روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الثامن والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الثامن والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
أنا لا أُحبُكَ أكثَر ممَا أنتَ تَظُن …
أنا أُحبُكَ فَوقَ … ما تَحمله الظُنونُ
فَحِينَ … لـَوحتَ لَكَ بـِيدِي
لـم أكن أَقصدُ الودَاع .. كُنت فَقط أَمسحُ الـدُنيا لكي أراكَ.
❈-❈-❈
بعد سنة دلف ريان إلى غرفة ابنه..
انشطر قلبه على مظهره الذي أدمى قلبه وشقه لنصفين.. جلس بجواره يمسد على خصلاته التي طولت كثيرا عن سابقيها
– بيجاد حبيبي هتفضل حابس نفسك
انزل روح رحلة باليخت.. ولا سافر أي مكان
جذب الغطاء ودثر نفسه وأردف بصوتا جاهد أن يخرجه
– بابا سبني لو سمحت عايز أنام
جذب ريان الغطاء وألقاه على الأرض وصرخ به
– هتفضل لحد إمتى حابس نفسك كدا.. مش شايف نفسك بقيت عامل إزاي
جذبه بعنف وأوقفه أمام المرآة
– شوف نفسك كدا.. دا منظر واحد عايش
إيه مفيش غيرك اللي
وضع يديه على إذنه وصرخ بصوته كله
– متكملش مش عايز اسمع حاجة.. يارب أموت واريحكم كلكم
اتجه يركل كل مايقابله بقوة حتى تبعثرت الغرفة وأصبحت آشلاء متناثرة بكل مكان
نظر لوالده بغضب
– انت السبب في كل اللي بيحصلي.. أنا بكره حياتي كلها.. جثى بركبته على الأرضية وكور قبضته يلكم صدره بقوة
تعرف ترحم دا يابابا..تعرف تخليه يبطل نبض… ثم أردف بصوتا باكي جعل والده يبكي على بكائه وتحدث من بين بكائه
– بابا موتني وريحيني.. أنا مش قادر أعيش.. قولي أعيش إزاي وروحي فارقت جسمي يابابا.. أنا بموت يابابا
ضمه ريان لأحضانه وأردف بصوتا حزين
– بعد الشر عليك ياروح بابا.. إن شاءلله ياحبيبي ربنا هيعوضك بالأحسن.. متكسرش قلبي أكتر من كدا يابني،
دلفت نغم بعد مااستمعت تحطيم الأشياء
بكت بإنهيار عندما وجدت حالة إبنها التي أذت روحها.. وحياته التي وقعت في منحدر مظلم
قبل سنة من آلان وتحديدا يوم زفاف رُبى وعز
عند جواد وغزل
بعد إنتهاء الحفل سحب جواد غزل وغنى لأحضانه متجها لمنزله… أوقفه بيجاد
– إيه ياعمو جواد.. حضرتك واخد حرف الغين ورايح فين.. طيب خد اللي يخصك وسيب اللي يخصني… قالها وهو يجذب غنى لأحضانه
انهى كلماته وهو ينظر لجواد بنظرة تحدي وأكمل
– دلوقتى ياعمو الفرح خلص وغنى بقت تمام والحمد لله.. فاسمحلنا كفاية كدا عندكوا… ونروح بيتنا بقى..مش كدا ياحبي
رفعت غنى بصرها لوالدها وأردفت
– خلاص يابابا زي مابيجاد قال..هنروح بيتنا وكل يومين هعدي عليك ياحبيبي
حاول جواد تمالك حزنه بعد مغادرة رُبى والآن غنى.. ضمها لأحضانه ونظر لعيناها
– باتوا معانا النهارده حبيبتي وبكرة امشوا.. بلاش الليلة، قالها هو ينظر لبيجاد
أومأ بيجاد برأسه ثم تحدث
– عد جمايلي ياعمو هرأف بحالتك الليلة
قهقه جواد عليه رافعا حاجبه بسخرية
– لا يلآ ابن اصول وبتعرف تقدّر
تحركوا متجهين لسيارتهم… بينما غزل الذي تتحرك معهم جسدا وكل عقلها وقلبها مع أبنتها الصغيرة التي ذهبت بمرافقة زوجها لقضاء ليلتهم الأولى.. توقف جواد أمام سيارته ينظر لبيجاد
– باباك مشي ولا لسة جوا؟
تجول بنظراته بالمكان وأجابه
– كان بيتكلم مع خالو يوسف من شوية.. معرفش ممكن يكون مشي
أحتوى كف غزل يفتح باب السيارة ينظر إليها ثم تحدث بهدوء ينافي شعوره.. حاول أن ينتقي كلمات بعناية حتى لا يؤلم قلبها
– حبيبتي متخافيش على رُبى.. هتكون كويسة وبعدين عز مستحيل يفرط فيها.. انتِ مش شايفة هيموت عليها إزاي
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بصوتا باكي
– قلبي وجعني أوي عليها ياحبيبي.. البنت لسة صغيرة ومتعرفش حاجة
وزع جواد نظراته حولهما وحركة الناس حولهما.. تنهد بهدوء وتحدث:
– غزل حبيبتي اركبي العربية.. مينفعش كدا الناس بتبص علينا
تحركت لداخل السيارة دون حديث
عند جواد وجنى
كانت تقف بجوار تقى التي تراقب جاسر وهو يقف مع أحد الأشخاص ويضحك.. ولكن ضحكته مسروقة من عينيه
اتجهت جنى تنظر إلى ماتنظر إليه تقى
لكزتها بكتفها وتحدثت:
– بتبصي على إيه ياتقى.. توردت وجنتيها تنظر للبعيد ثم اردفت:
– مفيش.. ببص عادي، وصل جاسر حيث وقوفهما ونظر لجنى وبسط يديه أمامها
– ياله ياجنجون عمو صهيب قالي اجيبك معايا
كعاصفة غضب صعقته عندما استمع لحديث جاسر فأردف بغضب:
– انت اتجننت ياجاسر.. إزاي جاي تقولها كدا وهي واقفة معايا.. ليه حضرتك مش شايفني راجل قدامك
حاول جاسر تمالك أعصابه والسيطرة على غضبه قدر المستطاع.. قبض على يدي جنى واردف بهدوء
– معرفش مالك ياجواد بقيت عصبي كدا.. عرفت إن جنى حبيبتك والله.. انت خايف عليها مني يلآ، دي أختي ياحمار.. يعني زيها زي رُبى وغنى، ومقدرش عمو صهيب يطلب مني حاجة ومكنش ادها..
جذب جنى من كفيها متحركا دون حديث آخر.. مما جعل نيران صدر جواد تشتعل
تشبست تقى بكفيه بهدوء حتى لا تشعل الأجواء.. رغم حزنها من جاسر الذي تغاضى وجودها واخذه لجنى وتحركه بها
ثم أردفت:
– لو سمحت ياجواد.. بلاش تزعلني الليلة دي، إنت عارف جاسر مش هيسيب جنى بدل عمو صهيب طلب منه… وبعدين إنت عارف ومتأكد إن جنى بعيدة عن جاسر.. لكمته بكتفه واكملت
– متخفش جنى مبتحبش غير جواد حازم وبس
سحب جواد كف اخته متجها لسيارته دون حديث آخر
عند سيف وميرنا
وقف يضم بناته بين ذراعيه وهو يتحدث مع أحد أصدقائه بجواره ابنه
ضحك سيف على ابن صديقه الذي يدعى “علي” وهو يتحدث
– لا بابا بتاع كرة وبس.. مالوش في الشغل، تعالى ياعمو شوفه يوم مبارة للأهلي.. هتلاقيه من الصبح عامل استنفار منزلي.. وبعد كام ساعة يروح للأستاد، وياسلام لو الأهلي اتغلب..ممكن يقفل الشركة بعدها اسبوعين تلاتة حزنا على المبارة
ابتسم سيف لصديقه أمير..وأردف
– لسة زي ماأنت ياأمير مهوس كرة
نظر أمير لابنتيه
– بناتك حلوين ماشاء الله ياسيف واخدين حلاوة الأتراك يابني
ابتسمت سنا وأردفت
– بلاش سيرة الأتراك ياعمو اصل بابا يخنقنا
ضمهما سيف ونظر لصديقه وأكد
– شكلهم كدا فعلا ياامير.. سنا مخلصة هندسة من سنة.. ونزلت الشغل معايا… أما هنا لسة اولى إعلام ياسيدي
ابتسم أمير وأردف وهو يجذب ابنه
– على مخلص طب أسنان من سنتين وفاتح مركز خاص بالأسنان ياسيدي
ربنا يباركلك فيه ياحبيبي
❈-❈-❈
عند صهيب ونهى
دلف صهيب لغرفته متجها للمرحاض دون حديث.. جلست نهى تنتظره بالخارج حتى ينتهي.. خرج بعد دقائق محدودة وهو يجفف خصلاته بغضب يكاد يقتلعها
توقفت نهى متجهة إليه ووقفت أمامه
– مالك ياصهيب..؟ طول الحفلة وعينك بطلع نار ليه.. مع ان الولاد كانوا مبسوطين والحفلة حلوة
ألقى المنشفة بغضب وجلس محاولا سحبا كمية من الهواء لتملأ رئتيه المتألمة بعدما وجد ابنته بأحضان جواد.. رفع بصره لزوجته وتحدث:
مشوفتيش جنى وجواد النهاردة.. مشفوتيش ازاي كان بيرقص معها وهي في أحضانه كأنها مراته.. ايه السيبان دا يامدام.. ليه مرحتيش كسرتي دماغها
ذُهلت نهى من حديث صهيب الغاضب الذي اشعل نيران قلبها وجعل ابنته غير سوية التربية
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
– ايه اللي بتقوله دا ياصهيب..؟ ” جنى “معقول تقول كدا على بنتك..إيه متعرفش بنتك عشان تقول انها بأحضان غيرها
اقترب صهيب وكأن نيران صدره اشتعلت للحد الغير مسموح وصرخ بزوجته
– ايه يانهى كنتي عامية ولا إيه..مشفتيش ازاي كانت في حضنه..دا الولد لمس شفايفها ياهانم..أنا كنت مراقبه وشفته
وضعت كفيها على فمها بذهول مما استمعت اليه..ثم هزت رأسها رافضة حديثه بالكامل وصرخت بصوتا عالي
– اتجننت ياصهيب..إيه اللي بتقوله دا..ايه بنتك منحطة لدرجادي
ركل صهيب المقعد الذي أمامه وصاح بغضب وهو يرجع بخصلاته للخلف يكاد يقتلعها
– اللي عمله عز في بنت جواد..جواد بيرده في بنتي،أنا عارف ان ربنا بيخلص ماهو داين تدان… استدار ينظر لنهى واردف بصوت مكتوم من الوجع
– أنا شفته وهو بيبوسها يانهى والله باس بنتك وهي ماكنش ليه ردة فعل..يعني بنتك بتحب اللي بيخنق فيها كل شوية..انتِ مفكرة إني ممكن أسامح جواد بعد اللي عمله في ولادي…مهما كان حازم وولاده غالين بس مش أغلى من ولادي،
أشار بيديه وأردف:
– دا كان ممكن يكون سبب في فراق عز ورُبى..وأنتِ شوفتي أد إيه ابنك عانى بسببه..وغير لعب بقلب بنتي،ودلوقتي عايزة اسامح واغفرله..دا يبقى بيحلم
عند جاسر وجنى
كان يقود السيارة..وعقله وقلبه غائبا مع تلك التي سرقت قلبه..أغمض عيناه للحظات يتذكر وقوفها بجواره عندما كان يتحدث مع أحد اصدقائه
وقفت فيروز بجواره كعادتها تنظر إليه بإشتياق..اتجه بنظره سريعا عندما استنشق رائحتها..ثم رجع يتحدث مع صديقه بتخبط لا يعلم ماذا يقول بسبب تشتته الكامل بسبب رائحتها التي ملئت رئتيه مما جعلته تمنى قربها وضمها لأحضانه حتى يشبع روحه الغائبة منذ تركها منزله
تحرك صديقه عندما وجد فيروز تقف بجواره وتنظر إليه بإشتياق
– عامل ايه؟
تسائلت بها فيروز
وضع يديه بجيب بنطاله ينظر لأخته التي تتراقص مع زوجها وأولاد عمه يحاوطونها
ثم اتجه ينظر لفيروز وأجابها ببرود:
– مالكيش دعوة.. قاطعهم وصول باسم ينظر إليهما ثم تحدث
– جاسر شوف عمك صهيب كان بيسأل عليك
غصة كبيرة أحكمت مجرى تنفسه عندما وجد مقلتيها مغروقتين بالدموع
تحرك سريعا كالمطارد حتى لا يسحبها بأحضانه.. خرج من شروده عندما تحدثت جنى
– جاسر مين البنت الحلوة اللي كانت واقفة معاك ومع عمو باسم
ابتسم عندما تذكر طلتها التي ألهبت حواسه وكاد أن يسرق لحظاته معها
– دي حبيبتي.. إيه رأيك فيها
وضعت جنى يديها على فمها تنظر إليه بذهول من جرأته واعترافه الصريح
– احلف والله إنك حبيب ياجاسورة
قهقه عليها حتى نزلت دموعه.. ثم توجه بنظره إليها مرة وإلى الطريق مرة اخرى
– للأسف ابن عمك عاااااشق ياجنون.. بس عشق الغلط
استدارت تستمع له بإهتمام فتسائلت:
– مش فاهمة ياجاسر، إزاي عاشق وعاشق غلط
ابتسم بحزن.. ثم توقف بالسيارة جانبا، راجعا برأسه على المقعد وأغمض عيناه يشعر بأنين قلبه الذي ذُبح غدرا.. ثم اتجه بنظره إليها وهو مازال على حالته
– يعني تقدري تقولي واحد ظابط حب المجرمة اللي قبض عليها
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
– هي البت مجرمة.. وياترى سرقت ايه ياجاسر
بأنفاس مرتجفة ولسان ثقيل أجابها
– سرقت قلبي ياجنى.. خطفت عقلي، .. خلتني مش قادر أتنفس وهي بعيد عني.. حاسس إن فيه صخرة فوق صدري كل ماتبعد عني.. خلتني عايش زي الميت بعد مابعدت
ضحكت جنى بمرح
– لا دا احنا عاشقين وغرقانين لشوشتنا ياجاسورة..بس حلو،ليه منخدش خطوة ونجمع القلبين العاشقين دول..انا شفت نظراتها ليك كانت عايزة تخطفك من وسط الكل والله
آهة خفيضة خرجت بروح محترقة وقلب يمزق ألما.. ثم أردف:
– إحنا زي المية والنار ياجنى.. مستحيل يتفقوا.. يعني ممكن تقولي العشق الممنوع
اطلق ضحكة بسخرية وأكمل
– دا عشم ابليس في الجنة ياجنى.. شوفتي لو أبليس دخل الجنة.. يبقى جاسر هيتجوز فيروز..
استدار ينظر إليها ودمعة غائرة سقطت من جفنيه لتحرق وجنتيه كحرق قلبه وأردف
– على رغم أنه عشم بس بتمنى من كل قلبي أنها تكون ملكي.. حتى لو يوم واحد وبعدها أموت مش مشكلة.. شوفي وصل الحال بابن عمك لأيه
اقتربت جنى تربت على كتفه.. وانسدلت دموعها رغما عنها
– ان شاء الله ربنا يجمعكم على خير ياحبيبي.. متعرفش النصيب دا غلاب وبيعمل معجزات
اغمض عيناه متألما وأ
أجابها
– حبي أنا وفيروز معجزة ياجنى في زمن المعجزات فيه انتهى تحقيقها
شهقت جنى بحزن من حالته الميؤسة واحست بوجع قلبها من كلماته
❈-❈-❈
في مزرعة باسم
عاد من حفلة الزفاف متجها للمزرعة.. ترجل من السيارة سريعا ولم ينظر إليهما
دادة علية.. قالها باسم عندما دلف لمنزله.. اعملي لي فنجان قهوة سادة وهاتيه على المكتب.. ثم اتجه لغرفة مكتبه..
اتجهت حياة بخطوات أقرب إلى الركض خلفه وأنفاسها تتصارع داخل صدرها..
أمسكت كفيه وتوقفت
– باسم لو سمحت لازم نتكلم
نفض كفيها بعيدا عنه ورمقها بصوتا غاضب
– إياكِ تلمسيني تاني.. جاية لية، عايزة مني إيه أنا مش طلقتك بتلفي ورايا ليه
قالها بصراخ مما جعلها تنتفض بوقفتها..
انسدلت دمعاتها تبكي بصمت من جفائه التام لها.. اتجهت فيروز بخطوات واهنة وتوقفت بمقابلتهم عندما استمعت لصياح باسم… حمحمت ثم تحدثت قائلة
– إحنا عارفين إننا غلطنا.. بس مكنش قدامنا طريقة تانية، عملنا اللي نقدر عليه
ضيق عيناه وخطى إلى أن وصل وتوقف أمامها
– بتقولي إيه حضرتك.. عملتوا اللي تقدروا عليه.. هز رأسه مردفا بسخرية
– أيوة فعلا عملتوا اللي قدرتوا عليه، لما تروحوا توقفوا قدام الصحافة عند بيت جواد لحد ماأنا أوصل عشان تحرجوني ومقدرش أتكلم وأرضى بالأمر الواقع، وادخل معاكم على إنها لسة مراتي
رجع بخطواته يقف أمام حياة وهو واضعا يديه بجيب بنطاله وأمال عليها يهمس بصوتا كالفحيح
– أنا طلقتك يامدام وبعتلك ورقتك.. إيه هو العنوان طلع غلط ولا إيه
ثم رفع نظره يرمق فيروز بنظرات غاصبة وتحدث
– انا احترمتك في البداية عشان عرفت إنك عايزة تخرجي من القرف اللي محاوطك انما مخك الصغير دا يصورلك إنك تكسري قلب إبني فتبقي عايزة قتلك
هزت رأسها رافضة حديثه ثم تحدثت مفسرة
– انا معملتش كدا… رفع إصبعه على فمه باشارة ان تصمت.. ثم اتجه إليها وتحدث
– اللي متعرفهوش ياأنسة فيروز.. معرفش بقى آنسة ولا مدام، إن الراجل ممكن يسامح في أي حاجة إلا الخيانة،
اتجه بنظره لحياة التي تنظر للأسفل ومازالت تبكي بصمت وأكمل:
– مش شرط الخيانة تكون راجل لست، أو العكس.. الخيانة.. خيانة ثقة، خيانة عهد، خيانة قلب ادالكم الأمان وانتوا غدرتوا بيه
بدأت أنفاسه في الأضطراب وخفقاته تتسارع في سباق شديد عندما تذكر غدرها له ومن تلك الرسالة التي أدمت قلبه وأسقطت به للهاوية
رمقها بنظرة حزينة ثم أردف ماجعل قلبها ينزف بلا توقف عندما قال
– باسم أنا سايبة لك مصر كلها.. كرهت نفسي من وقت مابدأت تلمسني.. ودلوقتي اتمنيت الموت لما عرفت إني حامل في ابنك.. متخفش عليه لأني أصلا مش ناوية اجيبه للدنيا دي.. عارف ليه، لأنه جزء من أكبر واحد كرهته في حياتي، واحد مأخدتش منه الا انه دمرني ولعب بعواطفي.. ودلوقتي لو إنت راجل طلقني وياريت مدورش عليا ”
أخرج الورقة.. ينظر إليها بسخرية ثم أشار إليها
– مش دا كلامك يامدام حياة ولا إيه، ولا ممكن يكون مذور وحد حب يلعب بيا
قبض على تلك الورقة بيديه ثم ألقاها بوجهها وأشار بسبابته
– إياكِ تقربي مني تاني.. اللي كان ممكن يشفعلك عندي هو ابني وبس وانتِ ضيعتيه.. وقبل ماتقولي حاجة آه .. اتجوزتك عشان الولد وبس.. قالها ثم تحرك ولكن قبل دخوله وقف ينظر لفيروز
– ابعدي عن جاسر.. واحمدي ربنا أنه شفعلك عندي ودلوقتي فيكوا ترجعوا مكان ماجيتوا..قالها ثم دلف المكتب
ظلت حياة بمكانها تنظر لسرابه بعدما أغلق باب المكتب تكبح غلالة دموع مقلتيها عندما علمت أنه لم يشفع لها.. اتجهتو متحركة للأعلى، أوقفتها فيروز
– حياة رايحة فين؟ انت مسمعتيش قال إيه!!
أنا مش همشي يافيروز… خليه يعمل اللي هو عايزه، لو عايز يجي يجرني ويرمني برة خليه يعملها بس لو قدر، طول ماقلبه بيدقلي مش هسيبه.. وهعرف ارجعه وأخد حقي اللي ابويا هدره هو ومدحت الكلب
انتهت من كلماتها المتألمة بعناء ثم غطت وجهها بكفيها وأنفجرت باكية
– أنا السبب لو كنت وثقت فيه مكنش دا كله حصل… اقتربت فيروز تضمها ثم تربت على ظهرها بحنان ثم اخرجتها من أحضانها
– ممكن تهدي عشان خاطر الولد.. وأديكي سمعتي إنه هيشفعلك لو الولد موجود
هزت رأسها رافضة حديثها
– أنا مش عايزاه يرجع عشان كدا.. عايزاه يرجع عشان يسمعني اللي سمعته منه وهو متخدر.. عايزة اسمع الكلام دا وهو بيبص في عيني يافيروز.. ميكونش مجبور عشان الولد.. ودلوقتي طلاقنا واقع اصلا ومش همشي من هنا وهعرف ارجع جوزي ليا من غير مايعرف بأبنه
ربتت حياة على كتف فيروز وأشار لذاك الملحق الذي كانت تمكث به وأردفت
– روحي غيري هدومك وارتاحي.. ومتتغطيش على جاسر، وبلاش تزعلي من اللي عمله النهاردة.. البنت بنت عمه وعادي أنه يضمها ويرقص معاها، يعني مش حب ولا حاجة.. واتاكدي أنه لسة بيحبك.. متصدقيش كلامه، زي ماانا متأكدة ان باسم بيقول كلام بس
أمتثلت فيروز لأمرها بحزن شديد ثم تحركت متجهة لغرفتها… أما حياة التي اتجهت لغرفته ودلفت تنظر بإشتياق لتلك الرائحة التي عبقت المكان بالكامل..
جلست على الفراش تتذكر لحظاتهم الحميمية مع بعضهما البعض.. تتذكر كلاماتها وهمساته التي كانت تدعي حينها إنها ليست إلا وليدة اللحظة.. ولكن بعد إصابته وهمسه بأسمها وأعترافه الكامل بحبها.. اروى قلبها بالعشق له.. ولكن كيف تعالج جرح روحه النازف
عند فيروز
دلفت لتلك الغرفة التي تركتها منذ شهرين عندما هجم عليهما ابن عمها ووالد حياة في تلك الليلة.. أغمضت عيناه بقهرا وتمنت أن يعود بها الزمن ولم تفعل مافعلته وجعلت من حبيبها عدوا لها.. انسدلت دمعاتها عندما تذكرته الليلة
كم كان جميلا في تمايله مع تلك الفتاه التي تناظره بحبا برئ لم تعلم لما شعرت بأعتصار قلبها وكأن احدهم يضغط بقوة عليه.. عندما شعرت بحب أحداهن وغرامها به.. عصرت قبضتها وضغطت على الفراش وصورته وهو يضم خصرها لم تفارق خيالها… ذهبت لما حدث عندما تذكرت
وقف باسم بجوارهما ورمقهما بنظرة هادئة وهو ينظر للمدعوين وتحدث
– هنحضر الفرح وبعدين احاسبك يامدام حياة على اللي عملتيه، وياريت ماتتدخليش فأي كلام يحصل كأنك مش موجودة.. ثم اتجه بنظره لفيروز
– متحاوليش تقربي من جاسر.. اصلي أنسى اني ظابط واتحول لشيطان.. لو فعلا عايزين تعيشوا وتعدوا الليلة على خير مش عايزة ابوظ الفرح يامهرجين… قالها متجها لجواد الذي تركهم وجلس بجوار غزل
بحثت بعيناها عنه بين الموجودين ولكنه غير موجود
اتجهت بنظرها لحلبة الرقص وجدت جاسر
يتراقص مع أحدهن ولكن لم تظهر ملامحها.. تبدو اقصر منه بكثيرا ولكنها ترتدي حذاء بكعب عالي
اتجه بأنظاره إلى باسم الذي رفع يديه يحيه.. كان يحادثها ويضحك ويلهو معها
ترقرق الدمع بعيناها عندما وجدت ابتسامته الخلابة لأحداهن تمكث بأحضانه وتطوق عنقه..
انتهت الرقصة ممسكا بكفيها ثم توجه لباسم يضمه ويحيه.. كان باسم يقف بجوارهما ولكن لم ينتبه جاسر اليهما.. جذب تقى ابنة عمه حازم وكان ينظر لباسم ويشير إليها ويحادثه… ظنت فيروز انه يتعارف عليها
لفت نظره وهو ينظر للموجودين.. هنا تقابلت نظراتهما للحظات.. ولكنه سحب نظره سريعا متجها للجانب الأخر عندما اشتعلت نظراته إليها بشكل صادم من وجودها
خرجت فيروز من شرودها عندما استمعت لرنين هاتفها… ابتسمت عندما وجدت اسم ينقش على شاشة هاتفها.. رفعت هاتفها سريعا وبصوتا باكي اجابته
– جا.. سر قالتها بتقطع
على الجانب الأخر أغمض عيناه بوجع وهو يسّب قلبه المأثور بحبها.. تنهد بوجع ولكن صدمها بسؤاله
– طلعتي في طريقي ليه تاني.. أنا مش حذرتك.. بتلعبي إيه المرادي، وازاي تتجرأي وتدخلي بيتي
شهقت عاليا ولم تستطع السيطرة على حالة التذمر التي أصابتها من كلماته التي ضغطت بما يكفي على اعصابها فأردفت بهدوء رغم ضجيج قلبها:
– هحاسبك ياجاسر إزاي توقف ترقص مع واحدة وتضمها… ازاي تتجرأ وتقرب من واحدة تانية غيري.. والله لأحاسبك ياجاسر وهاخد حقي منك… ودلوقتي اقفل لأني مش في حالة تسمح للنقاش العقيم
جحظت أعين جاسر.. ثم صرخ بالهاتف
– هموتك يافيروز لو شوفتك قدامي تاني.. سمعتيني هموتتتتتك.. قالها بصراخ عله يطفئ لهيب قلبه الذي يشتاق إليها بجنون عاصف
لا تعلم لما شعرت بالسعادة من صراخه.. أيعقل أنها سُعدت من أختراق صوته لروحها.. ولكنها شعرت بجمرة توضع على قلبها عندما استمعت لهدوء صوته وهو يردف
– اللي كانت في حضني دي خطبتي وهتكون مراتي.. يا.. صمت للحظات وأكمل
– مدام فيروز ثم أغلق هاتفه
❈-❈-❈
عند عز وربى
بعد وصولهما بفترة ومحاولات عز البائسة معها ولكنها باءت بالفشل
طرق عليها باب الغرفة وتحدث بحزن على حالتها التي وصلت إليها بسبب خوفها الشديد منه
– روبي حبيبتي ممكن تفتحي لي الباب ياقلبي ووعد من عز حبيبك والله ماهلمسك طول ماانت مش عايزة
اطبقت على جفنيها وتحدثت ببكاء
– سامحني ياعز والله أنا معرفش مالي.. انا بس عايزة ماما.. هاتلي ماما ياعز لو سمحت
هنا تذكر حديث جواد له
فلاش باك قبل زفافهما بيوما توقف جواد أمامه
– ياعز حاول تفهمني ياحبيبي.. البنت هتكون لوحدها وطبيعي تكون خايفة.. فأنا بقولك لو هتقضوا أول ليلة هنا عشان لو حصل في الأمور امور معاها نعرف نسيطر على خوفها.. وبعدين ماغنى قضت اول يوم هنا
هز رأسه رافضا الفكرة
– مستحيل ياعمو جواد.. اللي بتفكر فيه دا مستحيل.. ومتخافش انا هعرف اسيطر عليها
أشار جواد إليه بغضب واردف
– أنا بحملك مسؤلية البنت ياعز.. لو حصلها حاجة مش هرحمك
خرج من شروده عندما استمع لصوت الباب يفتح وتطل برأسها منه…
وقف يتأملها بعين دامعة
ياله من قلبي المسكين.. من تلك الصغيرة التي ستهوى به للجحيم.. وجهها الذي يضاهي نور القمر وعيناها الرمادية التي تحولت بلونها الأحمر بسبب كثرة بكائها وانفها واحمراره
ارتجفت شفتيها محاولة الحديث ولكنها لم تقو على النطق…ضغط على قبضته من مظهرها الذي اسرت نيران بأوردته..اقترب منها بحذر وأردف بهدوء:
– فيه حد يخاف من حبيبه..على فكرة كنت بهزر معاكي والله ماكنت هعمل حاجة
القت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج
– أنا آسفة ياعز متزعلش مني لو سمحت
ثم رفعت قبضتها المتكورة تضربه بصدره قائلة بوجع
– انت السبب..انت اللي وصلتني لكدا..لو مهجمتش عليا في اليوم اياه مكنتش خفت منك
ترنح خطوة للخلف بأعين جاحظة وشفتين فاغرتين مصعوقا وكأن ماقالته صفعه بقوة حتى أصاب صدره فنزف قلبه ولحظة توقفت دقاته العنيفة كأن الزمن توقف به هنا
رفع ذقنها ينظر لمقلتيها.. وبأنفاس متقطعة
وشفتين مرتجفتين أردف
– معقول ياربى لسة منستيش اللي حصل.. بعد دا كله.. دا أنا عاقبت نفسي بما فيه الكفاية
هزت رأسها ووضعت كفيها على وجهها تبكي بنشيج
– غصب عني ياعز إنت خوفتني
ابتلع غصة مريرة استقرت بجوفه عندما صعق من كلامها فكيف لها أن تخاف منه.. هل يعقل ان تخاف من حبيبها وهو الذي يستطيع المجازفة بحياته ولا يرى دمعاتها
ضغط على قبضته بعنف يحاول أن يسيطر على وجع آلالامه.. خطى إلى ان وصل إليها يضمها لأحضانه يهمس لها ببعض الكلمات المطمئنة… ظلت لبعض اللحظات حتى استكانت بأحضانه.. حملها متجها لفراشهما.. قام بخلع إسدالها بهدوء
– روبي متخافيش مني ياحبيبي هنام بس وصدقيني مش هقرب منك ابدا.. وحياة روبي عندي ماهقرب منك بدون موافقتك
كانت ترتدي رداء للنوم مثير للغاية.. أغمض عيناه عله يهدأ من دقاته التي تتقاذف بصدره لو نظر أحدهم ليقول خارجا من سباقا عنيف
أحتوى وجهها بين كفيه مقبلا وجنتيها مزيلا دموعها بشفتيه.. يلمس وجنتيها ثم أردف بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره التي يشعر بها
– روبي ممكن تحضنيني.. او تخليني أخدك في حضني بس وأنا نايم.. متخافيش مش عايز غير حضنك
بدون مقدمات اقتربت منه ألقت نفسها بأحضانه وماكان منه إلا أن يجذبها ليعانقها عناقا طويلا كغائب استعاد وطنه
❈-❈-❈
بعد يومين
دلفت غزل إلى جواد بمكتبه تفرك بأصابعها
رفع بصره إليها وجدها بتلك الحالة
اشار بيديه وتحدث
– تعالي ياحبيبي واقفة كدا ليه.. تحركت حتى وقفت بجواره تنظر للأرض
جذبها حتى جلست على ساقيه.. يرجع خصلاتها للخلف.. هامسا بجوار أذنيها
– وبعدين معاكي ياغزل.. مش عايزة تكبري خالص.. سامعك قولي عملتي ايه وخايفة من العقاب
وضعت رأسها بعنقه وأردفت بصوتا حزين
– جواد مش أنا اللي عملت.. بنتك الهبلة
رفع ذقنها مضيقا عيناه ثم تسائل
– تقصدي إيه ياحبي.. بنتي انهي فيهم، ربى ولا غنى
مسدت على خصلاته تمشطها بأناملها ثم تحدثت
– شعرك أبيض ياحبيبي.. وبقيت تطير العقل
رفع حاجبه بسخرية
– لا وحياة إيه.. وياترى لسة واخدة بالك ولا غزالتي بترمي كلامي إني كبرت وبقيت عجوز..
اقتربت تهمس بقرب شفتيه
– لا ياحبيبي دي غيرة وغيرة بجنون.. وعارفة إنك كل مابتكبر بتحلو عن الأول.. فخلي بالك أنت ممكن تبقى جدو بعد كام شهر.. يعني تلم نفسك ومتفكرش إني عديت الست المسهوكة اللي رمت نفسها في حضنك قال إيه داخت وكانت هتوقع..
ياريتها وقعت واتكسرت رقبتها المعصعصة دي عاملة زي العصاية اللي متعاصة لحمة
قهقه بصوتا مرتفع عليها.. ملتقطا ثغرها بقبلة عنيفة على طفولية زوجته التي ستهلكه لا محالة
هدأ وقطع وصلة ضحكاته ثم وضع وجهها بين كفيه ورفع حاجبه بسخرية وتسائل
– هاتي من الأخر ياغزول وقوليلي روبي عملت إيه في عز.. اقترب وهمس
– ويارب يكون اللي في بالي عشان اشمت في عز
لكزت بصدره
– حرام عليك ياجواد حط نفسك مكانه.. بنتك طلعت هبلة وهايفة اوي.. بتكلمني وقال إيه بتلعب بالقطة وعز نايم
ضحك جواد بصخب وأردف:
– ليه الحيلة مقدرش عليها..
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
– اوعى تكون شمتان.. انت شمتان فيه؟
زفر جواد بغضب ونهض متجها للنافذة ينظر بهدوء
– أنا مش شمتان ولا حاجة.. أنا عارف عز ساعات بيتصرف بغباء كتير غير أنه متسرع ومابيتحكمش في غضبه.. عشان كدا حاولت أنه يقضي اول ليلة هنا
استدار ينظر إليها مستكملا
– ومين من البنات مبتخفش ياغزل وبتكون عايزة حد يشعرها بالأمان..اقترب ينظر لعيناها وأردف
– نسيتي نفسك يازوزو ولا إيه..رفع ذقنها وأكمل تعرفي الولد بيجاد على أد ماهو منحرف ومش عجبني بقلة أدبه إلا أن دماغه بتعجبني بحسه قريب مني بيفكر قبل مايتسرع..يعني واحدة بإنهيار غنى لو حد تاني ماكنش يقدر يغيرها كدا…ورغم إن بيجاد ميعرفش غنى بقاله فترة دا كل الحكاية كام شهر ..أما عز اللي يعتبر قعد مع رُبى أكتر ماهي قعدت معانا مش عارف يتعامل معها..دا جحش كان هيضيعها بغضبه
امسكت كفه وتحدثت
– كلمه ياجواد..أنا بجد مضايقة من وقت مارُبى كلمتني
– خليه يستاهل عشان ميعمليش فيها اسد بعد كدا
دلف صهيب بوجه يكسوه الحزن ثم اتجه بنظره لغزل
– غزل عايز جواد في موضوع مهم ممكن تسبينا لوحدنا
أومأت برأسها وتحركت مغادرة
جلس جواد يطالع صهيب بنظرات صقرية ثم أردف:
– سامعك ياصهيب..إيه اللي حصل موصلك لكدا
رجع بجسده على المقعد..ثم أغمض عيناه بحزن وأردف
-” جنى ” ياجواد
– مالها؟ تسائل بها جواد
استدار بجسده ينظر لعيناه بقوة
– عايزك تجوزها لجاسر
بعد عدة أيام
ذهب جواد لزيارة ابنته بالأسكندرية.. وهناك استمع الى ماصدمه
– فيه واحدة برة إسمها تاليا ومعها طفل صغير عايزة تقابل حضرتك
-” تاليا ” تسأل بها بيجاد.. ثم تحرك متجها إليها وجدها تقف وتحمل طفلا يصل عمره سنة ونصف السنة..
– تاليا.. خير إيه اللي فكرك بيا
نظرت اليه ثم لغنى وتحدثت
– بيجاد أنا مكنتش ناوية أجيلك.. بس حقيقي تعبت من المسؤلية.. ودلوقتي جبتلك ابنك تربيه لأني مش اد مسؤليته
جحظت عيناه من حديثها ثم تسائل بذهن مشوش
– معلش آسف ابن مين.. هو أنا سمعت غلط ولا ايه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وأردفت
– مابلاش تمثيل يابيجاد… أنا وإنت عارفين نتيجة غلطنا ودلوقتي الولد عندك اهو.. ولو عايزين اقعد معاه معنديش مشكلة.. و
قاطعها صارخا كالمجنون عندما نظر لغنى التي شحب لونها بالكامل.. وكأنها فقدت الحياة… أسرع ريان وجواد على صراخ ابنها وجدوا يمسك بنت يهزها بعنف.. نظر جواد لأبنته الذي تغير وجهها.. وأصبحت لا
تشعر بما حولها ولكن أفاق من تحديقه بها وهو يستمع لتلك البنت التي أردفت
– الولد دا ابنه وهو بيتبرى منه.. انا جيت لحضرتك ياباشمهندس مرة تانية اهو
نظر بيجاد لوالده الذي هرب بانظاره بعيدا.. بينما جواد الذي ذُهل من حديثهما
تحرك بيجاد بغنى..متصدقيش اي كلام سمعتيني.. البنت دي كدابة.. رفع نظره لجواد.. دا كدب.. انا معرفش ليه بتتبلى عليا… اتجه بنظره لغنى التي تبكي بإنهيار ثم جذبها وخرج سريعا متجها لمنزله
أما جواد الذي وقف ينظر لريان بذهول وتسائل
– ايه معنى الكلام دا ياريان… ابن مين؟
بيجاد عنده ولد
صاح ريان على العاملة… وأشار بيديه
– خدي تاليا دخليها جوا.. ثم اتجه بنظره لجواد وأكمل
– هتكلم شوية مع حضرة اللوا واحصلكم
أومأت العامل برأسها وتحركت متجها بتاليا للداخل
جلس ريان يفرك جبينه بقوة وأردف
– أنا عرفت بالموضوع يوم كتب كتاب أوس وياسمينا..محبتش انكد عليكوا وقولت أتأكد الأول..وفعلا أخدت عينة من الولد ومني وعملت التحليل والنتيجة هتظهر بكرة..مستني أعرف النتيجة الأول
استمع جواد بذهول وكأن أحدهما صفعه بقوة حتى أختل توازنه..جلس بعدما شعر بدوران الأرض حوله.. وفقد القدرة على الوقوف
رفع بصره لريان وتسائل
– ولو الولد ابنه.. ايه وضع بنتي.. تفتكر أنا هرضى بالوضع دا
أغمض ريان عيناه بقهر من افعال ولده في بداية حياته.. ثم اتجه لجواد
– جواد انت كنت عارف كل حاجة عن حياة بيجاد.. وحياته كانت إزاي انا مش مسؤل دلوقتي عن سؤالك وحط نفسك مكاني.. الولد دا لو حفيدك هترميه حتى لو جه بطريقة غلط
هز جواد رأسه بعنف وبدأ الرعب يتسلل إلى قلبه من قدر إبنته التي لم تجني غير الوجع
نهض واقف والخوف يتملك منه ويدعو الله في قلبه أن يمر الأمر على إبنته دون ألما لقلبها وألا يكون الولد ابن بيجاد
وقف ريان امامه وتسائل
– جواد رايح فين.. إحنا هنتغدى مع بعض
هز رأسه ورد بصوتا جاهد أن يكون متزنا عندما شعر بإختناقه
– لا هتمشى شوية وأستنى أوس لما يرجع مع ياسمينا.. قوله مستنيه عند بيجاد
قامسكه ريان من كتفه وأردف
– بيجاد مش هيتنازل عن غنى.. عشان خاطري بلاش تتقابلوا دلوقتي.. انت شوفت عمل أي.. ممكن النقاش بينكم في الوقت دا يزعلكم من بعض.. سيب غنى ياجواد خليها تقرر مع جوزها ولو الولد ابنه أنا بوعدك عمري ماهظلم بنتك ابدا.. وخليك متأكد انك مستحيل تقدر على بيجاد أنك تاخدها منه
تحرك جواد دون حديث.. كالتائه المشتت قلبه يأن وجعا ويحترق على أبنته.. حاول أن يتنفس ويسحب كم من الأكسجين لرئتيه المتألمة الذي شعر بأختناقها
❈-❈-❈
عند اوس وياسمينا
كان يتسطح يضع رأسه على ساقيها ينظر للأمواج التي تصطدم بالشاطى بالقوة كعاصفة شديدة تغدر بسكان البحر
وضعت ياسمينا كفيها تتخلل أناملها بخصلاته السوداء الناعمة مما أدى إلى أغلاق جفنيه مستمتعا بحركة أصابعها ثم اردفت
– أوس هتستلم شغلك في الشركات ولا ناوي تعمل شغل لوحدك زي عز وجاسر
اعتدل بجسده ينظر إليها
– مين قالك عز وجاسر عاملين شغل لوحدهم.. هم فكروا الأول لكن بابا رفض.. قال لازم نكون دايما مترابطين مع بعض.. قال ممكن اكتبلكم اسهم بأسمائكم بس مفيش خروج من مجموعة الألفي.. ورفض سفر عز
زفر بغضب وأكمل
– انا كان نفسي يكون ليا كيان لوحدي لكن بابا رافض الفكرة نهائي.. ورافض موضوع السفر دا.. قال لما متلقوش تاكلوا وقتها يبقى اتغربوا.. حتى خلى عمو سيف وعمو حازم يستقروا بمصر وكل فترة يتابعوا بس وهم هنا مش برة
هزت رأسها بموافقة وأشادت بحديثه
– تعرف أنا بحب جو العيلة دا اوي.. بحس بدفئ غير طبيعي.. غير أنك متزهقش وتحس إنك وحيد
اقترب يهمس لها
– ومين قالك ياحبي إني هخليكي وحيدة.. دا أنا هتلاقيني اربعة وعشرين ساعة في حضنك
لكمته بصدره وأردفت بخجل
-بطل قلة ادب.. عيب والله الكلام دا
جذب رأسها ومازال على حالته واقترب يلتقط ثغرها بقبلة ناعمة.. حتى سلب أنفاسها بالكامل
فصل قبلته رنين هاتفه… حمحم حتى يهدأ ويعود لطبيعته ثم أجاب والده
– أيوة يابابا… قطب مابين حاجبه وتسائل
– هنرجع مصر دلوقتي يابابا..
أجابه جواد على الجانب الأخر
– مستنيك ياأوس خمس دقايق وتكون عندي
مط شفتيه للأمام بتذمر ناظرا لزوجته التي توردت خدودها.. رفع أنامله وضغط بأصبعه يقرصها
– والله الفراولة دي عايزة تتاكل بس للأسف على رأي عز.. جواد الألفي عامل زي الردار بيحس بقلة الأدب
قهقهت ياسمينا تلكمه ثم أردفت
– متقولش كدا على عمو جواد دا حبيبي
لم يدعها تكمل حديثها والتقط ثغها يقبلها قبلة عنيفة لما خرج من فمها.. حتى تورمت شفتيها
– عشان تقولي على راجل تاني حبيبي
دفعته بقوة وانسدلت دمعاتها وتحدثت بصوت باكي:
– حرام عليك ياأوس دا ابوك
رفع سبابته أمامها وتحدث بحذر
– حتى لو يا ياسمينا.. مبحبش تخطي الحدود.. متخرجيش شيطاني وغيرته عليكي
نهض اوس دون حديث متجها للشاطئ
– ودلوقتي تعالي عشان اوصلك.. لازم ارجع القاهرة دلوقتي
ضغطت على كفيه وأردفت:
– انت زعلت.. مش قصدي ازعلك والله
استدار يضمها لأحضانه مربتا على ظهرها
– لا ياحبيبتي مش زعلان منك.. يارب انتِ متكونيش زعلتي مني.. وضع وجهها بين كفيها وتحدث
– ياسمينا من كتر حبي فيكي بغير عليكي.. بلاش تخرجي شيطان غيرتي وأزعلك مني حبيبي
وضعت رأسها على صدره وأردفت
– مش زعلانة بس ملحقتش اشبع منك.. انت لسة جي من شوية.. ليه عايز ترجع بسرعة كنت بتقول هتبات
قبل جبينها وأجابها
– صوت بابا مش عاجبني.. اكيد فيه حاجة حصلت مخليه زعلان ومينفعش اسيبه يرجع لوحده
رفع ذقنها واقتطف قبلة سريعة واكمل
– آسف ياقلب اوس.. هعوضك يومين كدا واجي لك تمام
اومأت وتحركت بجواره متشابكة الأصابع
بعد عدة أيام
بفيلا بيجاد وغنى
استيقظ على رنين هاتفه.. فتح عيناه وجد معشقوته.. تغفو بعمق على صدره… رفع خصلاتها التي تغطي وجهها وازاحها حتى يرى نور يومه.. ثم التقط قبلته الصباحية.. فتحت عيناها مبتسمة
-صباح الخير ياحبيبي… مسد على خصلاتها بحب واجابها
– صباح الحب ياروح حبيبك
رجع لهاتفه الذي لم ينقطع عن الرنين.. اعتدلت تنظر إليه وتسائلت
– مين بيكلمك دلوقتي يابيجاد
زفر بهدوء وأجابها
– دا بابا.. رفع الهاتف وأجابه
– ايوة يابابا…
حاضر نازل عشر دقايق اخد شاور
اعتدلت غنى تستند بظهرها على الفراش وتسائلت:
– هو عمو ريان تحت
أومأ براسه.. ثم أمال وحملها بين ذراعين متجها للمرحاض
– ميعاد الشاور جه.. هزت ساقيها معترضة
– بيجاد عايزة أنام لسة.. روح انت خد شاور، وأنا لما أفوق
هز رأسه رافضا الفكرة
– شكلك نسيتي العهود اللي مضيتيها ياحبي،.. بعد فترة هبط بيجاد لوالده بالأسفل
دلف وجدوالده يتناول قهوته.
– صباح الخير يابابا.. إيه اللي فكرك بيا على الصبح كدا..
نصب ريان عوده واتجه يقف أمامه واضعا ظرفا بيديه.. ولكن سأله
– جتلك عشان اديلك دا.. قبل مامراتك تصحى… وتشوف هتعمل إيه
قطب مابين حاجبه ثم رفع الظرف ينظر اليه
– ايه دا؟
جلس ريان وأشار للظرف
– افتحه وانت تعرف ياكابتن
فتح المظروف الذي بين كفيه.. ولكن نظر لوالده وتكاد تخرج مقلتيه من محجريها وقلبه اوشك ان يتوقف من هول الصدمة
هز رأسه واردف بهدوء رغم صعوبة الموقف
– ايه دا.. دا هبل على الصبح
نهض ريان من مكانه وتوقف أمامه يشير بأصبعه على ورقة التحليلDNA
ايه ياكابتن اللي مش مفهوم في التحليل
الولد ابنك ياكابتن وأنا عملت التحليل من يومين لما انت اصريت إن الولد مش ابنك والبنت متأكدة انه ابنك حبيت اقطع الشك باليقين
ايه هتنكر التحليل وقبل ماتتكلم التحليل معمول عندنا في المستشفى.. وطبعا الدكاترة بتوعنا لاغبار عليهم ودلوقتي ياتصلح غلطتك وتكتب على البنت وبعدين عايزة تطلقها براحتك عشان نثبت الولد.. يااما ماشوفش وشك تاني وأنا ههتم بحفيدي
وقف وكأن الأرض تميد من تحت أقدامه.. حاول أن يتذكر ماصار بتلك الليلة.. مسح على وجهه بعنف وهو يصيح لوالده
– وأنا بقولك الولد دا مش ابني.. ايه عملتها وأنا نايم ومتخدر ولا ايه
رمقه ريان بغضب وصاح بوجهه
– لا ياحبيبي وانت سكران.. إيه نسيت بلاويكي، وياما حذرتك واهو من اعمالك سلطت عليك
نظر ريان وبيجاد خلفه عندما استمع لسقوط شيئا مما ادى لتهشمه.. وجد غنى تقف على باب الغرفة وجسدها يرتعش بعدما استمعت لحديثهما وسقطت القهوة من يديها
انقبض قلبه جزعا من مظهرها.. وشعر بشيئا حاد يخترق صدره عندما وجد دموعها تتساقط بغزارة وتهز راسها بالرفض لما استمعت إليه
هرولت للأعلى تسبقها عبراتها التي فرشت الطريق أمامها وكلمات ريان المؤلمة التي عصرت قلبها دون رحمة تتردد باذنها.. مما أدت إلى تدفق عبراتها اكثر وأكثر..
دلفت غرفتها سريعا وأغلقتها خلفها.. ثم جثت بركبتيها تبكي بنشيج كما لم تبكي من قبل وهي تضع قبضتها على شقها الأيسر الذي صرخ من الألم المفرط
وضعت كفيها على فمها تمنع شهقاتها المرتفعة عندما استمعت لبيجاد من خلف الباب
– غنى.. افتحي الباب حبيبي، والله الكلام دا مش حقيقي، خلينا نتكلم وبعدين نتفاهم والله ياقلبي ماحصل حاجة من اللي في بالك
أطبقت على جفنيها وعبراتها تنسدل كالشلال دون رحمة حتى غسلتها بالكامل
تحاول أعادة تنظيم أنفاسها التي سُحبت بالكامل وشعورها بفقدان الحياة
وقف بالخارج يضع رأسه على باب الغرفة ونيران ملتهبة تحرق احشاؤه من الداخل وتبعها صدمة مميتة لقلبه عندما استمع لصوت بكاؤها وحديثها الدامي
– حبيبي لو سمحت عايزة اقعد مع نفسي شوية.. ممكن تسمح لغناك حبيبتك تقعد مع نفسها شوية
اجتاحت اوردته خوفا عليها بعدما أردفت بكلماتها ورغم بكائها ولكن حديثها وهدوئها
اخافه بشدة
طرق على الباب عدة طرقات ثم تحدث
– طيب أطمن عليكي ووعد أمشي على طول.. وحياة غنايا هطمن عليكي وأمشي
آهة خفيضة خرجت من فمها وحدثت حالها
آه لو تعلم حبيبي كم تشعر ب آلام قلبي هذا الشعور والذي كسكين بارد نحرني ببطئ مما أدى لتمنيه الموت والهروب من هذه الحياة المؤلمة
ظل بيجاد يطرق على الباب بشدة حتى شُحذت قوتها وفتحت الباب
تلقفها بلهفة وقلبا ينتفض ذعرا عندما وجد انتفاخ عيناه.. جذبها بقوة لأحضانه وكأنه حضن الوداع.. طوقت خصره بقوة تضع رأسها بحضنه تبكي بنشيج مزق قلبه أربا
نقش الخوف بأوردته حتى صار جسده يرتجف مثلها.. شدد من احتضانها فعانقته، ثم رفعها واتجه للفراش يدثرها.. ثم ذهبت بالنوم هروبا من واقع مؤلم ألقى بها بغيبات الجب
أطبق على جفنيه بألم ثم أطلق آهة من أعماق قلبه.. ظل يمسد على خصلاتها في محاولة لتهدئة شهقاتها التي كانت تصدرها بمنامها..
❈-❈-❈
مساءا امسكت هاتفها
– أيوة ياماما.. عايزة منك طلب ولو بتحبي غنى تقنعي بابا بيه
ظلت تحادث والدتها فترة ثم اغلقت عندما استمعت خطوات أقدامه أمام باب الغرفة
دلف يحمل طعامها وهو يبعد بنظراته عنها
وضع الطعام على طاولة دائرية صغيرة ثم اتجه يجلس بجوارها.. أنحنى يقبل جبهتها وتسائل
– عاملة ايه دلوقتي ياقلبي؟
هزت رأسها بأبتسامة صنعتها بأحتراف
– كويسة حبيبي.. هقوم أكل واخد شاور لما تعمل رياضتك
صمت للحظات يحاول يقتنع بكلامها.. أمسك كفيها يقبلها وأردف
– غنى لازم نتكلم في اللي سمعتيه
اقتربت تطوق عنقه وابتسمت بدلال ثم رفعت كفيها لزر قميصه
– أنا قولت لك قبل كدا مش هعاتبك على ماضي مكنتش موجودة فيه يابيجو
تلاقت نظراتهما للحظات.. ولأول مرة يتوه بعيناها التي لا تعبر عن كلماتها.. ورغم ذلك أستقام بوقفته وخرج بخطوات واهنة مشتتة لايعلم لماذا يشعر بوجود خطب ما
خرج ولم يتحدث أما هي فنهضت تناولت طعامها بهدوء.. ثم اتجهت للمرحاض تنعم بحماما دافئ عله يهدأ من وجع قلبها
ظلت فترة طويلة تنعش نفسها كأنها تزيل آلالام قلبها.. ثم خرجت بلبس الحمام متجه لغرفة الملابس.. تبحث في ملابسها بإهتمام لتجعل هذه الليلة نهاية للألم المفرط الذي اجتاح كل خلية بجسدها.. وروحها التي تمزقت.. تحولت عبراتها تضرب وجنتيها مرة أخرى أزالتها بقوة.. وانتقت من ثيابها مااجملها وأملس نعومتها.. بلونه الخلاب الذي يعشقه زوجها.. وطوله الذي يجعلها قديسة له… وماانتجه قلبها ستترك آثار له لم ينسها امدا كاملا.. فالغيرة تتأكل أحشائها عندما تخيلته مع تلك العاهرة.. وقلبها الذي يدمي كلما تذكرت لحظاته معها.. أكان يتعامل معها كما يتعامل معي.. ضغطت بكفيها على ذاك الثوب الذي أقسمت أن تجعله يتمزق بلهيب نيرانه على خداعه وكذبه
انتهت من أرتدائه وزينتها بالكامل التي جعلتها كالملكة.. استمعت لخطواته.. وندائه عليها
– أنا بغيّر هدومي حبيبي.. ادخل خد شاور لما أخلص..
دلف بيجاد ومازال عقله يفتك بما تفعله.. خلل أنامله بخصلاته يكاد يقتلعها من شدة تفكيره.. أطبق على جفنيه وتحرك متجها للمرحاض.. وبعد دقائق خرج يلف نفسه بمنشفة.. ويجفف خصلاته بأخرى صغيرة
تيبس بجسده ووقف متصلبا ينظر لتلك النجمة التي سقطت عليه من السماء
خطت بعض الخطوات بقدميها العاريتين نحوه بإغواء متعمد جعلت أنفاسه تتعثر بصدره بكل ماتحمله من انوثة
خطى إليها بخطوات سلحفية..تقابلت النظرات بإشتياق كأشتياق دام بالبعد لسنوات.. ومع كل خطوة منها تجعل أنفاسه عزفا منفردا لا يستمع احدا سواها…
أقترب يعانقها بنظراته وانفاسه الهادرة التي تلفح بشرتها البيضاء المختلطة بحمرة لذيذة.. ورماديتها.. وآه من رماديتها التي تجعل دقاته ترانيم عازفة…
دنى بهدوء وأمسك كفها وبحركة دائرية جعلها تلتف حول نفسها ليتطاير ثوبها الدائري القصير كراقصي الباليه ليكشف عن ساقيها المرمر.. ودوران خصلاتها جعلها كحورية تخرج من البحر ليقع غريقا بعشقها
حبس انفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب في جسده.. من طلتها التي اشعلت نيرانه
رفع أصبعه يتحسس بشرتها الناعمه.. مما اصابت كليهما بقشعريرة لذيذة.. أمال برأسه وقلبه الذي أصبح كالمطرقة يكاد يتوقف من تسارع نبضاته.. انحنى يبعثر قُبلاته على وجهها بالكامل
اتجه لشفتيها ليقتنص قبلة اعادت روحها التي هدرت منذ الصباح رفعت ذراعيها تحيط عنقه وتخلل اناملها الرقيقة وسط خصلاته وبعد وقت ليس بالقليل من قبلته ابتعد عنها طلبا للهواء
رفع سبابته يتلمس شفتيها… وأردف
– عارفة شفايفك بالنسبالي ايه
رفعت عيناها وانتظرت أجابته فأردف
– جرعة هروين للمدمن.. وكأس خمر للمخمر حد النخاع.. دخلتي لشرياني وتمكنتي من قلبي برقتك ودلالك.. حتى بقيتي نفسي اللي بتنفسه
وضعت رأسها على صدره تقاوم دمعة متحجرة بعيناها ثم أردفت بصوتا جعلته ثابتا بعض الشئ
– وانت نبض قلبي يابيجاد.. كل دقة بأسمك لوحدك
اغمض عيناه بإنتشاء من كلماتها التي هدأت من روعه
تدومي ليا قلبك ونبضه ياغنايا
بحبك بجنون عاشق حد الثمالة
وضعت رأسها على دقاته وأردفت
– خلي دايما كل دقة بقلبك لغناك.. أوعى تنساني ابدا حبيبي ويوم ماتنسى غنى او قلبك يقل دقاته ليها.. يبقى طلقني يابيجاد
وقتها هسامحك وهعرف أني موجودة في قلبك وحبيت تسعدني
ثم ضغطت بقوة تعانقه تود لو تدلف إلى قلبه وتظل العمر كاملا
قابل عناقها بقوة أكبر عندما استمع لهمسها
– بيجاد اعتبرني عروستك الليلة وعيشني ليلة عمرنا ماننساها.. تقدر حبيبي… بجد محتاجة ليلة من نوع خاص تبقى ذكرى بينا للابد.. وكأنها ليلة وداع
قُبض قلبه بشدة من كلماتها وتحدث
– مفيش بينا وداع طول مافيا نفس حتى لو هزار ياغنى سمعتيني
قالها عندما وضع وجهها بين كفيه ودخل بها أسوار جنته لينعم بهى نعيما ابديا… فهل سيكون نعيما ابديا حقا ام سيزول للأبد

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى