روايات

رواية بنت المعلم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الثاني والعشرون

رواية بنت المعلم البارت الثاني والعشرون

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الثانية والعشرون

رهبه سرت في أوصالها…جف حلقها لدرجة شعورها بأن لعابها شوك يجرحها… توتر سيطر عليها ودون إرادة منها ارتعشت يدها بقوه
لفت انتباه حركت يدها الغريبة.. وحركت عينيها في الغرفة وكأنها تبحث عن طوق نجاتها، ابتسم علي تفكير هؤلاء الآباء ليضعوا به في تلك المواقف تحت ضغطهم.. تنحنح بخفة ثم اقترب قليلاً منها وهمس بجانبها لوجود والدته الجالسة علي بعد كافي تتأملهم بسعادة غامرة :
علي فكرا مبعضش
رمشت بأهدابها بتوتر مردف بتعلثم :
هه.. اه يعني
قاطعها بمزاح يجريها كي تهدأ من روعها :
شكلكم مدبسين زينا
أغمضت أمل عينيها بقوة فقد أوشكت علي البكاء من شدة خجلها المصحوب بتوتر… وقف عقلها عن التفكير، وفكرت الخروج من ذلك الموقف هو الذي يشغل بالها،
أخرجها من تفكيرها وهو يردف بهدوء :
أنا سفيان
هتفت هي الأخرى بهمس ومازالت تنظر إلي الجهة الأخرى :
أمل
:عاشت الاسامي
نطق بها بهدوء جعلها تهدأ قليلاً … شعر هو الآخر بأنها بدأت في الهدوء، ومن ثمّ بدأ في تقديم نفسه بشكل عام.. بدأت هي الأخرى مثله تقدم نفسها…. انشغلوا في الحديث المتبادل بأريحية، فقد استطاع بهدوئه ومزاحه بعد الأحيان في اذابه جليد التوتر والقلق رويدا رويدا ويسحبها معه في وقت لطيف بينهما،
علي الجهة الأخرى اقتضبت ملامح مروه من ذلك قليل الذوق والاحترام.. يجلس بجانبها يلهو في هاتفه متجاهلها تمام… دارت بوجهها تنظر إلي امل المندمجة في الحديث معه أخيه، ومقابل لهم والدتهم تتحدث مع تلك السيدة السمجة كما أطلقت عليها من كثرة حديثها المستفز بالنسبة إليها ..

 

 

عادت بنظرها إليه وقالت باستهجان :
هو حضرتك مش جاي معاهم
دار بوجهه يسألها بعدم فهم :
نعم ؟!
إجابته بسخرية :
يعني سمعت امك لما دخلت بتقول عريسان هو العريس عندك في التلفون
انكمش بين حاجبيه مردد باقتضاب :
امك
أشارت مروه علي والدته مردفه بتسأل :
مش دي امك برده ولا مرات ابوك
احتدت نبرة طلال مغمغم بضيق :
اسمعي يا حلوه هي ساعة هتتقضي ولما نمشي كل واحد هيقول مرتحش وخلصنا
رفعت مروه كتفيها ببراءة متمتم بسخرية :
والله قول أنت كدا، وأنا أقول الحصل عشان مش بحب أكدب
دار طلال كي يعتدل في جلسته مقابل لها، وقال بكبر :
اه أنتِ سمعتي كلمة مهندس ومصدقتي بقا واحد عمرك ما كنتي تحلمي بيه
صمت مروه لبرهه ثم سألته بجدية :
دا عيب خلقي ولا عيب ولادة ؟
قطب طلال جبينه باستفهام واردف بعدم فهم:
هي اي!!
إجابته بحنق.. فـ حظه وجود والدتها معهم إلا وكانت فتحت لجام لسانها وأعلمته كيف يتحدث معاها كهذا :
مناخيرك الطايلة السقف
رمقها من أسفل إلى أعلى باشمئزاز جعل معالم الاستغراب تعلو وجهها من سر تعامله الفظ… نهضت متمتمه بصوت منخفض :
والله لو ما كنت في بيتي لا كنت اخدتك غسيل ومكوي بس حظك
ثم تطلعت اليه باشمئزاز مماثل وقالت وهي تخرج :
يتك القرف
فتح طلال عينيه علي وسعهم .. ينظر إلي خطاها وهي تستأذن من والدتهم بالخروج .. قبض علي فكه بغضب من جراءتها في الحديث معه بالطريقة الوقحة،
وقف سفيان يودع امل بحزن مصطنع :
طيب والله ما اعرف الوقت عدي ازاي
ابتسمت أمل بهدوء ليكمل بحنو :
بس اكيد مش هتكون اخر مره
تحولت وجنينها بحمرة الخجل وتحركت بسرعة من أمامه دون أن تضيف أكثر… ابتسم هو بسعادة لزوال هم كان معلق علي صدره بعد أن أصر والده علي قرار زواجه هو وطلال من تلك العائلة .. شغل تفكيره زوجته المستقبلية المجهولة التي لا يعرف عنها سوي أنها ابنة كبير قريتهم حتي اسمها كان لا يعلمه…
(أنت واقف كدا ليه )

 

 

نظر سفيان الي طلال متعجب من حدت نبرته، فهو يعلم أن مجيئه لا يروق له خاصه بعد رفض والدهم طلب زواجه من أحدي صديقاته في العمل .. تحرك دون أن يتحدث معه خلف والدتهم بعد أن استأذنوا بالرحيل وانتظار رد الفتيات حتي تتم الخطبة، فلا داعي الاحتكاك الان وتعكير مزاجه بعد جلسته مع امل، بقلم حسناء محمد سويلم
؛**********
الفرق بين الحب والود… الحب ما سكن القلب .. أما الود ما ظهر في السلوك، فكل ودود مُحب وليس كل مُحب ودود…
( وما فائدة حبيب بسلوك فظ !! )
زفرت هند بملل وهي ترمق طاولة الطعام التي أعدتها منذ ساعتين بعد أن هاتفته وأكدت حضوره… وها هي تجلس بعد أن قامت بتسخين الطعام للمرة الثالثة علي التوالي..
نهضت تتجول في الشقة بعد جاءت بمساعده تنجز معاها تغير نظامها بناءً علي حماسها في تغير روتين حياتهم كليا….ابتسمت برضا لنجاحها في تنظيم مملكتها بشكل مختلف ويتناسب معاها….
تأملت الطاولة المزينة ببعض الشموع ذات الروائح الجميلة … تحسست باقة الزهور الوردية بأناملها لتظهر ابتسامة صغيره علي ثغرها لشعور أوراقها الرقيقة تداعب اوتار قلبها ليس يدها فقط… هبطت بجزعها العلوي تستنشق رائحته التي ملئت رأتها بعبيرها…. لبرهه تخيلت نفسها فراشه ملونه بالوان زاهيه تحلق فوق بستان من الزهور المختلفة في منتصف فصل الربيع، تمنت أن تجده في تلك اللحظة ويحلق بها فوق سحاب حياتهم بأحلامها الوردية….
أفاقت من غفلتها علي صوت فتح الباب، تنهدت بخفوت … ثم اتجهت سريعاً الي المرأة تتأكد من هيئتها،
جال بنظره سريعاً يلاحظ ذلك التغير المفاجئ في نظام شقته… وضع مفاتيحه علي المنضدة واتجه إلى الرائحة الشهية الأتية من غرفة المعيشة..
ابتسمت هند مردده بحنو عندما ظهر أمامها :
حمدالله على السلامه
أردف مازال عينيه تجول في المكان :
الله يسلمك
خطت اليه تمسك كفه ..مغمغمه وبسمتها تزين ثغرها :
مع أن زعلانه منك عشان اتأخرت بس يلا دلوقتي تعالي الحق الاكل قبل ما يبرد
ثبت في وقفته قائلاً بوجهه خال التعبير :
لا أكلت تحت مع معتصم
اختفت بسمتها سريعاً ثم هتفت معاتبة إياه بحزن :
طيب مش أنا كلمتك وقولتلك أن هحضر الاكل علي ما تيجي من الشغل
التفت يغادر الغرفة متمتم باللامبالاة :
عادي بقا مش مشكله
وكصبي صغير استطاع بنيان بيته بالمكعبات البلاستيكية الصغيرة بعد عناء جاء والده دون أن يلاحظ دفعه أثناء سيره…
شعور بالخزي امتلئ قلبها بعد أن كانت تحلق مع فراشته، نهضت تحمل الطعام للبراد فلن تستطيع بلغ شيء في جوفها بعد أن وضع شكوه في منتصف حلقها…
خرجت من المطبخ بسرعة بعد أن استمعت لصوت خطاه للخارج
: أحمد أنت خارج ؟!
ظهر التعجب في سؤالها بدرجة كبيرة، أجابها وهو يرتدي حذائه بعد أن أبدل ثيابه :
ايوا
وضعت المنشفة من يدها وقالت بحنق وهي تقترب منه :
أحمد انا من يوم ما رجعت مشفتكش دقيقتين علي بعض
رفع نظره هاتف بسخرية:
حاضر هيسب اشغالي واقعد جمبك
حاولت اخراج نبرتها بهدوء عكس ثورتها من سخريته البالغة :
بس أنت قولت أن احنا هنسافر أجازه واديني من ساعة ما جيت مقولتش حاجه عن الموضوع دا
ضرب بقدميه الأرض بخفه تلقائياً، ثم اقترب يقبل جبينها هاتف قبل أن يخرج :
مش فاضي يا هند، يلا سلام

 

 

جلست علي المقعد تسند وجنتيها علي راحة يدها تنظر بجمود أمامها … حقا لديه استطاعة في تدمير أوقاتها اللطيفة بكل بساطة،
ليما يكون الأذى من الأحبة !!
؛***********
عودة إلي منزل المعلم سالم داخل مكتبه بالتحديد، جلس متكأ علي مرفقه منهك في ذلك الملف الذي يحمل بعض الأوراق المهمة… في المقابل له جلست خيريه ورحمه يرجعن الاوراق المطلوبة منهن بخصوص تحضير مستلزمات تحضير المصنع الجديد،
رفعت رحمه نظرها تسأل خيريه بعدم فهم وهي تقدم إليها ورقه مدون فيها بعض الأرقام:
هي الارقام دي جات ازاي، الحساب دا غلط
صوب نظره إليهن منتظر ردها بهدوء.. رمقتها خيريه بحنق متمتم بضيق من فضح خطأ أمام والدهن :
شوفي تبع مين
رجعت رحمه بنظرها تتأكد من ثم غمغمت ببلاهة :
تقريبا تبع مروه
هتف متسائلاً عن ذات اللسان السليط :
هي فين
إجابته خيريه وهي تتأكد من وجود خطأ أم لا :
دخلت تضايف ضيوف ماما
سألها سالم مره اخري بترقب :
دخلت للناس !!
أمأت خيريه اليه، فقال متهكما :
يبقا مفيش جوازة من ولاد عادل
نظرت رحمه إلي خيريه بعدم فهم … بينما تمتمت خيريه باستغراب :
جوازة

 

 

تجاهل سالم تساؤلاتهن واردف بحزم :
بكرا عامر الخولي هيكون وصل من سفره، عايز الاوراق الـ هيجبها تتراجع وتدرس كويس أوي
تسألت تلك المرة رحمه بفضول :
عامر الخولي ليه شغل معانا ؟!
أجابها مقتصراً :
هيكون
واستطرد بجمود :
يلا كملوا لان اخركم بكرا في كل دا
دون تفكير عادت كل واحدة إلي الأوراق سريعاً كي ينتهين منها في الوقت المحدد… بينما اغلق هو الملف ونهض كي يعرف ما فعلته مصيبته مع ضيوفه، فكان من المفترض دخول خيريه بدلاً منها وهكذا كان حديثه مع صباح،
؛************ بقلم حسناء محمد سويلم
ارتجل من سيارته بعد أن أوقفها في مكانها المخصص، حامل باقة كبيرة من الزهور البيضاء … وفي اليد الأخرى حقيبة ورقيه مخصصه للهدايا بداخلها شئ ما لم تستطع تحديده….
تأملته وهو يدلف الي منزله بهيام، حاقده علي الموصوفة بزوجته… كم تتمني أن تحصل على ذلك اللقب معه لو لثوان،
( قومي يا ضنايا ادخلي وكفايكي احلام اكبر منك )
لفت نسرين إلي والدتها مردفه بغضب :
اكبر مني ليه يا ماما مشبهش ولا مشبهش
هتفت والدتها وهي تجلس علي الأريكة :
لا متشبهيش وكفايا التهزيق والكلام الـ زي السم الـ سمعناه منه
جلست نسرين علي الأريكة المقابلة لوالدتها تتذكر ليلة أمس عندما جاء مرتضي إليهم كي يردعها عن حياته، ألقي بكلماته الساخطة والغليظة علي مسامعها … ولم يكتفي بذلك بل انهي حديثه بتهديد صريح لها والدتها بأنه سوف يخرجهم من القرية إن لم تبتعد عنه،
والآن يحمل زهور وهدايا كي يرضيها علي حساب كرامتها… احتقن وجهها بالغيرة عندما تخيلتها بين أحضانه الآن بعد أن تحسن الوضع بينهم، توعدت بأنها لن تتركه إلا في مماتها أو مماته،
؛***
في داخل ذلك المنزل دلف مرتضي يبحث عنها بشوق وكأنها غابت عنه لأشهر … كانت تجلس في منتصف أولادها تساعدهم علي حل واجباتهم المدرسية، تعمدت تجاهله وانشغالها مع الاولاد.. ابتسم بمراوغة ثم قال بأمر :
قوم يا حبيبي أنت واخوك ادخلوا جوه عشان عايز ماما في موضوع مهم
ركض الصعيران بفرحة قدمت إليهم بسهولة والفرار من بطش أمهم في المذاكرة المملة… نهضت تلملم الكتب بضيق من تصرفه فقد اجلستهم بصعوبة من وقت اللعب
اقترب منها ثم أمسك معصمها يدريها إليه برفق .. نظرت إليه بغضب وعادت مره اخري إلي عملها، هتف بحنو عندما رأي الجمود يحتل تعبيرها:
وبعدين معاكي يا مها
نظرت إليه بحده متمتمه بكلمات غير مفهومة، عندما لم يجد منها رد أردف بـ لطف :
بلاش نعكر حياتنا علي الفاضي يا مها
وقفت عن حركتها .. تطلعت إليه مغمغه بسخريه :
اه عندك حق هو حصل حاجه دا يدوب جوزي راح لوحده بيتها، لا ودي مش اي واحده دي ست نسرين

 

 

هتف بامتضاض :
وأنتِ اعتراضك علي نسرين وعادي لو واحده تانيه
احتدت نظراتها ترمقه بغيظ.. لم يستطع كبح ابتسامته وقال بحب بثته أعينه قبل لسانه :
أنتِ عارفه أن مقدرش علي زعلك، ولا اقدر اعدي يوم من غير ما تكوني جمبي
اقتضبت بين حاجبيه بسخرية.. فسألها بجمود من نظراتها :
أنتِ عندك شكك في كدا
ثم دار يعود للغرفة المجاورة وعاد مره أخري حامل الباقة … قدمها إليها ثم أمسك كفها يقبله بحنان :
الورد للورد كله
ظهرت شبه بسمة فشلت في إخفائها… ضيق عينيه مردد بغيظ طفيف :
متتقلش علينا اوي كدا يا عمهم
أخرج يده الأخرى من خلف ظهره لتظهر الحقيبة الورقية بوضوح إليها… كان فضولها في معرفة محتوي الحقيبة أكثر من شعرها الغضب الذي بدأ يزول، قدم الحقيبة مردف بمراوغة :
لجل عيون حبيب القلب عشان يرضي علينا
تطلعت إليه واضعة الحقيبة والباقة علي الطاولة.. تقابلت النظرات لثوان قبل أن تقول متهكمه :
الغلط مش بيداوي بورد وهدايا يا مرتضي
رفع يده يفرك ذقنه النابتة.. ورد عليها بهدوء:
صح، لكن أنا قولتلك ايه وداني هناك واحده قد امي جات تطلب مني اساعدها في فك ابنوبة البوتجاز عشان معرفتش لا هي ولا بنتها، روحت اعملها ونسيت الولاعة عشان كنت بجربها
صاحت بغضب :
الهي كانت ولعت فيها عشان اخلص
وضع سبابته علي ثغرها يقطعها هامس :
لا متقوليش كدا لان الملايكه بترد عليكي بمثل ما دعايتي،
واستطرد بحنو :
وأنا مقدرش علي يمسك هوا
حسنا لن تستطيع إكمال تلك التمثيلية … ابتسمت برضا ثم أخذت الحقيبة تفتحها بـ لهفه مكسو بفضول، تنهد براحه عندما لمح بسمتها التي أسرت قلبه معاها،
بداخل الحقيبة علبه كبيرة الحجم مغلفة بطريقة مميزة … اخذت تفرغ محتويات العلبة بسعادة بالغة بمعرفته كيف يدخل إلي ثغرتها، اول شيء وقعت يدها عليه علبه قطيفه بداخلها ساعة مرصعة بـ كريستال صغير مثل ذوقها تماماً…
والغلبة الثانية تحتوي علي سلسال رفيع علي شكل فراشة من الفضة وها هي مرة أخري تتأكد من تيقنه من شخصيتها، فهي من مُحب الزهور والمصنوعات الفضية والشكولاتة.. نعم بعد أن أخرجت زجاجة العطر التي تحبه تمتلئ باقيه العلبة من أنواع مختلفة وكثيرة من الشكولاتة،
( لو جبتلك الدنيا كلها مش هيليق بيكي، بس عارف أنك بتحبي الحاجات دي )
تأملت الهدايا والزهور ثم نظرت إليه متمتمه بصوت منخفض :
شكراً

 

 

اقترب منها يهتف غامزا :
حاف كدا
ابتسمت بدلال اختفي سريعاً عندما لمحت علبه من الشكولاتة، قائلة بضيق طفيف :
بابلي يا مرتضي ؟!!
رفع مرتضي حاجبيه بعدم فهم من اقترافه لخطأ ما!!..فقال متسائلاً :
مش فاهم ؟!
امسكت مها العلبة تلوح بها أمام عينيه تردف بحنق :
دي جايبها بابلي وانت عارف أن بحب الـ بتفرقع في البوق
أشار علي شاربه مردد باستهجان :
طيب دا حتي عيب علي شنبي دا هو اروح اقول للراجل عايز شوكولاته بتفرقع في البوق
فتحت العلبة تأكل منها بتلذذ متجاهله نظراته المقتضبة… فخطف العلبة من يدها مغمغم بضيق :
كنتي بتقولي شكراً
رفعت كتفيها بلامبالاة تجيبه ببراءة :
شكراً
خطي إليها يهتف بعبث جعلها تعود للخلف بخوف من العيبة الماكرة :
وأنا لازم أشكرك بس علي طريقتي
وعلي حين غرة شعرت نفسها تتأرجح بين يديه بخفه كأنها ريشه تتهاوي بين كفيه، كست حمرة الخجل وجنتيها عندما همس بجانب أذنها وهو يتجه إلي غرفتهم :
وحشتني
؛**************
مكان مظلم يصدح فيه أصوات غريبه تقترب منها شيء فشيء، ظلت تركض بسرعة حتي انقطعت أنفاسها… شهقت بفزع عندما وجدت ثعبان ضخم يقترب منها واعينه مكسوه باللون الاحمر.. حاولت الصراخ والاستغاثة بوالدها ولكن لا يخرج من حلقها صوت.. عادت للركض مره اخري حتي رأت يعقوب يقف بعيداً عنها ظلت تصرخ باسمه ولكن لم يستجيب لها ظل يضحك علي صراخها… علي الجهة الأخرى وجدت خليل يقترب منها بسرعة ووقف أمام الثعبان ينقذها،
فتحت عينيها بفزع … اعتدلت في جلستها علي الفراش بخضه، نعم كان حلم مرعب.. وضعت وجهها بين راحتها تتنفس بسرعة،
نظرت للساعة لتجدها تخطت الثامنة والنصف . صباحاً….حمدت الله أنها ليست رؤية، مجرد حلم بناء على تفكيرها في ردت فعل خليل منذ ذلك الموقف مع يعقوب.. ولكن ليما كان يعقوب يقف وخليل هو من أنقذها!!
؛**********
في الأسفل وضعت نجاة فنجان القهوة أمامه بهدوء حتي لا تشتت انتباهه في قراءة ورده اليومي..
بينما خرجت هي تكمل تحضيرات قائمة الطعام مع صباح من أجل حفل عقد قران مي وعبده غدا،
بعد ربع ساعة خرج يتمتم بأذكار الصباح وقبل أن يخرج استمع لصوت صباح تقول :
يا حج دي ورقة اللوازم مكتوب فيها كل حاجه ان شاء الله
أخذ الورقة واردف بحزم :
صباح مش عايز غلطة بكرا، وشوفي حد يساعدكم عشان متتعبوش
ودعته بابتسامة مردده بحب :
من عنينا يا معلم
خرج إلي طريق مصنعه كي يلقي نظره علي العمال … فقد قرر تجديد المصنع وتوسيع حجمه، بالإضافة إلي الآلات الجديدة.. لن يكون الأمر سهلاً خاصة في تلك الأيام مع مزاد ارض الجناين، وبالرغم من إلحاح جابر وعبده في عدم بدأ التجديدات في المصنع الآن … إلا أنه أصر علي الإسراع في الانتهاء منه كي يبدأ من جديد باسم أقوي، يجعل منصور عزب يموت الف مره حاقدا عليه؛
؛**********

 

 

خرجت من المطبخ علي صوت طرقات خافته علي باب المنزل… اعتقدت أن المعلم ارسل أحدي صبيته بالمتطلبات، تجمدت محلها لبرهه تستوعب وجودها أمام عينيها، الزائرة الوحيدة التي لم تخطر في بالها لو بعد مئة عام. …
: مش هتقوليلي اتفضلي
احتدت نبرة صباح قائلة بغضب :
ملكيش مكان هنا يا هاديه
لوت هاديه فمها بتهكم، ثم أزاحت صباح من أمامها لتدلف.. استشاطت صباح من برود أعصابها، دلفت من الباب الحديدي دون استأذن الآن الي المنزل :
استني قولتلك ملكيش مكان هنا ويلا اطلعي بره
علي الجهة الأخرى كانت تجلس هند ومها مع باقي البنات بعد أن جاءوا لقضاء وقت معا تحضير الي عقد قران ابنه عمهم غذا…بقلم حسناء محمد سويلم
بتروا حديثهن عندما استعموا لصوت صباح الغاضب، وامامها سيدة في عقدها الخامس تقريباً ذات ملامح حاده… تأملتهم هاديه بحقد متمته بهسيس لم يفهموه :
كان زمان ولادي معاكم دلوقتي
امسكتها صباح من مرافقها هادره بغضب شديد :
ايه جابك بعد العمر دا كله، عايزه مننا ايه تاني
ابتسمت هاديه قائلة بهدوء وهي تنظر إلي الفتيات الواقفين وعلامات الاستغراب تعتلي وجههن:
قولوا لامكم تهدي يا بنات
ثم استطرد وهي تنظر إلي صباح بمكر :
هو أنا غلط يعني لما عرفت بحريق مصنع سالم وجيت اوسيه
هتفت صباح بسخريه وهي تصفق :
يا سلام لا برافوا، بعد ما تولعوا فيه تيجي توسيه
أكملت بحنق :
تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته
بدهاء غمغمت هاديه :
لسا متقتلش
ارتبكت صباح بقلق ملحوظ جعل هاديه تضحك بصخب… ثم قالت وهي تخرج تلوح بيدها :
ابقي سلميلي علي سالم لحد ما أقابله
رمت نفسها بإهمال علي المقعد ،لم تعد قواها أن تحملها لن تتحمل الم فراق مره اخرى… اقتربت هند تسألها بقلق :
ماما أنتِ كويسه
جاءت خيريه بكوب ماء تقدمه إليها مردفه بفضول :
هي مين دي يا ماما ؟!
وضعت صباح كوب الماء من يدها وصاحت بحده :
دي نصبنا الاسود، دي الـ بتحوم علينا زي الكلب الجربان حسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي إخواتها
رتبت مها علي كتفها مردده :
طيب اهدي يا ماما
دخلت نجاة وناديه بعد أن ذهبت رحمه كي تستنجد بهم خوفاً علي حالة صباح، رمقتهم نجاة بعد فهم وتسألت:
في ايه مالكم ؟!
نظرت صباح إلي ناديه وقالت باضطراب :
هاديه كانت هنا
دارت ناديه بنظرها في المكان متسأله بذهول :
هاديه عزب كانت هنا !!!

 

 

أمأت إليها بشرود، فصاحت ناديه بضيق :
وليه مندتيش علينا ومكنتش طلعت من هنا
أردفت مروه متهكمه علي حديث والدتها:
ايه يا ماما كنت هتقتلوها يعني
إجابتها ناديه بغضب :
كانت اتقتلت ولا راحت في داهيه، ووقتها محدش كان هيلومنا لأنها كسرت الاتفاق
جالت هند بينهم متسأله بعد فهم لحديثهم الغريب :
اتفاق ايه ؟! .. ومين دي !!
أشارت صباح إليهن هاتفه بحزم :
اقعدوا لازم تعرفوا كل حاجه مبقاش ينفع السكوت
ردت نجاة عليها بهدوء :
لا سالم هيضايق لو دا حصل
نظرت إلي بناتهن قائله باقتضاب :
لازم يعرفوا عشان يقدروا احنا في ايه، عشان لما نقول محدش يخرج يعرفوا ايه المستنيهم بره
حاولت نجاة الاعتراض ولكن منعتها ناديه .. كانت هي الأخرى تأييد فكرة صباح في ذلك الوقت، تسألت مها باستغراب :
نعرف ايه !!!
رمقتهم صباح بجمود تسمح لذكرياتها الغوص في ايام مضت… كانت دائماً تريد نسيانها، ليالي مؤلمة مضت بخوف..قلق.. اضطراب، خمس أيام مروا كدهر علي تلك القرية بأكملها، لا تنسي شعورها عندما استمعت لصوت الطلقات النارية التي ظلت متبادلة لثلاث أيام دون توقف، صراخ اطفال وبكاء نساء… وكانت النتيجة ضحايا بريئة وقعت من أجل محاولتهم للإصلاح
: ماما
تجمعت العبرات في ملقتي صباح دون إرادة منها.. فأعادت هند مناداتها بقلق :
ماما أنتِ كويسه
رفعت صباح أعينها المكسوة بالدموع وقالت بصوت محشرج :
كويسه
واستطرد بحزن :
اسمعوني اللاخر
تأهبوا جمعهن بفضول لسماع ذلك اللغز التي لم يعرفن به وكان مخفي عنهن.. تنهدت صباح بصوت مسموع وبدأت في سرد أيام مضت عليهم ولكن ذكرها محفورة بآلام في قلبهم :
انا متجوزه ابوكم وانا لسا عيله صغيره، مشفتش منه غير كل خير.. عرفت معني الحب والاحترام، الموده والرحمه علي أيده، بكل بساطة بقا سالم بالنسبالي الهوا الـ بتنفسه، بعد ما خلفت خيريه جدتكم الله يسامحها فضلت تزن علي جدكم عشان يشوفوا عروسه لابوكم، عشان يجيب الولد ..وقتها أنا بنفسي رشحت ناديه كانت جارتنا ومتربين مع بعض لأن عمري ما كنت هبعد عنه، ابوكم كان رافض بس جدك فضل يزن عليه وأنه نفسه يشوف ابنه… وجات جدتكم رشحت هاديه
نظرات التعجب ملئت أعينهن لتكمل صباح بضيق :
وجات ست هاديه عشان تشوف شقتها قبل كتب الكتاب بيوم، من يوم ما سالم خطبها وهو في مشاكل مع أبوه وأمه عشان عايز يفشكل الجوازة من تصرفاتها.. حظي لما كنت بقنع حماتي بأنها تشوف عروسة تانيه عشان سالم مش مرتاح كانت الحربايه وقفه بره وسمعتني وعرفت أن سالم مش عايز يتجوزها، ودا القاله عمكم عبده لما كان داخل وشافها واقفه بتتصنط علي الباب وزعقلها .. حاولت يومها تداري علي عملتها وقالت هتطلع تشوف شويه حاجات ناقصه في الشقة، بعد ربع ساعة

 

 

سمعنها وهي نازلة تصوت وتصرخ، طلعت اشوف في ايه لقيت هدومها متقطعة وبتجري في نص الشارع وبتقول سالم عايزه يعتدي عليها
رفعت مروه حاجبيها باستنكار غمغمه بذهول :
بابا !!!
امأت صباح إليها واكملت بسخرية:
الناس اتلمت والدنيا خربت وسالم مش هنا أساسا، الناس روحوها بتهم وأخوها توفيق جه يزعق واتهجم علينا وكان عايز يضربني لما كذبت أخته.. عمكم عبده ركبوا ميت عفريت لما جه وشوفوا في نص البيت وعايز يضربني.. اتخنقوا سوا وأنا طلعت اجري اصوت عشان الناس تلحقهم بدل ما يموتوا بعض بس كنت متأخرة
تماسكت بصعوبة واردفت بنبرة مهزوزة :
دخلت لقيت توفيق سايح في دمه لما دماغه انخبطت في الجدار… جابر جه من المحل بعد ما الناس قولوله ..ودهوه المستشفي، بعدها بساعة ابوكم جه وعرف كل حاجه وحلف ليكمل عليهم ويعرفهم ازاي يتهجموا علي الحريم لكن جدك منعه، بعد ساعة محسناش غير بضرب نار علي البيت، منصور جاي ياخد حق اخوه ( المات )
هنا لم تستطع التماسك لذكري مريرة حفرت بالدم في قلبها هتفت ببكاء بحرقة :
اخويا حاول يبعدهم عن البيت وكان مصيرة رصاصه في قلبه ويموت في عز شبابه يا حرقة قلبي عليك يا خويا
شهقة خرجت من أفواههم بصدمه.. قتل اخو والدتهن !!، رتبت نجاة علي كتفه صباح متمته بحزن :
لا نقول إلا ما يرضي الله يا حبيبتي، الله يرحمه ويغفر له
مسحت دموعها وأكملت بقهر :
مكنش اخويا بس هو المات، كان في شاب راجع بيتهم جات رصاصة في كتفه حاولوا يلحقوه لكن مات قبل ما يروح المستشفى، فضلوا تلات ايام علي الحال دا دول يضربوا ودول يرودوا عليهم، لحد ما قدرت الحكومة تدخل وتسمك منصور ورجالته لانه هو الواقف عند بيتنا،
عملوا قعدة عرفيه والحكومة كانت موجودة.. اول مره حكمت بأن ابوكم يثبت أنه معملش حاجه لـ هاديه ووقتها كل العيب هيكون علي ولاد عزب ولو محصلش يبقا عيلة سويلم تطلع من البلد وتدفع ديه لكل واحد مات وابوكم يتجوز هاديه، في الوقت دا ابوكم راح لعزيز لانه هو الشاهد الوحيد الـ كان معاه ومع منصور في الوقت دا
فتحت خيريه عينيها علي وسعهم قائلة بدهشة :
منصور أخو هاديه كان مع بابا في الوقت الاخته اتهمته فيه !!!
إجابتها بسخرية:
شوفتي بجاحه كدا بقا، عارف أن أخته كدابه وجاي لحد هنا يقتل في مخاليق الله
تسألت حسناء بقلق بالغ :
طيب وبعدين
أكملت صباح بجمود :
ابوكم قال لعزيز الـ ضميرك يرضاه قوله، وطبعاً كلنا عارفين أن منصور صاحب عزيز الروح بالروح مش معقول هيشهد لصالح سالم… بس كان عكس المتوقع عزيز حلف وقال إن سالم كان معاهم في الوقت دا .. القعدة حكمت بفلوس ديه لاخويا وللشاب المات، وأنهم يسيبوا نص أرضهم لابوكم ويخروجوا من البلد، بس منصور اعترض وقام يتخانق مع عزيز وامسكوا في بعض، عزيز كان معاه اخوه الصغير وهو بيدافع عن عزيز حد ضربه علي دماغه بالعصا مستحملش يا ضنايا مات
تسألت رحمه بفزع من عدد القتلى التي عدتهم وصباح :
في حد تاني مات

 

 

حركت صباح رأسها بالنفي واستطرد :
محدش عرف مين الضرب اخو عزيز، بس منصور قالها صريحه ليه أنه حرق قلبه عليه … محدش عرف يثبت حاجه عليهم وحاولوا بصلح جديد بس منفعش، طلعوا من البلد وسابوا عزيز بحرقته علي أخوه، استنجد بابوكي عشان ياخد بطاره.. عملوا حاجه أنا معرفهاش ولا حتي جدكم بس بعد كل دا بشهر لقينا منصور جاي يهدد ابوكي وأنه مش هيرتاح غير لما يخلص عليه بعد الـ عمله…. والاكيد هو السبب في أن منصور وهاديه عايزين ينتقموا منه لحد دلوقتي
هتفت أمل بحيره :
هما الـ ولعوا في المصنع
كادت بتكملة باقي حسها ولكن قاطعهم بدلوفه الي مجلسهم.. ما أن رأته حسناء نهضت متجها إليه تحضنه بقوه … قلق وخوف سيطر عليهن بأن يمس والدهن مكروه مع تلك العائلة التي سلبت الرحمة من قلوبهم ليقتلوا أناس أبرياء، اتبعتها مروه وخيريه والباقية… ألقي سالم عصاه كي يستطيع لف يده عليهن جميعاً، ظل علي حالتهن لبضع دقائق لم يريد إفساد لحظتهن واستمتع هو الأخر باحتضان روحه بين يديه، شعر في تلك اللحظة بتلاشي كل هموم الدنيا وزوال الإرهاق والتعب مما يحدث حوله،
( دا ايه الحنيه دي )
رفعت مروه رأسها تجيبه بحنق:
بلاش نحسسك بالحب طيب
ابعدها عنوه مردد بتهكم :
صدقيني أنتِ اخر واحده تتكلمي عن الحاجات الحلوه دي
قطبت جبينها مغمغه بضيق :
تقصد ايه يابا
أشار عليها ساخراً يقول وهي يجلس بعد أن ابتعدن عنه :
اهو يابا قال، أنا عارف محدش هينور هنا طول العمر غيرك
تمتمت بحديث غير مفهوم فنظر إليه مرده بحده طفيفة :
سمعني بتقولي ايه
هتفت باقتضاب :
مبقولش
تجاهلها وجه حديثه الي خيريه يقول :
خلصتي
أمأت إليه بتأكيد واجابته :
ايوا فاضل بس الورق التاني
رد عليها وهو يتأمل ناديه بجمود من جلوسها رغم تحذيره :
حضري نفسك بعد العصر أن شاء الله
فهمت ناديه نظراته فنهضت بهدوء تتجه لأعلي.. ربما لن يكون أمر مسامحته لها هين تلك المرة، دار الحديث بينه وبين امل في أمر زواجها من سفيان التي وضحت أنها تحتاج وقت أكثر للتفكير، بينما رفضت مروه زوجها من طلال قطعاً، فأمرهن سالم بالتفكير مره اخري ولهن حرية الاختيار، بقلم حسناء محمد سويلم
؛************
وقف أول المحجر يتأكد من حمولة العربات بعناية.. اجفل علي حركة خافته خلفه فدار يري من صاحب تلك الاصوات، لوي فمه بتهكم من معرفة أنه سوف يأتي لمقابلته،
تعجب خليل من سر بسمته فسأله :
طيب ما تعرفيني ايه بيضحك اضحك معاك
حرك يعقوب رأسه بهدوء وقال بدهاء :
كنت عارف أنك هتيجي
انكمش بين حاجبين خليل باستغراب واردف بفضول :
ليه ؟!

 

 

تجاهل يعقوب سؤاله، وسأله بجمود:
عايز ايه يا خليل
رفع خليل كتفيه مردد :
مش عايز
واستطرد باللامبالاة :
بس جيت انبهك
رفع يعقوب بنيته متسائلاً باقتصار :
من ؟
أجابه الآخر بضحك :
أبدا يا سيدي العيال الـ شفوك مع حسناء اخدو صورتين للذكري وفضحين بيهم البلد
احتدت نظرات يعقوب مردد بضيق :
عيال مين ؟!
ابتسم خليل يجيبه باقتضاب :
من عزبة عزب، وبعدين لما تحبوا تتقبلوا شوفوا مكان مقفول عليكم مش كدا
انهي حديثه غامزا .. امسكه يعقوب من تلابيب ثيابه هادر بغضب :
وقسما بالله يا خليل لو طلعت وراها لاندمك
ابعد خليل يده متمتم بضيق :
ورا ايه ياعم أنت، أنا غلطان أن جيت انبهك
وأكمل وهو يرحل من أمامه :
وبعدين هي أول مره ليها
تخشب يعقوب يردد كلمته ( اول مره ليها)!! ماذا يقصد بحديثه.. هي معتادة الخروج منتصف الليل !! ،
؛***********

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى