روايات

رواية بعينيك أسير الفصل الرابع عشر 14 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الفصل الرابع عشر 14 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير  الجزء الرابع عشر

رواية بعينيك أسير البارت الرابع عشر

رواية بعينيك أسير الحلقة الرابعة عشر

– ليه !!!
نطقها رأفت بهدوء شديد و هو ينظر لسفيان نظرات ثاقبة جعلت الأخر رغم ثباته الظاهري يهتز من الداخل
اجابه سفيان بعد صمت للحظات :
الواحد بيتجوز ليه
رأفت بهدوء :
في كذا سبب يخلي الواحد يقرر يتجوز بس سؤالي ليه عايز تتجوز بنتي و انت المفروض متجوز !!!
نطق سفيان رغماََ عنه و بكذب :
مثنى و ثلاث و رباع ، مراتي عندها مشاكل في الخلفة يعني معايا رخصة ان اتجوز تاني لأني عاوز اكون اب اما ليه بنتك برتاح ليه و شايف انها هتكون زوجة مناسبة ليا
رأفت بهدوء و كلماته تحمل القليلمن السخرية :
طب و انا ليه اجوز بنتي واحد متجوز و اقبل بيك
سفيان بنفس النبرة و ثقة :
ليه ترفض اصلاََ انا شاب بصحتي ، عندي فلوس تعيش بنتك ملكة طول عمرها ، مش كبير عليها في السن فوق كل ده ابقى ابن خالتها و قرايب
رأفت بتهكم :
القرابة دي سبق و نهيتها انت من سنين ، جاي عايز تناسب بنت انت كنت و مازالت بتشكك في أخلاقها هي و عيلة كاميليا هانم…..
كاد سفيان ان يتحدث ليوقفه صوت رأفت الصارم :
لسه مخلصتش كلامي
صمت سفيان مرغماََ و هو يلعن تلك الظروف التي جعلتها يجلس هكذا و يطلب هذا الطلب الذي جعله يستمع لتلك الكلمات من فم ذلك الرجل
رأفت بصرامة :
بنتي هتعيش طول عمرها ملكة بيك او غيرك لو ع الفلوس اللي انت فاكر انها هتعيشها ملكة فبنتي عاشت و لازالت عايشة في عز ابوها يعني عينها مليانة و يوم ما اسلمها لواحد هيكون شاريها بقلبه يعيشها ملكة بحبه مش بفلوسه
سفيان بضيق :
يعني ايه
رأفت بصرامة :
يعني كل شيء قسمة و نصيب ، ان شاء الله تلاقي نصيبك مع اللي شبهك و اللي تستاهلك و اللي هي مش بنتي
سفيان بضيق :
اخر كلامك عندك
سفيان بصرامة :
شرفت
غادر سفيان بغضب و هو يشعر بالأهانة الكبيرة من كلمات رأفت التي صدمته ما ان غادر ة
ما ان غادر من أمامه ارتسم الاشمئزاز على ملامح وجهه لا يعرف ما الذي تحبه ابنته بذلك الرجل هو مقتنع تماماََ برفضه زوج لابنته شعر بالانتصار لكونه رد و لو قليلاََ من اهانته لابنته
……….
– انت كويس !!
قالها قصي و هو يساند عمار الذي استفرغ كل ما بمعدته و أصبح وجهه شاحب و قدماه لا تحملاه يشعر بدوار شديد
تمتم بتعب و هو يستند على قصي حتى يقوده للخارج :
هرتاح و هبقي كويس الظاهر عندي برد في معدتي او القهوة كانت بايظة و لا حاجة
قصي بقلق :
طب تعالى بالمرة نكشف طالما في المستشفى
عمار بتعب :
مفيش داعي انا هتصل بالسواق ياخدني ع البيت ارتاح شوية و هبقي ارجع تاني اطمن على فريدة خليك انت معاها لحد ما سفيان يرجع
اومأ له قصي ثم اوصله بنفسه للسيارة حتى يغادر موصياََ السائق عليه ثم عاد لفريدة و عقله مشغول مع سفيان هل سيقبل به رأفت ام سيرفض يتمنى حقاََ ان يرفض فسفيان لا يستحق زوجة كميان !!
………
عاد سفيان بعد وقت ليجد قصي يقف وحيداََ ما ان سأله عن عمار رد عليه الأخر بكلمات مقتضبة
لم يكن بمقدرة قصي كتم تعليقه الساخر و هو يرى غضب الأخر الكبير مهما حاول اخفائه :
ده واضح اوي انه وافق
سفيان بغضب :
ورحمة ابوك لتسكت انا فيا اللي مكفيني مش ناقصة تلقيح كلام منك
جاء الطبيب قائلاََ بحدة مستخدماََ أسلوب الضغط عليهم كما أخبرته فريدة :
فريدة هانم حالتها في النازل خالص و الأدوية رافضاها مهما حاولنا معاها ، لو خسرنا المريضة فانتوا السبب و هتتحملوا المسئولية كاملة
سفيان بغضب مفرغاََ غضبه كله الطبيب :
ما خلاص عرفنا انها في خطر هنتصرف احنا على اعصابنا مش مستحملين تقلق فينا لك شوية
رمقه الطبيب بضيق ليتابع سفيان بحدة :
لازم ادخل اشوف فريدة
الطبيب بارتباك حاول اخفاءه :
مش هينفع ممنوع المريضة
سفيان بحدة :
هما خمس دقايق مش اكتر اتصرف
الطبيب بضيق :
تمام عشر دقايق يجهزوك و هما خمس دقايق بس مش اكتر
بعد وقت كان سفيان يجلس بجانب فريدة التي اتقنت دور التعب بشدة مردداََ بغضب :
روحتله يا فريدة و رفض ، ابوها رافض و انا رافض حتى هي قالتلك مش موافقة بلاش عِند و مساومة يا اتجوزها يا تسيبي نفسك من غير علاج و لا دوا
فريدة بصوت خفيض متعب :
كلم رأفت خليه يجيلي
سفيان بضيق و غيظ :
يا فريدة
…….
خرج عمار من غرفة الاجتماعات بعد ساعة و نصف قضاها في العمل بدلاََ من الارتياح كما قال لقصي فقد جاءته مكالمة هامة تخص العمل و لعدم تواجد قصي و سفيان اضطر للحضور و هو بالكاد يفتح عيناه و يقف على قدميه
ارتمي بجسده على الاريكة الجلدية يغمض عيناه بتعب حتى شعر بأحدهم يفتح باب الغرفة و ظهرت لينا من خلفه قائلة بقلق :
مش بترد على تليفونك ليه يا عمار انا بقالي كتير بكلمك و انت مش بترد عليا اتصلت بميان عشان اتطمن عليك و هي اتصلت بقصي عشان كانت مشيت و عرفت انك تعبان ، مالك حاسس بأيه
ردد بصوت خفيض متعب :
تعبان يا لينا
سألته بقلق شديد :
تعبان مالك يا عمار حاسس بأيه تعالى نروح للدكتور
اغمض عيناه مردداََ بتعب و خمول بجسده :
محتاج ارتاح بس الظاهر القهوة اللي شربتها امبارح كانت بايظة من ساعة ما شربتها معدتي وجعاني
تمتمت بقلق :
طب نكشف هيحصل حاجة لو كشفت و اطمنت
ردد بتعب و هو يتحسس بيده معدته :
حصلتلي قبل كده و لما خدت علاج اتحسنت خدت علاج دلوقتي بس لسه مفعوله مشتغلش
اومأت له قائلة بتصميم :
طب تعالى هوصلك البيت ترتاح
ابتسم بخفوت قائلاََ :
السواق معايا متتعبيش نفسك
تنهدت قائلة بتصميم :
يا سيدي انا عايزة اتعب نفسي تعالى يلا هوصلك انت مش شايف حالتك تعبان ازاي و وشك لونه مخطوف مش هطمن عليك لو روحت لوحدك لازم ترتاح و هعملك جنزبيل ينضف معدتك
اومأ لها استسلام ليتفاجأ الاثنان ما ان دخلا للمنزل الذي تركت لينا بابه مفتوح لنصفه بسفيان يخرج من احد الغرف يمسك بيده بأدوية تخص فريدة طلبها الطبيب
فسأل لينا مباشرة :
انتي بتعمل ايه معاها هنا
لكن عمار لم يهتم و سأله باهتمام :
حصل ايه جوز خالتك وافق
تجاهل سفيان الرد عليه قائلاََ بحدة و احتقار للينا فهو اعتقد انها جاءت مع شقيقه لقضاء ليلة :
انتي بتعملي ايه هنا معاه لوحدكم
لينا بحدة :
بتبصلي كده ليه
سفيان بتهكم و قرف :
والله اي حد مكاني هيشوفك معاه و لوحدكم هيقول نفس الكلام داخلة مع شاب في بيت لوحدكم بتعملوا ايه
عمار بحدة :
سفيان انا ما اسمحش ليك تكلمها كده ، دي هتبقى مرات اخوك يعني زي ما بتحترمني تحترمها
سفيان بصدمة و استنكار :
مرات اخوك مين !!
ثم تابع باستهزاء و هو يلقى نظرة على لينا من أعلى لأسفل بقرف :
يعني يوم ما تفكر تتجوز تفكر في دي لا بتعرف تختار فعلا يا اخويا يا زين ما اخترت
عمار بغضب و صرامة :
سفيان
نظر له سفيان بغضب مماثل و لم يفارق النظر ايضاََ للينا بغضب و اشمئزاز لتصرخ لينا عليه بغضب :
اتكلم عدل و بلاش البصة دي انا ليا عين و لسان بردو بعرف اعمل زيك
عمار بحدة :
لينا اسكتي و لا كلمة
سفيان بتهكم :
مش بقولك يا زين ما اخترت
ثم تابع بغضب لسفيان :
لأخر مرة هقولك يا سفيان تحترمها لأنها هتكون مراتي واللي يقلل منها كأنه بيقلل مني زي ما انت مش بتقبل كلمة على مراتك و انا عمري ما اتجاوزت حدودي في كلامي تحترم انت كمان لينا
سفيان بغضب كبير :
مين دي اللي تبقى مراتك فوق انت مش شايف بترد على اخوك ازاي و قبلت انها تدخل معاك البيت و انت لوحدك ده غير كله الطيور على أشكالها تقع اصل الاي زيها هتصاحب واحدة زي ميان ليه
ثم تابع بصرامة :
انا بقى مش موافق
كاد عمار ان يرد لكنوسبثته لينا التي نفذ صبرها من ذلك المتعجرف البغيض :
جرا ايه يا جدع انت محدش مالي عينك و لا ايه طايح في الكل ميان وحشة و سيلين وحشة و بعدتها عن قصي و انا مش عجباك وان شالله عني ما عجبتك انما تبصلي كده تقلل مني و فاكر هسكتلك تبقى غلطان ده انا احط صوابعي الاتنين في عينك و اردلك الكلمة بعشرة و النظرة بالنظرة
ثم تابعت باشمئزاز و لم تلاحظ نظرات عمار الحادة لها لكي تصمت :
اللي زيك اصلا مينفعش معاهم الأدب و بصراحة بقى لو فيه عيب في عمار هو انك اخوه
سفيان بغضب و تهكم :
لأ التربية واضحة فعلاََ
لينا بتهكم مماثل و حدة :
من بعض ما عندكم اصل تربيتك انت كمان واضحة اوي و على رأي المثل اللي بيته من ازاز
سفيان بغضب :
لمي لسانك يا بت انتي
عمار بحدة :
امشي يا سفيان
غادر سفيان بغضب كبير بعدها التفت عمار للينا قائلاََ بحدة :
امشي انتي كمان
– عمار
صرخ عليها بغضب و هو يشعر بالتعب الشديد :
بلا عمار بلا زفت دلوقتي افتكرتي عمار اللي اتجاهلتي وجوده و رديتي من نفسك و لا كأن فيه راجل واقف جنبك
رددت بضيق :
هو اللي بدأ بالغلط
صره عليها بحدة :
كنت سكتي و شوفتي هردلك حقك و لا لأ و لو لأ كنت اتدخلي انتي ساعتها لكن باللي عملتيه ركبتي نفسك الغلط و قللتي مني
ثم بدون كلام حذبها برفق لخارج المنزل ثم دخل و اغلق الباب خلفه ملقياََ بجسده على أقرب اريكة مغمضاََ عيناه على الفور و هو يشعر يالغرابة من ذلك الخمول الذي أصاب جسده فجأة !!!
……….
ترددت ميان في اخبار والدها بشرط فريدة و ما طلبته منها فهس بالعادة لا تخفي عنه شيئاََ لكن بالفترة الأخيرة ابتعدت عنه للغاية و أشياء كثيرة حدثت ليس لديه علم بها
قبل ان تذهب اليه تفاجأت به يدخل من باب غرفتها المفتوح فرددت بحزن :
بابا في حاجات كتير اوي حصلت معايا لازم تعرفها
جلس بهدوء و بصمت اخذ يستمع لكل ما تقول و ما ان انتهت لم تجد منه سوى الصمت لتنادي عليه بخوف و ترقب :
بابا
سألها بهدوء اثار ربيتها :
عايزة مني ايه بعد اللي قولتيه
رددت بحزن :
فريدة بتقول انه محتاجني
تنهد مردداََ بحدة :
سفيان مش محتاجلك ، علطول بايعك اشتري نفسك مرة يا بنتي و بطلي تجري وراه طول ما هو شايفك كده هيدوس عليكي اكتر و اكتر
اخفضت وجهها مرددة بحزن :
خدعوه و خلوه يكرهني
رأفت بحدة و غضب :
كل واحد عنده عقل يحكمه هو كان عنده استعداد للكره بِعد عن الكل و أولنا انتي كأنه ما صدق
ميان بحزن :
بس هو ابن خالتي في الأول و في الآخر
رأفت بتهكم :
ياريته هو كان راعى صلة القرابة دي سفيان و كاميليا نسخة من بعض بيدوسوا ع الكل
ثم تابع بحدة و صرامة :
لو انتي مستغنية عن نفسك و عايزة ترميها في النار انا بقى مش مستغني و مش سفيان اللي اسلمك ليه في يوم من الأيام ، كرامتك فوق كل حاجة و لو مش فارقة معاكي هي فارقة معايا انا ولو انتي عايزة تقللي من نفسك ابوكي مش هيقبل كده طول ما هو عايش اللي ياخدك يشيلك فوق دماغه مش بس كده يحطك جوه عينيه تكوني مقامك عالي عنده و يكون شايفك غالية ، لكن سفيان مش كده سفيان شايفك اقل منه و كارهك يا بنتي مش شاريكي
ميان بدموع و حيرة و تشتت :
انا تعبانة يا بابا كنت خلاص قولت هطلعه من دماغي و هكمل حياتي من غيره بس بعد كلام فريدة ليا في المستشفى رجعت فكرت تاني و رجعت احط مبررات انا عايزة انساه يا بابا ابعده عني انا بكره ع اللي بيعمله فيا و بكرهه عشان بحبه و هو ميستاهلش
جذبها رأفت لاحضانه و هو يشعر بالعجز و هو يراها تتألم هكذا و لا يعرف كيف يخفف عنها تمنى ان يكون ابنه على قيد الحياة ليسانده و يخفف عنه أعباء الحياة و يرشده كيف يتصرف ، ردد بدعاء :
الله يرحمك يا بني و يهديكي و يصلح حالك يا بنتي
……..
دخل من باب الفيلا بعد يوم عمل شاق كباقي الأيام ليتفاجأ بوالدته بوجهه قائلة بلهفة :
يزن
رذ عليها بابتسامة حنونة متعبة :
نعم يا أمي
جذبته ليجلس بجانبها قائلة بحماس :
ايه رأيك في همس !!
سألها بمرارغة و كذب :
همس مين
ذمت شفتيها قائلة بضيق :
انت هتستعبط و انت تعرف كام همس يعني بنت اللوا صاحب ابوك ، عسولة و مؤدبة و تدخل القلب علطول و نغشة كده و زي القمر
سألها بضيق و قد فهم إلى مغذى والدته من تلك الأسئلة :
رأيي فيها من ناحية ايه
سألته صراحة :
رأيك فيها كواحد دخل ع التلاتين و لسه مفتحش بيت زي بقيت الناس و اتجوز و مون أسرة ، رأيك فيها كزوجة ليك
رد عليها باقتضاب و هو يقف ليرحل :
مش عايز اتجوز
صرخت عليه بغضب :
هتتجوز و رجلك فوق رقبتك انا مش هفضل ساكتة على عمايلك دي كتير ، اللي قدك مخلفين بدل العيل اتنين و مفرحين اهلهم بيهم و انت لا عايز تفرح قلبي و لا عايز تعيش حياتك و تفهم ان الحياة مش بتقف عند حد
زفر بضيق قائلاََ بألم للمرة الألف لهم :
بس عندي وقفت حسي بيا شوية ليه مش قادرة تفهمي اني مش قادر ، مش قادر انساها
ربتت على كتفه قائلة بحنان :
محدش قالك انساها يا بني بس عيش متوقفش حياتك ، مش يمكن لما تقرب من همس اكتر و تشيل الحواجز اللي بنيتها حوالين قلبك و قفلت عليه لبسمة بس تحبها و تشوفها زوجة ، والله يا بني البنت لسانها حلو و اهلها محترمين و تتحب ادي لنفسك فرصة و افتح قلبك
تدخلت ياسمين التي سمعت الحوار من البداية :
ماما معاها حق يا يزن محدش قالك انساها بس اتأقلم على عدم وجودها و عيش حياتك ، صدقني محدش هينفع الذكرى اللي انت عايش عليها دي مش هتسندك في يوم من الأيام لما تكون لوحدك من غير ابن او بنت تتسند عليه و لا هتنفعك لما تنام لوحدك و تصحى لوحدك و تقضي عمرك وحيد بابا و ماما بعد الشر يعني مش باقينلك و لا انا لأني هتشغل ببيتي و لو قعدت معاك هقعد يوم او اتنين و ارجع لحياتي و ابني هتحتاج لونس و عزوة لأن دي سنة الحياة
ثم تابعت حديثها و هي ترى تأثره تلك المرة بحديثها و تردده :
غير كل ده تفتكر بسمة يرضيها حالك ده ، هي بتحبك و تتمنى ليك الأحسن هي مش هتكون فرحانة بيك كده بالعكس اللي بيحب بيفضل مصلحة حبيبه و الأفضل ليه ، فكر في كلامي يا يزن اتأكد اني بقولك الصح و ان كلنا يهمنا مصلحتك
قالتها ثم غادرت تاركة اياها في حيرة من أمره ان يختار الماضي ام يعيش الحاضر !!
……..
كان كارم يجلس خلف مكتبه الحزن يخيم على ملامح وجهه حديثه مع همس آخر مرة لم يخمد العزيمة التي بداخله على التودد لها و الاقتراب منها لعله يكسب قلبها ابتسم بحنين متذكراََ اول لقاء بينهما عندما كانت بعامها الأول من الجامعة بعد سنوات من الفراق منذ صغرهم
Flash Back
كان يخرج من مكتبه يمسك بيده احد الملفات الهامة الخاصة بمهمة كبيرة قام بدراستها و دراسة الثغرات التي بها و توجه لمكتب اللواء عاصم ليناقشه ببعض النقاط ليتفاجأ ما ان وصل بعدم تواجد العسكري أمام المكتب و الباب شبه مغلق يصدر من الداخل أصوات و كأن احدهم يبحث عن شيء لكنه بالطبع ليس اللواء فقد لمح خيالاََ لشخص يرتدي شيء أخضر اللون
أخرج سلاحه و قد ظن انه جاسوساََ ما يقوم بسرقة بعض الملفات الهامة ثم دفع الباب صائحاََ بقوة :
اثبت مكانك ااا….
توقف عن الحديث ما ان ابصر تلك الفاتنة صاحبة البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء الصافية كلون السماء و البحر خصلات شعرها البنية تنساب على كتفيها و حول وجهها بنعومة وجهها يحمل جمال و براءة سحرته حرفياََ و فستانها الأخضر ذو الحمالات العريضة جعلها فاتنة انها آية من الجمال
خرج من شروده على صوتها الغاضب :
بترفع السلاح على مين يا بتاع انت
– ياريتك ما تكلمتي
قالها كارم بداخله و هو يتعجب كيف لتلك النبرة و ذلك الصوت يخرج من تلك صاحبة الجمال الرقيق
جز على أسنانه مردداََ بغضب :
سيبي الملف اللي في ايدك ده و قولي بتعملي ايه هنا و تبع مين ، ملف ايه اللي كلفوكي تسرقيه
همس بغضب :
ملف ايه و بتاع ايه انت مين و ازاي تدخل كده و تتكلم معايا بالاسلوب ده و ايه ده اللي اسرقه انت مش عارف بتكلم مين
قبض على ذراعها بيده مردداََ بغضب :
هعرف دلوقتي انتي مين
صرخت عليه همس بغضب :
سيب ايدي يا حيوان ازاي تمسكني كده
دخل عاصم بتلك اللحظة قائلاََ بتعجب :
ايه اللي بيحصل هنا
همس بحدة :
مين البتاع ده يا بابا بيقول عليا حرامية و شوف قافش في دراعي ازاي و رفع عليا المسدس
ابتعد كارم عنها مردداََ بصدمة :
بابا !!!
عاصم بابتسامة :
ايوه ابوها يا كارم ليك حق متعرفهاش اخر مرة اتقابلتوا كانت في ابتدائي
همس بضيق :
انا اعرف ده
كارم باعتذار :
انا اسف يا فندم فكرتها بتسرق ملفات لأني لقيتها عمالة تدور في الادراج و العسكري مش بره
همس بغيظ :
فرضاً بسرق هو فس حد عبيط يسرق في عز النهارد لأ كمان يعدي من وسط العساكر دول و ماشي بوشه كده عادي و مش خايف من الكاميرات اللي في كل حتة و اللي بصورة منها يتجاب متعلق من قفاه لا و بنت اللي بتسرق كمان
اخذت نفس عميق ثم سألته بسخرية :
انت متأكد انك ظابط
نظر لها كارم بغيظ رادداََ لها ما قالت بنفس السخرية :
وانتي متأكدة انك اسمك همس اصل طريقتك مش ماشية خالص مع شكلك و اسمك
ركلت همس الأرض بقدمها قائلة بغيظ قبل ان تغادر مكتب والدها :
انا خدت الكريدت كارد يا بابا
ثم نظرت لكارم قائلة بغيظ :
قليل الذوق
كارم بابتسامة صغيرة :
تسمحلي حضرتك الحقها اعتذر منها
اومأ له عاصم بضحك فركض كارم خلفها قائلاََ :
استني
التفتت له قائلة بغيظ :
عايز ايه
ابتسم قائلاََ بمرح :
اتقمصتي ليه مش انتي اللي بدأتي بالغلط و السخرية مني المفروض انا اللي ازعل
جزت على أسنانها قائلة بغيظ :
تزعل لو مخدتش حقك لكن انت قومت بالواجب و كلمتني بقلة ذوق
ابتسم قائلاََ :
انتي كمان كلمتيني كده يبقى خلصانة انت خدتي حقك و انا خدت حقي، صافي يا لبن
قال الأخيرة و هو يمد يده لها ليصافحها نظرت له للحظات قبل ان تصافحه قائلة على مضض :
خلاص حصل خير
ابتسم بمرح قائلاََ :
طب امشي يلا هعزمك على ايس كريم شكولاته و منجا كنت بتفضلي تزني و انتي صغيرة عليه و كنا كل ما تيجي عندنا تاكلي بتاعي و بتاعك
حمخمت بحرج قائلة :
مش فاكرة الصراحة بس مستحيل أصدق انا مؤدبة معملش كده ابداََ
كارم بسخرية :
اه مؤدبة اوي
نظرت له بطرف عيناها قائلة :
بتقول حاجة
ابتسم بتوسع قائلاََ :
بقول طول عمرك مؤدبة و هو انا اقدر اقول غير كده
ضحكت بخفوت و ابتسم الأخر على ضحكتها الجميلة التي تشبهها و من حينها توطزَدت علاقتهما حتى اصبح هو لها أقرب صديق و هي له حبيبة قلبه الوحيدة التي وقع بهواها
Back
ابتسم لتلك الذكرى الأجمل بينه و بينها لو علم انه سيقع بعشق تلك الصغيرة التي كان يلهو معها بصغره لما تركها و ابتعد عنها ثانية من الأساس
ََكم مؤلم الحب من طرف واحد ، شعور مؤلم يحرق القلب و الروح و لسوء حظه كان ممن يعانون منه قريباََ منها و ليس بقريب قربه محدود مقيد بشروط سيقف و ينتظر ان يأتي ذلك الفارس الذي سيخطف قلبها و تقبل بها و هو ما بيده شيء ليفعله 💔
…….
– الف سلامة عليكي يا فريدة
قالها رأفت الذي لبى طلبها و جاء لزيارتها
ردت فريدة عليه بصوت خفيض و تعب :
الله يسلمك ، رفضت سفيان ليه يا رأفت
تنهد رأفت قائلاََ ما جعل سفيان الذي يقف خلفه بجانب قصي يشتعل غيظاََ :
العقل بيقول انه مش مناسب لبنتي من كل الاتجاهات و انا كأب المفروض انفذ اللي في صالحها
فريدة بتعب :
هي بس اللي حقها ترفض او توافق
رأفت بصرامة :
رفضت و اتأكدي يا فريدة انها لو وافقت انا رافض مستحيل الجوازة دي تتم بنتي هتكون لراجل يصونها و تكون الأولى في حياته اديهاله و انا مطمن عليها
فريدة برجاء :
بنتك هتكون أمانة عندي يا رأفت وعد مني مفيش شعره هتتأذي منها
رأفت بضيق :
جوازها منه اكبر أذى
سفيان بغضب و نفاذ صبر من تقليله من شأنه رغم انه حقاََ لا يريد تلك الزيجة لكن رفض الأخر كان صدمة له فقد ظن انه سيقبل به على الفور كذلك ميان التي صدمته برفضها :
ليه حد قالك اني بعض مثلاََ ما انا متجوز قبلها و عمرها ما اشتكت ابويا عاش عمره كله يحب في اخت مراتك و في الأخر عملت في ايه و انا زيه بس يارب العرق ميكونش دساس و اللي عملته كاميليا ما تعملهوش بنتك
رأفت بتهكم :
ياريتك انت الأول تكون زي ابوك الله يرحمه و متاخدش من الست الوالدة يا بن كاميليا و لو على بنتي مليون واحد يتمنوها حتى انتوا منهم لدرجة انكم قاعدين تتحايلوا عليا عشان اجوزهالك
تمتم سفيان بداخله بغيظ و غل :
لولا اللي فريدة فيه مكنتش استحملتك
فريدة بتوسل و حزن :
رأفت ابوس ايدك توافق اكتب كتابهم بس
رأفت برفض :
اللي بتقوليه ده يا فريدة بنتي الوحيدة اللي هتكون
متضررة منه و زي ما انتي خايفة على حفيدك انا كمان خايف على بنتي انا مش لاقيها في الشارع
تنهدت فريدة قائلة بتعب :
سفيان سيبنا لوحدنا انت و قصي
غادر سفيان و قصي الذي كان يستمع للحديث بصمت و هو معجب باصرار رأفت على الرفض فلو كان بمكانه لما ائتمن ابنته على رجل كسفيان
فريدة برجاء :
رأفت انا متأكدة انك عارف كل حاجة من ميان ، سفيان حفيدي و قلبي واجعني على حاله هو معمي مراته عملاله غسيل مخ و محدش هيقدر يقفلها غير ميان سفيان حاله مش هيتصلح غير لما يتجوزها عقله تلقائي هيبدأ يقارن بين تصرفات نرمين و ميان
رأفت بحدة :
بنتي ما تتقارنش بحد و لو اللي عايزها للحظة قارنها بس بغيرها يبقى ميلزمنيش و فوق كل ده و اسف ع اللي هقوله بنتي مش علاج للي انتي و ابوه و امه فشلتوا فيه و اللي هو تربيته طبعاََ
تنهد متابعاََ بصدق :
صدقيني يا فريدة لو ده سفيان بتاع زمان اللي كان في كل لحظة مبين قد ايه هو شاري بنتي كنت سلمتها ليه و انا مغمض لكن حفيدك دلوقتي مش شاريها و اختار غيرها و انتي بتفرضيها عليها و انا بنتي مش معيوبة و لا لاقيها في الشارع عشان اسلمها لواحد مش عايزها و شايفها اقل منه
ترجته فريدة مستخدمة طريقة الضغط متحججة بمرضها ليأتيها رد الأخر الصارم :
بضلاش اسلوبك ده يا فريدة اللي بتعمليه هيترتب عليه حاجات كتير و بنتي هي اللي هتشيل الليلة مش انتي و لا حفيدك هي اللي هتكون في النار
فريدة بتوسل :
خليني اموت و انا مطمنة على سفيان يا رأفت طول ما هي جنبه انا هرتاح و اطمن
رأفت بضيق :
يعني انتي تطمني على حفيدك و انا اعيش قلقان طول عمري على بنتي
فريدة بدموع و صوت خفيض متعب :
الموت عندي اهون من اني اعيش و اشوف حفيدي لعبة في ايد نرمين و حياته بتدمر كده و التانية مستغفلاه ميان هتعرف تتصرف و تكشفها على حقيقتها بس كل ده مش هيحصل إلا لما تدخل للفيلا بصفة و الصفة دي انها تكون مراته
وقف رأفت قائلاََ بصرامة :
بتضحي ببنتي يا فريدة عشان خاطر حفيدك و انا بنتي مش كبش فدا و اللي عندي قولته
ثم تابع بحزن منها :
بعد اللي قولتيه يبقى ليا الحق اخاف على بنتي منك انتي كمان لأن الواضح انك بتستغلي حبها لسفيان غلط بتأثري عليها بحجة انها بتحبه عشان تنفذي اللي في دماغك و تحمي حفيدك و مصلحته بس لكن بنتي مش مشكلة في داهية
تنهد متابعاََ بضيق :
بتثبتيلي اني معايا حق ف تمسكي بقراري لأن لو مشوفتش مصلحتها في كل اللي انتي عايزاه انتي مش هتشوفيها و لا هتفكري فيها لأن ببساطة انتي كل اللي يهمك حفيدك و ده حقك زي ما حقك ان احافظ على بنت و اهتم بمصلحتها
دخلت ميان التي جاءت لتطمئن عليها برفقة لينا لتتفاجأ بوجود والدها سألته بدهشة :
بابا انت بتعمل ايه هنا !!
دخل الجميع للغرفة و هم سفيان و قصي و ميان ليقول رأفت بجدية :
كنت بزور فريدة و كويس انك جيتي قدامهم قابلة تتجوزيه و تقبلي بالوضع ده ، قابلة ان ده يكون جوزك هتأمني على نفسك معاه هتأمني انه يصون قلبك و يحافظ عليكي و يراعي ربنا فيكي و يراعي مشاعرك بالكلمة او بالفعل
صمتت ميان تنظر لسفيان بخزى ليسألها رأفت مرة أخرى تحت نظرات الرجاء من فريدة :
موافقة عليه يا ميان
ليأتي رد الأخرى صادم لها و لسفيان الذي اشتعل غيظاََ منها و من والدها اكثر :
لأ يا بابا
رأفت بابتسامة فخورة :
الرد وصلكم بنتي مش قابلة و لا انا قابل ، يبقى الموضوع خلص و يستحسن يا فريدة تاخدي علاجك و بلاش مساومة لأنك هتكوني انتي الخسرانة
ما ان خرج من الغرفة سمع صراخ عمار باسمها تزامناََ مع دخول الطبيب قائلاََ بحدة :
الكل يطلع بره !!!!
………
بينما بالخارج كانت لينا تقف أمام عمار الذي ارتاح ساعتان و عاد للمستشفى ليتفاجأ بها مع ميان قائلة باعتذار :
انا اسفة ، حقك عليا بس هو استفزني اوي الصراحة
تنهد بضيق قائلاََ بصرامة :
بصي يا بنت الناس كلمتين و مش هكررهم تاني طول ما انتي معايا حد غلط فيكي تقفي ساكتة و انا هجيبلك حقك سواء في لحظتها او بعدين انما تغلطي و تطولي لسانككده بتقللي مني و بتضيعي حقك و حقي في اني اتدخل و ادافع عنك
تنهد متابعاََ حديثه :
اعملي اللي عايزاه فس حالة واحدة بس لو انا مجبتش حقك و ده طبعاََ عمره ما هيحصل ابداََ
اومأت له قائلة :
مفهوم
لحظة و خرج الجميع و حالت هرج سادت الأجواء ليعرف منهم عمار ما حدث بالداخل ليصيب القلق قلوب الجميع
.
.
بعد وقت كان رأفت يضع يده بيد سفيان مرغماََ ينظر لابنته بعتاب فهي ما ان علمت بتدهور حالة فريدة بسبب عدم تناولها للدواء و رفضها لكل طرق الطبيب حتى تتعافى و الأخر يخبرهم انها بخطر كبير
شعرت بالخوف و الحزن عليها ستموت بسبب رفضها رددت بخوف و صوت اشبه بالصراخ :
ابعت هات المأذون بسرعة
رأفت بحدة و صدمة :
ميان !!!
نظرت له قائلة بقلة حيلة و دموع :
هتموت كده بسببي يا بابا ، مش هقدر على كده الجواز كتب كتاب بس مش هنقص ايد او رجل بس خليها تتطمن و تاخد العلاج و لما تقوم بالسلامة هطلق منه
نظرة خذلان صوبها رأفت لابنته و سفيان ابتسم انتصار رغم الموقف الذي يمروا به و رغم انه لا يرغب بالزواج لها لكن عدولها عن قرارها حتى ان كان لسبب اعاد له كبرياءه الذي اطاحت به هي و والدها برفضهم له و الآن هي من تطلب اتمام الزواج !!!!
بينما فريدة بالداخل تتابع ما يحدث عبر شاشة الهاتف و الطبيب يقف بجانبها و ابتسامة سعيدة مرتسمة على شفتيها لنجاح ما خططت له !!!!
تظاهر الأطباء و الممرضات بأن الوضع خطر كما اوصاهم الطبيب الذي يطمح ان تزيد فريدة من الأموال التي ستعطيها له على اتقانه لدوره
غادرت ميان برفقة رأفت الذي صمت بكمد ينتظر فقط ليصلوا للبيت بعدها سيقول ما لن يستطع قوله أمام الجميع
………
بتردد كان سفيان يجلس بجانب زوجته على الفراش قائلاََ بتوتر :
نرمين
ردت عليه بصوت ناعم رقيق لا يليق بشخصيتها :
نعم يا حبيبي
صمت لدقيقتان و الأخرى تنصت له باهتمام حتى جاءها رده الصادم :
انا اتجوزت ، اتجوزت ميان !!!
انتفضت واقفة صارخة عليه بغضب و صدمة :
انت بتقول ايه اكيد بتهزر صح ، بتتجوز عليا يا سفيان و مين دي نسيت اللي عملته فيك
نلى برأسه مردداََ بحزن :
منستش بس كنت مجبور فريدة…….ثم قص عليها كل ما حدث لتصرخ هي بحدة :
فريدة قالت و انت ما صدقت ما هي حبيبة القلب و مش بعيد بكره تقدر تسيطر عليك و تخليك تطلقني و تطلعني من حياتك
سفيان بغضب :
مش هيحصل لو عايز اطلقك كنت عملتها من زمان لكن انا باقي عليكي لآخر لحظة لو مكنتيش تهميني كنت وافقت على طلب فريدة من الأول و اتجوزتها جوازي منها صوري مش اكتر عشان فريدة
تنهد محاولاََ التحكم بأعصابه و عدم التهور عليها فهو يعطيها كل الحق بما تفعل الآن :
نرمين اسمعيني بس ، صدقيني مش بمزاجي حقك تزعلي بس حطي نفسك مكاني كنتي هتعملي ايه جدتي هتموت، في مقابل جوازة على ورق مش هتنقض مني ايد او رجل
صرخت عليه بغضب و هي لا تتخيل انها أصبحت زوجة أولى و ليست الوحيدة بحياته كيف سينظر إليها الناس و من بين كل النساء تزوج بأكثر واحدة تكره بحياتها :
لو كنت مكانك عمري ما كنت هفكر اجرحك بالطريقة دي انت فاكر انها سهلة انا يستحيل اتقبل ان فيه واحدة تانية تشاركني فيك حتى لو ع الورق
سألها بضيق :
يعني ايه
صرخت عليه بغضب :
طلقني يا سفيان !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى