روايات

رواية حكاية الاخوين الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حكاية الاخوين الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حكاية الاخوين الجزء الرابع

رواية حكاية الاخوين البارت الرابع

رواية حكاية الاخوين الحلقة الرابعة

……. لامت الفتاة أخيها على عدم اطلاعها على أمر خالته وحديثه معها فلو أنه كان قد اخبرها لأخذت حذرها ولا خرجت الأشواك المزروعة قبل هبوط الطير
بقيت الطير تئن وتتوجع طوال الليل وهما يحاولان التخفيف عن آلامها بنزع الشوك والإبر المغروسة في جسمها والتي كانا كلما نزعا شوكة أو إبرة منها تدفق الدم من مكانها بغزارة
حتى تمكنوا من انتزاعها كلها وباتت كعادتها تحرسهما حتى الصباح وهي تغالب آلام جراحها وقبل رحيلها أخذت تودعهما وتقدم لهما نصائحها قائله : اسمعا يا أطفال اسمعاني جيدا
قد لا أجيئكما ثانية وقد لا تشاهداني بعد اليوم فالأشواك قد مزقت جسمي ونزف من جرائها دمي وجراحها تؤلمني ولكن عليكما التطلع نحو الأفق المقابل قبل الغروب
فإذا رأيتما سحابة بيضاء ظهرت منه فانتظرا مجيئي وإذا رأيتما سحابة سوداء ظهرت منه فلا تنتظراني ولا تبقيا في هذا الجرف الموحش عليكما تركه والبحث عن مكان آخر تبيتان فيه ليلكما.
مر النهار عليهما طويلا وثقيلا ومثـقلا بالهموم والأحزان وهما ينتظران غروب الشمس الذي سيحدد حياتهما ويقرر مصيرها فإما واصلا حياتهم في ذلك المكان إذا ما تغلبت الطير على جراحها لحسن التطواني و ستبقى ترعاهما وتزودهما بالطعام
وأما تغلبت الجراح عليها وأقعدتها عن المجيء وسارا في الوادي يبحثان عن مستقبلا يجهلانه وعند الغروب شاهدا في الأفق سحابة قاتمة تظهر من وراء الأفق فيئسا من مجيئها
ولم يجدا بدء من مغادرة الجرف والاتجاه نحو الوادي للسير فيه قبل أن يداهمهما الظلام lehcen tetouani
فآخذا يسيران والخوف يملأ نفسيهما حتى وصلا إلى شجرة كبيرة قاما بتسلقها ليحتميان بها من الوحوش وباتا طول الليل عليها وفي الصباح الباكر نزلا من على الشجرة وواصلا السير في الوادي الممتد على غير معرفة بالطريق أو بالمكان الذي سيستقران فيه
وعند منتصف النهار. شاهدا بيتا صغيرا يقع على مقربة من الطريق الذي يسيرون علية ففرحا بذلك وذهبا نحوه ليرتاحا فيه بعض الوقت وليطلبا من صاحبة التكرم عليهما بشيء من الطعام والشراب
وما أن وصلا الية وطرقت الفتاة باب البيت حتى أطلت عليها امرأة عجوز محدوبة الظهر شاحبة الوجه غائرة العينين ترسلان شعاعا متقدا أخذت ترحب بهما بحرارة وهي تمسك كل واحد منهما بإحدى يديها وتجرهما ورائها إلى الداخل .
كانت تلك العجوز هي الغولة تأكل البشر وتعيش في ذلك المكان مع طفليها وهما ولد وفتاة يتساويان في عمريهما مع عمري الطفلين اللذين يجهلان حقيقتها
وكانت ما أن فتحت الباب وشاهدتهما حتى منت نفسها وطفليها بوجبة غذائية دسمة فخرجت وجرتهم إلى المنزل وبالغت في إكرامها مما جعل الفتاة ترتاب في أمرها
فقالت الغولة متسائلة : من أين جئتما يا أبنائي وأين هم أهلكما الذين تركوكم تسيران في هذا الطريق الموحش لوحدكما
لم تجد الفتاة رغم حذرها من المبالغة في الحفاوة التي قابلتهما بها الغولة بد من أن تروي لها قصتهما كاملة عساها بذلك تستطيع أن تنتزع العطف من قلب الغولة التي قالت معقبة على كلام الفتـاة : الله لا يرحم أبوكما ولا سامحه سمع كلام خالتكما وطردكما من البيت من اجلها
أجلسوا هنا عندي يا أبنائي فالبيت كبير وخير الله واسع عيشوا مع أبنائي وسأعتبر أن الله رزقني أربعة أطفال بدلا من الاثنين
تظاهرت الفتاة بالفرح لعرض الغولة وبقيت مرتابة منها في أعماقها وآخذت تراقب تصرفها بحذر لترى ماذا هي صانعة بهما خاصة وانهما لم يكونا يعرفان أين سيبيتان ليلتهما إذا ما باتا عندها
كانت الغولة تقدم لهما عرضها السخي بإقامتهما مع طفليها في بيتها وهي تتشوق لهبـوط الظـلام لكي تبدأ في مداعبتهما مع أطفالها ومسامرتهم معا ليناموا مبكرين لتقوم بقتلهم أثناء نومهم وشويهم ثم أكلهم
إلا أن الخوف بقي يساورها من حدوث التباس لديها يجعلها لا تميز بين الطفلين العابرين وبين طفليها المتقاربين في أعمارهم فتقوم بقتل أبنائها بدلا منهما خاصة والأربعة ينامون معا بدأت تحدث نفسهـا: لابد من وضع علامة تميز بينهم قبل أن يناموا لأتعرف على الطفلين في الظلام
حدثت بذلك لنفسها وقامت تبحث عن العلامات التي ستضعها على الطفلين لتميزهما عن طفليها واستقر رأيها على وضع الحناء على أقدام أبنائها ووضع الرماد أقدام الطفلين الغربيين

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية الاخوين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى