روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء التاسع والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت التاسع والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة التاسعة والعشرون

هل تظن انك أصبحت تعلم كل شي؟!
يؤسفني ان اتسبب في سقوط أملك أرضا،
لانه لايوجد بشري على الإطلاق يعلم كل شي…. جميعنا نجهل أمر ما، إشارة ما، شئ أمامنا لو دققنا فيه لعرفنا حقاً اننا لسنا الا حمقى لعب بهم جهلهم فجعلهم يظنون انهم أعلم العالمين….
وقف “صالح” خارج غرفة العنايه المركزه التي ترقد بها” زينب” يتابع بخوف من خلف الزجاج
زوجته الغائبه
عن الوعي والموصوله بعدة اجهزه ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياه ..
فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفه..
=”زينب” عامله ايه دلوقتي..بقت كويسه مش كده..

 

 

ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف
=الحمد لله زينب هانم حالتها مستقره جدا احنا بس دخلناها العنايه علشان نسرع من عملية الشفا ونتابع كل علامتها الحيويه في نفس الوقت و الحمد لله وضع الجنين مستقر دلوقتي بس لسه مفقتش1
اغلق صالح عينيه براحه
وقف جانبا ينظر الى غرفة زينب بشوق يريد الدخول اليها واشباع روحه المشتاقه والخائفه عليها من رؤيتها
=انا عاوز ادخلها ..عاوز اشوفها واطمن عليها بنفسي
الطبيب باحترام
=مش هينفع يا فندم ..ممنوع حد يدخل العنايه و..
الا ان صالح قاطعه برجاء
=انا مش هعمل صوت ولا هضايقها ولا حتى هتنفس..انا هقف من بعيد اطمن عليها..
حاول الطبيب الرفض مره اخرى
الا ان كرم الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث صالح ورجائه بدهشه
فهو يعلم انه ولو كان في حالته الطبيعيه لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالامر لا بالرجاء
ليدرك ان صديقه في اشد حالته سوءٍ وضعفا لم يراه من قبل بذلك الضعف
حقا سؤال يدور ببال الجميع

 

 

ما يفعل الهوي بقلوب العاشقين؟!
تدخل كرم بصرامه اخافت الطبيب
= الباشا عاوز يشوف مراته ويطمن عليها..يدخل علطول والا فيه حاجه المفروض يعملها قبل ما يدخل
الطبيب بارتباك
= ياريت ..ياريت يتعقم الاول قبل ما يدخل
صالح بلهفه وهو مايزال يراقب زينب من خلف الزجاج بلهفه و لولا القليل من الثبات بداخله لنزفت عينيه د”م وليس دموع رغم انه لم يبكي و مازال يحتفظ بكبرياءه ..

=فين ..اتعقم ..فين..
اشار الطبيب لغرفه جانبيه..
=هنا يا فندم ..الاوضه دي..اتفضل
ربت كرم على كتف صالح بتعاطف وهو يقول باحترام..
=من هنا يا باشا ..
تبع صالح الطبيب بلهفه ينفذ اوامره الخاصه بالتعقيم بدقه وعقله و قلبه وسائر مشاعره تقوده في اتجاه واحد هو الاطمئنان عليها وعلى عودتها اليه سالمه..
بعد انتهائه دخل صالح الى الغرفه بلهفه يشاهد وجهها الشاحب والاسلاك الموصوله بسائر جسدها والتي تمدها بالحياه وتحافظ على استقرار حالتها..
فاقترب منها بألم و شعور طاغي بالذنب يق”تله وهو يسترجع كل ماحدث ..زوجته حبيبته طفلته عشقه تموت وهو السبب ربما لانه لم يهتم بها بالقدر الكافي ..كان سيفقدها بمنتهى البساطه ويفقد حياته بفقدها
فركع بألم على ركبتيه بجوار فراشها وهو يتمسك برفق بيدها الموصول بها الخراطيم التي تمدها بمحاليل المخلوطه بالدواء
وهو يحني رأسه يقبلها بعشق وندم ودموع الخوف من فقدها تغرق يدها وهو يهمس بإسمها مرارا ومرارة الخوف من فقدها تتغلب عليه..1
=زينب انت هتعيشي وهترجعيلي
هترجعيلي وهعوضك يا حبيبتي عن أي حاجه وحشه بس ارجعيلي….

 

 

ثم تابع بيأس..
=ماهو لتعيشي لاما انا اموت وأجي معاكي مفيش حل تاني.. طب مش عايزه تعرفي انا بحبك اد ايه….تصدقي انا نفسي مكنتش اعرف اني بحبك كد ولا عمري تخيلت اني احب حد كدا…. انا اول مرة احس بالضعف دا
قومي يا زينب علشان خاطري عندك
ابتسم بلهفه وهو يمسك يديها بحنان
=عارفه اول مره شفتك فيها و انتي في الشارع و بتعيطي لما روحنا المستشفى لابوكي كان عندي احساس غريب ناحيتك…. كان نفسي أحضنك….. و لما اتجوزنا وقتها مكنتش بفكر في اي حاجه من اللي قولتيها….. الطلاق و الهبل دا
كان عندي احساس قوي اننا هنكون مع بعض طول العمر….. قومي منها يا زينب1
في حين وقف كرم في الخارج يتابعه اغلق الستائر الخشبيه على زجاج الغرفه من الخارج حتى لا يشاهد احد ما يجري في داخل الغرفه ..
ثم قال للطبيب والممرضه المرافقه له بصرامه وهو يقف على باب الغرفه يعقد ساعديه بقوه وتحذير ..
=محدش هايرفع الستاير ولا هايدخل الاوضه الا لما يخلص و يخرج
في اليوم التالي…
خرج الطبيب من غرفة زينب التي تم نقلها من غرفة العنايه المركزه الى غرفه اخرى بعد تحسن حالتها واستعادة وعيها ..
ثم اقترب من صالح الذي قابله بلهفه..
الطبيب بجديه
=مدام زينب فاقت و الحمد لله…. بس برضو مش عايزين اي انفعال
أوما له صالح بجديه ليسمح له الطبيب بالدخول
رسم ابتسامة على شفتيه رغم حزنه بداخله لم يرغب باحزنها
دلف صالح الي غرفتها بخطوات ثابته و عيناه تبحث بلهفه و شوق لها
كانت تتسطح على الفراش بجسد متعب مرهق
اتجه اليها يحتضنها بحنان احتضنته زينب هي الاخرى وبدأت بالبكاء بطريقه هيستريه وكأن حزنها وألمها فاض بها فلم تعد تتحمل ..

 

 

اخذ يمرر يديه على ظهرها بحنان
=اهدي يا حبيبتي انتي لسه تعبانه
بس متخافيش الدكتور طمني عليك وقاله انك هتبقي كويسه و الله هتبقى كويسه و اقسم لك بالله اللي عمل كدا ليدفع التمن غالي اوي
وضعت زينب يديها على بطنها تتحسها وهي تبكي بهستريه وهي تدس وجهها بصدره1
= هو ايه اللي حصل يا صالح؟….. ايه اللي حصل
ابتسم بحنان وهو يطبع قبلة أعلى راسها بحنان قائلا
=خالص يا زينب انسى اللي حصل؟
انتي كويسة و دا الأهم متخافيش
متخافيش .. علشان خاطري اهدي
زينب بارتعاش وهي تضع يدها على بطنها بحمايه
= طيب والبيبي كويس مش كده..
مرر صالح يده بعشق على بطنها وهو يقول بحنان
= والله العظيم كويس…. كويس يا زينب
زينب ببكاء..
=بجد يا صالح ..
مسح صالح دموع زينب باطراف اصابعه وهو يقبل عينيها بعشق جارف..1
= بجد يا قلب ودنية صالح……
ابتسم بحنان وهو يضمها اليه ويمسح دموعها وقد شعر بالدموع تملاء عينيه هو الاخر من قوة المشاعر التي يشعرها نحوها ..1
=طب كفايه بقى دموع يا حبيبتي انا مش قادر اشوفك بتعيطي بالشكل ده وكمان عشان البيبي والا انتي عاوزاه يزعل منك..
ابتسمت زينب وهي تمسح دموعها وتقول برقه
=خلاص مش هاعيط تاني علشان لا انت ولا هو تزعلوا مني …
ثم ارتمت بين زراعيه تنعم بحبه وقربه منها..2
_____________________
في قصر الدمنهوري
في وقت متأخر من الليل
كانت بيلا غارقه في النوم و الذكريات تتزاحم و بشده و الكوابيس تهاجم نومها مزعجا اياها ترى كل ما هو سئ و كيف تحول إلى الاسوء
فزعت بقوة وهي تصرخ بفزع مؤلم
وعقلها يقف عند نقطه مؤلمه حدثت بالماضي
=عمر…..
انهارت في بكاء هستيري تبكي بعنف و انهيار
وهي تتذكر كلمات والدتها

 

 

=لما تكوني في ظروف صعبة عليكي اوي و مش قادره تتحمليها، تجاهليها واتعاملي معها كأنها فيلم
او كانك بتشوفي كابوس مؤلم وهتصحي منه بعد دقايق
مهما كنتي مجروحه او متالمه واللي بيحصك مش قادره تتحمليه
لازم تحتفظي بمشاعرك لنفسك ألمك حزنك يأسك دموعك لنفسك وبس انت صديقة نفسك وبس2
ضمت بيلا جسدها برعب و جسدها يرتجف بهستريه و تكتم شهقتها
=كابوس يا بيلا كابوس مؤلم دا مش حقيقة دا حلم دا كابوس.. مفيش كهربا ولا علاج تاني.. عمر كان حلم…
احنا متجوزناش ولا خلفت و لا اي حاجه دا حلم… خالص مفيش كهربا هتدخل جسمك تاني مفيش اي حاجة دا كابوس… كابوس يا بيلا….
بس ازاي كابوس انا كان من حقي اشوف بنتي كان من حقي
آآآه يا ماما مش قادره مش قادرة يارب خدني بقى انا تعبت والله العظيم تعبت
ليه كل حاجه ضاعت ليه
أعوذ بالله من الشيطان الرچيم…..
وحشتني اوي يا عمر و وحشني انك تحضني وتطمني بس خالص خالص كل دا راح
يا بابا انا محتاجك والله العظيم والله العظيم محتاجك محتاجة حضنك اوي… يارب كان نفسي اشوفها… ياريت سبتني احضنها و اشوفها
آه يا عمر علي اد الحب اللي ادتهولي على اد الوجع اللي عشت فيه و حرقت قلبي عليها و عليك
كان نفسي تحضني و لو لمرة اخيرة…. مكنتش عايزه اخسرها و لا اخسرك1
وجدت طرقات على الباب
=مدام بيلا حضرتك كويسه؟
مسحت دموعها وهي تسمح للطارق بالدخول
نعمه وهي تجلس بجوارها على الفراش
=بسم الله الرحمن الرحيم… مالك يا هانم كويسه؟
بيلا بخوف و انهيار يتقطع له نياط القلب
=نعمة انتي شغاله هنا من زمان اوي… هو انا وحشه اوي كدا علشان اخسر كل حاجه
انتي عرفاني كويس يا نعمه
انا عمري ظلمت حد…. انا غلطت في ايه… غلطت في ايه
اني حبيته معقول دا ذنبي… معقول مكنش مكتوبلي الفرح اني اشوف بنتي ليه يا نعمه ليه…. يارب انا عايزه اروحلها2
بكت نعمة بحزن لاجلها وهي تحتضنها

 

 

=استغفري الله يا بيلا دا حكمة ربنا
و قدره محدش يقدر يغيره….
والله العظيم ربنا هيجبر خاطرك و كل الوجع دا هيجي يوم ربنا يبدله لفرح مالوش اخر..
ياريت كل الناس زيك و الله العظيم مافي حد في قلبك و صدقيني ربنا مبيعملش حاجه وحشه والله العظيم
عارفه والله العظيم حاسه ان قريب هيتزال الغمة دي و هترجع تفرحي و تنوري القصر زي زمان
و بعدين انتي لسه صغيرة
اي يعني تلاته و أربعين سنه…. والله العظيم لما بشوفك بفتكر ورشة الخزف و الخشب اللي بتقعدي تلعبي فيه و الرسم ارجعي تاني و انسى اللي فات بقى ضاع من عمرك عشرين سنه
لو على عمر بيه فهو بعد سنه و نص من اللي حصل قدر يتعافى و يرجع لحياته و شغله
و انتي عملتي ايه!!! … دخلتي مصحه سبع سنين و اتدمرتي لوحدك و برضو طلعتي نفسك الوحشه علشان تلحقيه من العقارب اللي حواليه
بيلا بدموع
=انا لسه بعشقه يا نعمه كل اللحظات الحلوة بقيت توجعني اوي…. اوي2
نعمة
=طب ايه رايك نعمل حاجة مختلفه نسافر مثالا اي مكان ترتاحي فيه اي حته….
وانا معاكي و لو في جهنم هو انا انسى انك الوحيدة اللي وقفتي معايا انا وامي زمان و ازاي كنتي بتعتبريني اختك مش خدامة في القصر….

 

 

ضمتها وهي تربت على ظهرها بحنان وحب قائلة
=انسي يا بيلا الحب مبيجيش من وراه غير التعب نامي يا حبيبتي نامي
بيلا بتعب و نوم
=عايزه مريم ومحمود….. هما معقول نسيوا اختهم معقول وصلنا لحد هنا….. دا بابا وصاهم عليا قبل ما يموت معقول نسيوني… يارب يارب….
نعمة
=ست صفا الرشيدي كلمتني وقالت إنها جيه بكرا الصبح و كمان ست مريم اتصلت كذا مره وقالت إنها عايزه تكلمك
حاولت نعمه تهدائتها وهي تملس على شعرها الأسود بحنان حتى غارقت في نومها المزعج…. ربما مزعج لأنها تراه به
وترى كم كانت تلك الأيام جميله
________عودة للماضي _______
ضحى مُضحي من أجل من أحبته
فسأل الدم و الدمع و الألم
وقالت هي في ليلِ مازقها:
ايا ويلتي والعشق سارقني
لا يترك مخرجا الا واغلقته
وكأنه فرض و تركه أثم
فيا مغيث اغثني و هب لي فرجا
في صباح باكر في احد قرى المنصورة
انسدلت خيوط الصباح بشمس مشرقه و جو رائع بنسمات هواء منعشه و شمس دافئه
جلس عمر في عرفة مكتبه في قصره الريفي يتطلع
الي التقرير الخاص بالمعلومات التي طلبها عن بيلا وهو يبتسم بمرح و يتذكر حديثها العفوي و تصرفاتها الغريبه التي تثير دهشته
ثم توقفت عينيه عند اسم جامعتها و موعد ذهابها إليها فهب واقفا فجأه وهو يقرر ان يذهب و يراها، فهي لا تغادر خياله ابدا منذ رآها
من الممكن ان رأها اليوم عن قرب ينكسر السحر والشعور الغريب الذي يجذبه نحوها
ثم تنهد وهو يسرع بالمغادره وهو يهمس لنفسه..
= خليني اشوفها بس النهارده واتكلم معاها..

 

 

يمكن لما اشوفها واكلمها عن قرب الهاله الي حواليها وإلي بتشدني ليها
تنكسر وتخرج من تفكيري..و اعرف اركز في شغلي
تناول مفاتيح سيارته واتجه للخارج وهو يجري حديث سريع مع سائق سيارته ..
لتقابله زوجة عمه (تفيدة هانم)
التي تقف في غرفة الطعام تشرف على الخدم وهم يقوموا بوضع طعام الافطار على المائده..
تفيدة بلباقه
=صباح الخير يا عمر… ياله الفطار جاهز
عمر بجدية
=صباح الخير…..
في نفس التوقيت
نزلت عصمت الدرج بسرعه و لهفه وهي تنظر له اخيرا استطاعت رؤيته، فهو كعادته كل يوم يذهب مبكرا للشركه..
والان على غير عادته!!
عصمت بابتسامه
=صباح الخير يا عمر…. غريبه اول مره اشوفك على الفطار
تهكم وجهه وهو ينظر لابنة عمة قائلا
=لو حضرتك بتصحي بدري كنت شفتيني
ردت عصمت بحرج و براءه زائفه
=اصل انت عارف انا ماليش في جو العزبه و النوم بدري و كدا فبخرج مع صحابي و زي ما انت قلت مش بتاخر عن تمانيه
بس لما باجي بكون زهقانه و بفضل اسلي نفسي لحد ما الوقت بيتاخر بدون ما احس
تجاهل حديثها ويشير لاحد الخدم..
=إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات ..
زوجه عمة بتعجب..
=عاوز الاكل ده كله ليه.. هو انت مش هتفطر معانا..
توجه عمر للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل..
=لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم..
تفيدة بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل..
=استنى بس يا عمر انت رايح على فين..
تركها وذهب..

 

 

ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه.. تعجله.. حتى طلبه لطعام الافطار.. غريب عليه… فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه ..فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها..
تنهدت تفيدة بقلق و ارتياب وهي تنظر لابنتها بعضب
..
=بجد انا هتشل منك يا عصمت
جلست على الكرسي بضيق و تذمر
=عايزانى اعمل ايه يعني يا ماما… ما انتي شايفه عمر بيه مش سايبلي فرصه
ابتسمت تفيدة بطمع
=يا بنت عمر شاب و طول وقته شغل و صفقات و لما يحب ياخد استراحه بسيطه بياخدها مع أي واحدة من مستواه عارفه انه مش هيكون معها في علاقة جاديه
لكن انتي بنت عمه يعني بمجرد ما يلقى الاهتمام والدلع وحنيه، هيطب و بعدين دا انتم في نفس القصر يعني اظبطي حياتك زي حياته علشان يحس انك مهتمه
.. وييجي يطلبك مني بقى
ابتسمت عصمت وهي تتابع طيفه بعينيها بإعجاب صارخ..
=متقلقيش يا مامي انا هعمل كل اللي قولتيلي عليه و متخافيش و اوعدك في خلال أسبوع هيجي يطلب ايدي منكم
تنهد والدها وهو يقول بتمني
=يا ريت يا عصمت ياريت.. ساعتها الكل هيعملنا الف حساب ومحدش في السوق هيقدر يقف في وشنا و خصوصا ان عمر هو اللي بيدير كل الشغل و نبقى ضمنا ان فلوس العيلة متخرجش برها
ابتسمت عصمت وهي تقول بثقه
=هيحصل يا بابي وقريب جدا كمان وبكره تقول عصمت قالت
ابتسمت تفيدة بسعاده وربتت على كتف ابنتها وهي تتأمل جمالها بثقه..
=انا واثقه فيكي يا عصمت و واثقه انك تقدري..
ثم تابعت وهي ترسم ابتسامه ناعمه على وجهها..
= يلا روحي هيصي مع اصحابك بدل التكتيفه الي كنتي فيها وهو هنا
اخرجي بس اوعي تتأخري بليل لولا أن عمر امبارح اتأخر في الشركة كان زمانه عرف انك سهرتي برا1
و انا أكدت على الحرس ان محدش يقوله و لو اني اشك اصلا عمر له عيون في كل حته بينقلوله الاخبار
في نفس التوقيت

 

 

في قصر الدمنهوري
نزلت بيلا الدرج بابتسامه جميله ترتدي بلوزة صفراء بأكمام طويلة و جيب سوداء طويله جميله
بيلا بحماس
=صباحو جمال على أهل البيت الكرام
وداد (رئيسة المستخدمين في القصر)
مدبرة المنزل شديدة النحافه والاناقه في الخمسينات من عمرها ترتدي ذي رسمي مكون من جيب سوداء طويله وبلوزه بيضاء مغلقه حتى العنق وفوقهم جاكيت رسمي مغلق الازرار
وتضع نظاره نظر كبيره على عينيها في حين تسحب شعرها الاسود الذي يتخلله بعض الشعرات البيضاء للخلف في كعكه ملفوفه باحكام
=صباح النور آنسة بيلا
ابتسمت وهي تقبل وجنتها بحنان قائلة
=بابا فين يا دودو؟
وداد بحب
=في اوضه السفرة هو ومحمود بيه و انسه مريم
حكت بيديها في خصلات شعرها قائلة
=انا دايما متأخره ربنا يستر……
دلفت الى الغرفة الواسعة حيث يجلس
والدها برفقة أخيها و اختها ابتسمت وهي تتجه نحو والدها تقبل راسه بحب
=احلى صباح لاحلى باشا في الدنيا كلها
ابتسم سالم وهو يربت على كتفها بحنان
=رغم اني مش بحب التأخير ولا بحب حد يكسر قواعدي لكن انتي الوحيده اللي بتعرف تكسبيني لصفك….. صباح النور ياله اقعدي افطري…
زمت شفتيها بحنق قائلة
=والله بطني بتوجعني….. ماليش نفس و بعدين عندي ورشة خزف النهاردة مش عايزه اتأخر….. هو صحيح فين عم امين؟
أجاب والدها بلباقه وقوة
=امين تعبان شوية…. محمود هيوصلك للكليه
رفع أخيها وجهه لها بغيظ اما هي وضعت يديها على فمها تكبح ضحكاتها المرحة
مريم
:انا هروح لناهد… لو سمحت يا بابا النهارده الحنه ولازم اكون معها من بدري
اجابها سالم بجديه قائلا
=ماشي يا مريم بس مش عايز تأخير
بيلا
=ياله ولا ايه هتاخر يا جدع
زفر محمود بحنق وهو ياخذ سترة حُلته قائلا
=ياله ما انا واخد طفله معايا
ابتسمت بيلا وهي تميل تطبع قبلة اخويه على خده بهمس
=واحلى طفلة كمان عندك مانع
ابتسم وهو يمسك يديها و يخرج من الغرفه بعد أن القى التحية علي والده
أمام بوابه القصر
بيلا بخبث مرح
=عايز تروح تجيب البت بتاعتك مش كدا
محمود
=مش اسمها البت بتاعتي اسمها كاميليا و بعدين انتي مش ناوية تخليكي في حالك يا اوزعه انتي
هزت كتفها بلامباله قائلة

 

 

=لا يا عم مش بتدخل في حياتكم…. ياله عد الجمايل و نزلني هنا و روحلها
نظر لها بدهشه و حيرة
=بتهزري يا بيلا… طب و كليتك؟!
بيلا ببساطه
=هروح بالقطار ياله زمنها مستنياك….. و اي خدمة
محمود بسعادة و ابتسامة
=انتي احلى بيلا في العالم هوصلك المحطه و اروحلها
ابتسمت بتملق و انتهازيه
=بس بشرط…..
عقد ما بين حاجبيه بريبه قائلا
=شرط!! شرط اي
بيلا
=تشتريلي مواد الخزف اللي نقصاني في الورشه
محمود
=من عيوني يا عيوني
بعد قليل..
جلست بيلا في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها ودون ان ترى شئ.. فتفكيرها مشغول..
تود بشدة ان تعمل و لكن كيف ستخبر والدها بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها في احد الورش الخاصه بصناعة الخرف
فهو حتى لم يحب دخولها تلك الجامعه و تمنى ان تدخل إدارة الأعمال لتدير العمل مع أخيها بعد وفاته
لكن منذ وفاة والدتها منذ اربع سنوات و قد تدهورت حالتها النفسيه فلم يرغب في الضغط عليها وهو يعرف جيدا انها أرق مما يمكن أن يتخيل لذلك كانت دائما الأقرب لقلبه
فلم تنتبه لجلوس عمر الى جانبها وتأمله الصامت لها..
لملامحها الجميله الرقيقه الحزينه وشعرها الناعم الهارب من رباط شعرها والمتطاير حول وجهها برقه ملائكيه
جعلته يضم اصابعه بقوه..
يمنعهم من ان يمتدوا الى شعرها و يعيد ترتيب خصلاته الهاربه ..
فابتسم بهدوء
وهو يسمعها تتنهد وهي ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب..
الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء1
= ياااه كل دي تنهيده..

 

 

ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدمه
= إنت!!.. إنت بتعمل ايه هنا..
وضع عمر ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود..
=يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر.. اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا اعمل ايه بقى في واحدة مفتريه كسرت عربيتي
شهقت بيلا بصدمه وغطت فمها بيدها وهي تقول بنواح..
= قوم قوم من هنا انت عايز توديني في داهيه يا جدع انت
ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الندم
= والله ما كنت اقصد أتسبب في انها تبوظ.. انا بس خوفت لما لاقيتك موقف عربيتك في الضلمه فإتصرفت من غير تفكير
تأمل عمر بدهشه شحوب وجهها وإرتعاش شفتيها ودموعها التي على وشك ان تسيل..
وهو يقول معاتبآ بهدوء ..
=تقومي تحدفي العربيه بالطوب وتكسري إزاز العربيه.. مفكرتيش ان ممكن حد يشوفك من اهلك
او من اهل البلد وساعتها اكيد هايسئلوا انتي بتعملي كده ليه وممكن برضوا ساعتها يطلعوا عليكي كلام ملوش لازمه او انها تيجي فيا
نظرت بيلا للأسفل بحرج وقالت بصوت ضعيف اثار عاطفته نحوها ..
=أنا أسفه يا استاذ عمر وحقيقي مفكرتش في كل ده وو الله لو في حاجه ينفع اعوضك بيها كنت عملتها ..
ثم رفعت اليه عينيها التي أعمتها الدموع ..
=ما هو مش طبيعي توقف عربيه في حته ضلمة و عايزني اركب معاك في وقت زي اللي كنا فيه ..
لا يعلم كيف استطاع السيطره على مشاعره ومنع نفسه بالقوه من احتوائها بين ذراعيه وتهدئة خوفها فوجد نفسه ينفي سريعآ حتى يطمئنها..
=على فكرة انتي عندك حق في اللي عملتيه اي واحدة محترمة كانت هتفكر كدا
ثم همس بخبث يريد استفزازها
=و الصراحه انا كنت ناوي على قلة أدب
صرخت بوجهه بدهشه ممزوجة بحده و غضب و ساذجه
=والله كنت عارفه انك من النوعية دي قوم من هنا يا قليل الادب يا منحط…
إرتفع حاجبيه بدهشه ثم تحولت دهشته الى ضحكات عاليه مرتفعه غير قادر على السيطره عليها..
مما جعلها تدفعه في ذراعه وهي تتلفت حولها بغضب
=اسكت ..بس هتفضحنا.. ايه انت علطول بتضحك بصوت عالي كده..
ابتسم عمر وهو يتأملها بحنان ..
= هتصدقيني لو قلتلك اني قبل ما أشوفك عمري ما ضحكت من قلبي كده ..
بيلا بتبرم..
= يا سلام مضحكتش خالص قبل ماتشوفني.. ليه يعني.. شايفني اراجوز قدامك والا ايه ..1
ابتسم عمر وهو يتأملها بمرح..
=هو ده الي فهمتيه من كلامي
بيلا بغضب طفولي..
=مش انت الي بتقول عمرك ماضحكت الا لما شفتني..

 

 

ابتسم عمر وهو يقول بمرح..
=يا ستي بلاش سوء الظن ده انا اقصد ان دمك خفيف يعني مش شايفك اراجوز ولا حاجه ..
ابتسمت بيلا وهي تقول بغرور طفولي..
=اه ان كان كده معلش.. وعموما انت مش اول واحد يقولي كده
عقد عمر حاجبيه وهو يقول بغضب لا يعرف مبرره..
=ومين بقى الي بيقولك كده غيري..
ابتسمت بيلا وهي تعد على اصابع يدها بغرور..
=كتتير ..عم امين السواق ..مريم و محمود و
صفا وبابا و جدتي نبيلة و صحباتي في الجامعه هدى و سميحه
و سهى بس دي ما تتحسبش عشان بتقولها بتريقه أصلها مش بتحبني هي كمان بتشتغل معايا في نفس الورشه بتاع الرسم و الدكاترة دايما يقولوا ان رشتي ناعمة و رسوماتي افضل
تنهد عمر وهو يشعر بارتياح لا يفهم مصدره ..
=اه قولي كده.. عموما هما اكيد معاهم حق..
ثم تابع بمرح..
=بس موضوع خفة دمك ده مش هاينسيني
اني ليا حق عندك..
بيلا بتوجس..
=حق.. حق ايه..احنا كدا خلصنين ادتني الخاتم و اتغديت معاك مفيش حاجه تانيه
عمر بجديه مصطنعه..
=اه بس ده ميعفكيش من المسئوليه.. الي عملتيه كان ممكن انا اتصاب و انتي بتحدفي الطوب عليا
ثم تابع بتهكم مستتر
=يبقى على الاقل تعوضيني
شهقت بيلا وهي تنظر له بتوجس..
=وأعوضك إزاي بقى مش فاهمه..
ابتسم عمر وهو يقول..
=بإننا نرجع لاتفاقنا القديم وتعوضيني ونفطر مع بعض..
بيلا بتوتر..

 

 

=مينفعش يا استاذ عمر انت غريب عني وبعدين دي مش تربيتي و بلاش يبقى في حاجه بينا لو سمحت
صمت عمر قليلا ثم قال بمكر..
=يعني مش عاوزه تعوضيني عن كسر العربيه و اني كان ممكن اتصاب
إلتمعت الدموع في عيون بيلا وهي تقول بغضب ..
=مش هعوضك انت بتستغلني يا اخي و الله العظيم انا غلطانه اني بتكلم معاك اصلا
ابتسم عمر رغم عنه وهو يتأمل غضبها الطفولي بحنان…
=لا يا ستي متزعليش انا الي غلطان ممكن بقى تسيبي الشباك الي شاغلك ده وتبصيلي ..
نظرت له بيلا مره اخرى وهي تقول بغضب مصطنع..
=أديني بصيت ممكن تقولي بقى انت عاوز مني ايه
عمر بهدوء..
=عاوزك تفطري معايا اظن ده يبقى اقل تعويض عن الي عملتيه عارف اننا اتغدينا سوا بس خلينا نفطر سوا
بيلا بتوتر..
_انت عارف يا استاذ عمر انه حتى كلامنا مع بعض دلوقتي يعتبر غلط يبقى ازاي بس عاوزني اقعد وأكل كمان معاك
عمر بهدوء..
= اولا انا اسمي عمر من غير استاذ ثانيا.. غلط ليه احنا قاعدين في مكان عام وبنتكلم باحترام وبعدين لو شفتي اي حاجه مني متعجبكيش ابقي ساعتها سيبيني وامشي علطول
وبعدين انا عملت حاجه تضايقك المرة اللي فاتت .. ها قولتي ايه..
بيلا بتردد..
=بس لو حد شافني معاك هتبقى مصيبه..
عمرو بهدوء..
=رغم اننا مبنعملش حاجه غلط بس متخافيش محدش هيشوفنا ..
ابتسمت بيلا بتوتر..
=طيب موافقه.. بس دي هتبقى اخر مره يا استاذ عمر و تبطل تنطلي في كل حته كدا
ابتسم عمر وهو يشعر بالقطار يهدء من سرعته استعدادا للتوقف..
= قلنا اسمي عمر من غير استاذ وعموما يلا بينا القطر خلاص هيقف
شهقت بيلا برعب وخبث
=يلا بينا دا ايه.. انت اتجننت عاوزني امشي معاك عادي كده قدام الناس دي كلها
ثم تابعت بتوتر..
= انت انزل الاول و انا هبقى اقابلك بره عند (…..) عشان محدش يشوفنا..
تنهد عمر وهو يقول بصبر..
=ماشي ياستي موافق.. انا هسبقك وهستناكي بره
ثم تابع بتحذير..
بس إوعي متجيش ..
بيلا بخبث وهي تتلفت حولها بتوتر بعد توقف القطار..
=هاجي بس يلا قوم من هنا قبل حد ماياخد باله اننا بنتكلم مع بعض
ابتسم عمر وهو يقول بمرح

 

 

=حاضر يا ستي هابعد قبل ماحد يشوفنا بنتكلم مع بعض اما اشوف اخرتها ايه..
ثم ابتعد وهو يهمس لنفسه بسخريه
=والله انا شكلي اتجننت.. و الي بعمله ده مش تصرفات عاقلين ابدا..
في حين تابعت بيلا انصرافه وهي تتأمله وتهمس باعجاب ..
=قمر يخربيتك ..
ثم تنهدت وهي تقول بارتباك
= ربنا يستر..
ثم غادرت القطار والتوتر والخوف يتصاعد بداخلها مقررة عدم ذهابها لأي مكان غير جامعتها
بعد مرور ساعة و نصف
تجلس بيلا على احد الكرسي المنخفضه ترفع شعرها الأسود برباط ابيض مطاطي
و وجهها ملطخ بالطين أثر اندماجها بصنع احد أشكال الخزف التي تضع بها كامل تركيزها
اندمجت في تلك الورشه تجلس بمفردها لا يوجد سوي فتاة أخرى تجلس في مكان بعيد عنها
وجدت هاتفها يصدح معلنا عن اتصالا نظرت له لتجده رقم غير مسجل لم تعيره انتباه وهي تكمل لكن لم يستسلم الشخص الاخر
زفرت بغضب وحنق و هي تنهض تتوجه نحو صنبور المياه تغسل يديها و وجهها
اخذت هاتفها لتجيب بحنق
=مين… في ايه… ما هو لو حد مات يبقى ارتاح ليه بقى تزعج اللي عيشين ما ترد يا اخينا و لا هي المعاكسات بتحلي و النبي عالم عايزين الولعه بجاز….
ابتسم و هو يجيب بتسليه يجلس على مقعده خلف المكتب
=هو انتي سيبالي فرصه اتكلم
بيلا
=هو انت؟! جبت رقمي منين…. عايز ايه
عمر بجدية و لباقه
=مش مهم يا بيلا المهم دلوقتي انا بعتلك الفطار مع المشرفة افطري و بلاش تنسى نفسك في الورشة……
لم يعرف ماذا يخبرها لا يعرف لما يهتم بها لهذا القدر
أغلق الهاتف بوجهها لم يستمع لاعترضها في حين نظرت بيلا لرقمه بابتسامه بلهاء وهي تجلس مرة أخرى على مقعدها مره اخرى تشعر بنبضات قلبها تتعالى تكاد تكون مسموعه
فاقت على صوت احدي المشرفات وهي تقول بلباقة
=انسه بيلا في سواق بعت العلبه دي شكله سواق سالم بيه و بيقولك لازم تاكل الاكل كله
اخذت منها تلك العلبه لتغادر المشرفة بينما فتحتها وهي تنظر للسندوتشات و العصير
ابتسمت وهي تاكل طعامها و لا تعرف لما تستشعر حلاوته تشعر بلذة غريبه تغمرها
لم تكن تعلم انها البدايه لطريق طويل ملتوي، فقد تطورت الصدف رغم أنها مرات بسيطه جدا رغم أنها لا تخلو من غضبها و عنادها و بعض الحدود لم تخلو من جديته و لباقته
…….. ليقعا في العشق.1
____________________
بعد فترة
سمح الطبيب لزينب بمغادرة المشفى بينما أصرا صالح علي ذلك وهو يفكر في شي ما
خرج صالح من الحمام المرفق بالغرفه وهو يحمل زينب بين ذراعيه بعشق وشغف شديد ..
فتوجه بها إلى الفراش يضمها إليه بشده يكاد أن يخفيها بين اضلعه و كأنه لا يصدق أنها فعلا بين ذراعيه ..
وأنه قد كُتب لها عمر جديد سيقضيه

 

 

وهو يحاول يعبر عن عشقه وحبه الشديد لها
فمرر يده حول خصرها يضم جسدها إليها وهو يقبلها بجنون يقابله جنون ولهفه شديده منها1
وكأنها لا تصدق هي الاخرى انها فعلا تنام بين ذراعيه وأنه مازال هنا ..
مرر صالح بحنان أصابعه على وجنة زينب المتوهجه برقه وقد فتنه جمالها
فأعاد ترتيب شعرها المشعث خلف أذنها بحنان واصابعه تمسح بافتنان دموعها التي اغرقت وجهها الابيض ..
بينما يده تضم بتملك جسدها إلى جسده الصلب هامس بافتتان
=عشقي ودنيتي وحبيبتي وكل ما ليا ..وعد يا زينب حقك هيجي
وهدفعهم التمن غالي …اول مرة احب حد
بحبك…. لا مش بس بحبك…دانا بدوب من حبى ليكى …بعشقك وبعشق كل حاجة فيكى3
اتسعت عينيها بذهول تفغر فاها من صدمة اعترافه المباغت لها
كانت تهز رأسها بعدم تصديق وهو يكمل الباقى من اعترافه بحزن واسف
=اسف والله العظيم والله لادفعهم التمن و حياتك عندي لادفعهم التمن
لم تجد فى نفسها القدرة لسؤاله عما يتحدث
كما كانت تخشى فرحتها الطاغية بأعترافه هذا خوفا من الا تكون هى المعنية به تسمعه كالمغيبة وعينيها تنطق بسؤالها بدلا عن شفتيها ليجبيها بخشونة واستهجان موجها لنفسه1
لم تعد تستطيع التحمل او الصبر على المزيد تسأله بصوت مرتعش ملهوف تريد منه اجابة واضحة تريحها
: مين هى يا صالح.؟.. مين.. دى انا صح؟ علشان خاطرى قول صح
اخفض جبهته الى جبهتها يستند عليها يزيد من ضمها لجسده هامسا بصوت مبحوح مرتجف
:صح ياقلب وعيون وعشق وروح
صح يا وجع صالح..1
انفجرت فى بكاء تنهمر دموع الراحة على وجنتيها تخرج كبت وخوف تلك اللحظات ليصيبه الذعر وقد اساء فهم تلك الدموع فيصبح وجهه شديد الشحوب والقلق وقد اخذت تحاول التحدت بصعوبه
لكنها فشلت ليشعر بريبه قائلا
=زينب قولي اللي في قلبك ناحيتي…. اعتبري دي فرصه لينا
تحدثت بسرعه و عشق و هي تكبح دموعها
=انا بحبك……. اول يوم شفتك فيه كنت عارفه اني هحبك… كنت بتنزف واقع على الأرض و مفيش حد غيرنا
كل ما كنت افكر فيك احس بارتباك و خوف
ولما جيت ادفعلك فلوس العمليه حسيت بالإهانة لكن لما جيت تلحقني من مليجي فجأه حسيت الدنيا غريبة اوي
كنت مرعوبه من جوازنا بالشكل دا و كل اللي في بالي هتطلقني امتى و لما ابقى مطلقة هعمل ايه…. كنت عارفه اني هرجع اسوء من الاول1
لكن كلامك معايا يوم الفرح طمني
و يوم ما ردتلي كرامتي أدام اللي اسمها شروق حسيت اني ليا سند بجد
يوم السوق لما فضلت معايا و مسبتنش كانت نايمة حاسه بأمان
اول مرة فرحت بجد كانت معاك و اول مرة الخوف نهش قلبي كانت معاك برضو كنت خايفه بعد ما اخلف كل الحب يبقى لابننا عارفه انه تفكير معاق بس مش بارادتي
وقتها لقيتك بتعد و متضايق من تغيري خفت اخسرك والله العظيم خفت اخسرك
في كل مرة كنت ببقي حاسه اني لوحدي كنت بلقيك في ضهري….
لم يستطيع السيطره على مشاعره و هو يقتحم شفتيها وكل ذره به تنطق بعشقه الشديد لها ليتوه معها من جديد في جنتهم الخاصه..

 

 

بعد مرور بعض من الوقت
كانت زينب تجلس بجواره أمام التلفاز وهو يضمها و عقله غائب عما يحدث
كامل تركيزه ينصب في شي اخر ليردف بجديه
=انا هقوم اعمل تليفون مهم ياحبيبتي وراجعلك حالا..
إلا أن ذراعي زينب إلتفوا من حوله وهي تتشبث به بقوه وتقول بضعف ورجاء مس شغاف قلبه المتيم بعشقها..
=عشان خاطري بلاش تسيبني وتقوم.. اعمل تليفوناتك هنا وانا والله مش هنطق بأي كلمه..
فضمها صالح أكثر إليه بحماية وهو يمرر يديه برفق على بطنها
وهو يستشعر ضعفه الشديد نحوها فقال بحنان وهو يضمها أكثر اليه..
=حاضر يا حبيبي مش هقوم ولا هسيبك وهعمل تليفوناتي وانا هنا جنبك..بس صوتك ميطلعش ومتتدخليش في اي كلام انا هقوله ..اتفقنا
ابتسمت زينب وهي تحتضنه برقه
=صوتي مش هيطلع خالص ومش نتدخل
ولا حتى هانطق بنص كلمه ..
ابتسم صالح وهو يقبل اعلى رأسها بحنان..بينما ابتسمت زينب برقه
وهو يجرى اول مكالماته هاتفيه مع “فتحي”
“محامي و رجل أعمال”
فقال صالح بجديه شديده ويده تضم جسد زينب بحمايه وتملك إليه وهو يتذكر كل ما فعلوه بها ليشتعل غضبه بشده ..
=نفذت كل الي قلتلك عليه ..
=كويس …
= لا أنا مقرتش لسه اي اخبار ..
كنت مشغول ..
ثم تابع بغضب مكتوم..
= المهم أنه يتفضح في كل وسائل الإعلام..وعلى بكره الصبح كل أسهم شركاته هتقع في البورصه
ثم تابع بقسوه..
ومهمتك الاساسيه أنك تلملي كل الأسهم الي هتضرب في البورصه عاوز على آخر اليوم يعلنوا إفلاسه
ثم تابع بتحذير شديد..
=بس اهم حاجه زي ما فهمتك
تشتري الاسهم بالاسعار الي انا محددهالك..انا عاوز تمن الاسهم ميغطيش ديونه .. .. مفهوم..
ثم تنهد وهو يغلق الهاتف و يقول بغضب شديد
= انا مش هرتاح الا لما اشوفه مرمي زي الكلب في السجن
ثم اغلق الهاتف وهو يشعر باشتعال النيران بداخله .

 

 

فهمست زينب بعدم فهم وهي تلاحظ امارات الغضب الشديد على وجهه..
=صالح… أسهم ايه… وسجن ايه اللي بتتكلم عنه؟ انت تقصد مين؟ و بتكلم مين دلوقتي
ابتسم وهو يقبل قمة راسها قائلا برفق حاد
=متشغليش بالك انتي يا زينب و كل حاجه هتفهميها في وقتها
زينب بتعب و حده مخيفة
=هو ايه اللي مشغلش بالي…. صالح لو سمحت افهم انا مراتك و من حقي افهم اللي بيحصل و في ايه؟ عايزني ابقى هاديه وانا حاسه ان في حاجه غلط بتحصل…. ومين اللي هيتسجن
رد بغضب
=قلتلك متتدخليش يا زينب….. و اللي بخططله هيتم للآخر
زينب ببكاء
=اللي بيحصل دا ليه علاقة بيا و باللي حصل من يومين؟
رد باختصار بارد
=بالظبط كدا و الأحسن منتكلمش في الموضوع دا
زينب بتردد خوفا من غضبه..
= انا مش فاهمه انت بتفكر في ايه بس
بلاش سجن وانتقام وكل الحاجات الصعبه دي خلينا نعيش حياتنا في هدوء
نظر لها صالح لدقيقه ثم قال بهدوء شديد..
= حاضر يا حبيبتي .. انتي عندك حق مفيش داعي اعمل فيه اي حاجه واسيبه الكلب دا لحد ما ينجح في مره و يقتل ابننا او يتسبب في اذيتك بسبب جنانه ..المهم اننا نكون متسامحين ومش مهم كل الي عمله قبل كده ولا أننا هنعيش تحت التهديد دايمآ بأنه ينجح في أنه يئذي اي حد فينا ..
شهقت زينب وضمته إليها وهي تقول بخوف وقد امتلئت عينيها بالدموع…
=انت بتتكلم عن مين يا صالح احكيلي في ايه
انا مقصدش انا بس خايفه عليك..
انقلب صالح سريعآ لتصبح زينب أسفل منه وجسده يغطيها بالكامل
فقبل عينيها وهو يهمس امام شفتيها بحنان وهو يدرك طيبة قلبها الشديده..
=هفهمك كل حاجه في وقتهت
عشان تبقي تعذريني لما بخبي عنك الي ناوي اعمله…بس ملحوقه احنا لسه فيها..
همست زينب باعتذار
=انا مقصدش والله ياحبيبي .. أنا بس…

 

 

لف صالح ذراعيه حول جسدها يضمها بتملك إليه وعشق جارف وهو يهمس أمام شفتيها بعشق..
= انتي ايه….انتي حبيبتي ..وقلبي ودنيتي ..وكل ماليا …
ثم قبلها قبل صغيره رقيقه على وجنتها
يقول بشغف وعشق شديد
= وانا ابقى ايه…
همست زينب بعشق ولهفه..
=انت تبقى حبيبي وقلبي و جوزي و كل ماليا
وبعد مرور بعض الوقت ..
احتضن صالح بعشق زينب النائمه بارهاق بين ذراعيه.. وهو يبتسم بحنان ويده تضمها اكثر فاكثر ..حتى اختفت تقريبا بداخل أحضانه رأسها يستريح على صدره
وذراعها تلتف حول خصره بينما ضم هو جسدها إليه وهو يبتسم ويقبل اعلى رأسها بحنان ..
ثم قام بإجراء بعض المكالمات الهاتفية السريعة..
وهو يتذكر ما حدث قبل أيام
……………. فلاش باك…………..
كان صالح يقف أمام غرفة العناية المركزة و عقله يدور بمئة اتجاه حتى وجد خديجة تقترب منه ببكاء ووجه شاحب
خديجه بحزن و اسف
=والله ماليا علاقة باللي حصل في زينب يا صالح بية…. والله العظيم انا لو طولت اخدمكم برموش عنيا كنت عملتها ربنا وحده يعلم انا حبيتها اد ايه و كفايه فضل حياء هانم عليا و الله ما عملتها حاجه اقسملك بالله
زفر صالح بغضب قائلا
=وانا واثق فيك يا خديجه بس علشان ثقتي دي تكون في محلها لازم اعرف اي اللي حصل؟
زينب في حد حطلها حاجة في الأكل او العصير اللي شربته مع بيلا
خديجه بخوف
=بس والله انا محطيت لها حاجه والله العظيم…..
صالح بجدية
=طب اسمعي اللي هقولك عليه و تنفذيه بالحرف الواحد….
استمعت له بتركيز و جديه ليتابع بحدة
=البت اللي اسمها عفت دي… عايزك تراقبيها طول ما انتم سوا في البيت مكالمتها و اي حاجه تسمعيها غريبه لازم تكون عندي فاهمه….
خديجه
=فاهمه و الله فاهمه…….
………………. عودة للوقت الحالي
نظر صالح لزينب النائمة بهدوء و اطمئنان بين احضانه قد عاد القليل من رونق وجهها الناعم
مرر يديه على بطنها وهو يُحدث طفله بهمس
=امك حلوة اوي… بس طيبه و غبية و للأسف بينضحك عليها بسهولة….الزفت اللي اسمه رشاد عايز ياخدها مني يبقى بيحلم ميعرفش ان وراها رجاله…. ايوة لازم تجمد كدا فاهم يا حبيبي…..1
مالي عليها مقبلاَ بطنها بحب و حنان
_______________________

 

 

في روسيا
وقفت نور في غرفتها خلف زجاج شرفة غرفتها مرتديه بجامة سوداء طويلة….. رفرف الهواء شعرها البني الناعم
اخدت نفس عميق ببطي
شعرت بالقلق عليه فقد تأخر بالعمل
فمنذ ان جاءت معه قبل اسبوع
كان طوال الاسبوع مشغول في عمله و لم تخرج معه لمره واحدة
لكن تشعر به كل يوم يأتي في وقت متأخر من الليل بجسد مرهق لم تكن تتخيل انه يهتم بالعمل من الأساس
سمعت بوق سيارته تقترب……سحبت عقلها من بقعة الظلام تلك واجبرت كل ذرة بداخلها ان تنبض بالحياة لأجله……
دخلت غرفتها ونظرت لوجهها في المراة….
وجدت الباب يفتح ويدخل منه باسل بطلته الطاغية وبطولة الفارع وصلابة جسده والجاذبية
التي يتمتع بها….
دخل الغرفة بشكلا مجهد ومتعب وكان نازع سترة البذلة ويضعها باهمال على ذراعه حتى ربطة العنق
ملقي على كتفه باهمال…انه يفتح عيناه بصعوبة من شدة الارهاق……
اقتربت منه وحملت السترة وعلقتها
وهي تساله بقلق…..
=مالك يا باسل شكلك تعبان كدا ليه……
رفع عيناه عليها وكانه انتبه لها أخيراً واثناء وقوفه
مرر يده على خصلات شعرها المنساب فوق وجنتها…
=ليه صاحيه لحد دلوقتي….مش كلمتك وقولتلك نامي……اوعي تقولي انك مستنياني على العشا
زي كل يوم…….
ردت وعيناها تداهم قسمات وجهه الوسيمة..
=طبعاً مستنياك…….انا قولتلك اني مبحبش اكل لوحدي……..
رد بجزع…
=وانا قولتلك اني هتاخر…..
مطت شفتيها حزناً وهي تعاتبه عنوة عنها…
=احنا من ساعة ما جينا وانت بتتاخر في الشغل لنص الليل…….
لان صوته وهو يضع يده على خصرها مقربها منه
بقوة لا تناسب الاجهاد البادي عليه…سالها ببحة تذيب الثلج…..
“بوحشك يا نور……..”
رمشت باهدابها عدة مرات امامه بتوتر وهي تبررمشاعرها …..
=يعني……….اكيد عشان بقعد طول الوقت لوحدي ومش ببقا عارفه اعمل اي من الزهق…..
تركها بهدوء وهو يجلس على حافة الفراش وانحنى كي يخلع حذائه…..ثم سالها بتعجب….
=زهقانه وانتي عايشة في فيلا طويلة وعريضة زي دي……
ردت وهي واقفه مكانها تنظر إليه بهدوء….
“مفيهاش ناس يا باسل….حتى الخدم بيتعاملوا معايا بطريقة غريبة…….”
رفع عيناه في لحظة وهو يسألها بصلابة….
=ازاي يعني؟ حد فيهم عملك حاجة
هزت رأسها بنفي وهي توضح….
“لا بس يعني…معاملتهم اتغيرت
كانوا الاول بيتعاملوا معايا كويس …

 

 

=نورهان……
نادها وهو ينظر لعينيها بقوة مما جعلها ترتعد وهي تنظر له بوجل……
اشاح بوجهه وهو يزفر بجزع فهو راى خوفها منه برغم من تيبس جسدها وجمود ملامحها الا ان
عينيها الشفافة تفصح عن كل ما تفكر به وتخشاه……
نهض بشموخ وبدأ بفك ازرار قميصة وهو يقول باقتضاب وصلف واضح…..
= انتي هنا هانم…… ولي تحت دول شاغلين عندنا.. مش معقول هيبقى فيه كلام بينكم اكتر من امر
تطلبيه منهم ويتنفذ بعدها…. وده اللي هما بيعملوا معاكي……………عايزه اي اكتر من كده… حولي تبصي حوليكي وتعرفي وضعك
دلوقتي معايا عامل إزاي…….
نور بضيق
=وضعي عامل ايه…. هانم؟!
بس انا مش واطيه علشان انسى اصلي يا باسل بيه….. اولا انا هنا بعمل ايه؟ من كماليات البيت…. انا مقدرة انا دا شغلك و انت بتحبه لكن انا من حقي احس ان اللي معايا بيقدرني شوف طريقتك بتتكلم ازاي وكأنك مش طايقني لدرجة انك كر”هتني في الجوازة دي….
على العموم انا اسفة يا باسل بيه
بس انا طول اليوم مرزوعه هنا مش بعمل اي حاجه و لو حبيت اخرج انا معرفش اي مكان هنا و لا بعرف اتكلم بلغتهم….
وغير الست هانم اللي كل ما تروح في حته تسحبها وراك…. اسمها ايه؟ اه جيجي
القى باسل قميصة أرضا وهو يقترب منها هامس
=اولا طول مانتي عامله حتة المستوى حساسية بينا عمرك ما هتفهمي وجهة نظري….
ثانيا هو انتي غيرانه من جيجي
نور بضيق و هي على وشك البكاء
=مش غيرانه و لا حاجة….
ازاي افهم وجه نظرك وانا لحد دلوقتي مش مصدقه اني اتجوزتك…….
ابتسم باسل تلك البسمة العابثة من زاويه
واحده في شفتيه وهو يعقد حاجبيه بمزاح….
=المفروض افرح بكلامك ده ولا ازعل……
ابتسمت مع ابتسامته وحركت كتفيها بقلة حيلة..
=حتى دي ملهاش اجابة عندي…..
=بصي عشان نحلها… منين ما تحسي نفسك زهقانه اتصلي بيا وانا انسيكي زهقك دا كله.. و بالنسبة للشغل فأنا كدا الحمد لله مضينا عقود الصفقه اللي جيت علشانها عارف اني وعدتك انهم هيكونوا يومين بالكتير لكن دلوقتي عدينا اسبوع و انا سيبك لوحدك بس عندي عشم انك تستحميلي شويه… معقول هتكسفيني؟!
اخفضت جفنيها وتوردت وجنتيها وهي تنتبه لصدره العاري الممشوق البارز بالعضلات الرجولية الضخمة
وجدته يمسك يدها ويضعها على صدره الساخن واسفله نبضات قوية تضرب كفها بقوة…..
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه وهي تحاول سحب يدها عن صدره ولكنه اطبق عليها وثبتها بقوة…
ابتسمت بحرج….
=باسل سيب ايدي…..
قربها منه برفق وهو يقول ببحة عميقة…
=جيلك قلب تبعدي عني، دا انا طول اليوم برا البيت……
اغمضت عينيها وهي ترتاح على صدره ليزيد في ضمها بحب ودافئ يشعرها بالامان…
شعرت به يقبل جيدها ببطء وهو يسألها….

 

 

=وحشتك…….
اغمضت عينيها بضياع وهي تمتم بخفوت….
=اوي يا باسل انت بجد بتعصبني بس يمكن طول ما انا لوحدي مش بلقى غيرك اطلعي فيه زهقي و الغريب انك بتوحشني”
ابعدها عنه قليلاً ثم مرر اصابعه على وجنتها
الناعمة منحني الرأس عليها يسالها بخفوت…..
=وطالما انا وحشك اوي كده ليه ما ترمتيش في حضني اول ما جيت…ولي الاستقبال الوحش
نور بغضب من نفسها
=باسل ابعد لو سمحت….. و بعدين انا متعشتش و…. هنتعشا سوا..
ابتسم بجاذبية وهو يحجز وجهها بين يداه فوجدته يقبلها ….همست من بين هذا القرب المهلك…..
=بااسل
رد عليها بهمس
=وحشتيني….
طبع قبلات ناعمة كالورود تلامس شفتيها ثم صارحها بصدق…..
=وحشتيني اوي يا نور… حقك عليا”
ابعدت قليلا ببعض التحفظ معه منذ اول يوم
نور بجديه و توتر
=هجيب الاكل ناكل سوا…
غادر الغرفه بينما ابتسم الاخر بارهاق وهو يتجه نحو الحمام ياخذ حمام يريح اعصابه
هل يمكن ان يغرم المرء بشخص مرتين…مرة لوجوده بحياته……. ومرة لأجل تلك السعادة التي تهفو لقلبه بسببه هو……دخلت الغرفة وهي تحمل بين يداها صنية العشاء قد
اعدتها بنفسها برغم من وجود الخدم بالاسفل لكنها اصرت على تحضيرها…….
لو فقط كان يرضى ان تطهو له بيداها لكانت بأفضل حال !…..لكنه للأسف يمانع متحجج ان تلك الأشياء شغلة الخدم
ما عليها إلا ان تكون هانم في قصره الكبير وتتعامل على هذا الاساس من الجميع حتى هو يعاملها وكانها ملكة تستحق الافضل والاكثر من ذلك…..
لاحت الابتسامة على شفتيها وهي تضع الصنية على المنضدة…..لن تنكر ان هذا الوسيم غاية في الحنان
اتضح بعد الوقت القصير معه
انه عكس هذا المتغطرس الذي قابلته سابقاً..ربما مغرور لكن لا يتعالى عليها ولا يقسى عليها
وجدته يريح جسده فوق الفراش يضع يديه على راسه بارهاق
نور بخوف
=باسل انت كويس؟
لاحت ابتسامة جانبيه على شفتيه قائلا
=متقلقيش شويه صداع بس من ضغط الشغل
نور بجديه
=خليني اعملك مساج لدماغك و هترتاح
باسل

 

 

=مالوش داعي تتعبي نفسك
لم تهتم بما قال بينما اقتربت منه وهي تمسك يديه دون النظر اليه لتضع راسه على فخذها
بدأت تلامس راسه بحنان و هي تحركها بخفه على راسه بينما هو ينظر لعينيها قائلا ببحة عميقه
=نور خالي في علمك بكرا عندنا حفله مهمه و انتي هتحضري معايا
نور بحماس
=بجد؟
اعتدل في جلسته وهو يُجلسها على قدميه قائلا
=طبعا بجد ياله بقى ناكل لان هموت وانام
نور
=بعيد الشر عنك بس ممكن تسيبني هقعد جانبك بس
قاطعها بجديه قائلا
=ششش سبيني اكلك بهدوء ياله
نور بابتسامه غاضبه
=قليل الادب و ربنا
باسل بغمزة وغرور
=بس بذمتك مش قمر و اتحب
لكزته بغضب في كتفه بينما قهقه الأخرى بصخب
في مساء اليوم التالي
وقفت نور امام المرٱه تتأمل نفسها برضا وقد ارتدت فستان بنفسجي أنيق يناسب ارتدائها للحجاب..
ثم ابتسمت برقه و باسل يقترب منها ثم يقبلها وهو يقول بحنان..
=زي القمر يا حبيبتي بس ناقصه حاجه واحده..
فتح صندوق مجوهرات صغير ويخرج منه طقم من الماس المرصع بالياقوت ..
أدارها باسل و بدء في وضع القلاده الماسيه حول عنقها وهو يقول بصرامه مقصوده ..
=البسي يا نور .. عارف اللي بتفكري فيه زي ما انتي حطه طقم الماس في الدولاب و خايفه حد يقرب منه
والي يتقطع يترمي واشتريلك الف غيره..ومش عاوز اسمع بعد.كده اي اعتراض على حاجه انا شريهالك
ثم وضع الخاتم في يدها ثم السوار ثم رفع وجهها العابس اليه وهو يقول بهدوء..
=حوار هتموتي من الخوف علشان عقد والا خاتم ضاع او اتكسر دا تمحيه من جواكي خالص.. انا بجيب المجوهرات دي لمجرد انك تتزيني بيها وهي والي اغلى منها كمان ميساووش عندي لحظة رعب بتحسيها عشان حاجه هايفه زي كده..
ثم اشار لها بغضب ..
=اتفضلي قدامي علشان منتأخرش..
وقفت نور بدون ان تتحرك..
ثم قالت باعتراض

 

 

=باسل ..
الا انه تجاهلها وخرج دون ان يلتفت اليها..
ضربت نور قدمها في الارض وهي تقول بغضب وهي تنظر لانعكاسها في المرآه وترى جمال ذلك العقد ..
= أوف .. كل حاجه لازم تتم زي ماهو عاوز وانا مش من حقي حتى اعترض ..طب لو عقد زي دا ضاع اعمل ايه…
ثم تنهدت بغضب وتبعته بسرعه الى الاسفل..
نزلت نور الى الاسفل فوجدت چيچي تقف بجوار باسل وهي ترتدي فستان
فضي قصير جدا ومثير وترفع شعرها في قصه جميله عصريه وهي تنمسك بذراعه وتميل عليه باغراء..
لتشتعل نور بالغيره الا انها كبحت جماح نفسها وهي تقول بغضب مكبوت
=انا خلصت .. لسه قدامكم كتير..
نظرت چيچي لها بغضب وكره وهي تتأمل جمالها واناقتها الواضحه في حين قال باسل ببرود
=اتفضلوا العربيه جاهزه..
توجهت نور للسياره الا انها تفاجأت بجيجي تميل عليها وهي تقول بكراهيه واضحه
=مكنتش متوقعه ان باسل ممكن يجيب واحدة زيك حفلة زي دي…. بس ياترى هتعرفي تتصرفي ولا هتفكريها حنة بلدي
كادت نور ان تصرخ بها وهي تخلع حذائها قائلة
=لا يا روح امك هفتكرها حتة بلدي ولا اقوم بالواجب معاكي
تركتها جيجي بخوف واسرعت بالذهاب خلف باسل قبل ان يلاحظ تحدثها معها
في حين وقفت نور وهي تشعر بالغضب والتوتر يستولي عليها.. حتى انها قررت بجدية الا تذهب معه
الا انها تراجعت وهي تلمح باسل يرمقها بغضب .. فأسرعت بالذهاب الى السياره التي وقف باسل بجوارها في انتظار مساعدتها للصعود للسياره..
بعد قليل ..
وصلت نور برفقة جيجي و باسل الى الحفل ووقفت بجانبه تستمع اليه وهو يتحدث مع بعض رجال الاعمال
جلست نور في بهو القصر الفخم الذي يقام به الحفل الصغير .. والذي لا تعلم ماهيته بعد يبدو وكأنه حفل امضاء عقود احد الصفقات التي عقدها باسل بين شركاته و احد الشركات الاروبيه
اخذت عينيها تدور في المكان بتعب وإحساس بالوحده والغربه يسيطران عليها وهي تتابع ما يحدث من حولها بتعجب..
عالم غريب يدور من حولها رجال ونساء تظهر عليهم اثار الغنى الفاحش يملئون المكان يتحدثون ويتضاحكون بتكلف …
أجواء بارده ومتكلفه لم تعتاد عليها
لا تعلم لما هي هنا ولماذا اصر على ان تحضر معه تجاهلها منذ نزلت برفقته للحفل…
تجلس بتوتر على اطراف مقعدها وكأنها على استعداد للفرار في اي لحظه وهي تلاحظ عيونهم التي ترمقها بين أن و اخر بفضول وتعجب وكأنهم يدركون حقيقتها وانها دخيله بينهم و ليست من مستواهم ابدا..
عينيها تتابع بألم باسل الذي يحتضن احدى الفتيات الجميلات وهو يضحك ويتمايل بها برقه على انغام احدى الالحان الرقيقه دون ان يعيرها او يعير وجودها ادنى اهتمام وهو يتنقل من فاتنه لاخرى امام عينيها2

 

 

لتلتمع عيونها بالدموع ندم و كأنها كر”هته قبل أن تشعر بحبه1
أحيانا يضع كل ذره من اهتمامه بها و أحيانا يتجاهل وجودها
استفاقت نور فجأه من شرودها وعينيها تلتمع بالدموع وهي تشعر بقلبها سينفطر من شدة الحزن..
لتتفاجأ بصوت إنثوي متكلف
يقول لها بمكر..
= ليقين على بعض أوي مش كده..
إلتفتت نور بحده لتجد سيده ارستقراطيه جميله في بداية الخمسينيات من عمرها ترتدي فستان طويل من الحرير المخملي الرمادي وتتزين بقطع من المجوهرات الثمينه..
التي تأملتها وهي تقول بإبتسامه رقيقه..
= إزيك يا نور عامله إيه..
نور بارتباك..
= الحمد لله.. بس هو حضرتك تعرفيني..
ارتسمت ابتسامه بارده على وجه السيده وهي تقول بلطف مسطنع
= طبعا يا حبيبتي انا اعرفك واعرفك كويس كمان بس انتي الي مش عرفاني..
ثم تابعت بابتسامه متكلفه..
= انا ألفت العلايلي اخت نيرة والدة باسل يعني خالته…. ووالدة جيجي… نيرة حكتلي عنك كتير بس واضح انها بتحبك اوي
إمتقع وجه نور وهي تقول بإرتباك..
= اه.. اهلا بيكي معلش إعذريني اصل انا اول مره اقابل حضرتك..
ألفت برقه مفتعله..
= اهلا بيكي انتي يا نور وكنت اتمنى اشوفك في ظروف احسن من كده
امتقع وجه نور وعينيها امتلئت بالدموع وهي تنظر لباسل وهي تراه يبتسم لرفيقته برقه
وهي تلتصق به بشده وتقبله من وجنته بإغراء شديد
و الفت تتابع بنعومه..
= انا عارفه ان كلامي ممكن يضايقك .. وبحاول انصحك
شوفي بنفسك هو و مركزه و كل واحدة في الحفله عينيها عليه
شعرت نور بالاختناق وقالت وهي على وشك البكاء..
= تنصحيني بإيه انا مش فاهمه انتي عاوزه تقولي ايه بالظبط..
الفت بتكبر وتعالي..
= لا انتي فاهمه كويس بس بتحاولي تعملي نفسك غبيه..
ثم تابعت بقسوه..
= بصي حواليكي كويس يانور .. شوفي باسل حاضن مين وماسك ايد مين طول الحفله..
ثم رمقتها باحتقار..
= المكان ده لا مكانك ولا المكانه دي بتاعتك ولا باسل العلايلي ينفع يبقى جوزك..
انتي فاهمه كويس انه كان بيتسلى ولكن مش عايز الموضوع يبقى بالغصب و بارادتك انتي
وانتي استغليتي ده وعاوزه تعيشي دور مش دورك ..1
شهقت نور بامتقاع و ألفت تتابع بقسوه وهي تشير لها بالصمت.
= قبل ما تتكلمي وتردي عليا فانا بعرفك ان الكلام ده مش كلامي.. الكلام ده كلام باسل نفسه والي قاله لجيجي بنتي ..
جيجي حبه الحقيقي و اللي حصل من ست شهور انه اضطر يتجوز بنت الوزير علشان شغله و بعد كدا انتي عارفه حكاية التلات جوزات

 

 

و برضو باسل طالع لابوه زيدان ابن عمي و اظن زيدان كان عايز يتجوزك
ثم تابعت بتكبر وهي تنظر لها باحتقار..
= انتي وإلي زيك مخلوقين علشان تخدمونا وبس مش عشان تتساووا بينا..
إرتجفت نور ولكنها أجابت بكبرياء كالمعتاد وهي تمنع دموعها بالقوه ..
= انا مش فاهمه انتي، بتتكلمي عن ايه وازاي بتتكلمي بثقه كده عن حاجه متعرفيهاش ولا تخصك..
ثم تابعت بكبرياء وهي تحاول صبغ صوتها بثقه هي لا تشعر بها..
= بس احب اقولك المكان ده بتاعي والمكانه الي بتتكلمي عنها دي انا استحقها
لاني انا مرات باسل بيه العلايلي الي انتي مدعوه في حفلته إلي هو حفلتي فياريت تحترميني والا تتفضلي تطلعي بره.. وساعتها اقسم بالله هجيبك مش شعرك يا وليه يا حيزبونه.. اخدم مين… خدمك عزرائيل واخد روحك… لدغتك عقربه يا بعيدة1
ثم غادرتها وهي تتجاهل نظرات الصدمه ونيران الغضب والحقد التي اشتعلت بعينيها ..
وتوجهت الى باسل الذي كان مايزال يراقص جيجي بنعومه كاذبه… في الحقيقة كان يتابع نور منذ بدايه الحفل
يريدها ان تشعر بالغيرة عليه.. يريد منها ان تشعر وكأنه ملك لها هي فقط و يبدو أنه نجح في ذلك لكن للأسف لكل شي عواقب1
.. إبتسمت نور برقه كاذبه وهي تقترب منه ..
= ممكن أقاطع الرقصه الجميله
دي.. وأخد جوزي منك.. ده لو مكنش يضايقك يعني
ثم تابعت بإختناق..
= ايه يا حبيبي.. انت نسيت والا ايه مش وعدتني بالرقصه دي..
إلتفت اليها باسل ثم رفع حاجبه بدهشه..
وهي تجذبه من بين ذراعي جيجي بنعومه..
ثم تتجاهلها وتتجاهل غضبها الواضح وتلف
ذراعيها حول عنقه وتهمس بجانب إذنه بغضب وهي تشعر انها على حافة الانهيار بعد حديث الفت المهين لها..
=انت جايبني الحفله معاك ليه لما انت سايبني وطول الوقت مقضيه من واحده لواحده رقص واحضان ..
ابتسم باسل وهو ينظر لها بتهكم مصتنع..
=ليه هو المفروض اقعد جانبك و اسيب ضيوفي…. بس شكلك غيران يا شبح
ضغطت بضغب على عنقه وهي تبتسم برقه زائفه وخبث
= اغير ليه و من ايه… من واحده ر”خيصه بترمي نفسها عليك و لا اغير عليك وانت من دي لدي
فك يدها من حول عنقه وهو يقول بحنق..
= الي قولتيه دلوقتي ميتكررش تاني وإلزمي حدودك يا نور
و بلاش تجيبي في سيرة جيجي احسنلك

 

 

ثم تركها واقفه بصدمه وقد شعرت بالدنيا تميد بها والدموع التي تمنعها عن النزول تحجز الرؤيه عن عينيها
وهي تراه يتجه مره اخرى الى جيجي التي وقفت بعيدا عنهم تراقب مايحدث بفضول..
ثم لف يده حول خصرها وهو يبتسم لها ويتجه بها الى مكان خالي يتمتع بالخصوصيه..
ولكنها انتفضت وهي تشعر بيد تلتف حول خصرها وبصوت رجولي يقول بإعجاب شديد ..
= تسمحيلي بالرقصه دي ..
نور بتوتر وهي تحاول فك يده من حول خصرها..
=معلش متأسفه اوي ..اسمحلي عشان تعبانه و بعدين ابعد ايدك
ولكنه لم يتركها وشدد يده حول خصرها وهو يتأملها بإعجاب..
= ليه بس جربي والا الرقصه دي كانت حصري لباسل بيه..
حاولت نور فك يده وهي تقول بتوتر..
=لو سمحت شيل ايدك ميصحش كده..
الا انها تفاجأت به يحاول احتضانها والرقص معها بالقوه وهو يقول بسماجه..
= بس اسمعيني وبلاش تقفشي كده..
ثم مال على اذنها يهمس فيها وهي تحاول مقاومته والابتعاد عنه..
=باسل بيه ده تقيل عليكي اوي انسيه واديكي شايفه بنفسك الستات هتموت عليه وهو بيغير فيهم طول الحفله زي مايكون بيغير في شراباته القديمه فخليكي فيا انا وإنسيه وتعالي جربيني وانا هنسيكي حتى اسمه ..
ثم حاول الرقص معها وهو يقربها منه بالقوه ويده تتحسس ظهرها بشهوه وهي تحاول فك يده من حولها بغضب
= حلوه وزي القمر حتى وانتي زعلانه الظاهر باسل اعمى عشان يسيب الجمال ده كله يضيع من ايده..بس ولا يهمك يا حلوه انا موجود وهسد….1
ليتفاجأ بيد تدفعه بعيدا عنها وصوت باسل يقول بغضب..
= يمكن انا اكون اعمى زي ما انت بتقول.. بس الاكيد انك انت الي هتخرج من هنا اعمى واطرش ومكسح كمان..
ثم فاجأه بلكمه قويه في وجهه اسالت الدماء من فمه وانفه وألقته ارضآ..
وجعلت جميع المدعوين يتفرقون بصدمه من حولهم وهو يعود ويرفعه من جديد و يلكمه بقسوه في وجهه عدة لكمات متتاليه و هو يقول بغضب اعمى..
= الي يتحرش بمراتي.. مرات باسل العلايلي
ولو بكلمه انا انفيه من على وش الدنيا وانت اتجننت ومش بس اتحرشت بيها بالكلام لا دا انت اتجننت وحاولت تمد ايدك القذره عليها ..
صرخ الرجل برعب وهو يتراجع للخلف ويلهث بألم..
= انا اسف يا باسل بيه صدقني مكنتش اعرف انها مراتك..
باسل بسخريه قاسيه..
= بجد مكنتش تعرف.. طيب كويس انك عرفت وايدك الي اتمدت عليا دي هكسرهالك عشان متبقاش تمدها على ست تاني وتتحرش بيها
ثم لكمه عدة مرات في جسده وهو ملقي ارضآ ثم
جذبه اليه وهو يقول بغضب وقسوه..

 

 

وهو يلف يد غريمه عكس اتجاهها الطبيعي ويلكمه بها بقسوه عدة مرات حتى سمع صوت تكسر عظامه وهو يصرخ بألم و باسل يقول بصرامه مخيفه جعلت نور ترتعش برعب ..
= احمد ربنا ان انا كسرتهالك بس ومخرجتكش من غيرها..
صرخت الفت برعب وهي تندفع تحاول ابعاده عن ذلك الشاب1
= كفايه يا باسل هيموت في ايدك مكنش يعرف انها مراتك وهو اكيد، مستعد للترضيه الي انت عاوزها..
باسل بتهكم وقسوه..
=ماهو عشان ميعرفش فأنا بعرفه..بس بطريقتي..
ثم ركله بقدمه وهو يقول باحتقار
= إعتذر.. اعتذر لنور هانم والا و حياة ابويا
ماهتطلع من هنا الا على قبرك تحب تدفن في مصر و لا روسيا ..
صرخ الشاب برعب وهو يدرك جدية تهديد باسل ..
= انا اسف ..انا اسف يا هانم وصدقيني انا مكنتش اعرف انتي مين..
إلتفت باسل لنور التي وقفت ترتعش حرفيا بخوف وهي تنظر للرجل الغارق في الدماء برعب ..
ثم ضمها الى جانبه بحمايه وهو يقبل اعلى رأسها ويقول بصرامه اخافتها..
=ها يا حبيبتي قابله اعتذاره.. والا اكملك عليه..
فنظرت اليه وهي لاتعي ما
يتحدث عنه وقد شلها الخوف..
ابتسم باسل بقسوه واقترب منه مجددا بتهديد وهو يقول بتهكم..
=انا اسف يا جماعه بس شكل مراتي مش قابله اعتذاره..
وللاسف انا لازم اكمل الي كنت بعمله لحد ماتحس انها خدت حقها منه..
شهقت جيجي بغضب وهي تنظر لنور بكراهيه..
في حين صرخت نور برعب وقد بدأت تستوعب ما يتحدث عنه
فأسرعت بإبعاد باسل عنه وهي تقول برعب..
= كفايه يا باسل كفايه .. خلاص سيبه انا قابله اعتذاره..
ابتسم باسل بقسوه وهو يركله في قدمه باحتقار..
= خساره كان نفسي اكسرلك ايدك التانيه بس خلاص نور هانم قبلت اعتذارك..
ثم تابع بإهانه ..
بره ومشفش وشك في مكان اكون متواجد فيه انا او مراتي.. والا ورحمة ابويا هخلص عليك وبنفسي
ثم اشار ليزن رئيس فريق الامني..
= خد الكلب ده ارميه بره وبكره يكون عندي ملف بأسامي كل شركاته وموقفها في السوق …
ثم جذب نور من يدها وجذبها خلفها وهو يسرع بها لمكان منفرد وهو يكاد يشتعل من شدة الغيره والغضب ومشهده
وهو يحتضنها ويمرر يده عليها بشهوه يكاد ان يفقده صوابه
فدفعها بغضب الى الحائط وهو يقول بقسوه شديده تغذيها غيرته السوداء عليها..
= عملتي ايه والا قلتيله ايه عشان تشجعيه يتجرء عليكي بالشكل ده..
سالت الدموع من عين نور وهي تقول بخوف وكبرياء في ان واحد..
= والله ما عملت حاجه دا هو.. هو الي حضني وكان عاوز يرقص معايا بالقوه..

 

 

ضرب باسل الحائط، بجانبها بقسوه عدة مرات يحاول افراغ شحنة غضبه فيهم وهو يكاد يجن من شدة غيرته عليها..
= كان عاوز يرقص معاكي بالقوه وانتي عملتي ايه.. ها.. عملتي ايه لما لقتيه بيلمسك ويحضنك وبيتحرش بيكي
ثم تابع بقسوه شديده وهي تبكي بإنهيار..
= اقولك انا.. وقفتي زي الصنم من غير اي رد فعل سيبتي راجل غريب يلمسك ويحضنك من غير اي رد فعل.
ثم تابع بغضب وغيرته تكوي اوردته..
= والا الوضع كان عاجبك وتدخلي مكنش على مزاجك ما انتي واخده على كدا في الزفت الموصلات اللي كنتي بتركبيها….3
اه صحيح ازاي نسيت انك جتيلي القسم قبل كدا برضو في تحرش بس ليه المره اللي فاتت ضربتي الراجل اللي كان معاكي ولا علشان كحيان مش هيعرف يدفعلك
شهقت نور بصدمه ثم لطمته بقسوه على وجهه وهي تصرخ بإنهيار ..
= كفايه بقى.. كفايه حرام عليك انت عاوز مني ايه.. طلقني و ارحمني من العذاب الي بتعذبه فيا….. منك لله يا باسل انا بكر”هك…. روح للزفته بتاعتك و طلقني و سبني ارجع مصر
و على فكرة انا أشرف من اي واحدة عماله تتمايل و تدلع عليك…. و لو كنت بفكر في الفلوس مكنتش هتجوزك انت لا كنت دلوقتي هبقي مع ابوك1
على الاقل عرضه كان مناسب جواز لفتره مؤقته و هطلع منها بمبلغ محترم احسن من العيشه مع واحد زيك… انا حقيقي بكر”هك و بكره نفسي علشان وفقت على المهزله دي…. انا عايز اروح
زفر بغضب من نفسه ومن حديثه الأحمق فهو يعلم جيدا انها ليست كاي فتاه عرفها و غيرته المجنونه أشعلت غضبه و اندفع بوجهها1
تحدث بحدة و ضيق
=يزن هيوصلك للفيلا و انا هكمل حفلتي و ياريت لما ارجع تكوني نمتي بلاش تستنيني1
نور بوجع و حزن من بين دموعها
=متقلقش يا باسل بيه حتي لو مرجعتش مش هخاف عليك لان عارفه انك هتبقى مشغول مع الهانم بتاعك…
لم يبرر لها أي شي و هو يغادر المكان في حين اتجهت هي نحو سيارته في طريقها للفيلا……..2
________________________
في الاسكندريه
وقفت ايمان بجوار يوسف وهي تنظر للحقائب بمقت و ضيق
يوسف بقلق
=ايمان انتي كويسه؟!
تنهدت وهي تجلس على الاريكة بارتياب قائلة

 

 

=خايفه يا چو…. مش عارفه خايفه معرفش اتأقلم في لندن و انت عارف انا عمري ما سبت اسكندرية و كمان مش عارفه ازاي هقدر ابعد عن ماما و بابا
يوسف
=يعني مش عايزه تكملي على فكره ممكن اكنسل موضوع سفرك معايا لو مش هتعرفي تعيشي برا
ايمان بابتسامه
=انا برضو مش هعرف اقعد من غيرك سنه و نص….
جلس بجوارها قائلا بحيرة….
=محيرني معاكي يا ايمان
ايمان
=اولا انا مش هسيبك انا بس محتاجة انك تطمني يا يوسف… ممكن؟
جذبها لاحضنه وهو يربت على كتفها باهتمام
=شوفي يا ايمان يوم ما قلت لعمي جلال اني بحبك و عايزك وقتها قالي حاجه مهمه اوي
“ايمان عندها الاحترام و الاهتمام اهم من الحب….”
كنت عارف و متأكد اني واخد بنت خارجه من بيت راجل بجد معلمها ازاي تدير حياتها واخدت عهد علي نفسي ان يوم ما تكوني على ذمتي اني احترم رغباتك و اهتم بوجودك دايما معا
و انا بوعدك أدام ربنا يا ايمان اني اكون دايما معاكي سوا هنا أو في لندن او في اي مكان نروحه….. بس عايزك تثقي فيا
سألته ايمان بخوف
=و ساعتها هطمن؟
ابتسم وهو يقبل أعلى راسها قائلا برفق
=وساعتها هتطمني…. ياله خلينا نصلي ركعتين لله قبل ما نروح لوالدتك الطيارة فاضل عليها خمس ساعات لسه…
اومات له بالايجاب وهي تدلف للحمام لتتوضا
يوسف
=ربنا يستر على الجاي…. و ياخدك يا حنين انتي وعهد يارب… حقيقي كل ما بشوف رقمهم بكره الصنف كله
ضحك بسخريه قائلا
=الا البت اللي جوا دي…. يا وعدي
بعد مده في منزل الشهاوي
جلست حياء على الاريكه وهي تبكي و تضم ايمان بخوف
جلال بهدوء
=حياء خالص اهدي…. هي مش مسافره لوحدها يعني
حياء بغضب
=بس هتسبنا…. ايمان اسمعيني كويس
اول ما توصلوا تكلميني و كل شويه و لو حصل اي حاجه كلميني
لو رنيت عليك لازم تردي انتي فاهمه و لو مشغوله اول ما تشوفي مكالمتي ترني عليا…. يوسف خالي بالك عليها انت فاهم….
يوسف بحب

 

 

=خالص بقى يا مرات عمي والله هحطها في قلبي لو تحبي ممكن اسيبهالك زهقتوني
لكزه جلال في كتفه بحدة
=ايمان لو كلمتني تشتكي منك اقسم بالله هجيلك و هتندم
يوسف
=يا عم ربنا ما يجيب مشاكل مش ياله بقى و لا ايه
ايمان بحرج
=ماما كنت عايزاك في موضوع لوحدنا شويه
حياء
=في ايه؟
جلال بجدية
=خديها لاوضتنا يا حياء
شعر يوسف بالخوف وهو يراها تدخل مع والدتها لغرفتها ليقول
=هو في اي يا عمي؟
جلال بجدية
=اكيد عايزاها في حاجه مهمه تعالي نقعد في البلكونه لحد ما يخلصوا
في اوضه جلال
جلست حياء على الفراش بجوار ايمان
حياء بجديه و ارتياب
=في ايه يا ايمان خوفتيني
ايمان بخوف وريبه
=ماما انا…. انا..
حياء بحدة
=انتي ايه اتكلمي….
زفرت ايمان بضيق وهي تخرج شي من حقيبة يديها
أخذته حياء بارتياب لتشهق بصدمة
=حبوب منع الحمل! ….
ايمان بخوف
=ششش وطي صوتك يوسف لو سمع
حياء
=يوسف اي دلوقتي…. انتي بتاخدني حبوب منع الحمل
اخفضت راسها و هي تهز راسها بالايجاب في حين امتلئت عينيها بالدموع
حياء بريبه
=انتي مش عايزه تخلفي من يوسف؟!
ايمان بسرعة
=اي اللي انتي بتقوليه دا يا ماما؟ اكيد عايزه
حياء بنبره خطره

 

 

=اللي بقوله دا هو اللي يوسف هيفتكره لو عرف انك بتاخدني الزفت دي…
انتي بتاخدني الحبوب دي من امتى؟
ارتمت ايمان بين احضانها وهي تبكي بخوف
=انا بحبه والله يا ماما وأنتِ اكتر واحدة عارفه دا….
حياء بخوف وهي تربت على ظهرها بحنان
=بتاخدني الحبوب دي من امتى؟ و ليه؟
ايمان
=من وقت ما يوسف رجع السفرية دي من اسبوع و ليه فأنا خايفه ياماما
من وقت ما رتبنا معاد السفر و انا خايفه يحصل حمل و انا برا مصر….
خايفه اتعب وانا بعيدة عنك… خايفه اوي يحصل حامل وانا في بلد غريبه
انا هكون لوحدي لو تعبت مش هتكوني معايا…. مش عايزه اخلف برا مصر..انا شفت زينب اول ما عرفت خبر حملها كانت تعبانه اد ايه بس انا هكون لوحدي و يوسف هيكون مشغول في الشغل….
حياء بجدية
=عايزه نصحتي بجد يا ايمان و تعملي بيها
ايمان
= اعمل ايه يا ماما….
حياء بابتسامه جميله
=انسى اي خوف و لو خايفه اتكلمي مع يوسف في موضوع الحبوب دي لكن لو عرف انك بتاخديها من وراه هتحصل مشكله كبيره يا ايمان…. الموضوع بيكون حساس بالنسبه للرجل مش دايما بيفهم خوف الطرف التاني
و بلاش تنسي ان يوسف يبقى تربيه جلال و ايوب
و الاتنين دول على اد ما قلبهم فيه حنيه لكن اقسم لك بالله فيها قسوة تخليكي تكرهي العالم كله
بلاش تلعبي على أوتار جوزك بلاش يا ايمان…. يوسف لو حس بحاجه حبه هيتحول لكره فهماني يا ايمان
اومات له بجديه وهي تحتضنها…
حياء بابتسامه
=ايمان خالي بالك من نفسك و على جوزك و هكلمك دايما فيديو كول
ايمان
=هتوحشيني يا أمي
قبلت يديها بحب قائلة
=كان نفسي اشوف صالح و زينب قبل ما اسافر….
حياء
=انا اللي بفكر اروحلهم حاسه ان صالح مخبي عليا حاجه و اليومين اللي فاتوا
مكلمتش زينب خالص و اخوكي كان بيتلكك حاسه ان في حاجه غلط و ابوكي شكله عارفها و الاتنين بيحوروا عليا
ايمان

 

 

=قصدك ان زينب يكون حصلها حاجه…
حياء
=بعيد الشر بس قلبي بيقول ان هي مش كويسه ربنا يستر
في حين صدح طرقات خافته على باب الغرفه
يوسف
=مش ياله ولا اي يا ايمان…
حياء
=ياله يا حبيبتي….
خرجت برفقة والدتها
جلال
=خلوا بالكم على بعض
ابتسمت ايمان و احتضنته بقوة في حين دق جرس الباب بسرعه
اتجهت حياء لتفتح الباب وجدت صالح يقف أمامها
تنهد بارتياح وهو يحتضن والدته
=كنت خايف تسافري قبل ما اسلم عليك
ايمان بحزن
= وانا كمان كنت خايفه اوي
احتضنها بحب اخوي قائلا برفق
=مقدرش يا ايمان…. هتوحشيني اوي
ايمان
=صالح هكلمك دايما فاهم..
اوما لها بجدية وهو يبتعد
ايمان
=فين زينب
صالح
=انا جيت لوحدي زينب لسه في المنصورة مقدرتش اجيبها معايا لان كنت جاي على سرعة كبيره و هي لسه تعبانه محبتش اخاطر…. مع بيلا
حياء
=تعبانه؟!
صالح بهدوء
= تعب عادي يا ماما متقلقيش…. انا هوصلكم للمطار و هرجع هعمل كم مشوار مهم و هرجع تاني لان مينفعش اسيبها لوحدها….
نظر لجلال وهو يبتسم قائلا
=معليش يا حج سايب كل الشغل عليك بس
جلال بجديه
=لا متقلقش انا الشغل دا يتم وانا قاعد مكان و بعدين عمك جمال دايما معايا
صالح
=ان شاء الله خير…. ياله يا يوسف ولا اي
حياء بجديه ممزوج بغضب
=توصلهم و تيجي لازم تفهمني اي اللي حصل
صالح

 

 

=ان شاء الله ياله في حفظ الله
جذب جلال حياء ليضمها قائلا
=في حفظ الله….
حياء بغضب
=كنت عارف ان زينب تعبانه و مقولتليش
غمز لها بشقاوه قائلا
=البيت فضي يا قمر اخيرا…
لكزته حياء بغضب ممزوج بخجل في كتفه قائلة
=احترم سنك يا ابن الشهاوي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى