روايات

رواية براءة روح الفصل الاول 1 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل الاول 1 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت الاول

رواية براءة روح الجزء الاول

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة الاولى

كنت واقفة في حوش المدرسة لوحدي بتفرج على البنات وهي بتلعب وبتتمرن وبتعمل تمرينات تحمية واللي بتنط الحبل واللي بتلعب كرة الطايرة واللي بتجري وبتتسايق مع صحباتها
أما صاحبتي الوحيدة اونس كانت مشغولة باللعب بالكرة مع طفلة صغنونة بنت معلمة والبنت فرحانة وطايرة من الفرحة وهيه بتجري تلحق بالكورة وبعدين تشوطها لاونس
ضحتها وفرحتها اللي شوفتها في عنيها والبراءة اللي طفت على صفحة وشها خلتني وبدون مقدمات أحن لحاجة كنت بحبها
وبصورة تلقائية مني محستش بنفسي غير وإني بعد ما كنت واقفة لوحدي جنب الحيط براقب وبتفرج على البنات وبس، مش بشاركهم لعبهم
لقيتي رجعت لورا بحماس كبير وبعدين جريت خطوتين لقدام وفضلت اتشقلب بحرافية عالية ولا كأني لاعبة جمباز من الدرجة الاولى كان فاضل مسافة صغيرة على الحيطة وكان استحالة اني اتشقلب واقف مظبوط من غير ما أخبط الحيطة دي
لكني عملتها وبكل ثقة وبنجاح كبير ووقفت وشي للحيطة اللي لو حد تاني عمل الحركة دي من المسافة القليلة دي كان زمان وشه لبس في الحيطة بكل تأكيد
وقفت أنهج ومبسوطة بإني خرجت طاقتي وعملت حاجة أنا بارعة فيها ومحرومة منها من زمان ورغم كدا عرفت أءديها بالمهارة الكبيرة دي
وده خلى كل اللي ف المدرسة يصقفوا ليا وبحرارة كمان وده اللي فوقني وعرفت اني عملت أكبر غلطة هفضل أندم عليها طول عمري لإني هتعاقب بسبب اللي عملته عقاب متأكدة إنه مش هيكون هين أبدا
لفيت بوشي للبنات اللي بتبصلي ومبسوطة باللي عملته وكمان المدرسين بيبصولي بإعجاب لكني تجاهلت كل ده وبعيون مرتجفة هتموت من الرعب بصت عليها فوق لقيتها بتراقبني من الشباك كالعادة وأول ما عيني جت في عنيها رمقتني بنظرة دبت الرعب في جسمي كله وعرفت إني هتعاقب هتعاقب..استاهل إزاي انا محتسش بنفسي وعملت كدا

البنات ابتدت تقرب مني وهما مستمرين في التصقيف ومنبهرين باللي عملته سبتهم وتجاهلت وجود أي حد حواليا وطلعت اجري لفوق

جريت وكأني رايحة لمصير أنا عارفاه ومتأكدة منه مهتمتش باستغراب الجميع لتصرفي ولا حتى ضيقهم من تجاهلي ليهم اللي ممكن يفسروه على إنه تكبر مني او غرور… مش هتفرق لإن دماغي كانت مشغولة بحاجة تانية ..كان كل همي أطلع أعتذر لها بسرعة على اللي عملته يمكن ده يخفف من عقابي شوية عندها

روحت الفصل اللي هيه كانت واقفة فيه وصادف وصولي للفصل أن جرس الحصة خلاص ضرب وانتهت حصة الألعاب وابتدت البنات تطلع على الفصل واحدة واحدة… ايوة هو فصلي والبنات دول زميلاتي اللي معرفش ولا واحدة فيهم غير أونس اللي أول ما شافتني بأجري جرت ورايا بسرعة ووقفت قدام باب الفصل
وأنا تقدت خطوة خطوة بتثاقل شديد وأنا ببلع ريقي من الخوف والرعب من اللي هتعمله فيا المعلمة
وقفت قدامها بحك إيديا في بعض وأسناني بتصق في بعضها ومقدرتش أرفع وشي لوشها أبدا وأنا عارفة ومتأكدة أنها بتبصلي بعيون كلها جمر وغضب كافي بحرقي كليا
فضلت واقفة على وضعي وهيه كمان واقفة قصادي ومش بتنطق ولا بتعمل أي رد فعل وده رعبني أكتر وبقيت واقفة برتجف من الخوف بس مفيش في إيدي حاجة أعملها غير دا كإعتذار
وأونس واقفة على باب الفصل حاطة ايدها على بوقها بإشفاق عليا لأنها هيه الوحيدة اللي تعرف او تتوقع ايه اللي ممكن يجرالي

المعلمة انتظرت لما كل البنات قعدوا في أماكنهم وهما مأخدوش وقت أول ما الجرس رن كله في لمح البصر قعد في مكانه ماهو معروف عن المعلمة دي إنها صارمة ومش بتتهاون أبدا مع أي حد
فجأءة وانا واقفة بفكر في أي عقاب هناله المرة دي سمعت صوتها اللي اتكلمت بيه واللي خلى من أي نبرة رحمة
_أخرجي برا الفصل حالا

بلعت ريقي للمرة الألف ومتحركتش من مكاني وفضلت مش قادرة أرفع وشي ليها نهائي لكني فوجئت أنها مسكتني من شعري و وجرجرتني للباب وبعدها خرجتني برا الفصل وقفلت الباب في وشي

وسطت زهول بقية البنات وخاصة أونس اللي كانت متوقعة ان حاجة زي دي اللي هتحصل
رغم إنها كانت ماسكة على شعري جامد لدرجة اني حسيت انه هيتقطع في إيدها إلا إني مقدرتش بردو إني ابص في وشها لإني عارفة إني لو بصيت فيه وشوفت القسوة اللي مغلفاه ممكن أموت من الرعب ومش بعيد يغمى عليا
بدأت البنات تبص لبعضها وتعمل همهمات خافتة الا ان نظرة من المعلمة اسكتتهم فورا وكلهم بصوا ليها بتركيز يسمعوا الشرح

أنا مبقتش عارفة أعمل إيه وخاصة إني اتأكدت إنها متقبلتش إعتذاري وإن في عقاب تاني مستنيني بعد انتهاء اليوم الدراسي …رجعت بضهري لورا وفضلت ساندة بضهري على الحيطة وعيني على باب الفصل علشان أول ما تخرج أحاول أروح استسمحها تاني .

خلصت الحصة والجرس ضرب وخرجت المعلمة ليرجع قلبي يرتجف تاني وأنا شايفاها بتخرج من الفصل مشيت بسرعة ووقفت قدامها وأنا بردو منزلة وشي للأرض ما انا مش بقدر أرفعه في وشها أبدا

بصت عليا شوية وبعدين مشيت وسابتني بتحسر على حالي لأنها كمان متقبلتش إعتذاري للمرة التانية
بعد ما مشيت ونزلت درجات السلم بدأت اتجرأ و وأرفع وشي أبص عليها وهي بتنزل السلم وفجأة لقيتها بتبصلي وهي نازلة فبسرعة جدا نزلت وشي للأرض تاني وحسيت إني خلاص هيغمى عليا أكيد .. إلا إن أونس لحقتني وأخدتني في حضنها وكإني مصدقت لقيت حضن دافي محرومة منه وكنت في أمس الحاجة ليه في الوقت ده بالذات وكأنها حاسة بيا وبمعاناة قلبي
غمضت عيني وسمحت لعبرات عيني إنها تندفع بكل حرية ما أنا مفيش في استطاعتي حاجة أعملها غير الدموع
نسيت أقولكم إني بكماء مش بتكلم لكني بقدر أسمع كويس ..معرفش من إمتا مش بتكلم .. لكني متأكدة إني كنت بتكلم قبل كدا لكن إمتا مش فاكرة .. طب ليه فقدت القدرة على الكلام بردو مش فاكرة .

اليوم الدراسي خلص ورجعت البيت نسيت اقولكم إني عايشة معاها الساحرة الشريرة اقصد المعلمة وأونس تبقى جارتنا علشان كدا هي عارفة بكل اللي بمر بيه وبتهون عليا أحيانا بقدر استطاعتها هيه ووالدتها الست الطيبة اللي كنت أتمنى يكون عندي أم طيبة زيها … كنت لما الدنيا تضيق في وشي أبص في وش أم أونس فأحس ان الدنيا لسه بخير طالما أنا شايفة بسمة الست الطيبة دي وحنية قلبها
وقفت على باب الشقة وخبطت لكن محدش فتحلي او هيه مفتحتليش لإني مفيش حد ساكن في البيت غيرنا أنا وهيه
خبطت تاني بخفوت أخاف تزعقلي لو خبطت جامد او اني اعملها ازعاج
فضلت واقفة على الباب بخبط بين كل فترة والتانية ومفتحتليش فعرفت اني هقضي يومي كمعظم أيامي على السلم وأنها هتعاقبني بإني مدخلش البيت اليوم ده فضلت واقفة ساعتين قدام الباب أخاف تفتحه في أي وقت تلاقيني قعدت تزود العقاب … لكن رجلي متحملتش طول المدة دي وبطني كمان بتطالب بالأكل لإني مأكلتش حاجة من الصبح حتى الفطار حضرته ليها ونسيت أخد ساندويتش ليا لأني خفت أتأخر على الحصة الأولى واللي هيه كانت حصتها ..النهاردة الاربع فبتعطينا حصتين في اليوم

مع الجوع والتعب من الوقفة قدام الباب وتعب اليوم الدراسي نزلت شنطتي من على كتفي وحطيتها جنب الباب وأنا عيني عليها علشان لو فتحت في أي لحظة أشيلها بسرعة وألبسها تاني
طالت المدة ومفتحتش بردو وإنا مقدرتش أتحمل فغصب عني رجلي مشالتنيش وقعت على الأرض قدام باب الشقة ..المغرب قرب يأذن وأنا خلاص متت من الجوع وبمقتش قادرة أتحمل ففتحت شنطتي على أمل إني ألاقي أي حاجة تنفع تتأكل ناسياها من أمبارح لعل وعسى أسد جوعي لكني ملقتش للأسف
مسكت بطني واتكورت على نفسي بضغط على بطني جامد اوقف الجوع ده شوية .

لحسن حظني أو خلينا نقول الحقيقة لسوء حظي
طنط أم أونس كانت طالعة فوق السطوح تشوف سلك الدِش لإنه تقريبا كان فيه مشكلة فشافتني على وضعي دا
فأخدتني في حضنها وربتت علي وعلى وشها ملامح مفزوعة ومشفقة على حالتي وسألتني وهيه عارفة الاجابة
_روح انتي إيه اللي مقعدك هنا .

منتظرتش إني أرد عليها او بمعني أصح هيه عارفة اني مش بتكلم فقامت وقفت بغضب علشان تخبط على باب المعلمة علشان تفتحلي وهي عارفة أنها قاصدة انها متفتحليش النهاردة

لكني قبل ما تخبط مسكت إيدها وبصيتلها برجاء أنها متعملش كدا لأنها لو عملت هتزود العقاب مش هتحله
وشاورت لها بعيني انها تكمل طريقها للسطوح زي ما كانت ناوية
الا انها غيرت رأيها ونزلت لشقتها اللي تحت مننا
وبعد دقيقة طلعت أونس والدموع مالية عنيها وفي ايديها ساندويتش طنط عملته ليا لأنها عارفة اني أكيد مأكلتش حاجة من الصبح
أخدتني في حضنها كعادتها الجميلة وأنها بتتواصل معايا بلغة الجسد وعارفة أنها أكتر جدوى من أي كلام .

قعدت جنبي بدون مقدمات ورفعت ايدها بالساندويتش بؤي وبدأت تأكلني من غير ولا حرف
رفعت عيني وبصيت على باب الشقة بمعنى اني خايفة منها
هزت رأسها بمعنى اني انها بتطمني وحركت إيدها علشان أكل
فتحت بؤى بارتجافة شديدة وبدأت أخد قضمة وعيني على الباب
ومحستش بنفسي الا وكنت خلصت كل الساندويتش ما انا كنت هموت من الجوع فعلا

اتحركت اونس من مكانها وعرفت انها ناوية تعملي واحد كمان إلا إني مسكت أيدها وهزيت دماغي بمعنى كفاية كدا ورمقتها بنظرة امتنان وشاورت ليها على تحت علشان تنزل لشقتها
الا انها رجعت مكانها تاني وقعدت جنبي وأخدتني في حضنها تاني
الحضن اللي يمكن أخر مرة هحس بدفئه وحنانه

لو عايزين تعرفوا مين المعلمة دي وليه بتعمل معايا كدا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى