره…
وإنت وأنا..
يا حبيبي أنا..
يا حياتي أنا…
كلنا..
كلنا في الحب …سوا.
” حسيت بـ لمسه إيده اللي بتلامس إيدي بهدوء، لقيتني قربت إيدي منه وشبكت صباعي الصغير في صباعه الصغير، بحركة لا واعيه منا، وبندندن في نفس اللحظة”
يا حبيبي…
يلا نعيش…في عيون الليل…
ونقول للشمس…تعالي تعالي…بعد سنة.
مش قبل سنة..
دي ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة…
﴿ بريئه من أي حد هيسمع الأغنية ﴾

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية ليله)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى