روايات

رواية جبروت الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الخامس والخمسون

رواية جبروت البارت الخامس والخمسون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الخامسة والخمسون

اليــوم المنشــود الــذي طــال انتظــاره.. هــا هــو يأتي لتســعد قلوبهــم بــه..
أيهـا القلـب افـرح ، لا حـزن بعـد اليـوم ، لا دمـوع قهـر ولا آهـات ألم.. هكـذا حدثــت نفســها وهــي تنظــر إلى انعــكاس صورتهــا بالمــرآه.. ترتــدي ثــوب الزفـاف الـذي زادهـا فتنـة ، تتأمـل وجههـا وثوبهـا و مـن ثـم تواجـه عينيهـا وكأنهـا تـرى شـخص آخـر تريـد قـراءة ماتبـوح بـه عينيـه ، تـرى سـعادة و تـرى رضى لأول مـرة يكـون احساسـها الان كامـل ، لطالمـا كانـت راضيـة ولكن شـتان بيـن مـا مـضى و مـا تشـعر بـه الان.
اقتربت ماريـا وهـي ترفـع ذيـل ثوبهـا لتتحـرك بسـهولة : جميلـة اوي يـا ري ري ليكـي حـق تقفـي قـدام المرايـة مندهشـة كـدة ، تخيـلي بقـى عمـر لما يشـوفك هيعمـل ايـه.
ألتفتــت إليهــا ريتــال ونظــرت إليهــا بتأثــر : وانتــي كـمان جميلــة اوي يــا ماريا ، أجمــل مــن اي يــوم فات ، الفرحــة زادتــك جـمـال يــا قلبــي.
تبدلـت ابتسـامة ماريـا المرحـة إلى أخـرى متأثـرة و حتـى عينيهـا تدمعـان مـن لهجـة ريتـال : مـش انـا لوحـدي حتـى انتـي و ليلـه كمـان ، انـا اول مـرة احـس انـك فرحانـة بجـد ، بتضحـكي و تبتسـمي مـن قلبـك.
ريتـال : فعـلا فرحانـة أوي ، فرحتـي كملـت بيكـم و انـا شـايفة السـعادة في عيونكـم و شـايفة دنيتنـا اتبدلـت ١٨٠ درجـة ، علشـان كـدة لأول مـرة احـس ان فرحتـي كاملـة.
اقتربت ماريـا منهـا واحتضنتهـا بقـوة و هـي تحـاول منـع دموعهـا ان تسقط مـن عينيهـا بينمـا اقتربت ليلـه والتـي انتهـت لتوهـا مـن زينتهـا.
ليله : حبوني معاكم.
أصبـح عناقهـم ثلاثي ، مثلـث مكتمـل الاضـلاع ، تحاوطهـم هالـة من السـعادة تسـر الناظريـن إليهم.
بدأت مراسم الزفاف و حان موعد الزفة لأول عروس ،،، نظـر رشـيد إلى ابنتـه بثوبهـا الابيـض الضيـق وهـو ينـزل بأتسـاع بسـيط ولـه ذيـل طويـل خلفهـا ، دمعـت عينـاه تأثـرا بجمالهـا فهـو لم يتخيـل مطلقـا أنـه سـوف يسـتطيع تقديـم ابنتـه لعريسـها ، العريس الـذي يرتضيـه ، اقـترب منهـا وهــو يعانقهــا و يُقبــل جبهتهــا و مــن ثــم تــرك والدتهــا تعانقهــا وتهنئهــا وبعـد ذلـك تئبطـت ماريـا ذراعـه لكي يسـلمها إلى زوجهـا بعـد أن تـم عقـد قرانهـم صباحـا واتمام الامـور في السـفارة الامريكيـة .
وقـف مـروان ينتظـر بفـارغ الصبـر طلتهـا وهـو يـكاد يجـن ، حبيبتـه تلاعبه فهـي أصرت على الا يـرى ثوبهـا الا في الزفـاف كما أصرتـا ليلـه و ريتـال ولكن بداخلـه خـوف تجـاه اختيارهـا ويخشـى أن ترتـدي ثوبـا فاضحـا ، ولكـن مـا بداخلـه والـذي اقـوى مـن الخـوف هـو شـوقا لرؤيتهـا شـوقا ليراها وهـي ترتـدي الثـوب الابيـض لأجله
وها هي طلت عليه…. يا الله ما أروعها
جميلــة ،،، دائما هــي جميلــة ولكــن هــذه الليلــة هــي اجمــل مــن جميلــة ، حتــى ثوبهــا الــذي اقلقــه كثيــرا ، رائــع و روعتــه كانــت في بســاطته.
رفعـت ماريـا وجههـا لتقابـل نظراتـه المندهشـة و الشـغوفة بأخـرى مليئـة بالاعجـاب و قلبهـا تتسـارع نبضاتـه القويـة ، واخيـرا وصلـت إليـه ليسـلمها لـه والدهـا وهـو يوصيـه بهـا وصيـة لم يسـمعها هـو مـن الاسـاس و لا حتـى هـي
مروان بصوت خافت لم تسمعه ولكن استشعرته : ماااريااا.
ابتسمت له بسرور وهي ترد عليه : مروان.
اخذها من والدها واحتضنها بقوة و كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه ليسـمع صـوت والـده الـذي يقـف بجـواره بحـزم رغـم الابتسـامة التي تشـق وجهـه : ابعـد يـلا ولا انـت نـاسي ان في بشـر حواليـك ولا ايـه.
أخرجهـا مـروان مـن حضنـه ليطبـع قبلـه على جبهتهـا و يُكمـل بهـا السيـر إلى داخـل القاعـة ليجلسـوا بمكانهـم.
وقـف ادم بنفـس المـكان الـذي كان يقـف بـه مـروان منـذ قليـل ليأتي دوره وهـو ينتظـر حبيبتـه ، سـاحرته ليلـه ليراها بعـد قليـل أمامـه تأتي إليـه وهـي تمسك يـد والدهـا لا تتئبـط ذراعـه بـل تمسك يـده و كأنهـا ، وكأنهـا خائفـة ، رفـع وجهـه ليتأملهـا ، ثوبهـا الـبراق المنتفـش مـن حولهـا والـذي بالـكاد يلامس الارض ولكنـه رائع و خصـلات شــعرها الذهبيــة التــي ُجمعــت بشــكل جميــل و وضــع فوقهــا تــاج من الماس الابيض
يا الله أنها ساحرة ، تسحر الناظرين إليها
هـذه السـاحرة أصبحـت ملكـه ، أصبحـت زوجتـه حاللـه ينظـر لهـا كما يريد و يحضنهـا كما يريـد و يُقبلهـا كما يريـد ، لم يسـتطع الانتظـار حتـى تقـترب هـي منـه بـل كان هـو مـن اقـترب منهـا ليجذبهـا مـن يـد والدهـا و يرفعهـا عـن الارض ليـدور بهـا وهـي رفعـت يدهـا لتحـاوط بهـا عنقـه وتشعر أنه اخذها ليحلقون فوق السحاب
انزلهــا أمامــه حتــى لا تشــعر بالــدوار ونظــر إليهــا و عينيــه بهــا دمعتــان تأبيــان النــزول : اخيــرا.
رفعـت يدهـا ببـطء لتتحسـس وجهـه بأناملهـا وقالـت بذهـول : دمـوع يـا ادم ، دمــوع؟
ادم بصـوت حنـون : ادم أسـعد بنـي ادم في الدنيـا النهـاردة لان خلاص حـوا بقـت معـاه هتكمـل العمـر جنبـه وهـي في حضنـه.
وهـذه المـرة كانـت هـي مـن احتضنتـه بقـوة ليكـون هـذا العنـاق مختلفـا ، عنـاق يخبـره ان مـا قالـه هـو الحـق حقـا.
عنـاق اجبـر مـن كان يقـف في زاويـة بعيـدة عـن المشـهد ان يغـادر ، عنـاق أخـبـره أنــه لم يخــرج مــن قلــب هــذه المــرأة فقــط وإنـما سرق احــد آخــر هـذا المـكان.
خـرج بـدر مـن المـكان اخيـرا بعـد أن انتظـر كثـيرا لكي يراهـا ، يراهـا تُـَزف إلى رجـل آخـر كما زُفـت إليـه يومـا ، ولكـن شـتان بيـن تلـك التـي كانـت لـه يومـا وبيـن مـن رآهـا الان ، مـن احبهـا كانـت جميلـة ولكـن هـذه اجمـل ، أجمـل بكثيـر ، كان وجـوده هنـا خطـأ ، أكـبر خطـأ ، عليـه أن يعـود الان إلى منزلـه ، إلى ابنتـه ، إلى زوجتـه ، دعـااااء ، تلـك التـي لا تضاهي جمال من رآهـا الان ولكـن لديهـا قلـب اكبـر مـن العـالم قلب يجعلها تمتلك جمالهـا الخـاص بهـا.
********
وقفـت ريتـال تسـتقبل والدهـا و جدهـا اللـذان صعـدا إليهـا ، فهـي طلبـت منهــم ان يزفوهــا معــا إلى زوجهــا ولم يعـتـرض احــدا منهمــا ابــدا ، للأن لم يــرق قلــب قاســم إلى شريــف ولكــن كل شــئ يهــون لأجــل ريتــال وسعادة ريتال ، لأجــلحبيبـة قلبـه وصغيرته القويـة وابنـة زهرتـه ، ولكـن قبـل أن تخـرج معهـم مـن الغرفـة التـي كانـت تتجهـز بهـا دخـل إلى الغرفـة آخـر شـخصا كانـت تريـد رؤيتـه اليـوم.
نظــر قاســم إلى حفيــده بقــوة و لكــن بثقــة ، هــذا جســار الــذي لم يخذلــه يوما ، جســار الــذي لطالمــا كان عــكازه ، جســار الــذي تفتــت قلبــه بــزواج ريتــال مــن ســواه.
جسار بعينين جامدتين بهما برودة تكاد تجمد من ينظر إليهما : مبروك .
لترد عليه ريتــال بنبرة حاولـت أن تكـون طبيعيـة وهـي تتذكــر أنهــا تريـد التصالــح مـع كل مـن حولهـا حتـى تَسـعد بحياتهـا القادمـة : اللـه يبـارك فيـك.
ابتسـم ابتسـامة لم تفهـم لهـا معنـى وهـو يغـادر قائلا : اتمنـى تكـوني دايمـا سـعيدة.
نظــرت ريتــال إليــه وهــو يغــادر بخطــوات قويــة و كأنــه يـضـرب الارض بقدمــه ، سريعــة و كأنــه في ســباق ، ثابتــة وكأنــه في تحــدي.
ردت عليـه قبـل أن يختفـي مـن امـام أنظارهـم بصـوت قـوي مرتفـع حتـى يسـمعه و كلمات انجليزيـة بلكنتهـا : ولـك بالمثـل ايضـا.
وقـف عمـر ينتظـر ريتـال و التـي تأخـرت لدقائـق شـعر هـو أنهـا سـنوات ، يقــف بثبــات وقفــة تليــق بــه ، عمــر الجزيــري ، لم يتخيــل احــد في الوســط الاجتماعي الــذي يعيــش بــه ان يتــزوج بعــد أن كان عازفــا عــن النســاء ، لم يتغــزل يومــا بأمــرأة حتــى ولــو مــن بــاب المجاملــة ، لطالمــا كان انســان مسـتقيم حتـى عباراتـه التـي يجامـل بهـا الاخريـن كانـت لطيفـة ولا تصنـف ابـدا للغـزل ، ولكـن مـع ريتـال كل شـئ اختلـف ، هـو نفسـه اختلـف ، ولكـن مـا أجمـل هـذا الاختـلاف.
ابتسـم بثقـة وهـو يـرى ريتـال تتقـدم منـه وعلى يمينها قاسـم رسـلان و على يسـارها شريـف المهـدي ، هـذا والدهـا وهـذا جدهـا وهمـا الاثنـان يمسـكان بهـا و يـرى في عينيهـم نظـرة سـعادة مـع لمحـة مـن الارادة بالتشـبث بهـا لأكـثر وقت ، مالـت شـفتيه بأبتسـامة جانبيـة وهـو يتحداهـم في عقلـه ان يكـون هـو لهـا كل شـئ و هـما الاثنـان لـن يكونـا سـوى اقـارب ، فقـط أقـارب ، لقـد عرفهـا وهـي وحدهـا و احبهـا وهـي وحدهـا ولـن يصنـع وجودهـم فرقـا ، يريــد أن يكــون لهــا هــو كل شــئ و اي شــئ ، الحبيــب و الــزوج والصديــق و الشــقيق و الاب و الخــال والعــم ، يريــد أن يملأ كل الخانــات الذكوريــة بحياتهـا و مـع هـذا هـو لـن يحرمهـا ابـدا منهـم ولكـن لـن يتنـازل عـن ان يكـون هـو الاول بـكل شـئ ، هذا حقه ولن يتنازل عنه .
تركــزت نظراتــه عليهــا ، ملكــة ، هــذا الوصــف الــذي يليــق بهــا و بطلتها التـي تجبـر الجميـع ان ينحنـي لقوتهـا ، لم تقلـل الزينـة ابـدا مـن قوتهـا بـل زادتهــا ، خاصــة الكحــل الاســود الــذي يحــاوط عينيهــا و رموشــها الســوداء كســواد الكحــل وحتــى التــاج الــذي تضعــه فــوق رأســها ، ابتســم إليهــا بسـعادة لتبتسـم هـي الاخـرى وقـد تبدلـت نظراتهـا القويـة التـي تواجـه بهـا المدعـوون إلى أخـرى عاشـقة وهـي تواجـه عينيـه هـو ، وقفـا متقابلين يتواجهــان بنظــرات عاشــقة و ابتســامات رائعــة..
كان ســالم يقــف بجــوار عمـر بعـد أن دخلـت ليلـه وهـي تمسك بيـد ادم ، و عندمـا لاحـظ نظراتهـم قــال باسـمـا : شــوف النــاس العاقلــة الراســية ، مــش زي المجانـيـن الـلـي….
ولكنـه صمـت مذهـولا وهـو يـرى عمـر وهـو يُخفـي وجهـه و وجـه ريتـال بيديه يقبلها مـن شـفتيها امـام النـاس دون أي حيـاء
سـالم بصـوت مرتفـع وهـو يحـاول افاقـة عمـر مـن ُ جنونـه ؛ لا حـول ولا قـوة الا باللـه ، النـاس يابنـي ، النـاس يـا نـاس ، هـو انتـوا مالكـم في ايـه ، اتجننتـوا النهـاردة ليـه و لا شـاربين حاجـة.
بينمـا كان عمـر في عـالم آخـر و ريتـال ذائبـه بـين يديـه و على مـا يبـدو أنهـا مثلـه لا تشـعر بوجـود احـدا سـواه.
واخيـرا تـرك شـفتيها لكـن ظلـت يديـه على وجنتيها تحـاوط وجههـا وهـو ينظـر إلى عينيهـا بعشـق.
لينطــق اخيــرا بعــد أن ســمع عبــارات قاســم المســتائه التــي يتبادلهــا مــع ســالم : يــلا نــروح بيتنــا.
لتخجـل ريتـال التـي على مـا يبـدو وعـت اخـيرا لما حولهـا وتُخفـي وجههـا فيـه حرجـا مـن النـاس.
ليضحـك هـو بخفـوت وهـو يقـول هامسـا : معنديـش مانـع نكمـل الفـرح طالمـا هتفضلـي في حضنـي كـدة.
لتضحــك ريتــال هــي الاخــرى وهــي تبتعــد عنــه قليـلـا وهــي تنظــر إليــه بسـعادة جعلـت سـعادته هـو تـزداد ليشـعر أنـه أسـعد رجـل على الارض ، و اخـيرا انضمـا إلى مـن سـبقوهم داخـل القاعـة منـذ قليـل لتجـد كل الحضـور قـد شـاهدوا مـا حـدث خارجـا على شاشـات العـرض الموجـودة بالداخـل ، ليزيــد خجلهــا الــذي سرعــان مــا تلاشى وهــي تــرى صديقتيهــا كل واحــدة تقـف بجـوار زوجهـا بأنتظارهـا لكي تنضـم إليهـم و ينظـروان إليهـا بعيـون تبتسـم قبـل الشـفاه..
كان حفـلا اسـطوريا سـوف تتحـاكى عنـه النـاس لأيام قادمـة ، حيـث حـضر إليـه أشـهر رجـال الاعمـال كما حـضر نخبـة مـن أشـهر الفنانـين و المطربـين ، وحتـى أصدقائهـم المقرببـن المتمثلـين في بدايـة عمـل او دراسـة قـد أتـوا مـن مـصر ونيويـورك ليهنئوهـم.
بدأوا الحفل بأغنية راقصة للعشاق
( حب كل حياتي لقيتو وقلبي خلاص إختار )
لتنظــر ريتــال إلى عمــر و يــده تعانــق يدهــا و اليــد الاخــرى يحــاوط بهــا خصرهــا و علــم بنظرتهــا أنهــا تخبـره ان هــذا المقطــع لــه هــو منهــا هــي
(واخيرا فرحة عمري بعيشها أنا ليل ونهار وإنت جنبي لأول مرة بحس براحة بال )
امـا ماريـا فأبتسـمت بعشـق يتغلغـل داخـل ثنايـا روحهـا لمـن يضمهـا إليـه الان.
( واللي نفـسي اقولــه عليــك غيــر أي كلام يتقــال كل غــالي يهــون ياحبيبــي فـداك
ويهمني إيه غير اني معاك إيه معنى الدنيا دي غير وياك كل غالي يهون ياحبيبي فداك )
امـا ادم فهـو مـن اخبىهـا بتلـك الكلمات ، كان هـو مـن يدندنهـا لهـا فلـم تســمعها بصــوت المطربــة العــالي وإنمـا ســمعتها منــه هــو وشــعرت بهــا بأحساســه هــو.
(ويهمني إيه غير اني معاك
إيه معنى الدنيا دي غير وياك كل ليلة بتتعاش جنبك بالنسبالي خيال )
لنعــود إلى ماريــا وهــي تبتســم بأتســاع و تتاميل بيــن يــد مــروان بخفــة وهــي تدنــدن هــي الاخــرى
( جـوه منـي غلاوتك دايمـا قلبـي على ده الحـال إنـت أول حـب وآخـر حـب هعيــش وياه )
ليـرد عمـر لريتـال النظـرة بنفـس المعنـى عند هـذه الكلمات و كأنـه يخبرها انتـي الاولى و الأخيرة .
( واللي بيني وبينك إحساس اكبر من معناه )
امـا مـروان فـكان هـو مـن نطـق بهـذه الجملـة بصـوت مرتفـع وهـو يرفـع ذراع ماريـا لتـدور حولـه لينتهـي بهـا الحـال بيـن ضلوعـه دون ان يبـالي لأي شـئ
(كل غالي يهون ياحبيبي فداك…)
وعنــد المقطــع الاخيــر كانــت ليلــه تميل إلى أذن ادم لتهمــس لــه بالكلمــة التــي جعلتــه يـتـرك كوكــب الارض ليطـيـر إلى سـمـاء العاشــقين .
ليله بقلب خافق وحروف بطيئة ولهجة صادقة : بحبك.
ليرفعها مــن الارض محتضــن جســدها و يــدور بهــا صارخــا بــذات الكلمــة التـي قالتهـا لـه ، لتـصرخ هـي أيضـا بهـا لتشـتعل الاجـواء مـن حولهـم وسـط التصفيــق و الصفافـيـر مــن الحضــور ، لينضــم مــروان وهــو يحمــل ماريــا و يـدور بهـا هـي الاخـرى في نفـس اللحظـة التـي فعـل بهـا عمـر نفس الشـئ في مشـهد مهيـب جعـل القلـوب تخفـق لهـم وهـم يتمنـوا ان يعيشـوا نفـس الاحسـاس.وبعـد دقائـق مـن الـدوران انتهـى بهـم الامـر وهـم جالسـون على الارائـك المخصصـة لهـم ، ولم تطـل مـدة جلوسـهم ليقفـوا مـرة أخـرى و ينضمـوا إلى سـاحة الرقـص ليرقصوا رقصـة جماعيـة وقـد تركـت كل واحـدة منهـم يـد عريسـها لتمسـك يـد صديقتهـا وهـن يرقصـن على اغنيـة شـعبية
( خطوة خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلي لو خطوة
ده انت عالقلب ليك سطوة
خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلي لو خطوة
ده انت عالقلب ليك سطوة )
اسـتمرن في الرقـص حتـى انضـم إليهـن أقاربهـم ، وفي سـابقة لم تحـدث مـن قبـل امسـك قاسـم يـد ريتـال ليرقص معهـا على الاغنيـة لتضحـك ريتـال وهـي تتمايل مـع جدهـا الـذي لم يبـالي بعدسـات الكاميرات التـي تلتقـط لــه الصــور وهــو يرقــص ليراقبه ولــده زاهــر الــذي قــال لزوجتــه ضاحــكا : شـوفي حتـى لـه هيبـة وهـو بيرقـص.
لـترد عليـه زوجتـه باسـتنكار رغـم الابتسـامة التـي لم تسـتطع إخفائهـا : هيبـة !! ايـه دي راحـت خلاص.
وقـف مـروان يراقـب تمايل ماريـا على الاغنيـة بمشـاركة والدهـا ( رشـيد ) و والدتهــا التــي رغــم انهــا لم تفهــم الكلمات ولكنهــا فقــط تشــارك ابنتهــا لحظاتهـا السـعيدة ، بينمـا ماريـا تنظـر إليـه و تشـاور على عينيهـا بإيحـاء
(نظرة مبطلبش غير نظرة وانت فاهم و ليك نظرة
شوف حالي
شوف ايه بيجرالي
حبيت و بصمت بالعشرة )
ليضحـك مـروان وهــو يقتـرب منهـا و يمسـك يدها ليشـاركها الرقــص مـع والديهــا.
( عشرة فات ليلة فات عشرة
و انت يا خاين العشرة
فالبعد عشرة علي عشرة
غمزة من عينك الغمزة
غمزة على خدك الغمزة
ده كلام حساس وليه مغزى )
امــا عمــر فــكان واقفــا يراقــب ريتــال وهــي ترقــص مــع قاســم و زاهــر الـذي انضـم لهـم و والدهـا يصفـق لهـم و كأنـه يشـاركهم الرقـص ، لتتقابـل عينيهـم على كلمـة غمـزة فتغمـز لـه ريتـال بشـقاوة ليقتحـم الجمـع مـن حولهـا و يمسـك بأحـدى يديهـا و يرقـص معهـا هـو الاخـر .
( غمزة من عينك الغمزة
غمزة على خدك الغمزة
ده كلام حساس وليه مغزى
كلمة مبطلبش غير كلمة
وانت فاهم و ليك كلمة
شوف حالي
شوف ايه بيجرالي
حبيت و حلفت بالنعمة )
لتنظــر ليلــه إلى ادم الــذي يرقــص معهــم و قــد اقتــرب أصحابــه القدامــى ليشـاركوه في الرقـص و ايضـا اصدقـاء ليلـه التـي درسـت معهـم قبـل رحيلهـا إلى نيويــورك ، ولكــن عينيــه ظلــت تقابــل عينيهــا رغــم الزحــام لتخبــره بعينيهــا أن هــذا المقطــع منهــا لــه ، فهــم ادم نظراتهــا واســتوعبها لتتســع ابتسـامته وهـو يرسـل إليهـا قُبلـة على الهـواء جعلتهـا تضحـك بمزيـج مـن الســعادة والخجــل.
( نعمة رضاك علينا نعمة
نعمة ايام لقاك طعمة
واللي حسدنا ف عينيه يعمى
خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلي لو خطوة
ده انت عالقلب ليك سطوة
خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلي لو خطوة
ده انت عالقلب ليك سطوة
نظرة مبطلبش غير نظرة
وانت فاهم و ليك نظرة
شوف حالي
شوف ايه بيجرالي
حبيت و بصمت بالعشرة
عشرة فات ليلة فات عشرة
و انت يا خاين العشرة
فالبعد عشرة علي عشرة
خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلي لو خطوة
ده انت عالقلب ليك سطوة )
وبعـد فتـره هـدأت الاجـواء قليـلا لتبـدأ غنـوة جديـدة هادئـة جعلـت كل عريـس يقتـرب مـن عروسـته لتكــون كل منهــن في حضــن حبيبهــا و تتمايل برقــة على الكلمات التــي جعلـت قلوبهـم السـعيدة ترتعـش تأثـرا بهـا وقـد فقـدوا جميعـا الشـعور بما حولهـم و طغـت الفرحـة على اي مشـاعر دونهـا.
ليحتضـن عمـر ريتـال بقـوة مقربـا جسـدها مـن جسـده وهـو يهمـس لهـا بعشـقه لهـا الـذي أصبـح يتنفسـه ، بينـما يخبـر ادم ليلـه بسـعادته في تلـك اللحظــة ، و ايضــا مــروان الــذي يخبــر ماريــا عــن رغبتــه في إخفائهــا داخــل ضلوعـه لكي لا ينظـر احـدا إليهـا وإلى الوهـج الـذي يحاوطهـا .
( روحي وخداني تخدني معاك
و عايزاني ادوب في هواك
واقولك امرك اؤمرني منايا رضاك )
و بهـذه الكلمات ردت ليلـه على سـعادة ادم الظاهـرة في عينيـه ليـرد عليهـا هـو قائـلا : معاك انت الحياه تتعااااش
ومن غيرك دي متسواش
وطول عمري انا و قلبي بنستناك )
( دي الحقيقة حبي ليك له ميت طريقة
عمري ما هسيبك دقيقه لو لفني وياااااك )
بينـما يقـول عمـر لريتـال : ولا حتـى لحظـة مـش دقيقـة ، العمـر كلـه معاكي و ويـاكي
( مكنتش عارفه عايشه لمين و بيا الدنيا رايحه لفين وجودك جنبي عوضني بأحلى سنين )
فتقول له ريتال بتأثر : انت عوض ربنا ليا عن سنين غربتي و وحدتي .
( لقيت فيك اللي انا عايزاه
واكتر من اللي بتمناه
وحاسه بجد انا وانت بنبني حياه )
ماريا : اجمل حياة هعيش فيها العمر كله معاك للنهاية
مروان بعشق : إلى مالا نهاية .
دي الحقيقة حبي ليك ليه ميت طريقة
عمرى ما هسيبك دقيقه لو لفين وياك
وقبـل أن تنتهـي الرقصـة تفاجئـوا جميعـا بعمـر يحمـل ريتـال و يخـرج بهـا راكضـا مـن القاعـة وهـي تحـاوط رقبتـه وتُخفـي وجههـا في عنقـه.
@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى