روايات

رواية حكايات سنفورة الفصل التاسع عشر 19 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الفصل التاسع عشر 19 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الجزء التاسع عشر

رواية حكايات سنفورة البارت التاسع عشر

رواية حكايات سنفورة الحلقة التاسعة عشر

ليه انا؟”
كان هذا اول سؤال سألته حور لليث
لم يجب ليث وظل بعد الوقت صامت،ثم أردف
أراد ليث أن يخبرها أنها هي من لفتت إنتباه، من إستطاعت أن تفعل من فشل فيه الكثير، بالرغم من تحفظ حور فى حديثها من اى شخص وملابسها الا انها أستطاعت ان تجعله متيم بها
“لقيتك بنت مناسبه الى حد ما ليا”
اجابها ليث بتلك الكلمات واخفى ما يشعر به
فهو من الاشخاص الذين يعتقدوا أن الحب قد قلل من شأنهم
“بس حضرتك متعرفنيش”
“الخطوبه اتعملت عشان نعرف بعض”
“بس انا مش موافقه!”
“اوبشن الموافقه او الرفض مش متاح ليكي، مش هسيبك لحد غيري”
“كان ممكن توصل نفس الكلام بس بطريقه تانيه، لكن غرورك اللي مطلعك السما ميسمحلكش”
اردفت حور بغضب وهى تجيبه بحنق
“معاكي حق لكن انا طريقتي كدا”
“وانا مش مجبرك اتحملك ولو وافقت هسيبك عادي”
قد تبدو جمله عاديه مكونه من بضع كلمات لكن كان تأثيرها قوى على ليث، هل ستتركه هى الاخرى؟ لا لن يسمح بها حتى إن ارادت هى، لن يكرر نفس الغلط ويشعر بذلك الشعور مره اخرى
تحدث ليث ببرود
“مش بمزاجك ياحور، ليث بتاع زمان كان ممكن يسمحلك لكن ليث اللي قاعد قدامك مبيكررش غلطه مرتين”
لم تفهم حور من حديثه شيئا كان يتحدث بغموض وعيونه تطلق شرار،كانت حور من داخلها تشعر بالحزن، هي لا تريد ليث زوج لها ولا اب لاطفالها ومجبره على الجلوس معه أيضا
“اظن دي رؤيه شرعيه، يعني نسأل بعض وكدا وكمان…من حقى اشوف وشك..”
عند هذا الحد توقف عقل حور هل سيرى هذا المغرور وجهها، من أخفته لسنين ستريه بتلك البساطه وهي فى الاساس سوف تقوم برفضه، حسنا هي تعلم أنها رؤيه شرعيه ومن حقه وليس حرام، لكن هى غير متقبله للفكره
فهى تريد أن لا يرى أحد وجهها غير من سيكون زوجها
“اتفضل حضرتك أسال، وبخصوص انك تشوفني لو حصل نصيب ان شاء الله هتشوفني”
تعجب ليث من حديثها، منذ قليل كانت ترفضه والان تتحدث بشكل طبيعي، حاولت حور أن تعطيه فرصه اخرى كشخص لا تعرفه حتى لا تندم فيما بعد او يكن هو الشخص المناسب وعوضها وهي ترفضه.. هكذا فكرت على الرغم من أن ليث لا يبدو عليه الالتزام، الا أن حور اعطته فرصه اخرى لاثبات نفسه
“زي ما انتي عارفه انا ليث العمرى.. عندي مجموعه شركات تبع والدي وانا اللي بديرها.. عايش انا ووالدي بس و… ووالدتي.. متوفيه.. بس”
“بتصلى؟”
“اعتقد دي حاجه بيني وبين ربنا متخصنيش!؟”
“اللي بسأله ممكن يكون زوجي ودا هيخصني..انت مش هتكون مجرد زوج بس.. هتكون اب لأولادي، لما اقول لابني قوم صلى وهو شايف ابوه مش بيصلى الابن طبيعي بيكون واخد ابوه قدوه ليه طبيعي مش هيصلى،هيقولى ما بابا مش بيصلى، وانا هدفى الاول من الزواج اني اطلع ذريه صالحه”
كان حديث حور مقنع لحد كبير، شعر ليث بأن هناك فارق كبير بينها وبينه، هي ملتزمه، وهو ابعد ما يكون عن الالتزام رغم كون أبيه رجل ملتزم ليس له حجه
“مش هتكوني غير ليا يا حور”
_____#روان_الحاكم__________
قام چون بأكل اخر قطعه حلوى تبقت فى العبله بتلذذ
“إنها حقا اكثر من رائعه.. أشعر بأنني أريد المذيد”
“قوم كلني احسن.. كلت الحلويات اللي جبتها معاك يا معفن”
“لا بأس سوف اشترى المذيد من الحلوى القادمه لكِ المره القادمه”
“وهو انت ناوي تيجي تاني انت وصاحبك واللي جوه دا؟لولا عمى محمد منبه عليا كنت طردتكم”
“لا وانتِ ماشاء الله عامله إعتبار لعمك محمد.. امال لو مكنتش منبه عليكي.. كنتي عملتي فى الناس اى”
أردف والد حور بسخريه على حديث رغد
نظرت له رغد ثم هبت واقفه
“مهو انت شايف بنفسك البلاوى اللي بتتحدف علينا.. رايح تحيب للبت واحد مناخيره فى السما والتاني طالعلنا من كرتون وطفح كل الحلويات اللي جابها”
“عيب يا رغد اقعدي واتكلمي بصوت واطي.. والناس ضيوفنا مينفعش”
شعرت رغد بالحرج لان صوتها مرتفع بعض الشى
ولكن، فهي شخصيه جريئه لا تخشى احد وأيضا سليطه اللسان مثلما قال چون وتقول دائما إن إعترض أحد على حديثها “اللي فى قلبي على لساني” وهذا خطأ يجب أن نفكر دائما قبل أن نتحدث، فلا تدرى ماذا تفعل كلمتك على من امامك لذا إنتبه دائما على كل كلمه تخرج منك قبل أن تنطقها
خرج ليث من الحجره وهو يقترب منهم ببرود
“أن شاء الله هاجي بكره انا ووالدي ياعم محمد نقرأ الفاتحه”
“هو حد قالك انها جا’موسه وجاى تشتريها.. مش لما البت توافق عليك الاول”
تمتمت رغد بحنق وصوت مرتفع ليصل الى ليث الذى أخذ يطالعها ببرود ولم يعيرها اى إنتباه ليجن جنون رغد أكتر
“هستأذن أنا بقى وزي ما قولت لحضرتك هنيجي بكره”
________#روان_الحاكم________
“مالك ياروان انتِ عايطه؟”
توترت روان ولم تدرى، أتخبرها سبب بكائها ام لا
حاولت إستجماع شجاعتها ثم تحدثت
“انا بعيده اوي يا ياسمين، كل مره بقول هرجع وهلتزم مش بقدر، انا ضعيفه اوي قدام شهواتي، وكل مره بحلف اني مش هرجع للذنب برجع ليه تاني، حاسه ربنا مش بيحبني يا ياسمين… انا بحاول.. بس مش قادره
الالتزام طلع صعب اوي.. خايفه اموت وانا بعيده عنه”
“مين قال انه مبيحبكيش، لو مبيحبكيش مكنتيش زمانك قاعده بتعيطي دلوقتي، دموع الندم ع الذنب دي فى حد ذاتها حاجه حلوه…جاهدي نفسك وابقى عن المصدر اللي بيخليكي تعملي الذنب، ربنا قبل ما يقول لسيدنا آدم متاكلش من الشجره قاله متقربش منها، لان سبحانه وتعالى عليم انه لو كان قرب من الشجره كان كل منها عشان الانسان ضعيف قدام شهواته مش حجر
عشان كدا ابعدي عن مصدر الذنب قبل ما تفكري تبعدي عن الذنب نفسه، متحطيش نفسك قدامه وتقولي مش هعمله.. مستحيل تقدري تقاومي وطول ما هو قدامك هتضعفي وتعمليه”
كان حديث ياسمين يبث الطمأنينة على قلب روان
ف ياسمين من الاشخاص اللينه، ف إن كانت فتاه اخرى غير ياسمين حديثها معقد ومشدد لم تكن روان للتأثر بحديثها،
“طب وابعد ازاي عن مصدر الذنب!؟”
“على حسب الذنب اللي انتِ بتعمليه دا اى، يعني مثلا لو كان غيبه ونميمه يبقى مقعدش مع صحابي اللي بيغتابوا الناس وابعد عنهم، لو الذنب دا على الموبايل يبقى اسيبه او اقفله لو تطبيق على فديوهات وحشه اشيله، تطبيق زي الواتباد بقى عليه روايات مش كويسه الا من رحم ربي يبقى احذفه لو انا مش هقدر امنع نفسي من اني اقراهم،
لو الذنب دا لما تقعدي لوحدك يبقى متقعديش لوحدك، وكمان متخليش عندك وقت فراغ لان الفراغ هيخليكي تفكري فى المعاصى وشيطانك يوسوسلك”
“طب ولو ضعفت وعملت الذنب تاني.. ربنا مش هيسامحني؟”
“إن مقدرتيش تمنعني نفسك من الذنب متمنعيش نفسك من التوبه، متتهزميش مرتين، كل ما تذنبي استغفري وقومي صلي ركعتين توبه، هقولك على قصه بسيطه، الوحيد اللي الشيطان مكنش بيقدر يقرب منه ولا يوسوسله هو سيدنا عمر، لان المعادله معاه كانت خسرانه، لو الشيطان بس وسوسله بذنب معين، من قبل ما يفكر يعمله كان بيعمل اضعافه حسنات وهكذا وكل ما الشيطان يوسوسله سيدنا عمر يجهتد اكتر لحد ما الشيطان يأس منه خالص وبقى لو شافه فى طريق بيلف من الجنب التاني عشان هيخسر معاه، احنا كمان لازم نعمل كدا إن عملتى ذنب اعملى ضعفه حسنات فهمتيني كدا!”
“ايوه.. خليكي شويه وهرجعلك”
تركتها روان ثم ذهبت الى المرحاض توضأت ثم صلت ركعتين توبه لله عزمت فيهم على عدم الرجول تلك المعصيه، فرحت ياسمين بها بشده، روان مثل كثير من الفتيات تحاول وتجاهد نفسها، تنتصر تاره… وينتصر الشيطان تاره اخرى، ولكن يبقى الاهم من سيفوز بالنهايه ومن سيصمد الى الابد!؟
“هي الروايات حرام؟”
تسآلت روان بهدوء لياسمين بعدما إنتهت من صلاتها
“بصي يا روان كل حاجه فى الدنيا هتلاقى منها الحلال والحرام، مينفعش احكم على حاجه معينه كدا واقولك كلها حرام او اقولك كلها حلال، زي التلفيون مثلا، مينفعش احكم عليه حلال ولا حرام لانه هيتوقف على حسب استخدامك ليه، ممكن تجيبي عليه فيديوهات دينيه وتستفيدي ويكون سبب التزامك.. وممكن يبكون سبب بعدك عن ربنا لو استخدمته غلط”
“انا فاهمه دا، بس مفهمتش كدا الروايات حرام ولا حلال!؟
اردفت روان وهى تعيد السؤال ذاتها، كانت ياسمين تحاول بقدر الامكان شرح الموضوع له بشكل مبسط حتى تفهمه ولا تبدو ياسمين معقده كى لا تنفر روان منها، خصوصا أن روان مازلت لم تلتزم بالشكل الصحيح بعد.
“بصي ياروان مقدرش احكم ع حاجه حرام فى المجمل وممكن يكون منها حلال بس لو هنتكلم عن الروايات اللي موجوده حاليا ف دي متنفعش وزيها زي الافلام والمسلسلات بالظبط، وفيها مشاهد كتير اوي غلط والكاتبه هتتحاسب على كل حرف بنت قرأته، وكمان بتفسد بنات كتير وبتخليها عايزه تحت وتتحب زي البطله ولو المشهد رومانسي بتخليها تبدا تتخيله فى دماغها، ولو متزوجه بيحصل مشاكل لانها بتشوف حياتها مش زي الروايات ولا زوجها بيعاملها زي ما البطل بيعامل البطله وبتبدأ تشوف حياتها تعيسه، على العكس ممكن تلاقى روايه الكاتبه حريصه على انها متكتبش حرف ممكن تاخد عليه ذنب وهدفها من الروايه تشجيع البنات على الالتزام وكل واحده هتعمل زي الروايه الحسنات دي راجعه للكاتبه، بس دا طبعا نادرا ما بتلاقى روايات كدا، لان اللي بيكتب النوع دا مش بيكون عليها إقبال زي الروايات التانيه اللي بتكون جايبه الآف اللايكات عشان بتناسب هواهم”
تفهمت روان راى ياسمين واعجبت به بشده فحديث ياسمين مقنع
ودلوقتي قومي البسي عشان نطلع نقعد فوق السطح شويه
_________#روان_الحاكم___________
“يعني اى مش موافقه يا حور؟”
“يابابا مش دا الشخص اللي انا عايزاه.. مش مناسب ليا”
“اتخطبي ليه الاول.. من امتى واحنا بنحكم على حد بالمظاهر… الراجل شاريكي وافقي عليه وانا لو مش واثق فى تربيه محمود مكنتش هخليه يدخل البيت حتى”
“ايوه بس يابابا دا حتى مش بيصلى!! انا اللي طول عمري بقول مش هاخد اقل من إمام مسجد.. اخد واحد مش بيصلى، مش بس كدا دا كمان بيسلم بالايد وبيتكلم مع البنات عادي وكل حاجه عنده متاحه، يعني انا افضل محافظه على نفسي عمري كله وعمري ما كلمت حد ومحافظه على مشاعرى عشان اخد واحد زي ليث فى الاخر؟”
“حور.. مش معني انك لابسه نقاب وبتصلي يبقى نبص للى لسه موصلوش كدا؟”
“انا مش قصدي كدا، وانا مش ملتزمه بالشكل الكافى ولكني بحاول، بس هو حتى موضوع الالتزام مش فى دماغه!”
“ومين اللي قال انه مش فى دماغه؟ ممش يمكن بيحاول مع نفسه بينه وبين ربنا.. دخلتي انتِ جوه نيته؟ مايمكن تاخدي واحد ماشي بقال الله وقال الرسول ويكون بيعمل دا رياء ويتعبك وميريحكيش… ولا استنى لما الاقى ياسر وابوه داخلين عليا وجايين ياخدوكي مني، وانا مفيش ف ايدي حاجه اعملها، انتِ عارفه اني عمرى ما اعمل حاجه تضرك ثقى فيا المرادي ياحور عشان خاطرى.. عايزه تكسرى بخاطر ابوكي؟”
صمتت حور ولم تجيب، ماذا تقول بعد هذا الحديث
والدها يعلم أنها محقه، وأن ليث ليس بالشخص الملتزم الذي يناسب حور، ولكن يثق بأنها يستطيع حمايتها، هو يخشى عليها وليس امامه خيار اخر
“حاضر يابابا اللي حضرتك تشوفه”
اردفت حور ثم دلفت الى غرفتها، جلست على الفراش ثم قامت فتح تلك النوت الخاصه بها على تلك الصفحه والتي دونت بها مواصفات زوجها المستقبلي
“عزيزي المستقبلي، إنتظرك منذ زمن، أعلم أن وجودك سيوف يكون لى سند، اعلم انك ستكن حنونا، أريدك اب لاطفالى قبل أن تكن زوجى، سنستقظ جميعا صلاه الفجر
انت تأم بنا وبجانبنا أطفالنا يصلون معنا، سنحفظ القران سويا، سنقوم انا وانت بتعليمهم دينهم، اعلم انك ستكون ابا حنونا لهم، انتظرتك”
“عزيزتك حور”
مسحت حور دموعها وهي تقرأ تلك الكلمات
توجهت للمرحاض ثم توضأت وصلت ركعتين لله، ثم صلت إستخاره وهي تدعو الله ان كان خيرا يقربه لها وان كان شرا يبعده عنها، انتهت من صلاتها ثم خلت للنوم
فى صباح اليوم التالى خرجت من المنزل مسرعه لتلحق بعملها ومجرد أن خطت خارج الشارع وجدت من يقف امامها يسد طريقها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى