روايات

رواية بيت القاسم الفصل السادس عشر 16 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم الفصل السادس عشر 16 بقلم ريهام محمود

رواية بيت القاسم البارت السادس عشر

رواية بيت القاسم الجزء السادس عشر

رواية بيت القاسم
رواية بيت القاسم

رواية بيت القاسم الحلقة السادسة عشر

.. … “بشقة كمال”
.. الوقت ليلاً ولم يكن متأخراً، ملَّ من وجوده معظم الوقت بغرفته فقرر الخروج والجلوس معها أو على قلبها كليهما أصح وأقرب..
جلس وهو يتنفس بقوة على الأريكة المقابلة للتلفاز والمجاورة لأريكتها، كانت تضطجع بأريحية تتلاعب بخصلاتها بدلال لايليق بسواها، غير عابئة بمن جاء و يراقبها ، ترتدي منامة صيفية ذات سروال واسع .. شاكراً لأفضالها لا تظهر شيئا اليوم ..
وقد غفا الصغار، وقررت هي من تلقاء نفسها أن من بعد العاشرة سيكون وقتها هي.. وهو كالعادة لا وجود له بالجدول..!
تتابع مسلسل تركي، حلقاته طويلة لا تنتهي، هو يكره المسلسلات التركية، يكره المسلسلات عموماً.. مندمجه في تفاصيل المسلسل وهو مندمج بتفاصيلها…
.. هو رجل تخطى الأربعين بثلاث ولا يعيبه شئ إن أراد الزواج سيتزوج..
ولكنها ولسبب غريب تعجبه يريدها هي.. وجودها يوقظ به مشاعر كان قد دفنها تزامناً مع مرض خديجة ووفاتها، أطراف خصلاتها العسليه تستفزه بأن يتلاعب بها هو بأصابعه بدلاً من أصابعها هي.. ذراعيها الناعمتين لا يزال يتذكر ملمسهما، ولطافة وجودها بـ حيزه..
.. سيبدأ هو، ستكون المبادرة له، وقد قالها صريحة أمام نفسه..
هو لايريد الزواج من أجل الزواج والاستقرار.. هو يريدها هي كزوجة دوناً عن غيرها.!!
وتلك ستكون فرصتها معه.. إما زوجة أو طلاق..!
.. كان المشهد بالمسلسل أمامه رومانسي.. هو رجلُ عملي بطبعه لن يهتم بالرومانسية ولم يفهم شئ من الدبلجة السورية، ولكن جذبه المشهد م.
ووقت المشهد أشاحت بوجهها وقد أحرجها وجوده بـ هاته اللحظة،
ولم يخجل أو يتوتر مثلها ،
بل استمتع بالموقف وتمطأ بذراعيه يفردهما على طول الأريكة.ط

 

 

بجرأة عكس طبعه الهادئ وسنوات عمره التي أهدته الرزانة حمحم بخشونة.. وقد تلبس وضعية الزوج المصري..
-حضريلي الهدوم عشان هاخد شاور..
رفعت عيناها كالطلقة، وقد اتسعت حدقتاها بذهول مضاعف..
-نعم!!
.. والحُجة باطلة والوقاحة سيدة الموقف.. عاملها كمعتوهة لم تفهمه فغير طريقته..
-هاتيلي هدوم عشان هستحمى..
وقبل أن تنطق تركها وسار صوب الحمام، لم يلتفت ليرى فاهها المفتوح باتساع وقد صُعقت ولكنه تخيل منظرها فضحك بخفوت قبل أن يغلق باب الحمام…
…وبعد دقائق كانت تقف قريبة من الباب بعد أن طرقته بخفه مرغمة على ماتفعله.. والحرج والخجل يحرقان بشرتها ،
ففتحه هو على الفور يميل برأسه وخصلاته المبتلة، تتساقط المياه أرضاً من جسده ولا يهتم..
كانت توليه ظهرها منكمشة بجسدها بعيداً عنه، تغمض عينيها بشدة تعتصرهما.. تناوله بذراعٍ مفرود ملابسه وقد جعدتهم كــ كومة قش
-قربي هطول الفوطة إزاي وانتي بعيدة كدة.!!
وقد نال الشهقة واتساع العينين، وثبتت مكانها بصدمة.. فتابع هو بوقاحة شاب.. أو عريس يستدرج عروسه!
-هتقربي ولا أخرج أخذها أنا..
انا معنديش مشكلة اخرج كدة المشكلة فيكي انتي..!
شهقت بذعر وتخيلها لما قاله جعلها تلقي بثيابه أرضاً وتركض فوراً من مكانها، ويبدو أن اليوم وللأسف ستترك مسلسلها وستنام مبكراً..
وأبتسم هو على إثرها بثعلبيه وعيناه ترسل شرارات مكر والجو بات يعجبه ويستهويه،
وقد تأكد بأن الأمور لن تأتي إلا بتلك الطريقة….!
……….
.. كان عاصم يستند بثقل جسده على مقدمة سيارته، ينتظر زياد بعد أن هاتفه وطلب لقاءه ،
كان متهالك القوى.. متهدل الكتفين وعيناه غائرة..

 

 

من هيئته تشع التعاسة.. خصلاته كانت مبعثرة على جبينه.. يرتدي سروال رياضي وقميص قطني قصير الاكمام،
اعتدل قليلاً حينما رأي زياد يخرج من البوابة التابعة لسكنه،
ودون سلام قال زياد بقلق..
– ف ايه قلقتني؟!
– مخنوق يازياد هتجنن!
واستقام يعادل زياد بطوله يميل برأسه عليه وكان صادق.. والتعب واضح كالشمس على وجهه، وأنفاسه الثائرة..
.. فبعد بحث وسؤال هنا وهناك عن أمنية لم يجد لها أثر وكأنها سراب لا وجود لها.. ولولا الكدمة برأسه وبعض الصور لهما كان سيصدق بأنها لم تكن لها وجود من الأساس.. يتحدث هو بصوت ضائع وترك لزياد مواساته العقيمة..
-هتجنن يازياد ملهاش وجود نهائي.. السوشيال كلها قفلتها لا واتس ولا انستا
ولا أي حاجة حتى رقمها علطول خارج الخدمة.. هتجنن والله العظيم معقول يازياد كانت بتتسلي بيا؟!
-طب مسألتش أي حد ف النادي اللي كنتو بتتقابلو فيه عنها..
.. بأحباط قال..
– تفتكر دي حاجة تفوتني.. طبعاً سألت ومحدش يعرفها
حتى الأمن لما وريتهم صورتها قالو انها مش مشتركة اصلآ ف النادي وكانت بتدخل كـ ضيفة..
ولم يحرجه ولكنه وقت أن طلب رؤيتها أخبره عاصم بأنه لا يمتلك صورة لها، هذا ليس وقته.. عموماً موضوعه مع تلك الفتاه لا يستسيغه..
-طيب أهدى دلوقتي وأكيد بكرة هنلاقي حل.. ايه رأيك تطلع ترتاح عندي
أنا نيرة زي منتا عارف ويارا عند جدي اليومين دول..
.. ودون إلحاح من زياد وافق الآخر وقد سأم الوحدة وتعب..
وتلك المرة أدرك أنه فشل..
فشهر يار أشتاق..
شهر يار تغير..
شهريار وقع بمصيدة الحب..
ومرحباً بالغرق أن كان من أجل مجهولة لها عينان بلون العسل ….
……………..

 

 

من بين السطور يوجد سرد لم يقرأ.. سرد حزين لكاتب بائس قرر أن يكون بطل حكايته عاشق من طرفهِ وفقط ..”
.. “اليوم التالي عصرًا ”
كان قاسم يقف عاقداً ذراعيه أسفل صدره بأول الشارع التي تسكن به تلك المدعوة بـ هنا، ثائر هائج الجسد. أنفاسه متلاحقة سريعة تشي بنيران تشتعل بداخل صدره، يرتدي الأسود من قميص وسروال يحتويان غضبه،
نظر بساعة معصمه وقد زاد انتظاره للهانم من غضبه..
وسبب وجوده هُنا بشارعها.. اختفاء حنين المفاجئ.. وهاتفها المغلق…
فـ صباحاً استيقظ الجد ولم يجدها بفراشها وملابسها وحقيبتها وكل متعالقاتها موجوده بمكانها..
انتظر الجد حتى صلاة الجمعة أن تعود ربما اختنقت وارادت الخروج بمفردها دون قاسم وغضبه وتحكماته..
وبعد أداء الصلاة خاف الجد وتملكه القلق فهاتف قاسم على هاتفه وكان بالدكان وقتها.. وأخبره بعدم وجودها منذ الصباح الباكر.. فعاد فوراً..
.. يقوم بالاتصال برقمها يأتيه الرد بأنه مغلق..
تملكه الرعب وسيطر عليه الغضب وقد احتل رأسه ألف سؤال دون اجابه عن مكانها..
ومايرعبه أكثر هو هروبها….!!
وحاولت يارا احتواء غضبه بكلامها تطمأنه بأنها من الممكن أن تكون عند إحدى الصديقات..
وقد هاتف الجميع ولا أحد يعلم عنها شيئا..
الا هنا لا يمتلك رقماً لها ولا عنوان فساعدته يارا بأن سألت إحدى الصديقات المشتركة بينهما عن عنوانها ورقم هاتفها وأعطتهما له..
وها هي أمامه بعد أن طلبها وهددها أن لم تنزل له سيصعد وسيفضحها أمام أهلها..
دون كلام جذبها من معصمها بعنف واوقفها جانبا يشرف عليها بطوله والغضب الأسود يشتعل بحدقتيه..
– حنين فييين؟

 

 

.. وكانت صادقة باجابتها
– والله ما اعرف..!
ترتجف أمامه كعصفور مبتل، ولم يكترث بخوفها احتدت نبرته وبرقت عيناه بـ شر..
-قوليلي هي فين بدل مااطلع أعرف أهلك حقيقتك ال….
وآخرة كلامه كانت سبّه سمعتها ولم تتأثر .. هي اعتادت ع تلك السبّة وتستحقها ، أقسمت..
-والله العظيم مااعرف هي فين.. من وقت ماغابت من المدرسة بقالي كام يوم مااعرف عنها حاجة..
أطبق فكيه بـ حدة.. ولازال ممسكاً بمعصمها بعنف.. سأل بعصبية
-تعرفي مكان الواد اللي.. اللي كانت…. اللي كان بيشاغلها..
وكرامته تأبى تصديق أنها خانت.. يرمي السبب والعلة على الآخر..
وادّعت البراءة وتلونت بصدق لايليق بقسمات وجهها..
– لأ معرفوش.. ده أنا حتى والله قلتلها عيب ومتكلمهوش بس هي مهتمش ومعبرتش..
ومع امتعاض ملامحه لحديثها هاجمتها ذكرى أول مرة رأت قاسم من سنتين أعجبت به وهو لا، لم تنل منه غير نظرات ازدراء وترفع، رغم أنه لايعرف عنها شئ بوقتها..!
تهكم بـ تعالي وضيق..
-انتي هتصاحبيني .. انجزي تعرفي اي حاجة عن الواد ده ولا لأ؟!
تأوهت بخفوت من عنف مسكته لذراعها..
-صدقني ياقاسم أنا معرفش عنه حاجة غير أن اسمه رامي.. كانت قالت اسمه قدامي وهي بتكلمه ف الموبايل..
إذاً غريمه اسمه رامي ، والعقبى لبقية المعلومات عنه. ليته أمامه الآن.. لكاان..!
صك على أسنانه بغضب..
-لو عرفت إنك عارفة حاجة ومخبياها عليا همسح بيكي انتي وأهلك الأرض..
مفهوم!
رمقها بـ شر، فأتبعت سريعاً..
– مفهوم، صدقني والله.. ولو كلمتني أنا هكلمك وأقولك ..
………..

 

 

.. وعند مدخل البيت، رغم الفوضى واختفاء حنين وتوتر الجميع، رآها..
كانت تغادر البيت بينما هو يصعد ببطء مستفز يضع كفيه بجيبي سرواله الجينز الضيق ببرود، ورغم ذهوله من وجودها هنا.. بالمنزل، منزله..!
جذبه بريق عينيها القططي وبه شرارة ضيق من رؤيته، مشط بعينيه فستانها الأسود الضيق من أعلاه وواسع من آخره يظهر حجم خصرها والذي وللغرابه تاق بتلك اللحظة لاحتضانه، وغار من فكرة أن يراها غيره بنفس نظرته!!
وتعجب بداخله من تأثيرها الحديث به، لم يكن هكذا من قبل..
“وهكذا “تعني ضربات قلب متتالية تزيد عن الحد الطبيعي ف الدقيقة الواحدة عدة خفقات..
اقترب منها يهتف باسمها بتعجب..
-نورهان.. بتعملي إيه هنا؟!
أجابته بـ صلف شابه استنكار..
– هو أنا ممنوعة من دخول البيت ولا ايه ياأكرم..!
.. نفى، وكأنه ينفي عن نفسه تهمة.. برر وفند الأسباب يتعجب من تبدل الحال ..
– أنا مقولتش كدة.. بس كلامك أمبارح عكس وجودك هنا انهاردة..!
.. هتفت مؤكدة بنبرة واثقة.. نبرة لا تراجع بها..
-و أنا لسه عند كلامي ياأكرم.. أنا بس جيت عشان أجيب ملك لنيرة.. وزي ماقولتلك هظبط أموري وأخدها..
وولته ظهرها تنوي المغادرة ولكنها تذكرت شئ فالتفتت تتابع..
-و آآه هتشوفني هنا الفترة اللي جاية عشان هاجي أشوفها . لو هتضايق أنا ممكن أعرفك قبل مآاجي؟
وتجاهل ضيقها، وعبوس ملامحها.. اقترب منها. اقترب أكثر إلى أن اختلطت أنفاسهما، أحنى رأسه يوازي طولها، لتومض عيناه برغبة أشتعلت بحدقتيه همهم بنبرة أجشة..
-وأنا إيه هيضايقني.. شقتك فوق ولو عايزة تطلعي أنا معنديش مانع علفكرة!
.. ابتعدت فوراً، وكادت أن تتأثر بطريقته الحديثة والغريبة معها.. تلعثمت تحاول ألا تضعف أمامه.. ازدردت لعابها تتحاشى النظر إليه..
-أنا همشي عشان مجد سيباه لوحده..

 

 

وبنفس النبرة دون اقتراب ولكن البريق بعينيه زاد وهجاً أفضح عن مكنون دواخله.. يريدها الآن بأي شكل وسيكون غبيّ إن لم يستغل الفرصة..
-طيب انتي ممكن تجيبي مجد هنا لو عايزة يعني؟
رفعت نظراتها بحدة إليه.. وقد عاد القهر القديم وتملكها.. أشتعلت عيناها ببريق قوي..
-عشان بدل ماتعايرني لوحدي.. تعايره هو كمان.!
.. قالتها ولم تنتظر رد منه.. جمدت ملامحه وتخشب مكانه وهو يراها تنصرف دون أن تنظر خلفها… هز منكبيه بغضب وتعالي واستدار هو الآخر يردد بأنها الخاسرة بالتأكيد… .
………
.. يدور حول نفسه بعصبية وانفعال.. الساعة تخطت العاشرة مساءً ولم تعُد، ولم يجد لها أثر.. سيجن والجميع من حوله يهدؤونه رغم القلق الذي استعر بصدورهم أكثرمنه، بحث عند صديقاتها وبعض الأقارب من بعيد، والمستشفيات القريبة.. وأراد أن يبلغ عن اختفائها ولكن لابد من تجاوز غيابها أربع وعشرين ساعة،
معقول أن تكون هربت.. تركته!!
أيعقل أن يكافأ على حبه بجفاء ونكران جميل هكذا!
أقسم بداخله أن عادت بخير سيضربها، سيعاقبها أشد العقاب.. فقط أن تعود بخير.. يتمنى أن تكون بخير!
وصوت جده المنتحب يزيد من خوفه وقلقه وهو يضرب بكفيه المرتجفتين على فخذيه بوهن..
-هقول لأبوها إيه.. ده جاي بعد بكرة..!
وزاد انفعاله وهدر بعصبيه يواجه جده..
– انت اللي فارق معاك أبوها.. أنا حاسس ان قلبي هيقف لو حصل لها حاجة..
فأتاه الرد سريعاً من جده يلقى بالذنب على كتفه..
-ماهي مشيت بسببك، قولتلك متغصبش عليها مسمعتش كلامي..
تدخل كمال قبل أن تتصاعد الأمور وخاصةً وهو يرى انفعال قاسم وغضبه..
-ممكن تقعد ياقاسم وتهدى عشان إنت موترنا كلناا…
.. جلس مرغماً على أريكة جانبية بجوار أمه والتي بدورها ربتت على كتفه بحنو تطمأنه تهدأ من خوفه..
أمسك بهاتفه وقام بالاتصال بهاتفها للمرة المائة وتسعون دون أن ييأس وبكل مرة يكون الهاتف مغلق.. حاول الاتصال مرة أخرى ولكنه فصله مع صياح نيرة شقيقته التي كانت تقف بشباك البيت المطل على الشارع الرئيسي بأنها رأت حنين في طريقها إلى هنا…

 

 

انتفض الجميع من مكانهم.. وسبقهم قاسم إلى الدرج مسرعاً.. يأكل درجاته لاهثاً بعنف..
وفور مقابلتها وقف مصدوماً وقد بُهتت ملامحه، وقف مكانه كـ صنم.. والخطوات خلفه توقفت.. يرمقها بغضب من أعلى رأسها لأخمص قدمها
يتفحص هيئتها بغيظ والتغيرات التي أحدثتها، تقف أمامه غير مبالية بالنار المتقدة بين أضلعه وقد صبغت خصلاته العسلية بالأحمر وقامت بقصه ليوازي دوران وجهها، ترتدي بنطال ضيق قصير يتجاوز الركبة بـ انشين على أقصى تقدير..
سأل وقد تبدد القلق وحل الغضب..
– كنتي فين..؟
أجابت ببرود وبمنتهى البساطة.. ترفع حاجب وتحني الآخر..
-كنت مخنوقه وخرجت..
سأل من بين أسنانه..
-ايه اللي انتي عملاه ف نفسك ده..
ابتسمت بسماجة ورفعت اصابعها بتلقائية لخصلاتها المصبوغة حديثاً تتلاعب بها كي تستفزه..
– ايه رأيك حلو؟! تغيير…
هدر بها وقد استدعت شياطينه يردد كلمتها..
– تغيير…
-أمش ياقاسم وبكرة نتكلم..
قالها كمال.. يعلم جيداً بأن تلك الليلة لن تمر على خير.. جذبه من معصمه كي يخرج معه من بيت جده.. إلا أن الآخر نزع ذراعه واستدار لها وعفاريت الكون تتقافز أمامه، جذبها بعنف من ذراعها دون أن يهتم بصراخ جده به أو تأوهاتها من قوته، هدر بها والشرر تتقافز من عينيه..

 

 

-كنتي فين لحد دلوقتي.. انطقي..
هتفت بقوة تقف على أطراف حذائها ذو الكعب الرفيع تستطيل كي توازيه طولاً..
-ابعد عني انت ملكش حق تسألني أو تحاسبني..
ولطمة.. وتلك اول لطمة تنالها بعمرها.. وقبل أن تفيق من صدمتها كان يجذبها من خصلاتها للحمام.. فقفز كمال يفصل بينهما يهدر به وقد فُلت عياره..
-سيبها ياقاسم.. انت اتجننت خلاص ومش لاقيلك كبير..
أبعده قاسم وكانت الغلبة له.. أدخلها المرحاض عنوة يحني رأسها غصباً عنها أسفل الصبور بعد أن فتحه وتدفقت المياه منه.. يغسل خصلاتها..
يحاول أن يزيل صبغته.. وقد تملكه الجنون وانتهى
دفعه كمال من كتفيه وأخرجه خارج المرحاض بقوة وغضب.. يضربه على صدره بقبضتيه. . وأفعاله تلك لاترضيه..
-والله العظيم ياقاسم لو ماعديت الليلادي ومشيت.. لأكون انا بنفسي اللي طاردك برة البيت كله ..
ليقف في وجهه بعناد وتحدٍ.. يزعق
-مش همشي سيبني أربيها..
هدرت حنين بقوة به تحتمي خلف كمال.. جسدها كله يرتجف من الغل والغضب..
– إنت مش من حقك تعاملني كده..
مبحبكش، إيه أغنيهالك؟!
العيّلة اللي كانت ماسكة ف ديلك زمان ياقاسم كبرت.. كبرت وعرفت انك مش مناسب،!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت القاسم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى