روايات

رواية براءة روح الفصل الرابع عشر 14 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل الرابع عشر 14 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت الرابع عشر

رواية براءة روح الجزء الرابع عشر

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة الرابعة عشر

أونس
لما لقيت روح فجأة اتشنجت وبتتحرك بطريقة غريبة وباين جدا أنها أعراض مش مطمنة أبدا …قومت من مكاني وجريت عليها وأنا بصرخ باسمها… رووووح…
وبعدها الكل قام من مكانه والقاعة كلها بقت هرج ومرج ومدام نادية وفريدة واشجان جريوا زي المجانين يشوفوا روح فيها ايه .
روح كانت خلاص فقدت السيطرة على نفسها وكانت بتخبط في أي حاجة ومرة واحدة وقعت وكانت راسها هتخبط في الأرض لولا جاسر لحقها على أخر لحظة وبعدها أنا انتشلتها منه لحضني … روح ..روح..انتي ايه اللي حصلك بس… ما انتي كنتي واقفة كويسة ..ليه حالتك قبلت مرة واحدة كدا .. روح انتي افتكرتي ايه محدش فينا يعرفه ….رووووح بالله عليكي ما تسبيني …انا مصدقت لقيتك.
الكل قرب مني يطمن على روح لكن مفيش ليها أي استجابة وشوية والاسعاف جه نقلها للمستشفى وبعد فترة الدكتور خرج وقالنا إنها اتعرضت لصدمات متتالية دخلتها في حالة إغماء وعمتلتها صدمة نفسية حادة..لكن هتفوق امتا مش عارفين.
استغلينا الموضوع ده في قضية روح …والمحامي أخد بشهادة الطبيب وبينه للمحكمة
ان أكيد روح وهيه بتمثل الواقعة كان فيه حاجة كبيرة وكبيرة اوي كمان حصلت لدرجة انها لما تفتكرها يجيلها تشنجات عصبية ويحصلها حالة الاغماء دي … وان من الواضح ان البنت على مدار حياتها اتعرضت لصدمات عنيفة وكلها تراكمت وأدت لارتكاب الجريمة
محدش فينا كان يعرف ان جدة روح هيه اللي قتلت أمها .. ولا نعرف بموضوع المكالمة اللي لو كنا عرفنا كان ممكن يقلب الموازين كلها وكانت ممكن روح تكون بريئة فعلا لكنها وبكل أسف مش بتقدر تتكلم .
اتأجل الحكم في القضية لحين استقرار حالتها وفضلت روح تعبانة لمدة شهر كامل تفوق لحظات بسيطة وترجع يغمى عليها تاني وأنا كنت هموت عليها وخايفة حالتها تسوء وتروح مني .
بعدها الدكاترة قالت ان حالتها مش هيكون فيها تحسن سريع وانها هتفضل فترة كبيرة على الحال لحد ما ربنا يفرجها ويرزقها الشفا من عنده ..وان هتفضل حالتها النفسية مش مستقرة وأنها محتاجة مصحة نفسية تتعالج فيها حتى لو فاقت
فالمحكمة حكمت على روح غيابي نظرا لحالتها الصحية والنفسية ..وبعد الاطلاع على تقارير الأطباء سواء في المستشفى او في المصحة النفسية اللي اتنقلت ليها روح
انها هتتسجن عشر سنين… هتقضي اللي تقضيه في المستشفى ولما حالتها تتحسن تكمل مدة العقوبة في السجن
الحكم كان فاجعة بالنسبة لينا كلنا .. وكلنا كنا نتمنى البراءة لروح بعد حالتها اللي اتقلبت فيها ٣٦٠ درجة بعد ما كانت قدامنا كويسة ومفيهاش حاجة… بس فعلا كثرة الضغط يولد الانفجار وروح الضغط عليها كان شديد اوي وورا بعض ومفيش أي فواصل بينهم او لحظات حلوة تفصل بيها كل الوحش اللي شافته علشان كدا انفجرت … روحها بدأت تأن… ترفض اللي بيحصلها .. فكان أنسب حل إنها تغيب عن الواقع
عدى سنة الكل مكانش عارف يعيش حياته الطبيعية فيها الحزن عشعش على قلوبنا
حاولت أشغل نفسي بدل تفكيري فيها اللي شبه هتجنن بسبب خوفي عليها… كنت خلصت جامعة فبدأت أعمل دبلومة وأحضر للمساجتير ومع ذلك كنت بزورها يوميا… صحيح كان ممنوع الزيارة والحراسة كانت مشددة على اوضتها رغم حالتها … وانه غير مسموح بزيارتها بس أنا كنت لازم اروحلها يوميا وأبص عليها من الشباك الازاز اللي عاملينه مخصوص علشان الزيارة ممنوعة عنها… روحت فلقيت جاسر بيبص عليها والممرضات عندها بيعلقوا ليها المحلول المغذي وشكله كان يقطع القلب بيبصلها وحاسة انه هيتقطع علشانها… مكانش بيعدي يوم الا وأشوفه هو كمان جايلها علشان يطمن عليها زيي… حسيته فيه حاجات كتيرة شبهي… حاجات كتير مشتركة ما بينا وأولهم حبنا لروح …رغم ان بقيت العيلة حبوها الا ان حبي انا وجاسر ليها كان غير…. صحيح بقيت أهلها كانوا بيجوا يطمنوا عليها .. لكن مش يوميا… مفيش غيري أنا وجاسر اللي منعرفش نعدي يوم الا لما نشوف روح حتى من ورا الإزاز … اتعودت إني أشوف جاسر حتى لو مفيش كلام كتير بيدور ما بينا …وارتحت لوجوده حتى اني بقيت اتعمد أروح في المعاد اللي هو متعود يزور روح فيه علشان أشوفه معرفش ليه اتعلقت بيه … وارتحتله كدا..بس أهو اللي حصل .
___
كنت فين البيت بتغدى أنا وماما…بفكر شوية في روح وشوية في دراسي ومش هخبي عليكم وفي جاسر كمان اللي مشفتش منه غير احترام وأدب وده اللي علقي بيه أكتر
لقيت ماما بتقولي
_وبعدهالك يا أونس… هتفضلي كدا .
بصيت لماما باستغراب اللي هو هفضل كدا ازاي
قالتلي
_هتفضلي كل اللي يجيلك ترفضيه يابنتي… انتي مبقتيش صغيرة.. وكل لما البنت بتكبر فرصتها في الجواز بتقل
أخدت نفس وحبيت أني أحكي لماما اللي ف قلبي لأني عمري ما خبيت عن ماما حاجة بعتبرها صاحبتي وأختي الكبيرة وقلتلها
_بصراحة يا ماما أنا عمري ما اتعلقت بحد ولا شغلت بالي بالموضوع ده أصلا..حضرتك عارفة ان كان كل همي مستقبلي واني الاقي روح وبس… لكن…
بصتلي ماما باهتمام
_لكن إيه يا أونس
_مش عارفة والله يا ماما بس جاسر أنا حاسة اني معجبة بيه
_جاسر!!… جاسر مين
_حضرة الظابط ابن عم روح يا ماما
ماما بصتلي كدا 😳😳
فأنا بلعت ريقي وقلت وأنا خايفة
_والله العظيم يا ماما انا عمري ما تجاوزت حدودى …انا بس محبيتش أخبي على حضرتك اللي أنا حاسة بيه ومعرفش إحساسي ده ناحيته اتكون بناء ع ايه…
ليقت ماما بترد بهدوء
_ما يمكن مجرد إعجاب عادي يابنتي…علشان شايفة ان أخلاقه كويسة وطيب وواقف جنب روح.
هزيت كتافي بمعنى اني مش عارفة
_مش عارفة ياماما …يمكن.
_طيب.. انتي منتظرة ايه دلوقتي!
_ولا حاجة انا بس كنتي بحكي لحضرتك .
_طيب وده سبب رفضك للعريس اللي متقدم من يومين !!
_هتصدقيني لو قلتلك مش عارفة ياماما… حقيقي مش عارفة .. بس لوهلة تخيلت جاسر بيتقدملي مكانه علشان كدا رفضت .
_وافرض جاسر مش شايفك .. ومش بيفكر في كدا هتفضلي معشمة نفسك في الفاضي …
اخدت نفس طويل وخرجته بهم
_مش عارفة يا ماما .. مش عارفة بجد… بس عامة أنا حقيقي مليش نفس اني اتخطب او أفرح وروح في وضعها ده .
لقيت ماما هزت دماغها وقالت وهي مشفقة على روح
_والله البنت دي غلبانة غلب …صعبانة عليا اوي… بس لازم الدنيا تمشي مش هنفضل كدا.
_عارفة يا ماما والله بس غصب عني… حضرتك عارفة روح بالنسبة لي إيه
ماما لسه كانت هترد لقينا موبايلي بيرن بصيت على الشاشة وقلت باستغراب
_ده جاسر بيتصل يا ماما .
ماما استغربت
_وجاسر يرن عليكي ليه …انتوا كان بينكم كلام في الموبايلات قبل كدا !!
_لا ياماما أبدا ..رقمه معايا من يوم ماجالنا هنا وعطاني عنوان روح عندهم .
_طيب متصل بيكي دلوقتي عايز ايه.
_مش عارفة.. أرد !!
_ردي …لما نشوف .
رديت عليه
_السلام عليكم
…..
اول ما سمعت اللي قاله قومت وقفت مزهولة من اللي قاله وقلتله
_ايييييه!!… انا جاية حالا .
قفلت بسرعة معاه منتظرتش انه يرد وقمت جري من مكاني على أوضتي علشان ألبس وأمشي .
لقيت ماما بتقوم ورايا وهيه بتسأل بإستغراب وقلق
_أونس في ايه!!!… قومتي تجري ليه كدا يابنتي.. قلقتيني .
بصيت لماما وأنا فرحانة وبعد ما خرجت الهدوم اللي هلبسها رميتها على السرير ومسكت ايد ماما وبستها وأنا بقول بفرحة مش سايعاني
_روح فاقت ياماما … روح أخيرا فاقت.
_ايوة يعني فاقت وهتمارس حياتها عادي زي الأول ولا وضعها ايه
_مش عارفة مسألتش في التفاصيل المهم إنها فاقت يا أمي رجعت للحياة من تاني .
أمي اتكلمت بهم
_حياة ايه اللي رجعتلها دي هتعشيها في السجن ..حسرة عليها ولا حالها الغلبانة دي .
فجأة افتكرت الحكم اللي على روح.. وافتكرت السجن اللي منتظرها بعد السنة اللي عدت عليها في المستفى عايشة على المحاليل والإبر ..وروحها مفارقاها وحالفة ما ترجع لها ..ولما رحمة ربنا نزلت عليها وفاقت معقول تدخل السجن… طب هترتاح إمتا ..هتشوف امتا أيام حلوة في حياتها …. هو ليه بيجرالها كل ده ..حياتها عاملة زي الساقية كل بداية ليها كأنها نهاية…و ذكرياتها اللي عاملة زي السرطان بيأكل في روحها.
قعدت على طرف السرير ..بحسرة وكإني انا اللي بعاني مش روح …الكتمان اللي هيه فيه كأنه نزيف داخلي محدش حاسس بيه ولا شايفه علشان يعالجه …والألم اللي بتعانيه بيستنزف روحها حد الهلاك
غصب عني نسيت لهفتي على روح وحسيت بهَم غطى على روحي كلها ونزلت دموعي وفشلت اني اوقفها
ماما حاولت تهديني ورغم انها كانت متضايقة من مرواحي لروح في المستشفى كل يوم الا أنها دلوقتي بتقولي
_قومي يا بنتي متزعليش نفسك …قومي روحي لصاحبتك وخففي عنها … خليكي انتي الحلو اللي في حياتها.
بصيت لماما بضعف..فهزت لي دماغها ومسكت إيدي تقومني وهيه بتقول
_خليكي قوية علشانها… خليها تستمد قوتها منك انتي… خليكي مرايتها اللي لما تشوفها تقول الدنيا لسه حلوة وفي أمل إنها تنور لها من تاني ….علميها متيأسش أبدا من رحمة الله …
(لا تيأس من روح الله … واستبشر بعطاء الله
لا يغلب عسر يسرين ….فانظر لآيات الله
لا تجعل لليأس سبيلا….لفؤاد آمن بالله
هل يحزن من أيقن حقا … أن الفعال هو الله
من كان الله له مولى ….هل يقنط من كرم الله )
بصيت لماما وابتسمتلها وسط دموعي فمدت ايديها تمسح دموعي وربتت على كتفي .
بعدها قمت وجهزت نفسي ونزلت وقبل ما أنزل ماما وصتني على نفسي كالعادة
وصلت للمصحة وأول ما دخلت جريت بسرعة على الاسانسير علشان أوصل للدور اللي فيه أوضة روح بعدها أخدت الرواق جري لحد ما وصلت..
لقيت كل عيلتها متجمعين قاعدين برا كالعادة وجاسر واقف في نفس مكانه بيبص عليها من الإزاز…وقفت مكاني. _.ايه تاني هي أغمى عليها تاني ولا ايه.. محدش معاها جوة ليه …إيه اللي حصل .
قربت منهم وقلت بصوت كله لهفة وخوف وأنا ببص لوشوشهم كلهم
_رووح.. روح أخبارها ايه
مدام أشجان قامت من مكانها وقربت مني
_روح فاقت الحمد لله ..والدكاترة جوا معاها.
ابتسمتلها وقلت بصوت كله لعثمة وتوتر
_طب .. أنا .. أنا عايزة أدخلها .. عايزة .. عايزة أدخل روح .
_ياريت يا أونس نقدر ندخلها
قلت وأنا خلاص مش قادرة اتماسك تاني
وأنا عيني عليها من الإزاز
_لا أنا لازم أدخلها .. مش هينفع مدخلش
لقيت زين قربت مني وزعق
_تدخلي فين مش قلنا مينفعش.. انتي بتفهني !!
بلعت ريقي وبصلته بتيه ورجعت عيني تاني على روح وأنا ببكي
فطنط نادية قربت مني وقالتله
_براحة عليها يا زين .. هيه مغلطتش خايفة على صاحبتها .
جاسر قرب مني وهمسلي بهدوء وصوت كله حنين وتعقل
_هدخلك ليها . ….بس لما الوقت يكون مناسب… روح زي ما انتي شايفة لسه فايقة من رقدة بقالها كتير.. ومحتاجة عناية كبيرة علشان تقدر تقف على رجليها .
بصيت عليها من تاني لقيت الدكتور بيفحص عضلاتها واستجابتها …فكانت فعلا استجابتها بطيئة … يفحص سمعها فكان ينادي عليها مكانتش بتلتف ليه ترد …روح فعلا محتاجة مجهود كبير علشان ترجع تاني
اتنهدت بغلب لقيت مدام فريدة وقفت جنبي وقالت
_قولي الحمد لله … الحمد لله وكل اللي هيه فيه هيعدي ….ادعيلها
بدأت اردد الحمد والشكر كتير ..وبعدها طول ما أنا واقفة ببص عليها بدعيلها ربنا يشفيها ويرجعها طبيعية من تاني .
بعد ساعات من الفحص الشامل الدكتور خرجلنا بعد ما روح نامت والممرضات شدت الستاير فمبقناش شايفنيها خلاص
وقالنا انها محتاجة وقت وصبر علشان ترجع …الوقت ده هيطول او يقصر على حسب محدش يقْدر يقَدّر ده ..وانها بعد كدا لما تقدر تقف على رجليها من تاني هتخضع للتأهيل النفسي من جديد …يعني لسه قدامها مشوار ..بس قالنا الحمد لله انها أجتازت أخطر مرحلة .
الكل اتجدد فيه الأمل من تاني وبدأنا نمارس حياتنا بشكل طبيعي إحنا كمان
وعلشان العيلة تدخل الفرحة في قلوبهم من تاني حددوا معاد فرح زين ويارا
وبالفعل اتجوزوا في أجواء عائلية مفيهاش شو او ضجة كبيرة … مجرد المعارف والظباط أصحاب زين وزمايله في الشغل … وكل ده علشان خاطر روح .. والموضوع ده كان مخلي يارا هتتجنن ..لإن كان نفسها فرحها البلد كلها تحكي وتتحاكى عنه
_اوف انا مكنتش عايزة فرحي بالشكل دا
فمامتها قالتها
_احمدي ربنا اننا عملنا فرح أصلا انتي مش شايفة أعمامك زعلانين ازاي… فخلي عندك دم وافرحي بالموجود فرحك معمول في أفخم فندق فايف استار وهتسافري شرم تقضي شهر العسل هناك … عايزة ايه تاني! .
بعد شهر من الجواز رجعوا من شهر العسل وبدأ زين يسلم على أهله اللي وحشوه وبعد ما سلم عليهم أول حاجة عملها أنه سأل على روح
_ بابا وحشتني… أخبار حضرتك ايه وصحتك !!
_الحمد لله يابني… حمدا لله على سلامتكم .. الف مبرووك يا حبيبي.. ربنا يسعدكم ويهنيكم
_الله يبارك فيك يابابا…..
سكت شوية وبعديها سأل
_روح أخبارها إيه يا بابا
_الحمد لله يابني ادعيلها ربنا يزيح عنها
_يارب
_زين
_نعم يا بابا
_مفيش أخبار عن عمك سعيد…كل لما أسأل جاسر بحكم إنك في أجازة وهو أكيد بيدور ويسأل عليه… بحسه بيتوه .. انتوا مخبين عني حاجة!!
زين نزل رأسه واتنهد وقرر يقوله
_بصراحة يا بابا .. إحنا من فترة عرفنا نوصله
أبوه بصله بلهفة وتبرة عتاب
_وصلتوا لسعيد من فترة ومحدش جابلي خبر ليه او مجبتهوش حتى يشوف بنته ليه
زين ضغط على سنانه وهو قافل بوءة بعد ما أخد نفس عميق
_للأسف يابابا … عمو سعيد مات من مدة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى