روايات

رواية فرح فهيمة الفصل الثامن 8 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الفصل الثامن 8 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الجزء الثامن

رواية فرح فهيمة البارت الثامن

رواية فرح فهيمة الحلقة الثامنة

“الحله لزقت في السجاده”
عقب متعجبًا:
-فرح إنتِ حاطه الحله سخنه على السجاده
أومأت رأسها تؤكد كلامه فصفق بيده وهو يقول بسخرية:
– لا بجد براڤو عليك أنا فرحان بذكائك أوي
ابتسمت وهي تربت على صدرها باعتزاز دون أن تنبس بكلمه، رمقها بغضب وتجهم وجهه وهو يحاول سحب الوعاء عن السجاد حتى استطاع افلاته، نظر لمنظر السجادة المحروق ثم لفرح ورفع حاجبيه فابتسمت بسذاجه قائله:
-فدايا ميه سجاده
رفع ملابسها لأعلى كمن يمسكك لصًا وقال:
-بت ركزي كدا أنا مش عايز خسائر في الشقه… من اول ليله يا قادره تحرقي السجاده
هتفت بنبرة مرتفعه:
-ومالك زعلان كدا ليه هو إنت يعني إلي جايبها دي فضلة خير أبويا
عقب وهو مازال يمسك ملابسها قائلًا:
-ما أنا مضيت على القايمه يختي ولا ناسيه!
ترك ملابسها وضربها على ظهرها بخفه قائلًا ببعض الحده:
-قومي نامي قووومي
وحين نظرت لعينيه التي كانتا تشتعلان من الغضب فما فعلته ليس بالهين فالسجاده أصبحت بحالة لا يرثى عليها، هرولت نحو غرفتها دون أن تلتفت إليه وأغلقت الباب خلفها وهي تقول:
-دا إنت عصبي أوي
رفعت كتفها لأعلى وهي تقول:
-هو حصل إيه يعني لكل ده المفروض أقوله فدايا مية سجادة يقولي لا فداكِ مليون
مصمصت بشفتيها وهي تقول:
-يا خساره وأنا الي كنت فاكراك طيب وحنون طلعت عصبي ومجنون
ارتفع أذان الفجر، فخرجت تتسلل على أطراف اصابعها حتى دخلت الحمام وتوضئت ثم عادت لغرفتها وأدت فريضتها، خلعت اسدالها وفردت ظهرها على السرير لتنام لكن جافاها النوم فقررت تشغل نفسها بأي شيء حتى يحضر النوم لجفونها، نظرت لأدوات التجميل التي اخترتها والدتها وقالت:
“لما نشوف المكياج دا بيقول إيه”
فتحت جميع المكياج ووضعته أمامها بدأت بالأيشادو “مسحوق فوق العين” بدأت تجربة الكثير من الألوان حتى استقرت على لون، وبعد ما يقرب من ساعه نظرت لوجهها بالمرآه وانفجرت بالضحك على لون الأيشادو الأزرق وشفتاها المتلونه بالأزرق الفاتح ووجنتيها الزرقاء فالآن تبدو تمامًا كالمهرج “البلياتشو”، ضحكت ثم اتجهت نحو شعرها تمشطه بطريقة مضحكة ليقف عاليًا كشخص قد أخذ شحنة من الكهرباء، انفجرت بالضحك على هيئتها وهي تقول:
-ميكب أرتيست يعني مفيش كلام… طيب والله الموضوع طلع سهل أنا لازم أفتح كوافير وأسميه فرح للدهان والتجديد
ضحكت مجددًا وهي تمسح الأزرق من على وجنتيها ثم تثائبت بخمول فقد حضرت ساعة نومها، فردت ظهرها على السرير ولم تستغرق دقيقه لتغوص في بحر النوم العميق…..
بدأ يوم جديد، استيقظ يوسف من نومه وانتظرها ساعة ثم الثانيه فقد اقترب عصر اليوم ومازالت نائمة، طرق باب غرفتها إلى أنا أجابت بكسل:
-مين؟
قال بنبرة مرتفعه:
-قومي بقا يا فرح العصر هيأذن عايزين نفطر
مسحت وجهها قائله بنزق:
-طيب يا بابا قايمه أهوه
أكملت نومها، وبعد نصف ساعه طرق بابها مجددًا وهو يقول:
-فرح لو مفتحتيش أنا هدخل
ردت بنزق:
-حاضر قايمه
ردد قائلًا:
-أنا مستنيكِ قدام الباب مش همشي إلا لما تفتحي
لم تعقب فانتظر لحظات وطرق الباب مجددًا:
-يلا يا فرح
زفرت بحنق وهي تقوم وتنظر لأرجاء الغرفه لتدرك أنها لم تعد ببيت أهلها، قامت من رقدتها وفتحت باب الغرفه كانت ملامحها عابسة من أثر النوم، مع مكياج المهرج وشعرها الواقف كمن أخذ شحنة كهرباء لتوه، وبمجرد أن رأى يوسف مظهرها انفجر بالضحك، فزمت شفتيها بحنق قائله:
-ممكن أفهم بتضحك على إيه على الصبح!
لم يستطع تمالك نفسه عن الضحك فحقًا مظهرها يبدو مضحكًا، وقف يشاور على وجهها وهو يضحك، نفخت بحنق ودخلت الحمام ثم أغلقت الباب بوجهه بعنف وهي تصيح بحده:
-علفكره الضحك من غير سبب قلة أدب
جلس على الأريكه يتذكر مظهرها ويكمل ضحك، أما هي فوقفت أمام الحوض لتغسل وجهها ونظرت بالمرآه التي أمامها ثم صرخت نظرت لوجهها بالمرأه مرة أخرى ولوت شفتيها لأسفل قائله:
-إيه ده هو شافني كدا!!
تظاهرت البكاء قائله: البرستيج في ذمة الله
_________________________________
جلست حنان مع صفاء تحاول عقد معاهدة سلام و الصلح معها لتبدأ صفحة اخرى لكن ألا تعلم أن الماء إذا تعكر فلن يصلح للشرب وكذالك القلب إذا تشقق لا يصلح للحام، وما فعلته بالماضي ليس هينًا….
-عايزين نفتح صفحه جديده وننسى الي فات احنا أهل والظفر ميطلعش من اللحم
قالتها حنان بدموع زائفه لتخدع صفاء، ردت صفاء بجمود:
-الي عملتيه مش شويه يا حنان فاكره الإهانه بتاعت زمان ولا افكرك
تظاهرت بالبكاء وهي تقول:
-خلاص بقا يا أبله صفاء إنتِ الكبيره وأنا معترفه بغلطتي وأدي راسك أبوسها
قبلت رأسها واردفت:
-والله يا أبله صفاء أنا معترفه بغلطتي وربنا عاقبني بالمرض أنا تعبانه يا أبله والدكتور قالي كلها كام شهر مسألة وقت
انخرطت في بكاء زائف تخفي خلفه الكثير من الخبث والحقد، وهي تقول:
-ارجوكِ سامحيني
ربتت صفاء على ظهرها بحنو وبكثير من الطيبه قالت:
-خلاص يا حنان أهم حاجه انك عرفتي غلطتك
تهللت أسارير حنان قائله:
-مسمحاني!؟
عقبت صفاء بابتسامه:
-مسمحاكِ يا حنان
مسكت حنان يدها وهي تقول:
-يبقا لازم تاخديني أعتذر لفرح بنفسي على الي عملته
حاولت صفاء التهرب منها قائلة بتلعثم:
-ماشي بس وقت تاني
نظرت لها حنان برجاء قائلة:
-لا يا أبله صفاء حالًا مش قادره أصبر أرجوكِ
زفرت صفاء بقوه قائله:
-طيب ثواني ألبس هدومي
وعندما غادرت صفاء المكان ابتسمت حنان بخبث وهي تمسح عينيها قائله لنفسها بهمس:
-هتفضلي طول عمرك طيبه وهبله يا صفاء واكلتي الطعم…
_________________________
غسلت وجهها وشعرها وشذبته ثم وضعت أذنها على باب الحمام تترقب صوته أو أي حركه تدل على أنه بالخارج، وضعت يدها على فمها بارتباك وابتلعت ريقها تحاول رفع رأسها بكل شموخ وهي تحدث نفسها:
-محصلش حاجه يا فرح اعملي نفسك مش واخده بالك
مسحت على شعرها وفتحت الباب وهي تحاول التظاهر بالامبالاه، كان يتحدث عبر هاتفه ورمقها بابتسامه عندما تذكر هيئتها السابقه، فرت من أمامه لتدخل غرفتها فأكمل حديثه عبر الهاتف:
“أيوه هاجي الشغل بكره أنا مأخدتش أجازه… نتقابل بكره… سلام عليكم”
كانت تصلي الظهر فجلس جوارها حتى تنتهي، كان ينظر لها بإعجاب ويتفحصها وهي تحاول الخشوع لكنها لا تستطيع مع تلك النظرات التي تكاد تخترقها، عندما شعر أنه سيكون سبب لخروجها من الصلاه قام وخرج من الغرفه، أكملت صلاتها وجلست على سجادة الصلاه تستغفر فدخل مرة أخرى الغرفه لاحظت وقوفه، وكانت بقمة إحراجها التفتت له وهي تنظر أرضًا أشفق عليها وهتف مغيرًا لمجرى الحديث:
-مش هنفطر ولا إيه؟!
عقبت دون أن تنظر إليه:
-أنا مش جعانه دلوقتي روح افطر إنت
هتف متظاهرًا بالحده:
-لأ بقولك إيه أنا مبعرفش أكل لوحدي
أومأت رأسها قائله:
-طيب هقوم أجهز الفطار
هرولت للمطبخ لتهرب منه لكنه تبعها وسند ظهره على الجدار قائلًا:
-علفكره الجماعه جاين كمان نص ساعه
قطبت حاجبيها قائله:
-مين الي جاي؟!
وقبل أن بجيبها قاطعه دقات جرس الباب نظر لها يوسف قائلًا:
– شكلنا مش هنلحق نفطر
وبمجرد خروجه شربت فرح المياه وتنفست بارتياح فقد أنقذها الطارق من تلك النظرات الثاقبه، على جانب أخر فتح يوسف الباب ونظر لوالدته التي ضمته بحب ثم حدج حنان بنظرة حارقه وهو يضغط على أسنانه قائلًا:
-أهلًا يا مرات عمي…. خير
نظرت له بهدوء مصطنع قائله:
-مبروك يا عريس
عقب بحنق:
-شكرًا حاجه تانيه؟!
نظرت للأرض وادمعت عيناها دموع التماسيح قائلة:
-أنا عارفه إن إنت زعلان مني وعندك حق بس أنا جايه أفتح صفحه جديده
نفخ بحنق وقال بسخريه:
-للأسف كراستي مفيهاش غير صفحه واحده
ربتت والدته على كتفه قائله:
-طول بالك يا يوسف
ذرفت حنان دموع التماسيح مع شهقات زائفة وهي تنظر أرضًا وتقول بأسى مصطنع:
-أنا عارفه إني غلطت كتير بس أخدت جزائي
رمقته بنظرة منكسرة قائله:
-أنا تعبانه وممكن اموت في أي وقت مش عايزه أموت إلا لما تسامحوني
انبسطت ملامح يوسف فلا شماته في مرض اعتدل في وقفته قائلًا:
-اتفضلوا ادخلوا
مسحت دموعها متهلله وهي تنظر لهما نظرات حاقده وراغبة في الإنتقام بأي وسيله دون أن يكتشفوها، كانت صفاء تربت على ظهرها بحنو فقد دخلت لعبتها عليها، والآن تدعو لها صفاء بالشفاء العاجل، استأذنهما يوسف ودخل ينادي فرح ويساعدها بإحضار أكواب من العصير، سلمت فرح عليهما وجلست بجوار يوسف فهتفت حنان:
-أنا مش عايزاكِ تزعلي مني يا فرح أنا كنت بهزر معاكِ بس هزاري طلع تقيل شويه
أومأت فرح رأسها مع ابتسامه ولم تعقب فقال يوسف:
-حصل خير يا مرات عمي
أخذ كل منهم كوب من العصير، كانت حنان تتمنى فرصه واحدة لتضع ما بيدها في كوب فرح لكن لم تسنح لها الفرصه تلك المره، فقامت قائله:
-طيب استأذن أنا بقا
عقبت صفاء:
-ما إنتِ قاعده يا حنان خليكِ شويه
ردت حنان بابتسامه صفراء:
-لأ هبقى أجي تاني
وقفت صفاء قائله:
-خلاص خديني معاكِ
هب يوسف واقفًا وهو يقول:
-رايحه فين يا ماما خليكِ شويه
ربتت على يده قائله:
-هجيلك تاني يا حبيبي
وبعد تبادل السلام غادرا ودخلت حنان بيتها وهي تبتسم بسخريه واعينها تقذف بسهام الكراهيه والحقد….
جلست فرح على الأريكه بوهن فتلك الأعراض مجددًا زيادة في ضربات قلبها ودوار رأسها، جلس جوارها يحدق بها قائلًا:
-مالك يا فرح؟!
عقبت دون أن ترفع رأسها:
-دوخه… عندي دوخه
جلس جوارها قائلًا:
-ايه حكاية الدوخه دي؟ احنا لازم نكشف
عقبت بتبرير:
-لا مش مستاهله هتلاقيني عشان مفطرتش
سرعان ما عاد توازنها وعندما لاحظت اقترابه منه توترت وقامت بهدوء قائله:
-يلا عشان ناكل الأكل جاهز
وبعد تناول الطعام وصل والديها ليطمئنا عليها وسرعان ما غادروا وتركوها وحدها معه مجددًا، جلست على سريرها تفكر لا تعلم لمَ تخشى وجوده وتخاف قربه؟! رغم أنه يعاملها بكل مودة، زفرت بقوه وحملت هاتفها الذي أحضره لها أخاها وابتسمت وهي تفتحه وتشاهد صورها مع أسرتها، وفجأة تجهم وجهها وأدمعت عيناها، تفكر لم الحياة هكذا سريعة الرتم تسحبنا فجأة من جوار من نحب؟! ولماذا تذهب الفتاه لبيت عريسها لم لا ينعكس المنطق ويعيش العريس مع زوجته في بيت أهلها؟! ولمَ تتزوج الفتاة من الأساس وتعيش مع شخص لا تعرفه!! حسنًا إنها سنة الحياة ولابد من الرضوخ لها وبما أن الرجل هو العائل والفتاه هي المعيل لذا يجب أن تعيش الفتاه حيث يقطن زوجها، قاطع تفكيرها طرقاته على بابها مسحت دموعها وردت:
-ايوه فيه حاجه
عقب:
-ممكن أدخل؟
تاكدت من تجفيف دموعها قائله:
-اتفضل
حدق بها للحظات ثم جلس جوارها على السرير وقال:
-هو احنا هنفضل كدا كتير
سألته متعجبه:
-مش فاهمه كدا ازاي؟!
عقب:
-قاعده لوحدك وانا قاعد لوحدي!
فرد ظهره على السرير واردف:
-صحيح يا فرح كنتِ بتحسي بإيه وإنتِ بتقوليلي يا حيوان
ابتسمت قائلة:
-قمة السعاده كنت بحب أعصبك أوي
ابتسم قائلًا:
-ماشي يا فهيمه
نفخت بحنق قائله بحده:
فهيمه ده متنادنيش بيه نهائي فاهم
تقلب على جانبه ونظر لها قائلًا بمكر:
-ليه مش دا اسمك؟!
زمت شفتيها قائله:
-لا مش اسمي ولو سمحت يا دكتور بلاش الاسم ده تاني عشان منزعلش من بعض
ضحك ثم نظر لها بهُيام وهو يدقق بتفاصيل وجهها قائلًا:
-أنا حبيت فرح واسم فرح وأي حاجه تخص فرح
فركت يدها بتوتر فاعتدل جالسًا واقترب منها ليمسك يدها قائلًا بحب:
-الناس كلها بتحب من أول نظره إلا أنا حبيت من أول همسه ومن اول لمسه
ازدردت ريقها بتوتر وسحبت يدها منه ثم هبت واقفه لتهرب منه لكن لدوار رأسها رأي أخر، ترنح جسدها فهب واقفًا ليسندها، فقد هربت من لمسته لتستقر داخل أحضانه، أغلقت عينيها لحظات تنتظر عودة اتزانها، كان يسندها وهو يقول:
-لا يا فرح إحنا لازم نكشف على الدوخه دي
أفلتت نفسها من بين ذراعيه قائله بتلعثم:
-لا أ أنا كويسه…
جلست على السرير وسندت رأسها بيدها، فجلس جوارها يحاول إسناد رأسها على صدره، فاقشعر بدنها وابتعدت عنه، سرعان ما عاد توازنها فقامت لتخرج من الغرفه وهي تقول:
-أنا هعمل شاي تشرب شاي
عقب قائلًا بنزق:
-أشرب شاي يا فرح
وقفت داخل المطبخ تضع يدها على قلبها المرتعد من قربه وهي تقول:
-وبعدين معاك يا دكتور!!!
________________________
كانت حنان تتوارى عن الأعين لتقابلها حتى لا يراها أحد، وبختها قائله:
-إنتِ معتوهه چيالي البيت يا متخلفه
عقبت السيده ساخره:
-بفكرك بيا يا حنان لتكوني نسيتيني
عقبت حنان بحنق:
-عايزه إيه يا ساميه؟!
ابتسمت ساميه قائله:
-هعوز منك إيه غير فلوس
أخرجت حنان ما بحاويتها قائله:
-دول إلي معايا وبطلي تنطيلي كل شويه
رفعت شفتيها لأعلى وهي تقول:
-ايه دول ٢٠٠ جنيه أعمل بيهم إيه أنا عايزه ٥ آلاف جنيه
رفعت حنان سباتها في وجهها قائله:
-إنتِ سحبتي مني بما فيه الكفايه يا ساميه دا إنتِ خدتي مني فوق ٥٠ ألف
عقبت ساميه بسخريه:
-ما أنا برده لو روحت حكيت لسليمان وقولتله إنك زقتيني على جوز أخته واديتيني دوا أحطهوله عشان يغلط معايا ويتجوزني ابسط رد فعل أنه هيطلقك
اندفعت حنان قائله:
-يا بت ال****
ابتسمت ساميه بسماجه وهي تقول:
-تؤ تؤ تؤ تؤ وليه الغلط يا حنان…
أردفت بسماحه:
-ها هتجيبي الفلوس امته يروح قلبي
زفرت حنان بحنق قائله:
-يومين وتعالي خديهم يا ساميه
_____________________________
وفي اليوم التالي دخلت معه للجامعه تسير جواره بصمت، حدجها ذالك الشاب بنظرات خبيثه وهو يقول لصديقه:
-يا بخته
رد الآخر:
-شيل البت من دماغك يا أسامه
عقب بنظرات خبيثه:
-حاولت ومعرفتش… خليني أجرب حظي معاها
عقب الشاب بتحذير:
-إنت كدا هتجيب لنفسك مشاكل
ابتسم أسامه وهو يحدق بأثرها قائلًا:
-أنا بحب المشاكل الي من النوع الحلو ده
جلست في المدرج تنتظر ورقة الأسئله كان يقف أمامها يرمقها بحب بين حين وأخر وكأنه لا يرى غيرها بالمدرج كله، كاد أن بخرج من المدرج ليلقي محاضرته لكن تجهم وجهه فجاه عندما لاحظ جلوس ذالك الشاب “أسامه” خلفها وبدأ يحدثها قائلًا:
-يا ترى مزاكره يا أنسه فرح
حدجته فرح بنزق ولم ترد، هرول يوسف وسحبها من يدها ثم بدل مكانها مع فتاة أخرى ونظر لذالك الشاب بحنق ثم خرج من المدرج، مر اليوم طبيعي وعادت معه من جامعتها لا يتكلم معها كثيرًا وهي لم تقطع الصمت، كانت تسير جواره بكثير من الهدوء، وصلا للبيت فرأى عمه يجلس بالردهه فاتجه نحوه وسلم عليه وسلمت عليه فرح، كان معه أحفاده من ابنته الكبيره “طفلان توأم”، أعطتهما فرح قطعتين من الشيكولاته وتعرفت عليهما كانا بالصف الأول الإبتدائي، حتى صدع صوت عمه الأخر قائلًا:
“ثعلب… ثعلب دخل البيت”
صرخت فرح ووقفت أعلى الطاوله وهي تصيح بهلع:
-هو إنتوا التعالب بتدخل بيتكم كدا عادي
ضحك سليمان قائلًا:
-والله أول مره تحصل حظك حلو
كان الثعلب يركض بأنحاء البيت ويركض خلفه سليمان وأخيه وتصرخ فرح مع الطفلان نظر يوسف لفرح وهتف:
-ادخلي يا فرح الأوضه دي مع العيال
ركضت فرح نحو الغرفه مع الطفلان وأوصد يوسف باب الغرفه من الخارج، وضعت يدها على قلبها تتنفس بارتياح وجلست معهما، هتف أحدهما قائلًا:
-فرح هو الثعلب المكار دا خطير!
عقبت فرح:
-طبعًا أي حد مكار لازم يكون خطير
عقب الطفل الأخر بجديه:
-معنى كدا إن أنا خطير لأن دائمًا ماما تقولي يا مكار
ليرد عليه الأخر:
– ماما دائما تقول لبابا يا مكار وبابا طيب ومش خطير
ضحكت فرح على كلامها وهتفت قائله بمرح:
-اي رأيكم أغنيلكم أغنيه؟!
وقف الطفلان متهللان يؤيدا فرح التي وقفت وبدأت تضرب سطح المكتب بيدها بخفه وتغني: قال الأرنب لأمو تسمحيلي أروح ألعب ماما… قالتله لأ يا ماما يمكن يجيك التعلب
كان الأطفال يرقصا بمرح وهي تغني حتى قالت:
شافه التعلب هجم عليه
فتحت عيونها وأخرجت لسانها، فهتف أحد الطفلان وهو يركض بالغرفه بمرح:
– صار يركض وهو خيفان
ضحكت فرح وهي تنظر على الطفل الذي يركض في أنحاء الغرفه بمرح، فلفت نظرها ذيل طويل يخرج من تحت المكتب الذي يُغطى سطحه بالكامل بمفرش طويل يصل إلى ما قبل الأرض ببضع سنتمترات، ازدردت ريقها بتوتر وهي تقول:
-يارب يكون الي في بالي غلط
سألها الطفل:
-كملي… سكتي ليه يا فرح؟
ازدردت ريقها بخوف ولوت شفتيها لأسفل كأنها ستبكي قائله بصوت مرتعش:
-هنا سأسكت طويلًا
نظر الطفلان لبعضهما ثم لفرح التي تصلب جسدها وقال أحدهما:
-فرح إنتِ كويسه؟!
همست لنفسها بصوت مرتعش:
-يارب يكون ذيل دبدوب
لم تكمل جملتها ووجدت الذيل يتحرك للداخل فصرخت وشاركها الأطفال بدون إدراك لمَ تصرخ! فخرج الثعلب وقف فوق المكتب، وازداد صراخهم ركضت فرح نحو الباب تحاول فتحه لكن قد أوصده يوسف من الخارج فصاحت:
-افتحوا الباب يا ناس التعلب هنا يا ناس
سرعان ما فتح يوسف الباب وهرول الاولاد لأمهما أما فرح فاختبئت خلف ظهر يوسف وهي تقول:
-التعلب جوه
دخل عمه الغرفه ليفتك بالثعلب ويظفر بقتله، ضحك يوسف وهو ينظر لفرح قائلًا:
-إنتِ المصائب بتجري وراكِ
وهنا تجهم وجهها وبكت طالأطفال وهي تقول:
-أنا خوفت أوي والله خوفت أوي…
تحولت ملامحه للجديه وضمها ليربت على ظهرها ويطمئنها، وفي تلك اللحظه دخلت حبيبه للمنزل ورأت المنظر، فتنحنحت بإحراج، خرجت فرح من بين أحضانه بارتباك وقالت:
-لو سمحت عايزه أطلع شقتي
______________________________
-إنتِ مشوفتهوش كان حاضنها ازاي؟!
قالتها حبيبه وهي تجفف دموعها بعد أن سردت على أختها الموضوع للمرة العشرون، ردت حنان بنبرة هادئة:
-يا بت اهدي بقا قولتلك هعدمهالك العافيه
نفخت حبيبة بحنق قائله:
-مش قادره يا حنان أنا متغاظه من البت دي قوي… ربنا ينتقم منها
ربتت حنان على ظهرها وقالت:
-متقلقيش مسألة وقت وأنا مستنيه الوقت المناسب عشان أنفذ إلي اتفقنا عليه
______________________________
وبعد أن بدلت فرح ثيابها هتفت قائله:
-أنا كنت مرعوبه والله لو كنت اتأخرت ثانيه كمان كنت هموت من الرعب
عقب وهو ينظر لها مبتسمًا:
-بعد الشر عليكي يا فروحتي
سألته:
-هتتغدى؟!
عقب قائلًا:
-ياريت عشان عايزك في موضوع ضروري بعد الغدا
سألته:
-موضوع ايه ده؟!
غمز لها:
-بعد الغدا هتعرفي
مر الوقت وبعد الانتهاء من تناول الطعام قامت تغسل الأطباق ليس إلا لتتهرب من تلك النظرات التي يصورها نحوها فتبعها ووقف جوارها بالمطبخ صامتًا للحظات يفكر كيف يبدأ ثم سألها:
-فرح هو إنتِ اتجوزتيني ليه؟!
أجابته بسؤال:
-هي الناس بتتجوز ليه؟!
عقب قائلًا:
-فيه ناس بتتجوز عشان بتحب وناس بتتجوز عشان تعمل أسره
ابتسمت قائله:
-أنا بقا اتجوزتك عشان الناس كلها بتتجوز يعني سنة الحياه
سألها بمكر:
-واشمعنا أنا؟
أجابت:
-نصيبي بقا يا دكتور
انتهت ومسحت يدها وكادت أن تغادر المطبخ فمسك يدها قائلًا:
-اسمي يوسف يا فرح مش دكتور ومش حضرتك
سحبت يدها من يده وتنحنحت قائله:
-معلش أنا لسه مش متعوده
ابتسم متخابثًا وهو يقول:
-طيب قولي ورايا عشان تتعودي… يوسف
ولتخفي توترها وتهرب منه عادت تبحث عن وعاء الشاي قائله:
-أنا هشرب شاي أعملك معايا
غمز لها وهو يقول:
-اعمليلي وتعالي مستنيكِ عشان نتكلم
أعدت الشاي وخرجت إليه، إعتدل في جلسته وهو ينظر لها مبتسمًا قام من مكانه وجلس جوارها مباشرة حتى إلتصق جسده بها فابتعدت قليلًا ليقترب مرة أخرى فابتعدت ليقترب وظلا هكذا حتى وصلت لنهاية المقعد، فوقفت وعدلت نظارتها بارتباك وهتفت:
-فيه حاجه يا دكتور؟
وقف أمامها وحدق بمقلتيها بعد أن أزال نظارتها عن وجهها قائلًا بكثير من الحب:
-فرح أنا بحبك
أخذت النظاره من يده وهرولت نحو المطبخ وهي تقول:
-أنا هشرب قهوه أعملك معايا؟!
ركض خلفها ومسكها من يدها لتقف ثم نظر لوجهها قائلًا:
-فرح بقولك بحبك
أفلتت يدها منه وعادت خطوتين للخلف قائله:
-إنت بتبصلي كدا ليه وعايز مني إيه؟
حدق بها قائلًا بابتسامه:
-هعوز ايه؟! واحد بيحب واحده ومتجوزها هيكون عايز إيه؟
نظرت للأرض فرفع وجهها إليه وقبلها من إحدى وجنتيها لتضربه كفًا على وجهه فيصدر ضجيجًا عاليًا حتى أن صداه قد دخل قلبها فآلمه، وضع يوسف يده يتحسس مكان ضربتها وتجهم وجهه قائلًا:
-امشي من قدامي يا فرح
وضعت يدها على فمها بخوف وهي تقول:
-أنا آسفه يا دكتور
لم يرفع نظره إليها وقال:
-امشي يا فرح لو سمحتي
هرولت نحو غرفتها وجلست على طرف السرير تأنب نفسها على ما فعلت!
______________________________
وفي اليوم التالي ارتدت ثيابها لتذهب لجامعتها فامتحانها سينعقد الساعه العاشرة صباحًا، ولم تخرج من غرفتها منذ البارحه إلا مرتين وفي خلالهما لم تراه، تذكرت ما فعله يوسف بالأمس ورد فعلها عليه ونفخت بحنق، خرجت من غرفتها تبحث عنه تريد أن تعتذر عما بدر منها فقد بالغت برد فعلها وهو أيضًا بالغ برده، فهو زوجها ويحق له ما فعل لكنها حمقاء ومتهوره، كان يجب أن تتريث وتشرح له مخاوفها، بحثت عنه بالغرفة الأخرى فلم تجده، وبعد.كثير من البحث علمت أنه قد ذهب للجامعه فارتدت حذائها وذهبت للجامعه واثناء طريقها وقبل أن تصل كانت تسير في شارع جانبي يكاد يخلو من الماره رن هاتفها برقم أخيها ولكن قبل أن ترد عليه انتهت المكالمه فوقفت لتطلب رقمه، أقبلت نحوها فتاة فظنت فرح أنها ستسألها عن شيء، لكن وقفت الفتاه يسارها وشاب احتل يمينها وصوب آلة حاده على جانبها دون أن يراه أحد قائلًا بخفوت:
“طلعي الي معاكِ من غير نفس”
ردت بخوف:
-أنا معيش حاجه والله غير الموبايل
أخذ الشاب الموبايل من يدها بعنف ومسكت الفتاه الحقيبه من يدها وهي تقول:
-هاتي الشنطه دي
تشبثت فرح بحقيبتها بخوف فحرك الشاب سلاحه على خصرها وبخوف خلعت الحقيبه وسلمتها إياها، أخذ الشاب الحقيبه ووضعت الفتاه يدها على أذن فرح وقالت:
-دي لابسه حلق يا ريس!
ابتسم الشاب قائلًا وهو يتفحص يديها هي الاخرى:
-اخلعي الحلق والساعه والدبله دي
____________________________
لاحظ يوسف تأخرها فقد بدأ الإمتحان ولم تأتي بعد نفخ بحنق وهو يقطع المدرج ذهابًا وإيابًا، وطلب هاتفها مرة أخرى لكن يأتيه صوت” الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح..”
نظر لساعته فقد مر ربع ساعة من الإمتحان ولم تأتي، نظر نحو الباب وتهلل وجهه حين رآها تدخل المدرج لكنها متجهمة الوجه عابسة الملامح ظن أنه بسبب ما فعله بالأمس أنبه ضميره، وأتجه نحوها ليعطيها ورقة الأسئلة وهو يسألها:
-إيه إلي أخرك كدا؟!
حدقت به للحظات ثم أخذت الورقه وجلست بدون أن تنبس بكلمه، وضعت الورقه أمامها كانت في حالة من الصدمة و….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فرح فهيمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى