روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء السابع والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت السابع والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة السابعة والعشرون

عشق الروح هو أن تتنفس حبه وأنت في مكان وهو في مكان . هو إتصال الأرواح تلقائيا دون مقدمات . شعور قوي وجميل لاتستطيع فهمه أو شرحه لأي كان .
شعور بالشوق وبدفئ القلب.. هو اختلاط الروح بالروح كلما هب نسيم العشق .
شعور قوي بخفقان القلب دون ملامسة اليد .
عشق الروح أصدق شعور يشعر ويحس به .
عشق الروح هو رفع عميق للروح وهو أجمل مايدخل الحياة بشكل غير متوقع .
فهو من سيجعلك شخصا أفضل .
سيعلمك أشياء جديدة سيكون مرآتك التي تبصر أخطائك وعيوبك .
عشق الروح هو السعادة الحقيقية بالحديث مع روحك الثانية
بالقاهرة قبل ساعتين من معرفة جواد
بعد خروج جواد حازم بعدما أخرج قنبلته.. جلس حازم يضع رأسه بين كفيه.. بينما مليكة التي نظرت لجواد تعاتبه بما فعل بأبنها ثم أردفت ما قسم قلب جواد:
– ليه ياجواد مش معتبر جواد من أولياتك زي عز وفارس.. ليه دايما شايفة ابني أخر اهتمامك
ضحكت سِنا بسخرية وأمسكت قطعت لانشون تضعها بفمها مستمتعة بطعهما تنظر لمليكة ثم أردفت:
– مش جواد بس ياعمتو..وحياتك وسنا وهنا..اصلك متعرفيش إن عمو جواد مابيفكرش غير في مصلحة ولاده بس..وبما إن طفلته الغالية في الموضوع فأكيد لازم يكون فيه عز..اما لو مفيش رُبى مكنش قال لا عز ولا جنى
جحظت أعين جواد من حديثهما..وشعر بإنفطار قلبه…وقف ينظر لأخته يشير لنفسه وأردف بصوتا حزين
– أنا يامليكة..أنا مهتمتش بابنك.. دا كلهم ولادي.. جواد دا أنا اللي مربيه
وقف حازم ينظر بحزن لمليكة على كلاماتها وأردف بصوتا مكتوم:
– إيه اللي بتقوليه دا يامليكة.. هو جواد جه وقاله ياخالو عايز أتجوز حد وهو رفض.. نظر وتحدث بمغذى عندما وجد الحزن على وجه جواد من كلمات مليكة
– إبنك طول عمره كتوم وإحنا منعرفش هو بيفكر في مين وأنا ابوه لسة متفاجئ بموضوع جنى. انتِ ياأمه كنتِ تعرفي
نهض سيف وجذب ابنته بغضب
– اعتذري لعمك على وقاحتك ياسِنا وبعد كدا توقفي قدام اعمامك وتتكلمي بأدب
انسدلت دموعها وشعرت بإنكسار مرفقيها الذي ضغط عليه والدها..
– أنا مقصدش حاجة والله يابابا.. أنا بس برد على كلام عمتو
– اخرصي .. قالها سيف بغضب.. فهو قد استمع لحديث عز بالأمس لجواد
جذبها ثم دفعها بقوة على جواد وتحدث
– أنا اللي بقولك أنا قصرت في تربيتها عايزك تربيها أعمل فيها اللي عايزه..
أشار بيديه على تقى وجنى ورُبى وأكمل
– عايزها زي دول.. أنا كأب فشلت ياجواد.. إنت كعم صحح غلطي.. رفع نظره لميرنا وأردف بصياح
– لو موتها قدامك اياكي تدخلي سمعتي
كان جالس بصمت.. ولكنه توقف يجذب سنا من أمام جواد الذي لم يرد على فعلة سيف
– تعالي حبيبة عمو نتمشى شوية.. وبعدين نرجع نعتذر لعمو جواد.. مش كدا ياعمو
قالها صهيب وهو ينظر لجواد الحزين الذي مازالت كلامات سِنا ومليكة تخترق صدره
إومأ برأسه لصهيب وقام بفك زر قميصه عندما شعر بالأختناق.. اتجهت مليكة سريعا تجلس أمامه على عقبيها وتمسك كفيه
– حبيبي أنا آسفة متزعلش مني والله ماأقصد.. جواد رفعت يديه لتقبلها
سحب كفيه سريعا وقبل رأسها
– قومي ياملاكي.. أنا مش زعلان.. ممكن أكون قصرت فعلا شوية مع جواد بسبب مرض غِنى لكن عمري مابعدت عنه. ـ
اتجهت غزل لجواد بجهاز قياس الضغط والسكر
– حبيبي مقستش الضغط النهارده.. ومشفتش السكر.. تسمح لغزالتك تناغشك شوية… قالتها غزل عندما وجدت حزن زوجها… تحركت مليكة بعدما قبلت رأسه
نهض الجميع مغادرين.. بينما جنى التي ظلت جالسة تنظر لجواد وعينيها متحجرة بالبكاء.. رفع يديه إليها
– تعالي حبيبة عمو.. انا سامعك
جلست بجواره على المقعد وألقت نفسها بأحضانه وبكت بمرارة تقول:
– أنا آسفة ياعمو مش قصدي حد يزعل ابدا والله.. ولو جواد مزعلك متسمعش منه هو منفعل لكن بيحبك أوي..
قبّل جواد رأسها يضحك على طفوليتها
رفع ذقنها ينظر لعيناها:
– الولد جواد عامل في جنونتي إيه
نظرت بخجل لغزل الذي رفعت حاجبها بألا تتكلم
فرقت يديها ثم تحدثت بعدما توردت وجنتيها
– مفيش حاجة ياخالو.. أنا هشوف ماما بعد إذنك
تحركت سريعا.. قهقه جواد عليها ثم تحدث مما جعلها تتوقف بمسيرها
– على كدا أقول لطارق كل شئ قسمة ونصيب ولا نقوله مبروك
استدارت تنظر له بخجل وأردفت
– لا قوله كل شئ قسمة ونصيب ياخالو… قالتها وتحركت سريعا لمنزلها
ابتسم عليها وشعور الراحة يتمكن منه وهكذا تم كل شيئا كما خطط له.. إلا من كلمات مليكة التي أصابته بمقتل
مسدت غزل على خصلاته التي بدأ الشيب يغطيها فصار أكثر جاذبية وهيبة .. جلست أمامه على الطاولة التي كانت تعج بالطعام منذ قليل ثم رفعت ذقنه تنظر لعيناه
– ياترى دا اللي خلى حبيبي طول الليل منمش وبعد عن حضني
نظر حوله وفجأة جذبها حتى جلست على ساقيه ينظر لرماديتها.. ترانيمه المقدسة التي يعشقها وأردف هامسا بأنفاسا حارة
– تعرفي حبيبك نفسه في إيه دلوقتي!!
قطبت مابين حاجبيها وأردفت هامسة وهي تلمس وجنته بكفها الرقيق
– حبيبي يتمنى وحبيته تلبي
اقترب يهمس أمام شفتيها
– عايز أخد شاور ياغزول وبعد الشاور عايز جلسة مساج.. وبعد المساج عايز استمع لأم كلثوم إنت عمري مع حركات إغوائية نسيت شكلها
قهقهت غزل بصخب وهي مازالت تجلس على ساقيه
– دا إيه طلباتك اللي محتاجة مصباح علاء الدين دي ياحبي
حمحم عز من خلفهما وتحدث
– وماله يابو الجود إنت إحلم وأنا أحقق لك طلبك.. هو أنا عندي كام عمو جواد بس
قفزت غزل من على ساقيه تلكمه بصدره
عاجبك كدا أهو عز بيتريق علينا
مسح جواد انفه ينظر لعز بسخرية وأشار
إليه
– تعالى ياحيلتها.. طلبات ايه يلآ اللي عايز تحققهالي ليه ناوي تعمل إيه
اقترب عز منه يقهقه عليه.. تحركت غزل سريعا عندما شعرت بخجل من حديثهما
جلس عز يضع يديه على كفيه يحرك حاجبيه كالأطفال
– إيه ياابو الجود عايز ترجع شبابك مع غزالتك..
جذبه جواد من تلابيب ثيابه حتى سقط من فوق الطاولة..
– اتلم ياعز أصل وحياتك أخليك تنام في حضن ابوك يوم فرحك
مط عز شفتيه ورفع حاجبه بسخرية
– هو ابو الجود بيحلم بكوابيس كتيرة ولا إيه… هو مين دا اللي ينام في حضن ابوه يوم فرحه..
أمسك عز زر قميص جواد وقام بغلقه وهمس له
– متخلنيش ياعمو اقوم حالا وانام في حضن مراتي وأعوض ليالي الحرمان..دي مراتي متخلنيش أكتبها على جبيني عشان الكل يعرف انك ظلمني
جذبه جواد من عنقه ونظر لعيناه وتحدث
– تعرف ياولد ياعز نفسي في إيه
مط عز شفتيه للأمام كالأطفال وتحدث
– عارف نيتك ياعمو لكن وحياتك ياغالي مش هتنولها…وبقولك اهو شلني من دماغك عشان انا بحاول أكون مؤدب ببوسة بس
❈-❈-❈
صفعه جواد على عنقه من الخلف
– ليه هو الجحش بيحلم بإيه اكتر من بوسة
تلفت عز حوله ودنى من جواد وهمس بإذنه ببعض الكلمات..مما جعل جواد يلكمه حتى سقط على الأرضية
– ياقليل الادب دا إيه يلآ الفُجر اللي فيك دا لا ومش مكسوف مني
وقف عز وهو يقهقه على وجه جواد الذي اصبح لوحة فنية من الغضب ثم اقترب منه
وربت على كتفه مردفا:
– أحمد ربنا ياعمو اني مستحملك لحد دلوقتي وبحاول اكون مؤدب.. ومتنساش انا تربيتك.. قالها عز عندما صعد وجلس على المقعد أمامه
دفعه جواد بقوة حتى سقط المقعد بالكامل
– امشي يابغل من قدامي.. بدل مااعلقك
– مش ماشي إلا لما تصالحني على بنتك.. اصلها زعلانة.. عشان غيورة زي بابي بتاعها
نهض جواد متحركا إليها ينظر بخبث
– دا يوم الهنا والله.. دا مش هصالحكوا بس لا دا هخليك تطلقها بالتلاتة
عند غنى وبيجاد
صعدا لجناحهم.. توقفت بمنتصف الغرفة ثم رفعت بصرها إليه مردفة
– هنسافر دلوقتي.. ولا كمان شوية
أطبق جفنيه يحاول ألا يحزنها
خطت إلى أن وصلت أمامه.. رفعت يديها وادارت وجهه إليها
– بيجاد.. مش عايز ترد عليا ليه.. ظل واقفا ولم يرد عليها فكلماتها مازالت تزهق روحه
بحركة أجفلته رفعت يديها تحاوط عنقه مقتربة من شفتيه تقبله بقبلة هادئة علها تهدأ من نيران قلبها المستعيرة
رفعها من خصرها حتى أبعد قدمها عن الأرض واستقبل قبلتها بأخرى ناعمة انسته غضبه وأعادت روحه عندما تخللت أناملها الرقيقة وسط خصلاته تبعثرها وتنثرها بفوضوية.. وأردفت من بين قبلاته
– بيجاد أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك
أطبق جفنيه متلذذا بلمساتها وحديثها الذي اذهبت عقله.. فصل قبلته.. يبتسم برضا من أثر حركاتها وكلماتها التي دغدغت مشاعره
أمال برأسه دافنا وجه في عنقها يستنشق عبيرها بهدوء وأردف بأنفاسا الحارة
– وأنا بعشق عشق الدنيا فيكي ياأجمل هدية
وضع يده يتلمس بشرتها الحريريه برقة بعدما ازال كنزتها الحريرية بالكامل من على جسدها وهمس بجانب اذنها
– عايز حقي منك في وجع قلبي طول الليل
رفعت نفسها وشبت تعانقه تهمس له
– حبيبي سلامة قلبك ياروح قلبي
حملها بين ذراعيه وهو ينثر قبلاته على وجهها بالكامل… حتى وصل فراشهم
وظل يغوص ويغوص بمنتهى الاستمتاع واللذة.. حتى جعل يومه معها كعازف منفردا على أوتارا وبقبلاته وهمساته ودقات قلوبهما وأنفاسهما التي ملأت الغرفة ليكتب قصة عشقهما التي تدوم وتحفر بالقلوب
بعد فترة حملها يضمها لصدره.. وأردف بهمس
” عاملة إيه ياحبيبي ”
وضعت رأسها بصدره.. تتمسح بصدره كقطة أليفة تستمع لدقاته العازفة بأسمها
رفعت يديها تضعها على نبضه وضعت ذقنها على صدره تنظر لعيناه
– الدقات دي بإسمي ووقت ماتتغير هموتك سمعتني
نظر إليها بنظراته العاشقة.. أمال يلتقط ثغرها بالقبلات ويهمس لها بمذيب كلمات عشقه حتى بعثر كيانها بالكامل
وضعت رأسها على صدره تستمع لكلماته
ظلا لفترة وبعد قليل حملها متجها للمرحاض وهو يقهقه على خجلها منه
– اوعي اسمعك تقولي حاجة هناخد شاور مع بعض.. خليكي شاطرة كدا من أولها وأعرفي قوانين بيجاد المنشاوي
– ممنوع الشاور بدون جوزك.. ممنوع النوم بعيد عن حضني ومش حضني بس لا.. تنامي على صدري عشان تسمعي نبض قلبي باسمك ياحبيبة بيجاد
انزلها بهدوء يحاوطها بذراعيه وهمس أمام شفتيها
– ودلوقتي لازم توثقي على العهود اللي قولتها
ضيقت عيناها وتسائلت:
– هو أنا وافقت على العهود بتاعتك ياحبيبي.. قالتها وهي تلمس شفتيه بأناملها
رفع يديه على خصلاتها التي بدأت تطول
ضمها يقبل خصلاتها ويمسد عليها:
– ” تعرفي إنتِ أجمل هدية ليا ”
ودلوقتي لازم توثقي على مواثيق حبيبك
دفعته بعيدا عنها عندما علمت بنيته
جذبها بقوة ملتقطا شفتيه.. ونظر بعدها لعيناها.. وكدا الميثاق تم ياحبي وإياكي تتلاعبي بمواثيقي
❈-❈-❈
مساءا وصل بيجاد وغنى لفيلا المنشاوي بالأسكندرية
دلف بيجاد متشبكا بأصابعها وهو يصيح
– حبيب عمو ياناس أين هو
وقف عمر يضمه بحنان أخوي
– مبروك ياحبيبي.. عقبال ماتخويه
وصلت نغم تستقبل غنى:
– اسكندرية نورت ياحبيبتي
أجابتها غنى برقة
– منورة بيكوا ياماما
وصل ريان وهو يحمل ابن عمر.. رفع نظره لبيجاد
– تعالى شوف سُفيان ياجاد.. ولد ياخد العقل
اقترب بيجاد يحمله وهو يضحك بصوته كله
– دا صغير أوي ياماما بتشيله إزاي
ابتسمت غنى بحزن على فرحة زوجها وهو يضم ابن عمر… نظر ريان لبيجاد وتحدث
– معلقتش ياحمار على اسمه.. ايه رأيك فيه
اتجه بيجاد بنظره لعمر ثم رجع ينظر للطفل
– خليه يسميه وشوف هعمل فيه وحياة جدك يلآ يالي ملكش إسم إنت هعلقك إنت وابوك من قفاك
ضحك عمر عليه وأردف ناظرا لوالده
– لا بيجو بابا بيعاندك ياحبيبي.. أنا سميته محمود على أسم جدو
رفع ريان نظره بذهول لأبنه وأردف
– انت سميته محمود ياعمر.. إنت مقولتش كدا.. انت قولت هسمي سفيان
ضحك عمر وهو ينظر لبيجاد
– عايزه يموتني.. وبعدين أنا قولت لسيلا لما عرفت إنها حامل بولد هسميه محمود إن شاء الله
ضمه ريان لحضنه
– حبيبي عقبال ماتخويه وتجبله اخوات كتير
تحرك متجها لبيجاد الذي يجلس يحمل الصغير بجوار غنى ينظر للطفل ويمسك بأصبعه
رفع نظره لغنى وأردف:
– تعرفي الولد دا شبه مين.. شبهي صح
ضحكت غنى عليه وأردفت:
– لا ياحبيبي دا شكل عمو ريان.. مش واخد منك حاجة
لكمها بخفة ثم رفع حاجبه بسخرية
– إنتِ هبلة يابت وأنا شبه مين غير الراجل اللي بتقولي عليه دا.. وبعدين إزاي تبصي لبابا.. وتعرفي تشبهي ابو جلمبو دا له
جلس ريان بجوار غنى يجذبها لأحضانه
– سيبك منه ياحبيبة عمو.. وقوليلي عاملة إيه دلوقتي.. وياله شدي حيلك عشان نجيب للولد دا عروسة
أمسك بيجاد ابن عمر ووضعه بحضن والده ثم جذب زوجته
– شيل إيدك ياريو عن مراتي.. واخد بالك.. وروح شوف نغم بتناديلك
ضربه ريان بالوسادة التي توضع بجواره
– امشي من هنا ياحمار.. إنت مالك أنا قاعد مع حبيبة عمها.. حرك حاجبه لغنى قاصدا استفزاز بيجاد
وضعت غنى رأسها على كتف ريان وتحدثت:
– حبيبي ياعمو أنا كويسة.. طول ماحضرتك كويس
امال بجسده يحملها بنظرات قاتمة
– حبك برص ياختي مفيش حد حبيبك غيري.. تحرك مغادرا وهو يحملها.. وضعت رأسها في حضنه بخجل.. تلكمه بصدره
– نزلني يابيجاد عيب كدا يقولوا إيه
نظر إليها بغضب
– صوتك ياحبيبي.. صوتك عالي ولسة حسابنا… ثم اتجه بنظراته لوالده وتهكم بصوته
– وبعدين إنتِ مكسوفة من الراجل دا.. دا ياستي ريان باشا.. أكبر شيال لقفاص الطماطم.. حتى إساليه.. اكتر حاجة كان بيعملها ويستفزني بيها.. انه طالع نازل يشيل
نظر لوالده الذي أحمّر وجهه من الغضب بسبب ماقاله بيجاد… توقف متجها لبيجاد واردف
– تعرف ولو مش خايف على البنت الغلبانة دي… كنت عملت فيك ايه… قالها ريان بنظرات قاتمة
رفع بيجاد حاجبه لأبيه بسخرية وأردف
– عارف كنت شلتني زي ماأنا شيلها .. ماهو إنت مالكش غير في الشيل بس،لكن حتى دي راحت عليك ياريو..صحتك ياحبيبي بقت في النازل بسبب نغومتك
تحركت غنى من أحضانه وصرخت
– نزلني يابيجاد.. اتجهت نغم اليه عندما وجدت نظرات ريان لا تبشر بالخير
– اطلع يابيجاد عشان مراتك ترتاح ياحبيبي
❈-❈-❈
بعد عدة أيام
أقام ريان حفلة سبوع لحفيده.. وصل الجميع للحفلة التي كانت تقام بحديقة الفيلا على شاطئ البحر
اتجه جواد لريان
– مبروك ياجدو.. تصدق لايق عليك.. ثم اتجه بنظره لعمر
– مبروك ياعمر.
قهقه ريان وهو يضمه عقبالك ياابو الجود.. وصل يوسف وأولاده عمر، مروان، ليليان
وهمس وأولادها رحيق، نور، علي
وجواد وصهيب بأبنائهما.. أما سيف وحازم فاعتذرا ولكن ذهب اولادهما
وعمر المصري وأبنه ريان وماسة
كان بيجاد يقف يحاوط غنى بذراعيه.. يهمس لها
– حبيبي عايز منك خدمة
“عمتو هتيجي أكيد دا حفيدها وأكيد ماسة هتحضر.. لو حاولت تستفزك طنشيها.. رفع ذقنها وأردف
– ماسة مريضة ياغِنى وأنا عملت زي ماقولتي ومنعت زيارتي كلها لعمتو.. ومقدرش أمنعها تيجي بيت أخوها وكمان تيجي تزور عمر وخصوصا إن عمر بيته جنب بيت بابا
لمست خديه وأردفت
– ماتقلقش ياحبيبي أنا هتلاشها وأبعد عنها.. لكن لو جت وحبت تتلاعب بأعصابي هخربشها
اطلق صفيرا وهو يضحك
– أموت أنا في قطتي الشرسة يااخواتي
بعد فترة دلفت ماسة تبحث عنه بعينيها وجدته يقف يتحدث بهاتفه.. اتجهت إليه بخطوات واثقة.. تقف خلفه تستنشق رائحته
شعر بوجود أحدهما ظن أنها زوجته.. ظل مواليها بظهره حتى انهى حديثه وهو على حالته ثم أردف:
– واقفة ورايا ليه حبيبي.. بتتصنتي وعايزة تعرفي بكلم مين.. قالها مبتسما
إقتربت ماسة تضمه من الخلف بعد حديثه ولكنه استغرب حركتها ظنا أنها زوجته
عقدت ذراعيها حوله وهي تردف وحشتني أوي
دفعها بقوة بعدما استنشق رائحة عطرها.. واستمع لحديثها.. التفت حتى يوبخها
ولكنه تسمر بوقفته عندما وجد غنى تقف ودموعها تترقرق بعيناها
خطى إليها سريعا وهو يهز رأسه
– صدقيني مفيش حاجة حصلت أنا كنت مفكرها إنتِ
ألقت نفسها بأحضانه وهي تهمس بغضب له عندما وجدت نظرات ماسة المقيته لها
– ادخل غير هدومك دي فورا.. أصلي أولع فيك وفيها.. وإياك ألمحك تقرب تاني منها
لم يدعها تكمل حديثها وقام بإلتقاط شفتيها أمام ماسة التي ضربت أقدامها في الأرض وشعرت بغضب منهما… وتحركت سريعا
دفعته غنى ورفعت سبابتها له
– إياك تقرب مني بهدومك دي.. لكمته بصدره
– ريحتها فيك.. سمعتني.. ياله امشي من قدامي يابيجاد متخلنيش اتغابى عليك
اقترب منها وهي تتراجع للخلف
-خلاص هروح أولع في القميص عجبك كدا
هغير ونخرج على باليخت
كان عز يقف يحاوط خصرها بمكان هادئ على الشاطي.. نظر لعيناها وأردف
– البحر شكله روعة.. ايه رأيك ننزل البحر
نظرت رُبى إليه بذهول
– بتهزر صح ياعز.. عايزنا ننزل البحر
جذبها متجها لليخت وهو يضحك
– مش قصدي اللي فهمتيه ياحبيبي.. أكيد هننزل البحر بس مش دلوقتي دا في شهر عسلنا.. أنت عايزة عمو جواد يدبحنى ويقولي بتتحرش ببنتي، وممكن يرميني طعام لسمك القرش
توقف ينظر لخجلها من حديثه وأكمل مستطردا:
– حبيبي بيجاد هيخرج بينا باليخت.. ونقضي الليلة كلها عليه.. فرصة قبل ماجواد الألفي ياخد باله
لم يدعها تكمل حديثها وسحبها متجها لليخت.. وجد أوس يجلس مع ياسمينا على الشاطئ
جذبه عز من ثيابه
– تعالى إحنا هنطفش من أبوك يلآ.. هنقضي ليلة بعيد عن جواد الألفي
ضيق أوس عيناه يتسائل
– مش فاهم؟.
اقترب عز يهمس له
– هات البت الحلوة اللي جنبك دي ونقضي ليلة حلوة.. فهمت ياحمار
دفعه أوس بعيدا عنه وأردف بغضب
– دي أسمها خطيبتي مش البت اللي جنبك يعني هتكون مراتي
وضع عز يديه على وجه ودفعه حتى سقط جالسا على المقعد
– تصدق أنا أكبر غبي إني عايزك تفرفش.. فعلا ابن جواد الالفي ولد خنقة
وصل بيجاد مصطحبا غنى.. متجها إلى اليخت بجواره جاسر
❈-❈-❈
اتجه الشباب لليخت مع بيجاد بينما أوس وقف ينظر بذهول لوقاحة عز وأردف
– الولا دا حصله إيه دا شكله أتجنن رسمي
بينما وقفت السيدات محاطة الصغير بعادتهم وتقاليدهم.. ضحكت غزل بصخب على أفعال مرام وهي تدعو سيلا لحركات الفلكورية..
– ياله ياسيلا عدي سبع مرات.. صفق ريان لاخته بمزاح
– ياحبيبتي الحاجات دي كلها خرافات.. أحنا عمرنا ماعملنا كدا
ابتسمت نغم وتحدثت
– خليها تعمل اللي هي عايزاه ياريان.. بينما اتجه عمر يحمل حفيده مقبلا جبينه
– جدتو تعمل اللي يرضيها أهم حاجةعايزه يسمع كلام جده عمر بس،لكن جده ريان لا
جذب ريان الصغير من يد عمر وأردف مازحا
– دا دم المنشاوية ياحبيبي… اب عن جد.. يعني انتوا مالكوش غير أسم الام بس
نظر لسيلا ورفع حاجبه
– سيلا طبعا حبيبة خالها، فهي هتقوله اسمع كلام جدو ريان ومتسمعش كلام جدو عمر
ضحكت نغم عليهم وأخذت الصغير تضعه بأحضان مرام
-شوفي يامرام عايزة تعملي ايه حبيبتي
.. وقفت مرام تنظر بذهول
– أنا برضو معملتش لأولادي بس حبيت الفكرة لاحفادي ومعرفش إيه اللي بيتعمل
ضحك ريان على براءة مرام
عند باسم بالمشفى
دلفت حياة بساقين مرتعشتين تنظر إليه بقلب منفطر… جلست على عقبيها أمامه ترفع يديه المغروزة بالأبر وقبلت كفيه
– حبيبي سامحني.. مسدت على وجهه واقتربت تقبل وجنتيه بحب
– افتح عيونك ياباسم.. حياتك بتموت من غيرك
بعد فترة
كانت تغفو على المقعد بجواره تمسك كفيه.. فتح عينيه ينظر حوله وجدها تجلس بجواره وبالجهة الأخرى تغفو فيروز على الأريكة.. حاول أن يخرج صوته ولكنه خرجه بضعف قائلا:
– “حياة “فتحت عيناها تنظر له.. تسائل بنظره فين جواد؟
اجابته عندما نهضت واقتربت منه
– مشي من ساعات.. سبوع حفيد ريان النهاردة وقال هيعدي علينا وهو راجع.. حتى أخد جاسر معاه
أومأ بعينيه ثم ذهب مرة أخرى بنومه.. ولكنه قبل أن يغفو..حياة أنا بحبك..قالها ثم ذهب بثبات مرة أخرى
ابتسمت وأمالت تقبل جبينه
– وحياتك بتعشق..ياحياة حياتك
دلف الطبيب اتجهت إليه تتسائل عن حالته أجابها بعملية
– الحمد لله حالته مستقرة.. يعني ممكن يومين ويخرج من المستشفى
حمدت ربها تنظر بحب إليه فكلما تذكرت ماصار وشعورها بفقدانه كاد أن يذهب عقلها
بالاسكندرية على اليخت
تجمع الشباب جميعهم حتى لحقهم أوس وياسمينا.. جلسوا على سطحه مع الموسيقى الهادئة وتحرك اليخت بعيد عن الشاطئ بعدة كيلومترات..
كان يجلس بمكان هادئ يحاوطها بذراعيه
– أنا بحب البحر أوي وتعرفي بحبه في الشتا أكتر من الصيف.. قالها وهو ينظر لموج البحر الذي يرتطم ببعضه
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت
– أنا كمان بحبه أوي..وبحب المطر وريحته جدا.. وبفتكر عمو صهيب لما كان بياخدنا كل صيف في الغردقة.. فاكر لما علمنا العوم وأنا كنت هغرق.. اعتدلت تضرب كفيها ببعضهما
– كنت زماني ميتة بالغرق.. أستدار سريعا يضمها لأحضانه
– بعد الشر عليكي ياحبيبي.. دا من حظي الحلو عشان تبقي مراتي وأم ولادي
أما على الجانب الأخر في أعلى مكان باليخت، كان يستلقى على ظهره يضع رأسه على ركبتيها.. ينظر للنجوم
– أيه رأيك ياحبيبي نسافر المالديف.. هتعجبك أوي أحسن من فرنسا
مسدت على خصلاته بحب تردف بهدوء
– مش فارق معايا ياحبيبي أي مكان المهم تكون معايا.. أعتدل يستند على مرفقيه
– هحبك أكتر من كدا إيه ياغنى.. ارحمي قلب العبد الضعيف.. انخفضت برأسها وهمست
– تحبني أضعاف الأضعاف ياحبيب غنى
❈-❈-❈
جذبها فجأة يقبلها مردفا
– بحبك أد حب الكون من عليه من ناس
مقولتيش يابيجاد.. معقول عمرك ماحبيت ولا بنت ولا لفت نظرك واحدة
اعتدل يجلس أمامها يمسك بكفيها
هقولك حاجه بس دا كان مجرد ماضي ومفيش حاجة تمام
جلست تنظر إليه وكأن احدهما وضع بنزينا بصدره وأشعل نيران لتحرق قلبها كاملا عندما تحدث
– من سنتين أتعرفت على بنت.. مضيفة طيران كانت رحلة لاسبانيا، الصراحة البنت عجبتني ياغنى فيه فرق بين عجبتني وشدتني.. تمام.. زفر بهدوء ناظرا لقبضتها التي ضغطت بها على ساقيها… صمت للحظات وأردف
– خلاص مفيش حاجه تتحكي
أمسكت كفيه وأردفت:
– لا يابيجاد كمل أنا سمعاك.. ومتخفش مش هحاسبك على ماضي انا مكنتش موجودة فيه
– البنت كان أسمها تاليا.. هي كانت حلوة، لكن مش حلاوتها اللي جذبتني.. عقلها وثقتها بنفسها.. فضلنا نكلم بعض فترة.. لحد كان فيه حفلة لرأس السنة عند حد من صحابنا.. وحصل مشكلة عادية.. معرفش حسيت اني مش مرتاح في العلاقة دي.. او ممكن قلبي مدفون بحبك الطفولي وأنا معرفش.. افترقنا بهدوء، يعني مكنش الحب الافلاطوني ولا حاجه.. هو مكنش حب اصلا مجرد إعجاب.. مع كام لقاء بينا وبس
– قربت منها يابيجاد؟ تسائلت بها غنى بصوتا مكتوما حزين
مسح على وجهه بعنف ولكنه اجابها بصدقا
– أيوة ياغنى.. بس مش زي ماانت متخيلة.. يعني كانت بتقعد في حضني و.
ضغطت على يديه بكفيها وأغمضت عيناه بحرقة قلب يتألم ثم أردفت
– خلاص متكملش، كفاية مش عايزة أسمع حاجة
جذبها لأحضانه يقبلها بعنف عندما وجدت أرتجاف بجسدها
– مش زيك ياغنى صدقيني والله مش زي اللي بينا.. وضعت يديها على شقه الأيسر
– انا مش هعاتب دا على ماضي مكنتش موجوده فيه مع إني بخاف من الماضي.. لكن هعاتبه على حاضر ومستقبل حتى لو مجرد نظرة.. أنا سامحتك النهارده مع موقف ماسة لأني متأكدة إنك كنت قصدني بكلمة حبيبي.. أنا شوفتها وهي رايحة لعندك عشان كدا مشيت وراها
ضم وجهه بكفيه وتحدث
– يوم ماتحسي إن عيني بس مالت لغيرك.. موتيني ياغنى.. مش بقولك قلبي لا بقولك عيني ياقلبي
زفرت بهدوء علها تهدأ من نيران قلبها ثم
دارت ببصرها بالمكان وجدت جاسر يجلس بمقابلتهم مغمض العينان واضعا قدمه على سور اليخت مستندا بجسده على المقعد
قاطع وصلته مع نفسه هاتفه .. أخرجه
– أيوة
– جاسر هترجع إمتى
أطلق زفرة حارة من أعماق قلبه علها تخفف أوجاعه التي مازالت تنزف من جراح قلبه
– معرفش وماتتصليش تاني… قالها ثم اغلق الهاتف
❈-❈-❈
عند جنى وفارس ومروان وليليان وياسين
كانوا يجلسون ويمزحون مع بعضهم للبعض.. رفعت نظرها للجانب الآخر وجدت جاسر يمسح على وجهه بعنف.. توقفت جنى متجه إليه بعدما استأذنت من الجالسين
– حضرة الضابط قاعد لوحده ليه
انزل ساقيه من أمامه ثم رفع نظره إليها
اقعدي ياجنى… مفيش حبيت الهدوء.. انتِ عارفة مبحبش الدوشة
جلست بجواره تنظر للبحر.. وفجاة رفعت كفيها تربت على كتفه وتحدثت قائلة
– شكلك وحش أوي وإنت غضبانة.. ياريت تفك التكشيرة.. وجاية وطالبة منك طلب
قطب مابين حاجبه وتسائل
– طلب إيه ياجنجون
كان جواد يقف بعيدا يراقبهم وهو يدخن بشراسة فمنذ ذاك اليوم لم يقترب منها ولم يحادثها
اقتربت جنى وأردفت
– عايزة أنزل البحر ولو قولت لعز هيرفض.. فلو شافك هتنزل مش هيتكلم
– نعععععمممم ياختي.. صاح بها جاسر بصوتا عالي حتى نظر إليه جميع الموجودين حتى اعتدل بيجاد ينظر لصراخه
وصل جواد إليهما بخطوة يوزع نظراته بينهما ثم تسائل
– مالكم فيه إيه.. إقتربت جنى من جاسر حتى تلاصقت بجسده خوفا من بطش جواد الذي ظهر بعينيه… اقترب عز يتسائل
– مالكم يابني بتصرخ ليه
حك جاسر ذقنه ينظر لجنى التي تشبست بملابسه ينظر برفع حاجبه
– جنى حبيبتي إنتِ ماسكة حرامي
جذبها عز بغضب عندما وجدها متشبسة بجاسر بتلك الطريقة.. أما جواد الذي كور قبضته بغضب كاد فيها أن يقطع أوردة يديه.. وفجأة سحبها بقوة من يد عز ثم رفع بصره لعز
– عايز اتكلم معاها.. وبلاش توقف في سكتي ياعز عشان مش ارميك في البحر
توقف جاسر ينظر بإستفهام عندما وجد حالة الغضب بينهما… ثم تسائل
– إيه ياولاد عمي مالكم.. ممكن تهدوا، ثم اتجه بنظره لجواد
– عايز جنى في إيه ياجواد.. وبعدين ماكلنا قاعدين مع بعض أهو
دفعه جواد عندما شعر بنيران تفقد سيطرته حينما صور له عقله بميل جاسر إليها.. رفع سبابته لجاسر مردفا
– ابعد ياجاسر عن اللي يخصني
نظرت جنى لعز وتحدثت بهدوء عندما وجدت نيران مشتعلة بينه وبين جواد فأردفت بهدوء رغم حزنها من حديث جواد
– زيزو هروح أشوفه عايز إيه هنقعد قصادك هناك… جذبها جواد بغضب واردف
– إنتِ بتستأذني عشان تقعدي مع خطيبك.. اتجه عز لجواد.. ولكن توقف بيجاد أمامه ينظر إليه
– خلاص الموضوع مش مستاهل الأنفعال دا كله… وبعدين هما قاعدين قدامنا.. لم الليلة خليها تعدي
جلست جنى تنظر للبحر بغضب
– اتفضل قول كدبتك المرادي ناوي تتلاعب بمشاعر مين
انفجر غاضبا يتحدث:
– إزاي تسمحي لنفسك تقربي من جاسر.. مرة جاسر ومرة الزفت اللي كان متقدملك
ترنحت خطوة للخلف بعدما نهضت من مكانها بسبب صراخه.. اغمضت عيناها وشفتين فاغرتين مصعوقة من كلماته التى ألقاها لينزف قلبها دون رحمة
رفعت بصرها تنظر بحزن إليه
– لدرجادي شايفني مش متربية شوية مع دا وشوية مع دا..
رفع سبابته أمامها وصرخ بصوتا مرتفع استمع إليه الجميع
– اخرصي ياجنى.. إنتِ عارفة بقولك كدا من غيرتي عليكي.. إيه عايزة أصرخ بصوت عالي وأقولك بحبك
وقف ينظر للجميع ويشير إليها
– آه بحبها وبحبها أوي كمان واللي يحاول يقرب منها هدفنه مكانه حتى لو كان الحد دا جاسر
رفع جاسر حاجبه بسخرية واردف
– لا دا حالتك صعبة يابن عمي ومحتاج تروح العباسية.. قهقه الجميع على حديث جاسر سوى غنى التي لمحت نظرة الحزن بحديث جاسر
رفع جواد ذراعيه يحاوط أكتافها
– جنى ماتهدميش حبنا والله انتِ فهمت غلط.. عمري مافكرت اتلاعب بمشاعرك
– ايدك ياحبيبي لتوحشك قالها عز عندما رفع جواد ذراعيه على أكتاف جنى
هز رأسه برفض ينظر إليها ولكنها هربت بأنظارها بعيدا عن مرمى بصره.. أدار وجهها إليه ورفع ذقنها
– جنى حبيبتي ردي عليا
كأن كلمة حبيتي أعادت دقات قلبها الضعيف تبض بعشقه مرة أخرى.. رفع بصره وتحدث بصوتا مكتوم
– ولو جرحتني ياجواد أعمل إيه
رفع يديها ووضعها على قلبه
– وحياة كل دقة في قلبي أنا بحبك بجنون
صفر ياسين وجعل جميع الواقفين يصفقون
بعد يومين سافر بيجاد وغنى لجزر بالي بأندونسيا.. حيث تشتهر هذه الجزيرة بعدة أماكن لركوب الأمواج وبعض الأماكن الطبيعية الخلابة التي تتميز بالشلالات والهدوء.. قضى يومين بنعيما كأنهما نعيم الجنة..
خرج بيجاد للتجول عندما حدث نقاش بينهما بسبب الحمل والولا..
أحزنت قلبه في ذاك الوقت عندما اشعرته بحزن قلبها بسبب حديث الطبيب عن الإنجاب
تركها بيخت مجهز للتنقل لليالي بمنتصف البحر.. فكان اليخت كبير لحد ما يوجد به غرفة كبيرة للنوم بحمام
وعلى ظهره غرفة زجاجية صغيرة بطاولة
وشاشة متوسطة يطلق عليه بمنزل البحر المتنقل
اتجهت غنى لمرحاضها وقامت باخذ حماما دافئ فاليوم الطقس أكثر برودة.. ارتدت رداء حريري كريمي اللون ذو فتحة صدر واسعة يظهر نهديها بعض الشى.. يضيق من عند الخصر محدد منحنيات جسدها المغرية بحذر.. ينسدل بإتساع بسيط ومفتوح الجانبين حتى منتصف فخذيها
قامت بفرد خصلاتها الزهبية التي تصل الى عنقها.. بسبب إهتمامها الكامل بها بعدما علمت بعشق زوجها له.. ووضعت بعض اللمسات التجميلة على وجهها مع احمر شفاة قاني اللون حتى جعلها ذو طلة ساحرة تجعل الصامت يحكي مايحلو له من أشعار
استمعت لفتح باب الغرفة توقفت بحذر واذ بعشقها يهل عليها بطوله وجسده الممشوق وعضلاته التي تظهر من تحت قميصه بشكل يحبس الأنفاس
❈-❈-❈
تسمر بوقفته واضعا بعض الأشياء بجانبا
ثم خطى بتمهل إليها ودقاته التي تسابقه بالخطوات.. توقف ينظر لحسن بهائها وسحرها الخلاب.. نظر لتلك الشفتين اللتين مهما يتذوق منهما لم يشبع ابدا.. فكانت كالخمر الذي يسلب عقله
رفع كفيه يتلمس بشرتها بنعومة اقشعرت جسده بالكامل.. ثم رفع ذقنها ينظر إلى رماديتها الساحرة
– ماذا افعل أمام فتنتك ايتها الجنية الصغيرة التي ازهقت روحي كاملا
ارتجفت شفتيه ولم تقو على الحديث فكلما يقترب منها كأنها مرتها الأولى التي تراه بها.. اقسمت بأن تسعده حتى لو كلف التمن حياتها
وضع ابهامه على ثغرها المرسوم ببسمتها الخلابة لروحه.. وبخفة رفع جسدها عن الأرض لتستقر بين أحضانه
– غنايا وحياتي وأيام عشقي ونصيبي الحلو من الدنيا.. أنا بكِ اكتفيت ياحبيتي
وضعت رأسها بعنقه تستنشقه رائحته بجنون قائلة
– وأنت حبيب عمري ودنيايا ياحبيب غنى
أطبق على جفنيه متلذذا بانفاسها وقربها الشهي.. رفعها بين ذراعيه متجها لفراشهما حتى يكتب قصة أخرى بعشقهم بدقات قلوبهما
بعد فترة جذبها لتتوسط صدره وشعوره بالسعادة يعبأ صدره وكأنه اقتنى نجما لامعا من السماء بسبب سعادته الكامنة بزوجته الحورية..
مسد على ذهبياتها الحريرية وأردف
– يعني أقول كدا إنك لفتي نظرك عن كلامك الأهبل دا..وأكتفيتي بحبنا
رفعت رأسها تنظر لبنيته وأردفت
– خايفة أكون بحرمك من حقك
اقتنى قبلة أخرى وأكمل
– ماليش حق في الدنيا غيرك ياحبيبي..أموت لو مجرد دمعة نزلت من عينك بسببي..بحس ان الجبال بتهتز لزعلك ووجع قلبك..مستحيل أوجع قلب قلبي ياروح قلبي حتى لو مفيش غيرك ليا في الدنيا..وأنا عندي أمل إن ربنا هيعوضنا.. لمس خديها بعد نثره الكثير من قبلاته التي خطفت انفاسها قائلا
– بكرة هنروح مكان حلو هيعجبك.. ونركب الأمواج.. المكان رائع
هزت رأسها برفض
– المكان دا حلو أوي وبعيد عن البشر.. مفيش اجمل من هدوء البحر.. ظل يمسد على خصلاتها ثم ذهب بسبات عميق هما الأثنين
في الصباح
كانت غنى تقبع على صدره العاري تغوط بنوما عميق.. فتح عيناه على تنبيه هاتفه لايقاظه للصلاة.. أزال خصلاتها التي تغطي وجهها بالكامل.. حقا على رغم إنها مازالت لم تصل إلا لعنقها ولكنه يعشق كل مابها.. حتى تلك الخصلات القصيرة التي اعطتها جاذبية اروع ماكانت عليها.. آمال بجسده ملتقطا شفتيها الشهيتين.. فتحت عيناها ببطئ وابتسمت له
– صباح الحب على حبيبي المنحرف
قهقه عليها بصخب.. آمال برأسه مرة آخرى
– “طيب فيه حد يبقى معاه الجمال دا كله ويقعد مؤدب ومينحرفش.. وبعدين فين الأنحراف دا.. حتى لسة الإنحراف الأصلي هتشوفيه.. دا أنا بسخن لسة ياحبى والله ماهرجع لحماي غير وأنا شمتان فيه وأقوله باركلي حمايا العزيز مراتي حامل.. ضرب كفيه ببعضهما وهو يضحك
” نفسي أشوفه هيعمل إيه وقتها دا كان عملي زي جندي الحدود… تعرفي بحسه بغير مني ”
لكزته بكتفه وتحدثت بتحذير
– إحترم نفسك ومتغلطشي في بابي.. دا حبيبي الأول.. وبعدين شكلك هتستنى كتير لترجع لبابي
عض بيجاد على جانب فمه يحاول منعه من صفعها بقوة لأنها نسبت قلبها لشخص آخر حتى لو كان آبيها..
اعتدلت بنصف جسدها تنظر لمقلتيه ورفعت أصابعها محدثة صوت
– روحت فين أيها المنحرف… لم تكمل حديثها بعدما وجدت نفسها كحمامة بين ذراعيه متجها بها إلى المرحاض مردفا بصوتا غليظ
– بفكر إزاي هعاقبك على القديم والجديد وأخد حقي ووجع قلبي السنين دي كلها.. وأول عقاب ليكي ياقلبي هندخل اخد شاور بمساعدة زوجتي أميرة أبوها اللي هو حبيبها الأول… قالها وهو يصك على أسنانه بشكل أخافها
بعد شهر رجع بيجاد من شهر العسل بعد إعلان موعد زفاف ربى وعز
❈-❈-❈
بأحدى اشهر الاتليهات
كان عز يقف يضع يديه بجيب بنطاله ينظر لتلك التي خطفت لُب عقله وقلبه منذ الصغر.. خرجت بذاك الرداء الذي يعد بفستان الزفاف… شهقة خرجت من فمه عن ملاكه التي تقف أمامه بفستان زفافها.. اقترب بخطوات سلحفية ينظر لهالة الجمال التي تحاوطه.. ود لو يشق قلبه ويضعها داخله حتى لا يراها غيره… وصل أمامها ودقات عنيفة تشق جانبه الأيسر تكاد تخرج من صدره… رفع يديه على خصلاتها التي تساقطت بعشوائية مما جعلها ملكة الملكات توجت قلبه قبل عينيه
رفعت بصرها إليه
– إيه رأيك حلو ولا أشوف غيره.. رفعت يديها أمامه.. بس حرام كفاية إنك خرجت كل اللي فيه.. دول بنات ياحبيبي مش محتاجين الغيرة دي كلها
جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره
– تعرفي نفسي في إيه دلوقتي.. قالها وهو ينظر لكرزتها التي اشعلت نيران صدره
دفعته ربى بقبضتها الصغيرة تتلفت حولها بعدما علمت ما بنظراته
– ماتتجننش ياحبيبي.. إحنا في مكان عام
تراجع للخلف بعدما أفاق من لكمتها وحديثا.. وأشار بيديه
– غيريه مش حلو مستحيل اخليهم يشوفوا جمالك دا.. الجمال دا ليا أنا وبس،
ضربت قدمها بالارض وصاحت به
– أنا زهقت دا رابع فستان أغيره.. بقولك إيه ابعت هاتلي واحد زي مابيجاد قال.. أنا أستاهل ضربي بالشوز إني مسعتش كلامه
دفعها على الحائط ثم حاوطها بذراعيه
– بيجاد مين دا اللي تسمعي كلامه.. ضغط على خصرها وأردف بعينان تكاد تتأكل من نيران الغيرة
– راجل تاني تنطقه الشفايف الحلوة دي هعاقبها وبلاش تعرفي العقاب،.. أقترب وهمس أمام شفتيها
– بس أموت أنا في العقاب ياصغيرة قلبي
بعد عدة أيام
هو اليوم المقرر لحنة ربى .. جلست بين الفتيات ترقص وتغني.. قامت غنى بوضع الحناء إليها هامسه بأذنيها
– اكتبلك الأسم فين يابت.. إيه رأيك هنا
لكزتها ربى بخجل وتحدثت
– عيب ياغنى مينفعش
زمت غنى شفتيها وأطلقت ضحكة صاخبة
هو مين دا اللي عيب.. عز يعرف العيب.. اومال لو مش بابا قافشكوا خمسين مرة على إيدي يابت… هنا تذكرت ربى ذاك اليوم
دلف لمنزل عمه كانت تجلس بجوار والدتها تعزف على البيانو
وقف ينظر إليها بوله لفترة.. ثم حمحم
رفعت غزل نظرها إليه
– عز حبيبي.. تعالى واقف كدا ليه
رفع بصره لربى وأردف بحزن:
– عايزة ربى في موضوع.. أومأت غزل بموافقة ثم نهضت
– طيب هروح اعملكم عصير،
جلس بجوارها.. ونظر إليها
– مبترديش ليه على تليفونك يابت… قالها وهو يمسك ذراعيها بقوة
رفعت حاجبها بسخرية وأردفت:
– وأرد عليك ليه يابتاع انقاذ البنات.. آه نسيت أقولك اصلي مفكرتش ارد ولا لا
ضمها ضاغطا على خصرها
– لسانك ياربى اصلي اقطعهولك
تهكمت من حديثه ثم أردفت
– وياترى هتقطعه إزاي ياحبيبي.. اقترب ثم همس لها ببعض كلماته الوقحة
جحظت عيناها وأردفت
– وقح وقليل الأدب.. زم شفتيه وأكمل
– ومش متربي كمان وحياتك ولو عايزة تجربي عينيا
دفعته ناهضة ثم أردفت
– طيب وريني قفاك.. عندي درس رقص ومش فضايلك
جذبها ثم أجلسها على ساقيه فجأة ينظر لعيناها
– دا شكلي هشوف شو روعة ياحبي.. بس عايز أدوق قبل الشو
حاولت دفعه إلا انه اقتنص قبلته ولكنه هب سريعا من مكانه عندما استمع لصياح جواد
وقفت ربى تسّبه في سرها
– ينفع كدا دايما جايبلي التهزيق
امشي ياب مين دي اللي تتهزأ
أمسكه جواد من تلابيبه وصرخ بوجهه
– يابني نفسي ادخل عليك مرة والاقيك محترم يخربيت جبروتك
رفع يديه يربت باصطناع على ملابس جواد:
– هعمل إيه بس ياعمو ماهو انتو اللي حرمني.. البت عاملة زي المانجة وأنا بموت في المانجه
ضحكت ربى بخجل من كلماته.. اتجه جواد وكاد أن يطبق على عنقه
– فرحانة اوي ياختي وسايبة نفسك للجحش دا كل شوية يبوس فيكي.. أنا مش حذرتك يابنتي.. فيه حد يصدق المنحرف دا
وصل بيجاد على صراخ جواد.. قطب مابين حاجبه وتسائل
– مالك ياعمو جواد.. اهدا دا حتى الأنفعال وحش على صحتك.. يعني هلاقيها منك ومن الدوش اللي فوق اللي باظ من كتر ماشغلته
دفع جواد عز واتجه لبيجاد مضيقا عيناه ثم تسائل:
– نعم ياخويا هو إيه اللي باظ.. الدوش ومن ايه إن شاءلله؟
اقترب بيجاد وهو يضع يديه بجيب بنطالة وأمال برأسه يهمس له:
– اقول ايه بس عيب الكلام دا ميتقلش.. كبير على صحتك.. بس اكيد اخدته في الاحياء زمان وإنت صغير في ثانوي..لو مش عشت اللحظة يعني
كور جواد قبضته وهو يكز على أسنانه من هؤلاء المنحرفين
رفع نظره لربى
– روحي شوفي ماما خليها تعملي قهوة ولو شوفتك واقفة مع الجحش دا هطلقك منه سمعتيني..ايه مش مستحملين شهر لحد ماالبغل دا مايجي من شهر العسل
اقترب عز منه وأردف
– تطلق مين..دا والله اعملكم جريمة..أطلع على برج القاهرة واكتب على بطني لوحة كبيرة وأقولهم عمي دكتاتوري وحرمني من حبيبتي..وشوف بقى تعاطف الشعب المصري وهموت وأنا بطل في سبيل العشق
جلس جواد عندما فقد سيطرته بالكامل وأردف بسخرية
– اه ياحيلتها هتكون شهيد الحب..حبك برص واربع ثعابين ياآخي..مش كفاية عليا النطع اللي جنبك..انتوا الاتنين كتير والله..دا أنا بحمد ربنا انهم بنتين بس..لكن الصراحة عندي جوزين بألف راجل
جلس بيجاد ممد ساقيه وأردف بسخرية
– ايه جوزين دي..حضرتك مفكر إنك بتقفش بيض..ولا مفكرنا جوزين حمام
وضع جواد خديه على كفيه وأردف:
– ياريت كنت استفدت.. وعملت مزرعة اما انتو مش محصلين جوزين شربات حتى اعمل بيهم كرة وألعب بيها
ضرب عز يديه في بعضهما ينظر لوالده الذي يقف يضحك على أفعالهم بجواد
– تعالى يابابا شوف أخوك شكل مخه فلسع ياحرام
قهقه صهيب على عز ونظر لجواد الذي يخرج نيران من عينيه يود إحراقهما
– براحة على عز ياجواد دا هيكون جوز بنتك
قهقه جواد بصخب على كلمات صهيب وأردف يشير إليه
– تصدق بالله أنا ابن كلب اني وافقت عليه
نظر عز لعمه واردف
– ولا كنت تقدر تعمل حاجه ياعمو
زفر جواد بهدوء ينظر لصهيب
– عايز من الواد دا يقضي ليلة فرحه هنا.. وتاني يوم يسافر، انا خايف على البت منه دا ممكن يقتلها
جحظت عين عز ثم أردف
– ليه شايفيني تور
– وامر من التور.. يمكن التور اعرف اسيطر عليه.. ضحك بيجاد وتحدث
– عشان تعرف قيمتي بس ياعمو
– انت تخرص واياك اسمع صوتك.. قالها جواد وهو ينظر بغضب لبيجاد
اتجه عز يقف أمام عمه واردف
– مين دا اللي يقعد هنا ليلة الفرح.. هو انا اهبل عشان اخليك تنفرد بالبت وتعصيها عليا.. دا حضرتك تحمد ربنا إني هقعد ساعتين فرح.. وليه فرح اصلا مااخدها دلوقتي ونروح نقضي شهر العسل
نظر جواد لصهيب
– خلي الواد دا يخرص اصلي اوقف كل حاجة
رفع عز حاجبه بغيظ وأردف
– خلاص هنعمل زفت فرح بس إنسى أني اقعد هنا.. دا كفاية طريق المطار.. ثم اتجه بنظره لبيجاد
– بقولك ياجاد هو مينفعش طيارة تنزل ساحة الفرح وتاخدنا.. ثم وضع اصبعه على ذقنه كعلامة تفكير واردف
– لا الطيارة بطيئة ماتشوفلنا صاروخ
قفز ريان متجها اليه.. وحياة ابوك اللي واقف دا لتبات ليلة الفرح هنا
❈-❈-❈
خرجت ربى من شرودها عندما لكزتها غنى ترفع عيناها على الرسمة رسمتها بصدرها
ضحكت ربى على اختها.. ثم سحبتها جنى
وقفت ترقص بينهم مرة وتتغانى البنات بأغاني الأفراح… ظل يهاتفها ولكنها لم ترد عليه بسبب الأصوات الصاخبة
بنهاية الليلة نظرت لهاتفها كانت تجلس بجوار غنى التي تقوم بوضع ملابسها الخاصة لقضاء شهر عسلها.. خرجت لتحادثه بالهاتف
– أيوة يازيزو.. مسمعتش الفون
تنهد عز لصوتها تمنى لو تكون أمامه حتى يبرد نيران إشتياقه لها بعد غيابها عنه لأسبوعين بأمر من جواد
– ربى وحشتيني أوي حبيبتي.. انزلي اشوفك واضمك لصدري
تنهدت بهدوء وتحدثت
– حبيبي ساعات وهكون كلي ملكك ياعز، بلاش ازعل بابا في آخر ليلة.. يرضيك نزعله
زفر عز وتحدث
– لا مش عايزه يزعل طبعا.. انا عمو زعله عندي يهز الدنيا كلها.. اللي بتشوفيه دا بيكون هزار
ابتسمت بحب لكلماته وأردفت
– بحبك أوي ياعز.. أغمض عيناه قائلا
– اقفلي ياربى دلوقتي.. متخلنيش اهجم على البيت زي التور فعلا
باليوم التالي كانت تقف بغرفتها بعد إتمام زينتها دلف جواد إليها يضمها لأحضانه
يبتسم لجمالها الذي يخطف العقول
– اميرة أبوها كبرت وبقت عروسة تطير القلب.. اتمنى لك السعادة ياحبة قلبي
وضعت رأسها على صدر والدها تبكي
– بابا أنا بحبك اد الكون دا كله… ربنا يخليك لينا ياحبيبي ودايما منورنا
قبّل جبينها وأزال دموعها بأنامله
– ربنا يسعدك ياقلب بابا..دلفت غزل وجاسر وغنى التي توقفت على باب الغرفة بفستانها الأبيض الذي ينقش بالورود السماوي الذي اختاره بيجاد خصيصا لذاك اليوم.. وحجابها الوردي الذي لأول مرة ترتديه الذي زين وجهها
رفع جواد بصره إليها وجد دموعها المحصورة بعيناها فنظر لجاسر
انزل بربى ياجاسر لعز وأنا هجيب غنى وانزل وراك.. قبّلته رُبى على خدّيه
عندما علمت بحزن أختها وشعور والدها بها
رد جواد قُبّلتها مردفا:
– ربنا يخليكم لبعض حبيبتي
هبط جاسر اولا بأخته… ثم هبطت بعده غنى بجوار والدها الذي ضمها من كتفيها
وصل حيث وقوف عز الذي يشعر بدقات عنيفة من هول اللحظة.. أمسكت غزل بيدي ابنتها تقبلها وتبتسم بحب إليها
عايزاك دايما سعيدة حبيبة مامي.. ثم همست لها ببعض الكلمات وتراجعت حتى يقف جواد يسلم ابنته لزوجها
كان يقف صهيب بجوار عز وجواد حازم
بينما يقف ياسين وبيجاد بجوار جواد وربى
رفع جواد نظره لعز وتحدث
– أنا مش هوصيك عليها… عشان لو انت عايز وصاية يبقى مكنتش وافقت عليك.. أنا بس هقولك أنا بديلك قلبي ياحبيبي حاول تحافظ عليه عشان عمك يفضل عايش… ثم اتجه لأبنته وأردف
– أنا برضو بقولك برضو هو ابني وحافظي على سعادته ودايما حياتكم بينكم انتوا الاتنين.. اتجه يقبل جبين عز الذي رفع كف عمه يقبله بحب
ثم رجع لأبنته يقبّل جبينها ويضمها لأحضانه
اتجه عز بعروسه بالمكان المخصص بعد تعالت أصوات الأغاني.. ودقت الطبول.. مع اعلى الزغاريط
وقف في الساحة الرقص.. يتمايلون على نغمات ودقات القلوب.. اقترب يهمس لها
– أنا خلاص اكتفيت من الدنيا ياروبي.. اتمنى حياتنا كلها تكون سعيدة
وضعت رأسها على صدره وأردفت:
– طول ماانت جنبي هكون سعيدة ياحبيبي
ابتعد ونظر لترانيمها المقدسة
– مش عايز أسمع صوتك إلا في المالديف ماشي
ضيقت عيناها وتسائلت
– حبيبي إنت اتجننت!!
نظر للجميع وهو يبتسم
– بقولك بلاش تتكلمي يارُبى.. وحضرتك بتقولي حبيبي
انتهت الرقصة المخصصة لهما.. ثم نزل شباب العائلة يتراقصون مع بعضهم بشكل يسر النظر على أغاني الأفراح
بعد فترة توجه ريان مع ابنته لأعلان عقد قرانها على محبوب القلب
وتم عقد القران وزادت الأفراح بهجة عندما حملها أوس يدور بها مع تصافيق حاراً من الموجودين.. اقترب ليقتنص قبلته الأولى على العلن أمام الجميع
ضرب جواد كفيه وهو يقول هازئا:
– دا ايه الجيل قليل الحيا دا.. لكزته غزل بكتفه
– لو كنت ناسي أفكرك.. بلاش إنت اللي تقول كدا.. جذبها فجأة إلى أحضانه ينظر لعيناها مردفا بصوت عاشق:
– إنتِ عايزة العيال الصيص دول يكونوا زي جواد الألفي ياغزالتي.. لا كدا ازعل وانتِ عارفة زعلي.. قالها عندما رفع أنامله على شفتيها.. قاطع وصلة غرامهما.. دلوف باسم بجواره حياة وفيروز.. الذي ذُهل جواد من وجودها في ذلك اليوم… بحث بنظره على جاسر.. وجده يتراقص مع تقى ابنة حازم.. بينما ياسين يتراقص مع ليليان
نظر لغزل مش ملاحظة إن ياسين بقى قريب من بنت الأسيوطي
رفعت أكتافها وتحدثت
– ماتخليه ياخد جنب هو كمان
أومأ برأسه وهو يزم شفتيه بغضب وتحدث:
– بعض كام سنة الولد هيوصل عشر سنين ويجوزه.. وصل باسم إليه:
– مبروك ياجواد… اقترب جواد يضمه بحب
– الله يبارك فيك ياحبيبي.. قالها ثم تحرك بعيدا عن فيروز حتى لا يفقد أعصابه
بعد فترة انهى الزفاف الأسطوري بعدما وصفه البعض بذاك الوصف.. سافر عز لقضاء شهر العسل..
وصل بعد عدة ساعات لجزر المالديف بعد فترة استهلكوها بالنوم في الطائرة
وصلت السيارة أمام شالية بمكان هادئ بعيدا عن زحمة المكان من البشر.. اتجه ناحية زوجته وفتح باب السيارة يحملها ويضمها لأحضانه.. كانت رُبى صامتة طول الوقت وتشعر بالخوف يتسرب لأوصالها مما أدى لأرتجاف جسدها
وصل بها المكان وانزلها بهدوء ومازال يحاوطها بذراعيه
دلف للداخل.. وقف أمامها ثم رفع ذقنها ينظر لخوفها البائن عليها
– صغيرة قلبي خايفة من حبيبها..هزت رأسهابرفض رغم أرتجفاف جسدها بالكامل الذي شعر هو به
ضمها لأحضانه وبدأ يردف ببعض الكلمات لتهدئتها..رفع حجاب زفافها وقام بخلعه..ثم أدارها يفتح جرار فستانها مردفا بهدوء رغم نيرانه الذي شعر بها عندما لامست أنامله ظهرها الذي كُشف وهو يقوم بفتح سحابها
رفعت فستانها الذي كاد أن يتساقط ودلفت سريعا للغرفة ودموعها تتساقط بغزارة لا تعلم لماذا تشعر بكم الخوف ذاك
دلف بعد فترة وجدها تجلس على الفراش ترتدي إسدالها..قام بتبديل ملابسه واتجه ليقيم ركعتين لله..وبعد الأنتهاء
حملها للفراش وحاوطها بذراعيه يجلس أمامها
– روبي انسي أي حاجة وإفتكري حاجة واحدة إنك هتنامي في حضن حبيبك وبس…شهقت بشهقات مرتفعة وبدأت تبكي كالأطفال
ضحك بصخب عليها وعلى منظرها المضحك ثم أردف
– يعني لما ربنا ناولني اللي بحلم بيه..وبعيد عن عمو جواد اللي دايما قفشني ربنا يبعتلي عيلة بتعيط..ضرب على الفراش ومازال يضحك
– أنا اتعملي عمل وعارف مين اللي عينه رشقت في أم الجوازة دي…هو ابوكي فيه غيره
لكمته بصدره وأردفت من بين بكائها
– يعني بدل ماتاخدني في حضنك وتريحني تتكلم على بابا..طيب أنا مخصماك ياعز
– ياختااااي..صرخ بها عز واردف ببكاء
لا مش طفلة بس وهبلة كمان.. ياشماتة عمو جواد فيا.. ياخيبتك التقيلة ياعز يامنحوس.. اقترب ينظر إليها بغضب
قفزت رُبى سريعا وصرخت تجري بالغرفة
❈-❈-❈
بعد عدة أيام من زفاف عز وربى
كانت غنى تجلس بحديقة منزل ريان مع والدها الذي أتى لزيارتها لمنزلها ولكنه وجدها بمنزل ريان بالأسكندرية
كان جالسا يضمها لأحضانه.. اقتربت منهما العاملة تتحدث
– بيجاد باشا بيقول لحضرتك متمشيش هو جاي في الطريق.. بدأت تبحث عن هاتفها تذكرت إنها تركته بالأعلى
ضم جواد وجهها بين كفيه
– عاملة إيه حبيبة بابي… وبيجاد عامل معاكي ايه.. مش ناوين تنزلوا شوية القاهرة… وصل بيجاد في تلك الأثناء.. وبعد التحية وسلامه على جواد.. أعاد جواد سؤاله لبيجاد
جلس يضم غنى لأحضانه
– عندي كام سفرية الأيام اللي جاية ياعمو.. بعد ماارجع هنسافر… قاطع حديثهما وصول ريان الذي كان يهاتف احدهما وجلس الجميع يتحدثون في بعض الأحاديث… اتت العاملة تنظر لبيجاد ثم أردفت:
– فيه واحدة برة اسمها تاليا ومعها طفل صغير عايزة تقابل حضرتك
-” تاليا ” تسأل بها بيجاد.. ثم تحرك متجها إليها وجدها تقف وتحمل طفلا يصل عمره سنة ونصف السنة..
– تاليا.. خير ايه اللي فكرك بيا
نظرت اليه ثم لغنى وتحدثت
– بيجاد أنا مكنتش ناوية أجيلك.. بس حقيقي تعبت من المسؤلية.. ودلوقتي جبتلك ابنك تربيه لأني مش اد مسؤليته
جحظت عيناه من حديثها ثم تسائل بذهن مشوش
– معلش آسف ابن مين.. هو أنا سمعت غلط ولا ايه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وأردفت
– مابلاش تمثيل يابيجاد… أنا وإنت عارفين نتيجة غلطنا ودلوقتي الولد عندك اهو.. ولو عايزين اقعد معاها معنديش مشكلة.. و
قاطعها صارخا كالمجنون عندما نظر لغنى التي شحب لونها بالكامل.. وكأنها فقدت الحياة… أسرع ريان وجواد على صراخ ابنها وجدوا يمسك بنت يهزها بعنف.. نظر جواد لأبنته الذي تغير وجهها.. وأصبحت لا
تشعر بما حولها ولكن أفاق من تحديقه بها وهو يستمع لتلك البنت التي أردفت
– الولد دا ابنه وهو بيتبرى منه.. انا جيت لحضرتك ياباشمهندس مرة تانية اهو
نظر بيجاد لوالده الذي هرب بانظاره بعيدا.. بينما جواد الذي ذهل من حديثهما
❈-❈-❈
شهقت غنى بذعر واضعة كفها على فمها بصدمة مااستمعت إليه.. أمسكها من ذراعيها يطالعها بأعين غائمة وقلب مفطور
– دا مش حقيقي وحياة ربنا ماحصل.. كذابة.. اتجه سريعا بنظره لوالدها عله يساعده ولكنه ينظر إليه بذهول وبأنفاس مرتجفة ولسان تجمد فوقه الكلمات
– “تعالي ياحبيبتي.. اتجه جواد بنظره لريان
– آسف مهما كانت دي بنتي وأغلى من روحي.. ودموعها بتهز الارض تحتي.. ياريت الموضوع دا ميزعلاناش من بعض
هز بيجاد رأسه بنفي وكأنه في كابوس سيسحق روحه.. وكأن كلمات والدها ضغطت فوق جرحه المتقيح فانفلتت أعصابه وانفجر صارخا بصوت جهوري
– وأنا بقول محصلش حاجة.. ودا كله كدب..
اتجهت غنى لوالدها بروح محترقة وقلب يتمزق الماً.. ترنحت بخطواتها اتجاه والدها
وقبل أن تصل إليه توقف بيجاد أمامها يسحبها بعنف متجها إلى منزلهما مع صراخ والدها ولكن لم يستمع لأحد
استقل السيارة ينظر إليها.. وجهها الشاحب ونظراتها التائهة إليه كأنه غريبا عليها
أحتضنها بكل شوق زرع في القلوب.. خرجت منه آهة خافتة ضربت عنقها بالكامل.. أخرجها من أحضانه يضم وجهها بين كفيه:
– صدقيني محصلش حاجة من دي ومعرفش مين دا.. رفع كفيها يقبل باطن يديها
– ردي عليا حبيبتي متسبنيش كدا..
رفعت غنى بصرها ممدة كفيها على وجهه وبشفتين مرتعشتين
– أنا طلبت منك قبل كدا تطلقني ورفضت.. تعرف أنا حاسة بإيه دلوقتي.. لم يدعها تكمل حديثها كانت شفتيه تعرف طريقها فوق ثغرها يلتقط حديثها بقبلة شغوفة.. ودمع كلا منهما يقطر ألما… فصل قبلته واضعا جبينه فوق جبينها
– متوصلنيش إني أخدك مكان محدش يعرف يوصلنا.. وضع يديه على شقها الأيسر وتحدث قائلا
– ودلوقتي لو مصدقة الكلام اللي سمعتيه دا انزلي من العربية.. ووعد ورقتك هتوصلك.. رفع بصره لعيناها الحزينة
” مقدرش أعيش ومفيش بينا ثقة ”
رفعت قبضتها المتكورة تضعها على صدرها قائلة بوجع مزق نياط قلبه
” حتى لو صح.. دا ميقدرش يعيش من غيرك.. دا حقك وأنا راضية بنصيبي ”
جحظت عيناه بصدمة وكأن حجرا ثقيلا ضرب قلبه بشدة.. ارتجف قلبه لحزنها وشكها.. اكتفى بيجاد بتنهيدة حارة من بين شفتيه ولم يجد ردا على كلماتها التي طعنته بشدة وعصرت قلبه ”
تحرك بالسيارة سريعا متجها لمنزله.. بعد قليل وصل.. ترجل سريعا متجها ناحيتها.. فتحت باب السيارة.. ولكنه لم يدع قدميها تلامس الأرض وقام بحملها.. وضعت رأسها بتجويف عنقه.. لم تريد سوى أحضانه ورائحته التي تنسيها عذابها في هذه الدنيا التي اصبحت تضغط عليها بقوة
ضمها لصدره واتجه لغرفتهما وكأنه يشعر بحاجتها للراحة فاليوم كان مؤلم ومؤذي لقلبها.. دلف بها للمرحاض وساعدها بتغيير ملابسها مع استحمامها بالماء الدافئ علها تسترخي وتستطع النوم..
قام بمساعدتها لأرتداء ملابسها بشيئا مريح للنوم وقام بدثرها على الفراش.. جالسا بجوارها ممسدا على خصلاتها الناعمة
“عايزة أنام في حضنك” قالتها بصوتا ضعيف اتعبه كثرة الآلام التي تلقتها
استلقى بجسده بجوارها يضمها لصدره يود لو يحطمها.. رفعت نفسها تضع رأسها بعنقه وتردف بهدوء
“أنا مش زعلانة منك.. ولو بإيدي حاجة عشان اسعدك هعملها”
كفى لقد طفح الكيل ولم يعد يتحمل.. قام بإعتدالها ونظر لعيناها
– حقيقي عايزة كدا.. صرخ بها.. اقترب يقبلها بجنونه المعتاد معها حتى اكتمل الوصال بينهما وأصبح روح وقلبا واحدا.. ورغم ذلك مازال الشوق به لم يكتمل بسبب ماتلاقاه من ضربات عنيفة وشعوره بفقدها.. ضمها وأعاد ما فعله مرة أخرى وهو يهمس لها بأرق الكلمات التي تجعلها كفراشة مبهجة المنظر.. استلقى بجوارها ينظر لعيناها ورفع يديه على علاماته التي تركها على جسدها وشفتيها المتورمة.. رفع ذقنها
– ودلوقتي قوليلي هتستحملي أكون مع واحدة تانية كدا
جذبته تضع رأسها بعنقه وتنتحب بحرقة بين أحضانه قائلة بخنجر يطعن قلبهما
– لو هتكون سعيد أنا موافقة
تسارعت أنفاسه بقوة وشعر بنيران تلتهم صدره من دموعها التي تكويه بلا رحمة
رفع رأسها يضمها بكفيه
– وأنا سعادتي مكتملة بيكي.. بأنفاس مرتجفة تلفح وجهها تحدث
– أنا بعشقك أد عشق الناس على الكون.. لو سمحتي حبيبتي بلاش تحرقي قلبي أكتر ماهو محروق بسبب حالتك وأنهيارك دا
ضمته بقوة ” أنا بحبك بجنون “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى