روايات

رواية جنون العشاق الفصل الأول 1 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الأول 1 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت الأول

رواية جنون العشاق الجزء الأول

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الأولى

ثلاثه إخوه تزوج الأول بصديقته الجامعيه التى أحبها وكانت ونعم الزوجه أحبها الجميع مما أشعل غيرت زوجه أخيه الثانى (كوثر )من جمالها ورقتها ومحبه الجميع لها وحسن تعاملهم معها ولما لا فقد كانت ملاك حقا وأنجبت فتاه كالبدر فى سماه كانت أول حفيد بالعائله وكانت وجه السعد على الجميع فإزدهرت تجاره العائله وازدادت أفراحهم أسموها فرح لأنها كانت سبب فرحهم جميعا
لم تستمر حياتهم السعيده طويلا فقد توفى الزوج وأصر أباه أن يزوجها بأحد أخويه فرفضت بشده ولم تستطع أن تجعله يتراجع عن رأيه فهربت بطفلتها وبحثت عن عمل واستقرت بمكان ما مع صغيرتها وظلت تعانى لكونها أرمله شابه وجميله حتى رزقها الله بزوج عطوف عليها وعلى ابنتها التى كان لها ونعم الأب فقد عوضته عن حرمانه من الأطفال فهو لا يستطيع الإنجاب
أما الأخ الثانى عزت فتزوج تلك الغيوره (كوثر) طمعا فى أموالها ورغبةً فى الإنجاب بعد أن ظلت زوجته الأولى (ساميه ) بدون انجاب لمده عامين
ساميه تلك المرأه التى تحملت طباعه الحاده وتقلباته المزاجيه مما أثر على نفسيتها وأخّر حملها فتزوج بكوثر التى تزوجته رغبةً منها فى أن تزداد ثرائا وجاها ومنذ أن أصبحت فرداً فى العائله وهيا تفتعل دائما المشاكل وكانت تتباهى وهيا تخبر الجميع بحملها وأنها ستنجب الصبى التى لم تستطع غيرها إنجابه
لم تضع كوثر فى الحسبان ماحدث فقد أنجبت صبيه فغضبت ورفضتها قبل أن تعرف ماحل بها وإدعت أنهم من أبدلو ولدها بفتاه وظلت تصرخ فى الجميع حتى تفاجأت بالطبيب يصرخ بها بعنف : إنتى مش بنى آدمه بقى رافضه بنتك غيرك يتمنى ضفرها
صاحت به كارهه : مش عاوزاها أنا عاوزه ولد هعمل إيه بالبت
أجابها بغضب : متعمليش إنتى مش عاوزاها ربنا عاوزها ورحمها من واحده زيك متصلحش تكون أم من أصله واطمنى مش هتبقى بنتك لأن البت نازله ميته أصلا
لوحت بيدها بغرور : فى داهيه بكره هجيب الواد بلا قرف كانت متعبه من يومها قرفتنى طول حملها وضيعت وقتى وخلاص
لم يصدق ردة فعلها فمن المفترض أنها امها فنظر لها بذهول : إنتى مستحيل تكونى بنى آدمه بقى فى أم تقول كده على بنتها وأنا اللى كنتى صعبانه عليا
لوت فمها بإمتعاض من حديثه المُمل : ميصعبش عليك غالى يا أخويا
لم يستطع الطبيب تحملها كثيراً فخرج من الغرفه فلتسقط ساميه مغشى عليها بعدما سمعت ما حدث فعاد الطبيب إليها بعد أن حملها زوجها ووضعها على الأريكه ثم فحصها الطبيب و نظر لها بإبتسامه وهو يبشرها بحملها
كانت سعاده الدنيا تملأ قلبها بينما صاحت كوثر بحقد : لاااااااا
بعد تمام شهور الحمل رزقها الله بصبى كالبدر فى تمامه أسموه عز وبعد ثلاثه أعوام رزقا بشهد اما كوثر فكانت تنجب أمواتا حتى منعها زوجها من الإنجاب فإنفعلت وصاحت به غاضبه : عشان ساميه تعمل عزوه وأنا ابقى بور
تأفف عزت من حماقتها : إنتى مزهجتيش عيال ميته إلا ماحد فيهم نزل فيه نفس كلياتهم فطيس والدَكتور جال مفيش فايده رحمك مبيعش فيه عيال ولا هو وجع جلب ومصاريف وخليص
عارضته بإصرار : دا دكتور حمار ومبيفهمش
فنهرها بغضب : والله ما حد حمار غيرك أنى جولتها كلمه وخلصت خلفه ليكى تانى له
– وأنا
قاطعها صائحا بحده : اكتمى خالص واللى أجوله يتسمع
امتلأت عيناها بالحقد وهى تصر أسنانها بغضب : كده ماااشى
لم تستمع له ونفذت ما تخطط له وحملت مره أخرى وكما حدث فى المرات السابقه مات الطفل قبل أن يولد فنهرها بشده وقرر أن يمتنع عنها نهائيا لأنها تصر على ما ببالها
اما الأخ الأصغر عبد الرحمن فأصر والده على تزويجه من إبنه عمه حتى لا تذهب ثروتها للغريب وكان يرفض ليس كرها فيها أو عشقا بأخرى ولكنه لم يكن يراها زوجه يراها أختا ولكنها كانت تعشقه واستطاعت أن تجعله يهيم بها عشقا أنجبت منه فتاه أسماها رحمه وكانا يعيشان حياة هانئه حتى مرضت بشده وتوفاها الله فعزم ألا يتزوج بعدها أبدا رغم إلحاح والده لكى يزوجه بأخرى ثريه ولكنه ظل مخلصا لها وعاش لإبنته التى كان لها الأب والصديق وكانت عوضا له فهيا تشبه والدتها فى كل شئ
توالت الأعوام وتبدلت الأحوال فتوفى الجد وكبرت الأحفاد فأصبح عز شاب تتهافت عليه الفتيات يعمل مهندسا معماريا إستطاع بمعجزه أن يقنع أباه أن يقرضه مالا ينشأ شركه مقاولات صغيره بمشاركة صديقه كرم وإجتهدا بشده حتى أصبحت ذات صيت كبير فى المجال المعمارى وأعاد المال لوالده بينما كانت كوثر تحاول إستدراجه ليتزوج إبنه أختها فهو الحفيد الوحيد لهذه العائله وكل هذا الثراء سيصبح له كما أنه ناجح فى عمله ولديه أموال ومكانه اجتماعيه ليست بالقليله كما أنه طيب القلب كوالدته فمن تتزوجه ستكون ملكه العائله ولكنه يرفض فهو كاره لكوثر وعائلتها جميعا فجميعهم طامعين حاقدين كما أن قلبه يعشق أخرى تلك من دق قلبه لأول مره لها منذ صباه تلك الرحمه التى يتلهف لليوم التى تصبح زوجته ولكنه حتى الآن غير قادر على مصارحتها فهيا جاده ورقيقه ويخشى أن ترفضه فيخسرها للأبد
اما شهد فقد كانت كارثه متحركه دائمة الشغب لاتنفك كوثر تستفزها فتنفعل عليها ويعاقبها والدها لكنها كانت رغم شدة والدها إلا أنها مرحه جدا ولا تهتم لأى شئ فالمهم عندها شيئان بهذه الحياه هاتفها وطعامها ورغم ذلك كانت ذكيه وناجحه وأصبحت طبيبه كيف لا أعلم وها هيا الآن تعمل فى أكبر مشفى حكومى بالمدينه
على عكس رحمه تلك الملاك الهادئ التى يشرق وجهها كالشمس فى كبد السماء كانت رقيقه عذبه تحب كل أنواع الفنون وهيا الآن بآخر عام من كليه الفنون الجميله تريد أن تنتهى حتى تبدأ العمل فى شركه عز كما وعدها بحجه أنه يريد أن يستفيد من فنها فى أعماله المعماريه وماهيا إلا أسباب واهيه لتظل بجواره وهو لا يعلم أنها تحيا فقط من أجله وتتنفس عشقه ولكن لا يمكنها أن تبوح له فيجب أن يخبرها هو أولا كما أنها تظن أنه لايراها كحبيبه نظرا لمعاملته العاديه لها كما تعتقد وذلك ما يدفعها لإستفزازه دائما وخوض شجارات لأتفه الأسباب حتى أنها أحيانا ما تتمادى ويطال الآخرين لذعات من شجارهما فمعه تصبح شرسه عنيده لاتنتبه لما تلفظه من كوارث
اما فرح فبعد أن توفت والدتها فأصبح لايجوز لها أن تظل مع زوج والدتها هكذا أخبرها عمها عزت بعدما وصله خبر وفاتها أسرع إلى هناك حتى يعيدها للعائله مره أخرى وتعود أموالها معها فهيا الوريثه الوحيده لميراث والدها
لم يستطع زوج والدتها أن يمنعه من أخذها فقانونا هو لا يمت لها بصله الآن فعادت مع عمها مرغمه مع تحذير زوج والدتها لها من عمها عزت بالأخص وزوجته كوثر فكلاهما طامعان جشعان لطالما كانت والدتها تقص له عنهما الأهاويل فهما أسوأ من فى عائله الشهاوى بعد جدها الطامع
لم تتبدل حال عائلتها التى تركتها منذ زمن فها هى كوثر لازالت سليطه اللسان حقود تغار من ساميه ومن أى إمرأه أخرى تحاول تقليد ساميه حينما يكون فى البيت أغراب و تحترم العادات حتى يقال عنها من أصلح النساء ولكن كلها مظاهر خادعه فالجميع يعلم كم هى لعينه ولا تمت لتلك القريه التى أتت منها بشئ فهى صعيديه إسما فقط ولكن فعلا تتشبث بقوه بعادات وتقاليد ولغه أهل المدينه وتكره القريه تماما وتغضب حينما تضطر لزيارتها فهناك أراضيهم وأملاكهم وباقى العائله التى تتكبر عليهم لاتتذكر أنها صعيديه إلا حينما يتعلق الأمر بالمال كذلك زوجها والجميع على درايه بذلك ولكن يخشوهما
كذلك حال البقيه فعمها عبدالرحمن لازال طيب القلب حنون كوالدها وأبناء عميها لازالو لطفاء مرحين إخوه حقيقيين جميعهم يعتبرو ساميه امهم تلك المرأه التى لو نثرت حبوب طيبتها فى حديقه لأزهرت عطورا نقيه
إستقبل الجميع فرح بالترحاب سعدتء بعودتها بينما رمقتها كوثر بحقد ظاهر لجمالها القاتل
______________
بعيداً عن هذه العائله هناك عائلة أكثر قوه وثراء تحكم البلده وتنتشر أعمالها فى معظم البلدان وكل من بالبلده يبجلهم خاصه ياسين الأسيوطى الحفيد الأكبر لهذه العائله
كان ياسين يستعد للخروج فصادف فى طريقه جاسر إبن عمه أثناء عودته من المشفى : على فين كده
– رايح لعزت
تأفف جاسر فهو لا يتحمل عزت أبداً : يادى عزت الراجل ده مبرتحلوش أبدا
أجابه ياسين بهدوء : ولا أنا بس دا شغل ملوش دعوه بالمشاعر
– أنا مش فاهم ليه نشارك عزت أصلا
إبتسم ساخراً: اومال لو عرفت إن جدك بيرسم على نسب هتقول إيه
جحظت عيناه بصدمه : نسب 😲
– آه عاوز يجوزنى بنت عزت
– نعم وانت هتعمل إيه
تنهد بحزن مكتوم : ولا حاجه أهى زيها زى غيرها مش فارقه
رمقه بغيظ قائلا : ياسلام انت بتستهبل يابنى ازاى تتجوز بالشكل ده وبعدين هو جدى فاكر إنه هيقدر يلوى دراع عزت و يتحكم فيه ببنته
عاد الجد من المسجد بعد صلاة العشاء ووجدهما يتحدثان فإقترب يلقى عليهما التحيه فإستمع لحديثهما فتحدث بحده قائلا : بتخربط فى الحديت ليه ياولد
نظرا كلاهما له بصدمه : جدى؟
أجابهما بحده قائلا : له عفريته ياولد عظيمه
تنهد جاسر بغيظ : وليه الغلط دا بقى
نظر له الجد بضيق : مهو لما عتخربط بيبجى عرق امك نفض منيك
نظر ياسين لجاسر الغاضب ثم قال : خلاص اتعدل خليك ترجع إبن أبوك أنا ماشى أنا بقى
جاسر بغيظ : بتهرب ياجبان
الجد : همله لحاله
جاسر بإستسلام : حاضر
إنتظر جاسر حتى إبتعد ياسين ونظر لجده متسائلا: ممكن اسأل حضرتك سؤال
أضاق الجد عيناه عليه بتركيز ثم تنهد قائلا : خابره
إبتسم له ثم قال : فاهمنى على طول كده
جلس الجد وطرق الأرض بعصاه : ازى الغجريه
فغر فاهه بذهول: ها
فأكمل الجد : إييه فاكرنى نايم على ودانى إياك ولد عمك ماشى فى سكه واعره ولو هملته عيضيع دنيته وأخرته
تنهد بنفاذ صبر ثم جلس بجوار جده : والله أنا غُلبت انصحه
– ممنوش فايده ياسين عنيد جوى
نظر له بجانب عينيه : طالعلك😏
فنهره الجد بغضب : إتحشم يا ولد😬
تمتم بهمس مسموع :مش الحقيقه
– بتخربط تجول إيه
– ولا حاجه بس الجواز يعنى هو الحل
– أهو يلاجى حُرمه فى الدار بدل المشى فى الحرام ويمكن تصلح حاله
– واشمعنى بنت عزت
– بت غلبانه وهاديه وزينه كومان أنا اتطلعتلها لما كنت عنديهم وادينا عارفين أصلها وفصلها
– طب مافى بنت اخوه عبدالرحمن على الأقل عبدالرحمن راجل كويس مش أُولعبان زى عزت
– عنديها واد عمها وهو أولى بيها ميصوحش نتجدم وفى راجل فى الدار هو أولى بلحمه
– عالبركه وياترى دى بتفك الخط ولابتبصم😒
– له دى عتبجى دكطوره حريم جد الدنيا
– دكتوره حريم ازاى يعنى
– زيك إكده
– آه نسا وولاده يعنى
نهض ومشى خطوتان ثم إستدار له بينما تطرق عصاه الأرض بحده : جول لأمك تبَّعد عنيه لو مبجيش من الحريم غير بتها هند معجوزهوش ليها واصل
إمتعض وجهه ثم تحدث ساخراً: قولتلها وبابا قالها والنمل اللى على شجر الجنينه قالها وفرق أبدا برضو بتعمل اللى فى دماغها
– ربك يهديها يا ولدى
رفع يداه عاليا داعيا : يارب ياجدى
(((((((((*******))))))))
صباح مشرق ليوم جديد وقد كانت فرح سعيده جدا فرحمه وشهد حقا لطيفتان منذ أن عادت وهما يتعاملن معها كما كٌنا منذ الصبا
تنهدت فرح بإشتياق : يااااه وحشتنى البلد أوى ووحشتنى أفراحها
إبتسمت رحمه بهدوء : بنت حلال إحنا معزومين على فرح بكره فى البلد
تهلل وجه فرح وقفزت فى مكانها تقول بحماس : بجد فرح مين؟
قضمت شهد الجزره ثم قالت : فرح معذور إبن غندور على زعيطه بنت زعيط
ضحكت فرح مُعقبه : ههههه إيه الأسامى دى
بينما تعجبت رحمه : بقى فى حد إسمه زعيط
إبتلعت شهد مامضغته من الجزره ثم قالت : آه فى زعيط ومعيط ونطاط الحيط كمان يعنى إنتى مستغربتيش باقى الأسامى وقفشتى فى زعيط
رفعت فرح حاجبيها بدهشه : لأ بجد فى الأسامى دى
أجابتها رحمه : إحنا بنتريق بس احتمال كل شئ وارد
وقفت فرح تتطلع للحديقه وجمالها الزاهى من نافذة الغرفه : الجنينه حلوه أوى الجناينى دا بيفهم
زوت شهد جانب فمها بسخريه : جناينى مين ياحاجه دا بروطه بيقوم من هنا ينام هنا
تعجبت فرح قائله : الله اومال مين مهتم بيها
فأجابتها رحمه : إحنا قسمناها بينا أنا وشهد وعز وكل واحد مهتم بنصيبه وبقت زى ما إنتى شايفه كده
إبتسمت فرح لهما : والله برافو عليكو
ثم نظرت إلى إحدى الشجرات وأشارت إليها : طب وشجره البرتقان اللى تحت دى تبع مين
أشارت شهد لنفسها بمرح : بتاعتى
فنظرت فرح لها بحرج : طب لو كلت منها ممكن
أجابتها شهد بسعاده : خوديها بجدرها متغلاش عليكى
ضحكت فرح وهى تنظر لها : هههههه إنتى جميله أوى ياشهد
تصنعت شهد الغرور : آه مانا عارفه اسيبكم بقى عشان متأخرش عالمستشفى سلام
فلوحتا لها بإبتسامه : سلام
__________
ركضت شهد مسرعه حتى أنها لم تتناول إفطارها كى لا تراها كوثر وتزعج صباحها وبالطريق إبتاعت بعض الأطعمه وذهبت للمشفى تقضم الطعام بسرعه حتى صدع صوت رنين هاتفها لتجد والدتها تؤنبها لرحيلها مبكرا دون إفطار ولم تنتبه لطريق سيرها حتى إصطدمت بأحد ما فصاحت عليه غاضبه : إيه دا يا أخينا مش تفتح
تنفس بعمق عله يهدأ قبل قتلها ثم تحدث ساخراً: دا على أساس إن أنا اللى ماشى أرغى فى التليفون وأحش فى السندوتش
إنفعلت أكثر حينما وجدته يسخر منها وتعالى صوتها اكثر : تتحش رقبتك يابعيد انت بتصصلى فى اللقمه
لم يستطع كبت غضبه أكثر فهى المخطئه وتلومه : إنتى اتجننتى ازاى تكلمينى بالاسلوب دا إنتى متعرفيش أنا مين
تخصرت وهى تلوى فمها بسخريه : وهتكون مين ياضنايا
تعجب بذهول من طريقتها المستفزه : ضناااكى ؟!!
– اومال عاوزنى أقولك إيه
– لاتقوليلى ولا أقولك غورى من وشى
لوحت بيديها أمامه وجهه بغضب : غوره لما تشيلك انت عاملى فيها بتاع عشان كام عضله مربيهم
جحظت عيناه بذهول من هذيها الأبله : إنتى عبيطه يابت إنتى إيه اللى بتقوليه دا
شهد فتاه محظوظه بل الأكثر حظا فدائما ما تقع على رأسها المصائب بسبب لسانها الأهوج
فقد أتى مدير المشفى الدكتور محمد ليرحب بالقادم الجديد : جاسر باشا عندنا يامرحبا
أجابه بفتور : مرحب
تعجب من حاله متسائلا : مالك؟!
زفر بضيق بينما عيناه تشتعل غضبا منها : مفيش بس الظاهر إن المستشفى بتلم العجب
لم تبالى بوجود محمد بل إنفعلت بحده : يلموك مع حمار أحول
نظر لها محمد بغضب مصحوب بتحذير : شهد عيب كده
عقب جاسر بسخريه : مييين ؟!! شهد ؟!! دى شهد اومال الخل يبقى إيه
تخصرت وهى ترمقه بغيظ : يبقى سحنتك المفعكشه
إقترب منها وهو يشير بإصبعه إليها محذراً : وربنا لولا إنك محسوبه عالبشر أنثى لكنت علمتك الأدب من أول وجديد
رفعت يدها تلوح أمام وجهه بلا مبالاه : ياشيخ روح عملى فيها سبع وانت فى الآخر كوبرى
لم يصدق جرأتها فنظر لها مصدوما : إيه؟!! بتقولى إيه يا بقره إنتى
لوت فمها ساخره : إيه هو مش لو شلنالك الألف بقيت جسر سلام بقى ياعم الكوبرى
حاول محمد تمالك ضحكته حتى لا يجعله ينفعل أكثر : اهدى وكبر دماغك هتعمل عقلك بعقلها
تنفس سريعا ليهدأ من غضبه : دى متخلفه مسمعتهاش بتقول إيه
تصنع الغباء ونظر له مبتسما: لأ مسمعتش إلا هيا كانت بتقول إيه
نظر له بغضب وحاول تهدئه نفسه ولكن لا محاله حتى تذكر كلمتها فضحك بشده
ضرب محمد راحتا يديه ببعضهما : لا حول ولا قوه إلا بالله ربنا يعوض عليك فى عقلك هيا بهتت عليك ولا انت اللى لاسع من الأول وأنا معرفش بتضحك على إيه
– أصلها بتقول على السندوتش العائلى لقمه وعماله تتخانق معايا ومش رحماه ودا كله وهيا معصعصه ازاااى مش فاهم
– لأ دا العادى بتاعها انت بكره تتعود على كده دا أنا بشوف العجب هنا
– ليه هيا مين دى
– دى دكتورة جديده بس معروفه هنا لأن الإمتياز بتاعها كان هنا
– كمااان اومال لو رئيسه قسم كانت عملت إيه
– كانت حطتك فى السندوتش بدل الجبنه يلا ياخويا يلا
إصطحبه معه ليرى المشفى ويتعرف على مكان عمله
(((((((((*******)))))))
جلستا فى الشرفه تتحدثان وهما يشاهدان جمال الطبيعه وفجأه ظهرت كوثر من حيث لا تعلم ومعها سله كبيره تجمع بها البرتقال فتعجبت فرح ونظرت لرحمه متسائله وهى تُشير للشجره : إيه دا مش دى شجرة شهد
أجابتها بلامبالاه : آه
نظرت لرحمه متعجبه تتسائل : اومال كوثر بتجمعها ليه؟
فأجابتها بضيق : رزاله بعيد عنك إحنا نتعب ونهتم ونزرع وهى تلم كله تتمنظر بيه قدام أهلها أصلها بخيله جلده مش هتكلف نفسها وتشترى حاجه لهم وهى بتزورهم بتاخد اللى نزرعه وتروح بيه
عادت نظرها لكوثر تنظر لها بذهول : إيه الست دى فظيعه
– قدرنا بقى
لوت فمها بتذمر :خساره كان نفسى فيه
نظرت لها بإهتمام تسائلها : إنتى بتحبى البرتقان؟
– يعنى عادى زيه زى أى فاكهه بس شكله عالشجر حاجه تانيه وعمرى ما جربت أقطفه وأكله كنت حابه
أجرب الإحساس ده أوى
– خلاص المره الجايه أول واحده تطيب إلحقيها قبل كوثر
– ههههه دا إنتى متفائله أوى دا نصه أحضر وبتقطفه زى ما تكون مرقباه
– آه ماهى مبترحمش مُقشاط طالعه نازله واكله
– ربنا يهديها
– ما اظنش بس كله جايز بس إنتى متأثرتيش بلغه الغرب
– عادى ماما واونكل كانو دايما بيتكلمو عربى عشان منساش لغتى
دلف إليهما عز مبتسما : صباح الخير
أجابته فرح بترحاب : صباح الفل عليك
نظر لرحمه الصامته متسائلا بضيق : وانتى إيه مفيش صباح؟
لوت فمها بإمتعاض قائله : صباح
سخر من ردها قائلا : لأ شاديه
– هه بايخ
– من بعض ما عندكم
رفعت فرح حاجبيها متعجبه من طريقتهما: جرى ايه ياجماعه ما تروقو
فلوح عز بيده بلامبالاه : سيبك انتى يلا عشان ناكل ماما جهزت الفطار تحت
(((((((*****))))))
ذهبت شهد إلى غرفة الأطباء فوجدت صديقتها رقيه زوجة الدكتور محمد تعنفها على التأخير بينما تجلس زميلتهما أحلام تتابعهما بملل
رقيه : الدكتور الجديد اللى هيدير القسم بتاعنا جاى النهارده
أحلام : ودا مز ولا كركوبه زى اللى قابله
إعترضت شهد بضيق : بطلى هبل هو إحنا هنتجوزه المهم يبقى فاهم شغله ومش زى اللى قابله حافظين وبس ومعندهمش أى إستعداد يتقبلو أى جديد
رقيه : لأ اطمنى من الناحيه دى هو ممتاز
أحلام : انتى تعرفيه
رقيه : آه جاسر الأسيوطى تسمعى عنه
إتسعت عينا أحلام ببريق اللهفه : طبعا دا أشهر من نار على علم فى مجالنا وإبن الإيه مز آخر حاجه
إقتضب جبين شهد تعجبا من حديث أحلام : إنتى تعرفيه
فإبتسمت أحلام بهيام : قابلته فى مؤتمر
إزداد تعجب شهد وسائلتها : إنتى بتروحى مؤتمرات من ورانا
فضحكت أحلام ساخره : إخص عليكى وانتى تعرفى عنى كده دا كان فرح بنت خالتى وعرفت إنه فى مؤتمر فى قاعه قريبه بس تانى يوم بالنهار عرفت الميعاد وحضرت
شهد : كنتى قولتلنا
احلام😒 : يابنتى وأنا راحه عشان المؤتمر
شهد 🤔: اومال عشان إيه
أحلام : عشانه😏 كنت شوفت صورته قبل كده فى المجلات الطبيه والجرايد وكمان حطيناه على إعلان المؤتمر أقولك اتهبلت عليه حاجه كده ولا بتوع السيما بس غتت جيت اكلمه وشه قلب وقالى لو معندكيش أسئله خاصه بالطب يبقى تغورى من هنا
رفعت شهد حاجبيها بإستنكار : دا قليل الذوق أوى بس إنتى اللى غلطانه هو دغرى وجد جدا واحمدى ربنا إن العرق الصعيدى مطلعش عليكى
أحلام : هو كمان صعيدى يا حلاوته
شهد : آه مهو عيلته تبقى أكبر عيله عندنا فى البلد ولهم أعمال فى كافه المجالات حتى بابا داخل شراكه مع ياسين الاسيوطى ومتعرفيش عامل فرح عشان عرف يشاركه
أحلام : يابختك يعنى بتشوفيه
شهد : أشوف مين إنتى عبيطه بقولك شغل بابا صحيح إحنا عيشنا كتير هنا لدرجه إننا منعرفش نتكلم صعيدى أوى بس العرق الصعيدى موجود لسه ومعندناش حريم تدخل فى شغل الرجاله أو قرارتهم وكويس إننا اتعلمنا واشتغلنا
– بس اللى يشوف تصرفاتك ميقولش صعيديه أصلا
– ليه يعنى ولا إنتى فاكره الصعايده إقفال دول جدعان ورجاله وحريمهم أجدع من أجدع جدع تعرفيه
– إيه كمية الجدعنه دى
أتى الدكتور محمد إليهن ووجدهن يتسامرن فزفر بضيق : منورين يا دكاتره
فأجابته شهد 😁 بإبتسامه بلهاء : بنورك يا دكتور
صر محمد😬 أسنانه بغيظ منها : الدكتور جاسر الاسيوطى وصل وشويه وهيمر عليكم عاوزكم ترفعو راسى بدل ما ارفعكم على الحيط
تصنعت شهد☹ الخوف : وعلى إيه الطيب أحسن
أشار بسبابته إليها محذرا: الكلام ليكى إنتى بالخصوص
نظرت له شهد بصدمه مصطنعه : أنا كده يا دكتور دا أنا حتى بقالى خمس دقايق بحالهم بتكلم بالعقل
حاولت رقيه كتم ضحكتها وهى تؤكد حديث شهد : تصدق آه دا أنا معرفتهاش
زفر محمد بضيق : بطلى لماضه جاسر ملوش خلق للعب العيال وجد وشديد ولو مش عاوزه تترفدى ليميها احسنلك واقتصرى معاه
إعترضت شهد : إهيه وهو أنا بعمل إيه يعنى
نظر لها محمد بغيظ : 😒إنتى مبتعمليش إنتى العمايل بتجيلك لحد عندك
ثم نظر إلى رقيه: رقيه عقلى صاحبتك عشان لو جه اشتكالى هقوله ولع فيها
إتسعت عينا شهد بصدمه :😯 اخص عليك
ثم نظرت إلى رقيه تستغيث بها : شايفه جوزك بيقولى إيه
لوحت رقيه بيدها بلامبلاه : مليش فيه منك له بقى وصراحه محمد مستحملك عشان خاطرى
تصنعت شهد الصدمه :😲 خاطرك بس
زفر محمد بغيظ :😤 اومال إيه يا أم نص لسان
إبتسمت شهد ببلاهه : 😉إخوه ياميدو
محمد :😕ميدو الله أكبر كده ضمنت انها هتخرب أنا ماشى
تركهن وغادر فنظرت شهد لرقيه ضاحكه: ههههه جوزك دا عسل
رقيه : ههههه عارفه لولا إنك شبه أخته الصغيره الله يرحمها كان زمانى بترحّم على لسانك الطويل
نظرت أحلام لهما بجدبه وسألتهما : أنا بسمعكم دايما تتكلمو عنها إيه حكايتها دى
تأثرت رقيه لذكر هذا الأمر قائله بحزن يكسو وجهها : كان له أخت صغيره كانت شبه شهد فى حاجات كتير بس كان عندها شلل أطفال وماتت وهيا صغيره ملحقتش تفرح بأى حاجه فى حياتها رغم كده كانت ذكيه ودمها خفيف زى شهد وبسببها محمد قرر يدخل الطب ويتخصص عظام عشان يساعد اللى زيها
أحست أحلام بالضيق من هذه القصه وما لبث أن تحول ضيقها إلى مزاح : الله يرحمها طب مكنش له قريبه شبهى تخليه يعفى عنى
نسيت رقيه حزنها وهى تضحك : هههه هبقى أدورلك بس شهد شاطره فعلا ودا اللى بيشفعلها حتى لو غاليه وفاشله مكنش هيسكتلها لكن إنتى فى الباى باى دخلتى طب ازاى معرفش
شهد : اقعدو دشو بقى ونسونى المهم
سألتها أحلام بلهفه : إيه هو
شهد : أحبس بكوبايه الشاى المتينه عشام اركز
رفعت أحلام حاجبيها بدهشه : تركزى دا إيه دا بعد الأكل دا كله والشاى الواحد ينام مش يركز
وضعت شهد يدها على بطنها وإعتلى وجهها إبتسامة كبيره : أنا معرفش أركز غير لما أمون المعده
رقيه : يخرب عقلك إنتى بتودى الأكل دا كله فين
شهد : بصولى بقى فى الفتافيت اللى بتقوينى
نظرتا كلتاهما إليها بصدمه قائلتان سويا : فتافيت
اومأت شهد بتأكيد : آه
فضربت رقيه براحة يدها على صدرها : يالهوى اومال الأكل يبقى إيه الله يعينه اللى هياخدك دا هيشحت على إيدك
شهد : محدش قاله يجى من أصله يلا أنا هلحق أخلى عم حمدى يعملى كوبايه قبل ما الدكتور الجديد يجى
رقيه : طب متتأخريش
شهد : هوا
تركتهما شهد وذهبت لتطلب كوبا من الشاى
– اتفضلى كوبايه الشاى يادكتوره
شهد :الله يكرمك ياعم حمدى من غيرها ههنج
إرتشفت منها القليل ثم ابتسمت له قائله : الله انت مفيش منك بتظبطها بالميلى
– بالهنا والشفا
بعد أن أنهت نصف الكوب نظرت له بتساؤل : إلا قولى ياعم حمدى
– خير
– لو طلبت منك خدمه تساعدنى
– عنيا يا دكتوره شهد إنتى متعرفيش غلاوتك عندى ولا إيه دا إنتى زى بنتى مع حفظ المقامات
– مقامات إيه ياعم حمدى كلنا ولاد تسعه
– لأ ازاى بس
قاطعته بضيق : عم حمدى خلى البساط احمدى ومتزعلنيش منك ها هتساعدنى
– هساعدك طبعا خير
– الدكتور اللى جاى جديد🤔
قضب جبينه متعجبا من سؤالها : ماله؟!!
لمعت عيناها بالشر : بيقولو عليه خنيييق وانا معنديش خلق للنكد انت عارف فعاوزين نفرفشوه
لوح بكلتا يداه رافضا بشده😨 : لا والنبى ابعدى عنى آخر مره الدكتور محمد كان هيرفدنى فيها أنا عندى عيال عاوز اربيهم
– متبقاش جبان اومال
– الجبان هو اللى بيعيش دلوقتى
– كده طيب شوفه جه ولا لسه على ما اخلص كوبايه الشاى بدل ما يعمل عنتر عليا من أول يوم
– هو مين
– ماتركز معايا اومال الدكتور الجديد
– آه دا بيقولو دا جه من بدرى😁
– يا لهوى وسايبنى ارغى معاك
فزعت وخرجت مسرعه ثم تذكرت كوب الشاى الذى بيدها فعادت سريعا لتصطدم به ويقع كل ما بالكوب فوقه فإنتفض صارخا من سخونته التى ألهبت جسده فأسرع للداخل حتى يبرد حرقه بالماء بينما حضر حمدى على صوته العالى : جرى إيه مين اللى كان بيزعق ده
لوت فمها بإمتعاض : دا واحد غبى مش شايف قدامه كل شويه يخبطنى
إبتسم بسعاده : يمكن معجب يا دكتوره😃
رفعت أحد حاجبيها مستنكره : معجب مين دا أحول ومبيركزش يلا اديه استحمى بالشاى سخن خليه يتربى يييه دا أنا نسيت وقفنا نرغى وزمان الدكتور ابتدا شغل وهتنفخ
– ربنا ما يجيب نفخ يا دكتور
غادرت مسرعه بينما خرج جاسر مبتلا بالماء يتمتم بغضب : اوووف غبيه
فوجد حمدى أمامه : انت يا يا إسمك إيه
– حمدى كلهم هنا بيقولولى عم حمدى
– أيوه ياعم حمدى روح هاتلى مرهم الحروق دا من الصيدليه بسرعه
– هات يا ابنى
أحضر له المرهم وحينما عاد وجد محمد فى طريقه فأخبره أن أحدهم بغرفه الأطباء يطلب هذا الدواء فذهب معه ليتفاجئ بجاسر يخلع قميصه المبلل : إيه دا ؟! فى إيه؟!
أجابه جاسر بغضب : اتحرقت فين المرهم ياعم حمدى
– اتفضل يا ابنى
ثم نظر إلى محمد متسائلا: هو مين الأستاذ يادكتور
– دا الدكتور الجديد
شهق بخوف ثم تمتم بخفوت 😰 : يانهارك مخلل يا دكتوره شهد
سمعه محمد فقد كان يقف بجواره فمال إليه هامسا : هيا شهد اللى عملت فيه كده
أوما مؤكدا : آه
فزفر محمد بغيظ : يانهارك هباااب يا شهد😡
نظر له جاسر بغضب شديد : شوفت المتخلفه بتاعة الصبح اديها خبطت فيا تانى والمره دى سلختنى بالشاى السخن معندكش قميص ناشف
– لأ
– اومال همشى ازاى أنا كده خلاص خد ياعم حمدى اشتريلى واحد
– يشتريلك منين هيا لسه المحلات فتحت
– اومال هفضل كده شوفلى غيار
– مفيش غير انك تلبس البالطو وتزرره كله لحد ماقميصك ينشف
– استغفر الله العظيم يارب بس اما اشوفها ودينى لأربيها😠
رفعا كلا من محمد وحمدى يديهما داعيان بهمس : استر يااارب

البقاء لله 😔هل سيأتى أحدكم فى عزاء شهد 😰

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى