روايات

رواية بين عالمين الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الجزء الثالث عشر

رواية بين عالمين البارت الثالث عشر

رواية بين عالمين الحلقة الثالثة عشر

المرة دي كمان محسيتش خالص اني فى رحلة للعالم بتاعهم، فى لمح البصر كنت هناك، واقفة قدام الملك مذهب وعشيرته بأكملها، وواقف جنبه اصلان لابس تاج بلون الفضة ومبتسم ابتسامة خطفت قلبي اول ما عيني وقعت عليه، لاحظها هو على وشي بص لأبرار وعينه مجاتش عليا مرة تانية، انا كنت لحد اللحظة دي مش فاكرة اصلا ان انا وهو اتكلمنا وقولتله على احساسي ناحيته، قطع اللحظات دي صوت الملك مذهب لما قال:
– تراتيل المملكة تناديكي اليها يا فيروز، مُرحِبة بِكِ بأنقى زهورها، فما قدمتيه الينا جلل وعظيم الشأن.
بصراحة انا كنت فى اللغة العربية مش قد كده ومش بفهم كل الكلام اللى فيها لسه، اه انا بتعلم وشاطرة لكن مش بحب الفصحى بصراحة، وعلشان كده قولتله:
– اسفة لجلالتك، انا صعب عليا افهم بعض الكلمات اللى باللغة العربية.
ابتسم وقال:
– انتي قدمتي لينا خدمة كان صعب ننفذها احنا برغم القدرات اللى ربنا منحها لينا كعشيرة ومملكة، قدرتي تنقذي اصلان من بين ايادي الشياطين اللى استغلوا لحظة…..
استغربت سكوته، لكن نظرته لأبرار ولأصلان زودت استغرابي، لكن هو اتكلم تاني وقال:
– قوموا بتقديم الشُكر لسليلة نسل الاشراف.
قال كده ولقيت تقريبا كل افراد العشيرة بيقربوا مني وبينحنوا قدامي وكل حد منهم بيقدملي زهرة وصف جمالها صعب ومستحيل اوصل مداه بالكلام، المملكة دي جمالها خلاني اتمنى اموت علشان اشوف شكل الجنة هيكون عامل ازاي، لما تكون دي مملكة لمخلوقات ربنا خلقها فى الدنيا، اومال الجنة اللى هيكتبها لينا فى الأخرة هتكون عاملة ازاي؟ الريحة اللى كانت مالية المملكة تخليني احس اني طايرة ومش على الارض، ابتساماتهم حتى الاطياف منهم كانت بتقدر تسحر العين من غير كلام، كل حاجة من اكمل ما يكون، حتى لما قالوا ليا:
– سليلة الأشراف، لكِ كُل الشُكر على ما فضّلكِ الله به عن عشيرتنا بأكملِها.
كانت نغمة فى ودني حرفياً، مش عايزاهم يسكتوا، حتى لو بيقولوا اي حاجة تانية، المهم صوتهم يفضل يرن فى ودني، لكن خسارة بعد تقديمهم الزهر قدامي وحطوه عند رجلي وقالوا اللى قالوه، اتكلم الملك قالهم:
– عليكم سلام الله.
بمجرد ما قال كده اختفوا من قدامي، وهنا ظهرت فجأة كراسي من الكريستال، مش كرسي واحد…كانوا 3 كراسي…اول ما شافتهم ابرار فهمت هي انها مالهاش مكان فى الوقت ده معانا، وشاورلها الملك بسلسال الزهر اللى فى ايده وفهمت هي واختفيت من قدامنا بعد ما انحنيت قدامي وحطيتلي زهرة بلون البنفسج….لكن كانت بتبرق وكأنها مطرزة بالماس، كنت همد ايدي اخدها منها لكن الملك قاللي:
– سيبها واقعدي مكانك يا فيروزة.
عيني كانت طالعة عليها لكن قعدت، قعد هو وشاور لأصلان اللى قعد على الكرسي اللى جنبه، واتكلم الملك وقال:
– جه دلوقتي ميعاد العقاب يا فيروزة، انتي السبب فى اللى حصل واللى كان ممكن يحصل، وزى ما قدرتي تساعدي اصلان وقدمنا ليكي الشُكر، انتي برضو اللى كان ممكن تتسببي فى حرب مالهاش نهاية بين عشيرتنا وعشيرة ابليس بسبب لحظة استسلام لتفكير خلاكي تفتحي باب ليهم…او مش تفتحي الباب، انتي واربتيه بس.
قاطعته بفضول:
– هو انا عملت ايه اصلا؟ ايه اللى …..
قاطعني الملك وقاللي:
– لما اتكلم تسمعي للأخر.
سكت واتكسفت لما اتكلم معايا بحدة قدام اصلان اللى كان ساكت تماما وعينه مش بتيجي ناحيتي اصلا، كمل الملك كلامه وقاللي:
– عايزة تعرفي انتي عملتي ايه؟
هزيت رأسي بالموافقة طبعا ومقدرتش اتكلم علشان ميكسفنيش تاني، اتكلم هو وقال:
– قدرتي تساعدي هانم وابنها، وده ربنا اراد انه يكافئك عنه، الزهرة الذهب دى ربنا زرعها فى بطنك علشان تكون ذرية صالحة ليكي بأمره وأذنه.
فرحت والضحكة كانت على وشي طالعة من قلبي، لكن بسرعة ضيعلي ضحكتي لما قال:
– بس قدروا هما يدخلوا ليكي من باب عقلك…عقلك اللى قدروا يصورولك عن طريقه انك بتحبي اصلان، اللى قدروا يوصلوا ليكي انك تعترفي بحبك له وانتي على ذمة مسلم….
قاطعته وعيني كانت بتطلع نار من صدمتي وكسوفي:
– أأأأيييييييه؟! حب ايه؟ اعترف بأيه ولمين؟
الملك:
– ايوة يا فيروزة، انتي بكل ابواب الشيطان المقفولة ناحيتك للحظة واحدة بس وبمجرد ما بصيتي لأصلان باعجاب قدروا يوصلوا ليكي، وسوسولك تعترفي بشئ مالهوش اساس، وبأعترافك ده وصلت ليكي ميمونة واتفتح ليهم البيت المقفول من سنين بسبب قوة المفتاح…اللى هو جدك، اللى مقدروش عليه معاه قدروا عليه معاكي، مملكتنا هدف لأبليس من بداية الخلق، احنا بنهدم كل اللى هو بيسعى له، وهو بيحاول يحاربنا بالبشر…والهدف المهم بالنسباله كان انه يوصل لمملكتنا عن طريق واحد من البشر، وطريقنا مش اي بشري بيقدر يوصل له، جدك كان يقدر…لكن كان اقوى من انهم يقدروا عليه بكل المغريات اللى حطوها قدامه.
عيني دمعت من ضعفي، لقيت نفسي بتكلم:
– انا مش فاكرة، ولا عارفة ازاي عملت كده.
اتكلم الملك وقال:
– نظرة الاعجاب منك لأصلان وانتي على سجادة الصلاة كانت اهم معبر ليهم، كانوا مستنيين لحظة تضعفي فيها وتنسي دينك اللى يمنعك تعترفي بحاجة زى دي وانتي واحدة عارفة ربها واصول دينها وعلى ذمة راجل من الصالحين، اعترافك كان ضعف لأيمانك ودي لحظة سيطرتهم عليكي وطبعا مش هيلاقوا اكفأ من ميمونة بنت ابليس بذاتها اللى تتملك منك وتوصل للبيت المُحصّن من عقود.
اتكلمت وقولتله:
– طيب انا وضعفت، ايه اللى يخليها تقدر تسيطر على اصلان وهو واحد منكم؟
رد الملك وقال بحزن:
– لان تفكير اصلان فى اللى انتي قولتيه، وانه ياخد وقت يرد عليكي فيه كمان ده خلاه فى لحظة يتسم بسمة من سمات البشر، وهي الضعف، التفكير فى امر مش محتاج رد ضعفه ولحظة الضعف دي خليت ميمونة تسيطر على قوته وبيها مقدرش يمتلك القدرة على الرجوع للمملكة، وبطلاسمها قيدته وربطت لسانه، قدرات ميمونة لا يسُتهان بها.
اتكلمت:
– بس انا…
قاطعني وقاللي:
– انتي بتحبي جوزك وراضية، لكن زى ما قولتلك الضعف من سمات البشر، لما يكون البشري ده مفتاح لمملكة من ممالك عشيرة من الجن…مينفعش يكون ضعيف.
حطيت عيني فى الارض وكمل وقاللي:
– كان صعب نطلع للعالم بتاعك بوجودهم وسيطرتهم على ابواب الوصول، وعلشان كده كان لازم نوصل ليكي عن طريق روح طاهرة، ولأن ابن هانم اصغر الارواح واطهرها فى البيت تواصلنا مع روحه من خلال أنور…هو كان يقدر يتواصل معاه…مكانش هينفع نتواصل مع بشر ولازم وسيط، وانور خير وسيط، كل اللى كنا نقدر نعمله، اننا نسيطر على طيف الطفل ونسمح له بأنه يظهر قدامك ويدلك على الطريق اللى بيه يرجع اصلان لمكانه، ويتقفل الطريق قصاد ميمونة وابليس واتباعهم.
بص الملك لأصلان وقاله:
– مش هلومك على انك رفضت اللى هي قالته، لكن هلومك لانك سمحت لنفسك تجادل فى امر من امور البشر، جدالك ليها كان يبقى فى مملكتنا، لكن فى عالمهم فأنت سلمت نفسك لصفاتهم وعيوبهم، ولحظة اتسببت فى كارثة كانت ممكن توصلنا لحرب عنيفة.
أصلان:
– صدقني جلالتك، كنت عايزها ترجع لرشدها، الله اعلى واعلم من اني افهم انها وسوسة، قناعتي بأنها مفتاح مملكتنا خلاني استبعد سيطرة ملعون من ملاعينهم عليها.
الملك:
– حرق ميمونة كان درس ليك ولفيروزة يا اصلان، لكن لو مقدرناش نتواصل مع فيروزة تفتكر كان هيحصل ايه؟ لو مقدرش انور يلاقي اللى يتواصل معاه بسبب صعوبة التواصل مع فيروزة نفسها بعد اللى حصل لانهم محاصرينها كان هيبقى ايه المصير اللى تقابله انت او هي…واللمملكة؟
قام اصلان من مكانه ووقف قصاد الملك وركع على ركبة ونص وبص للملك وقاله:
– ذنب أقترفته دون ان اعلم، ولكنني ارجوا العفو، عفو الله عن ذنبي، ومن بعد عفوه ورضاه، لا ارجوا سوى عفوك عن خطأ كان سيؤدي بهلاك ودمار لعشيرتي.
الملك اتكلم وهو بيشاورله يقوم من الارض ويقعد مكانه تاني:
– الله غفور رحيم…للجن وللبشر، ولكن ليس لكل خطأ فرصة للتصحيح، ولذلك فعليكم الحرص الا يتكرر اي خطأ منذ الأن، اي خطأ جني…وبشرية، لن اقبل ولن اسمح بذلك، وادعوا الله ان يغفر لكم.
فى الوقت ده حسيت اني عايزة اتكلم:
– يعني انا دلوقتي الحاجة اللى كانت مخلياني مميزة واقدر اوصل للعالم بتاعكم راحت مني؟
اتكلم الملك بعد ما بص لأصلان اللى قعد مكانه وابتسم وقال:
– لاء، زى ما غلطتي زى ما صححتي، ودى فرصة اولى واخيرة، لكن رسالتك هتنفذيها من غير تواصل اصلان، هتحسي وتحاولي وتساعدي وتقدمي مما اعطاكي الله من غير مساعدة مننا، لكن حقك هو زهورك اللى ابرار قدمتلك اول واحدة على سريرك، مع كل مساعدة هتقدميها هتتقدملك زهرة جديدة، عن طريق ابرار مش اصلان، من اليوم انتي هتنسي انك قابلتي اصلان، وهو من اللحظة هينسى ان فيه بشرية اسمها فيروز بنتواصل معاها، رحلتك للعالم بتاعنا هتكون عن طريق ابرار اللى مينفعش تعرف حقيقة اللى حصل، مش هقبل انها تعرف بأن جوزها ضعف واخد عيب من عيوب البشر ولو لجزء من اللحظة…
قولتله:
– اومال هتعرف ايه طيب علشان انا هبقى مكسوف…
قاطعني وابتسم:
– مش من حقك تعرفي او تسألي، امورنا خاصة بالعالم بتاعنا، اللى عليكي ان فى اى رحلة من رحلاتها بيكي من او الى العالم بتاعنا، متتكلميش او تفتحي اي حاجة خاصة باللي حصل.
كنت متضايقة لأني كنت ضعيفة ولو للحظة، كمل كلامه وقاللي:
– انتي بشر، وارد تغلطي، لكن ثقتنا فيكي كانت جاية من ثقتنا فى انور، خيبتي الثقة دي لكن مش لدرجة اننا نسحب رسالتك منك، لا تتوقفي عن تقديم المساعدة، ومن دون تدخُلنا…اما جوزك فهينسى اللى شافه بينك وبين ميمونة، هينساه ومش هيسأل فيه، الكدب ليكي مش مسموح، ولو عايزة تتواصلي انتي معانا يا فيروزة، هتنزلي السرداب وترددي…
– (بسم الله الرحمن الرحيم)
– (قُل اوحي إلىّ إنهُ استمع نفر من الجِنّ) 7 مرات وابرار هتظهرلك وتجاوبك، وهتيجي للمملكة وقت ما يكون فيه حاجة لوجودك هنا، ومتنسيش يا فيروزة زى ما فيه عقاب…فيه ثواب.
قبل ما اتكلم او اعتذر او اقول اي كلمة، لقيت نفسي فى الطريق لبيتي واوضتي ومعايا ابرار وطاير حوالينا كل الازهار اللى اتقدمتلي فى بداية وصولي، كنت من جوايا زعلانة جدا اني ضعفي وصلني لكده، لكن مبسوطة كمان اني لسه قدامي فرصة، وصلت وقبل ما اوصل للعالم بتاعي بخطوة قالتلي ابرار:
– الازهار دي هتكون على البوابة هنا يا فيروزة، بعدد الازهار دي هتلاقي حاجات هتفرحي بيها بتحصل معاكي، كل ما ده يحصل اعرفي ان دى زهرة شُكر من ازهارنا، بنشكُرك انك انقذتي اصلان والمملكة.
ابتسمت ووصلتني لأوضتي واختفيت، قعدت مكاني مش مصدقة كل اللى حصل، انا حرقت شيطانة بنت شيطان، فتحت مجال لدخولهم بيت مقدروش يدخلوه من زمن الزمن، حتى الناس الضعيفة اللى كانت بتعيش فى البيت ده ولهم مجال فى انهم يفتحوا طريق للملاعين دول كانوا بيقابلوا مصير يستاهلوه لكن مكانش حد بيسمح ليهم بأنهم يكونوا معبر للشياطين يدخلوا عن طريقهم البيت، لكن يوم ما يوصلوا للبيت يوصلوا من خلال مفتاح من مفاتيح المملكة؟ دي كانت من اكتر الحاجات اللى وجعاني، فرصتي لازم استغلها، اصلان احساسي بيه كان مجرد محاولات وسوسة منهم مش اكتر، انا بحب جوزي وراضية بيه وعايزاه وعايزة اكمل عمري كله معاه، عايزة استحق اني اكون من نسل الاشراف اللى بيكونوا مفاتيح لخير مالهوش نهاية بيبعتوا ربنا عن طريق علامات واشارات وانا واحدة من الاشارات والعلامات دي، كان لازم انسى اصلان واي حاجة فكرت فيها من ناحيته سواء من جوايا او من وسوستهم، قررت اني لازم اساعد بأحساسي مش بمشاورتهم ليا عن اللى يستاهل او حتى ميستاهلش، انا قلبي مؤمن ولازم ايمانه يزيد ويقوى اكتر علشان اقدر احس واقدم اللى لازم اقدمه، ومن اليوم ده مبطلتش اصلي كل يوم ركعتين صلاة استغفار عن الذنب اللى عملته، مش هقول ان هانم كانت اخرهم، لالالا هانم كانت اخرهم، جه بعد هانم اللى زيها، وجه اللى كان رايح لطريق الشيطان بإرادته مش غصب عنه، فيه منهم اللى قدرته اساعده فى انه يرجع عن الطريق ده وبقاله مكان فى البيت، وفيه منهم اللى اختار طريقه ومتنازلش عنه، وده بقى نهايته بالنسبالي مكانتش معروفة، الغريب ان مع كل حاجة تستاهل وجودها فى البيت، كان بيفضالها مكان فعلا، مكنتش عارفة المكان ده بيفضى ازاي لكن فجأة الاقي مكان جديد فاضي لخير جديد، ومع كل خير جديد يدخل البيت عن طريق مساعدتي كان ربنا بيبعت ليا خير مالهوش نهاية، من اول فضل ابني الكبير، وابواب الرزق اللى كانت بتتفح لجوزي من غير سابق ترتيب، حبه ليا والقبول اللى ربنا حطه فى قلوب اي حد يقابلني او يتكلم معايا من ناحيتي، الرضا اللى كنا دايما عايشين فيه، البيت الهادي اللى مبتدخلهوش مشاكل حتى لو فيه اللي يسبب مشاكل، كانت بتتحل من حيث لا ندري، لما كنت بحتاج لأبرار فى حاجة كنت بطلبها بالطريقة اللى قاللي عليها الملك، ولما كان بيحب يقدم ليا الشُكر بنفسه كان بيبعت ابرار ليا تاخدني معاها، وبعد فترة طويلة من اللى بدأته ده لقيت طارق اخويا بيقولي:
– شامية عايزك فى حاجة.
قعدت معاه بعد ما كنت داخلة المطبخ اعمله حاجة يشربها:
– خير يا حبيبي.
طارق:
– طبعا انا دلوقتي بكلمك لأنك كبرتي وبقيتي ام وعارفة قيمة الضنا وهتفهمي اللى هقوله.
استغربت من الكلمة:
– الضنا؟! خير يا طارق فى ايه؟ خوفتني!
طارق:
– من اول ما هانم دخلت البيت ده وشوفتها وانا عايزها…عايز اتجوزها يعني.
شهقت وقولتله:
– تتجوز غريبة يا طارق؟ احنا من امتى حد فى العيلة اتجوز من براها؟
طارق:
– علشان نسل الاشراف يمتد وميخلصش، صح؟
رديت بقناعه:
– اه طبعا.
رد وقاللي:
– هي اللى بتعمله ده مش شرف يا شامية؟ تربيتها لأبنها ومحافظتها على نفسها ودينها وادبها واخلاقها بينا من يوم ما دخلت البيت مش شرف؟
بصراحة كان لازم اقول كلمة حق:
– اه طبعا شرف.
طارق:
– محدش بيشوف شعرة منها يا شامية، ابنها حافظ كتاب الله وهو فى السن ده، هي مش بتفوت فرض، بتخدمك انتي وامي بعنيها وبكل نفس راضية وحب وعلطول حامدة وشاكرة…تفتكري كده مش هتساعد فى امتداد نسل الاشراف يا شامية؟
كلامه مينفعش يتقال عليه لاء، لكن كان عندي رد:
– تفتكر ابوك وامك هيرضوا بأنك تتجوز من برة العيلة وكمان واحدة اتجوزت وخلفت؟
رد وقاللي:
– وعلشان انتي اختي الوحيدة، وعلشان انتي اللى امك وابوكي مبيقدروش يرفضوا ليكي طلب بسبب طريقتك فى انك تخليهم يوافقوا، هتساعديني لأني عايز اتجوزها.
قولتله:
– هي عارفة؟ اقصد هانم عارفة؟
طارق:
– ولا فيه بيني وبينها كلمة واحدة من يوم ما دخلت البيت، ولا حتى بينها وبين ياسين، مبتتكلمش غير معاكي ومع امك بس، مبسمعش صوتها يا شامية.
بصراحة هي فعلا مفيش فيها غلطة، وعلشان كده قولت لطارق:
– طيب يا طارق سيبني الليلة وبكرة هنزلكم ونشوف الموضوع ده.
فعلا نزل طارق وانا من جوايا مقتنعة ان مستحيل ده يحصل، لكن لأول مرة من وقت رسالتي فى البيت القديم اشوف الملك مذهب فى الحلم وهو بيقولي:
– ساعديه يا فيروزة، اخوكي مش غريب عنك لكن محتاجلك تساعديه، ساعديه لانه محتاجها…محتاج المساعدة.
مخدتش فرصة ارد عليه اختفى من الحلم، فتحت عيني ا دور عليه قولت:
– يمكن حقيقة ومش حلم.
لكن ملقيتهوش، كل اللى حصل ان الفجر اذن، وحسيت ان دى اول مساعدة يساعدوني بيها من وقت غلطتي اللى غلطتها، وعلشان كده صليت الفجر ونزلت لأبويا وامي بعد ما طلبت من اسماعيل وقولتله، فى البداية اتخض لكن لما قولتله:
– هنزل اتكلم مع امي وابويا ضروري فى موضوع مهم.
استغرب شوية فى البداية، لكن هو عارف ان اوقات بعمل كده لما بيكون ليا طلب يخص اوضة من اوض البيت وعايزة اسكّنها لحد محتاج لسكن، امي قلقت اول ما شافتني:
– خير يا شامية يا بنتي؟ مين المرة دي.
دخلت وقولتلها بسرعة:
– بقولك ايه ياما، طارق هيتجوز هانم.
ابويا طلع من اوضته على صوتي وهو بيسبّح:
– قولتي ايه يا شامية؟
قولتله:
– هانم يابا، نجوزها لطارق.
ابويا:
– من امتى يا شامية…..
قاطعته بأدب:
– يابا والله والله اللى بطلبه ده جالي هاتف بيه، يابا انا حلمت بأن الخير لطارق فى جوازه من هانم، هيربي يتيم ويكسب ثوابهن وهي هتكون وش الخير كله عليه، زى ما هي مع قدومها للبيت اتفتحت لينا ابواب كتير، يعني وشها حلو علينا، نسل الاشراف مش هينتهي بجوازه من هانم يابا.
طبعا الموضوع كان صعب جدا، لكن مع كُتر الزن ومحاولاتي فى اني اقنع ابويا وامي، اخد الكلام والمحاولة وقت طويل من ساعة الفجر لحد 8 الصبح، بنتكلم كتير وبقنعهم بكل الطُرق لحد ما في النهاية خلص الكلام على زغروطة امي….. ايووووة اقتنعوا، وكانت فرحة هانم بطلبنا ليها للجواز من طارق ما بعدها فرحة، اخويا كان اب لأبنها، افتحت له ابواب خير مبتتقفلش، راحت هي وهو وطارق الصغير زاروا بيت ربنا اكتر من 14 مرة، خلفوا 3 بنات وكان طارق الصغير هو الابن الاكبر لأخويا والسند بعد ربنا، كلنا حياتنا كلها خير زى ما اتعودنا، يمكن الخير زاد اكتر من الاول علينا كلنا، بروح لسه كل فترة وفترة بعيدة للمملكة عن طريق ابرار، بشوف احيانا عقاب لملاعين اتبعوا طريق الشيطان فى المملكة، وبشوف الجمال ولخيال كله فيها برضو، ولادي مختلفوش عن طبيعتنا وطبيعة اصلنا وتربيتنا، حتى جوازة ياسين من بنت عمي اخت اسماعيل كلها هدوء، احنا عيلة بعيدة عن اي حاجة وحشة، بعيدة عن اي شر، اه ربنا بيبتلينا احيانا زى كل البشر، بنتعب شوية، بنزعل شوية من الفراق، لكن حال الدنيا، احنا فى الاخر بشر، دى الرُسُل بتموت أحنا هنكون خالدين يعني؟ لكن فى الأجمال حياتنا من اهدا ما يكون، كلنا…كل العيلة وكأن الشيطان مقدرش على حد فينا، وكأن حكاية جدي كانت قوة لينا بتساعدنا اننا نكون دايما النسل اللى لازم يمتد، مفيش مفاتيح تانية من بعدي وصلت لحد دلوقتي، ومش عارفة فى اي زمن ممكن يكون فيه حد غيري يقدر يوصل للمملكة، لكن انا برغم سني اللى كبر، وولادي اللى اتجوزوا، والبيت اللى سيبناه من سنين، واخواتي اللى سافروا، وابويا وامي اللى اتوفوا…الا اني فخورة بكل اللى عيشته..ولسه بعيشه، انا رحلاتي للمملكة منتهتش، مع كل زيارة للبيت القديم لازم يكون ليا رحلة للمملكة، اصل رسالتي موقفتش عند المدة المحددة، انا مقدرتش امنع نفسي من اللى بدأته من اول هانم لحد دلوقتي، اه مش كلهم بوفرلهم اوض فى البيت القديم، لكن مقدرش مقدمش مساعدة للي محتاجها، بأي شكل وبأي طريقة، ربنا دايما كان بيقدرني اني اساعد، وده كان بيخليهم يرحبوا بيا كل ما بروح زيارة لبيتنا القديم، عندي 65 سنة دلوقتي ولسه بحس بخفة وفرحة بنت ال16 اللى بتروح المملكة لأول مرة، دراستي كملتها من زمان وعلى قد كل اللى اتعلمته، الا ان اللى اتعلمته من اللى شوفته فى المملكة كان قادر يعيش معايا لحد دلوقتي، وهيفضل عايش لحد ما روحي تفارقني……الخير جوانا، والشر وسوسة من الشيطان، بلاش نستسلم ولو لحظة لوسوسته لأنها قادرة تدمرنا، قادرة تهدم حاجات قعدنا نبني فيها زمن بحاله، الخير دايما طريقه فرحة، طريقه هدوء، طريقه راحة وسلام، انا عيشت رحلة فى البيت القديم مستحيل يكون فيه رحلة فى عالم البشر تساوي تميزها وجمالها والدروس اللى فيها، انا عايشة بين عالمين، ومرتاحة ومبسوطة وانا بينهم ومش عايزة افارق عالم منهم…لكن حال الدنيا كلنا فى النهاية مفارقين.
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى