روايات

رواية حكايات سنفورة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الجزء الحادي والأربعون

رواية حكايات سنفورة البارت الحادي والأربعون

رواية حكايات سنفورة الحلقة الحادية والأربعون

البارت الحادى والأربعون🌸
ﷲ يزوجكُنَّ
بِأحبِّ الرِجالِ إليهِ.♥
________________
تذكير سريع لأحداث آخر بارت وقفنا عنده
روان وزين اتجوزوا ووقفنا آخر حاجه لما رواحوا عند الدكتوره
چون أسلم ورجع لرغده واتقدملها وهي رفضت عشان مبقتش حمل تخسر حد تاني
ياسر مات بعد ماعرف الحقيقه
وليث ومحمود أتاثروا بموته وحور كانت بتحاول تواسيهم
وفيه تعديل بسيط حصل، روان لابسه الخمار فقط وليس النقاب
___________________
جلس كلا من روان وزين أمام الطبيبه التى تُتابع حالتها،
كان كلا منهما يشعر بالخوف الشديد من القادم وتحديدا زين الذى اخذت ضربات قلبه تتسارع بشده، أمسك يد روان فكانت شديده البروده، ضغط عليها برفق ، ُيرسل لها نظرات يبث الامان داخلها، يخبرها أنه معها
هزت روان رأسها بهدوء وهى تأخذ أنفاسها، رفع زين بصره عنها ووجه أنظاره للطبيبه للتحدث، عدلت الاخيره من نظارتها ، ثم أمسكت التقارير أمامها وأردفت:
“للاسف يا دكتور زين إن حالتها متأخره، المفترض إني مكننش اقول الكلام دا قدامها لكن انا تعمدت أنها تسمعه، لازم يكون عندها صبر وعزيمه إنها تتحمل اى حاجه هتمر بيها وتكون مُدركه للوضع اللي هى فيه وعشان كدا حبيت اوضلكم حالتها بالظبط، لازم تبدأ جلسات من النهارده لان كل يوم بيعدى بيكون خطر عليها ذياده”
مع كل كلمه تنطقها الطبيبه يذيد ضغطه على يدها وكأنه يرفض تصديق كل ما تتفوه به تلك الطبيبه ويخشى تركها
، لم تنطق روان بشىء ظلت صامته ماذا ستقول اذا؟ لقد رضيت بالامر عزمت الا تكون ضعيفه وستتحمل ما يحدث ولكن هل ستقوى على فعل ذلك؟
“تمام يا دكتوره، هنبدأ جلسات من النهارده” بصعوبه شديده نطق زين حديثه، لا يجب التأخير كما قالت الطبيبه
يصُعب عليه الامر، لكن ما باليد حيله، ليس بيده شىء سوى الدعاء..،
“اتفضلوا استريحوا لحين ما نجهز الاوضه” غادرت الطبيبه لتفعل ما قالت، أمسك زين يدها ثم خرجا لحين تجهيز الغرفه
“انا عارف إنك ادها وقويه وهتقدرى تتخطي كل دا وانا واثق فى ربنا إنه هيشفيكي”
هزت روان رأسها بإبتسامه وهى تود قول شىء ولكنها تراجعت، لاحظ زين ترددها ليقول
“عايزه تقولى حاجه؟ شوفى نفسك فى اى وانا هعملهولك”
ذاد توترها وأخذت تُفرك فى يدها كيف تخبره بما تُريده..
أتخبره أنها تُريد منه أن يحتضنها كي تشعر بالامان
فعاده روان منذ صغرها حينما كانت تشعر بالخوف او تحزن تحتضن من أمامها،ورغم أن زين أصبح زوجها الا أنها مازالت تخجل منه، مع ذياده توترها وإحمرار وجنتيها خجلا علم ما تريده منه ولكنه حاول المراوغه معها كي يُخرجها من تلك الحاله
“قولى يا روان متتكسفيش، دا انا حتى زي جوزك يعني”
وإن ظن أن بحديثه هذا سوف يرفع الحرج عنها فهو مخطئ، ما ذادها هذا الا خجلا
“هو… يعني.. ينفع. ت.. تح..”
“ينفع ت اى كملي؟”
صمتت روان ولم تجب لا تعلم كيف أصبحت خجوله لهذا الحد، هذا هو زينها الحبيب ماذا اذا؟، لم يُرد زين أن يذيد من إحراجها، إقترب منها… ثم وعلى حين غفله جذبها لأحضانه برفق وكأنها شىء ثمين يخشى كسره وهي كذلك بالنسبه له، مسح على رأسها برفق يُخبرها ببعض الكلمات التى طمأنتها، أستكانت روان بين يديه وهى تشعر بالراحه وتحاول تناسى الامر وما هي مقبله عليه،إرتاحت برأسها على أكتافه وظلت متشبسه به كطفله صغيره تخشى ترك والدها، إبتسمت بفرحه شديده لكون زين علم ما تريده دون التحدث متذكرا عادتها منذ أن كانت صغيره
أغمضت عيونها وهى تشعر بأنها أسعد شخص فى هذا العالم وقد تناست كل شىء حولها وتردد الحمد فقط
ما عن زين يشعر بتسارع دقات قلبه وعقله لم يصدق بعد، محبوبته أصبحت حلاله وبين يديه، وأن كان هناك بعض الصعاب، ولكن يكفى كونها داخل أحضانه الان، يشعر وكأن العالم بأجمعه بين يديه
لم يفق إلا على صوت عمر وهو يقول:
“الله الله بقى هي دي الامانه اللي مأمنك عليها يا زين؟”
إبتعدت روان عن زين بحرج وهى تنظر لعمر بتوتر ليس وكأن من كانت معه زوجها
“زوجتي ياحبيبي .. بفكرك لو كنت ناسي يعني”
قال زين حديثه بأريحيه، نظر له عمر بغيظ من هذا الزين والذى أصبح شخصا مختلفا عن زين الذى كان يعرفه، أقترب من روان ثم أحتضنها هو الاخير وهو يحاول تهدئتها، يُخبرها أنه معها ولن يتركها
“مكنش ليه لزوم تتعب نفسك وتيجي يا عمر” أردف زين بجديه شديده فهو لم يكن يريد أن يأتي أحد معه، هو كفيل لأن يهتم بها وحده وأيضا لا يريد لأحد أن يراها هكذا، ولكن كان لابد أن يخبر عمر ووالداتها
“أعتقد روان أختي ومينفعش اسيبها فى ظرف زي دا وعموما متقلقش انا مجبتش سيره لحد خال…” لم يكد عمر ينهى حديثه حتى وجد باقى العائله أمامهم
“غير دول بس” اكمل باقى حديثه حين أبصر الجميع أمامه، حيث كانت ياسمين فى المقدمه ومعها والده روان، وعمها وزوجته وأخيرا والدته
لم يكن يعلم بأن الجميع سيأتي بعدما أخبرهم
نظر له زين بضيق من تصرفاته الطائشه، لم يكن يريد أن يقلق أحد، هى أصبحت زوجته وهو فقط من له حق الاعتناء بها
اقترب الجميع من روان يحتضنوها، أدمعت عيونها بتأثر، لولا هذا الابتلاء ما كانت لترى نظرات الحب فى اعين الجميع
“جه ميعاد الجلسه، عمر خد الجماعه كلهم استريحوا تحت عشان مينفعش ندخل كلنا”
أومأ له عمر وهو يشير بيده للجميع، اما عن روان شعرت بالخوف يتسرب إليها مجددا، فماهي مقبله عليه ليس بهين، سوف تخوض تجربه ألم لأول مره
أمسك زين يدها برفق وسار معها
“الجلسه مش سهله ياروان، إفتكرى إنه إختبار من ربنا ليكي، لعلى الابتلاء دا يكون سبب لدخولك الجنه، افتكرى إن الجنه تستاهل انك تتعبي،الجنه اللي فيها مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيها الرسول والصحابه، كل التعب دا هيعدي وهتنسيه لكن أجرك وحسناتك عند ربنا مش هتروح
بعدين هتحمدي ربنا على الابتلاء دا وتقولى ياريت كنت فضلت عمرى كله كدا”
فى هذا اللحظه كانت تشعر بمشاعر عديده مختلطه
شعرت أيضا بالحماس، ستقاوم لاخر نفس بها، سوف تستعوض كل هذا عند الله لكى تأخذ الثواب،
وصلا الى الحجره المخصصه، أجلسها زين على الفراش
وهو يمسح على رأسها ثم بدأ يتلو بعض آيات الله بصوته العذب لكى يبث الامان داخلها حتى أتت الطبيبه وهى تقول
“ها يا روان جاهزه عشان نبدأ اول جلسه؟”
أرتجفت أوصالها بشده وخفق قلبها،ها هى أتت اللحظه التي تخشاها، نظر لها زين بألم ولا يدرى ما يفعل كي يخفف عنها الالم
“اى رأيك احكيلك قصص عن الصحابه طول الجلسه؟”
أومأت له روان بهدوء وداخلها يبكى خوفا، نعم هى رضت ولكنها تشعر بالخوف وهذا امر خارج عن إرادتها، بدأت الطبيبه فى عمل الجلسه فى الوقت الذى بدأ فيه زين الحديث:
“هحكيلك قصه جميله اوي وانا بحبها
قصه سميه بنت الخياط ودي اول شهيده في الاسلام،
لما اسلمت مكنش لسه فيه من الناس اسلم واللي بيعلن إسلامه معروف إن الكفار بيفضلوا يعذبوا فيه لحد اما يموت
المهم لما الرسول بدأ يدعي الناس لعباده الله وحده وللدين هي اسملت هي وجوزها وعيالها
فلما الكفار عِرفوا بإسلامهم خدوهم عشان يعذوبهم
وربطوهم في صخر علي رمال شديده السخونه من شده الشمس وفضلوا يعذبوا فيهم عشان يرجعوا ولكن هي مترددتش لحظه وحده
لدرجه كل ما الرسول والصحابه يعدوا ويشوفها بيتأثروا جداا، لما كان بيعدي كان بيقولهم صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنه، لم أشتد عذاب الكفار عليها الرسول طلب منها إنها تمثل انها ارتدت عشان يسيبوها ادالها الرخصه لكدا قالها قولى لقد تركت دين محمد، وطلب منها انها تسبوا لما أمروها انها تسب الرسول
تخيلو كان رد فعلها اي؟
قالت واللهِ اللسان الذي ينطق بإشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد عبده ورسوله لا يسب الرسول ابدا
تخيلو الرسول اعطاها رخصه انها تسبوا قدامهم او حتى تقول إنها إرتدت عن الاسلام عشان يتركوها هي وعيالها ولكنها مدام قلبها مليء بالإمان ولكنها فضت؟ شافت العذاب اشكال والوان وبرضو فضلت ثابته علي موقفها
ولما ابو جهل سب الرسول قدامها بصقت في وشه قام شاقها نصين؟
فضلت تتحمل العذاب وتشوف جوزها واولادها بيتعذوا علي حاجه لو عملتها كمان مكنتش هتاخد ذنب عليها ولكنها فضلت مُصره علي موقفها
شوفتي دلوقتي اى اللي حصل، هى بتنعم فى الجنه فى الفردوس الاعلى وابو جهل والمشركين فى النار
احنا جاين الدنيا عشان نبني لنفسنا مكان في الجنه
بل احنا مش عايزين الجنه بس احنا طمعانين في الفردوس الأعلى نبقي جيران الرسول والصحابه
تخيلي كدا تبقي عايشه مع الرسول والصحابه وفي الجنه كمان
اللي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر
طب تفتكري الجمال دا كله هيكون بالساهل؟ مش لازم نتعب عشان نوصل للي احنا عايزينه؟…. ”
كان زين على وشك إستكمال حديثه والموعظه من القصه ولكن أبصر وجه روان والذى شحب بشده، فى البدايه كانت تستمع لحديثه وتُحاول المقاومه ولكن يبدو أن قواها خارجت، كانت تضغط على يده بقوه وعيونها حمراء وقد تعرق جسدها وهى تُجاهد الا تبكى، شعر زين بأنه أخطا من البدايه، ما كان عليه أن يخبرها بما قد لا تتحمله الان ، كان من المفترض أم يخبرها القصه قبل الجلسه او بعد، فلا هى بسميه بنت الخياط ولا نحن بعهد الصحابه
فما ذادتها إلا عجزا وهى تكتم شقهاتها خوفا من أن يكون هذا عدم رضى
“عيطي ياروان، متكتميش جواكي.. صرخى ”
وكأنها كانت بحاجه لكلماته حتى إنطلقت منها صرخه مدويه فى المكان سقط قلب زين معها
أخذ تصرخ بشده وتبكى، لقد فاق الالم تحملها، تشعر بأن روحها تنسحب منها، سمع عمر صراخها فقد كان يقف بالخارج بعدما ترك الجميع، جلس أرضا وهو يبكى كطفل صغير، وياسمين تقف على بعد منه تتساقط دموعها وتدعوا الله لها
اما عن روان فقد كان سؤالا واحد كان يتردد داخل عقلها، ما الذى كان يحزنها قبل هذا البلاء، كانت تغضب وتتذمر وهي معافيه تماما وترى حياتها بائسه، الان فقط أدركت نعمه أن تجلس دون ألم، يالله لا يشعر بالنعمه الا من يفقدها
كانت روان كغيرها تتذمر على كى شىء وترى بأنها حزينه وحياتها ليست على ما يرام
والان ماذا؟ تتمنى فقط أن تعود لسابق عهدها دون مرض ولن تشتكى شىء،
حاولت تهدئه ذاتها وتحمل الم الكيماوى ولكنها لم تستطع حتى إذدادت صرخاتها مره آخرى هزت أركان الغرفه، سقطت دموع زين وهو عاجر عن فعل شىء لها يتمنى فقط لو يأخذ الالم عنها، فهو يشعر وكأن الم الكيماوى يسير داخل أوردته هو وليس هى، كان سينهار معها هو الاخر ولكنه تماسك على آخر لحظه، لا يجب عليه أن يضعف الان، يجب أن يمدها بالقوه لتحمل ذلك الالم الشديد
“اهدي يا حبيبتي اهدي يا روان هتكوني بخير، قاومي عشاني ياروان انتِ ادها، إفتكرى إن الجنه تستاهل”
“يا الله يا سميع… يا الله يا مُجيب يا غفور يا رحيم..”
تحولت صراخاتها إلى ذكر الله تعالى، أخذت تردد البعض من أسماء الله الحسنى
“يارب اغفرلى كل ذنوبي وذلاتي.. يارب ارزقني الجنه”
ظلت تدعو تاره، وتذكر اسماء الله الحسنه تاره، واخرى تبكى بالم حين يشتد بها الألم حتى وأخيرا بعد مرور ما يُقارب الساعه إنتهت الجلسه..،
أغمضت روان عيونها بألم وهي تبكى وتردد بين شهقاتها
“والله يا زين.. انا… انا. كنت هستحمل.. ومكن.. مكنتش هصرخ واعيط بس غصب عني مقدرتش.. انا والله راضيه ومش معت..”
“هششش خلاص كل دا انتهى والجلسه خلصت”
أحتضنها زين وهو يمسح على رأسها وقلبه يأن وجعا لاجلها، ياليته يستطيع تخفيف شىء عنها، ظل يربت على رأسها بحنان ويمسح دموعها، ثم قبل رأسها برفق
“خلصنا خلاص ومعدش فيه تعب، انسي كل حاجه وانا عارف إنك راضيه ومش معترضه، الالم كبير عليكي وعياطك دا نتيجه وجعك مش عشان انتِ مش راضيه”
أحتضن وجهها بين كفيه وهو يلقى عليها بعض الكلمات حتى هدئت تماما وتوقفت عن البكاء
“يلا عشان الكل مستنينا بره، وكمان عاملك مفجأه”
ساعدها زين للوقف وعدل ملابسها وأسندها عليه كي تستطيع السير، بينما فى الخارج كان يقف عمر وهو يبكى لأجلها، إقتربت منه ياسمين تعطيه مناديل وهى تبكى هى الاخرى، الجميع يعلم تعلق عمر بها
نظر لها عمر بين دموعه ثم أخذ منها عُلبه المناديل وأخرج منها واحدا لها وواحد لها ثم أعطاه اياه، أخذته ياسمين
“هى محتاجه اننا ندعيلها… ربنا الوحيد القادر على شفائها ولازم نكوت اقوياء عشان نقدر نقف جنبها لانها محتاجلنا فى الوقت دا ومينفعش نضعف قدامها”
أومأ لها عمر بإبتسامه وهو يجفف دموعه، إبتعدت عنه ياسمين ووقفت تنتظر خروجهما وهى تدعو الله أن يلطف بها، ولا تدرى ما فعلته خطأ ام صواب، ولكن هيئته وهو يبكى أوجعت قلبها حقا
بعد قليل خرجت روان وهى تستند على زين بعدما رفضت أن يحملها حتى لا تُقلق أحد، اقترب منها عمر وهو يحضنها مجددا، كما فعلت ياسمين هي الاخرى
وصلا لمكان جلوس الجميع، ركضوا جميعا لها يطمأنوا عليها، إبتسمت روان بتعب وهى ترى نظرات الحب بين الجميع وحاولت جاهده لان تبدو بخير كى لا تقلقهم،
“عمر.. وصلهم كلهم وانا هاخد روان أخرجها شويه”
رحب الجميع بالفكره فهى بحاجه لتغير مزاجها أثر الجلسه، وافق عمر وذهب مع الجميع، بينما زين أمسك يدها واوصلها لسيارته وركب جوارها،
توقفت السياره امام البحر، نظرت روان حولها كان المكان مزين بشده وحولها العديد من البلاليين باللون البنفسجى، أنزلها زين ثم سار بها تجاه الشاطئ، فقد اتى الى هنا خصيصا لانه يعلم كم تعشق البحر
طالعت روان المكان حولها بفرحه، وما ذاد فرحتها كون أن زين يتذكر كل صغيره وكبيره بها، عادت ببصره له وهو تقول من بين فرحتها
“زين المكان حلو اووي… عملت كل دا عشاني؟”
“لو معملتش كل دا عشانك، اعمله عشان مين؟”
إقتربت منه هى هذه المره ثم أحتضنته
“انا بحبك اووي يا زين.. انا مش عارفه عملت اى فى حياتي عشان ربنا يرزقني بيك”
نظر لها زين بفرحه، ها هي صغيرته عادت إليه من جديد لكن هذه المره وهى زوجته وحلاله،
“وانا بحبك من اول يوم ما اتولدتي يا روان، كنتِ اول حاجه أتمناها من ربنا ودعوتي الثابته فى كل صلاه، لدرجه وانا بصلى بالناس مره دعيت بصوت عالى وانا ساجد إن ربنا يرزقني بيكي من كُتر ما أنا بقول الدعوه، الجامع كله ردد ورايا آمين، وربنا استجاب لدعائي بعد سنين وبقيتي معايا اهو”
أدمعت عيونها مجددا، شعرت روان بالخجل من سوء ظنها بالله، ها هو الله رزقها بأحن شخص على الوجود، ستحارب السرطان لاجله ولأجل أن تبقى معه وتنعم بدفء أحضانه
لقد إنحرمت من مشاعر الابوه منذ أن كانت صغيره، ولكن ها هو زين يُعاملها كما لو كانت طفله صغيره مدلله
“شوفى جبتلك اى”
أعطاه زين صندوق ملىء بالاشياء، أمسكته روان
وهى تخرج ما بداخله فكان به الكثير من الشكولاه التي تفضلها، والحلوى، والكثير من الاشياء حتى وقعت عيناها على شىء يلمع، ترك ما بيدها ثم أمسكته
كانت عُلبه حمراء مُزينه بطريقه تجذب الانظار، فتحتها روان ثم وجدت داخلها سلسله فضه على شكل فراشه
طالعتها بإنبهار فقد كانت أجمل ما رأت دون مُبالغه
أمسكها زين منها ثم قام بتلبسيها، فقد كان المكان خالى من البشر ولا يوجد سواهما
“شكرا اووي يا زين.. انا مش عارفه اقولك اى”
“فيه واحده تشكر زوجها برضو؟.. نبدل كلمه شكر دي بكلمه بحبك يا زين إتفقنا؟ خليها تروى سنين الجفاف اللي عشتها بقى”
ضحكت روان على حديثه، لم تعتاد على زين الجديد الذى أمامها بعد، منذ متى وأصبح زين رومانسي؟
“خلاص إتفقنا، بحبك يا زين”
ضحك زين عليها وهو يعطيها ما قام بجلبه لأجلها حتى إنقضى اليوم بسلام بعد تعب طويل أرهق كلاهما ليكون تعويضا لهم عن ما ماروا به
♕سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم♕
فى صباح اليوم التالى إستيقظت روان مبكرا، أدت فريضتها وإرتدت ملابسها للذهاب إلى جامعتها، كانت لاتزال تشعر بالإرهاق الشديد أثر جلسه الكيماوى خاصتها، ولكنها تحاملت على نفسها يجب ألا تستسلم وتكمل الباقى من حياتها بشكل طبيعي
خرجت حتى وجدت زين بإنتظارها
كان زين مازال رافضا لفكره ذاهبها كى لا تتعب
ويبقى جوارها ولكنها صممت على رأيها، إنتبه زين لملابسها الفضفاضه التى ترتديها، كانت روان ترتدى فستانا وفوقه يزين وجهها الخمار والذى ذاداها جمالا على الرغم من الإرهاق البادى على وجهها
إبتلع زين ريقه وهو يقول بمزاح
“هو احنا مينفعش نقدم ميعاد الفرح ونكمل الجلسات فى بيتنا؟ علشان كدا كتير عليا بصراحه ”
يُغازلها بطريقته المميزه، سعدت روان بحديثه، كانت تشعر بأنها لم تعد جميله كسابق ولكن نظرات زين لها نفت اى شك داخلها لتعود ثقتها لها من جديد
فتح لها زين باب السياره، إبتسمت له روان وركبت جواره
تذكزت عدم وجود ياسمين
“امال ياسمين فين؟”
“مش هتيجي النهارده بتقول معندهاش محاضرات مهمه”
أومات له روان وأسندت رأسها على المقعد حتى سمعت صوت زين يدندن بخفوت،
“هي دي اللي اختارتها… اللي دينها مهرها… هي دي اللي اختارتها… اللي دينها مهرها… قالتى انا شارى وبيتي حلالى فى قلبي حطيها… قالتلى دا بيتنا يا زين فرحتنا بالصوره والقران والحب حياتنا يبعد عنا شىء اسمه الشيطان…. لقتها هي اللي لايقالى بس المهر هو حلالى … ايات القران الغالي… ايات القران الغالي.. عشانه اختارتها”
ضحكت روان والهواء يداعب وجهها مع كلمات زين، مشاعر عديده داخلها، هنا فقط علمت أن الحلال أجمل بكثير، ماذا إن قامت بتجربه تلك المشاعر قبل عقدها فى الحرام؟ هل كانت لتستمعت بكل تلك المشاعر داخلها وهو تُجربها لأول مره فقط مع زوجها.. عكس كثير من الفتيات التى يرخصن أنفسها تحت مسمى الحب..،
وصلا الى الجامعه، دلف زين منها وفتح لها الباب ثم أمسك يدها وهو يسير جوارها ولم يترك يدها حتى وصلا إلى المدرج والتى كانت جميع الانظار عليهما
بدأت الهمهمات من بعض الطلبه، فقد علم الجميع بشأن عقدهما بعدما أعلن زين يوم العقد، كي يعلم الجميع بعلاقتهما كى لا يثير اى شك نحوهما
ظل زين ممسك يدها حتى أجلسها تحت تذمر روان بأن يتركها لكن زين لم يأبى، يخشى أن يتركها ولو لدقيقه واحده، أما عن الجميع فقد راوا بأن تصرفه مُبالغ فيه
لا أحد يعلم حقيقه مرضها ولحقدهم لم ينتهبوا للتعب البادى على وجهها وعدم قدرتها على السير بشكل متزن
نحن هكذا دائما ما نسىء الظن دون معرفه الحقيقه
إبتعد زين وقف لكي يعطي المحاضره، لكن عن روان إنتبهت لبعض الهمهمات من إحدى الطلاب
“معقول الدكتور زين فى النهايه يتجوز دي؟”
“بيقولوا إنه كان بيحبها من زمان”
“اكيد بقى هي لبست الخمار عشان يرضى بيها”
“او يمكن هو اللي لبسهولها”
“خساره فيها والله.. حظها بقى”
“تفضل عايشه حياتها خروج ولبس وفى النهايه تقع مع واحد زي زين، شوفى حظنا احنا”
كانت روان تستمع لحديثهم بعيون مغروقه بالدموع، لهم الحق بحسدها على زواجها من زين، لكن هل يعلموا مقابل هذا؟ لقد أهلك المرض جسدها، فقدت والداها منذ صغرها
ولكن يحسدونك فقط على شىء حصلت عليه ولا يروا ما خسرت مقابل ذلك، لم يروا كم الوجع الذى تحملته اثناء جلستها للكيماوى، نظرت لزين فكانت عيونه ثابته عليها
إبتسمت له وهى تحمد ربها على نعمه وجوده
ترى لهم الحق فى حسدها عليه وهى بنفسها تستكتر شخص مثل زين عليها
إنتهت المحاضره أخيرا والذى كان زين مشغولا بها خوفا من أن تتعب، كان سيؤجل محاضراته ويجلس جوارها لولا إصرارها على الذهاب
ذهب زين ثم جلس جوارها يطمئن عليها، تشعر بأنها طفله صغيره يهتم بها والدها ولم يهتم للنظرات حوله، كل ما يهمه هي فقط، كم هي ممتنه لهذه الزين بشده
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… ازيك يا دكتور زين”
رفع زين أبصاره ليجد دكتور الماده الذى يأتي بعده، رد عليه زين السلام وظل جالسا جوار روان مما اثار تعجبها
“اى يا زين مش هتخرج… مش انت خلصت المحاضره؟”
“انا أستاذنت منه اني اقعد هنا معاكي عشان لو تعبتي ولا حاجه”
“يازين مينفعش كدا، انا كويسه اخرج انت متقلقش، هيقولوا اى كدا”
“كله عارف إنك بقيتي زوجتي، وبعدين انا عايز احضر يستي، عايز ارجع ايام الشباب”
غمز زين فى نهايه حديثه لها، ضحكت روان بوهن وهى تضع يدها على وجهها، نست كل شىء حولها، اما عن زين فكان ملتصق بها وكأنه مازال لم يستوعب أنها أصبحت زوجته بعد، يُريد أن يبقى معها لاطول وقت ممكنا كى يروى ظمأته منها طوال تلك السنين التي مضت خوفا من ربه، وها هو حظى نتيجه صبره
كان ممسكا بيدها وكأنه يخشى تركها حتى إنتهت المحاضره وخرجا سويا تحت أنظار الجميع وهم متعجبوش بشده تصرفات دكتورهم، كيف يُعاملها بهذا الرفق وهو يتحدث مع الجميع برسميه شديده،
“هوصلك للمسجد تصلى الضهر وهروح انا اصلى وبعدين ارجع اخدك عشان نروح، كفايه محاضرات النهارده كدا”
“بس انت لسه عندك محاضرات تانيه؟”
“سبتهم… عشانك” قال زين جملته مع إبتسامه خفيفه ثم رحل، بضع كلمات قليله كانت كفيله لجعل الفراشات تدور حولها، أخذت روان تضحك بشده وهى غير مصدقه لان الذى أمامها هو نفسه زين إبن عمها والذى لا يكره شىء فى حياته سوى الحديث مع الفتيات، زين الشاب الجاد والذى لا يمزح الا قليلا ولا يُغازل أحد
ما اللعنه التي حلت عليه اذا؟
لا تعلم بأنها أكبر لعنه أصابته، دخلت للمسجد وأدت فريضتها، ولم تجد أحد من الفتيات لذا خرجت تنتظر زين
وقفت بملل وقد بدأت تشعر بالدوار الشديد وذاد إرهاقها وقد بدأ السرطان ينهش جسدها تساقطت دموعها وبدأ الحزن واليأس يتسلل داخلها، همت لتدخل ولكن أستوقفها بعض الفتيات
“شكلك جميل اووي… انا اول مره اشوف حد بالخمار شكله جميل كدا”
نظرت روان حولها لتجد مجموعه من الفتيات ينظرن لها بإعجاب، شعرت بالخجل والفرحه ايضا من حديثها ولا تدرى ماذا تقول
“انتِ اللي جميله شكرا”
“ينفع تكلمينا عن الخمار؟ انا حبيته اوى”
“وانا كمان نفسي البسه من زمان بس عايزه حد يشجعني”
“ايوه وانا كمان”
شعرت روان بالتوتر، فهي ما سبق لها أن تنصح أحد، دائما هي التي تستمع لحور وياسمين، ولكن هذه المره هى بمفردها، كانت سترفض معلله أنها مازالت فى بدايه الطريق، ولكن شىء ما داخلها حثها الى النصح
أخذت نفسا عميقا وسمت الله وهى تتذكر كل تلك النصايح التي كانت تسمعها ثم شرعت فى الحديث
“الخمار دا حاجه جميله اوي، يمكن اجمل حاجه ممكن تعملوها فى حياتكم، يكفى الراحه اللي بتحسوها وانتوا لابسينه وانكم بتأدوا فريضه ربنا أمركم بيها، يعني لو انا مت دلوقتي هكون مرتاحه عشان لابسه اللي ربنا أمرني بيه لان كلنا عارفين إن الخمار فرض لا خلاف عليه، اننا نتخلى عن اللبس والموضه ونلبسه دا فى ميزان حسناتنا
على عكس اللبس الضيق والبناطيل طول ما احنا ماشيين بناخد فى سيئات بس واى حد هيقلدنا هناخد سيئاته، الدنيا مش مستاهله احنا جايين بنبي لنفسنا مكان فى الجنه، شوفوا الرسول والصحابه ضحوا ب اى، واحنا مش قادرين نلبس خمار ربنا أمرنا بيه؟ اسمعوا فديوهات عن الخمار واللبس الواسع وهتحبوه اكتر”
أنتهت كلامها والذى شعرت بأنه غير مرتب، يوجد كلام كثير كانت تود قوله ولكن إرتباكها منعها فهى أول مره تنصح أحد، علت البسمه وجوه الفتيات
“بجد كلامك جميل اووي، وانا هحاول عشان البسه ربنا يجازيكي خير”
شكرها بقيه الفتيات وروان تشعر بالفرحه، الموضوع بسيط للغايه، كانت دائما ترى نفسها بعيده ولا تصلح لنصح أحد، ولكن ها هي تنصح الفتيات، لم تتم سعادتها على خير وهى تشعر بالدوار يعصف بها وهذه المره بشده حتى أنها فقدت إتزانها، لم تجد زين حولها، حاولت العوده الى المسجد ولم تستطع، ليتها سمعت تحذيرات زين لها بالا تخرج الا حين يأتي لها
حاولت المقاومه ولكنها فشلت حتى وقعت واخر شىء وقع عينها مجموعه من الشباب حولها.. لا، لا تريد لاحد أن يلمسها، هذا الموقف اشبه بموقف حور حينما فقدت وعيها، حينها أرسلها الله لها لكي تساعدها
اما هي…. هل سيأتي زين يساعدها قبل أن يقترب منها أحد؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!