روايات

رواية براءة روح الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت الثالث عشر

رواية براءة روح الجزء الثالث عشر

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة الثالثة عشر

تاتي يوم الصبح بدري كله صحي او تقريبا محدش عرف ينام حتى زين نفسه معرفش ينام … أنا كمان قلقت الفجر لقيت طنط نادية قاعدة على سجادة الصلا تقريبا كانت بتصلي لقيتها بتبكي وهي رافعة ايديها لفوق في وضع الدعاء …وأول ما شافتني مسحت دموعها بسرعة وابتسملتي.
_صباح الخير يا روح… الفجر أذن ..يلا قومي انتي كمان صلي يا حبيبتي.
بصتلها وسكت ..فسألتني
_ انتي بتعرفي تصلي يا روح !
هزيت دماغي بمعنى ايوة …ايوة الحمد لله بعرف أصلي… أبلة الدين زمان في المدرسة علمتنا إزاي نصلي والدرس كان تطبيقي وكلنا كنا بنقلد الأبلة في الوضوء وفي الصلاة… الدرس ده أنا حفظته كويس وحبيته أوي وفضلت أطبقه فترة كل يوم …لحد ما جدتي نقلت والوضع اشتد عليا منها بطلت… محدش كان بيشجعني .. مشاعري كلها كانت عبارة عن ألم ووجع بس ..كنت لوحدي بعاني ومحدش حاسس بيا فبطلت ..او بمعنى أصح نسيت مبطلتش بإرادتي ..نسيت اني لازم أصلي ..مفيش قدوة أشوفها بتصلي فأعمل زيها… مفيش قناة تلفزيون شغالة أشوف فيها ناس بتصلي فأفتكر وارجع لصلاتي … متلومنيش واللي بقوله مش مبرر …لكنكم معشتوش اللي أنا عشته علشان أكون محل لوم وعتاب… العتب كله على اللي متوفر ليه كل سبل الراحة… اللي أهله تعبوا فيه علشان يصلي… اللي بيكون قاعد جنب المسجد ومش بيتحرك او يتهزله شعره ويقوم يصلي… اللي بيصلي على حرف ويسيب حرف… اللي بيأخر الصلاة علشان جيم او ماتش… اللي ممكن تفضل تتصفح الانترنت والفيسبوك وانستجرام طول اليوم وسايبة الصلاة… اللي مش بتصلي بحجة انها حاطة ميكاب او حتى مانكير ..اللي بيمنعكم عن الصلاة ايه!!… هل كان لازم تعيشوا وحدتي ومعاناتي وألمي علشان متصلوش!! … لا …لا متمناش لحد أبدا يعيش لحظة من اللي أنا عشتها ..متمناش حد أبدا يحس بلحظة وجع أنا حسيتها… فحجتكم ايه.. مستنين ايه علشان تصلوا… الموت قريب جدا مننا وممكن نموت في أي لحظة ..فلما نقابل ربنا هنقوله ايه !!!
هتصدقوني لو قلتكم إني حرفيا نسيت الصلاة وبس افتكرته لما شفت طنط نادية بتصلي… هتقولوي معقولة أنا مسمعتش الأذان ولا مرة!؟! … هقولكم أقرب مسجد للمنطقة اللي كنت ساكنة فيها بعيد جدا .. لكني أحيانا كنت بسمعه … لكن هل أنا كان عندي رفاهية اني أركز في أي حاجة!!! .. او إني اقدر أسيب اللي مطلوب مني وأروح أصلي!! … صحيح بكون فاكرة في الأول بس كنت بطنش… اه مش هخبي عليكم… عيلة صغيرة مكملتش عشر سنين مفيش أي توجيه فالبالتالي كنت بكسل أصلي…معنديش ماما تأخد بإيديا وتقولي يلا يا روح تعالي نصلي سوا… معنديش بابا …يسألني ..روح حبيبتي صليتي العصر النهاردة ولا لسه…. معنديش تيتة تقولي أنا جايبالك هدية جميلة علشان انتي صليتي الصلوات الخامسة كلهم في معادهم .. معنديش أي حاجة من دي… مكانتش متوفر غير كلام يسم البدن …ونظرات تخليك تكره نفسك.. وضرب تفضل طول الليل من عارف تنام من الوجع .. تفتكروا كل ده مش كان كفيل إني أنسى..
ومع الوقت والتعود بقى الموضوع بالنسبة لي عادي اني مش بصلي …لكن لما شفت طنط نادية قاعدة على سجادة الصلاة حسيت بالحنين… ياااه ..أنا فعلا دا اللي كان ناقصني وبتهيألي لو كنت محافظة عليه كان هيفرق كتير فيحياتي .
طنط نادية قامت وقربت مني وأخدتني من ايدي ودخلتني الحمام علشان أتوضا وفضلت واقفة معايا .. وقفت قدام الحوض وأنا مستغربة فهزيتلي بدامغها بمعنى يلا ابدأي …بصراحة أنا نسيت كنت مفكرة اني بعرف أتوضا إلا اني فعلا نسيت… بدأت طنط نادية تشمر ايديها وتقلع طرحتها وبدأت تتوضأ قدامي وتشرحلي خطوة خطوة …
ولما خلصنا خرجنا من الحمام ولقيتها بتقول دعاء ما بعد الوضوء اللهم اجعلني من التوابين وأجعلني من المتطهرين …ياااه قد ايه دعاء جميل أوي … يارب يجعلني من المطهرين يارب فعلا طهر ذنوني وتقبل توبتي… أنا ندمانة فعلا يارب على اللي عملته في جدتي .. يارب طهرني من دمها يارب…
طنط فتحت الدولاب وطلعت منه إسدال جديد لسه متلبسش..لقيتها بتقولي
_الاسدال ده انا لسه شارياه قريب ..هو هيكون واسع عليكي شوية بس هتقدري تصلي فيه بإذن الله ..يلا البسيه.
أخدته ولبسته بعدها وقفت جنبي على سجادة الصلاة وبدأت تصلي بصوت عالي في كل كلمة بتقولها وأنا أسمعها وأقول زيها… كل أية او ذكر كانت بتقوله بحفظه عن ظهر قلب …خلصنا صلاة وفضلنا قاعدين مكانا شوية طنط فبصيت لها بإبتسامة كبيرة قد ايه كنت مرتاحة نفسيا… قد ايه الشحنات السلبية اللي كانت جوايا راحت وكإني مشفتش هم قبل كدا… راحة نفسية عجيبة حسيت بيها في الوقت ده… كإن حمل كبير انزاح من على كتفي وذنوب كتير وقعت مني وانا بسجد لربنا…يااااه ياريتني كنت بصلي من زمان .
بصيت تاني لطنط نادية لقيت الدموع في عينيها فحطيت أيدي علي إيديها والابتسامة مالية وشي وكإني بقولها
_متزعليش أنا مش زعلانة… مش زعلانة أبدا اني هتسجن… انا غلطت وده عقابي وانا استحقه …يكفيني مكان اقعد فيه مع سجادة الصلاة واصلي وبس مش عايزة حاجة من الدنيا… قد ايه كنت ممتنة لجاسر إنه جابني هنا واتعرفت على ناس جميلة زيكم واتأكدت أن الدنيا دي زي ما فيها الوحش فيها الحلو… وان الخير موجود حتى لو انت مش شايفه ..بصيص أمل هيشق طريقه في حياتك حتى لو كانت حياتك كلها سواد وضلمة وملهاش ملامح… متزعليش أنا أبدا مش زعلانة… اللي هيأثر فيا بجد زعلكم انتم … مش عايزة أشوف الدموع دي في عنيكم علشاني … أنا علشان حبيتكم من قلبي مش عايزة أشوف الحزن في عنيكم أبدا…
لقيتني بترمي في حضنها ففتحت دراعاتها ليا تستقبلني بكل حب وحنية وبعدها عيطت مقدرتش تمنع دموعها في الوقت ده
(أنا حقيقي عيطت في الموقف ده… اوعوا تكونوا مفكرين إنه بيكون سهل على إي كاتب انه يكتب مواقف ومشاهد زي دي … متعرفوش إننا بنكون حاسين بنفس احساس الابطال بوجعهم بألمهم علشان نقدر نعبر عن إحساسهم ده… حقيقي مش سهل أبدا إنك تندمج مع البطل وتحس كإنك عايش معاه وبتمر بنفس اللي بيمر بيه)
دخل عمي علي وإحنا على الحال دا … طنط حضناني وبتعيط وأنا كمان مقدرتش أمسك نفسي وعيطت بس مش حزن أبدا لأني هنسجن حزن على فراقهم .. حزن على حرماني من الحضن الدافي ده… عمي عينيه لمعت وحسيته هو كمان اتأثر..فنزل على الأرض وضمنا هو كمان… غمضت عيني واتستسلمت للشعور الجميل ده واتمنيت انه مينتهيش .
لكن وكالعادة عمره ما بيحب يسيبني في حالي او إني انتهنى بلحظة حلوة …لقيناه بيخبط على الباب … عمي قام فتح البواب فطلع هو مكنتش متوقعة أبدا ولا حد فينا كان متوقع انه يفكر يأخدني بعد الفجر… باباه اول ما شافه لابس زيه الرسمي فهم وكشر بوشه وقال من غير ما زين ما ينطق حرف واحد غير انه بصلي نظرة خاطفة كدا ورجع بص لأبوه تاني
_ ايه يا حضرة الظابط .. ولا بلاش حضرة الظابط دي… ايه يا زين… هتنزل بنت عمك من بيتها جعانة… مش من الأصول تفطر الأول على الأقل !! ولا هتأخدها كدا على لحم بطنها.
زين حرك سنانه وهو قافل بوءه وبعدها اتنهد
_اللي حضرتك تشوفه يا بابا… بعد إذن حضرتك قولي معاد تحب إني أخدها فيه .
عمي اتنهد بقلة حيلة الود وده إنه ميأخدتيش أصلا بس هيعمل ايه
_الساعة ٩ يابني … تكون فطرت وسلمت على العيلة قبل ما تمشي .
_تمام يا بابا… عن إذن حضرتك.
زين مشي ورجع أوضته تاني… وعمي اتنهد ولف بوشه لينا تاني وقبل ما يقفل الباب كان الكل جه قدام الأوضة واولهم جاسر اللي أول ما شاف زين بهدوم الشغل وشه قلب وعروق رقبته كانت هتخرج من فرط عصبيته في اللحظة دي هو كمان استنكر ازاي زين يأخدني في الوقت ده … لكنه ارتاح وملامحه لانت تاني اول ماشافه راجع لأوضته من تاني .
نزلنا كلنا تحت قعدنا فيالريسبشن حتى يمنى كانت موجودة ماعدا يارا اللي كانت ف سابع نومة
رفعت وشي أبص لكل واحد شوية مش بلاقي غير نظرات كلها حزن وأسى عليا… جيت عند جاسر وحسيته أكتر حد موجوع اوي انهم هيأخدوني… كان بيبصلي بأسف إنه مش عارف او لاقي طريقة يخلصني من اللي أنا فيه… أنه مش عارف حتى يكون بدالي إنه يفديني ..ويبادل بحريته علشان أنال أنا حريتي…لقيته مش عارف يقعد وكل شوية يقوم يخبط في الحيطة بقبضة ايده…. انسليت من بين إيدين عمتو أشجان وقمت من مكاني وقربت منه… كان عاطيني ضهره وبعد ما خبط الحيطة بإيده ركن عليها بدماغه … مديت ٱيدي ناحية كتفه عايزة اطبطب عليه أقوله متزعلش والله … كفاية أني حاسة بقيمتي عندكم .. علشان خاطري متزعلش ومتتأثرش كدا علشاني …لقيته كإنه حس بوجودي وراه لف وشه … بصتله بابتسامة عريضة وصافية وممتنة كمان… لقيته بيبصلي بعنين بتلمع من الحزن وفي وسط الحزن ده قدر يشق بسمة خفيفة واترسمت على وشه …وأول ما شفتها زادت ابتسامتي .. وبعدها غمضت عيني وفتحتها وكإني بقوله.. مفيش حاجة أنا كويسة متشلش همي ..صدقي مش فارق معايا أي حاجة غير بعدكم عني… بس انتوا أكيد هتيجوا تزوروني مش كدا… متأكدة ان محدش فيكم هينساني زي ما أنا عمري ما هنساكم أبدا
فضلنا واقفين كدا لفترة أنا أبصله وهو يبصلي حاولت افسر نظراته ليا دي إيه أو أنا ليه ببصله كدا معرفتش مكنش عندي تفسير غير إني مبسوطة وأنا شايفاه قدامي… وحاسة إنه كمان مبسوط إنه شايفني.. مخرجناش من اللحظة الحلوة دي غير ..صوت الغوريلا اللي مصمم يعكر عليا أي لحظة حلوة بحسها او بعيشها …لقيته بيبص لساعته وبيقول بصوت كله جدية وكإنه بيعطي أوامر للعساكر عنده ف الشغل
_يلا فاضل نص ساعة على معادنا يادوب تفطروا.
في الوقت ده كانت دادة زينب محضرة الاكل على السفرة …لقيت جاسر بيقولي
_روح يلا علشان نفطر كلنا سوا…
مرة واحدة افتكرت الموقف اللي حصل امبارح من يارا بصيت على ايدي اللي الحرق مكانش باين منها لإن هدومي مغطياه ورجعت لورا وأنا ببلع ريقي …لقيت يمنى قربت مني وإيدها على كتفي وهي بتقولي باعتذار
_روح أنا أسفة على اللي حصل امبارح.. بس ياريت تنسيه ..وتعالي يلا نفطر كلنا عايزينك معانا
بصيت حوليا أدور عليها وسطهم
فيمنى قالتلي
_كويس إنها لسه نايمة.. يلا تعالي يا روح.
بعدها عمي رؤوف قرب مني وحاوطني بدراعه وهو بيقول
_متقلقيش يابنتي إحنا مش هنسيبك أبدا… خلينا نفطر علشان ننزل نشوف ايه الموضوع بالظبط والتحقيق هيوصل لفين… ومش عايزك تشيلي هم أنا وعمك هنجيب أحسن محامين في البلد ومش هنسيبك لحظة.
أما جاسر فقرب من يمنى يسألها في ايه …فهيه توهت ومردتش تحكيله اللي أختها عملته علشان ميزعلش
_يمنى هو في ايه!!
_ لا لا مفيش حاجة.. يلا هسبقكم ع السفرا..
قعدنا كلنا وانا المرة دي مقعدتش في مكان زين لانه كان مشاركنا الفطار هو كمان… لكني قعدت بين عمو على وعمو رؤؤف وللأسف مكاني كان بالظبط في وش زين في الكرسي المقابل ليه… لكن لحسن حظي ان جاسر كان قاعد جنب زين وانا لما بشوفه تلقائيا بطمن .
حاولت اتجاهل وجود زين تماما معانا وركزت بس على جاسر.
خلصنا فطار بعدها طلعت مع طنط فريدة ولبست وبقيت مستعدة اني امشي .. ممتنة لكل حاجة حلوة شفتها في البيت ده .. سلمت على عمتو أشجان وطنط نادية اللي كانوا مموتين نفسهم من العياط … الوحيدة اللي كانت متماسكة فيهم هي طنط فريدة ..كانت زعلانة لكنها كانت أكتر واحدة متحكمة في دموعها …حضنتهم كلهم حضن الوداع مش عارفة ليه عندي احساس اني مش هشوفهم تاني وكإني كنت في حلم جميل وخلاص بفوق منه .
ركبت في عربية عمي روؤؤف واللي كان بيسوقها زين بعد ما رفض ان جاسر يسوقها رغم انها عربية أبوه.
عمي رؤوف وعلى ركبوا وقعدوني وسطيهم وجاسر مسك مفاتيح العربية ولف علشان يسوق لقى زين معترض طريقه وبصله بملامح جامدة
_على فين أنا اللي هسوق.
جاسر بدل عينيه بملل
_متخافش مش ههرب بيها..هوصلها بنفسي للقسم.
زين رد على نفس الجمود والحدة
_قلتلك أنا اللي هسوق.
جاسر نفخ بصوت عالي وعطاله المفاتيح ولف قعد على الكرسي اللي جنبه.
بدأت العربية تتحرك.. وأنا عيني على اللي واقفين والدموع مغرقة وشهم وبيشاورولي
_مع السلامة
بصيت عليهم وحسيت أني ماشية وسايبة قلبي معاهم ..ففضلت باصة عليهم من إزاز العربية اللي ورا وأنا مش عايزة صورتهم تروح بعيد عن عيني لحد ما العربية بعدت أوي واختفوا من قدام عيني ومبقتش أقدر أشوفهم … رجعت تاني برأسي قدام ونزلت رأسي من سكات ومرفعتهاش…وغصب عني نزلت دموعي علشان فارقتهم .
زين مال على جاسر وقاله
_عرفت ليه مكنتش عايزها تيجي من الاول هنا… أهو اللي كنت عامل حسابه حصل… بص عليها هيه عاملة إزاي!! وهما هناك زمان حالتهم عاملة ازاي… اتمنى تكون راضي انت دلوقتي.
جاسر تقائيا بص عليا من المراية اللي قدامه فوق ولما لقاني منزلة راسي لف وشه بسرعة عليا ونادى عليا .
_رووح
مقدرتش أرفع رأسي في الوقت ده.. لا يا جاسر من عيزاك تشوف دموعي .. انا ليه حسيت اني مش عايزة أمشي وأسيبكم ..رغم اني كنت راضية بمصيري لكني غصب عني اتعلقت بيكم
لقيته نادى عليا تاني بصوت أكتر لهفة
_رووح .
عمي مد إيده ورفع وشي ليه وأخدني في حضنه فبكيت بكيت جامد أوي..
لدرجة ان جاسر مقدرش يتحمل فرجع بوشه لقدام تاني وخبط بيإيده على باب العربية وهو منزل وشه
رجع زين همسله تاني بشماتة
_ مبسوط انت كدا ها .
جاسر اتنهد وغمض عينه ومردش عليه .
فضلما حول الطريق ساكتين محدش اتكلم بحرف واحد.
اسماء عبد الهادي
اونس
رحت على العنوان اللي اداهولي جاسر.
طلع عنوان فيلا جميلة في مكان فخم جدا.. اتعجبت معقول هنا بيت أهل روح .
طلبت من البواب إني أقابل أي حد من العيلة فدخلني جوا وطلب مني أني انتظر في الحديقة لحد ما يعطيهم خبر.
بعدها لقيت العاملة هناك جت وطلبت مني اني ادخل انتظر في الريسيبشن لحد ما فريدة هانم تنزلي
فضلت قاعدة مكاني وانا متعجبة وفي نفس الوقت فرحانة ان روح عايشة في مكان زي ده… أخيرا يا روح السعادة هتخش قلبك من تاني.. قد ايه أنا مبسوطة ليكي جدا.
بعد شوية لقيت سيدة موقرة جت عليا فقمت وقف وسلمت عليها وعرفتها بنفسي
_السلام عليكم . ازي حضرتك.. أنا أونس سامح ..وصاحبة روح.. وكنت جاية علشان أقابلها من فضلك
_وعليكم السلام ورحمة الله.. ازيك يابنتي… اتفضلي اقعدي نورتي …واهلا بيكي يا حبيبتي.
قعدت وهيه طلبت من الشغالة واجب الضيافة ليا
_ها تحبي تشربي إيه
_لا لا شكراً.. أنا بس كنت عايزة أقابل روح بعد إذنك .
طلبت هيا من الشغالة كوبايتين عصير وبصتلي باهتمام
_انتي تعرفي روح من زمان!
_ايوة أعرفها من واحنا صغيرين بس جدتها فرقتنا ومبقتش أعرف مكانها ولسه بعد السنين دي كلها عرفت أنها قاعدة هنا مع أهلها من حضرة الظابط جاسر .
_جاسر ابني!! ..
_هو ابن حضرتك!!.. يعني.. هو قريب روح!!
_ايوة ابن عمها
فرحت وبصتلها وأنا فرحانة ان روح ليها قاريب ممكن يقفوا معاها في قضيتها
_جاسر باشا اداني العنوان هنا وقالي اني هقدر أقابل روح وانكم هتحكولي كل حاجة … وليه طالما ان روح ليها أهل ليه سبتوها مع جدتها تعاني كل ده …. أنا أسفة أنا مش قصدي حاجة بس روح فعلا كانت محتاجاكم من زمان.
مدام فريدة نكست رأسها وقالت بصوت كله حزن
_محدش فينا كان يعرف عنها حاجة.. مكناش نعرف ان سعيد مخلف أصلا …معرفاش بده الا منه لما جه من سنة وطلب مننا ندور عليها ونرجعها ليه… ولما زين وجاسر لقوها للأسف طلعت متهمة في قضية قتل جدتها… تهاني منها لله لها من الله ما تستحق.
بلعت ريقي وقلت بخوف على روح
_بس أنا متأكدة ان روح مقتلتش… او اكيد غصب عنها… حضرتك مش عارفة دي …دي كانت بتعمل فيها ايه وهيه صغيرة .
هزت مدام فريدة رأسها وقالت وهي بتضم بوءها بأسف
_عرفنا للأسف هيه عملت ايه ..منها لله …حرقتها وبهدلت جسمها
هنا انا كنت حاسة اني انشليت من الصدمة
_مين اللي اتحرق روووح!!…لا مستحيل ليه تعمل كدا …لا حرام حرام عليها 😭😭😭
مقدرتش أمنع نفسي من البكا … وأنا بقولها وعيني بتظور عليها في كل مكان
_من فضلك عايزة أشوفها وأطمن عليها…
اتنهدت هي وباين على وشها الحزن
_جاسر قالك امتا ان هي هنا
_امبارح بس .. هو حضرتك مش هتخليني أقابلها..هيه تعبانة!!
_روح أخدوها للتحقيق للأسف وقلوبنا كلنا بتتقطع علشانها .
هنا وقفت مكاني وانا فاتحة عيني على آخرها
_ايه أخدوها تاني …
_لسه من نص ساعة بس .. اكيد جاسر لما بلغك مكانش يعرف ان زين هيقولنا على قضيتها وانه هيأخدها يسلمها .
اتنهدت بغيظ ايوة هو الظابط زين اللي دايما في كل مرة يكون حائل بيني وبين روح .
فبصيت ليها وشكرتها وانا ناوية اني اروح على القسم أشوفها هناك قبل ما تترحل لمكان تاني .
_طيب شكرا جدا لحضرتك وأسفة لو كنت عطلتك… انا لا م أروح ألحقها هناك… عن اذن حضرتك.
جيت أمشي لقيتها وقفتني
_استنى يا أونس… أنا عايزة أي رقم ليكي.. في حاجات كتير أكيد هيحتاجوا يعرفوها منك تفيد روح في قضيتها .
ابتسمتلها وأنا بقول
_متقلقيش حضرتك.. أنا مش هسيب روح وهحاول بكل جهدي إني أساعدها بأي شكل … وعامة ده رقمي..وشرف ليا ان حضرتك تكلميني في أي وقت .
_تسلمي يا جميلة..يلا روحي لصاحبتك واكيد هنكون على تواصل
__
جريت بسرعة علشان أوصل لروح وأنا في الطريق لسه.. لقيت رقم بيرن عليا … لقيتها مدام فريدة مكنتش أعرف رقمها لان من لهفتي ع روح نسيت أخد رقمها
_السلام عليكم .. ايوة يا أونس أنا طنط فريدة يا حبيبتي.
_وعليكم السلام … اهلا يا طنط..
كنت بكلمها وأنا مرعوبة ايه اللي جد علشان تكلمني بالسرعة دي
_أونس انتي وصلتي!
_لا أنا في الطريق
_طيب ملوش داعي يابنتي انك تروحي هناك لإنها روح اترحلت لمكان تاني وهناك هيبدأ التحقيق معاها بشكل رسمي في النيابة العامة
فغيرت وجهتي للنيابة العامة لكن وأنا في الطريق كلمت الدكتور بتاعي وحكيتله كل المستجدات وقالي ان طالما روح ليها أهل و واصلين كدا مش هسيبوها…لكني كان لازم أروح ليها بنفسي .
روحت هناك أخيرا..لكني مقدرتس أدخل او اوصلها فطلعت الكارت ودورت على رقم جاسر واتصلت بيه
_السلام عليكم
_وعليكم السلام أنا أونس يا حضرة الظابط… اونس صديقة روح… أنا تحت عند النيابة العامة ومش عارفة أدخل ارجوك أنا محتاجة أشوف روح
لقيته بيقولي
_استني… انا نازلك حالا.
بعد كم دقيقة وانا هموت من الانتظار لقيته نزل فعلا…فجريت عليه
_من فضلك طمني على روح .
اتنهد وقال بحزن
_ادعيلها يا أنسة أونس .روح محتاجة دعواتنا كلنا علشان تخرج من القضية دي واللي هيصعب الموضوع انها مش بتعرف تتكلم.. علشان تدافع عن نفسها.
_بدعيلها والله في كل صلاة.. بس حضرتك قولي ايه الأخبار هناك .
_للأسف هيتم حبسها ١٥ يوم على ذمة التحقيق …وطبعا هنحتاجك علشان تكوني شاهد لانك الوحيدة اللي تعرفي روح وتعرفي القتيلة.
_ماشي أنا مستعدة أقول كل اللي أعرفه بس روح تطلع براءة
_للأسف مش بالسهولة دي… كل الأدلة ضدها والمدعي العام مكانش عايز التحقيق يطول للفترة دي ويكتب التقرير علطول… لكننا حاولنا اننا نمد في المدة يمكن نلاقي دليل يثبت براءتها او على الأقل نخفف الحكم عنها شوية.
مسحت وشي بإيدي وأنا بحوقل
_لا حول ولا قوة إلا بالله.
بصيتله برجاء
_طب ممكن أشوفها … بالله عليك محتاجة أقابلها.
فكر شوية وبعدها قال
_تمام تعالي معانا أنا هخليكي تشوفيها..
___
طلعت وراه كان ساعاها والد زين بيتكلم معاه برا
_زين انا عايز أخد روح البيت لحد مدة الحبس الاحتياطي دي ما تخلص
_للأسف يا بابا م هينفع روح متهمة مش مشتبه فيها ..فالبالتي مش هينفع
_اسمع يا زين اتصرف أنا مش هسمح ان روح تقعد مع المجرمين والحرامية قبل ما يتحكم في قضيتها .
زين اتنهد وفكر شوبة وقال
_مش هقدر أعمل حاجة غير إني أقعدها في أوضة لوحدها..وده الحل الانسب ليها لو مش عايزها مع بقية المجرمين.
_زي بعضه المهم محدش يتعرض لها بأي سوء وتكون على راحتها… واكلها وكل اللي هيه عايزاه يجيلها.. وانا هبعت اجيبلها لبس وغطا كويس
زين بصله لأبوه بملل مش عارف يجيبهاله ازاي انها هنا في سجن مش في لوكاندة
فلسه جاي يتكلم …كنا وصلنا عندهم
فجاسر قال
_زين… دي اونس صاحبة روح .. ياريت تخليها تقابلها
زين هنا انفجر في وش جاسر
_تقابل مين .. انتوا فاكرينها هنا جاية تستجم يومين ..انا مش فاهم اللي بيحصل والله
جاسر ضيق عنيه بغيظ
_زين ..بطل بقا اسلوبك ده من فضلك ..روح فعلا اكيد محتاجة تشوف أونس.
_محتاجة تشوفها ليه.. هيه بتعرف تتكلم!!…. هتحكليها اللي حصل مثلا!!
هنا والده اتكلم
_خليها تقابلها يا زين ميجراش حاجة
ليهتف زين بحنق
_والله انتوا بتهزروا وشكلكم عايزين ترفدوني من شغلي.
جاسر اتحمق وقال بنرفزة
_ انا مش منتظر إذنك… أنا هدخل دلوقتي واطلب اذن للشاهدة انها تقابل المتهمة.. وشكرا لخدماتك .
زين اتنهد وأخد نفس طويل واخدني على المكتب الفاضي اللي روح كانت قاعدة فيه
_ماشي تعالي معايا
روحت معاه وجاسر كمان جه معانا …زين فتح الباب كالعادة من غير ما يخبط.. بس أنا اللي ركبي خبطت في بعض.. أخيرا هشوف روح .
روح
اول ما الباب اتفتح بصيت قدامي بعد ما كنت قاعدة ومنكمشة في نفسي… لقيت أونس قدامي
نزلت رجلي بسرعة على الارض واتسمرت مكاني لقيتها بتجري عليا وبتصرخ من الفرحة انها شايفاني وعنيها الدموع مغطياها
_رووووح
أخدتني بالحضن وانا كمان استقبلت حضنها …وانا قلبي بينادي پاسمها
_اوووونس حبيبتي وحشتيني اوي .. أنا محتاجاكي .
طولنا في العناق ده ولا أنا ولا هيه عايزين نسيب بعض ودموعنا مغرقة وشنا وكأنه بحر دموعه مش بتنتهي.
جاسر ميل على زين المرة دي وهمسه
_شايف يا ابو قلب جاحد البنت كانت محتاجالها ازاي .
زبن بصله بملل .. ومسكه من دراعه وأخده بعيد عن الاوضة علشان نفضل براحتنا
_طب تعالي يا ابو قلب حنين انت .
_
بعد حوالي ١٥ يوم
اونس حكت فيه كل اللي تعرفه وجابوا مامتها كمان شهدت باللي تعرفه …جاسر استشهد بالحرق اللي ف جسمي والمحامين جابوا شهادات الناس اللي كانت جيران جدتي
والمدعي العام مبقاش عارف يعمل ايه فكل اللي عمله كتب تقريره وبعت اوراقي للمحكمة علشان تفصل هيا في قضيتي بتشريعها القضائي
في المحكمة والكل حاضر وموجود ..مثلت أنا قدام القاضي والمحامي اللي قوموه أعمامي واقف جنبي ..بعد ما قال مرافعته وطلبه بالحكم عليا بأخف العقوبات نظرا للي حصلي طول عمري على ايد جدتي
القاضي بدأ يكلمني
_انتي روح سعيد
هزيت دماغي بأيوة
_بتعرفي تكتبي يا روح
هزبت دماغي بالنفي
_لأ
قال طب هسألك سؤال وحركي دماغك بأه او لا
_انتي اللي قتلتي جدتك!
بصيت لكل اللي حواليا وفي عنيهم ألف كلمة وكلمة وبعدين بصيت للقاضي اللي قالي
_ياريت تقولي الحقيقة يا روح الانكار مش هيفيدك وكل الأدلة ضدك انتي.
هزيت دماغي
_أيوة أنا اللي قتلتلها
سألني تاني
_انتي اللي قتلتلي جدتك
حركت دماغي تاني
_ايوة
الكل حط راسه في الأرض وقدرت أسمع بكا أونس من مكاني
قالي قتلتيها ازاي
_مثلي الطريقة اللي قتلتيها بيها
دورت حواليا على أي حاجة وبعدين شاورت على رجل الكرسي اللي زين قاعد فيه فالقاضي قال
_مسكتي رجل الكرسي
هزيت دماغي
قالي مثلي ازاي قتلتيها
دورت تاني أمسك أيه ملقتش غير الشنطة اللي قدام زين بردو وجيت على رأسه وضربته بيها … هو انصدم من اللي عملته لاني ضربته بجد مش تمثيل
ههه معلش بقا يا زين صراحة أنا مفروسة منك وجت فرصتي إني أخد جزء من حقي… طالما انت عايزني أنا كمان اتعاقب على اللي عملته
_###
فلاش باااك
كنت بنضف الحمام زي ما جدتي طلبت مني ….وهيه كانت قاعدة في الصالة … المنظف خلص وكنت عايزة أقولها اني محتاجة غيره فأخدت الازازة معايا علشان تفهمني
سمعتها بتتكلم في الموبايل وبتقول
_أيوة أنا السبب في موت أم روح وهقتلك انتي كمان لو فتحتي بوءك بكلمة.. وانتي عارفاني مبهزرش ….
الازازة وقعت من أيدي فعملت صوت فجدتي بصتلي بعد ما عرفت اني سمعتها وهيه بتعرف انها اللي قتلت أمي
لقت عيني مبرقة ولونها أحمر زي الدم وببصلها بكل غيظ وكره وغضب وألم ووجع…بكل الأحاسيس اللي عيشتي فيها…. أنا صحيح متحملة كل اللي بتعمليه فيا لكن كمان تقتلي أمي وكمان قبل ما أشوفها… لا ده اللي مش ممكن اتحمله .
انهت اتصالها بسرعة وضحكة وكأن ولا هاممها
_ايه انتي سمعتي….هههه.. ايوة أنا اللي قتلتلها ..ها يلا روحي بلغي عني لو تقدري ..هههههه
وضحكت بعدها ضحكة طويلة وبعلو صوتها وقامت وسابتني ومشيت عل اوضتها.
محستش بنفسي غير وأنا بشد ايد الكنبة المكسورة وبخبطها بيها في دماغها من ورا بكل قوتي وكل غضبي وحقدي… مكتفتش بمرة ضربتها ٣ مرات .
صرخت ولفت وشها ليها وهيا بتلف داخت ووقعت علل الأرض وحاولت تمسكني لكني بعدت ايدي عنها
وقالت وهي بتطلع في الروح
_انتي اتجننتي يا روح .. بتقتليني أنا .. ازاي جالك …الجرأة ..انك تعمليها….
لقيتها داخت وبدأت تغمض عينيها وتقول بصوت ضعيف قبل ما يتكتم تماما
_اطل…بي…الاس..عاااف.. بس..رعة
بعدها أيدها وقعت جمبها فعرفت انها ماتت
فاتفزعت وأخدت طرحتي على راسي وجريت ….جريت على اوضتها ودورت في كل مكان على المفاتيح ملقتهوش ..رجعت تاني ليها يعدما افتكرت انها بتخبيهم في هدومها وأخدتهم ونزلت بأقضى سرعة ومعرفش ازاي عملت ده
##
عودة
بمجرد ما افتكرت اللي عملته في جدتي وشريط حياتي الاليم مر قدام عيني …جسمي بدأ يترعش وبدأت انتفض بارتجافة مش قادرة اوقفها كنت عاملة زي مرضى الصرع لما تجيلهم التشجنات وبدأت يصدر مني همهمات زي المجنون اللي مش قادرين يسيطروا عليه وبعدها غبت عن الدنيا ومعرفش ايه اللي حصل
اللي جاي بقا أونس هتحكيه ليكم الحلقة الجاية سلام

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى