روايات

رواية براثن اليزيد الفصل الثاني 2 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد الفصل الثاني 2 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد البارت الثاني

رواية براثن اليزيد الجزء الثاني

براثن اليزيد
براثن اليزيد

رواية براثن اليزيد الحلقة الثانية

“خصلاتها ذهبية كـ لون قُرص الشمس، عينيها بها زُرقة كـ زُرقة البحر في ساعة صفاء السماء، وبها خُضرة كـ لون أرض زراعية زُرعت بحبٍ، متعددة الاختلافات وقد فُتن بتلك الاختلافات”
“بعد أسبوع”
تجولت بين الأراضي الزراعية، سارت كثيرًا بين الأراضي الخضراء وهي تحاول استنشاق هواء نقي من هذه البلد الذي لطالما وجدتها جميلة ونقية بها أحب الناس على قلبها، ولكن الآن اختلفت كثيرًا فهي ستكون مكان أثرها، مكان حِرمانها من كل شيء أو ربما هي تعظم الأمور؟، لا تعلم ولكن لا تستطيع الصمود أمام كل هذه التراهات التي تراها كثيرة على عقلها..
أتت منذ ثلاثة أيام بصحبة والدها وشقيقتها بعدما قالوا أن الزفاف سيتم هنا في بلدتهم ولا مكان غير ذلك، سارت إلى مصيرها المحتوم وهي مغمضة العينين لا تستطيع الرفض بعد كل ما حدث، وإلى الآن لم ترى زوجها المستقبلي الذي فُرض عليها!..
جلست أمام بُحيرة صغيرة ميائها نقية، يتلاعب الهواء بخصلات شعرها المائل إلى اللون الذهبي الرائع، تُداعب نسمات الهواء وجهها بلطف وهي تنظر إلى المياة شاردة في مستقبلها المجهول..
أزالت ذلك الوشاح الصغير من حول عنقها ثم وضعته جوارها لتأخذ أكبر قدر من الانتعاش ولكن لم تحذر أبدًا، تسارعت الدموع على وجنتيها بلا توقف، لا تعلم لما الآن وهي بالكاد تحاول السيطرة على نفسها، دائمًا لم تكن تستطيع السيطرة على تلك الدموع اللعينة..
وأخيرًا.. تركتهم ربما تُزيل هذه الدموع بعض من الآلام الذي بقلبها أو ربما تُخفف من تفكيرها بمن سيصبح زوجها بعد أيام وهي لا تدري عنه شيئًا سوا اسمه “يزيد الراجحي”
______________________
هل هو الآن جالس في بيت من بيوت عائلة “طوبار”؟، لم يكن يعتقد أنه سيدلف إحدى هذه البيوت إلا بعدما تكون ملكه، هل هو الآن ضيف عندهم؟، لا لن يُعطي لهم الفرصة للتكبر عليه أنهم إلى الآن لا يعلمون من هو ابن عائلة “الراجحي”..
دوامة تدور في عقله الآن وهو جالس بينهم ومعه عمه الذي رفع رأسه في شموخ وتكبر بل وغرور أيضًا وشقيقه يفعل المثل، وإنما هو جلس وحدة وكأنه مُحاط بهالة فريدة من نوعها، جلسته فريدة من نوعها تحمل عنجهية وغرور لا يصف، ابتسامته خلفها مكائد وخبث لا يُحكى، نظرة الصقر الذي يمتاز بها تجعلك تنتفض بداخلك، أنه فريد من نوعه حقًا..
فكر فيما فعله الآن لقد أصبحت تلك الفتاة التي لم يراها ولو لمرة واحدة زوجته، عقد قرآنه على فتاة لم يراها من قبل، أيعقل ذلك؟، وقد كان هذا طلبه جعل والدها يذهب لها كي تمضي وتضع موافقتها على الزواج، هو من فعل ذلك، هو من جعل رؤيتها آخر شيء ولم يكن وراء ذلك إلا الملاك الذي شاهدة في وسط الحقول الخضراء، لم تبتعد عن مخيلته ولو لثانية واحدة تلك العيون الزرقاء، لم ينسى ولو لدقيقة خصلاتها الحريرة ذهبية اللون، وإلى هنا أغمض عينيه بشدة معنفًا نفسه على ما يفكر به وما يفعله دون دراية منه فقد استحوذت هي على كامل تفكيره..
عاد من صراعه مع نفسه على صوت عمه وهو يتحدث بغرور قائلًا بعد أن وضع قدم فوق الآخرى:
-كده خلاص كل شيء تم إحنا هنعمل فرح على الضيق كده بعد بكره على طول عشان أهل البلد… هندبح كام عجل ونوكل الناس وخلصنا
نظر إليه “نصر طوبار” والد “مروة” حانقًا ولكنه لم يظهر ذلك فقط من أجل ابنته:
-اللي تشوفوه ده في الأخر فرحكم
أجابه “فاروق” مبتسمًا بسخرية وهو يضع قدم فوق الأخرى كما فعل عمه قائلًا كلماتٍ ذات مغزى:
-طبعًا فرحنا.. ولسه الفرح جاي ورا
لم يفهم “نصر” وشقيقه مقصده ولكنه صمت ولم يعقب على كلماته حتى يمر اليوم بسلام فهو لا يتحمل هذه العائلة بغرورها وتكبرها ولا يدري كيف سيترك ابنته هنا بينهم!..
-أنا بكره هعدي على العروسة علشان تجيب الفستان ولوازم الفرح
ماذا قال؟، كيف تفوه بهذه الكلمات؟، ومن أين أتت؟.. هل إلى هذه الدرجة لا يستطيع التحكم بنفسه؟، هل إلى هذه الدرجة تفكيره بـ ملاكه الخاص يفعل به ذلك؟.. نظر إليه الجميع عندما وجدوا ملامح الاستغراب على وجهه بعد ما تفوه به ليتحدث هو قائلًا وهو يحاول تدارك الأمر:
-بكره الساعة اتناشر هكون موجود علشان منتأخرش
ثم وقف على قدميه مقررًا المغادرة ومن بعده عمه وشقيقه ليقف أيضًا والد مروة وعمها، تقدم “يزيد” مبتسمًا بغرور إلى والدها مقدمًا يده له حتى يصافحه ثم هتف قائلًا:
-اتشرفت بيك يا نصر بيه
أومأ له الآخر ليستعدوا للذهاب وقد شارف “يزيد” على الخروج من باب الغرفة ولكن أوقفه ذلك الجسد الصلب الذي اصطدم به، نظر إليه ليجده شاب بمثل عمره تجولت عينيه بالغرفة لتعود إليه مرة أخرى ناظرًا له بحقد وكره شديد قد رآه “يزيد” ولكن لا يدري ما السبب له ليتحدث الآخر منتشله من قوقعة أفكاره
-أنتَ بقى يزيد باشا الراجحي
ابتسم هو بسخرية شديدة ثم أجابه وهو يضع يديه بجيب بنطاله ليقف أمامه بشموخ:
-آه أنا بقى يزيد باشا الراجحي، أنتَ بقى مين؟
ابتسم الآخر بسخرية مثله تمامًا ثم قلده متهكمًا وهو يضع يده بجيب بنطاله لينظر إليه بغرور مماثل:
-أنا بقى تامر إبراهيم طوبار اللي عيلتك كانت بتفكر تقتله لو مروة نصر طوبار بنت عمه رفضت تتجوزك
ثم أكمل متهكمًا وهو يبتسم بسخرية ليتشفى به:
-ولوني أشك في كده
قبض “يزيد” على يده وهي بداخل جيبه، كاد أن يفتك به ذلك الطفل القابع أمامه من يظن نفسه كي يتحدث هكذا؟، هل يقول أن لا أحد يوافق على زواجه بي ولهذا تم بالغصب؟، لو فقط يستطيع أن يُهشم وجهه ويحطم أسنانه البيضاء الذي تظهر وراء ابتسامته الساخرة ولكن لك يوم صبرًا صبرًا يا “تامر”
تدخل والد “تامر” سريعًا متحدثًا بتوتر وهو يشير بيده إلى الطريق:
-اتفضلوا… اتفضل يا يزيد يابني من هنا
سار الجميع معه إلى باب المنزل بينما وقف “تامر” مكانه يبتسم بسخرية عليه محاولًا إخراج النيران من قلبه لما سرقه منه ذلك الحقير بنظره..
التفت إليه “يزيد” ليراه يبتسم وكأنه يقول له كانت لي الجولة الأولى يا غبي!.. ذهب ولكن كلمات ذلك الفتى الصغير بعقله لا يستطيع نسيانها وقد توعد له كما توعد لغيره من تلك العائلة فقط، صبرًا.
_______________________
“في اليوم التالي”
ترجل من سيارته التي صفها أمام منزل عائلة “طوبار”، وقف مستندًا عليها بغرور متنظرًا ليأخذ من سُميت زوجته حتى تأتي بفستان زفافها أو جنازتها أيهما أقرب، هذا ما تحدث به عقله وهو يمر بعينيه على المنزل من الخارج يرى كم هو كبير ولكن ليس بقدر منزلهم، تحاوطه الحديقة الخارجية بمساحه كبيرة، غاية في الجمال والروعة، ظل دقائق منتظرًا وهو يتحدث بعقله متهكمًا على هذه الزيجة منذ البداية إلى أن أختنق من انتظاره ليتوجه صوب الباب الداخلي والذي ما أن وقف أمامه حتى فُتح..
وقف أمام الباب لا يُحرك ساكنًا ينظر إلى ملاك خرج للتو من الجنة ولكن حزين، حزين للغاية عينيه الزرقاء رائعة الجمال بها خيوط حمراء غالبًا من كثرة البكاء، أنفها أيضًا يحمل احمرار كما لو أنها تُعاني من حمى شديدة، شفتيها الوردية مضمومة بحدة، أخذ يمرر عينيه على وجهها، خصلاتها الحريرة، بكل بطئ وكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم يفق إلا عندما تحدثت إليه بحدة قائلة:
-ايه قلة الأدب دي أنتَ بتبص كده ليه وبعدين أنتَ مين وعايز مين هنا؟
خرج من شروده بها على صوتها الحاد وهو يفكر هل من الممكن أن تكون هي؟، أغمض عينيه بقوة ثم وضع يده بجيب بنطاله مستعيدًا هدوءه وبروده المعتاد:
-لو أنتِ مروة يبقى اللي كنت بعمله ده مكنش قلة أدب ولا حاجه
نظرت إليه بتوتر وهي تحاول فهم ما يرمي إليه لتخلص نفسها من التفكير مُجيبه إياه:
-أيوه أنا مروة أنتَ مين؟
ابتسم بسخرية ثم تحدث بتهكم قائلًا:
-معقولة مش عارفه جوزك يا حرمي المصون.. كان المفروض تحسي بردو أنه أنا زي ما أنا حسيت
نظرت إليه بتوتر شديد كما أنها ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها بسبب هذه السخرية المميتة بنبرته وملامحه المتهكمة عليها ولم تُجيبه على حديثه، ظلت تنظر إليه بتوتر تمرر عينيها على ملامحه شديدة الوسامة ليخرجها من تفكيرها قائلًا بود وابتسامه مشرقة ارتسمت على شفتيه كان يود إظهارها منذ وقت طويل ثم قدم يده لها ليصافحها:
-يزيد الراجحي.. جوزك إن شاء الله ده طبعًا لو رديتي عليا بدل ما أنتِ ساكته كده
قدمت يدها له تبادله المصافحة وحاولت أن ترسم ابتسامه هادئة على شفتيها:
-مروة
سحبت يدها منه سريعًا حيث أنها شعرت بتيار كهربي يسير بكامل جسدها حين تلامست أيديهم ليبتسم هو بهدوء بعدما لاحظ ما فعلته ثم ابتعد عن طريقها مقدمًا يديه أمامها لتتقدم هي بالسير أمامه ثم فتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس بجواره وقد فعلها كحركة لباقة منه..
سار طوال الطريق صامتًا لم يتحدث ولو بكلمة واحدة فقط ينظر للطريق أمامه ولكنه شاردًا بها، أيعقل أن تكون هي تلك الفتاة التي لازمته منذ أن رآها؟ يالا سخرية القدر، هل هي حقًا، مازال عقله لم يستوعب ذلك وهو الذي أبعدها عن ناظريه بيوم عقد القرآن حتى تظل الأخرى بمخيلته وفي النهاية تكون هي؟.. يتذكر في ذلك اليوم عندما رآها بين الحقول الخضراء وعقله تتضارب بداخله الأفكار اللعينة..
“أخذ حصانه منذ وقت ليس بالقصير وذهب ليستنشق الهواء الحر، هواء غير مقيد مثله بالانتقام، ذهب يتجول هنا وهناك وهو يفكر بتلك الأفعال الدنيئة التي يريد أن يفعلها بمن ستصبح زوجته المستقبلية، بمن ستحمل اسمه..
طوال تلك الأيام المنصرمة وهو يفكر بها، كيف تبدو؟، كيف تتعامل؟.. هل هي قوية ولديها شخصية؟.. أم ضعيفة يسهل اللعب بها والسيطرة عليها؟ عقله كاد أن يصرخ من كثرة التفكير بها وبعائلته اللعينة، بل هو أيضًا كاد أن يفقد عقله بسبب كل ما حدث وما يحدث، إلى هنا وكفى!..
وقف بحصانه بعيد نسبيًا، رأى فتاة، لا ليس بفتاة هذه إنها ملاك، وجهها أبيض ملائكي، شفتاها وردية اللون، عينيها تشبه زُرقة البحر، خصلاتها ذهبية في ساعة تعامد الشمس عليها، ولكن مهلًا لما تبكي؟.. ترتعش شفتاها وجسدها ينتفض، تخرج منها شهقات مباغتة لتشكل لوحة فنية رائعة ولكن حزينة للغاية..
لا يدري هل رأها من قبل؟ لا يعتقد ذلك فهذا مكانه المفضل كلما كثرت الأفكار على عقله أتى لزيلها هنا ولم يسبق له أن يراها من قبل، تجذبه إليها بطريقة غريبة، لا يريد إبعاد نظرة عن تلك اللوحة التي لم يرى مثلها من قبل ولكن ماذا إذا أزال هذا اللؤلؤ الخارج من عينيها؟.. هل ستكون نفس اللوحة؟ نعم بالطبع ولكن ستكون مبتهجة..
صرخ به عقله يبعده عن هذه الخرافات التي يفكر بها ليبعد ناظريه عنها، هل أنا أحمق أم ماذا، زواجي سيكون بعد أيام وأنا هنا غارق في عيون زرقاء اللون؟..
نظر إليها مرة أخرى قبل أن يغادر المكان ولكنه وجدها تنظر إلى هاتفها الذي صدح صوته في المكان لتغلقه على الفور وقامت على عجلة من أمرها ذاهبة بعيدًا عنه وهي تزيل بقايا دموعها وتحاول ضبط أنفاسها المتسارعة من كثرة البكاء..
جذبه شيء ما إلى مكان جلوسها أزرق اللون مثل عينيها الساحرة، ترجل من على حصانه ذاهبًا نحوه ليرى ما هو، وقف أمامه ليراه وشاح أزرق صغير أنثوي للغاية، دون دراية منه أخذته يده إلى أنفه ليستنشق رائحة لم يستنشق مثلها من قبل، رائحة تحمل عطر الياسمين ورائحة أنوثتها أيضًا لتفعل له مزيج يأخذ العقول إلى مكان بعيدًا ربما لا يذهب إليه إلا قليل من قلة البشر، ولم يدري بنفسه وما يفعله فتلك الرائحة حركت كثير من المشاعر بداخله..
لف الوشاح على يده بينما يظهر شبح ابتسامة على وجهه ليعود مرة أخرى إلى حصانه صاعدًا عليه ليذهب متناسيًا أمر زيجته اللعينة فقط متذكرًا ملاكًا ذات خصلات ذهبية وعيون مثل زرقة البحر.”
عاد بتفكيره إليها مرة أخرى، إلى القابعة جواره في السيارة، يتسائل هل ذلك الجمال الأخاذ أصبح له، تلك العيون الساحرة وتلك النظرة البريئة التي لطالما أبعدت النوم عنه لليالي له وحده؟، ولكنها حزينة للغاية في كل مرة يراها تكُن تبكي، هل هي غُصبت على الزواج منه كما قال ذلك المعتوه “تامر” ولكن على كل حال هذا ليس من شأنه عليه أن يسيطر على نفسه من الآن فهي تحتل كل تفكيره وتركيزه بها وهذا لن يأتي بأي نفع بتاتًا.
_____________________
-بسم الله ما شاء الله قمر يا مدام الفستان جميل أوي عليكي
هذا ما قالته العاملة بإنبهار بعد أن اختارت مروة أحد الفساتين المحتشمة وقاسته ليكن في غاية الروعة والجمال عليها
ابتسمت لها مروة بود قائلة بهدوء:
-شكرًا لزوقك
ابتسمت العاملة لها مرة أخرى ثم تحدثت بينما تشير إلى الخارج مكان جلوس “يزيد” الذي استمع إليهم جيدًا:
-مش هتخلي جوزك يشوف الفستان القمر ده عليكي؟
نظرت إليها مروة بارتباك هي حقًا لا تدري ماذا عليها أن تفعل، تريه ماذا وهو لم يتحدث معها طوال الطريق وظل صامتًا:
-لا بيقولوا فال وحش
لا تعلم من أين اخترعت هذه الكلمات ولكن على كل حال قد فعلت لتخرج من ذلك المأزق، ابتسمت إليها العاملة ثم خرجت لتتركها مع نفسها ترى إذا كان مناسبًا أم لا ثم تبدل ثيابها..
بينما الآخر يجلس خارج غرفة القياس منتظرًا إياها تنتهي وقد ود وبشدة أن يرى ذلك الفستان عليها والذي أبهر تلك العاملة لكنه زفر بحنق فلا يستطيع التفكير بهدوء من هاتفها اللعين الذي منذ أن دلفت إلى الداخل وهو يحدث أصوات وصول رسائل عدة قد ازعجته حقًا..
حاول أن يتغاضى عن الأمر ولكنها حقًا رسائل كثيرة تُحدث أصوات مزعجة فمد يده إلى الهاتف الذي تركته بجانبه ليخمد فضوله عن هوية هذه الرسائل الكثيرة وقد سهلت مهمته حيث أنها لا تضع كلمة مرور لهاتفها..
ولكن ما أن فتح هذه الرسائل حتى اسودت عينيه وأصبحت قاتمة السواد من شدة الغضب الذي يواجهه الآن، قبض على يده بشدة في محاولة منه أن يهدأ من نفسه ولكن لم يستطيع فقد كان غضبه يستطيع أن يحرق أي شيء يتواجد أمامه بسبب مضمون هذه الرسائل اللعينة..
وقف على قدميه ممسكًا بالهاتف بيده والذي كان على وشك أن يهشمه ليتوجه إلى غرفة القياس كالصاعقة دالفًا إليها مغلقًا الباب خلفه بحدة، قد شارفت على ارتداء باقي ملابسها ولكن شهقت من الفزع عندما وجدت من يقبض على يدها بحدة وعصبية شديدة كادت أن تكسرها، نظرت إليه والهلع ينصب من عينيها المتسائلة لتحاول السيطرة على نفسها قائلة بشفتين ترتجف:
-أخرج بره لو سمحت ماينفعش كده
ضغط على أسنانه بحدة وقد زاد ضغطه على يدها لتطلق صرخة خافته من بين شفتيها، بينما هو رفع الهاتف أمامها متسائلًا بغضب ظهر جليًا على ملامحه:
-ايه ده؟
نظرت إلى ما يضعه أمامها وهي لا تدري من ذلك وما هذه الكلمات التي أول مرة تراها لتعود بنظرها له مرة أخرى وقد تكونت الدموع بعينيها آلمًا من قبضته على يدها وخوفًا من مظهره ذلك والغضب الذي ربما يحرق الأخضر واليابس بسبب ما رآه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براثن اليزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى