روايات

رواية ملحمة الحب والانتقام الفصل التاسع 9 بقلم ندى ممدوح

رواية ملحمة الحب والانتقام الفصل التاسع 9 بقلم ندى ممدوح

رواية ملحمة الحب والانتقام الجزء التاسع

رواية ملحمة الحب والانتقام البارت التاسع

رواية ملحمة الحب والانتقام الحلقة التاسعة

9_الإبن الميت
اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يستطع مالك أن يقتل ملك، ما إن لامس النصل عنقها حتى أرتعشت يده، وأنتفض قلبه معنفًا عما يفعل، فتركها وهو يتقهقر للخلف حتى ألتصق جسده بالجدار، وظل لردحًا من الزمن يحدق ببصرٍ شاخص في ظهر ملك التي أنكبت في البكاء بحرقة.
ثم أندفع للخارج وهو يناجي نفسه، قائلًا:
_هخلي حد من الرچالة يخلص عليها، وهكدب على جدي وهقول له إني أنا اللي قتلتها.
لكنه ما أن وقف أمام الرجلين اللذان يحرسان المكان، حتى أرتج عليه فلاذ بالصمت وغمغم بكلماتٍ غير مفهومة ثم أندفع مغادرًا المكان بخطواتٍ سريعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبطت مليكة الدرج مبتغية البحث عن سراج لتسأله عن أختها، وإن وجد أثرٌ لها.
وأن تعلم عن أبيها أي شيء.
لكن صوت بكاء همس جذب إنتباهها، فهرعت شَطَر الصوت بلهفة، فوجدت هشام يضرب نعمة بكرهٍ شديد أسفرت عنه ملامحه المكفهرة، والصغيرة متوارية وراء والدتها بجسدٍ ينتفض وهي تضع يدها فوق وجنتها المحمرة بحمرة قانية، فدفعت هشام بحدة ووقفت أمام نعمة في مواجهة هشام وهي تصرخ بإنفعال:
_أنت أتجننت بتضربهم ليه بالطريقة دي؟ مرقش قلبك للطفلة اللي بتموت من العياط دي؟ أنت معندكش قلب؟
برقت أعين هشام بالغضب، وهتف فيها وهو يتميظ غيظًا:
_ وأنتِ مالكِ بتدخلي فاللي ملكيش فيه ليه؟ حد اشتكالك إياك؟!
صاحت به مليكة ثائرة:
_وهو انا هستنى لما حد يشتكيلي؟! اللي أنت بتعمله ده غلط واكبر غلط ومش من حقك تضرب في مراتك وبنتك كده من غير سبب.
استشاط هشام غيظًا وغضبًا، ورفع كفه بغية لطمها، وهو يجأر:
_ملكيش صالح بربيهم، وباين ليّ هربيكِ أنتِ كمان.
صرخت مليكة بوجل وهي تواري وجهها بين كفيها في خوفٍ تسرب إلى فؤادها، وقبل أن يهوى هشام على وجهها بكفه وجد بغتةً سراج يقبض على ساعده بقوة، هادرًا:
_كيف قدرت تفكر حتى ترفع يدك عليها.. أنت مبتفكرش واصل معندكش عقل؟!
نزع هشام يده من قبضته، وغمغم بتجهم:
_دا بدل ما تشكرني يا ولد ابوي إني هربيهالك!
بسمة ساخرة زينة زاوية فم سراج، وهو يدمدم:
_هي برضو اللي محتاجة تربية؟!
ضيق هشام ما بين حاجبيه بضيقٍ شديد، وصاح مهتاجًا:
_تقصد إيه عاد بكلامك ده؟ باين لك مش ناوي على خير الليلة دي.
ظل سراج لاذًا بالصمت لبرهة، ثم تمتم وهو يجذب مليكة بهدوء:
_أنا ناوي على خير يا هشام عشان إكده همشي.
تساءلت مليكة وهما يسيران معًا:
_معرفتش أي حاجة عن ملك!
نفى سراج بهزة من رأسه، أعقبها بتوضيح:
_ولا أي حاچة كأن الأرض أنشقت وبلعتها بس إحنا مش ساكتين بندوروا عليها في كل مكان، ودلوك أنا طالع ادور عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_أنا لازم أبلغ محمد إن إحنا في خطر، ومليكة في خطر وإن عتمان ممكن يقتلها، إحنا لازم نمشي من بيته.
انبعثت العبارة من فم أمل وهي تهب من رقادها لتجلس على طرف الفراش حائرة، لم تكن تدري أين زوجها؟ وهو يهيم بحثًا عن ابنته المفقودة، فأنَّى تخبره بتلك الطآمة!
غادرت فراشها وخرجت من الغرفة لتسأل عن مليكة حتى علمت إنها بحديقة المنزل فأسرعت الخطى بلهفة لا تبغي شيء سوا أخذها والرحيل عن المكان الذي يهيمُ به الموت حولهن.
لكن خطواتها تسمرت وهي تمر بجانب حجرة عتمان، فدفعها الفضول لتتجه إليها، ودفعت الباب برفقٍ فرجة يسيرة وأطلت للداخل في حذر وترقب، فرأته يجلس على كرسيه المتحرك، في مواجهة النافذة وظهره لها، ومسترخي تمامًا في جلسته، وخرج صوته متنهدًا في راحة، وهو يقول بما بدا لها إنه للتو أغلق الخط مع أحدهم:
_واللاه وعادت الدنيا تحلو، والواحد يتسلى بعد ما كانت حياته خامدة مفيهاش أي شيء جديد، لما نشوف مالك هيقتل اخوته البنتين كيف؟!
تراجعت أمل لتتكأ على الجدار بجوار الباب، بعينين ينساب منها الدمع غزيرًا!
هل كان يقصد مالك؟ ذاك الشاب الذي يعمل عنده؟!
هل ابنها حيٌ يرزق وهي لا تدري؟!
لكن كيف؟
ألم يقتله أمام أعينها هي ومحمد؟!
نفضت رأسها تدحر عنها التفكير، وقد أعتقدت إنها فهمت حديثه بشكلٍ خاطئ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« مليكة.. مليكة»
تردد نداء أمل في المكان وهي تتجه جهة مليكة، التي أستدارت لها في هلعٍ، وهمست بخوف:
_ماما، نعم في أيه مالك أنتِ كويسة؟
أمسكت أمل بكتفيها وهي تقول في لهفة:
_أنا كويسة بس كلمي ابوكي ضروري.
اومات مليكة برأسها، وهمت أن تأتي بهاتفها، لكن صيحة والدتها اوقفتها وهي تقول:
_ولا أأقولك لا لا مترنيش عليه ليجي على هنا، تعالي نمشي ونروح إحنا عنده.
تجهمت ملامح مليكة لوهلة بدهشة مما تريد والدتها، لكنها لم تعلق بل وافقت راضية من شدة قلقها على أختها، ولم يلبثا إن تجهزتا، وأوقفها سيارة أجرة استقلا فيها ومليكة وهم في طريقهما إلى مركز الشرطة للقاء محمد الذي يقدم هناك بلاغًا بإختفاء ابنته بعدما يأس من العثور عليها.
وبينما السيارة تنطلق بهم، قالت أمل لمليكة:
_عايزاكِ تنسي سراج ده خالص، وكأن قراءة الفاتحة دي محصلتش من الأساس، أنسي كل حاجة والناس اللي هنا.
توجست مليكة خيفة مما تقول والدتها، وبدا عليها القلق وهي تهمس بما بدا بارتياع:
_ليه؟ ليه بتقولي كده يا ماما؟
همت أمل أن تجيبها لولا وقوف السيارة بحركة جعلت أجسادهم ترتد للأمام والوراء وصيحت السائق بسباب غليظ أُحجم عندما رأى مالك يترجل من سيارته ودون كلمة فتح باب السيارة وأطل برأسه للداخل وهو يقول لهن بأمر:
_تعالوا عشان تركبوا معايا، دلوك هوصلكم عند عم محمد.
رفضت أمل بإصرار:
_لا السواق هيوصلنا…
وبترت عبارتها عندما وجدت مليكة قد أنفجرت اسايرها وهي تهبط من السيارة قائلة:
_جيت في وقتك والله.
والتفتت إلى والدتها تقول:
_يلا يا ماما.
وصمتت أمل مترددة بينما أعطى مالك الأجرة لسائق، ولم تلبث إن أذعنت لطلب ابنتها واستقرت داخل السيارة في المقعد الخلفي بجانب مليكة، وأنطلق مالك بهما منحرفًا إلى طريقًا آخر، بدا في منأى عن الحياة والسكان والبيوت، وتبدلت أمل ومليكة النظر في حيرة، ثم سألت مليكة في توتر:
_مالك إحنا رايحين فين؟
فغمغم مالك وهو يرمقها بنظرة سريعة من مرآة السيارة:
_هوديكم القسم عند عمي محمد.
ولاذت مليكة بالصمت المتوتر، وفجأة أوقف مالك السيارة، وهذه المرة سألت أمل في ارتباك:
_أنت وقفت السيارة في المكان ده ليه؟
ثم جال بصرها في المكان الخالي من النافذة، وعندما اعادت النظر مرة أخرى شهقت في هلع وهي ترى مالك يستل سلاحًا ويجذب إبرته في عنف ويرفعه في وجهيهما، وأطل الرعب في عينيها ودوت كلمات عتمان في أذنيها فصاحت به:
_أنا.. أنا أمك يا مالك هتقتل أمك وأختك.
بينما هتفت مليكة في ارتياع:
_أنت اتجننت بتعمل إيه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملحمة الحب والانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى