روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثالث 3 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل الثالث 3 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء الثالث

رواية أنا وزوجاتي البارت الثالث

رواية أنا وزوجاتي الحلقة الثالثة

الفرق بين من يصلي الوتر ركعة واحدة يوميا ومن لا يصليها (٣٦٥) ركعة في السنة.
_____________
ردت عليه بعد فهم:
-قصدك إيه أنا مش فاهمة حاجة؟
نظر لها ولم يتحدث لمدة دقيقتين وأخيرًا خرج صوته وقال:
-تتجوزيني؟
ظهرت علامات الدهشة على وجهها ولم تنطق بحرف واحد، أما هو فكرر سؤاله مرة أخرى:
-ها بقولك تتجوزيني؟
حاولت أن تستوعب ما قاله ولكن الكلام كان صادما لها، سألته بعدم فهم:
-قصدك إيه أنا مش فاهمة حاجة؟ مين يتجوز مين؟
تنهد وهو يحاول أن يكون هادئا بقدر استطاعته وهو يوضّح لها:
– يا آسية، عشان أقدر أساعدك لازم يكون في رابط شرعي بيني وبينك عشان تقدري تعيشي معايا في نفس المكان هنا.
ردت عليه بطريقة تدل على رفضها للأمر:
-طب ما أنا زي ما قلتلك ممكن أشتغل وأجر شقة أسكن فيها، في خمسين طريقة أقدر أحل بيها مشكلتي غير أني أتجوزك.
رفع أحد حاجبيه وهو يؤكد قراره وكأنها لا رأي لها:
– قلتلك تخرّجي موضوع الشغل دا من دماغك، ولو أنتِ بتقولي في أكتر من طريقة تحلّي بيها المشكلة من غير جواز فأنا بقولك الجواز هو الحل الوحيد.
سألته وهو تضيّق بين حاجبيها باستغراب:
-أنا عايزة أفهم أنت مصمم أوي كدا ليه؟ أنت لسة شايفني امبارح ومتعرفش عني أي حاجة ولا لحقت تعرفني كويس، ما يمكن أطلع واحدة مش كويسة أو بشتغلك، أنت ظابط وفاهم الناس أكتر مني، يا ريت يا مؤنس باشا متاخدش بالمظاهر وعايزة أقولك حاجة مهمة، الزواج دا اختيار وبيجي مرة في العمر، لازم نختار بعقل ونفكر ونشوف الشخص دا هو المناسب نكمل معاه حياتنا ولا لأ، الزواج مش مجرد اتنين عايشين مع بعض وخلاص، لأ دا لازم كل واحد يحس بالأمان والسكينة مع الشخص اللي معاه، لازم نختار شريك حياتنا واحنا مرتاحين ومبسوطين ومتأكدين أننا اختارنا صح، وأكيد أنت مش في يوم وليلة قدرت تحس بكل دا ناحيتي.
نظر لها بعمق وهو يقول:
-عارفة يا آسية؟ أنا بعد كلامك دا بقيت مطمن أكتر ومتمسك بقراري أكتر من الأول، بعد كلامك دا مستحيل تكوني بنت مش كويسة ولا بتشتغليني زي ما بتقولي، وأنا مش مغفل عشان معرفش الشخص اللي قصادي كويس ولا لأ، آسية لو الظروف مختلفة يمكن كنت فكرت في الموضوع واديتك فرصة تفكري، بس حتى نظرتي ليكِ دي حرام، وقعدتنا سوا دي حرام، أنا عايز أساعدك وفي نفس الوقت مش عايز أخد ذنوب.
ردت باستنكار وهي تحاول أن تصدقه:
-يا سلام! أنت عايز تقولي أنك بتعمل كل دا عشان تساعدني، معنى كدا بقا كل ما تشوف واحدة محتاجة مساعدة تروح تتجوزها؟
حك ذقنه بإحراج وهو يقول:
– لأ مش بالظبط، بس أنا منكرش أني اتشديت ليكِ وأنا مش صغير عشان تكون دي مراهقة ومجرد إعجاب، أنا فكرت كويس وياريت أنتِ كمان تفكري كويس عشان هاخد منك الموافقة بكرة بالليل ومش هقبل غير بالموافقة، عن إذنك.
تركها وخرج مرة أخرى، وهي غارقة في أفكارها تحاول أن تجد حلا آخر غير هذا، كيف لها أن تعطي الأمان لرجل لا تعلم عنه أي شيء غير اسمه ووظيفته؟ كما أن وظيفته هذه هي التي تزيد من رفضها أكثر، بالتأكيد سيفتضح أمرها بسهولة وتُلقى في السجن، يا إلهي! مسكينة ذات الأربعة وعشرين عاما، غدر بها الزمن فجأة ولا حيلة لها.
______________
أتى الصباح في مكان آخر في منطقة شعبية تحديدًا داخل محل خاص لتصليح السيارات، صدح صوت صاحب المحل بصوت عال وهو ينادي على أحد صبيانه:
-واد يا حـديـدة، أنت يَلَا.
أتى الصبي بسرعة كبيرة وهو يجيب:
-أيوة يا معلمي.
أمره الآخر بنبرة حادة وهو يقول:
-عايزك تعلم الأسطى صالح الشغل وتعرفه كل حاجة.
أومأ الصبي بطاعة قائلا:
-تحت أمرك يا معلمي، اتفضل معايا يا أسطى صالح.
دخل الصبي وخلفه صالح الذي يحمل في عينيه حزن كبير، وبمجرد دخولهما مكان العمل هتف الصبي قائلا:
-اشتغلت في ورشة قبل كدا يا أسطى صالح؟
أجابه صالح بهدوء:
-لأ، دي أول مرة.
لوى الآخر فمه وهو يمسك أدوات العمل:
-وإيه اللي رماك على المر يا ابن الناس، أنت شكلك شاب نضيف ومش حمل بهدلة الوِرش واللي بنشوفه فيها، مشتغلتش شغلانة أسهل من دي ليه؟
سخر صالح من حاله وهو يقول:
-شاب نضيف؟ الله يسترك يا حديدة وبعدين الحوجة تعمل أكتر من كدا، بس لما ناكل لقمة بالحلال وبتعبنا وشقانا أحسن ما نطلع نسـرق ولا نقـتل عشان الفلوس، ولا نمدّ إيدنا للناس.
قام حديدة بجلب شيء من على أحد الأرفف وهو يقول:
-طب يلا أعلّمك واحنا بنتكلم، امسك كدا المفك دا وأربط المسامير دي.
أخذ منه صالح المفك وهو يسأله:
-بس أنت كمان شاب صغير ولسة في بداية عمرك يعني بتاع ستاشر سبعتاشر سنة إيه اللي يخليك تشتغل في الورشة؟ وكمان أهلك ليه سموك حديدة بتهيألي في أسامي كتير كانوا ممكن يسموها بدل دا؟
تهكم الآخر وهو يجيبه:
-أنت قلت أكل العيش، وبصراحة أنا في صغري مكنتش غاوي علام، عشان كدا أبويا قالي يعني تبقى ساقط وقاعدلنا في البيت؟ اطلع اشتغل وساعد معايا، وبصراحة أنا مش زعلان منه عشان معاه حق، إنما اسم حديدة دا طلعوه عليا من صغري من ساعة ما جيت الورشة عشان كنت شاطر في تسخين الحديد وتشكيله، إنما أنا اسمي أنس.
دهش صالح وقال له:
-ما شاء الله اسمك حلو يا أنس، عموما يا سيدي يشرفـ…آآه
صرخ فجأة نتيجة سقوط الموتور الذي كان يحاول ربط مساميره على قدمه، ذهب أنس نحوه بسرعة يرى ما حدث له، لكن كان معهما طفل ذو عشر سنوات خرج سريعا وأخبر معلمه بما حدث، فأتى الرجل يتكلم بغلظة:
– أنت بوظت الماتور يا جدع أنت؟ أنت لحقت؟ أنت عارف دا يجيله بكام؟
نطق أنس بنبرة خائفة وهو يحاول تصليح ما حدث:
-حقك عليا أنا يا معلم هو وقع غصب عنه، لازم نشوف رجله جرالها إيه الأول.
رد عليه صاحب المكان بشدة:
-أنا مليش دعوة، أنا عايز الماتور دا يتصلح ويرجع زي ما كان عشان صاحبه جاي بالليل، وإلا قسما عظما أمشيكوا أنتو الاتنين من هنا.
أومأ الصبي بخوف وهو يردد:
-حاضر حاضر أنا هصلحه.
خرج الرجل بغضب بينما حاول صالح أن يقف على قدمه ولِحُسن حظه لم يُصبها شيء، تحدث أنس قائلا:
-معلش يا أسطى صالح، ولا هقولك يا أستاذ عشان بصراحة أسطى مش لايقة على مقامك.
هتف الآخر بتعب:
– الله يكرمك يا أنس، قولي يا صالح من غير حاجة، وحقك عليا هزود عليك الشغل بس أنا أول مرة مش فاهم حاجة.
ربت الآخر على كتفه بابتسامة:
-أنا واخد على كدا متقلقش، وبعدين تعالى أوريك إزاي ننفخ الكوتشات عشان لو حد جه وأنا بصلح الماتور.
ابتسم له صالح وهو يقول:
-رجولة ياض يا أنس
________________
عادت من الخارج وبجوارها فوزي البواب يحمل عنها ما قامت بشراءه وهو يلوم عليها:
‏-قلتلك يا ست هانم أنا أجيب عنك الحاجات أو أبعت حد من عيالي يجيبهم برضو مش بتوافقي.
ردت عليه بهدوء قبل أن تشير له إلى مائدة الطعام:
-أنت عارف أني بحب أجيب أكل الحيوانات بنفسي، حط الحاجة عندك عالسفرة يعم فوزي؟
-أمرك يا ست هانم.
وجهت راوية بصرها في المنزل فوجدت إيزيس تخرج من المطبخ وهي تحمل الطعام الخاص بشوق، فتحدثت وهي تطلب منها:
– عنك يا إيزيس هاتي أنا هدخل لها.
اعترضت الأخرى باحترام:
-لا يا ست هانم ميصحش أنا هدَخّل الأكل.
-أنتِ لسة هتعرفيني النهاردة يا إيزو ولا إيه، وبعدين عايزة أطمن عليها.
أومأت الأخرى بطاعة وأعطتها الطعام فأخذته منها راوية واتجهت لتدخل به إلى شوق التي اعتدلت في جلستها بمجرد دخول صاحبة المكان.
هتفت شوق بسرعة وهي تحاول النهوض:
-أنتِ جايبة الأكل بنفسك لحد هنا؟ والله دا كتير عليا.
ابتسمت راوية وهي تجيب عليها:
-وإيه يعني هو أنتِ مش أختي الصغيرة ولا إيه؟
ردت الأخرى بفرحة من حديثها:
-دا شرف ليا والله يا هانم.
ربتت راوية على كتفها وهي تحثها على تناول الطعام:
-المهم كلي كدا واتغذي كويس عشان عايزة أتكلم معاكِ في موضوع مهم.
استمعت شوق لها بتركيز وهي تسألها:
-موضوع إيه دا أنا تحت أمرك؟
-لأ مش دلوقت، أنا عايزاكِ تاكلي وترتاحي ووقت تاني نبقى نتكلم إن شاء الله.
تركتها وخرجت بينما الأخرى شرعت في تناول الطعام وهي تفكر في أمرها حتى صدح صوت هاتفها، أمسكته فوجدت المتصل لم يكن سوى ابنة أختها فردت عليها بلهفة:
-آسية وحشتيني عاملة إيه؟ طمنيني عنك وفينك دلوقت؟ وعرفتي تتصرفي ولا أخبارك إيه؟ احكيلي بسرعة أنتِ ساكتة ليه؟
نطقت الأخرى بسخرية:
-وهو أنتِ سايبالي فرصة أتكلم؟ أنا يا ستي الحمد لله بخير، أما فين دي معرفش حتى نسيت أسأل والله أنا فين.
سألتها خالتها بتعجب:
-يعني إيه مش عارفة أنتِ فين؟ أومال اتصرفتي إزاي؟
تنهدت آسية وهي تخبرها:
-ما هو أنا بتصل بيكِ عشان كدا، بصراحة أنا مش عارفة أتصرف وشكلي كدا وقعت في مصيـبة، ويا رب ما أترمي في السجن قريب.
ضربت شوق على صدرها بصدمة وهي تقول بفزع:
-يا حبيبتي! مصيبة إيه وسجن إيه طمني قلبي أنا مش متحملة؟
-أنا هحكيلك كل حاجة حصلت من ساعة ما سبتك، وقوليلي الحل لمشكلتي دي عشان حاسة إني ضايعة.
صمتت شوق حتى تستمع لها فبدأت الأخرى بسرد كل ما حدث منذ أن تركتها حتى طلب ذلك الشاب بالزواج منها، وأخيرا سألتها بحيرة بعدما انتهت من الكلام:
-مش عارفة أعمل إيه يا خالتي، حاسة كل السكك مقفلة في وشي، ولو حاولت أهرب منه تاني هيجيبني بس المرة دي مش هيسيبني في حالي.
ردت خالتها بخبث وهي تسألها:
-وتهربي ليه يا خايبة وأنتِ الحل في إيدك؟
قالت آسية بلهفة:
-إلحقيني بيه.
سألتها الأخرى وفي رأسها شيء من التخطيط:
-المهم عايزاكِ بس تقوليلي، هو شكله عامل إيه؟
جاوبت آسية بلا مبالاة:
– كويس الحمد لله.
جزت خالتها على أسنانها بحنق وهي تقول:
-هو أنا بسألك أخباره إيه؟ يا بت بقولك شكله، شكله حلو وحش، طباعه، أسلوبه، طريقته في الكلام، كدا يعني.
جاوبتها ابنة أختها بحكمة:
-بصي يا خالتي أنا فهمت قصدك، بس أنا واحدة في حالتي دي لازم أفكر بعقلي، أشوف مصلحتي فين، لو عليه هو شكله حلو ومهندم ووظيفته حلوة، إنما أسلوبه متقلب ساعات تلاقيه هادي وكويس وساعات يقلب عاصفة، بس كل اللي أقدر أقوله أن في غيري كتير يتمناه، لكن أنا بظروفي دي لأ.
تحدثت شوق بخبث يظهر في ابتسامتها وطريقة حديثها:
-ما دام كدا يبقى لازم أنتِ كمان تتمنيه، وبعدين أنا مقلتش ليكِ فكري بقلبك، دا هو دا عين العقل، آسية أنتِ لازم توافقي على الراجل دا.
هبت الأخرى واقفة وهي تعترض بشدة:
-أوافق؟ أوافق إيه يا خالتي أنتِ اللي بتقولي كدا؟ وبعدين بقولك ظابط يعني خطتي مش هتفضل مستخبية عليه كتير، ولو عرف اللي حصل هيرميني في السجن.
حاولت شوق أن تهدئها وهي تقول:
-يا حبيبتي حاولي تشغلي عقلك معايا، هو خلاص كدا حطك في دماغه، وطالما طلبك للجواز يبقى مش هتعرفي تسيبيه، أنتِ بذكاءك لو قدرتي تخليه يحبك صدقيني ساعدها هيكون في صالحنا، بالعكس كمان ممكن يساعدك في المشكلة اللي حصلت.
فكرت آسية في كلامها بحيرة ثم سألتها:
-بس يا خالتي أنا لسة عارفاه من يومين بس، لحقت أعرفه ولا هو لحق يحبني حتى؟
-ما قلتلك بقى أنتِ وشطارتك، عايزاه يعشق التراب اللي أنتِ بتمشي عليه، صدقيني بعدها لو طلبتِ الدنيا بحالها هتكون بين إيديكِ، هو الراجل كدا لما يحب.
قالت لها الأخرى بحزن يظهر جليا على وجهها وصوتها:
-بس أنا كنت عايزة أتجوز بطريقة تانية، حد يجي يخطبني من بابا وأحبه ويحبني ونتجوز من غير أي مصالح أو خطط، كنت عايزة واحد بس أحس معاه بالأمان وأشاركه كل حاجة، دا هخاف أتكلم معاه، ليه أتجوز واحد خايفة منه؟
ردت شوق بهدوء:
-أنا فاهماكِ، بس ظروفنا حكمت علينا بكدا، وأهو أحسن ما كنا نترمي في السجن،
تنهدت الأخرى بحزن:
-ربنا يسترها.
______________
عاد من عمله قبيل المغرب ودق باب بيته قبل أن يفتحه ويدخل، وضع ما في يده على طاولة بجوار الباب ثم تمدد على الأريكة بتعب واضح، فقد كان العمل شاق وكثير اليوم، وضع ذراعه فوق وجهه حتى يستطيع أن يرخي أعصابه، أما هي فور علمها بحضوره وقفت تفكر وتدور حولها ببطء، ثم عزمت أمرها وأحكمت حجابها وخرجت تقف على بعد مسافة منه وهي تقول:
-مؤنس بيه أنا موافقة.
يا ترى خدعتها هتكمل ولا هو هيعمل إيه لو عرف؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى