روايات

رواية براثن اليزيد الفصل العشرون 20 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد الفصل العشرون 20 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد الجزء العشرون

رواية براثن اليزيد البارت العشرون

براثن اليزيد
براثن اليزيد

رواية براثن اليزيد الحلقة العشرون

“السعادة ليست بالشيء الصعب المستحيل
الوصول إليه، بل هي أسهل شعور تختار
مرافقته، فقط عليك الاختيار الصحيح
ثم إن تنوي تحقيقها”
“اليوم التالي”
جلست جوار شقيقتها في الشرفة ينظرون على المارة من أسفلهم، تتحدث كل منهن وتروي للأخرى ما يدور معها، ارتشفت “ميار” من فنجان القهوة وتحدثت سائلة إياها باستغراب بعد أن استمعت حديث شقيقتها الغريب عليها:
-للدرجة دي بتحبيه؟!
أخذت الأخرى نفس عميق وزفرته بهدوء مُجيبة إياها وهي تقف على قدميها متقدمة من سور الشرفة:
-بحبه؟ يزيد كلمة حب قليلة عليه
وقفت شقيقتها متقدمة منها وهي تبتسم مستغربة تبدل حال “مروة” هكذا وعلامات الاستفهام على وجهها أيضًا فتحدثت “مروة” مرة أخرى:
-بقيت بموت فيه.. بعشقه، حاجه كده كبيرة أوي أوي
استمعت إلى سؤال شقيقتها التي هتفت بجدية:
-كل ده امتى وإزاي؟
داعبت نسمات الهواء خصلاتها الذهبية مبعثرة إياهم لتزيحهم للخلف وتحدثت قائلة بهدوء:
-مش عارفه.. يمكن لما حسيت معاه بالأمان في وسط عيلته، لما حسيت أنه بيدافع عني قصاد الكل، ولما شفت الحب ليا في عيونه.. عمري ما كنت أتخيل أن ده يحصل ولا إني أحب كده بس يزيد مختلف.. مختلف أوي كنت بشوفه الأول متكبر ومغرور وكلامه سم
ابتسمت بسخرية بعد أن وقفت هنا وأكملت مرة أخرى بتهكم:
-ومازال سم بردو بس لما يتعصب.. هو طيب وحنين وشهم وعمره ما ظلمني حتى لما بيغلط لو طَول في العتاب في الآخر بيرجع.. أنتِ مصدقة اللي أنا بقوله؟ أنا حبيته لدرجة متتوصفش
ابتسمت “ميار” وادمعت عينيها فرحًا شديدًا لها ولشقيقتها، تحدثت قائلة لها بحماس:
-النصيب.. كنتوا مكتوبين لبعض ومكتوب أن ده يحصل
ابتسمت “مروة” بسعادة وهي تتذكره بكامل تفاصيله، ملامحه الوسيمة الرجولية، كلماته وصوته الأجش الذي يقشعر له الأبدان، جسده وملابسه كل شيء به يجعلها تتذكر السعادة والفرح لا شيء غيرهما..
تحدثت “ميار” بعد أن ترددت كثيرًا في سؤالها ذلك ولكن هذا الوقت المناسب لترضي ضميرها ولتعيش حياة سعيدة خالية من الشكوك كما قالت صديقتها:
-طب و… وتامر نستيه؟
استدارت إليها ” مروة” بجسدها وتحدثت بجدية مُجيبة إياها بعد أن استنكرت حديثها:
-نسيته؟.. أنا أصلًا محبتش تامر يا ميار، أنا قولتلك أعجبت بيه زي أي راجل كان ممكن يتقدملي وأعجب بيه وكمان من يوم ما يزيد دخل حياتي وهو بالنسبالي أخويا مش أكتر من كده
ابتسمت “ميار” بهدوء خافية مشاعرها عنها وكم السعادة التي داخلها الآن وتحدثت مرة أخرى معللة حديثها السابق:
-أصله كان قالي أنه بيكلمك موبايلك مقفول أو مش بتردي تقريبًا علشان يطمن عليكي
عادت وجلست مرة أخرى مكانها وأردفت بهدوء:
-ما أنتِ عارفه أن يزيد غيرلي الرقم علشان الرسايل اللي كانت بتيجي، وبصراحة طلب مني مديش الرقم لتامر ولا أكلمه ومحبتش أعمل حوار بينا خصوصًا أن خلاص يعني هو أكيد مش فاضي ولا أنا
-آه معاكي حق.. طب وأهله عاملين معاكي ايه؟
لوت شفتيها وتحدثت بعد أن تذكرتهم جميعًا وكأنهم يقفون أمامها الآن:
-عيلته بالنسبة ليا يسرى
جلست جوارها “ميار” بعد أن ابتسمت بمرح وأردفت قائلة:
-بكلمها على طول دي جميلة أوي وروحها حلوة
اومأت إليها “مروة” بتأكيد فسألت مرة أخرى:
-والباقي
أجابتها بسخرية وتهكم:
-لأ دول فريق تاني بس عادي أنا مش بتعامل معاهم خالص ولو حصل حاجه يزيد مش بيسيب حقي
ابتسمت شقيقتها ثم ربتت على يدها الموضوعة على قدمها وتحدثت قائلة بابتسامة عريضة:
-ربنا يخليكم لبعض
أجابت مرددة خلفها ومستكملة حديثها وهي تنظر إلى الساعة بيدها لتراه قد تأخر عليها
-يارب.. مش عارفه أتأخر في المصنع ليه كده، المفروض يجي علشان نروح المعرض ويشوفه
-زمانه جاي متقلقيش
زفرت بضيق وهي تقول:
-بيستغل وجودنا هنا علشان يشتغل
___________________
بعد أن فتح لها باب المعرض دلفوا سويًا إلى الداخل، أنه مغلق منذ فترة طويلة، منذ أن تزوجت منه وربما قبله بأيام أيضًا.. فتحت الأنوار لترى كل شيء بوضوح، لترى معرض الرسومات واللوحات الخاصة بها الذي أغلقته فقد من أجل الزواج منه..
نظر هو في أنحاء المكان بعينيه، رأى كثير من اللوحات المعلقة على الحوائط ولكن عليها الكثير من الأتربة وخيوط العنكبوت في جميع زوايا المعرض، الأتربة على الأرضية أيضًا والمقاعد الجلدية ذات الألوان الباهتة بسبب كثرة الأتربة عليها..
نظر إلى زوجته بعد أن أخذ تلك الجولة بعينيه ليرى الدموع متكونه داخل جفنيها تهدد بالفرار إلى الخارج.. ذهب ليقف جوارها وأحاط جسدها محتضًا إياها بذراعه الأيمن متحدثًا معها بلين وهدوء معتذرًا منها:
-أنا آسف
نظرت إليه بـ زُرقة البحر المتواجد داخل عينيها وبه بعض اللؤلؤ الصغير متسائلة باستغراب لما يعتذر، سألته قائلة بجدية:
-بتعتذر ليه؟
أدارها إليه لتقف أمامه بجسدها فوضع يده الاثنين على كتفيها قائلًا بندم على ماحدث لها بسببه:
-علشان الحالة دي بسببي أنا.. والمعرض اتقفل بسببي
ابتسمت بسخرية شديدة على حديثه الغريب فلو كان حدث ذلك منذ أن كانت مراهقة لوافقت عليه وخصوصًا بعد أن علمت من هو:
-ولو رجع بيا الزمن تاني هعمل كده.. دا أنتَ النصيب الحلو والعوض الجميل، أنتَ بالنسبالي أهم من مليون معرض يا مجنون
من المفترض أن تُسعد قلبه هذه الكلمات، ولكن هو كلما رآها تحبه بهذا الشكل وتتخلى عن كل شيء لأجله يعبث ضميره معه من جديد وليس هناك ما بيده يفعله أما أن يقول هو لها ولن تنتظر معه دقيقة واحدة وهذا مؤكد وأما أن يرفض طلب عائلته ويقولون هم لها وهذا الأسوأ وأيضًا لن تنظر بوجهه مجددًا وأما أن يفعل ما طلبوه ويبدله لها بماله الخاص ويأتي لها بضعف ما يأخذه ولكنها لن ترضى بخروج عمها من أرضهم ولن ترضى بإعطاء منزلها لعائلته..
نظرت إليه باستغراب بعد أن وجدته شرد منها فتحدثت وهي تترقع بيدها أمام وجهه سائلة إياه:
-مالك سرحت فين
-فيكي
قالها بحبٍ بعد أن أخرج كل شيء من عقله مستمتعًا معها وحدها، تحدث مرة أخرى والعشق ينفرط من عينيه وكلماته:
-سرحت فيكي وفي كلامك… أنا بحبك وأنتِ بالنسبالي أهم من أي حد في الدنيا دي كلها
استكمل مرة أخرى بجدية قائلًا وهو يشير إلى المكان من حوله:
-المكان ده محتاج إعادة تدوير
ابتسمت بهدوء قائلة وهي تبتعد عنه تدلف إلى الداخل لترى كل شيء:
-لأ مش للدرجة دي.. أنا هنزل اللوح من على الحيطة وامسحها وهكيسها واشيلها من هنا وهنضف المكان وبس
أقترب منها هو الآخر بعد أن استمع حديثها وأردف هو الآخر بجدية سائلًا:
-طب وليه هتشيلي اللوح؟
-مهو أكيد مش همسحها واحطها تاني كده هتبوظ خالص
حك فروة رأسه من الخلف بيده وهو يفكر في حل ما يجوز لها ولا تغلق المعرض مرة أخرى، تحدث بحماس بعد أن ابتسم:
-طب ما تفتحي المعرض..
ابتسمت هي الآخر بسعادة غامرة وقد دقت الفرحة قلبها معتقدة شيء ما غير ما يقوله هو، سألته بسعادة قائلة وهي تقترب منه:
-بجد؟ ممكن افتحه زي زمان.. يعني هنعيش هنا؟
عبثت ملامح وجهه فقد فهمت حديثه بالطريقة الخطأ أو ربما الطريقة التي تجدها تناسبها، تحدث بهدوء وجدية قائلًا:
-لأ أنا أقصد أن حد يقف فيه وكده كده أنتِ بترسمي هناك على طول وكل فترة الرسومات اللي جاهزة اجبهالك هنا أو لما نيجي زيارة مثلًا
عبثت ملامح وجهها أيضًا وتقدمت من الحائط تُزيل اللوحات من عليه مُجيبة إياه بهدوء:
-لأ أنا مش عايزة حد يقف فيه
أجابها بفتور وهو يتقدم منها يساعدها فيما تفعل فلا يريد أن يطول الحديث ويدخلون في أمور أخرى:
-براحتك
تحدثت متسائلة بجدية وهي ترسم ابتسامة مقتضبة:
-ايه رأيك فيه بعيد طبعًا عن الحالة دي
أجابها هو الآخر مبتسمًا بهدوء وهو ينظر إلى المعرض مرة أخرى:
-جميل ومساحته حلوة جدًا
ابتسمت له بهدوء وبدأت في زيل كل اللوحات بمساعدته لها وتضعهم في أكياس كبيرة للحفاظ عليهم، ثم بدأت معه في تنظيف المكان وتنظيمه على الوضع الجديد، تحت نظرات الحب منه وكلمات الغزل الواضحة..
بعد فترة طويلة ربما كانت أكثر من ثلاث ساعات جلست معه على الأريكة الجلدية ذات اللون الأسود الذي عاد إليها بعد أن نظفتها “مروة”..
تحدثت بـ إرهاق وهي تنظر إليه معتذرة منه:
-معلش تعبتك معايا
-تعبك راحة يا جميل
قال جملته البسيطة مبتسمًا ليعجل الابتسامة تعتلي ثغرها هي أيضًا ثم أرتفع صوت هاتفه الذي يعلن عن مكالمة ما، أخرج الهاتف من جيبه ورأى أنها “ريهام” من تتصل فلم يريد أن يجيبها أمام زوجته حتى لا تنزعج فذهب إلى الخارج ليجيبها..
نظرت إليه بعد أن خرج باستغراب ثم وقفت على قدميها تنظر إلى المكان بعناية لتتذكر كيف كان وكيف أصبح الآن، أخرجها من تفكيرها ذلك الشخص الذي وجدته يدلف إلى الداخل مبتسمًا بهدوء ثم تحدث قائلًا بتساؤل:
-أستاذة مروة؟
-أيوه أنا.. اتفضل
بينما وقف “يزيد” على الجانب الآخر أمام المعرض يتحدث في الهاتف مع “ريهام” عن بعض الأمور التي تحتاجها في المصنع.. نظر من بعيد عليها داخل المعرض وقد وجدها تقف مع شخص ما تبتسم بسعادة أو ربما تضحك، وهو يزين ثغره ابتسامة بلهاء ذلك الأحمق..
أغلق الهاتف بوجه “ريهام” بعد أن اشتعلت النيران داخله بسبب وقفتها مع ذلك الشخص الغريب وضحكتها أيضًا معه، تقدم حتى يذهب إليهم وقد وجده يصافحها وذهب إلى الخارج مقابلًا له..
وقف أمامه ينظر إليه بضيق وبداخله غضب شديد ليسأله بهدوء مناقض لحالته تمامًا:
-أنتَ مين.. قصدي تعرف مدام مروة منين
استغرب الآخر سؤاله الغير منطقي وتوتر من نظرته الهادئة تلك مع ملامحه المُرتسم عليها الضيق فتحدث بجدية قائلًا:
-مروة صاحبتي.. قصدي كانت صاحبتي في الكلية، عن اذنك
سريعًا ذهب من أمامه بعد أن أنهى مهمته الذي وجدها صعبة كثيرًا، نظر “يزيد” إليه ليراها قد اختفى بعيدًا في وسط السيارات التي تمر من جوارهم..
تقدم ليذهب إليها، دلف إلى المعرض ولم يُمهلها الفرصة للتحدث قائلًا هو بتساؤل:
-مين ده؟
جلست مرة أخرى على الأريكة وتحدثت بهدوء مجيبة إياه:
-كان بيسأل عن لوحة معينة هنا، قالي أنه جه أكتر من مرة بس كان المعرض مقفول
نظر إليها باستغراب وليس شك فيكفي شك بها إلى الآن، تحدث باستنكار متعجب قائلًا:
-بس هو مقاليش كده!
وقفت تنظر إليه باستغراب شديد وسائلته وهي تبتسم بسخرية:
-اومال قالك ايه
-قالي مروة صاحبتي من الكلية وبعدين مشي
استغربت حديثه مرة أخرى وأجابته بهدوء وجدية:
-لأ خالص أنا أصلًا أول مرة أشوفه هو ممكن اتلغبط… أو كان معايا فعلًا فقال كده هو شكله في سني بردو وكمان كلامه بيقول أنه فاهم في المجال
سألها بضيق وهو يشير بيده إليها وقد عبث برأسه حديثها:
-أيوه يعني أنا أفهم ايه؟
أعتقدت أنه عاد مرة أخرى ليشك بها وبحديثها، وقد رأت غضبه وضيقه بسبب اختلاف الحديث، أردفت بانزعاج وجدية:
-معرفش بس أنا بردو معرفوش، أنتَ بتشك فيا ولا ايه؟
تحدث سريعًا ليتفادى أي شيء قريب من هذا الأمر قائلًا بجدية بعد أن جعل وجهه يعود لطبيعته:
-لأ طبعًا أشك فيكي ده ايه.. أنا بثق فيكي وفي كلامك أكتر من نفسي
ابتسمت بسعادة بعد أن استمعت لكلماته ولم تتحدث هي فوجدته يقول بجدية مرة أخرى:
-يلا نمشي بقى علشان نلحق نوصل المنيا أنتِ لسه هترجعي بيتكم
اقتربت منه بهدوء ثم وقفت أمامه، وضعت يدها على صدره العريض وأرادت التحدث ولكنه أنزل يدها إلى الأسفل مرة أخرى متحدثًا بجدية:
-اتكلمي من غير الحركات دي لأن طلباتك مش مربوطة بكده يا مروة وده مش غرضي خالص
نظرت إليه بخجل فهي حقًا كانت تفعل هكذا ليرضخ لطلبها مرة أخرى، أخفضت وجهها إلى الأرضية فرفعه هو سريعًا قائلًا مرة أخرى:
-ولو طلبك أننا نقعد تاني في بيتكم فده مش هيحصل لأني بصراحة مرتحتش وأنا قاعد في بيت مش بتاعي بس عملت ده علشانك
تحدثت سريعًا مجيبة إياه بحماس ظهر بعينيها الذي كانت تموت خجلًا منذ لحظات:
-لأ في بيتك أنتَ
سألها باستنكار متعجبًا:
-ايه؟
تحدثت بحماس مرة أخرى وهي تقترب منه أمله أن يوافق ويجلسون هنا لبعض الوقت:
-ايه بقولك هنقعد في بيتك اللي هنا.. نرتاح شوية من الضغط ومن البيت وقعدتي لوحدي في غيابك.. فرصة تتابع شغلك ونفصل شوية أرجوك وافق.. أرجوك علشان خاطري، والنبي والنبي يا يزيد
جعلها تصمت واضعًا يده على فمها قائلًا لها بابتسامة ساخرة:
-خلاص في ايه!.. هو راديو وانفتح في وشي
سألته بتوجس وهي تنظر إليه بنصف عين قائلة:
-يعني موافق؟
نظر إليها بجدية شديدة وتصنع التفكير ثم قارب على نطق رفضه وقد استشعرته هي ليخيب أملها ويقع قلبها بين قدميها ولكنه سريعًا قال:
-طبعًا موافق
لم تمهلة الفرصة بعد ذلك لقول أي كلمة فقد قفزت عليه محتضنة إياه بيدها الاثنين تضعهم خلف عنقه وتحيط جسده بقدميها تقبله بفمه قبلة سريعة.. بينما هو ترنح للخلف من مفاجآتها ووضع يده الاثنين خلف خصرها يتمسك بها بشدة.. وجدها تقبلة سريعًا وتبتعد عنه ولكنه لم يجعلها تحذر فأخذ شفتيها بقبلة شغوفة..
-بحبك أوي يا زيزو يا قمر أنتَ
سألها بدهشة وبصوت أجش يداعب وجهها وأنفاسه تستنشقها لقربه الشديد منها:
-للدرجة دي فرحانه؟
أجابته بسعادة كبيرة وبرقة بالغة وهي تعبث بخصلات شعره حيث أنه مازال يحملها:
-طبعًا فرحانه مش هقعد معاك لوحدنا؟.. بعيد عن الدوشه والكلام الكتير، بعيد عن كل حاجه هقضي وقت جميل مع حبيبي إزاي مش هبقى فرحانه بقى؟
وضع قبله صغيرة على شفتيها قائلًا لها بجدية بعد أن اقتنع بحديثها:
-عندك حق.. طيب إحنا هنروح فين دلوقتي؟
-هنروح عندنا أعرفهم أننا هنروح بيتك واجيب هدوم ليا وحاجتي.. صحيح أنت عندك هدوم هنا؟
أومأ بالايجاب قائلًا:
-آه في البيت
اومأت إليه والسعادة تغمر قلبها بقربه منها، احتضنته بشدة وهي تشعر بدفء أحضانه، وتستنشق رائحته الرجولية المميزة الخاصة به وحده، بينما هو شدد من احتضانه لها وقلبه يرفرف لسعادتها تلك.
____________________
ذهبت معه إلى منزل والدها لتأخذ ما تريده من هناك، وبالفعل حدث، أخذت بعض الملابس الذي وجدتها تناسب التواجد معه في المنزل، وأخرى تناسب الخروج لم تكن تناسبها كثيرًا لأنها ملابسها قبل الزواج ولكن تدبرت الأمر فهي لم تستطيع أن تجلب ملابس معها من منزله حتى لا يعلم ما الذي كانت تنويه..
أخبرت والدها أنها ستذهب مع “يزيد” إلى منزله لبضع أيام ثم العودة مرة أخرى إلى منزله ببلدتهم، ولم يضغط عليهم بالتواجد بمنزله حتى يكون على راحته مع زوجته بمنزله هو..
أخبرته أيضًا أن يُسلم على شقيقتها حيث أنها كانت في عملها بالصيدلية الخاصة بها، ذهبت بعد أن ودعته هي و “يزيد”..
“بعد نصف ساعة”
وصل “يزيد” إلى العمارة التي يقطن بها وصف سيارته أسفلها حتى تترجل “مروة”، نظرت هي إليها من النافذة وجدتها عمارة شاهقة عالية للغاية ومظهرها يوحي بالرقي والغناء أيضًا، نظرت إلى المكان ووجدته به كثير من العمارات المتشابهة، عادت نظرها أخيرًا إلى زوجها متحدثة بحماس:
-المكان تحفه
ابتسم بوجهها متحدثًا بهدوء وهو يفك حزام الأمان عنه:
-طب يلا ننزل
سألته باستغراب فلا يوجد سيارات أو أي شيء مصفوف هنا على الطريق:
-أنتَ هتسيب العربية هنا؟
-لأ هركنها في الجراش
قالت باستنكار ودهشة متعجبة من حديثه الغير متزن:
-طب ما تركنها مرة واحدة أنتَ هتطلع وتنزل تاني علشان تركنها
ابتسم مرة أخرى وتحدث بجدية قائلًا وهو يشير إليها:
-لأ هطلعك البيت وهنزل أجيب شويه طلبات لأنه فاضي تمامًا وبعدين هركنها لما ارجع، فهمتي يا مروتي
اومأت إليه فأشار إليها برأسه حتى تترجل ففعلت وهو الآخر ترجل من السيارة متقدمًا ناحيتها بعد أن جلب حقيبتها المتواجد بها الملابس ليدلف إلى الداخل، قابلهم رجل في منتصف الخمسين من عمره مبتسمًا بسعادة مرحبًا بـ “يزيد” بحرارة:
-يا مرحب يا مرحب مصر كلها نورت يا يزيد بيه
ابتسم “يزيد” وهو يصافحه مجيبًا إياه:
-بنورك يا عم سعيد.. عامل ايه
-في فضل ونعمه من عند ربنا يا بيه وكله من خيرك
أردف “يزيد” بهدوء قائلًا:
-لأ متقولش كده ده خير ربنا… معلش يا عم سعيد هات النسخة اللي معاك من المفتاح علشان نسيت نسختي
هرول إلى داخل غرفة صغيرة وهو يقول بعجلة:
-من عنيا يا بيه
سريعًا أتى بهم مقدمهم إليه، أخذهم منه “يزيد” وتحدث مرة أخرى قائلًا وهو يشير إلى زوجته:
-مروة مراتي يا عم سعيد هنقعد معاك هنا كام يوم ونرجع البلد تاني
تحدث وهو ينظر إليها باحترام قائلًا بلهفة وحب:
-يا ألف نهار مبروك.. مصر منورة يا ست هانم
ابتسمت إليه بسعادة وحب تبادلة إياه فقد وجدته رجلًا بشوش محب:
-ربنا يخليك
أخذها “يزيد” بعد أن استأذن منه قائلًا له أيضًا أنه سيهبط إليه مرة أخرى، دلف إلى المصعد الكهربائي فتحدثت قائلة:
-شكله بيحبك أوي
ابتسم بوجهها وأردف بهدوء:
-بيحب كل الناس وبالأخص الكويس معاه وشايفه يعني
اومأت إليه بهدوء ثم وصل المصعد إلى الدور الذي به بيته، خرج منه معها ثم وضع المفتاح بالمزلاج فسألته باستغراب:
-هو ليه معاه نسخة من المفتاح صحيح
-علشان يجيب حد ينضف البيت ويهويه كل فترة
فُتح الباب ثم جعلها تدلف ودخل هو خلفها بعد أن أخذ المفتاح مرة أخرى ووضعه بجيبه ووضع الحقيبة على الأرضية جواره، دلفت إلى الداخل توزع نظرها بالمنزل وقد كان رائع وهذه الكلمة قليلة لوصفه.. أثاثه الظاهر لها راقي كثيرًا وأحدث شيء رأته، يتماشى لون الحوائط مع المفروشات ومع الأثاث هناك صور ولوحات معلقة تعطي مظهر رائع وبعض المزهريات والتحف الموضوعة على الأثاث، المطبخ يظهر لها فهو مفتوح على الخارج..
سارت للداخل لترى الغرف وظهر لها أنهم أربعة غرف ربما، عادت مرة أخرى وهي تنظر إليه بأكمله فبدا لها كبير للغاية ومساحته رائعة وكل شيء به رائع..
تحدث “يزيد” قائلًا بجدية بعد أن وقف أمامها وهو يشير إلى إحدى الغرف بالداخل:
-دي الاوضه اللي هنام فيها، اوضتي خدي حاجتك حطيها هناك واكتشفي المكان على ما أنزل أجيب شوية حاجات من السوبر ماركت.. مش عايزة أجبلك حاجه؟
اومأت إليه بالرفض مبتسمة ثم قالت بهدوء:
-متتأخرش بس
-حاضر
قالها ثم استدار مرة أخرى وخرج من المنزل بينما هي أخذت تقفز بسعادة فـ أخيرًا ستحظى ببعض الوقت بعيدًا عن الجميع وربما تسير خطتها كما هي وتجعله يطلب من نفسه المكوث هنا دائمًا..
____________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براثن اليزيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!