روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل العاشر 10 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل العاشر 10 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الجزء العاشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث البارت العاشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الحلقة العاشرة

كانت بيلا تجلس على الأريكة في صالة المعيشة تشاهد التلفاز حينما أستمعت إلى طرقات عالية بعض الشيء على الباب، تحدثت بيلا وهي تنظر إلى التلفاز قائلة:تعالي يا لولو شوفي مين
لحظات وتذكرت أن صغيرتها في الروضة، زفرت بيلا ونهضت متجهة إلى الباب قائلة:أيوه جايه يا اللي على الباب
توقفت خلف الباب ونظرت إلى الخارج مِنّ العين السـ ـحرية لترى سراج في الخارج، أبتعدت بيلا قائلة:ثواني
أرتدت إسدالها ثم عادت مرة أخرى وفتحت الباب لتبصر سراج الذي نظر إليها وقال:أزيك يا بيلا
بيلا بهدوء:بخير الحمد لله
سراج:مها موجودة مش كدا
نظرت إليه قليلًا ثم قالت:أيوه
سراج بهدوء:محتاج أشوفها بعد إذنك
حركت رأسها برفق ثم قالت:اه اتفضل طبعًا
دلف سراج بهدوء لتغلق هي الباب وتُشير إليه قائلة:أتفضل هدخل أناديها وأجيلك
جلس سراج بينما توجهت إلى غرفة صغيرتها طرقت على الباب عدة مرات قبل أن تدلف إلى الداخل، نظرت إليها بيلا لتراها جالسة على الفراش تنظر بهدوء في نقطة فارغة
جلست بيلا بجانبها تنظر إليها بهدوء لتقول:مها … سراج بره
نظرت إليه مها بلهفة لتقول:بجد
حركت رأسها برفق وقالت:أيوه
نهضت سريعًا وركضت إلى الخارج تحت نظرات بيلا التي أبتسمت وفضلت البقاء حتى تعطيهما مساحتهما الشخصية، بينما خرجت مها وركضت تجاهه قائلة بلهفة:سراج
نهض سراج لـ ترتمي هي بـ أحضانه تبكي، عانقها سراج بقـ ـوة وقال:مش هسيبك مهما حصل
شـ ـددت مِنّ عناقها إليه وقالت:ولا انا … عايزه أفضل معاك يا سراج انا راضية صدقني
ربت على ظهرها برفق وقال:عارف يا مها … عارف وانا مش هقدر أبعـ ـد عنك
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها بعمق وهو يتعهـ ـد على نفسه بعدم الإبتـ ـعاد عنها مهما حدث، قاطـ ـع لحظتهما تلك صوت جعفر الذي قال بنبرة غاضبة:انتَ ايه اللي جابك هنا بدون علمي
أصـ ـاب قلبها إنقبـ ـاضة مفاجـ ـئة عندما تحدث دون مقدمات لتُشـ ـدد على قبضة يدها الممسكة بـ قميص سراج وكأنها تعلم بـ أن أخيها سيفـ ـرقهما الآن دون سماع أيا أحاديث جانبية، تبدلت معالم وجه سراج مئة وثمانون درجة عندما أستمع إلى صوت جعفر، ليس خوفًا، ولا قلـ ـقًا، بل إلى التحـ ـدي واللامبالاة
بداخله هو سعيدًا وبشـ ـدة لـ تمـ ـسك مها بهِ وعـ ـدم تخليها في تركه وحيدًا ولَكِنّ بالتأكيد سعادتها تُضاغيه، يكفي عندما رآها تركض نحوه بـ لهفة وكأنها طفلة صغيرة تنتظر عودة والدها مِنّ الخارج في نهاية اليوم بعد عمله وبيده حقيبة الحلوى
ولأجل لهفتها عليه وسعادتها عند رؤيته وتمسكها بهِ الآن سيفعل مِنّ أجلها الكثير ويتحـ ـدى الجميع فقط لأجلها هي وحدها، شـ ـدد مِنّ عناقه إليها مغمضًا عينيه محاولًا تهدئة نفسه حتى لا يُفـ ـسد الوضع أكثر مِنّ ذلك، تحدث جعفر بنبرة غاضـ ـبة مرة أخرى وهو ينظر إليه قائلًا:انا بتكلم على فكرة ايه اللي جابك هنا انتَ مش قولت هتبعت ورقة طلا قها منفذتش كلامك ليه!
خرجت بيلا على نبرة صوته الغاضـ ـبة تلك وهي تنظر إليه نظرات متوترة متر قبة، بينما أغمض سراج عينيه وزفر بهدوء حتى لا يصبح الوضع بينهما مستـ ـحيلًا، أبعد مها عنّه لتنظر إليه نظرة مليئة بـ الخوف ليبتسم هو مطمئنًا إياها بأنه مازال وسيزال بجانبها إلى الأبد
تبدلت معالم وجهه ثلاثمائة وثمانون درجة عندما ألتفت إليه ناظرًا إليه نظرات غاضـ ـبة مكتـ ـومة، دام الصمت بينهما قليلًا قبل أن يقطـ ـعه سراج قائلًا:نسيت أقولك … انا مش هطـ ـلق مها وأعلى ما فـ خيلك أركبه … انا مش هبعـ ـد ولا هسيبها تحت أي ظرف
بالطبع لم يروق لهُ حديثه لذلك تحدث بنبرة حـ ـادة قائلًا:يعني ايه إحنا كان بينا أتفـ ـاق هترجع فيه دلوقتي
وقف سراج مكانه ببرود ضاممًا ذراعيه أمام صدره قائلًا بنبرة با ردة:أيوه هرجع فيه … بحبها ومش هقدر أبعد عن أحن حدّ فـ حياتي ولو كان التـ ـمن هو كنوز العالم … مش هييجوا حاجه جنبها … كفتها تكسب قدام ملايين العالم
شعرت بفراشات في معدتها أثر سماعها إلى حديثه الذي جعلها تطير فرحًا وتغمرها السعادة الكبيرة، كانت تَوّد معانقته بقـ ـوة وإخباره أنها كذلك لن تستطيع أن تتركه وحده، إنه حبيبُ عُمرها الأبدي ماذا أنتم قائلون!
تحدث جعفر بنبرة جادة يملؤها الضـ ـيق قائلًا:بس دا مكانش إتفـ ـاقك معايا
أجابه سراج بـ سؤال مماثل قائلًا بنبرة با ردة:لو قولتلك طـ ـلق بيلا دلوقتي هتطـ ـلقها فعلًا ولا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ظهر التفاجؤ والذهول على معالم وجهه فلم يكن يتوقع هذا السؤال مِنّه بتاتًا، بينما ماذا كان يفعل سراج، فقط النظر إليه بمعالم وجه باردة، وكأنه تخـ ـلى عن كونه شخص يخشى على إصـ ـابة مشاعر مَنّ أمامه وارتدى بدلًا مِنّ ذلك ثوب البـ ـرود واللامبالاة
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال مستنكرًا وكأنه مازال لا يُصدق ما تفوه بهِ سراج:انتَ واعـ ـي انتَ بتقول ايه؟؟؟؟؟!!!!!!
أجابه سراج بنبرة با ردة قائلًا:أيوه واعـ ـي بس انتَ اللي بتنـ ـكر دا دلوقتي
حرك جعفر رأسه برفق وقال بعدم تصديق:انا مش مصدق بجد
سراج ببـ ـرود:مش مصدق إني ممكن أتحـ ـداك واقف قصـ ـادك بالشكل دا مش كدا … بس انا عند حياتي الشخصية ومبعرفش لا غريب ولا قريب .. وخصوصًا لو الأمر متعـ ـلق بيا انا ومراتي … مجاوبتنيش برضوا على السؤال
دام الصمت بينهما قليلًا بينما كانت مها تتابع ما يحدث وهي تقف خلف سراج وبيلا التي كانت تقف خارج الغرفة تشاهد ما يحدث بهدوء، أجابه جعفر بنبرة جـ ـادة وهو ينظر إليه قائلًا:مستـ ـحيل
أبتسم سراج أبتسامه جانبية ساخـ ـرة قائلًا:So, we are not the same
رمقه نظرة أخيرة ثم التفت ينظر إلى مها التي كانت تقف خلفه مباشرةً لتنظر إليه وترى بريقها التي تعلمه عن ظهر قلب والذي لا يظهر إلا إليها وحدها، حاوط وجهها بـ كلا راحتيه وهو يتأمل معالم وجهها الباكـ ـية والحز ينة، عينيها تحـ ـمل حـ ـزن العالم أجمع في حضوره، كيف لكل ذلك الحـ ـزن أن يظهر ويستوطن ملقتيها في غضون يومين فقط!
طبع قْبّلة على جبينها وقال:ولا مخلوق فـ الكون كله يقدر يبعـ ـدني عنك يا لوزة … دا انا عندي المـ ـوت أهـ ـون مِنّ إنك متكونيش معايا لحظة واحدة دا انا عملت المستحيل عشان أنول الرضا عايزاني بعد دا كله تيجي فـ دماغي كـ مجرد فكرة إني أسـ ـيبك … طب انتِ مقتنعة؟
حركت رأسها نافـ ـيةً والدموع تلتمع في ملقتيها لتعانقه دون أن تتحدث، فقط تَوّد الشعور بدفء أحضانه، تستشعر الأمان بداخلها هـ ـاربةً مِنّ قسـ ـوة العالم، عانقها سراج بحنو وهو ينتوي أخذها والعودة إلى منزله حيثُ كانت
طبع قْبّلة أخرى عميقة بعض الشيء أعلى رأسها ممسدًا على ظهرها برفق وهو ينتوي على ردّ الصـ ـاع صا عين إلى جعفر الذي دومًا يُعـ ـكر صفوه، صدح رنين جرس المنزل عاليًا ليكـ ـسر حا جز الصمت ذاك
تقدمت بيلا بهدوء وفتحت الباب لترى الطارق بشير والذي كانت معالم وجهه لا توحي بـ الخير بتاتًا، فقط توجه إلى غرفة ليان سريعًا دون النظر إلى أحدّ مغـ ـلقًا الباب خلفه دون النظر إلى أحدّ
أغـ ـلقت بيلا الباب بهدوء وهي تنظر إليه بعدم استيعاب ثم نظرت إلى جعفر الذي نظر إليها بهدوء ليراها تنظر إليه متسائلة عمَّ يحدث حولهم، نظر سراج إلى مها وقال:هاتي شنطتك وتعالي معايا يلا
ظهرت السعادة فورًا على معالم وجهها لتنظر إلى بيلا التي قالت بنبرة هادئة:هجيبهالك وارجع
رفـ ـض سراج قائلًا:لا مينفعش هتتعـ ـبي قوليلي بس مكانها فين وانا هروح أخُدها
أشارت بيلا إلى غرفة ليان قائلة:جوه فـ أوضة ليان هتلاقيها جنب السرير
حرك رأسه برفق وهو ينظر إليها مبتسمًا ليتركهم ويتوجه إلى الغرفة تحت نظراتهم، أستدار جعفر إلى الجهة الأخرى موليًا ظهره إليهما لتنظر بيلا إلى مها بـ أبتسامه سعيدة لتُبادلها مها أبتسامتها كذلك والسعادة تغمرها لأنها ستعود مرة أخرى إلى سراج
ثوانِ وصدحت طرقات عالية بعض الشيء على باب المنزل ليتوجه جعفر ويفتحه ليكون الطارق هاشم الذي دلف ناظرًا إلى شقيقته التي كانت تنظر إليه بـ أبتسامه والسعادة تتقا فز مِنّ ملقتيها
خرج سراج ممسكًا بـ حقيبة مها ليراه هاشم وتمتعـ ـض معالم وجهه ضيـ ـقًا، تقدم مِنّهُ تحت أنظارهم جميعًا جا ذبًا حقيبة شقيقته مِنّ قبـ ـضته قائلًا:إحنا متفـ ـقناش على كدا
نظر إليه سراج بتعجب ليقول:متفـ ـقناش على ايه
هاشم ببرود:أختي مش هتعـ ـتب بره عتبة البيت دا
نظر سراج إلى جعفر بطرف عينه والغضـ ـب يحتـ ـل تقاسيم وجهه، تحدث هاشم هذه المرة قائلًا:جعفر مقاليش حاجه .. شكلك نسيت إني بحس وبشوف
سراج بضـ ـيق:أظن إني مش محتاج أقولك الكلام اللي سمعته لـ أخوك
أبتسم هاشم بإستخـ ـفاف قائلًا:لا متتعـ ـبش نفسك .. بس البيت دا فيه رجـ ـاله ولمَ يقولوا لا … تبقى لا
رمق مها نظرة ذات معنى وقال بصـ ـرامة:على أوضتك ومفيش رجـ ـوع مع حدّ
نظر إلى سراج مرة أخرى وقال:وانتَ تبعت لأختي ورقة طلا قها على بيت أخويا بالذ وق والأ دب عشان مندخلش فـ قـ ـواضي مع بعض .. تمام يا سراج
سراج بحـ ـدة:هي بقت كدا
هاشم بتبـ ـجح:اه كدا وخلّي عندك د م بقى وطـ ـلق … أظن وحـ ـشة أوي مش كدا
رمقه سراج بشـ ـر قائلًا بوعـ ـيد:تمام … أنتوا اللي جَنيـ ـتوا على نفسكوا وانتوا اللي بدأتوا والبادي أظـ ـلم
أنهى حديثه وتوجه إلى خارج المنزل تاركًا مها التي كانت تقف مكانها تنظر إلى أثره بصـ ـدمة وعينان دامعتين، نظرت إليها بيلا بطرف عينها بحـ ـذر وترقب، بينما نظرا إليها كلًا مِنّ جعفر الذي نظر إليها بحزن ومعه هاشم الذي نظر إليها بضـ ـيق
نظرت إليهما مها بدموع حبيـ ـسة وكـ ـسرة لتتركهما وتذهب إلى غرفتها تحت نظراتهم جميعًا، صفـ ـعت الباب خلفها لتزفر بيلا بقلة حيلة وتتوجه إلى غرفة صغيرتها لترى أخيها
نظر هاشم إلى جعفر الذي نظر إليه بهدوء ليقول بنبرة با ردة:معاه أربعة وعشرين ساعه لو ورقة الطـ ـلاق موصلتش تبلـ ـغني وانا هيكون ليا تصرف تاني معاه
أبتلع جعفر غصته بهدوء قائلًا:بس سراج ضحـ ـية
هاشم بغـ ـضب:مش ذنبي … دي مش بتاعتي انا قولت اللي عندي وانتَ لازم تراجع نفسك ومتفكرش بـ مشاعرك ناحيته عشان متقـ ـلبش بز علة بيني وبينك … سراج خطـ ـر على مها ولو أذ هنك وأستغـ ـل عواطف أفو قك انا … فُوق يا جعفر
أنهى حديثه الغا ضب ثم تركه وخرج مِنّ المنزل صا فعًا الباب خلفه في عنـ ـفٍ لينظر جعفر إلى أثره نظرات هادئة دون أن يتحدث أو يفعل شيئًا فقط كان الصمت هو عنوانه
________________
“كين أين ديانا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أجابها كين بنبرة هادئة وهو ينظر إلى ما في يدهِ قائلًا:في الجهة الأخرى مع ڤيكتور إنه يُلاعبها
نظرت إلى ما يفعله بعدما توقفت بجانبه لتقول:ماذا تفعل كين
أجابها بنبرة هادئة مرة أخرى قائلًا:أُرا قب تحركات هذه اللعـ ـينة
إيميلي بهدوء:هل يوجد شيئًا لا نعلمه أم ماذا
حرك رأسه نافيًا وقال:لا ولَكِنّ أقوم بطمئنة نفسي حتى لا أظل في ذلك الصـ ـراع وحدي مدى الحياة
جلست إيميلي بجانبه قائلة:وماذا بعد
أستقام كين في وقفته بهدوء وقال:لا شيء … سيصلني جوابًا مِنّ سيهار قريبًا أو ڤيڤ يُخبرني ما يحدث هُناك
نظرت إليه إيميلي قائلة بتساؤل:هل تظن أن شيراز ستصمت على ما يحدث كين أم أنها ستفتعل المشا كل وتقتـ ـلنا دون أن ننتبه إليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها كين بطرف عينه وابتسم قائلًا:تحتاجين إلى الخلود إلى النوم عزيزتي منذ متى لَم تحظي بنومٍ عميق
إيميلي بضـ ـيق:كين
نظر إليها كين بطرف عينه وأبتسم قائلًا:لا تخا في عزيزتي .. ستمـ ـوت قريبًا لا محال ولا مجال لـ الهـ ـروب بعيدًا فـ نها يتها محتومة ولَكِنّها ستدوم طويلًا
تقدم ويسلي مِنّهما قائلًا:مرحبًا يا رفاق
نظرا إليه ليُجيبه كين قائلًا:بخير هل مِنّ جديد
ويسلي بهدوء:تُحاول عبور النهر
عقد كين ما بين حاجبيه ليترك ما بيديه ويلتفت إليه بكامل جسده قائلًا بتساؤل:أي نهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويسلي بهدوء:فلوريدا … إنها الآن في أكثر مراحلها شـ ـراسة وإن لَم نضع حلّاً قا طعًا ستقتـ ـلنا أجمع … منذ قليل تواصلتُ مع أبهي وأخبرني أنها أختر قت حـ ـدود الهند بمساعدة صمويل إليها وهما الآن يستو ليان على الحـ ـدود الهندية وعلى تلك الحـ ـدود يعيش سكانها والذي تبلغ أعدادهم حوالي خمسة الآف بشري … الوضع الآن ليس مطمئنًا كين لا تتهـ ـاون بها
نظرت إيميلي إلى كين بطرف عينها بتـ ـرقب بينما نظر هو إليها نظرة ذات معنى ثم عاد ينظر إلى ويسلي قائلًا:هل تستطيع فعل شيء
ويسلي بهدوء:بمساعدة ڤيكتور وأديتي نعم أستطيع لَكِنّ وحدي أمام السـ ـحرة الذين يقفون بصفها لا
حرك كين رأسه برفق شديد ثم نظر خلفه وقال بنبرة عالية:ڤـيـكـتـور
ألتفت ڤيكتور ينظر إليه لـ يُشير إليه كين بـ الاقتراب، نظر ڤيكتور إلى ديانا وقال مبتسمًا:سأعود مرة أخرى وسأفوز هذه المرة
تركها وتوجه إلى كين الذي عاد ينظر إلى ويسلي بهدوء، توقف ڤيكتور ينظر إليهم بهدوء قائلًا:ماذا
نظروا إليه نظرة ذات معنى ليقول هو:أعلم ما تتحدثون عنّهُ
كين بهدوء:هذا رائع والآن نُريدك أن تكون بجانب ويسلي أمام هذه اللعـ ـينة الوضع أصبح أخطـ ـر مما كنا نعتقد
ڤيكتور بهدوء:نعم أعلم ذلك .. أنتبه إلى صغيرتك كين إنها ضمن الأفكار الشيـ ـطانية التي تَوّد شيراز محـ ـوها
ويسلي بهدوء:أعلم أن ثلاثتنا لن نفعل تأ ثيرًا ضخـ ـمًا كما نتو قع ولَكِنّ إن كنا نَوّد هز يمتهم حقًا فسنفعل أي شيء حتى ننتـ ـصر
ڤيكتور:حسنًا كيف نبدأ
ويسلي:سأطلب أديتي أولًا ثم بعدها سأُخبركَ ماذا سنفعل
__________________
دلفت بيلا إلى غرفة صغيرتها حيثُ يجلس شقيقها والضـ ـيق يحتـ ـل معالم وجهه، أغلقت الباب خلفها وأقتربت مِنّهُ بخطوات هادئة حتى جلست أمامه على طرف الفراش قائلة بـ أبتسامه هادئة:الحلو ماله مضا يق ومبـ ـوز كدا ليه
لَم يُجيبها بشير وأحتفظ بـ هدوءه لتتحدث هي مرة أخرى قائلة بتساؤل:في ايه يا بشير مالك بجد ايه اللي حصل وبعدين راجع بدري أوي كدا ليه انتَ مش بتخلص تمانية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أغمض بشير عينيه وضـ ـغط على قبـ ـضتيه قائلًا بهدوء مـ ـزيف:مبقاش في شُغل تاني خلاص … خلصت
تفاجئت بيلا لتقول بتساؤل:يعني ايه خلصت … سيبت الشغل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فتح بشير عينيه وقال بغـ ـضبٍ مكـ ـتوم:ياريت كُنْت سيبته كان أرحـ ـم
بدأ الخـ ـوف يتسـ ـلل إلى قلبها لتقول بشـ ـك:أومال ايه
نظر إليها قليلًا دون أن يتحدث بينما كانت هي تنتظر الإجابة بفراغ الصبر، زفر بشير بضـ ـيق ونهض متوجهًا إلى الشرفة قائلًا بغـ ـضب:أتر فدت يا بيلا
تفاجئت بيلا ونظرت إليه حيثُ خرج إلى الشرفة ممسكًا بـ السور ضا غطًا عليه ناظرًا إلى الأسفل، حاول عقلها أن يُسعفها ويجعلها تتقبل هذه الحقيقة ولَكِنّ كيف يستقبلها خصيصًا إن كان الأمر متعـ ـلقًا بهِ
هذا المسـ ـكين الذي منذ أن أكتشف حقيـ ـقة أبيه والحياة لا تنصـ ـفه بتاتًا، يعيش على تلقي الصـ ـدمات وحسب والخـ ـذلان مِنّ كل شيء، لَم تبتسم الحياة لهُ ولو مرة واحدة بالخـ ـطأ، أستند بمرفقيه على السور ومسح على خصلاته وقد أكتـ ـسح الحزن معالم وجهه الجميلة
هذا الوجه الذي إن نظر إليه أحدّ شعر بـ الراحة والقبول إليه، هذا الوجه الجميل ذو المعالم الطيبة أصبح حز ينًا طوال الوقت فأكثر ما يُغـ ـضبه ويُثـ ـير جـ ـنونه إن يتـ ـهمه أحدّ دون وجه حق، كيف لهُ أن يفعل هذه الخـ ـرافات التي أطلـ ـقتها اللعـ ـينة بسنت عليه وقام بهيج بتصديقها
تقدمت بيلا مِنّه بهدوء لتقف بجانبه واضعة راحتها على كتفه مشـ ـددةً عليه برفق قائلة:أحكيلي ايه اللي حصل يا بشير … انا عايزه أعرف ايه اللي حصل
لَم يتحرك بشير أو يفعل شيئًا بل ألتزم الصمت إجابة، جـ ـذبته بيلا برفق قائلة:بشير بُصلي وقولي ايه اللي حصل
نظر إليها بشير وأدمعت عينيه أمامها رغمًا عنّهُ ليقول بنبرة لا هثة محاولًا التماسك أمامها قائلًا:انا أكتر حاجه بكر هها فـ حياتي يا بيلا الظُـ ـلم
حاوطت وجهه ومسحت بـ إبهاميها عينيه قائلة:قولي ايه اللي حصل ومين اللي ظلـ ـمك … أحكي انا سامعه
تمالكهُ الغضـ ـب عندما تذكر ما حدث ليقول:بسنت … بسنت دي وسط كل المصا يب اللي بتحصلي فـ شُغلي … أي حاجه بتحصلي فـ شُغلي بيكون بسـ ـببها … على طول مضا يقاني على طول معصـ ـباني على طول مقو مة بهيج عليا وبتتهـ ـمني بالبا طل يعني أول مرة أتهـ ـمتني إني بعاكـ ـسها المرة دي أتهـ ـمتني بالبا طل برضوا وقالت إني بز عق فيها على الفا ضي ويا عيني بتكلم قريبتها المـ ـريضة وهي أصلًا كد ابة كانت بتتكلم مع صاحبتها وبتضحك وتعلي صوتها وبتسـ ـتفزني وانا شغال وخلتني مُشـ ـتت ومش عارف أشتغل لا وبتتـ ـمسكن قدام بهيج اللي صدقها وقالي خُد حاجتك وأمشي حتى مدانيش فرصة أد افع بيها عن نفسي ودايمًا منـ ـحاز ليها أكتر هل دا العـ ـدل اللي بتقولوا عليه … العـ ـدل بقى إني أسمع طرف والتاني لا وأحـ ـكم عليه مِنّ غير وجه حـ ـق هل دا بقى العـ ـدل دلوقتي … انا تعـ ـبت بما فيه الكفاية ومِنّ كل حاجه
بيلا بهدوء:بس انتَ لسه صغير يا بشير
بشير بغـ ـضب:مبقتش فارقة كبير ولا صغير يا بيلا انا أتد اس عليا بما فيه الكفاية عيلتي د مرتني وهي العامل الرئيسي فـ اللي انا فيه دلوقتي مِنّ أول أبوكي اللي كان بيد مرني كل يوم وانا على نياتي يا عيني مش عارف حاجه … حر مني مِنّ أمي اللي معرفش دلوقتي هي عايشة ولا ميـ ـتة هو فاكر الفلوس كل حاجه وإنها كفيلة تسعد الإنسان بس هي مش كدا نهائي … الفلوس عمرها ما هتسعد البني آدم حتى لو كانت كنوز يا بيلا … مفيش حاجه هتعوض الحنية وإنك تحسي بـ الأمان وانتِ فـ حضن أبوكي واثقة إنه أأمن مكان ليكي تستـ ـخبي فيه مِنّ قسـ ـوة العالم … بس هتعملي ايه لمَ تكتشفي إنه لا أمن ولا حنين ولا حتى عطوف .. هتمشي تشحـ ـتي الحنية مِنّ مين … انا تعـ ـبت بجد ومبقتش قا در انا بقيت حاسس إني عجـ ـوز مِنّ اللي حصلي فين حياة الشباب دي أبوكي د مرها وقضـ ـى عليها
تركها بشير ودلف مرة أخرى تحت نظراتها التي كانت حـ ـزينة، لا تُصدق بـ أن أخيها يكـ ـبح كل هذا الأ لم والحـ ـزن بداخله، لا تستطيع أن تصدق ما تلقته أذنيها إنها مصدومة حقًا، أستندت بمرفقها الأيسر على سور الشرفة وهي تضع يدها على جبينها تُفكر فيما قاله أخيها والصـ ـدمة هي عنوانها
___________________
“هالو فريد!”
نظر إليه فريد الذي دلف مؤخرًا إلى منزله مغـ ـلقًا الباب خلفه، وضع المفتاح أعلى الطاولة وهو مازال ينظر إليه حيثُ كان مُنصف جالسًا على الأريكة بـ أريحية ناظرًا إليه بـ أبتسامه هادئة، تحدث فريد مقتربًا مِنّهُ قائلًا بهدوء:كان قلبي حاسس إني هدخل الاقيك
أبتسم مُنصف قائلًا:يا حبيبي … قلبك دايمًا حاسس بيا
فريد:ما انتَ عاملي زي البخت
ضحك مُنصف قائلًا:قولت أجي أتغدى معاكوا … أصل شيرين تعـ ـبانه بقى حامل ومطبختش فـ قولت أجي أكل عند أمي
أبتسم فريد إبتسامه صفراء وقال بغـ ـيظ:طبعًا يا حبيبي دا مهما كان بيت ماما … منور يا مُنصف … منور
ضحك مُنصف مرة أخرى وقال:وبتقولها مِنّ تحت الدِرس كدا ليه يا فريد
رمقه فريد بغـ ـيظ وقال:نفسي تحـ ـس ويكون عندك د م
أبتسم مُنصف وقال:عندي تحب أوريك
صا ح فريد بغـ ـيظ شـ ـديد وهو يتوجه إلى غرفته قائلًا:الأكـل يـا زيـنـة حـاسـس إنـي هـمـ ـوت
ضحك مُنصف عاليًا ليصـ ـفع فريد الباب خلفه بغـ ـضب لتتعالى ضحكاته أكثر قائلًا بـ أستمتاع:يا حبيبي يا فريد … بمـ ـوت فيك أقسم بالله
تحدثت زينة في الداخل وهي تقوم بوضع الطعام في الصحون قائلة بـ أبتسامه:أبني ياخد الأوسكار في الأستـ ـفزاز
أبتسمت شيرين وقالت وهي تقوم بمساعدتها:عمو فريد صعبان عليا واللهِ العظيم مُنصف على طول حا رق د مه
زفرت زينة ونظرت إليها قائلة بـ أبتسامه:أوعي يستـ ـفزك ولا يحـ ـرق د مك أبني وانا عارفاه كويس
أبتسمت شيرين وقالت:لا متقلقيش بسيبه وأدخل الأوضة أقفـ ـل على نفسي وبروح حاطة السماعة فـ ودني ومشغلة أي حاجه تهـ ـديني شويه واسيبه هو بره يقول اللي يقوله مش نا قصه بصراحة لإني لو أتعـ ـصبت هسـ ـقط وش
زينة:لا يا حبيبتي وعلى ايه أطـ ـرديه أهم حاجه صحتك انا عارفه أبني مجـ ـنون زي شـ ـلته
في هذه اللحظة دلف مُنصف مستمعًا إلى حديثهما ليتوقف خلف زينة التي ضحكت بخفة وقالت:عندك حق كلهم مجا نين وعايزين يتعا لجوا واللهِ
أجابها مُنصف قائلًا:قولي أقسم بالله
فـ ـزعت شيرين لـ تلتفت تنظر إليه قائلة:يا أخي حـ ـرام عليك انتَ بتعمل فيا كدا ليه
أمسكت زينة بـ مضـ ـرب الذباب وتقدمت مِنّهُ قائلة:تصدق انتَ محتاج تتعا لج فعلًا
عاد مُنصف إلى الخلف قائلًا:لا يا زوزو انا حبيبك
زينة:لا يا حبيبي تعاطفت معاك بما فيه الكفاية تعاطفي هيبقى مع الغلبانة دي
نظر مُنصف إلى شيرين التي أدعت البراءة نظرة ذات معنى لـ يُشير نحوها قائلًا بـ إستنكار:دي غلبانة؟؟؟؟!!!!!
ضـ ـربته بها بخفة على يده قائلة:متشاورش عليها بقـ ـرف كدا
أمسك يده متأ لمًا وهو ينظر إلى زينة قائلًا بذهول:انتِ بتضـ ـربيني عشانها يا زينة
أبتسمت زينة وقالت:أيوه
ضحكت شيرين لينظر إليها مُنصف قائلًا:بتضحكي يا اختي … اضحكي اضحكي
زينة:تضحك يا حبيبي ومتضحكش ليه أضحكي يا بت زي ما انتِ عايزه ولو فتـ ـح بوقه هيلاقي مضـ ـرب الدبان على د ماغه
مُنصف بضـ ـيق مصطنع:ايه يا زينة المعاملة الو حشة دي
زينة:دا اللي عندي وكل ما تسـ ـتفزها أو تعصـ ـبها هتلاقي المضـ ـرب دا فوق د ماغك
نظر مُنصف إلى شيرين بصـ ـدمة ليقول:انتِ عملتي ايه فـ الولية … قلبتيها عليا يا شيرين
زينة ببرود:عشان انتَ جبـ ـروت وقلبك جا يبك
ضحكت شيرين وهى ترى صـ ـدمة زوجها في والدته التي تحولت مئة وثمانون درجة تجاهه، نظرت زينة إلى شيرين وأبتسمت قائلة:روحي انتِ يا حبيبتي أرتاحي انا خلاص خلصت
ثم نظرت إلى مُنصف وتبدلت معالم وجهها إلى العبـ ـوس لتقول بنبرة حـ ـادة:وانتَ تعالى طلّع الأكل دا على السفرة بره يلا
كل ذلك ومُنصف مازال يقف مكانه يُحاول أستيعاب ما يحدث أمامه وكيف تحولت والدته معه كي تصبح هكذا، خرجت شيرين مارة بجانبه لينظر هو إليها نظرة ذات معنى ليتفاجئ بـ هذا المضـ ـرب اللعـ ـين يسـ ـقط على ذراعه تزامنًا مع تحدث والدته قائلة:متبصلهاش كدا يالا
ألتفت مُنصف برأسه ينظر إليها وهو يضع يده على ذراعه متأ لمًا وهو ينظر إليها بصـ ـدمة ليسمع ضحكات شيرين المتعالية في الخارج ليقول بنبرة يملؤها الضـ ـيق وعدم الرضا:لا بقى دا كدا ظُـ ـلم ايه يا زينة انا أبنك على فكرة انتِ بقيتي قا سية كدا ليه
وضعت زينة المضـ ـرب جانبًا وقالت بنبرة با ردة:طلع الأكل دا يلا أتلحلح كدا
تركته وخرجت تحت نظراته التي كانت تتابعها في صـ ـدمة، ليعود وينظر أمامه قائلًا بعدم أستيعاب:لا دا فيه حاجه غـ ـلط فـ البيت دا النهاردة ايه اللي بيحصل
سَمِعَ صيـ ـحات زينة التي تعالت في الخارج قائلة:أخلص يا مُنصف
ضـ ـرب بقدمهِ على الأرض كـ الطفل الذي يبلغ مِنّ العمر خمس سنوات بعدما أخذت والدته الحلوى مِنّهُ ليقول بضـ ـيق وهو يأخذ صحنان ويتوجه بهما إلى الخارج قائلًا:انا بتعـ ـرض لـ الظُـ ـلم الأمومي اقسم بالله … انا هشتـ ـكيكي يا زينة لـ حـ ـقوق الإنسان على فكرة
____________________
كانت فاطمة تقوم بـ إعداد الطعام وبجانبها لؤي الذي كان يقـ ـطع الخضراوات بهدوء دون أن يتحدث، ألتفتت برأسها تنظر إليه لترى هدوء لَم تعهـ ـده قط، فهي تعلم أن لؤي دومًا يتحدث ويضحك ويُلاعب صغيريه أما الآن هي لا ترى هذا، ترى الهدوء فقط
أخرجت البطاطا المقلية بهدوء وأغلقت النيـ ـران ثم أخذت صحن البطاطا المقلية وتوجهت إلى الرخامية لتقف بجانبه واضعةً الصحن عليها، أخذت علبة الملح ثم بدأت بوضع حبات الملح على البطاطا ثم تركت العلبة ونظرت إلى لؤي الذي كان كما هو
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته بهدوء وقالت:مالك يا لؤي في ايه ساكت مِنّ الصبح مبتتكلمش ليه
تحدث لؤي بعد لحظات وهو يقول بهدوء:مفيش هتكلم أقول ايه يعني
فاطمة بهدوء:أي حاجه … سكوتك مقـ ـلقني دا انتَ كُنْت بتخترع مواضيع وتضحك وتهزر مع الولاد وتقعد تر خم عليا … بقالك فترة متغير ومبقتش زي الأول
نظر إليها لؤي وأبتسم بخفة وقال:مفيش حاجه … انا خلصت السلطة يلا عشان هتلاقي الولاد جعانين
تركها لؤي وخرج تحت نظراتها التي كانت تتابعه بهدوء وهي تشعر أن شيئًا ما أصـ ـابه فهذا ليس لؤي زوجها إنه بالتأكيد شخصًا آخر، وضعت السلطة في الصحن ثم بدأت بإخراج الطعام قائلة بنبرة عا لية بعض الشيء:يلا يا ولاد الأكل جاهز
لحظات وخرجت نورسين ومعها أخيها كامل مِنّ غرفتهما ليجلسا على مقعديهما، نورسين بجانب والدها وكامل بجانب والدته، وضعت فاطمة آخر صحنين على الطاولة ثم جلست على مقعدها بهدوء وبدأوا بتناول الطعام بهدوء
نظرت فاطمة إلى لؤي الذي كان يتناول الطعام بهدوء وهي تشعر بـ أنه ليس كما عاهدته، إنه شخصًا آخر غير لؤي المرح الذي يعشق الضحك كـ عيناه، نظرت إلى نورسين التي نظرت إلى والدها وقالت بـ أبتسامه:بابا انتَ زعـ ـلان ليه
توقف لؤي عن تناول الطعام لينظر إلى صغيرته التي كانت تنظر إليه بـ أبتسامه بريئة بينما كانت فاطمة تتابع حركاته بتر قب شـ ـديد، أبتلع لؤي الطعام بهدوء وأبتسم بخفة إليها وقال:مين قالك إني زعلان!
تحدثت نورسين مبتسمة وقالت:عشان مهزرتش معانا النهاردة ولا لعبت معانا ومش بتتكلم خالص
نظر لؤي إلى فاطمة التي كانت تتر قب ردّه لينظر مرة أخرى إلى صغيرته قائلًا بـ أبتسامه جاهد رسمها إلى صغيرته:مفيش يا حبيبتي انا مـ ـصـ ـدع بس شويه ومش قادر أهزر
نورسين:يعني مش زعـ ـلان مِنّنا
أبتسم إليها لؤي وقال:لا يا حبيبتي مش زعـ ـلان مِنّكوا
كامل:خلاص أوعدنا إنك هتلعب معانا بعد ما ناكل
نظر إليه لؤي قليلًا ثم أتسعت أبتسامته قليلًا وقال:حاضر يا أستاذ كامل … أوعدك
سعدا الصغيران ليبدأ في تناول طعامهما ويعود لؤي لتناول طعامه بهدوء دون أن يتحدث أو يفعل شيئًا، بينما أزدادت شـ ـكوك فاطمة أكثر وقررت معرفة ما يقوم لؤي بتخـ ـبئته عنّها ومعرفة ما يجعله في هذا الصمت المـ ـريب والغريب عليها
_____________________
جلس صلاح بجانب أزهار على طرف الفراش لتقول هي بهدوء:ايه اللي حصل بقى
نظر إليها صلاح وقال بهدوء:أبدًا … أخويا حليم مازال مخـ ـتفي والله أعلم هو فين ولا بيهـ ـبب ايه
أزهار بتساؤل:وباباك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صلاح بهدوء:مش عارف … مش عارف أسامح ولا لا … عايز بس مش قادر اللي عمله مكانش قلـ ـيل وخا يف بعد دا كله تكون لعـ ـبة عاملينها علينا كعوايدهم ونشـ ـيل إحنا الليلة
أزهار بتساؤل:هي بيلا مراحتش لـ أبوها برضوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا وقال:لا ولا هتروح انا عارف بنت عمتي كويس طالما قالت على الحاجه لا يبقى لا
أزهار:ربنا يهـ ـديها ويحنن قلبها عليه دا مهما كان أبوها برضوا
زفر صلاح وقال بهدوء:يارب ويهـ ـديهم هما كمان ويشيـ ـلوا نقـ ـرهم مِنّ نقـ ـر جعفر
أزهار بهدوء:آه واللهِ على رأيك … ربنا يهـ ـديهم كلهم وترجع كل حاجه زي الأول وأحسن كمان
نظر إليها صلاح قليلًا ثم قال بمشاكسة:بس ايه الحلاوة دي انتِ بتيجي الصعيد تحلوي ولا ايه
أبتسمت أزهار قائلة:حلوة بجد
صلاح بـ أبتسامه:آه واللهِ لو الصعيد بتحلي أوي كدا نقيم فيها على طول
ضحكت أزهار ثم نظرت إليه نظرة ذات معنى وقالت بمـ ـكر:قصدك إني مكنتش حلوة فـ القاهرة
صمت صلاح قليلًا يُفكر في حديثها الما كر ذلك تحت نظراتها التي كانت تتابعه ليقول ضاحكًا:لا يا نكـ ـد متد قش بابك دلوقتي مش معادك .. دا انتِ حلوة فـ أي مكان وأي وقت حدّ يقدر يقول غير كدا
ضحكت أزهار ليقول هو مبتسمًا:مش سهـ ـلة انتِ برضوا يا أزهار
نظرت إليه بـ أبتسامه وقالت:خا ف مِنّي بقى
صلاح بـ أبتسامه:أخا ف ونص كمان
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت بنبرة هادئة:بابا وحشني أوي عايزه أروح أشوفه
صلاح:نروح منروحش ليه دا الحاج حُسني يا أزهار انتِ بتقولي ايه قومي بينا يلا نروحله
أنهى حديثه وهو ينهض لتنهض بعدما أمسك يدها وجـ ـذبها نحوه لتضحك وهي تسير معه إلى الخارج قائلة:يخـ ـربيت الجـ ـنان اللي بيلازمك لمَ تيجي هنا يا صلاح
__________________
“يا ميادة فين الوكل يا بتي چوزك ميـ ـت مِنّ الچوع!”
أجابته ميادة مِنّ الداخل قائلة بنبرة عا لية بعض الشيء:خلصت أهو يا بوي وچايه
نظر حُسني إلى مؤمن وقال مبتسمًا:معلش يا ولدي بتي قلبها قا سي شويه
ضحك مؤمن وقال:واللهِ يا عمي قا سي عليا حتى فـ البيت تقولش چوز أمها
ضحك حُسني وقال:معلش يا ولدي ميادة بقى عكس أختها خالص ميادة چبـ ـارة شويه وشـ ـديدة لَكِنّ أزهار عكـ ـسها خالص
ضحك مؤمن بخفة وقال:ما هو لازم يكونوا عكـ ـس بعض متچيش الاتنين يكونوا كيف بعض
خرجت ميادة ووضعت الصحون على الطاولة الخشبية قائلة:حلو الكلام دا يا مؤمن عچبني
نظر مؤمن إليها ببعض الخـ ـوف ليضحك حُسني قائلًا:يا بت دا چوزك … وه ما تشـ ـكمها شويه يا مؤمن
نظر إليه مؤمن وقال بقلة حيلة:كان على عيني يا عمي بس آخر مرة جربت أشـ ـكمها حـ ـدفتني بـ القُـ ـلة
ضحك حُسني عا ليًا ليقول بنبرة عا لية بعض الشيء:چرى ايه يا ميادة هو محدش هيقـ ـدر عليكي ولا ايه يا بت
مؤمن:واللهِ يا عمي لولا إن انا نزلت بر اسي شويه كُنْت زماني الله يرحمني
ضـ ـرب حُسني بـ كفيه على بعضهما البعض قائلًا بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله … قولتلك يا مؤمن مِنّ الأول مش هتسـ ـلك معاها قولتلي لا يا عمي وأصريت أدي آخره إصرارك
حرك مؤمن رأسه برفق وقال بـ أبتسامه:لنا الله يا عمي
في هذه اللحظة دلفت زُبيدة ركضًا وخلفها فراس وهما يصيحان بنبرة عالية قائلان:جـــدو
تفاجئ حُسني وقال بسعادة:حبايب جدو
أرتمـ ـيا بـ أحضانه ليضمهما حُسني إلى أحضانه مقْبّلًا إياهما بـ حُبّ قائلًا:حبايبي وحشتوني
دلف صلاح رفقة أزهار قائلًا بـ أبتسامه:سلام عليكم يا أهل الدار
نهض مؤمن قائلًا بـ أبتسامه:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقدم صلاح مِنّهُ قائلًا:عامل ايه يا مؤمن طمني عليك
أبتسم مؤمن قائلًا:بخير الحمد لله انتَ أخبارك ايه طمني
صلاح بـ أبتسامه:بخير الحمد لله ايه المفاچأة الحلوة دي
مؤمن بـ أبتسامه:يوم المفاچأت العالمي
نظر حُسني إليهما وقال مبتسمًا:حبايبي ايه المفاچأة الحلوة دي
عانقت أزهار والدها قائلة بـ أبتسامه:وحشتني أوي يا حبيبي
ربت حُسني على ظهرها برفق قائلًا:وانتِ كمان وحشتيني أوي يا حبيبتي ايه المفاچأة الحلوة دي
أبتسمت أزهار وقالت:حبيبي يابا
أنهت حديثها وهي تطبع قْبّلة على خده لتبتعد عنّه ويتقدم صلاح معانقًا إياه، نظرت أزهار إلى مؤمن وقالت بـ أبتسامه:أزيك يا مؤمن عامل ايه
أبتسم مؤمن وقال:بخير الحمد لله كيفك انتِ
أزهار بـ أبتسامه:بخير الحمد لله
نظرت أزهار إلى والدها وقالت:فين ميادة يابا
أشار إليها تجاه المطبخ وقال:چوه
ذهبت أزهار إليها بينما جلس مؤمن مرة أخرى وجلس صلاح بجانب حُسني الذي نظر إلى حفيديه وقال مبتسمًا:روحوا يا حبايبي العبوا بره لحد ما خالتكوا تحنّ علينا وتحط الوكل
ضحك مؤمن بخفة ومعه صلاح الذي قال:يا حاچ حُسني عـ ـيب تقول أكده دي ميادة
صا حت ميادة بنبرة عا لية مِنّ الداخل قائلة:بتقول حاچه يا صلاح
أجابها صلاح بنبرة عا لية مماثلة وقال:بشكر فيكي يا خالة العيال
دلفت إليها أزهار قائلة بسعادة:وحشتني يا وا طية
نظرت إليها ميادة وعانقتها قائلة بسعادة:أتوحشتك يا بت يا أزهار عامله ايه يا بت
أبتسمت أزهار قائلة:بخير الحمد لله يا حبيبتي انتِ أخبارك ايه
أبتعدت عنّها لتقول ميادة بـ أبتسامه:بخير يا حبيبتي .. ايه الحلاوة دي يا بت أحلويتي
نظرت إليها أزهار وقالت بـ أبتسامه وذهول:يوه وانتِ كمان صلاح لسه قايلي نفس الكلمة لدرچة إني قولت بيضحك عليا
غمزت إليها ميادة قائلة:لا مبيضحكش عليكي أحلويتي فعلًا
أبتسمت أزهار وقالت:ظلـ ـمته
نظرت إليها ميادة وقالت:چيتوا فـ وقتكوا يلا عشان تتغدوا معانا طلعي الوكل معايا
بدأت أزهار بـ إخراج الطعام مع ميادة ليقول مؤمن وهو ينظر إلى ميادة نظرة ذات معنى قائلًا:دا انتِ بچـ ـحة بچا حة يا ميادة لا شوفت ولا هشوف زيها
أخذ صلاح الصحن الكبير مِنّ أزهار ووضعه على الطاولة قائلًا:انا بقول أكده برضوا
نظرت ميادة إليه وقالت بنبرة حـ ـادة:ماشي يا مؤمن لينا بيت يلـ ـمنا
أبتسم مؤمن وقال:لا أني قاعد مع عمي حُسني
تحدثت أزهار بنبرة عا لية بعض الشيء قائلة:يلا يا فراس يلا زُبيدة عشان تاكلوا
جلست أزهار بجانب والدها وعلى يمينها صلاح وبجانبه صغيريه وعلى الجهة الأخرى ميادة بجانب والدها ومؤمن بجوارها وشرعوا في تناول الطعام سويًا وهم يتحدثون في أحاديث مختلفة
____________________
كان جعفر جالسًا داخل البِنْاية على درجات السُلم بهدوء وهو ينظر أمامه في نقطة فا رغة، يُفكر في شقيقته ومصيرها المجـ ـهول حتى الآن، مسح على خصلاته بضـ ـيق وهو يُفكر، دلفت ليان إلى بهو البِنْاية لتجد والدها يجلس هكذا
توقفت مكانها قليلًا تنظر إليه ثم تقدمت مِنّهُ بهدوء حتى توقفت أمامه قائلة:بابا
رفع جعفر رأسه ينظر إليها ليبتسم بخفة مقربًا إياها مِنّهُ قائلًا:مين جابك
أبتسمت ليان وقالت:عمو رمزي
حرك رأسه برفق ومسد على خصلاتها الطويلة البُنية قائلًا:ايه الحلاوة دي
أبتسمت ليان برقة ليبتسم جعفر ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا:مدتنيش الحضن بتاع كل يوم يعني
عانقته ليان بـ حُبّ ليبتسم جعفر ممسدًا على ظهرها برفق علّ عناقها يُنسيه متا عب الحياة قليلًا، طبع قْبّلة على رأسها دون أن يتحدث، ظل كما هو حتى دلف رجلًا في عقده الرابع قائلًا:حضرتك جعفر عدنان
رفع جعفر رأسه ينظر إليه لـ يُبـ ـعد صغيرته عنّه وينهض قائلًا بنبرة هادئة:أيوه انا
رفعت ليان رأسها تنظر إليه لـ يَمُدّ يده إليه بورقة قائلًا:الأستاذ سراج أبو الفتوح باعت الورقة دي ليك
عقد جعفر ما بين حاجبيه لينظر إلى الورقة بهدوء، أخذها جعفر ونظر إليه مرة أخرى وقال بتساؤل وتر قب:ورقة ايه دي بالظبط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
“ورقة طـ ـلاقه مِنّ المدام أخت حضرتك مها عدنان!”
__________________
وإن كان الفـ ـراق حلّاً لمداواة جر وحنا كما يظن البعض فـ تـ ـبًا إليه إنه أشـ ـدّ أنواع العذ اب قسـ ـوة، البُعـ ـد لا يُد اوي الجـ ـروح بل يستمر في تو سعها كل يوم حتى يأتي بصاحبهِ صر يعًا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى