روايات

رواية جنون العشاق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء الثالث والعشرون

رواية جنون العشاق البارت الثالث والعشرون

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الثالثة والعشرون

نظر ياسين إلى جاسر : من الأول خالص أظن فاكرين الفيلم اللى أمك عملته وطفشت رائف وأهله من البلد دا كان سببه إن رائف بحسن نيه كان بيعلم أختك القرايه والكتابه ويجواب على كل حاجه تسأل عنها فمخها بدأ يوعى وتستوعب حاجات كتير طبعا مش من مصلحة الست عظيمه إنها تعرفها عشان تفضل تحت أمرها بدون معارضه بس رائف كان مشدود فعلا لهند ودا السبب انه لحد النهارده مقضيها هزار وطيارى ومحبش ولا اتجوزش من ناحيه قلبه متعلق باللى مستحيل تبقى له ومن ناحيه تانيه طيبته وقعته فى إتهام باطل بعده عن كل مكان كان له فيه ذكرى معاها فبقت محصله بعضها
نظر جاسر نحو رائف بذهول فكيف لم يفكر ولو مره لما تحول صديق عمره من ذاك الخجول إلى هذا العابث بلمح البصر بعد تلك الحادثه رغم أنه لا يؤذى فتاه ولكنه أصبح هوائيا لا يتخذ الحب والزواج كأمرٍ جاد ولا يفكر به بينما تابع ياسين حديثه : مش دى المفاجأه ياجاسر المفاجأه إن هند اتعلقت بيه ساعتها هى كمان
نظرا كلاهما له بصدمه فأومأ بتأكيد وهو يصر على أسنانه بغيظ : أيوه يا أغبيه ومقدرتش تسمع كلام أمها لما أمرتها توافقها على اتهامها وسكتت وبعد ما مشيتو كلت علقه لولا ما جابر لحقها كانت ماتت وأبوها مهتمش حتى يوديها للدكتور ولولا جابر بعد كرم ربنا كان زمانا بنترحم عليها دا غير العلقه اللى أمها كملت عليها بيها
جحظت عينا رائف بغضب : إنت بتقول إيه
ياسين : متتخضش أوى دى نقطه فى بحر من اللى هند شافته ولسه بتشوفه وللعلم البت اللى عاوزه تبقى دُرتها دى هيا نفسها اللى شافتك بتعلم هند فى الغيط وراحت قالت لأمها مهيا أول ما نزلت البلد حاولت تقرب منك ورفضتها فقالت تنتقم المهم عدى الوقت وهند كبرت وأمها عاوزه تجوزهالى بالعافيه عشان تعمل كبيرة البلد وتتنطط عالخلق بس العقربه اللى بتغير منها طبعا عاوزها تخرب عشان هند متعلاش عنها لافت على حيوان شكلها ووهمته بالحب الكداب عشان تعرف تأذى هند قالت فى عقل بالها إن هند ساذجه وما هتصدق تلاقى اللى يهتم بيها بعد المرمطه اللى بتعانى منها دايما ومجاش فى بالها إن هند قلبها إتقفل بالضبه والمفتاح على رائف ومفيش راجل غيره ممكن يدخل قلبها فخلت البأف اللى معاها يعاكس هند فى الرايجه والجايه وهند تصده وتسكت لحد ما يأسو إنها تلين فقررت تغير خطتها تخليه يخطب هند ويلاغيها لحد ما يطولها ويسيبها يوم الفرح بفضيحه
إعتدل جاسر وهتف بغضب : ياولاد ال
فقاطعه ياسين بسخريه : استنى استنى أجل الشتايم لبعدين دا لسه التقيل ورا البيه اتقدم فى توقيت من حظ هند الإسود كان توقيت زفت أبوك وافق أوام
نظر له رائف بصدمه : إيه قصدك إن الحيوان ده جوزها
أومأ ياسين : أيوه ولما إتفاجئ بكتب الكتاب معرفش يخلع وإدبس بس فضلت خطته مع العقربه زى ماهى عشان كده طلب يشوف هند بعد كده بحجة يتعرفو بس هيا مكنتش طيقاه وكانت مصدومه إن ده اللى إدبست فيه فكل محاولاته فشلت فغيرو خطتهم يتمم الجواز ويسيبها كده لا منها انسه ولا متجوزها ميلمسهاش ويشغلها خدامه فى بيته وبعد شهور من العذاب يتجوز غيرها بحجة إنها مبتخلفش ويهددها لو نطقت بحرف هيتاويها بس اللى ميعرفهووش إنها كانت بتحمد ربنا إن دا حصل هيا مستعده تخدمهم العمر كله ولا يلمسهاش كانت بتقرف من شكله والخطه مشيت لحد فرحك لما رائف قابل بنت فى الفرح وكان سعيد إن قلبه دق من تانى والبنت كمان من أول ما شافته حبته ومكنوش يعرفو بعض لحد ما كانت الصدمه واتعرفو وطلعت البنت دى هند
كانت عينا جاسر تتسع بذهول مع كل كلمه أكانت هند تعانى كل هذا وهو لا يدرى بينما كاد رائف أن يبكى ندما على صمته ليته إختطفها بعيدا وليكن ما يكون لكن ياسين لم يبالى بنظراتهما المتألمه وأكمل حديثه فالجميع أذنب بحقها : طبعا كانت صدمه لرائف يحب نفس البنت كل مره وتطلع مش نصيبه لكن بالنسبه لهند زادت معاناتها كانت حبسه حبه فى قلبها من سنين وساكته لكن تقابله تانى وتحبه وتخسره مع اللى بتشوفه مع الكلب اللى متجوزاه بقت فى حزن ومش قادره تشكى ملقتش إلا فرح اللى فضفضت معاها على إعتبار إنه سر لحد ما جوزها قرر يتمم خطته مع الحشره بتاعته ويتجوزها على هند ساعتها فرح عرفت ساعتها وقررت تحكيلى كل حاجه فإتصلت بيكو عشان نتكلم وندور على حل لأن أبوك مستحيل يقبل بطلاقها لو ماتت قودامه
قضب جاسر جبينه بغضب : عارف أهم حاجه عنده رأى الناس والباقى طظ بس انت عرفت ازاى بخطة جوزها وعشيقته
أجابه ياسين بهدوء : هند قالت لفرح
هتفا كلاهما بصدمه : هند
ياسين : أيوه مهو البيه إتصل بحبيبة القلب يوم الفرح يطمنها إن كله تمام دا غير إنها جت تانى يوم لهند تبارك لها وقالتلها كل حاجه عشان تحرق دمها
سأله جاسر بغضب : يعنى من أول يوم وهيا عارفه
ياسين : أيوه ومهتمتش لانه كله على بعضه ميفرقش معاها
صر جاسر أسنانه بغضب : الواطى الندل هو فاكرها ملهاش ضهر دا أنا هفرمه
عقب رائف بغضب : هو مش فاكرها هو متأكد إن ملهاش ضهر بعد ما أبوك رمهاله من غير ما يفكر حتى يسأل عنه ولا ضميره أنبه لحظه وخلاه يفكر يطمن عليها وسموك عايش ف برجك العالى وباصصلها من فوق كلنا ظلمناها كلنا قضينا عليها وأنا أولكم لما إستسلمت بسرعه ومحاولتش أفهمها وأقرب يمكن كانت إترحمت من دا كله
ثم أغمض عيناه بحزن فتحدث ياسين بهدوء : الندم والغضب مش هيحل المشكله بالعكسى هيعقدها عاوزكم تشغلو مخكم معايا شويه عاوز خطه نربى جوزها بيها ونجيب حقها
عم الصمت طويلا حتى تحدث جاسر بضيق : أولا لازم الحيوان ده يعرف إن ليها عيله وأهل واقفين ف ضهرها
ياسين : إزاى؟
جاسر : بالزيارات الكتير عاوزين تقريبا كل كام يوم حد منا يزورها
سأله رائف بترقب : طب وثانيا ؟
جاسر : ياسين يكلم أبو البنت ويبلغه إنه حر ف رفضه لجوز هند ولا قبوله دى بنته وهو أدرى بصالحها
ياسين : وبعدين؟
إبتسم جاسر بشر : بعدين نحضر الفرح كلنا ونأمره يطلق هند ولو رفض كشف صغير عليها هيفضحه قصاد البلد بحالها وشوف بقى ف بلدنا بعقليتهم دى واحده متجوزه بقالها شهور ولسه بنت بنوت هه لأ وبيتجوز تانى هتبقى فضيحته بجلاجل
زفر رائف بضيق : وإيه اللى يخلينا نستنى للفرح؟
جاسر : مهو لو طلقها بدرى البت هتخلع لكن لو طلقها بعد كتب كتابهم هتبقى ادبست فيه ودا أفضل عقاب ليها لأنها حتى لو ولعت ف روحها مش هتطلق على الأقل بعد كام شهر لو اطلقت يوم الفرح هتبقى فضيحه وعار هيطول كل عيلتها وعريس الغفله لو عملت البدع مش هيسيبها مهو معملش دا كله واستنى لحد دلوقتى ولما تبقى مراته يسيبها دا لو عصلجت مش بعيد يغتصبها واهى نبقى وقعت ف حفرتها اللى حفرتها لهند
إقتضب جبين رائف بضيق : طب مانفضحهم قصاد البلد كلها ونخلص ساعتها هيتذلو العمر كله أدبا لهم
تنهد جاسر بضيق : مينفعش يا رائف عيلتهم هيطولها الأذى وهما ملهمش ذنب دا غير إنها ممكن تتعرض للأذى وعيلته يحكمو عليه عشان يثبت إنه راجل يدخل عليها قصاد شهود أو يجيبو دايه تعمل الموضوع ده بس عشان ميتفضحش إبنهم ومتطلقش وساعتها هتبقى ضاعت رسمى لكن لما يطلقها من نفسه بعد مايتجوز التانيه محدش هيعمل حاجه لانهم فاكرينها مبتخلفش وساعتها بابا مش هيقدر ينعه لانه هيكون طلقها خلاص
ياسين : بس المشكله بقى بعد ما يطلقها هتروح فين
قضب جاسر بتعجب فأوضح ياسين : دى فضلت شهور ساكته عليه ياجاسر شايفه إن عذابها معاه أهون من عيشتها وسطنا وعندها حق الوجع من الغريب أهون مليون مره من القريب فمابالك القريب ده أمك وأبوك
تنهد جسر بضيق بينما هتف رائف : ومين قال إنها هترجعلهم مش كفايه اللى شافته وياهم
نظرا كلاهما له بترقب فتابع بإيضاح : خودها تقعد مع فرح لحد ما عدتها تخلص وهتقدملها ولو وافقت هتجوزها فورا ولو موافقتش وربنا لأخطفها
رفع جاسر حاجبيه بدهشه بينما أومأ ياسين بإقتناع: عندك حق هيا هترتاح مع فرح
نظر جاسر لكلاهما : لا والله وأنا إيه راس كرومبه وسطكم
أجابه ياسين بمزاح: لأ إزاى دا إنت فدان كرومب ههههههههههه
رائف : مهو ياجاسر هيا مش هتنفع ترجع تعيش مع أبوك وأمك يبهدلو فيها من تانى ولا يجوزوها لغبى تانى ولا هينفع تقعد ف البلد لوحدها ولا هينفع أسيبها تضيع منى تانى
صمت جاسر وظل ينظر له بتفكير حتى جعل رائف يشعر بالقلق ويتستغيث بعيناه بياسين الذى زفر بضيق ونظر لجاسر دون أن ينطق بكلمه حتى إبتسم جاسر معيدا لرائف أنفاسه وأومأ بالموافقه وصافحه بود : مبروك يا أبو نسب
فإحتضنه رائف بينما حرك ياسين رأسه بسخريه منهما : مش أما هند توافق الأول ياطور منك له
نظرا له كلاهما بصدمه فتابع موضحا : اومال إيه هيا اللى شافته شويه عالعموم المهم دلوقتى إننا نخلصها من الزفت اللى متجوزاه ونردلها إعتبارها وبعدها ربنا يحلها
مر الوقت بينهم فى أحاديث مختلفه وحين عاد جاسر إلى المنزل وجد والدته تنتظره بوجهٍ مقتضب تشكو له دلال زوجته فهى نائمه أغلب الوقت ولا تراها إلا تأكل ولا تهتم بالمشاركه فى أى شئ فأقل ما يمكنها فعله هو تلبية متطلبات زوجها فكيف لها تترك الخدم يقومون على خدمته وهى موجوده تحيا فقط للطعام والنوم
لم يكن جاسر لديه القدره على جدالها فيكفيه ذنب أخته التى لم تفكر عظيمه بشأنها يوما وتشغل نفسها بالحقد على نساء المنزل لذا لكى تكف عن الشكوى أخبرها الحقيقه بأن سبب كسل شهد وشراهتها للطعام والنوم هو حملها لكنه تفاجئ بها تتسأل بفزع وكأن الموت يقف أمامها : وه عتجول إيه إنت له له حبله كيف
رفع حاجبيه بدهشه : زى الناس
– اتوكدت زين
رفع حاجبيه بسخريه : انتى ناسيه إنى دكتور نسا ولا ايه
زاغت عيناها وتمتمت بغيظ : واد الفرطوس والله لأجيب خبره
قضب جبينه بإستفسار : بتقولى حاجه؟
رفعت عيناها له بنظرات تائهه : هاه له
ثم تركته دون تفسير حملت عباءتها وهمت بالخروج فسألها متعجبا: على فين
فاجابته فى عُجاله : هبابه ومعاوده
ركضت إلى خارج المنزل بينما قضب جبينه بشك : هى إيه الحكايه حاسك بتدبرى لكارثه ولازم أعرفها
وحين هم بإتباعها وجد شهد تناديه : جاسر
– نعم
– حياتى كنت عاوزه
قاطعها بضيق : متكمليش
– هاه
فأوضح بإيجاز : اما تخلصى اللى فى التلاجه ابقى اطلبى جديد
حاولت أن تخبره : حبيبى بس أنا
فقاطعها بغضب : شهد على فوق ومشوفش وشك إلا أما التلاجه تفضى غير كده مش هجيب حاجه يلا على فوق
تذمرت بغيظ : يوووه
وركضت إلى غرفتها ثم دلف جابر من الخارج ورأى ماحدث : مالك ياجاسر!! ياولد بالهداوه عليها دا مش بيدها
زفر جاسر بضيق : ياجابر دا مش وحم دا فجع دا مفيش صنف خصار ولا فاكهه ولا طيور إلا أما جيبته أجيب إيه تانى
فضحك جابر بقوه : ههههههه ربنا يكملها على خير
عقب جاسر بضيق : يارب قبل ما أخنقها أنا خارج
قضب جابر جبينه بتعجب : دلوك
أومأ سريعا : آه شويه وجاى
خرج جاسر شبه راكضا حتى يلحق بعظيمه وإلتقف أنفاسه حين وجدها لازالت على الطريق فسار خلفها بهدوء يتخفى حتى دخلت منزلا قديما فتبعها حتى وجدها تقف على أعتاب إحدى الشقق بهذا المنزل وتدق الباب بغضب حينها فتحت لها سيده متوسطة العمر ترحب بها بخنوع فدلفت عظيمه مسرعه إلى للداخل فإقترب بحذر ولاحظ تصاعد أبخره عطريه من المكان وأصوات همهمه كثيره فطرق الباب بخفه حيث فتحت له السيده وتفاجئ بها ترحب به أيضا وتُدخله سايرها حتى أصبح بالداخل وأدرك من تفاصيل المكان ومن بداخله أنه وكر مشعوذ وهؤلاء هم المخدوعين بحيله والسيده التى تفتح الباب هى مساعدته
تهلل وجه الموجودين برؤية جاسر فهيئته تؤكد أنه من علية القوم لذا ظنو أن هذا المشعوذ سحره نافذا بحق حتى الأثرياء يهرولون لطلب نجدته
أومأ برأسه للسيده لتأتى نحوه وإنزوى بها فى أحد الأركان بعيدا عن مسامع الجميع حيث ظنوا جميعهم أنه يغدقها بالمال لتجعله يدخل أولا ومازادهم هذا الا سعاده لإعتقاهم أن مشاكلهم سيحلها هذا المشعوذ
إبتسم جاسر بسخريه حينما رأى عينا السيده تلمعان وتنتظر بلهفه ماسيعطيها من مال : لو جاوبتينى من غير ملاوعه هكفأك إنما لو عملتى فيها ناصحه هخسف بيكى الأرض
لم تهتم لتهديده كل ماسمعته أنه سيكافؤها : أوامرك ياسعادة البيه
– الست اللى دخلت من شويه
– الست عظيمه
– أيوه بتعمل إيه هنا؟
– بتيجى لسيدنا يحققلها مرادها
أضاق عيناه عليها : اللى هو؟
فأجابته بلا إهتمام : معرفش
فتنهد بضيق ثم اخرج حفنه من المال ورفع حاجبه وأشار بعينه على المال : أنا عاوز مكان أبقى شايف وسامع اللى بيحصل ويتقال جوه من غير ما يحسو بيا
إختطفت المال منه ودسته فى صدرها : اوامرك
ثم أشارت له بإتباعها بصمت حتى وصلا إلى غرفه مجاوره لغرفة المشعوذ وأوقفته هناك وأشارت له بالصمت والإستماع ثم خرجت وتركته واقفا لا يفصله عنهما سوا ستار أسود وتنبهت كافة حواسه حين سمع حديث المشعوذ : أنا قولتلك الأعمال الكتير بتعاكس بعض
هتفت عظيمه بإستنكار : يعنى إيه كله إتخربط إكده
أوضح لها بهدوء : إنتى طلبتى بدل العمل أربعه واحد يخلى جوزك يحبك ويبقى طوع أمرك والتانى لإبن أخوه يكره مراته ويملكك كل حاجه والتالت لشريكم ف البيت يكره مراته ويطردها والرابع لمرات إبنك عشان متحبلش
نهرته بغضب : وأديها حبلت ومفيش عمل فيهم جاب فايده
أجابها بمكر : قولتلك العفريت ميقدرش على كل ده مره واحده مسمعتيش الكلام ومشيتى اللى فى راسك وانتى عارفه إن كتر الفلوس ميفرقش هما مبيبصوش للفلوس
– أباااى عليك طب همل كل ديه وعاوزه عمل يجيب خبرها هى واللى فى بطنها
– طب ما تزوقيها من عالسلم ولا سميها
لمعت عيناها بالشر : له خليها موته عفاريتى ترعبها لحد ما دمها ينشف وتموت حالها
تعجب المشعوذ من كم الحقد الذى تُكنه لزوجة إبنها : ليه كده عملتلك إيه
أجتبته بسخط : بت الفرطوس حلوه وصغيره وولدى عاشجها
رفع حاجبيه بدهشه : وفيها إيه دى
– بجت الكل فى الكل وكلياتهم عملينلها مجام وكل ما جولها حاجه تجولى اسألى جوزى
إزدادت دهشته : متسائله
إعترضت بغضب : له أنى الكبيره كلامى اللى يمشى تكبرنى وتطيعنى
أومأ بفهم : اااه عشان كده عاوزه تخلصى منها وتجوزيه بنت أختك
– أيوه عتكون تحت رجلى
لم يعد جاسر يحتمل سماع المزيد وسار على غير هدى حتى وصل إلى منزله صعودا إلى غرفته فوجد شهد تحتضن باقه من النعناع فإبتسم قائلا : الدنيا فى وادى وانتى فى وادى ياشهد إيه دا نعناع آه يبقى دا اللى كنتى عاوزانى اجيبهولك ااااه يا شهد لو تعرف النار اللى فيا دلوقتى
لم يتحمل أكثر وارتمى بجوارها يحتضنها بقوه وهو يبكى
لم تكن نائمه بل تظاهرت بذلك حتى لا ينهرها على النعناع ولكن ما إن أحست بانهياره ألقت بالنعناع وشددت فى إحتضانه تمسد على رأسه بحنان فأحس بها ولكنه لم يتوقف بل استمر فى البكاء حتى أخرج ما بجوفه من آلام حينها سألته شهد بحنان: مالك يا قلبى
فأجابها بصوت يتألم : تعباااااان أوى ياشهد
– سلامة قلبك أنا جنبك وقلبى سامعك
– مش عاوز دلوقتى إلا حضنك
– كلى ليك يا عمرى
ظلا هكذا حتى غلبه النوم لكن شهد لم تستطع النوم خوفا عليه وبعقلها ألف سؤال عن سبب إنهياره بهذا الشكل
فى الصباح الباكر وجدته يخبرها أنهما سيسافران إلى القريه فتهلل وجهها بسعاده فقد إشتاقت إلى أجواء القريه وإلى فرح
أخذ حاجيتهما وأخذ معه حقيبة الملابس التى اشتراها سابقا لهند وجعلتها عظيمه تعيدها له
سلم على جابر فى طريق الخروج ولم يسأله جابر عن شئ فهيئته كافيه عن الشرح
ركبا القطار فجاسر ليس لديه القدره على التركيز وقيادة السياره
ظل صامتا لم ينطق بحرف طوال الطريق حتى حينما إشترى لها طعاما للفطور لم يتناول منه شيئا
غطت شهد فى نومٍ عميق مستنده برأسها على كتفه فإحتضنها بخوف وشرد فى الطريق
تفاجئ الجد بجابر يخبره أن جاسر سافر إلى القريه مصطحبا زوجته ويحمل أغراضا وكأنهما مهاجران بلا عوده ولكن الجد لم يعلم من هو جاسر فأوضح له جابر بإيجاز أنه أحد أحفاده ولابد أن والدته الحمقاء من دفعته للرحيل وبإختصار يجب أن يخبر راشد ويبحثا عن حل جذرى فالجميع بدأوا بالرحيل بسبب عظيمه ولولا الجد لما مكث جابر يوما بهذا المنزل
أخبر الأسيوطى إبنه راشد بالأمر فأسرع راشد يهاتف جاسر لكن هاتفه مغلق فهاتف ياسين الذى أخبره أنه لايعلم شئ عن هذا الأمر وسيرسل أحدهم إلى منزل العائله ليرى إذا كان جاسر وصل أم لا وسيخبره وعلمت عظيمه بالأمر فإنتظرت بجوار راشد لتفهم مايحدث فهكذا لن يعمل السحر فشهد بعيده عنها
وبعد مرور ساعه كامله وجد ياسين يخبره أن جاسر وزوجته وصلا ولكنه إستضافهما بمنزله فمنزل العائله يحتاج إلى الكثير من التنظيف فطلب منه راشد أن يجعل جاسر يجيبه وبعد إلحاح شديد من ياسين أجابه جاسر بغضب فلم يعد يحتمل فتعجب راشد : فهمنى بس يا ولدى إيه اللى حوصول
فأجابه بضيق : إسأل مراتك
نظر راشد إلى عظيمه بغيظ : عِملتلك إييه
ظنت عظيمه أنه يتحدث عن شهد وأن أحد الأسحار التى صنعها المشعوذ قد أتت ثمارها أخيرا فتصنعت الضيق : بت الفرطوس عِملت إيه لولدى
فهدر بها راشد : اكتمى ياحرمه شوم لما أشوف هببتى إيه
إتسعت عيناها بقلق فقد تذكرت حديث المشعوذ عن تعاكس الأسحار وظنت أن السحر إنقلب ضدها فرسمت البرائه على جهها لتتهم شهد : دى كدابه هى عاوزه توجع بينى وبين ولدى دا أنى ادفنها تحت رجلى
سمعها جاسر فسخر قائلا : قولها تبطل تمثليات هبله أنا اللى شوفتها وسمعتها
فقضب راشد جبينه بضيق ونظراته مسلطه على عظيمه : خبر إيه يا ولدى فهمنى
جاسر : ملوش لزوم أنا استنيتك عمرى كله تتحرك وتفهمها إنك إنت الراجل وتحكمها لكن خلاص معدش منه فايده
إشتعل قلب راشد غضبها وعنفه بغضب : باه جنيت إنت ولا إيه أنى راجل البيت
فإعترض جاسر بغضب : بس كفايه طول عمرك مفرجش معاك غير حديت الخلج وبس حتى بتك الوحيده مفرجتش معاك بهدلتها ورميتها لكلب ولا يسوى لاجل ما حد يجول إنها سرجت ياسين من مرته وهملتها لنصايح مرتك الغابره وف الآخر سيبتها تتحرج ويا راجل ولا يسوى بس لاجل متبجاش مطلجه والخلج يشيلو ويحطو فى سيرتك بس أنى غيرك معهملهاش ومن النهارده انسى إن لك عيال
إبتلع راشد ريقه بصعوبه وهو يحاول إستيعاب ما يحدث : إنت عتجول إيه عِملتلك إيه لديه كله
أجابه بسخريه قاتله : ولا حاجه كانت عاوزه تجتل مرتى وولدى بعد ما تجننها بالسحر والأعمال جولها إنتى مخسرتيش عيالك وبس له إنتى خسرتى أخرتك كومان اللى يمشى فى طريج الخراب ديه يبجى باع دينه سلام يا يا بوى
أنهى المكالمه فصرخ راشد : جاسر استنى يا ولدى
سألته عظيمه بلهفه : جرى إيه
جحظت عيناه بغضب : عِملتى إيه يا بوز الخراب
إستنكرت إهانته : وه كنك إتجنيت
أجابتها نظراته الحارقه قبل لسانه : أنى هوريكى الجنان صوح يا جااااابر
أتى جابر راكضا لظنه أن مكروها أصاب الأسيوطى ولكن حينما أخبره راشد أنه بحاجه إلى سوطه زفر بإرتياح وأحضر له السوط بسعاده ووقف يشاهد مايحدث بإستمتاع
لف راشد السوط على معصمه بهدوء مخيف : أنى خابرك حيه وعمرك ما هتنطجى بس هى الكرباج عينطجك
إبتلعت ريقها بخوف وظهر الإرتباك بوضوح على وجهها فمهما ضربها سابقا لم يكن بهذه الدرجه من الغضب وحين ضرب الأرض بالسوط قفزت فزعه : يا لهوى إلحجونى ياخلج
لم تجد من ينقذها فأمسكت بيد جابر : إلهى ربنا يباركلك إنجدنى
فنفض يدها عنه بتقزز بينما صرخ راشد : وإنتى لساتك فاكره ربنا ياملعونه
إبتسم جابر بخبث : خايفه إجده لييه ياعجربه ماكل مره عيضربك وتعديها الكرباج معادش يحوج
نظر له راشد بتفكير ثم ساله مباشرةٍ : أومال أعاجبها كيف
إبتسم جابر بشر : خدها عالاسطبل وعلجها من شعرها لحد ما تجر بكل اللى حاجه من لول للاخره
فزعت برعب : له له إلحجنى ياعمى
دلف الأسيوطى وبيده حبل يربط به ماعز صغير : ياواد إنت معتوكلهاش زين لييه والعيد جرب اومال عنضحى بإيه
ضرب جابر جبينه بكفه : عيد إيه ياعمى لساته بكير والعنزه اللى ف يدك الأرنب فيه حيل عنيها معتنفعش ف حاجه واصل
قضب الجد جبينه : إنت مين ياولد
زفر راشد بضيق : خده ياجابر جبل ما أطج
فضحك جابر وهو يجذب الماعز من يد الاسيوطى ويأخذ بيده الأخرى يسانده وخرجا إلى الحديقه فى حين إستغلت عظيمه إنشغالهما بالأسيوطى وركضت إلى غرفتها
ظلت تجوب الغرفه تبحث عن حل ولم تجد فجمعت أغراضها الثمينه لتهرب قبل أن ينكشف المستور ولكنها لا تعلم إلى أين ستذهب فعائلتها حينما تعلم ستتبرأ منها فالجميع يمقتها فقد كانت تتعامل معهم كأنهم أقل
منها ولكنهم كانو يبتلعو غرورها وتكبرها لمكانة زوجها وعائلته أما الأن فلا تساوى أى شئ لذا فملاذها هى ابنتها فهاتفتها فلم تجيب فهاتفت زوجها الذى أوبلها بسباب لاذعه فقد أتى جاسر صباحا وضربه بشده حينما وجد هند تنظف المنزل وملابسها متسخه وأخبره أنها ستمكث برفقته عدة أيام فقد إشتاق لها ورحل فأغلقت الهاتف وهى تندب حظها ولا تعلم كيف تتصرف فقررت أن تخرج أولا من هذا المنزل وساعتها تفكر فيما ستفعل ولكن كيف ستخرج نعم من الباب الخلفى ولكن ويا لحظها العاثر لأول مره يكن زوجها حذر فقد وضع حراس حول المنزل من كل إتجاه وأمسك بها أحدهم وأدخلها إلى راشد الذى ضحك بقوه لانها لم تخلف ظنه فحينما أدرك أنها إختفت وهو منشغل بأباه علم أنها ستهرب هو ليس ساذجا أبدا فهو الأدرى بخبثها وصمت كثيرا حتى لا يتشفى به أحدا لكنها ظنت نفسها قويه بلا رادع وحديث جاسر جعله يحترق فقد أذلته أمام الجميع وظهر أمامهم ضعيفا خاضع لها وهذا مالا يرضاه لنفسه أبدا
لقد سقطت عظيمه هذه المره بلا وقوف وسيتفنن راشد فى تعذيبها حتى تعترف بأدق الأشياء وسينتقم منها على كل أفعالها السابقه
رفع راشد حاجبه بسخريه : والله وطلعتى واعره يا عظيمه عتُهربوبى منى دلوك مش أنى اللى إتبليتى عليه سابج لجل تتجوزيه
سقطت عظيمه على ركبتيها تلطم وتندب ولكن لم يبالى أحدا بها : يامرك يا عظيمه يا مرك
إبتسم بشر : مر إيه يا حُرمه إنتى لسه شوفتى حاجه
أمسك بالسوط وضرب الأرض بحده جعلها تفزع من صوته وحين همت لتركض سبقها وأمسك بخصلاتها يجرها خلفه بهدوء بينما صرخاتها تهز أرجاء هذا القصر المهيب حتى وصل بها إلى غرفتها وألقى بها أرضا وقبل أن تلقف أنفاسها إنهال عليها بالسوط حتى إنهارت قواه بعدما أفنت صوتها فى الصياح والاستغاثة وأغرقت الأرض بدمائها وفقدت الوعى بالنهايه فتركها ونزل بهدوء غير مبالى بحالها تاركا إياها للموت ولكن الموت لم يكن رحيما بها فظلت على قيد الحياه لتعانى من جديد ليذيفها آلام عمره الذى أضاعته وعمر أبنائه الذى دمرتهم يأخذ بثأره منها
وبعد ساعه من الألم عاد وأمسك بشعرها وهو يجرها خلفه كالذبيحه بينما تصيح مستغيثه ولم يهتم أحدا بكبر سنها أو استغاثتها وأخذها بالفعل إلى الإسطبل وألقى بها على الأرض : نضفيه وخليه يبرُج ووكلى البهايم وإن رجعت لجيتك لساتك مخلصتيش عربطك موطرح البَهيمه وعوكلك من أكلها
ثم تركها وهى تنظر حولها بخوف ونهضت بصعوبه تنفذ أمره وظلت طوال اليوم تنظف وهى تبكى ألما وتفكر كيف تتخلص من هذا المأزق الذى وقعت به وليس هناك من يساعدها
حل المساء وأصبحت كل عظمه بجسدها تأن ألما وقد إنتهت أخيرا من تنفيذ أمره وحين قررت أن تجلس لتستريح قليلا تفاجأت به يقف فوق رأسها: له والله وطلعتى عتعرفى تعملى حاجه غير خراب لبيوت العمرانه فزى جومى
فزعت من صوته ونهضت بخوف : إطلعى إتروجى وإبجى كيه البنى آدمين وجهزيلنا لجمه للعشا
نظرت له بغيظ : مجدراش
عقب بسخريه : لسه لسانك شغال يبجى تجدرى وهمى أحسن جوعت ومن إهنه وجاى شغل الجصر كله مسؤليتك أنى مشيت الشغالين ملهومش لزوم وإنتى إهنه
إتسعت عيناها بذعر : له له حرام عليك الجصر كبير جوى
– مكانش كبير وإنتى عترمحى فيه لخرابه وأهو تعملى بلجمتك و يشغلك عن الأذيه
لم تجد أمل لها من جعله يتراجع فذهبت لتنفيذ أوامره وهى تنهر غبائها الذى جعل جاسر يكشف أمرها ولم تفكر للحظه فى خطئها
وبعد أن إنتهت كانت تأكل كالوحوش فى حياتها كلها لم تجوع هكذا حتى قبل أن تتزوجه
ومنذ ذلك اليوم وقد كف شرها فآلام جسدها بعد الإنتهاء من أعمال المنزل تجعلها لا تفكر سوى فى شيئين الطعام والنوم
هاتف جابر ياسين وأخبره بكل ماحدث وإستقبل الخبر بسعاده فأخيرا تحرك راشد حتى لو كان السبب غروره وأخبر جاسر بحذر فمهما حدث هى والدته لكنه تفاجئ به يخبره أن يعتبرها ميته منذ اللحظه التى فكرت فيها بقتل صغيره قبل أن يرى النور ولا يبالى حتى لو قتلها راشد فكلاهما يستحقان بعضهما
كان رائف فى حالة قلق منذ إجتماعهم الأخير وجاسر هاتفه مغلق ولايعلم ماذا حدث فهاتف ياسين وتفاجئ بما حدث وقرر السفر إليهم فقط ليراها ولا يهم ماذا سيحدث بعدها فوافق ياسين لكن حذره من التحدث بما أخبره فلا أحد يعلم سوا جاسر
بصباح اليوم التالى بعد تناول الإفطار أشار جاسر لشهد بإتباعه : تعالى ياشهد
فإعترضت هند بمزاح : وه ما أجى اساعدك أنى ياخوى
– لأ
إبتسمت شهد على مزاحها بينما حاولت هند ألا تضحك : ليه أنى برضيك بعرف أنجى الخلجات
إعترض جاسر بضيق : لأ مش عاوز يلا ياشهد
ضحكت هند بقوه : ههههههههههه ربنا يسعدك ياخوى
إبتسم لها بود : ويسعدك إنتى كمان ياهند
ذهب إلى غرفته وتبعته شهد فى حين ضحكت هند بسخريه وصمتت ثم تنهدت بحزن فلاحظتها فرح وإبتسمت لها بحنان : هتُفرج إن شاء الله
أومأت بإبتسامه هادئه : كله بإذنه وكفايا إن دلوك أخوى عيعاملنى زين
وصل رائف وسلم على ياسين الذى أخبره بمكان تواجد هند فأسرع إليها حيث وجدها تجلس مع فرح فإقترب ببطأ رغم لهفة قلبه فرأته فرح وإبتسمت بخبث : مين عارف يمكن ربنا يعوضك باللى يحبك ويسعدك
أجابتها هند بحزن : عتنكتى إنتى ولا إييه أنى هتسعد له مظنيش صوح جاسر إفتكر إنى خيته بس لو جه بوى ولا أمى وجالوه بِعِّد عنيها عيرمينى ليهم ومعيسألش
تملك الحزن قلب فرح وهى ترى إنكسار فرح : مش يمكن رائف
قاطعتها هند برجاء : له يافرح أبوس يدك متجيبيش سيرته خلينى جادره أتحمل عيشتى يابت الناس إنتى موعيتلوش ديه وهو زغير كان زين ونفر منى وأنى ملياش ذنب بعد اللى حوصل دلوك بجى زين الزين وأنى كيف ما إنتى وعيالى إجده منفعش أبجى غير خدامته آه يافرح لو أجولك لما إتطلعلى بعد فرح جاسر وجالى إنتى هند وكن حد ضربه بالنار ياناااارى كان عندى أموت ولا أوعالوش بيطلعلى إجده الله يرضى عنيكى بلاش سيرته أنى كلها يومين ومعاوده للشجى
تعجبت فرح : إنتى ليه مصممه تفضلى معاه رغم كل اللى عرفتيه
فأجابتها هند بحزن : دا جدرى يافرح ومحدش بيهرب من جدره لو طلجنى النهارده أبوى وأمى عيخلو عيشتى خل لحد ما يرمونى لغيره وغيره عياخدنى خدامه لعياله ومرته مهو الكل فاكرنى معخلفش على الأجل ديه معيلمسنيش
هتفت فرح بإستنكار :يعنى إيه هتترهبنى
– أحسن ما أكون لغيره
إبتسمت فرح بخبث : قصدك رائف
أومأت بخجل : آه يافرح جلبى بيرجص لما بسمع إسمه تعرفى من يوم ما جيت إهنه بعد فرح جاسر وأنى كل ما المخفى إسمه يضايجنى ولا أتعب أغمض عينيه وأفتكر تطليعته وكلامه الزين جبل ما يعرفنى
كان يتابع حديثهما بحزن على حالها تحول لهيام بعد ما قالته بالأخير عنه فإقترب بقلبٍ ينبض بجنون وجلس بجوارها فإستدارت لتتسع عيناها بصدمه لكن صدمتها تحولت لذهول حين أمسك بيدها دون أى مقدمات وهمس بحب : تتجوزينى
ظلت صامته حتى بدأ يقلق فوكزتها فرح فى كتفها لتفيق فنفضت هند يده سريعا بخوف فإبتلع ريقه بقلق : مالك
صرخت فى وجهه بغضب : إنت جنيت ولا إيه أنى متجوزه
صر على أسنانه بغضب : عارف إنك متزفته ومش سايبك غير لما يطلقك وتشيلى إسمى
رفعت حاجبيها بدهشه : وه وليه إجده
فصرخ فى وجهها بغضب : عشان بحبك
نزل جاسر وشهد وياسين دلف إليهم فى نفس الوقت حيث تجمد الجميع حتى جدران المنزل فزعت من صوته فى حين وقف رائف يلهث من الغضب فإقترب ياسين بهدوء يربت على كتفه ليهدأ : روق بس أما تطلق ونجيب حقها وتخلص عدتها إبقى جبلها صرع بحبك براحتك
ضحك الجميع حتى هند التى أخفت وجهها بكفيها بخجل بينما تحمحم رائف وهو يمسد بكفه على رقبته بحرج
قضت هند يوما أكثر من رائع وهى تتذكر حديثه وكلما إلتفتت وجدته يتأملها بحب حتى أتى زوج هند فى اليوم التالى مرغما ليصالحها فوالده خاف من سلطة عائلتها وخاصه أنه حين هاتف والدها وجده غاضبا ويتوعد له إذا ما تأذت إبنته منهم سيجعلهم عبره لمن لا يعتبر فهى حفيدة الأسيوطى وليست أى أحد ولم يستطع أحد جعلها لا ترحل وبعد يومان زارتها فرح وشهد وعلمتا أنه يعاملها جيدا أمام والده فقط ولم يخبر عشيقته حتى لا تغضب منه كما أنها وافقت على الزواج وشيتم آخر هذا الشهر ورغم إعتراض والده الذى لم يبديه إلا بعد أن هدده راشد صراحةً حين هاتفه ليعنفها على تركها منزل زوجها والذهاب مع أخاها بعد أن ضرب زوجها إلا أن زوجها لم يترجع عن زيجته بأخرى متحججا بأمر الإنجاب وهاهو قد إشترى لها الذهب وجهز غرفه لها فقد طلبت منه أن تسكن مع فرح فى نفس المنزل لتستطيع إغادتها بإستمرار ووافق بسعاده فالبلهاء لن تكلفه الكثير فى سبيل أن تتشفى فى هند
مرت الأيام سريعا وتزوج من عشيقته الحمقاء التى كانت متلهفه لرؤية دموع الحسره تملأ وجه هند لكنها بعد عقد القران تفاجأت بوجود ياسين وجابر وزوجاتهما وكذلك شاب أقل ما يقال عليه وسيم وحين سألت علمت أنه رائف فإغتاظت لو تعلم أنه سيعود القريه لتركت هذا الأحمق وركضت خلفه لكن ذلك لاشئ مما حدث فيما بعد فقد إنزوى ياسين وجاسر بزوجها فى أحد الأركان لعدة دقائق وعادوا يقفون أمام هند وصُعِقت حين وجدت زوجها يلقى يمين الطلاق على هند أمام الجميع وهند تزغرد بقوه وتباركونها ثم إصطحبوها معهم وغادروا وفى طريقهم مال جاسر على والدها وهمس بشئ جعله يشتعل غضبه لكنها لم تهتم وصرخت به بلاوعى : إنت إتجنيت كيف تطلجها إجده أنى لساتنى ماتشفيتشى فيها طلجنى
ثم نظرت إلى والدها : خليه يطلجنى يا عنتحر
أجابها والدها بمقت : ياريت لجل أرتاح منيكى بجى أنى جاعد العمر كله وحدانى عشانك وإنتى عتخطتى لأذى غيرك لجل ماهى أحلى منيكى أنى من النهارده ملياش بت وعتجوز من بكره وعندك حبيب الجلب إتحرجو سوا
وتركها وغادر فحاولت صب غضبها على زوجها ومنعه من الإقتراب منه فحملها غصبا على كتفه ودلف إلى غرفته وألقى بها على الفراش وأغلق الباب بالمفتاح وهو يبتسم بخبث : بجى أنى صابر كل ديه عشان تاجى تجوليلى له
ثم إنقض عليها ودوت صرخاتها أرجاء المنزل الذى أصبح سجنها الأبدى
سافر رائف ليخبر والديه بما ينتويه ووافقا بترحاب وذهبا معه إلى راشد وتقدمو لخطبة هند لرائف وظنوه سيرفض لكنه وافق بترحاب فهكذا سيرفع رأسه بين الناس وستحيا إبنته بسعاده ويتبرأ من ذنبها وحين تمت عدتها أقام رائف لها زفافا أسطوريا
لم تصدق هند نفسها مايحدث ولا كم السعاده التى أغدقها رائف بها وحين إنتهى الزفاف سافر بها فورا لقضاء شهر العسل ووعدها أنه سيعوضها كل ما رأت من مأسى ولم يخلف وعده فقد كان عوضها عن كل ما مضى ووالديه إعتبراها إبنتهما وعوضاها عن قسوة راشد وعظيمه الذى أصبحا مختلفين تماما فراشد يمارس سلطته على عظيمه بإستمرار وهى خاضعه ذليله وقد أنعم الله على جابر وعز وكرم ببشرى ساره حيث حملت نسائهم فى حين أوشكتا شهد وفرح على الإنجاب
الله يرزقكم جميعا الخلف الصالح 💖

النهاية
أتمنى تكون نالت إعجابكم

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى