روايات

رواية حكايات سنفورة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الجزء السابع والثلاثون

رواية حكايات سنفورة البارت السابع والثلاثون

رواية حكايات سنفورة الحلقة السابعة والعشرون

ودينـي دِينُ عِـزٍّ لستُ أدري أَذِلّةُ قومِي مِنْ أَينَ جاؤُوا ؟
_____________________
إقترب ليث منه بفزع وهو يهزه بجنون، صديقه وأخيه على وشك أن يفقده!!
“چوون اصحى ياچون.. ياقوم ياصاحبي لسه فاضل حاجات كتير هنعملها سوا” أخذ يتصفحه فكانت الدماء تُغطي جميع أنحاء جسده
بينما حور اخذت تحتنض رغد الجالسه جواره دون حراك
لاحظت حور تحريك يد چون ببطء، نظرت له بصدمه
“لييث ش.. شوف مامتش حرك ايده والله انا شوفته” قالتها حور بفرحه مما جعل ليث يلتفت له وقد بدأ الامل يدب فى قلبه
اخذ ليث هزه ودموعه تتساقط كطفل اوشك على فقد والداته تأكد من أنه مازال قلبه ينبض، لم ينتظر الاسعاف أن تأتي حتى حمله وذهب تجاه سيارته باقصى سرعه، ومعه حور وهى تسند رغد
وصلا الى المشفى بسرعه جنونيه، نزل ليث من السياره وهو يحمله ويركض به للداخل
“دكتوووور بسررعه” صرخ بهم ليث حتى اتوا ليأخذوا منه ثم دخل العنايه المركزه حاله الطوارئ
وقف الجميع ينتظره فى الخارج وهم يدعون له
اتي والد ليث بخطوات مسرعه
“لييث… ماله چون هو كويس!!” قالها بخوف شديد وكأن چون إبنه الذى انجبه، طالعه ليث بدموع وهو يردد
“أدعيله يابابا… تعبان اوي” أحتضنته والده فهو يعلم تعلق ليث به، وأيضا هو، الجميع يحبه بشده، لقد كان چون برئ يُشبه الاطفال فى طيبته مزحاته اللطيفه.. رقه قلبه
حاولت حور بث بعض الطمأنينة داخل قلب رغد وهي تلقى عليها بعض الكلمات لطمأنتها،.بينما رغد لم تكن معها من الاساس… مشهده والدماء تغطي جسده وهو مُلقى ارضا لا تستطيع إخراجه من عقله
لقد كان هول الفقد داخلها أكبر من أن تهدئة الكلمات
هل كُتب عليها الفقد؟ كلما احبت شخص فقدته كان يجب عليها منذ البدايه أن تعلم بأنها لا يجب أن تتعلق بأحد
لقد خسرت الجميع
أمسكت حور المصحف واقتربت من ليث وهي تضع يدها على كتفه”أمسك يا ليث… اقرله قرآن واستهدى بالله، إن شاء الله هيكون كويس” أخذه منها بيد مرتجفه وهو يتحاشي النظر مع الجميع
مر ساعتان وقد بدأ القلق ينهش قلبهم حتى خرج لهم الطبيب أخيرا، هرول الجميع نحوه وتحدث محمود والد ليث أولا
“طمنا يادكتور هو كويس؟” نظر لهم الطبيب بحزن وهو يُجيبه
“البقاء لله.. احنا عملنا اللي قدرنا عليه” القى الطبيب كلماته فى وجهم ثم رحل
خرجت شهقه صغيره من فم حور وهى تضع يدها على فمها، بينما ليث شعر وكأن الدنيا تدور من حوله…. هل فقد صديقه؟ بهذه السهوله.. قبل أن يفرح به
اخذ يتذكر لحظاته معا ومزحاته، آخر لقاء بينهم وهو سعيد لأجل انه أصبح مسلم
جلس محمود على اقرب كرسى له فقدماه لم تعد تحتملانه
اما عن رغد، كأنها إنعزلت عن العالم، لقد شهدت وفاه كل من أحبتهم… كانت فى كل مره تقاوم وتحاول تخطي الامر حتى اصبحت غير قادره، موت آخر شخص لها جعلها تشعر بأن عائلتها توفوا مجددا، لم تبكي حينها وتخرج ما داخلها
ظلت تراكم الامر داخلها حتى لم تعد قادره
بكت حور وهى تحاول أن تجعلها تستفيق
“اصحي يارغد فوقى.. چون مات يارغد ماات.. عيطي او صرخي” لم تستجب لها وظلت صامته وكأنها لم تسمعها
حتى بدأت تضحك بهستريا اقلقت الجميع عليها
“ههههههه…. ههههههه..ههههه… انا اللي غلطانه، كان لازم أعرف من الاول إن مينفعش احب حد، انا حاسه إني السبب فى موته عشان انا اى حد فى حياتي لازم يموت
ه.. هو مكنش يستحق ياحور انا السبب.. انا السببببب”
هنا وظلت تصرخ وتبكي بشده وتتذكر كل شخص توفى، والاسوء أن جميع من فقدت كان أمام عينيها، اذا أصبحت على تمام الثقه بأنها السبب
إقتربت حور وهى تحضتنها وتبكى، لا تدرى ماذا تفعل فهي تعلم مراره الفقد، فقد سبق لها بأن توفت والداتها واخيها
تساقطت دموع ليث بآلم، لقد رحل صديقه
وقف أبيه بتعب وهو يردف
“يلا عشان نجهز الدفن
♕سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم♕
وقف الشيخ يقرأ دعاء الميت بعدما صلوا عليه
يقف ليث ويشعر بأن قلبه سوف يتوقف من هول الموقف أمام القبر
هل سيجلس رفيقه هنا وحده فى ظلمات القبر؟ ماذا عن سؤال الملكين وعذاب القبر، كيف لهذه الدنيا أن تكون صغيره هكذا، بلحظه فقط غادر الحياه
كان يشعر بأن الموت بعيدا عنه ولا يفكر به مثلما نفعل أيضا، ولكن ها هي الحياه
اقترب الرجال ليضعوا چون داخل القبر وهنا فزع ليث وحاول منعهم، صديقه يخشي الظلام ويخشى الجلوس وحده
” لا لا مش هيدفن حتى بالليل.. ه..هو بيخاف من الضلمه.. خليها الصبح حتى” تحدث ليث مترجيا إياهم فقد حل الظلام وهو سوف يكون وحده
“القبر يابني مفهوش ليل ونهار، لو هو أعماله صالحه هتنر وله قبره، ولو لقدر الله وحشه…” صمت الرجل ولم يقوى على تكمله حديثه، ها هو أكثر سبب يستحق الحزن حقا
أن لا يعمل العبد لهذا اليوم ويستعد له وكأنه غدا
تم وضع چون داخل القبر، يشعر ليث بأن صديقه يناديه يترجاه الا يفعل به هذا، هل هو ايضا سوف يأتي لهذا المكان، فالقبر مرعب حقا
ها هم الجميع يرحلون ويبقى الميت وحده فقط، هاهي الدنيا التى نغضب الله من أجلها.. فانيه ورب الكون فانيه
صرخت رغد صرخه أخرجت كل ما بداخلها من آلم ثم أغمضت عيناها، لم تعد ترغب بالحياه بعدما خسرت الجميع، سوف تلحق بهم شعرت بالسوداء يحيط لها
مالبث حتى سمعت صوته الحنون ونور امامها
“هيا رغد أستيقظي.. انا هنا أمامك” لم ترد رغد بفتح عيناها خشيه أن تعود للواقع ويرحل سوف تكتفي بصوته داخل علقها، حتى تردد الصوت مره آخرى
هنا فتحت عيناها حتى وجدته أمامها بهئته التى رأته بها قبل الحادثه ونفس الملابس ولكنها غير ملطخه بالدماء
لا تعلم هل هى تحلم أم أنها اصبحت تتوهم، كل ما يهم الان أنه أمامها
نهضت من الفراش وهى تحتضنه بقوه حتى شعرت بأن أحد يجذها تتشبث فى ملابسه أكثر، لا تريد لهذا الحلم أن ينتهي وتعود للواقع
“ماتتلمي يابت وتبعدي عنه بقى” كان هذا صوت ليث وهو يجذبها بقوه إبتعدت رغد وهى تنظر للجميع حولها بصدمه
فچون يقف أمامها بهئته قبل الحادثه وليس به شيء
وحور ايضا وعمها محمد
“كل هذا لأجل مفجأتك؟ لم أفاجئكِ بعد الان” تحدث چون بضيق طفولى، ظلت رغد تنظر لهم بصدمه وهى لا تفهم شيئا
“ان.. انت ازاي كويس .. انا مش فاهمه حاجه، هو اى اللي حصل ”
#_________روان_الحاكم__________
“كتب كتابي أنا وروان بكره” أردف زين أمام الجميع عن موعد كتب كتابه صمت قليلا ثم تابع حديثه
“وفرحنا هيكون بعد علاج روان لما تخف” نظرت له روان بدموع “يازين بس…”
“من غير بس ياروان، لازم نكتب الكتاب عشان اعرف أكون معاكِ…هنقدر نتخطي الفتره دي سوا، دا إبتلاء من ربنا وانتِ أده”
إقترب منه عمر وهو يضع يده على كتفه”أنت هتاخد أغلى جوهره على قلبي عارف لو زعلتها” تحدث عمر بمزاح وهو يضيق عيناه ممثلا الحِده
نزع زين يده وهو ينظر له مُجيبا إياه”مجرد ما تبقى روان مراتي هخليها تقطع علاقتها بيك أصلا”
إبتسمت هي بهدوء من مزاحه، إقتربت ياسمين محضتنه إياها بقوه وهى تقول”أخيرا هتبقى مرات اخوياا ”
سرت قشعريره فى جسدها… هل ستصبح زوجته حقا غدا؟؟ تتشعر بشعور غريب، لم تتخيل بأن غدا زين سيصبح زوجها،
إقتربت منها والداتها هي الاخرى بدموع… أحتضنتها ألاخيره وهى حزينه لأجل والدتها”متعيطيش ياماما… انا هكون بخير، دا إبتلاء من ربنا ولازم أكون اده، كفايه عليا إنكم حواليا ودي نعمه فى حد ذاتها”
فرح الجميع لأجل ثباتها.. لم يتصوروا بأن تكون روان بهذا الصبر وتحديدا زين
“هطلع عشان أعرفهم بكره بخبر كتب الكتاب ونلحق نستعد… يلا يا ياسمين” وقبل أن يخرج إقترب من روان وهو يهمس بجانب أذنها دون أن يسمعه أحد
” فاضل يوم واحد كلها بكره… ساعات قليله وهتكوني….ح. لا.. لى ” نطق جملته الاخيره ببطء شديد
ثم رحل وهو يبتسم.. يتخيل إحمرار وجهها من حديثه،
دلفت روان حجرتها وهى تتنفس براحه كبيره وخوف من القادم، جلست على الفراش وهى تسند رأسها وتتذكر هذا اليوم…. والذى قلب حياتها رأسا على عقب
كانت تقف تستعد لمقابله زين اليوم، هاهو أتى لخطبتها
قاطعها رنين الهاتف… إلتقطته لترى من…؟
فكان المركز الاشعه، تذكرت أمر تلك التحاليل التى طلبتها منها الطبيبه، آجابت مسرعه لتعلم نتيجه التحاليل
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… نتيجه التحاليل طلعت يافندم، والدكتوره طالبه حضورك”
دق قلبها بشده وهى تتخيل أسوء النتائج
“ط.. طب.. هي نتيجه.. الت.. التحاليل كويسه…؟؟” سألتها بتوتر ونبره مرتجفه وهى تشعر بالخوف الشديد ولا تعلم مصدره
“الدكتوره طالبه حضورك وهتعرفى النتيجه هناك”
“تمام.. انا جايه إن شاء الله.، جزاك الله خيرا” أغلقت المكالمه معها وهى خائفه، كانت ستؤجل ذياره الطبيبعه ولكنها لم تستطع، قلبها يُخبرها بأن هناك خطب ما..؛
خرجت بعدما إرتدت الباقى من ثيابها دون إخبار والداتها كي لا تقلقها، معلله بأنها ستذهب مسرعه ثم تعود دون أن يُلاحظ أحد.. مسكينه لا تعلم ما ينتظرها..؛
وقفت تنتظر سياره لكي تقوم بإيصالها، أخذت تستغفر إلى أن أتت، ركبت السياره قاصده مركز الطبيبه، تابعت تسبيحها
“ماما ماما شوفى.. أشجار.. وك.. وكمان فيه عصافير
وبصى ياماما كمان دا فيه عربيات كتير، الحقي ياماما دي العربيات بتمشي” إلتفت جميع الركاب إلى مصدر الصوت
كان لولد فى التاسعه من عمره… ضحك الجميع عليه بسخريه، نظرت والداته بخجل ثم أردفت
“معلش… اصله مكنش بيشوف ولسه عامل عمليه وفتح… عشان كان مستغرب” حاولت والداته تبرير موقف طفله كى لا يسخر عليه أحد، فالجميع يسىء الظن بمن يراه ولا يعلم حقيقه من أمامه، إبتسمت له روان وكم سعدت بشده لأجله ثم طالعته وهى تردف
“أنت جميل اووي… وانا فرحانه عشان، مُبارك ليك يا بطل”
ضحك لها وهو يشكرها، توقفت السياره ونزلت هي
مشيت قليلا حتى وصلت، دخلت إلى العياده
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… لو سمحتِ أنا ليا ميعاد مع الدكتوره”
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إسمك اى”
“إسمي… روان” أجابتها روان بتوتر وهى تُفرك فى يدها
طالعت الفتاه الكشف أمامها وهى تُجيبها
“أول… اتفضلي استريحي نص ساعه وهتدخلي”
“كتير اووي النص ساعه انا مستعجله”
“آسفه يافندم بس الدكتوره عندها حاله جوه” تأففت روان بضيق.. سوف تضطر للإنتظار نص ساعه كامله هي هكذا سوف تتأخر وأيضا أكثر ما يُغضبها هو إلانتظار..
“تمام شكرا ليكي” تركتها ثم ذهبت لتجلس على مقعد ما
وهى تشعر بالضيق الشديد ولم تطق صبرا لمعرفه نتيجه التحاليل، أمسكت هاتفها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتي توقفت عند منشور ما “اقضى على فراغك بالقران” يالله كيف فاتتها تلك
أمسكت حقيبتها لتخرج المصحف ولكنها لم تجده،
تذكرت بأنها نسيته فى المنزل لأنها خرجت على عجاله،
حسنا لا بأس سوف تقرأ من الهاتف.. قد قامت بتحميل تطبيقي “أنا مسلم”،” والطريق إلى الجنه” وكلاهما يحتي على القرآن وايضا قصص الصحابه والانبياء.. الخ
فتحت واحدا منهما وأخذت تقرأ بخشوع حتى مر ما يذيد عن النص ساعه دون أن تشعر.. إن لم تكن تقرأ لكانت إشتعلت غضبا من كثره إلانتظار ولكنها لم تشعر بالوقت وهي مندمجه فى القراءه…؛
“آنسه روان… ميعاد حضرتك جه، الدكتوره بإنتظارك جوه”
توقفت عن القراءه وقلبها ينبض بشده، عاد لها الشعور بالقلق مره آخرى ولكنها تحاول طمأنيه ذاتها
“بس اهديي اهدي مش هيكون فيكي غير كل خير.. ايوه هبقى كويسه” أخذت تردد هذا الكلام داخلها حتى دخلت عن الطبيبه، طرقت الباب فسمحت لها الاخيره بالدخول
“تعالي يا روان اقعدي استريحي” حدثتها الطبيبه بلطف شديد، جلست وهى تشكرها، طالعتها الطبيبعه قليلا ثم أردفت بهدوء
“أنتِ جايه لوحدك! .. مفيش حد معاكِ؟؟” سألتها الطبيبعه مباشره، إبتلعت روان ريقها بخوق وقد تسرب لها القلق أكثر
“لأ… محبتش أقلق حد معايا” أجابتها بصدق، بينما صمتت الطبيبه ولا تدرى ماذا تفعل، لا يجب أن تخبرها خبر هكذا وهي وحدها.. ولكنها أيضا لا تستطيع إخفاء ألامر عليها..!
“شكلك ملتزمه.. وأكيد بترضى بقضاء الله وعارفه إن كل شيء بيحصل خير لينا” هنا وقد تأكدتت من جميع شكوكها، شحب وجهها وتسارعت دقات قلبها…صمتت قليلا ثم أجابت بنبره مرتجفه
“ااك.. أكيد يا د.. دكتوره”
“إنتِ عندك ورم على المخ” لم تجد الطبيبه مفر من أن تخبرها، وقع الخبر عليها كالصاعقه على الرغم من أنها كانت قد تنبأت بالامر، ولكنها كانت تحتاج ليكذب لها الخبر،
هل قالت الطبيبه بأنها مُصابه بالكانسر؟؟ هذا المرض اللعين الذى لم يُشفى منه أحد؟ بالطبع تمزح معها
“حضرتك بتقولى اى.. أكيد فيه حاجه غلط، راجعي بس التحاليل تاني من فضلك” حاولت التماسك وتحدثت وهى تعطي لنفسها بصيص من الامل لكن إنقطع داخلها حين اتي رد الطبيبه لها
“للاسف ياروان… التحاليل صحيحه” أكدت لها الطبيبه الامر وهى تُعطيها نتيجه التحاليل
أمسكت روان التحاليل بيد مرتجفه ودموعها تتساقط، طالعت التحاليل فكانت النتيجه إيجابيه
“متزعليش أكيد خير وهنقدر نلح…” قاطعتها روان وهى تقوم بغضب وتُلقى التحاليل ارضا
“كدب… التحاليل دي كدب وانا مش مصدقه انا كويسه مفياش حاجه” خرجت مسرعه دون سماع نداء الطبيبه لها، ترفض تصديق الامر هي مُصابه بهذا المرض اللعين الذى يم ينجو منه أحد، ومن تعابير وجه الطبيبه إستشفت بأنها فى مراحل متأخره منه
هل ستموت بكل تلك البساطه..!! يوجد اشياء كثيره لم تفعلها ولم تحققها بعد، لم تتزوج ولم تنجب الاطفال
ستموت دون أن تكون أم، والاحرى لم تلتزم بشكل كافى
توقفت عن تلك النقطه.. منذ أن بدأت فى طريق الهدايه وهى أصبحت دائما فى إبتلاءات، لم يحدث معها كل هذه حينما كانت بعيده عن الله، كان تظن بأنها حين تلتزم سوف تستقيم حياتها وستصبح سعيده أكثر مثلما ترى الملتزمين.. اذا ماسبب الذى يحدث معها اليس المفترض العكس، هي التزمت وتقربت من الله ما كل تلك الابتلاءات
لقد نسيت كل ما تعلمته من صبر.. نسيت بأن الله اذا أحب عبدأ آبتلاه ليطهره من ذنوبه، الله يريد لها الچنه لذا يبتلها
وسوس لها شيطانها وسولت لها نفسها بأن كل الذى تعاني الان بسبب التزامها.. حسنا لقد أتخذت قرارها ولن تتراجع فيه، سوف تعود لكل ما كانت عليه فى حياتها السابقه، وسوف تخلع هذه النقاب الذى لم يجلب لها سوى الابتلاءات لعلها تستريح قليلا.. شعرت بالدوار يعصف بها وصداع شديد كاد بأن يفتك رآسها وكان أول كلمه تخرج من فمها “ياااارب” تحدثت وهى تضع يدها على رأسها
لحظه هل قالت يارب!! هل لجأت الى الله؟ هي تعلم بأنه الوحيد القادر على شفائها ولكن صدمتها من معرفه خبر مرضها جعلتها غير قادره على التفكير بشكل صحيح
هي فقط تريد أن تستريح قليلا، وضعت يدها على آذنها وهي تصرخ من كثره الاصوات داخل عقلها”بس بقى كفايه… انا تعبت”
جلست ارضا فى تلك الحديقه تبكي بآلم، نظرت حولها للجميع فرأت كل من حولها سعيد ويضحك مع من معه
لا تعلم بأن الجميع مبتلى ومنهم أكثر منها، ولكن الانسان حينما يكون حزينا يرى الجميع سعيد عدا هو
“خلاص يابابا عشان خاطرى متعيطيش بقى… دا بدل ما انت اللي تحايلني”
جثت الفتاه الصغيره على ركبتيها وهى تمسح دموع أبيها وتحضتن وجهه بكفها الصغير
“مش احنا أتفقنا إننا هنصبر عشان ندخل الجنه ولا انت مش عايزلي الجنه بقى…” صمتت قليلا تتابع تعابير وجهه ثم تابعت حديثها
“ماما الله يرحمها قالتلي إن ربنا لما بيحب حد بيبتليه.. وكل ما الابتلاء كان كبير كل ما بيدل على حبُ ربنا لينا”
كانت روان تتابع حديثها بوهن، لا تفهم منها عن ماذا تتحدث تلك الصغيره، عمر الفتاه لا يتجاوز الرابعه عشرا
يبدو أن أبيها مريض وهي تواسيه
مسحت الصغيره رأس أبيها وهى تُكمل..
“الدكتوره قالت ليا إن فيه إحتمال إني أخف من الكا’نسر
وإن ماما حالتها كانت متأخره عشان كانت تعبانه، اما انا لسه فى الاول”
صُعقت روان من حديثها.. هل تلك الصغيره مُصابه بنفس مرضها، كيف لها بأن تكون بهذا الصبر والثبات.. فهي حتى لا تبكي
تُقسم لو أن أحد حكي لها هذا الموقف ماكانت لتصدقه لولا أنها سمعته بآذانها
“مش يمكن المرض اللي عندي ومش عاجبك هو سبب دخولي للجنه… وكمان عشان اشفع ليك يابابا، أول ما ادخل الجنه اول حاجه هطلبها من ربنا انت
بس توعدني إنك متزعلش لو انا جرالى حاجه”
هنا ولم يعد يحتمل والداها الامر، شدها لداخل احضانه وهو يبكي بقوه.. كأن هو الطفل وليس هي..
شعرت روان بالخجل من نفسها… كيف لفتاه صغيره مثلها بأن تُعطيها هذا الدرس، وكأنها آفاقتها مما كانت على وشك فعله
هل الله أرسل لها تلك الفتاه لتكون سبب فى صبرها؟ إبتسمت روان بدموع واخذت تستغفر بسبب تفكيرها، سوف تصبر على هذا الابتلاء وأيضا لم تُخبر أحد، ستتحمل لوحدها لكي تأخذ الاجر، سوف تقترب من الله أكثر ولكنها يجب عليها فعل شيء هام الان
مسحت دموعها وهي تقرر العوده ولكنها ستكون برفض زين، لا ذنب له لكي يتزوج بفتاه مريضه مثلها، قررت بأن تتصدى هى لمرضها بمفردها.. دون إخبار أحد
إستفاقت من ذاكرتها وهى تمسح دمعه فرت من عيناها
اخذت تردد الحمد، أغمضت عيناها براحه… هاهي غدا سوف تُصبح زوجته.. حلاله
♡اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم إنك حميدا مچيد.. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميدا مچيد♡
كان محمود يجلس وهو يتذكر زوجته بآلم
قاطع شروده رنين هاتفه، كان المتصل رقم مجهول… لم يُجب عليها حتي إنقطع الاتصال، ثم عاود المتصل مره آخرى.. أخذ محمود الهاتف وهو يجيب
“إبنك لسه عايش مامتش… لو عايز تيجي تلحقه تعالالي على المكان دا***”
إنقطع الاتصال مع وقع الهاتف من يده

يتبع…

لقراءة الفصل التالي :  اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى