روايات

رواية جبروت الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الثاني والأربعون

رواية جبروت البارت الثاني والأربعون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الثانية والأربعون

وقـف في مكتبـه وقلبـه يشـتعل، لقـد علـم ان ريتـال قـد وصلـت منـذ قليـل ودخلـت إلى مكتـب ماريـا، اطمئـن قليـلا بوصولهـا ولكـن بداخلـه ألم و وجـع لحالتهـا و لحـال قلبـه الـذي لا يقـل ألما و وجـعا ، خـرج مـن مكتبـه ينـوي الذهـاب إليهـا ولكـنه عـاد إلى مكتبه فـماذا سـوف يفعـل؟ ومـاذا سـوف يقول؟
ولكـن لا يهـم سـوف يذهـب إليهـا فقـط و يخبرهـا أنـه يحبهـا ولم يفعـل ذلـك الا لأجلهـا، فهـو يخشـى عليهـا منـه ، يخشـى أن يتسـبب لهـا بـالالم ، يخشـى أن يخسرهـا كما خسـر زينـة قبلهـا، وقـف امـام مكتبـه وهـو يراقبهـا ترحـل مـع ريتـال لم يـرى وجههـا ولكنـه علـم أنهـا كانـت تبكـي ،،، لقد تألمت من حديثه ،، لما دائما مـا يسـبب للجميـع الالم؟ لما سـمح لنفسـه ان يكيـر قلبهـا بتلـك الطريقـة؟
دخـل مكتبـه و وقـف امـام الشرفـة الزجاجية ينظـر إلى الطريق و إلى سـيارتها الموجــودة على الجانــب كعادتهــا دائما ترفــض إدخــال ســيارتها للموقــف الخـاص بالبنايـة، وقـف يترقـب خروجهـا مـع ريتـال و صعودهـم للسـيارة …
ولكـن،،،
رأى سـيارة سـوداء تتحـرك سريعـا و كأنهـا ظهـرت مـن اسـفل الارض الان او كانـت متوقفـة بأحـد جوانـب الطريـق وماهـي الا ثـواني و خـرج مـن مكتبـه بفـزع.
**************
خرجتـا مـن البنايـة معـا و يديهـم بيـد بعـض عندمـا تراهـم لا تعلـم مـن يتمسـك بمن !.. في نفـس اللحظـة كانـت سـيارة سـوداء تقـف بعيـد ومـا ان خرجتـا مـن البنايـة اقتربت سريعـا و فُتحـت إحـدى نوافذهـا و اطـل منهـا شـخص لم يظهـر وجهـه وأطلـق الرصـاص و هدفـه كان محـدد بدقـة، قلـب
ماريـا.
في السـيارة الاخـرى والتـي تخـص عمـر و بهـا مـن يتولـوا حراسـة ريتـال كانوا يراقبـوا الاجـواء مـن حولهـم كما أمرهـم سـيدهم، رأوا تلـك السـيارة الغريبة وهــي تقـتـرب سريعــا و على الفــور شــكوا بأمرهــا لينــزل فرديــن ضخميــن مــن الســيارة يذهبــوا بأتجــاه ريتــال و يبقــى آخــران ولكــن لم يســتطيعوا فعـل شـئ فالاخـرون كانـوا أسرع منهـم، وقعـت ماريـا أرضـاً بعـد أن اصابتها الطلقــة الغــادرة، كل شــئ حــدث في ثانيــة واحــدة و ريتــال لم تســتوعب شـئ ، رجـال غربـاء يقتربون منهـم و اُنـاس يصرخـون حولهـا، وسـيارة تطـارد سـيارة أخـرى وماريـا لم تعـد تمسك بيدهـا ،،، تتلفـت حولهـا لتبحـث عنهـا ولكـن لا تقـف أمامهـا ولا خلفهـا، أيـن ماريـا؟؟
نظـرت ارضـا لمـن أصيـب بالرصـاص بالطبـع ليسـت ماريـا هـذا شـخص آخـر او امـرأة أخـرى، هـي تهـذي فقـط وكل مـا يحـدث مجـرد خيـالات مـن هـذا اليـوم الكئيـب الـذي لا يريـد أن ينتهـي ابـدا، جلسـت ارضـا بجوارهـا تتبـادل النظـرات معهـا هـل تلـك ماريـا؟
ريتال بخفوت : ماريا.
ماريــا بصعوبــة شــديدة : هموت اخـيرا، محــدش عايــزني في الدنيــا ، ك كــدة احســن.
لم تعــي نفســها وهــي تـصـرخ: لاء، لاء انــا عايــزاكي، انــا عايــزاكي اســكتي، اســكتي خالــص متخافيــش، متخافيــش.
نظـرت إلى ملابسها الغارقـة بالدمـاء،، دمـاء ،، هـي ابـدا لا تخشـى الدمـاء ولكـن هــذه دمــاء ماريــا، الرصاصــة في منطقــة القلــب يــا للهــول قلــب ماريــا و الرصـاص
اهــدئي تــالا اهــدئي لا تنظــري إلى الوجــه ابــدا هــذه ليســت ماريــا ابــدا لا تفكــري بشــئ الا ان هنــاك مــن يحتــاج إلى مســاعدة الطبيبــة تــالا، هنــاك مـن يموت الان وعليهـا إنقـاذه و مـن يموت هـذا هـو ماريـا، لالالالا ليسـت ماريـا لا تنظـري للوجـه فقـط انظـري للجـرح لطالمـا كنتـي تفعلـين ذلـك.
قاطـع حربهـا مـع نفسـها ومـع الدمـاء التـي تنزلـق مـن تحـت يديهـا صـوت
ماريـا الـذي يختفـي: سـيبيني امـشي يـا ري ري.
ريتال بصراخ: اسكتييييي إسعاف بسرعة اطلبوا الاسعاااااااف.
خـرج مـن البنايـة سريعـا وهـو يريـد الاطمئنـان عليهـم يخـشى أن يتسـبب ماحــدث لأحداهمـا بــالاذى ولكــن على مايبــدو ان ماحــدث كان قبــل أن تخرجـا مـن البنايـة هـو يتمنـى ذلـك، وجـد أشـخاص ملتفيـن حـول شيء مـا او شـخص في الارض ، مـا جعلـه يقتـرب سريعـا، هـو سـماعه لصـراخ ليـس غريـب عليـه ابـدا و بنفـس لغتـه العربيـة، فّــرق النــاس بعنــف ليجــد مــا جعــل قلبــه يقــف و يتوقــف كل شــئ مــن حولـه
مروان بهمس مصدوم: ماريا.
وكأنهــا ســمعت همســه رفعــت نظرهــا لاعلى لـتراه يقــف وينظــر إليهــا بصدمـة، نظـرت إليـه وعلى شـفتيها ابتسـامة وداع و بعينيهـا نظـرة ألم تخبره ان هـذه هـي النهايـة لتغمـض عينيهـا بعدهـا معلنـة انتهـاء الامـر.
وقــع ارضــا بجوارهــا وهــو يصــرخ بقــوة ويمســك جســدها يهــزه و كأنهــا نائمة ويحــاول ايقاظهــا : ماريــااااااااا ماررررريييييــااااااا.
ريتــال بانجليزيــه وهــي تحــدث الاشــخاص المحيطـين بهم : ابعــدوه ابعــدوه سريعــا .
ولا زالـت تـردد بداخلهـا: هـذه ليسـت ماريـا وانتـي لَسـتي ري ري ، هـذه امـرأة مصابـة بطلـق نـاري وانتـي الطبيبـة تـالا وهـي تحتـاج مسـاعدتك، انـا الطبيبـة تـالا تلـك ليسـت ماريـا انـا قويـة و سـوف انقذهـا لـن ادعهـا ترحـل
اتـت سـيارة الاسـعاف سريعـا و عاونـت ريتـال المسعفين في حمـل ماريـا وهـي لا تـزال تـردد بالانجليزيـة انـا الطبيبـة تـالا انـا الطبيبـة تـالا لم تكـن تقولهـا فقـط لتخبرهـم أنهـا طبيبـة ولكـن لتذكـر نفسـها بذلـك.
**********
كان في ســيارته في طريــق العــودة إلى منزلــه ولم يبتعــد إلا قليلا حتــى أتــاه اتصـال مـن أحـد الاشـخاص المكلفـين بحمايـة ريتـال فتـح الخـط سريعـا و سـمع مـن يتحـدث باللهجـة الانجليزيـة سريعـا و كأنـه يركـض: سـيدي لقـد قـام شـخص بإطـلاق النـار على السـيدة و فتـاة أخـرى ترافقهـا.
دار بالسـيارة سريعـا و لم يهتـم إلى شـئ ولا بالطريـق و مـازال الهاتـف على اذنـه، بينـما أكمـل الحـارس: السـيدة لم تصـب ولكـن الفتـاة الاخـرى هـي مـن أصيبـت وانـا طلبـت الاسـعاف و فرانـك ذهـب خلـف مـن في السـيارة ليلاحقوها.
**********
خرجـت مـن الجامعـة و هـي تبحـث بعينيهـا عـن ادم الـذي اخبرهـا أنـه ينتظرهـا بالخـارج لـكي يذهبـوا معـا إلى الشركـة، رأتـه وابتسـمت له ابتسـامة جعلــت دقــات قلبــه يرتاقــص فرحــا، لا زال إلى الان لا يســتوعب أنهــا حقــا أصبحـت لـه ولـن يصـدق إلى أن تكـون زوجتـه وبيـن احضانـه و وقتهـا لـن يتركهـا ابـدا
ليله: اتأخرت عليك؟
ادم بتوهان في سحر ابتسامتها: اوي.
لم تـرد عليـه فهـي إلى الان تخجـل منـه بـل عندمـا تكـون معـه تذهـب كل الكلـمات و تنـسى كل شـئ، فقـط تـود أن تنظـر إليـه تـرى الحـب بعينيـه و الاشـتياق الـذي لا يقـل ابـدا مهـما قضـوا اوقـات برفقـة بعضهـم، ركبـت السـيارة بجـواره وانطلقـا معـا.ً
*****************
ادم: عاملة ايه النهاردة؟
ليله: الحمد لله بخير ، وانت؟
ادم: طول ما انتي بخير فأنا كمان بخير .
وكالعادة لم تستطع الرد عليه و عاد الصمت ليخيم عليهم
ادم: تحبي نروح نتغدا برة الاول وبعدين نطلع على الشركة؟
ليلـه: مافيـش مشـكلة بـس الاول نـروح الشركـة يمكن ماريـا و مـروان ييجـوا معانا.
شعر ادم بالضيق لاقتراحها ولكنه لم يعترض و بالفعل اتجه إلى الشركة، وصلـوا واسـتغربوا مـن الزحـام البشـري الموجـود امـام البنايـة والاسـعاف التـي تتحـرك ويبـدو انهـا أخـذت أحدهـم
ادم: شكل في حادثة حصلت هنا.
ليلة بقلـق: حادثـة ايـه اللي هتحصـل هنـا؟ تعالى نشـوف في ايـه بسرعـة، انـا حاسـة قلبـي هيقـف.
صدمـوا عندمـا وجـدوا مـروان يمسكه عـدة أشـخاص يحاولون السيطرة عليه وهناك دمــاء على قميصــه الابيــض.
ليسأله ادم بفزع: في ايه مروان؟
ولكـن مـروان لم يسـمعه بـل كان لا يـزال يـصرخ على حبيبتـه التـي أخذوهـا منـه للتـو : مارياااا ماريااااا.
نظــرت ليلــه للدمــاء في الارض وعلى ملابس أخيهــا و عرفــت ان مكــروه أصـاب ماريـا لذلـك هـو يـصرخ لتصرخ هي الأخرى : ماريـا ماريـا، ماريـا حصلهـا ايـه يـا مـروان؟
اقرتب ادم من مروان وحرره مِن مَن يمسكونه ليفهم منه ما يحدث : مروان اهدى اهدى وفهمني حصل ايه؟
مروان وهو يصرخ: ماريا خدوها، ماريا لازم اروح بسرعة.
***********
في سـيارة الاسـعاف توقـف قلـب ماريـا ولكـن تـم إنعاشـه سريعـا و ريتـال تتفقـد الامـور و لا تنظـر ابـدا إلى وجـه ماريـا، وصلـت السـيارة إلى المشـفى و أخرجـوا المسعفين جسـد ماريـا و ريتـال تتحـرك معهـم، نـزل عمـر مـن سـيارته سريعـا فقـد تتبـع سـيارة الاسـعاف عندمـا رآهـا تتحـرك أمامـه وخلفـه توقـف سـيارة مـروان والـذي لحقهـم بالسرعـة القصـوى ،،،
اقتربوا جميعـا مـن ماريـا و ريتـال و لكـن المسعفين لم يعطوهـم الفرصـة للأقـتراب الـكلي
ريتـال بصـوت مرتفـع لمـن يسـتقبلوهم في المشـفى و بالطبـع هـم يعرفونهـا: اخبـروا الطبيـب جاكسـون ان يتحـضر بنفسـه للعمليـة، أسرعـوا.
ليلـه بـصراخ و هـي تنظـر إلى جسـد ماريـا: ماريـا، يـا ماريـا لاء، ايـه اللي حصلـك يـا ماريـا؟
نظـر إلى حبيبـة قلبـه و ملكـة حياتـه وهـي تتحـرك بعمليـة، لأول مـرة يراهـا هكـذا، لأول مـرة يراهـا مغرقـة بالدمـاء، لأول مـرة يراهـا تعمـل، يتذكــر عندمــا سألها عن تعجبه بأنها لا تتأثــر عندمــا يترجاهــا أهــل المريض بــأن تنقــذ ذويهــم و توعدهــم بالامــل، فشرحــت لــه ان الحديــث في ذلــك الوقــت لا يجـدي نفعـا بـل الاهـم هـو ان تسـتغل كل لحظـة لتنقـذ المصـاب.
ياللـه كيـف تتحمـل الان، كيـف تصمـد أمـام مـا يحـدث في تلـك اللحظـة، مـن تموت بـيـن يديهــا الان هــي صديقتهــا المقربــة و التــي تعاملهــا وكأنهــا شــقيقتها.
دخلـت غرفـة عمليـات الطـوارئ دون أن تبـالي لصـراخ ليلـه و مـروان وحتـى ادم الـذي شـعرت أنـه يهـز الجـدران مـن حولهـا.
دخـل دكتـور جاكسـون سريعـا بعـد أن وصلـه خـبر ان ريتـال تطلبـه وعلـم صلتهـا بالمصابـة.
جاكسون: اخرجي حالا تالا و اتركي الامر لي .
ريتال بقوة: لا دكتور جاكسون انا لن اخرج واترك المصابة تموت.
جاكسـون بهـدوء يحـاول احتـواء الموقـف : لـن تسـتطيعي فلا تحـاولي انـه أمـر صعـب يـا فتاتي المميـزة.
ريتـال وهـي لا تـزال تخبـر نفسـها أنهـا الطبيبـة تـالا وتلـك ليسـت ماريـا: لا يوجـد ماهـو صعـب دكتـور، مـن امامـي فتـاة مصابـة بطلـق نـاري وتصـارع المـوت وانـا لـن أتركهـا فالعواطـف تُترك خـارج بـاب العمليـات مُعلمـي، انـا طلبتـك لتكـون معـي لان الرصاصـة في منطقـة القلـب و هـذا تخصصـك مُعلمــي لطلامــا ابدعــت فيــه و ان خذلتنــي نفســي فســتكون انت هنــا و ان خذلتنـي أنت فاللـه لـن يتركنـي ابـدا .
نظـر جاكسـون إليهـا بفخـر و أسرع هـو الاخـر إلى الجسـد الـذي ينتظرهـم و وقفـت هـي الاخـرى تتجنـب النظـر إلى وجـه ماريـا ،،، لم تنظـر إليهـا ابـدا
الرصاصة بالطبع لم تصب القلب ولكن بمنطقة خطرة للغاية.
***
خـارج غرفـة العمليـات، وقـف ادم يحضـن ليلـه وهـي تبـكي وتصـرخ وهـو أيضــا يصرخ، و مــروان بجانبهــم يصــرخ، ثلاثتهــم يصرخون وعمــر يقــف بجانبهـم يشـعر بالعجـز لا يعلـم مـاذا يفعـل لهـم او لهـا، حبيبـة قلبـه التـي تتحمـل كل شـئ، متـى سـوف تنهـاري ريتـال، متـى سـوف تخلعـي عنـك ثـوب القـوة و تصرخـي ألما و وجعـا.ً
نظــر عمــر إليهــم جميعــا وصرخ بهــم : بطلــوا اللي بتعملــوه ده مافيــش حاجــة منــه هتفيدهــا ادعولها، بس ادعولها و ربنا قادر على كل شئ.
مـروان بهيستريا : هـي كانـت، ايـوة انـا شـوفتها، هـي ودعتنـي بعينيهـا، قالتــي انهــا هتمشي، انــا اللي خليتهــا تمشــي، انــا اللي ســيبتها تمشي، هتسـيبني هـي كـمان، انـا انـا انا، انـا كنـت عايـز ابعـد علشـان متحزنش ، بــس هــي اللي بعــدت عنــي، مشــيييت ، انــا لما بحــب حــد بيمشي.
ليلـه وهـي تتـرك حضـن ادم: لاء لاء يـا مـروان، ابـوس ايـدك متقولـش كـدة، ماريـا كويسـة، هـي شـوية وهتخـرج، ريتـال معاهـا جـوا ومـش هتسـيبها تمشـي ابـدا، ماريـا مـش هتسـيبنا ابـدا، و ريتـال مـش هتسـمحلها اصلا، ( ونظـرت إلى ادم الـذي هـدى و دموعـه تنـزل بصمـت ) صـح يـا ادم؟ ريتـال دكتـورة شـاطرة اوي و دايما بتنقـذ النـاس و اكيـد هتعمـل كـدة مـع ماريـا.
ادم هـو يمسح دموعـه ويحـاول تمالـك نفسـه لأجـل حبيبتـه: صـح، صـح يـا حبيبتـي، ماريـا هتبقـى كويسـة، ربنـا مـش هيحرمنـا منهـا ابـدا، و ريتـال دلوقتـي تخـرج و تطمنـا عليهـا.
رفـع مـروان وجهـه و هـو يدعـي ببـكاء: يـارب متعقبنيـش بأنـك تاخدهـا منـي، المـرة دي انـا همـوت، يـارب، يـااارب، يـارب.
اخفـى عمـر دموعـه بصعوبـة، رأى كيـف يبكـون وعلـم ان هـؤلاء بالفعـل عائلـة، كان يسـتغرب مـن قبـل كيـف يعيشـون وكأنهـم بالفعـل عائلـة وعلـم الان، أن ليسـت كل العلاقـات بالـدم ابـدا ، بـل هنـاك مـا هـو اقـوى، علاقـة القلـوب، اذا كان مـروان يبكي لانها حبيبتـه فلـماذا يبـكـي ادم، و حبيبتــه تقــف بجانبه، حتــى أنــه والــذي لا يعرفهــا الا
مـن وقـع قريـب، حزيـن لأجلها ، تلـك الفتـاة المرحـة لا تسـتحق ذلـك ابـدا.
وصلتـه رسـالة مـن رجالـه تخبـره انهـم اسـتطاعوا إمسـاك مـن أطلقـوا النـار و أمرهـم فـورا بمعرفة هويتهـم و التقـصي عـن ماحـدث وسـببه و مـن كانـوا يقصـدون، هـي ام حبيبتـه، لمجـرد الفكـرة ارتجـف قلبـه و شـعر ببروده في أطرافـه.
مـرت ثلاث سـاعات وهـم يقفـون بتوتـر وخـوف و رعـب، ينتظـرون اي شـئ اي خبـر يطمأـن قلوبهم..
داخـل غرفـة العمليـات؛ انتهـوا مـن العمليـة اخيـرا و التـي لم تكـن سـهلة ابـدا ولكـن الامـور أصبحـت بخير، المصابـة تتنفـس، المصابـة أصبحـت أفضل، المصابـة لا تـزال على قيـد الحيـاة.
نظـر إليهـا دكتـور جاكسـون وهـو يسـحبها لـكي تبتعـد عـن ماريـا حتـى يتـم نقلهـا إلى غرفـة عنايـة حتـى تسـتيقظ و تتحسـن حالتهـا.
جاكســون: احســنتي تــالا انــا فخــور بـكِ حقــا انتــي هــي فتاتي المميــزة الطبيبــة الصغيــرة التــي تذهــل الجميــع بقوتهــا.
أراد أن يخفـف عنهـا بتلـك الكلمات و لكـن على مـا يبـدو أنهـا لم تسـمعه رغـم انتباههـا الشـديد أثنـاء العمليـة، الا انـه يعلـم أنهـا ابـدا ليسـت على مــا يــرام يعلــم أن مــا قامــت بــه الان فــوق قــدرة اي طبيــب ولكــن هــي اسـتطاعت ذلـك.
جاكسـون: اخرجـي الان تـالا اخرجـي و عـودي بعـد أن تبكـي فالبـكاء ليـس ضعـف ابـدا يـا قويـة.
خرجـت مـن أمامـه وهـي تنظـر لـه بنظـرات مبهمـة فـور خروجهـا اقتربوا منهـا جميعـا بلهفـة.
ليله: ريتال ماريا فين ؟ هي كويسة صح؟ انتي اكيد لحقتيها.
مروان بتوسل: ارجوكي ردي يا ريتال قولي اي حاجة متسكتيش كدة.
ريتــال بخفــوت: الحمــد للــه الرصاصــة مصابتــش قلبهــا و العمليــة انتهــت على خيـر.
حضنتهـا ليلـه سريعـا و هـي تحمـد اللـه بصـوت عـالي امـا مـروان فسـجد على الارض يشـكر اللـه وهـو يبـكي بحرقـة و ادم اقـترب مـن ليلـه و ريتـال وحضنهـم معـا.
امـا عمـر فلـم يرفـع عينـه مـن على وجـه ريتـال حتـى أنـه لم ينتبـه ان ادم قــد ضمهــا الا بعــد أن تركهــا وابتعــد وابتعــدت ليلــه ايضــا، وهــي تحــاول ان ترفـع مـروان مـن الارض و ادم يسـاعدها، اسـتغلت ريتـال فرصـة انهـم ابتعـدوا عنهـا و تحركـت سريعـا.
لحــق بهــا عمــر وهــو يركــض ولكنــه توقــف للحظــة وهــو يراهــا تدخــل المصعـد يفكـر هـل يتركهـا الان بمفردها فالعقـل يقـول أنهـا بحاجـة لذلـك، و لكـن تحـرك سريعـا هـو الاخـر باتجـاه المصعـد تبـا للعقـل ولما يقـول ،، قلبـه لا يسـتطيع تركهـا الان وهـو يعلـم أنهـا تتـألم أشـد الم هـي تحتاجـه الان.
لم يلحــق بهــا و وجــد المصعــد يصعــد وقــف يراقبــه يشــاهد أيــن ســوف يتوقــف و بعــد قليــل وجــد أنهــا قــد صعــدت الطابق الاخيـر بالمشــفى.
دخــل المصعــد الاخــر والــذي خــرج منــه شــخصان و ضغــط على نفــس
الطابـق و خـرج منـه لينظـر حولـه ليجـد بـاب مخصـص للصعـود إلى سـطح المشـفى علـم أنهـا في الاعلى ولم يفكـر لحظـة وهـو يلحـق بهـا.
********
مــا ان نظــرت حولهــا و وجــدت الفــراغ يحاوطهــا حتــى صرخــت بأعلى صــوت تملكه …
فتــح البــاب المــؤدي إلى الســطح و ســمع صراخهــا فأقـترب منهــا سريعــا واحتضنهــا من الخلف وســط مقاومتهــا الشرســة، أمســكت خصـلات شــعرها و أخــذت تشــدها وتصــرخ بجنــون، دون أن تســقط دمعــة واحــدة مــن عينيهــا
ريتــال بصـراخ: ابعـدووووا عنييـي مـش عايـزة حـد فحيـااااتييييي ابعـدوووووا كلللللكــوووووا.
عمر: شششششش، شششششش ، بهدوء متأذيش نفسك
ريتـال بـصراخ وهـي لا تـزال تـؤذي نفسـها بيديهـا: انـا عايـزة اعيييييييـط عايــزة اصرررخ مــش عايــزة حـد خاااالــص بتوجعـوني لييييــه ؟
@@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى