روايات

رواية بنت المعلم الفصل السادس عشر 16 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل السادس عشر 16 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء السادس عشر

رواية بنت المعلم البارت السادس عشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة السادسة عشر

تقدمت بحنق مختطفة الهاتف من بين يديه هادره بضيق :
أنت معندكش دم وايه البرود العندك دا
دار أحمد بوجهه بملل ثم نهض من مقعده قائلاً :
يوه ياما هو انتِ كل ما تشوفي وشي تقطمي فيا، أعمل إيه يعني ما هي الـ مش عايزه ترجع
نكزته دولت في كتفه مردفه بغيظ :
ما أنت السبب يا وش الفقر،
ثم أكلمت وهي تجلس علي الاريكة :
بغباءك دا تضيع عز ملوش آخر ومش هنول حاجة
ابتسم أحمد بسخرية :
اه ما أهم حاجة الخير الورا اخوكي ومش مشكلة اولع أنا بقا
فتحت دولت عينيها علي وسعهم مردده بتعجب :
يا أهبل ما كل دا هيكون لمين، مش أحسن من الغرب الـ هيلهفوا كل حاجه في كرشهم
نظر أحمد إليها بنفاذ صبر وقال قبل أن يخرج :
والله أنا روحت واتمحلست وجيت علي نفسي عشان السنوريتا ترضي ومش عجيبها، رجعت كان بها مرجعتش تغور أنا مش عايز وجع دماغ
فارت الدماء غيظاً في رأسها من أسلوبه الاهوج في ضياع كنز ثمين بين يديهم، فهي تعلم جيداً النعيم الذي يكمن بعد وفاة أخيها، نهضت تخبر ريهام بأن تجهز سريعاً كي تذهب معها إلي بيت خالها كي تحاول مرضات هند في الرجوع فلن تسمح بأن تترك كل هذا الثراء دون المشاركة فيه بحصة الابنة البكر،
؛ ********
بعد أن تأكدت من شكل المائدة تقدمت إلي غرفة المعيشة كي تعلمه بالانتهاء من تحضير الطعام، سار خلفها بعد أن أغلق التلفاز دون أن يتحدث مما أثار فضولها في أسلوبه المتغير منذ يومين، جلس ثم اتبعته وبالمقابل طفليها، نظرت إليه ثم تسألت بقلق :
مالك يا مرتضي بقالك يومين مش طبيعي

 

 

اجابها بوجه مقتضب :
مفيش
رفعت حاجبيها باستنكار من نبرته الجامدة عكس طبعه الفكاهي، ثم أردفت متذكرة :
صحيح عشان منساش، أنا هخلص الورايا وهروح بيت بابا
توقف عن الأكل ثم سألها بجمود :
ليه
تعجبت من سؤاله ولكن انصاعت إليه مجيبه :
عادي هقعد مع هند شويه وبالمرة اختار الحاجات النقصاني لأنهم هيطلبوا طلبيه أول الشهر
ألقي الملعقة بعنف، ثم قال بحده وهو ينهض :
برحتك
رمقته وهو يخطو إلي غرفة بضيق من تصرفاته الغريبة وخاصة أمام أولادهم، أرجعت نظرها إلي أولادهم المتأملين ما يحدث في صمت ثم قالت وهي تنهض كي تلحقه :
كملوا اكلكم وبعدين روحوا علي اوضتكم
اتجهت خلفه بامتضاض لتجده يبدل ثيابه فقالت بضيق :
ممكن افهم في ايه وتصرفاتك غريبه كدا ليه
أكمل ارتداء سرواله متجاهلا حديثها مما ذاد من غضبها، فهدرت بصوت مرتفع :
لا دا أنت مش طبيعي، أنت عايز تعمل خناقة وخلاص
رفع نظره يرمقها بتحذير وقال بصرامة :
صوتك ميعلاش
ونهض بعد أن أخذ مستلزماته وخرج من المنزل مغلق الباب خلفه بعنف فقد طفح كيله من إهمالها إليه منذ اسبوع عكس روتينهم المعتاد وانشغالها بالذهاب إلي منزل والدها بشكل متكرر لتقصر معه بينما ظلت محلها تستشيط غضباً من تجاهله المعتمد وتصرفاته الغير مألوفة عليها، تنهدت بهدوء ثم خرجت لتنظيف المائدة لتجهز وتذهب لمنزل والدها، فهذا أفضل حل بدلاً من جلوسها بمفردها وتختلي بتفكيرها في تغيره المفاجئ،
؛********بقلم حسناء محمد سويلم
دلف للغرفة بغضب بعد أن سمع صوت صراخها وشاهقتها المتألمة، وقف بصدمة عندما رأي حالتها المزرية وبالرغم من ذلك لم يكتفي سالم بعد، صدح صوته الغاضب ينادي باسمه :
سالم
توقف سالم عن ضربها بالعصا احتراماً لوجود عمه فهو يكره ذلك الأسلوب الهمجي مع النساء، ولكن لم تترك وسيلة كي يرحمها بل كآنها تتلذذ بالضرب لتعاند أكثر وتخبره بكل جراءة أنها سوف تفضح سرهم أن أجبروا علي الزواج،
(اطلع بره)
كانت نبرة حازمة لا تحتمل النقاش من المعلم سالم، إنصاع إليه ملقي العصا من يده ثم خرج من الغرفة، ظل المعلم سالم يتأملها في صمت مستمع لصوت بكائها، تعجب من اخباره بأنها لازالت تتوعد إليهم بعد كل ذلك، فقد جن سالم سماع لتهديدها الصريح لهم أن أجبروها على شيء أنها لن تصمت وسوف تخبر الجميع بوقاحتها مع خطيبها السابق، اقترب منها يميل بجزعه هامس بهدوء:
مش عارف اذاي فيكي حيل بعد كل دا تقوحي بس ماشي
ارتعبت مي عندما علمت صاحب الهوية ولكن لن تسمح لهم بتدمير حياتها، رفعت نظرها بوهن وأردفت :
عملوا الانتو عوزينه بس أنا مش هسكت
تطلع إليها بهدوء كانت مقيدة اليدين وأثار ضرب العصي متفرقه في جسدها، ربما اختفت ملامحها من الكدمات والدماء السائلة من انفها، وتذكر حديث زينب عندما لجئت إليه قبل أن يقتلها سالم فمنذ ليلة أمس وهو مقيدها ويضربها بعنف حتي تردع ولكن يتيبس رأسها أكثر، مال مرة أخري يفك الاربطة المقيدة بها وقال :
قومي يا مي البسي
فركت يدها بألم من شدة تقيدها بعنف، ثم سألته بتلجلج :
هاروح فين
اجابها وهو يخرج :
هتيجي عندي، ما إحنا مش هنستفاد حاجة لما اخوكي يروح في داهيه عشان حاجة ولا تسوي
تنهدت براحه وحاولت النهوض مستندة علي الحائط فشعرت بأن عظام جسدها قد كسرت أو ربما حطمت،
؛ ******

 

 

علي الجهة الأخرى أمر المعلم سالم ابن أخوه بأن يسرع بالبحث عن نجار ويأتي به فوراً في منزله، وأجرى اتصالاً بزوجته بطهي أشهى المأكولات وصنع مائدة متميزة في أسرع وقت، بدأ في التحرك إلى منزله بعد أن خرجت مي خلفه تسير ببطء من ألم جسدها المتفرق،
وما ان دلفوا وقفت صباح بفزع عندما رأت هيئة مي لتشهق بخضه :
يانصبتي ايه العمل فيكي كدا
تجاهلها سالم ثم صاح علي هند لتأتي مسرعة ملبيه لندائه :
نعم يا بابا
أشار علي مي مردف :
خودي مي ساعديها تستحمي وتغير هدومها وشوفي اي مرهم مسكن ادهني جسمها
مدت هند يدها تسند مي التي تهللت أسرارها بنجاح خطتها، بينما تطلع المعلم إلي صباح وقال بأمر :
السفرة تتحط ومي تقعد تاكل لحد ما تشبع براحتها
ثم خرج تحت صدمة صباح التي لم تستوعب أن المائدة الضخمة التي تصنعها نادية ونجاة بالداخل إلي مي فقط، قطع تفكيرها دلوف مها بوجهه مقتضب فقالت بحنق :
خير داخله وبوزك شبرين ليه
اجابتها وهي تشلح حجابها :
مفيش، هي فين هند
غمغمت بضيق :
جوه مع بنت عمك
تعجبت مها ولكن لم تضيف كثيراً لتدخل وتعرف من بالداخل، تحركت صباح لتخبرهم بأمر المعلم الغريب كي يسرعوا قبل عودته حتي لا يقعوا تحت بطشه،
؛ ********
صوت أجراس خلخلها الضخم المطوق لعنق قدمها يصدح في الطريق بوضوح، ليلتفت المارة يتأملوا صاحبة الصوت التي كانت تتمخطر بميوعة وهي ترتدي عبائه منحوتة علي أنحاء جسدها باحترافية لتظهر بوضوح معالم أنوثتها، بالإضافة إلي الحجاب الصغير المعلق بإهمال فوق شعرها الأسود الممزوج بخصل شقراء ظاهره بوضوح، تقدمت للمحل حاملة بيدها صينيه ممتلئة بأطباق شهيه صنعتها بنفسها من أجله،
: سلام عيلكو
رفع مرتضي نظره من الورق الموضوع أمامه مردد بضيق، فقد علم هويتها من رائحة عطرها القوي التي استطاعت أنفه تميزه قبل أن تدلف :
وعليكم
اقتربت نسرين بابتسامة عريضة من بين شفتيها المطلية بأحمر شفاه صارخ :
لمحتك وأنت معدي جاي المحل دلوقتي عرفت أنك مكلتش لأن دا معاد غداك
زفر مرتضى بملل من إصرارها علي الترقب منه بالرغم صده مرارا، ولكن من الواضح أنها لن تيأس بسهولة، لم تنتظر نسرين منه رد لتقترب وتضع الصينية أمامه مردفه بدلال:
عملتلك الاكل بـاديا لجل عيونك
رفع مرتضى حاجبيه بتعجب من جراءتها فرمقها لثوان مشمئز من رائحة عطرها التي قلبت امعاءه، وقال بامتضاض:
خودي صنيتك واتكلي على الله يا نسرين
استندت بمرفقها علي المكتب مغمغمه بكنغ :
يالهوي علي اسمي وهو طالع من لسانك

 

 

وقف مرتضي مردف بحده :
لا بقولك ايه اتلمي ولمي حاجتك وابعدني عني يا بنت الحلال عشان موركيش حاجة مش هتعجبك
ابتسمت بسماجه وقالت وهي تمضغ العلكة باستفزاز :
ومالوا اي حاجه منك علي قلبي زي العسل
ثم مالت بجزعها بوقاحة محاولة إغراء مرتضي الذي خرج من المحل عندما فهم نياتها الخبيثة، وما هي إلا ثوان خرجت خلفه حاملة الصينية وهمست قبل أن تغادر :
تحت امرك ياسي مرتضي يكش قلبك يحن عليا
ثم تحركت بميوعة أمامه وبعد عدة خطوات دارت إليه مرسلة قبلة في الهواء ثم غمزت بعينيها وأكملت سيرها بهدوء، تصنم مرتضي محله مذهول من وقحتها التي تخطت حدود الأدب والاحترام بمراحل، جال بنظره يري ما إن رآها أحد فلن يمر الأمر مرور الكرام إذا علمت مها بعودتها بالاحتكاك به فمنذ أن فتح المحل في تلك المنطقة وهي تحاول مجراته باي وسيلة،
؛**********
في منزل المعلم عزيز
التفت مايسه وفايزه حول يعقوب وبالمقابل لهم سميه وحسنيه، بعد دقائق ألقي يعقوب بعض الصور علي المنضدة بضجر مردف بجمود :
مش حلوين
شهقت مايسه مستنكره :
نعم اكتر من 10 بنات كلهم ملكات جمال مش عجبينك
اجابها بملل :
هو انتم الـ هتتجوزا ولا أنا
هتفت حسنيه بحزن:
يا بني لحد أمته، نفسي افرح بيك
اشتركت في الحديث أميمه زوجت عبدالله التي أتت للتو من المطبخ :
يمكن في حد في باله ومش عايز يقولنا
شرد يعقوب برهه في حديثها ليبستم تلقائياً عندما تذكر صاحبة الصوت الحنون والهادئ، غمغمت فايزة عندما لمحت شبه ابتسامة ظهرت علي ثغره :
اممم يعني كلام أميمه صح
تنحنح يعقوب ثم نهض مردف بجمود :
انتم شكلكم فاضين وأنا مش فايق ليكم
ما إن خرج ليبدأن في فك لغز ابتسامته المبهمة، والحديث المتبادل في اقتناء عروس أخري ذو جمال وعائلة مرموقة تتساوي معهم
؛********** بقلم حسناء محمد سويلم
بعد صلاة العصر وقف المعلم جابر والمعلم عبده أمام المسجد منتظرين خروج محمود والمعلم سالم، كي يتجهوا إلي منزل ميادة بعد أن تركوها ثلاث أيام كي تهدأ، رمق عبده ابنه بضيق وقابل محمود نظراته بلامبالاة فلم يشعر بالذنب سوي لأجل أطفاله،
رحب والد مياده بهم مضايفهم بحفاوة، لم ينتظر المعلم سالم كثيراً ليطلب دخول ميادة وما هي دقائق لتدلف بوجهه عبوس، بدأ المعلم سالم في حديثه الرزين قائلاً :
أنا مش هتكلم في الـ عدي سواء أنتِ غلطي أو محمود، وهعدي برده خروجك من بيتك يا مياده مع أن مأكد علي اي واحده فيكم يوم ما تحب تشتكي متطعلش وتقولي، بس هعتبر إن زعلك خالكي مفكرتيش، ومحمود جاي ومحقولك…
قاطعته مياده بحده :
لا يا معلم سالم مش هتعدي بأنه جاي ومحقولك وتسحبوني زي الجاموسة من علي الطوالة
غضب عبده طريقة حديثها الغير مهذب فقال بضيق :
من الأدب لما الكبير يتكلم متقطعوش يا بنت الأصول
جاء رد والد ميادة تلك المرة مبرر موقف ابنته:
ميادة متقصدش يا ابو محمود دا بس من زعلها
هتف جابر بصرامة :
ولو هي مش جديدة علينا وعارفه أصولنا
وقفت ميادة مشيحه بيدها :
هو دا كل الهمكم، والابنكم عمله هو دا الأصول والاحترام
صاح محمود بغضب :
ميادة الزمي حدودك واحترامي نفسك وأنتِ بتتكلمي

 

 

كادت ميادة بالرد عليه غير مهتمة لنظرات والدها المحذرة إليها، ولكن أردف المعلم سالم بهدوء :
والله عال وصوتكم علي واحنا قعدين
جلست ميادة مره أخري بامتضاض، فأكمل المعلم سالم بجمود :
عايزه ايه يا مياده طلباتك
هتفت بحده :
عايزه أطلق
صاح عبده في والد مياده بضيق :
متقول كلمة لبنتك وتعقلها بدل الهبل دا
ردت عليه مياده بكسره:
هبل، طيب أنا عايزه أعرف رايكم لو بنت من بناتكم جات لما عرفت ان جوزها راح أتقدم لوحده عشان بيحبها مع أن هي مقصرتش معاه في حاجة ولا مع عياله
أجابها محمود باستهجان :
لا اوعي تعيشي دور الضحية، أنا قبل ما أكتب عليكي اعترفتلك أن بحب واحده تانيه وأنتِ وفقتي وكملتي برضاكي، وبالمقابل عمري ما جيت عليكي في يوم ولا هنتك وكل طلباتك كانت أوامر
رقرقت الدموع في ملقتيها مردفه بصوت محشرج :
ولما أعرف أنك رايح تتجوز عليا لا وكمان بنت عمك
رد عليها بسلاسة جعلت بركانها يتمرد مره اخرى :
طالما هقدر اعدل بينكم وربنا موسع رزقي يبقا حقي وربنا حلله
تأملته بعجز ثم قالت وهي تخرج من الغرفة :
وانا مش راجعه وعايزه أطلق
هتف المعلم سالم وهو ينهض ثم اتبعه الباقية :
نستأذن احنا ولما ميادة تحب ترجع البيت بيتها
وما أن خرجوا من باب المنزل وقف محمود أمام عمه قائلاً بترجي :
بالله عليك ياعمي جوزني مروه واهي ميادة عايزه تطلق
رمقه المعلم سالم بحده ثم وجه حديثه الي عبده :
عقل ابنك يا عبده بدل ما عقله أنا
امسك جابر رأسه بألم فقرر العودة الي منزله ليسترح قليلاً ربما عاد ارتفاع ضغط دمه مما يراه، بينما تطلع عبده الي محمود وهمس بغضب :
متروحش المحل وارجع البيت عشان عايزك
زفر محمود بملل وها قد عادت مشاحنة جديدة مع والده ربما لن تكن هينه ولكن حتماً لن يتنازل عن حبه تلك المرة مهمها حدث ولو كلف حياته
؛********* بقلم حسناء محمد سويلم
عاد المعلم سالم الي منزله ثم طلب خيريه وأمل أن يأتوا الي مكتبه،
( السلام عليكم)
رد المعلم سالم عليهن ثم سمح لهن بالدلوف، جلست خيريه ومقابل لها أمل فرفع بعض الأوراق لهن قائلاً :
عايز منكم ميزانية المصنع بالتفاصيل في الوقت الحالي وفي قد ايه مخزون
أمأت خيريه مردفه:
تمام، بس احنا كل شهر بنعمل ميزانيه
اجابها بهدوء:
لا انا عايز خلال اليومين دول وبالتحديد سيولتنا قد ايه

 

 

سألته أمل بفضول :
خير يا بابا احنا غلطنا في حاجه
ارجع ظهره مستند علي المقعد بأريحيه ثم اجابها بشرود:
لا، لكن خلال شهر أرض الجناين هتتعرض في المزاد وانا محتاج الأرض دي، وفي نفس الوقت عامر الخولي عرض فكرة مشروع والمفروض هندخل مناصفة
تفهمن مقصده ولكن فضول خيريه لم يمنعها من سؤاله :
ممكن نعرف مشروع ايه
رد عليها بجمود :
كله في وقته
ثم نهض مغادر الغرفة تعجبت خيريه من تغير والدها معهم ولكن تحركت خلف أمل يصعدن الي غرفهن قبل خوفاً أن يثور عليهن،
اتجه المعلم سالم الي الغرفة القابعة بداخلها مي ليجد هند ومروه يجلسن معاها، أشار بعينه لهن لينفذوا أمره سريعاً بالخروج من الغرفة، في ذلك الوقت حاولت مي الوقوف ولكن خرجت منها صرخة خافته متألمة فقال بهدوء مريب:
متتعبيش نفسك
بلعت مي لعابها بصعوبة متوترة أو ربما مشتتة من عدم فهم ما ينوي فعله عمها، لا تنكر شعورها الارتياح بعد أن لقت استضافة لا مثيل لها في منزله ربما خوفاً من تهديها الصريح لهم، عادت إلي أرض الواقع عندما وجدته يقدم إليها طبق فارغ وملعقة فنظرت باستفهام إليه، قرء الأسئلة التي تدور في عقلها فهتف بجمود :
قومي ورايا
أمسكت الطبق والملعقة بيد مرتعشة ثم تحاملت علي نفسها ونهضت تجر قدمها خلفه، دب الرعب في قلبها عندما بدأت في الصعود خلفه حتي وصل لسطح البناية، ثم دار إليها مشير الي غرفة صغيره :
عارفه دي ايه
تأملتها لبرهه ثم حركت رأسها بالرفض، فتحرك باتجاه الغرفة حتي وقف في منتصفها، كانت غرفة منقسمه بـ لوح خشبي ضخم، قسم به فراش متهالك بعض الشيء ومنضدة صغيره عليها سخان كهربائي وبجانيه حقيبة بلاستيكية مجهولة الهوية، والقسم الآخر مرحاض صغير جدا ومن الواضح تركيبه حديثاً جدآ،
اخرج المعلم سالم من جيب جلبابه حقيبة صغيره واضع اياه علي المنضدة :
دي مراهم ومسكنات هتحتاجيهم
خرجت الحروف بصعوبة من جوفها قائلة بتعلثم:
هو احنا هنا ليه
اقترب منها مجيبها بدهاء :
أنا يا مي عشت حياتي كلها الناس بتحترمني واسمي ليه شنه ورنه، وسمعتي سابقاني والناس كلها بتحلف بعلتنا،
ثم أكمل بشراسة :
تيجي عيلة ولا تسوي تدمر كل دا عشان خاطر هي عديمة الرباية
رجعت مي للخلف بذعر عندما قابلت نظراتها أعينه القاتمة، هتف مكمل :
طبعاً بعد الـ سالم عمله فيكي تأكدت انك نحستي وجلدك تخين، لكن مش عليا
تقدم لأول الغرفة مبتسم بريبه :
تكفيرا عن ذنوبك هتقعدي أسبوع هنا لوحدك واهو تصلي وتستغفري ربك، وعشان تفكري هتفضحينا إزاي علي رواقه
هرولت بفزع تجلس تحت قدمه تترجاه :
لا يا عمي متعملش فيا كدا انت مترضاش علي بناتك
نفض يدها بعيداً عنه هاتف بحده :
لو وحده من بناتي كان مطلعش عليها صبح، وكلمه زياده قسما بالله ليكونوا أسبوعين

 

 

وقفت بصعوبة تصيح بهستيريا :
هفضحكم والله لفضحكم
احتدت نظراته مردف بحده :
ومالوا نشوف رأيك دا هيستني بعد أسبوع ولا لا، ولو حكمت ما حد هيقطع لسانك غيري
ثم خرج مغلق الباب خلفه بالقفل المعدني وهبط قبل أن يرتكب جريمة تصيب اخوه بسكته قلبيه،

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى