روايات

رواية براءة القلب الفصل السابع 7 بقلم سهيلة تامر

رواية براءة القلب الفصل السابع 7 بقلم سهيلة تامر

رواية براءة القلب البارت السابع

رواية براءة القلب الجزء السابع

رواية براءة القلب
رواية براءة القلب

رواية براءة القلب الحلقة السابعة

” كم سيستغرق من الوقت كي يفهم الناس أن هناك أياما تمز بالإنسان حتى الإيماء بالرأس يصبح ثقيلاً عليه ؟! ”
_دوستويفسكي_
………………………………………………………………………………………………………………………………
بدأ صباح يوم جديد وبدأت معه الحركة داخل منزل مريم التى كانت نائمة ..
كان معتصم يجلس مع اخوية قائلا : عمى كارم معرفش حاجه عن اللى حصل مش كده
إجابة وائل مبررا : والله انت شوفت يا معتصم محدش فينا كان فى وعيه مكنش فيه وقت .
معتصم : أنا مش بقول علشان تبرر يا وائل انا بتكلم من باب الأصول لازم يعرف مهما كان ده عمنا
تحدث كريم معترضا : لا يا معتصم مش لازم يعرف هو ملوش علاقة بينا ومتنساش عمايله
معتصم : مهما كان يا كريم ده عمك و………
قاطعة كريم : عمى ! انت ناسى اللى عمله فى ابوك وفينا يا معتصم بعدما رفضنا جواز ابنه محمد من مريم
وائل : انا شايف كلام كريم صح يا معتصم
تنهد معتصم ثم قال : انا هقول كلمه لو ابويا كان عايش كان هيقول ايه ؟
قال كريم و وائل معا : كان هيقول نكلمه.
معتصم : خلاص هنكلمه … وياريت اما يجي مريم متظهرش خالص .
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
أما عمر فقد استيقظ باكرا وفعل طقوسه الصباحية وظل حتى اتت الساعة العاشرة ليهاتف لميس : ازيك يا لميس والاولاد عاملين ايه ؟
أتى صوت لميس : الحمد لله يا عمر كلنا بخير .
قال عمر : مريم .. مريم يا لميس كويسة
لميس : لا امبارح طبعا مكنتش كويسة خالص ولحد دلوقتي لسه نايمة وقالت محدش يصحيها
عمر : طيب اما تصحى خلوها تأكل اى حاجه وتأخذ الأدوية بتاعتها اوى تنسى يا لميس ولو رفضت قولى لمعتصم هو الوحيد اللى هتسمع كلامة
لميس : حاضر حاضر متقلقش عليها وانا شوية وهطمنك
عمر : ربنا يخليكي يا لميس معلش هتعبك معايا
لميس : متقولش كده احنا اخوات ويلا روح على شغلك متقعدش فى البيت لوحدك
عمر : هحاول يا لميس … يلا سلام
اغلق عمر مع لميس وكان القلق مازال يراوده ليقرر الخروج إلى حديقة منزله .
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
أغلقت لميس الهاتف لتدعو لهم فى سرها لتقترب منها علياء قائلة : ده عمر
اجابت لميس : اه هو كان بيشوف الاخبار ايه … هى مريم صحيت ولا لسه
علياء : لا لسه شوية كده وهصحيها على ما الفطار يجهز .. ممكن أسألك سؤال ؟
لميس : اه طبعا
علياء : مريم اليومين اللى فاتو كان تليفونها مقفول ومحدش كان عارف يوصلها …هو حصل ايه ؟
نظرت إليها لميس لتتنهد وتقول : مريم كانت فى المستشفى الفترة اللى فاتت و….
قاطع حديثها صوت علياء المصدوم لتقول : يالهوى مستشفى . ازاى ؟
لميس : متقلقيش هو حصل شوية ظروف كده ومريم تعبت جامد وتقدري تقولى شبه غيبوبة بس هى فاقت علطول … الحمد لله ربنا يكمل شفاها على خير
علياء : غيبوبة .. طب قوليلى الظروف دى ايه يمكن اعرف اساعد
لميس : مع الأسف محدش هيقدر يساعد فى اى حاجه لان الموضوع ملوش علاقة بمريم … انا اسفه مش هقدر اقول اكتر من كده
علياء : خلاص مش مهم تقولى حاجه … طب هى مريم كويسة يعنى الدكتور قال ايه .. ولا اقول لمعتصم يجيب الدكتور يشوفها
قالت لميس باعتراض : لا لا معتصم مش لازم يعرف حاجه لان دى ظروف عائلية ومريم كويسه بس لازم تأكل كويس وتاخد الدوا بتاعها
علياء : بس معتصم اخوها ولازم يعرف برضو
لميس : انا عرفت ان الاستاذ معتصم شديد شوية بس لو عرف ايه السبب ورا اللى حصل هيقلب الدنيا بالله عليكي محدش يعرف انا قولتلك علشان عارفه انك خايفة على مريم … بالله عليكي ما تقولى
علياء : حاضر حاضر مش هقوله حاجه بس اتمنى الموضوع ده يتحل
لميس : هيتحل متقلقيش .
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
دلف معتصم إلى غرفة مريم بعدما فشلت علياء فى جعلها تستيقظ …
اقترب معتصم من فراشها وجلس جوارها ليقول بصوت هادئ : مريم .. انتى صاحية مش كده !
لم يأتيه اى جواب ليقول : انا عارف انك صاحية يا مريم انا مش هتوه عنك … انا عارف انك خايفة من اللى جاى وخايفة أن يحصل معاكى زى ما حصل فى وفاة ماما واحنا صغيرين يا مريم …
كانت مريم تدير له ظهرها وايضا كانت مستيقظه تبكى …
قال معصتم : مريم بالله عليكي قومى انا مش هقدر اشوفك بالحالة دى … موت بابا بالنسبة لينا صدمة … هو لو هنا دلوقتى مش هيكون مبسوط وهو شايفنا كده
نهضت مريم لتنظر الى عيون أخيها الدامعه لتقول : انا اتكسرت يا معتصم .. انا مش عايزة اعيش .
احتضنها معتصم ليقول : استغفرى ربك يا مريم … انتى مش مكسورة انا موجود وكلنا فى ظهرك يعنى اوعى تقولى كده تانى ….
خرجت مريم من بين احضانة لتقول : ربنا يخليك لينا يا اخويا … بجد من غيرك الحياة هتبقى وحشه اوى …
قال معتصم مازحا : طبعا طبعا عارف انتوا من غيري ولا حاجه
ابتسمت مريم بخفة لتقول : كفى غرور يا اخى العزيز ..
قال معتصم : هيا اختى العزيزة طعام الإفطار على المائدة .. اننا فى انتظارك
مريم : بس انا مش جعانة ومليش نفس من الاكل خالص
معتصم : لا لازم تأكلى علشان الأدوية بتاعتك .. مدام لميس قالت انك بتاخدى أدوية
تنهدت مريم : اه من لميس ياريتها ما قالت على موضوع الأدوية ده
معتصم : كتر خيرها .. واوعى تفتكري انى نسيت موضوع انك كنتى مش بتردى علينا اليومين اللى فاتوا … هوريكى النجوم فى عز الظهر اصبري عليا بس ….. يلا قومى نفطر
نهضت مريم من فراشها وخرجت مع أخيها وجلسوا معا جميعا لتناول الطعام …..
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
كان عمر يجلس فى حديقة منزلة يحتسي كوب من القهوة ليقطع خلوته صوت مروان : ازيك يا عمر
نظر إليه عمر ليقول : الحمد لله كويس
جلس مروان جوار عمر ليقول : لا مش كويس .. قوم يلا تعال نروح الشغل عندك انا عارف ان ده الحاجه الوحيدة اللى هتخرجك من الحالة دى
عمر : لا مش هروح فى حته هنا حلو
مروان : طيب تعال نروح عند مراتك ..
عمر بنفاذ صبر : انا مش هتحرك من البيت يا مروان ريح نفسك ..
مروان : ليه يا عمر … دى مراتك ومن الواجب عليك تكون معاها فى الظروف اللى هى فيها دى
لم يستطع عمر أن يتمالك مشاعره وغضبه ليقول : انا مش هروح ليها … هى اصلا مش شيفانى جوزها احنا مش زى اي اتنين اتجوزوا يا مروان .. احنا غير … وهيجى يوم وهننفصل عن بعض … اتمنى تفهم .
قال مروان بعدم فهم : مش زى اى اتنين متجوزين ازاى يعنى ؟
عمر بغضب : انا ومريم مش زى باقى الناس مش بنت شوفتها وعجبتنى فروحت اتقدم ليها … لا احنا غير انا شوفتها لاول مره يوم كتب الكتاب … انا مش هنكر انى بدأت أحس بمشاعر غريبة تجاهها أول مره احسها بس احنا مش هنكمل هى بتكرهنى والحياه بينا مستحيله !
مروان : طب أهدى متقولش كده ممكن هى محتاجه فرصة تتعرف عليك … انا مش عارف ايه اللى حصل بينك وبينها بس اديها فرصه وانت كمان اكيد محتاج فرصة …
عمر : مفيش فرصة تنفع يا مروان .. العلاقة بينى وبينها مستحيله … انا هنفذ ليها رغبتها وهطلقها
مروان بغضب : ايه الاستسلام اللى انت فيه ده … دى مراتك على الأقل فرصة واحدة يمكن الدنيا تتصلح … انا قدامك مثال حى انا ولميس بيتنا فى مشاكل زى اى اتنين متجوزين بس الأمور بتمشى .
عمر : انت ليه مش عايز تفهم احنا غير .. علاقتنا مختلفة عن الكل …
تنهد مروان وقال : اعمل اللى يرحيك يا عمر
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
مر الوقت ومعه غربت الشمس
طرق الباب لينهض معتصم ليفتحه فيجد امامه عمه كارم ومعه ابنه محمد ليقول كارم بغضب : ازاى يا معتصم معرفش بوفاة ابوك !
تنهد معتصم ليحافظ على اعصابه ليقول : انا قولت لحضرتك كل حاجه يا عمى والدفنه كانت امبارح بليل ..
كارم : برضو كان لازم اعرف انت فاكر انك مقطوع من شجره ولا ايه ؟
معتصم : لا طبعا يا عمى متقولش كده … اتفضلوا ادخلوا نتكلم جوا .
دلفا معا الى الداخل ليستقبل كلا من وائل و كريم الضيوف على مضض ليقول كارم : اومال فين مريم ؟
تحدث وائل سريعا : مريم مش موجودة .. خرجت
قال محمد : خرجت ! ابوها لسه ميت امبارح وتخرج !
قال معصتم بغضب طفيف : الله يرحمه يا محمد .. الله يرحمه هى قالت تنزل تتمشى .. شويه وهتيجي .
دلفت علياء وهى تحمل اكواب من القهوة لينهض معتصم ويساعدها بحملها ويقول بصوت منخفض: مريم متطلعش من الاوضة مهما حصل يا علياء
أومأت علياء برأسها وذهبت تجاه الغرفة المتواجد بها مريم ولميس والأطفال ليوقفها صوت كارم : مفيش عيل كده ولا حاجه جاى فى الطريق يمرات ابن اخويا ؟
صدمت علياء من جملته ليقول معتصم : لا يا عمى مفيش لسه بدري احنا مش بنفكر فى الموضوع ده …. ادخلى انتِ يا علياء الاوضة
كارم : لا فكر يا حبيب عمك احنا عايزين العيلة تكبر اكتر واكتر
معتصم : ان شاء الله يا عمى متقلقش انت بس
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
وصلت سيارة مروان الى منزل مريم وكان يجلس بجواره عمر الذي أتى مجبور مع اخيه .
قال مروان : انزل يا عمر وصلنا
عمر : عارف أننا وصلنا بس مش هنزل .
قال مروان بغضب : لا هتنزل يا عمر ويا انا يا انت النهاردة .. انت مش عيل صغير انا تعبت من الجدال معاك .. سليم ابنى مش بيعمل كده يا اخى
عمر : انا جيت هنا علشان متزعلش منى مش اكتر معرفش انت جايبنى ليه هنا .
مروان بنفاذ صبر : من الاخر كده انا جاى للميس والولاد ومينفعش اجى لوحدى فهمت !
ابتسم عمر بسخرية : مصلحه يعنى .. طيب
مروان : انزل بقى
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
كانت لميس تجلس بالغرفة وعقلها شارد بمكان اخر .. لتقول مريم : مالك يا لميس حصل حاجه ؟
قالت لميس بتردد وهى تنظر تجاه علياء الجالسة لتقول مريم : اتكلمى متقلقيش
قالت لميس : مروان كلمنى النهاردة
مريم : عايز منك ايه بعد اللى عمله ؟
لميس : كان بيعتذر وبيقول أنه كان مش فى وعيه واما فاق مكنش فاكر اى حاجه وكلام كتير متلغبط
مريم : وانتِ صدقتى ؟!
لميس بتردد : صراحة اه .. صوته كان بيقول الحقيقة
قالت مريم بإستغراب : يا سلام هى بالصوت دلوقتى
ابتسمت لميس لتقول : انا بفهم مروان من صوته وطريقته يا مريم .. انا حفظاه اكتر من نفسه
قالت مريم : للدرجه دى !
هنا تحدثت علياء مبتسمه : اه يا مريم مثلا معتصم ميعرفش يلف ويدور عليا بفهمه من نظره
قالت مريم بسخرية : انا اول مره اسمع الكلام ده .. قال بفهمه من نظرة والتانية تقولى من صوته ..
قالت لميس ضاحكة : بكره تجربى يا مريم وهتفهمى قصدنا ايه كويس اوى وبكره افكرك
قالت مريم : لا لا ولا تفكرينى ولا افكرك .. خلينى كده احسن ..
أتى على مسامعهم اصوات الرجال من الخارج لتقول مريم : فى خناقة برا .. انا هطلع اشوف فى ايه
امسكتها علياء : لا مفيش خروج يا مريم خليكي هنا .
قالت مريم : ايه يا علياء مش عايزانى أخرج ليه ؟
علياء : علشان معتصم قال محدش فينا يخرج
مريم : اه محدش يخرج بس اما اسمع صوته بيتخانق يبقى لازم أخرج
سحبت مريم يدها من علياء لتفتح باب الغرفة وتتجه إلى غرفة الجلوس لتجد اخويها وائل وكريم يمسكان بعمها حتى لا يتدخل بما يفعله معصتم الذي كان يمسك ابن عمه ويلكمه فى وجهه بعنف شديد ويلقى له بعض الشتائم
كانت الصدمة على وجه النساء لتصرخ علياء من هول ما تراه ليلتفت الرجال نحو الصوت ليقول معتصم فى سره بحزن : ليه يا مريم ! ليه خرجتى بس ؟
قالت مريم بصدمة وهى تقترب منهم : انتوا بتعملوا ايه هنا ؟
قال كارم ساخرا : اهلا يا بنت الغالى
قالت مريم : اهلا يا اخو الغالى .
قال محمد بتعب : مش دى الهانم اللى كانت برا فى الشارع لحد دلوقتي .. ازاى طلعت من الاوضة ؟!
لكمه معتصم فى وجه بعدما انهى جملته ليسقط أرضا من شدة الضربة لتقترب منه مريم لتقول مشمئزه : الانسان ده بيعمل ايه هنا !
ثم ضحكت ساخرة : مع الأسف وصفك كإنسان غلط فى حق الإنسانية
قال كارم : ما تحترمى نفسك يا بت انتى .. اتكلمى على ابنى كويس
نظرت مريم تجاه عمها لتقول : ابنك ده يخرج من بيتى حالا .. وإلا هيخرج على قبره
ضحك محمد بشدة ليقول : قبره ! انتى اللى هتخرجى على بيتك يا عروسة .
نظرت إليه مريم ثم أعادت نظرها الى عمها الذي قال : اصل احنا جاين نكتب كتابك على ابنى مينفعش بنت اخويا تروح لحد غريب
هنا كان الغضب سيطر على تلك المسكينة لتقول صارخه فى وجه عمها : انا الموت اهون عليا انتى اتجوز واحد زى ده … واصلا لو الدنيا كلها حضرت هنا مش هتقدر تجوزنى
قال العم ساخرا : ليه فاكره نفسك مين يعنى انتى حته بت لا راحت ولا جت ..
قال كريم غاضبا : تصدقك بالله لولا أنك عمى كنت عملت معاك تصرف مش هيعجبك .
قال العم : لا ورينى نفسك يا ابن اخويا هتتصرف ازاى
فى تلك الأثناء نهض محمد من الأرض واقترب من مريم وامسكها من يدها قائلا بصوت منخفض بجانب اذنيها : هنتجوز ولا تحبى اخوانك يناموا جنب ابوكى فى تربه واحده ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى