روايات

رواية جبروت الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الرابع والعشرون

رواية جبروت البارت الرابع والعشرون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الرابعة والعشرون

دخلــت الغرفــة وجلســت فــوق الفــراش وظلــت بلا حــراك، بداخلهــا ألم كبـير، بـدأت تلـوم نفسـها على هروبهـا وعـدم استفسـارها عمـن تكـون تلـك السـيدة واين والدهـا هـل بـاع منزلهـم أم تـزوج تلـك السـيدة أم شـئ آخـر.
اااااه تقتلهـا الظنـون.. طرقـت ماريـا البـاب ودخلـت لهـا وهـي تحمـل باقـة ازهار
ماريا بأبتسامة: جالك ورد يا ري ري.
ريتال بأستغراب: نعم؟
ماريا : الورد ده علشانك.
لتسألها : من مين ؟
ماريا: معرفش هما قالوا علشانك شوفيه واكيد هتعرفي.
أخــذت الباقــة منهــا ومــن ثــم الظــرف المرافــق لهــا وجــدت عليــه اســمها فتحتــه و قــرأت مــا بــه
( اســف عــدد كل السنين والشــهور والاســابيع والايــام وعــدد الســاعات والدقايــق
اسف على كل يوم اتسببت فيه اننا نكون بعيد عن بعض بحبك يا روح قلبي من اول لحظة شوفتك فيها لآخر يوم في عمري هفضل أحبك ومستعد اعمل اي حاجة علشان تسامحيني وتقبلي تكوني ملكي ..من تملكي كل وجدانه.. جسار )
أمسـكت الورقـة وقطعتهـا وهـي تعتصرهـا في قبضتهـا ومـن ثـم ألقـت بهـا في القمامة وباقـة الازهـار ألحقتهـا بهـا
ماريا بذهول: ري ري ايه اللي عملتيه ده؟
ريتال بجمود: دول مكانهم الزبالة.
ماريـا: ليـه عملتـي كـدة( لم تـرد ريتـال عليهـا ولم تلقـي لهـا بـالا فأخـذت هـي باقـة الازهـار و تنفسـت بعمـق مـن عطرهـا ثـم تمتمت ) كـم انتـي قاسـية القلـب؟ تفعليـن ذلـك في تلـك الازهـار الجميلـة.
وخرجـت مـن الغرفـة وهـي تحملهـا كما دخلـت وعـادت إلى الجنـاح الـذي تقيـم بـه عائلـة ليلـه، أمـا ريتـال فعـادت إلى جلسـتها ولكـن هـذه المـرة بضيــق يــوازي حجــم ألمهــا، أخــذت هاتفهــا مــن حقيبتهــا و وضعتــه على الشـاحن الكهربائي وذهبـت لـكي تغتسـل بعـد أن اعـادة تشـغيله، خرجـت مـن المرحـاض وهـي تجفـف شـعرها بالمنشـفة، ومـن ثـم أخـذت هاتفهـا و رأت مكالمـات كثـيرة مـن أصدقائهـا ومـن رقـم اخـر غريـب وأيضـا رسـائل مـن ذات الرقـم ومـا ان فتحـت إحداهـا حتـى علمـت لمن الرقـم، مـن اين حصلـوا على رقـم هاتفهـا؟ هـه بالطبـع جسـار مـن علـم بـه وأخبـر جـده فهـو الحفيـد المطيـع.. حذفـت جميـع الرسـائل دون أن تقرأهـا حتـى ..
أتى موعـد الجلسـة التي حددها القاضي ..
جلسـت ام بـدر و بجوارهـا شـقيقتها وزوجهـا و شـقيقه، وظلــوا ينظــروا إلى بعضهــم بتوجــس، فولدهــم قــد اختفــى منــذ الجلســة الماضيــة ولم يظهــر ابــدا، والمحامــي لم يســتطع الوصـول لحــل ابـدا، خاصــة وأن ليلـه وعائلتهـا يرفضـون النقـاش، ولم يطمئنهـم ابـدا مـن حيـث موقفهـم القانوني، دخلـت ليلـه وعائلتهـا إلى القاعـة فقـد تخطـت الصحافـة الموجـودة أمـام القاعـة بصعوبة، وقـد أصر مـروان على حضـور تلـك الجلسـة معهـم
ريتال بهمس ل ماريا: ماريا ماتنسيش مش عايزين نفضل في مصر كتير.
ماريا بهمس: ماتقلقيش.
وقفت ام بدر وأقتربت من ليله ومن مكان جلوسهم ،، رفعـت ليلـه نظرهـا لمن تقـف أمامهـا وقـد لحـق بهـا زوجهـا لـكي يسـحبها مـن يديهـا
حسني: امشي على مكانك بلاش فضايح.
أم بــدر: وهــو لســه مــا اتفضحنــاش؟ مــا الفاجــرة بنــت الفُجــر قامــت بالواجــب.
وقفـت ليلـه ونظـرت اليهـا بأشـمئزاز: امـشي مـن ادامـي بـدل مـا اخليهـم يسجنوكي فـورا،ً وبالمـرة تعـرفي في التخشـيبة معنـى الفجـور.
أم بـدر: وديتـي ابنـي فـين يـا بنـت سـالم؟ مـن يـوم الجلسـة اللـي فاتـت وهــو اختفــى مــن فضايحــك بعــد ماجيبتلنــا العــار.
ليلـه بـبرود: العـار جبتـوه لنفسـكم لما ظلمتـوا واتجبرتـوا،( واضافت بنبرة قوية وشرسة ) امشـي مـن ادامـي وإلا قسمـا باللـه ماهخليكي تخرجـي معاهـم مـن هنـا.
تصنمــت أمامهــا فلــم تتوقــع أن تحدثهــا بتلــك الطريقــة والقــوة في نبرتهــا وملامحها فقـد اختلفـت تلـك عـن ليلـه التـي كانـت تعيـش بمنزلها، سـحبها
زوجهـا واعادهـا إلى مقعدهـا وماهـي الا لحظـات وحضـر القاضي وبـدأت الجلسـة، وبعـد حديـث مطـول بـين ماريـا والقاضي والمحامـي الاخـر وبعـض المتهميـن في القضيـة والـذي ليـس لهـم اي دور سـوى انهـم كانـوا موجوديـن أثنـاء ماحـدث مـع ليلـه، سـأل القاضي عـن بـدر فقـد حـان دوره في الحديث ولكـن لم يكـن موجـود، فوقفـت ليلـه لتتحـدث..
ليلـه: دا المتوقـع منـه يـا سـيادة القاضي .. الهروب وعـدم تحمل المسـؤلية، إذا ماقدرش يحمـي زوجتـه ويقـف جنبهـا ويرفـع عنهـا الظلـم هيقـدر يتحمـل نتيجـة أفعالـه هـو واهلـه؟.. للأسف اتغشـيت فيـه أنـا واهـلي وافتكـرت اني اتجـوزت راجـل لكـن الرجولـة ابعـد مـا يكـون عنـه، هـو واهلـه احقـر مـن انهـم يعيشـوا بـين البـشر.
محامــي الخصــم: ســيادة القاضي أنــا ارجــوا اثبــات ذلــك فقــد اســاءت المدعيــة إليهــم.
ليله بأبتسامة مستهزئه: دي مش إهانة دا اقل وصف ليهم.
دخـل بخطـوات بطيئـة وقـد اسـتمع إلى مـا قالتـه ليلـه و ردهـا على المحامي أيضا
بـدر بجمـود: انـا موجـود يـا سـيادة القاضي واسـف على التأخيـر، تسـمحلي أرد على كلام مـراتي ؟.. شـايفة اني مـش راجـل وحقـير؟.. حقـير لأني اخـترت انـك تبعـدي عنـي علشـان ماحـدش مـن اهلـي يـضرك ولـو بكلمـة ، رغـم انـك عارفـة اني بغـر عليكي مـن الهـوا سمحتلك تسافري ، وفكـرة انـك تبعـدي عنـي مسـتحيلة مـا بالــك لما تروحــي بلــد غريبــة وعاداتهــم مختلفــة عــن عاداتنــا وتقاليدنــا ونـاس على غيـر ديننـا.. وكل ده بـس اتحملتـه علشـان انتـي تكـوني بعيـد عـن اللي كان بيحصـل هنـا، اتحملـت إهانـات النـاس ليـا وهمـا بيطعنـوا في رجولتـي، لأني الراجـل اللي سـمح لمراته تسـافر لوحدهـا بلـد اجنبي، والجنيـن اللي مـات في بطنـك مكانـش ليكي لوحـدك دا كان ابنـي أنـا كـمان ،،، وكنـت مســتنيه مــن اول مــا عرفــت بوجـوده،،، كنــت بعــد الايـام علشــان اشــوفه واشـيله بـن ايديـا،،، أشيل ابني من مراتي اللي بعشقها و من اول ما عيني وقعت عليها ،،، ابني مـش مـات بسـبب انـك وقعتـي على السـلم وبس ، لاء بســبب الضغــوط النفســية وعــدم التغذيــة الســليمة وإهـمـال الادويــة الـلي كان مفـروض تاخديهـا في الوقـت ده ،، أنـا راجـل خسـر أختـه وبعدهـا خـسر ابنـه اللي كان بيحلـم بيـه مـن حبيبته وأمـه ادامـه بتنهـار وكل اللي عليهـا عايـزة حـق بنتـي اللي يدوبك زفتها عروسة و ماتت في حادثة ، لكـن امـي مااقتنعتـش غـير ان همـا السـبب في مـوت بنتهـا، قولـت نســتنى ونرضى بالامــر الواقــع مؤقتــا لحــد مــا امــي تتقبــل فكــرة مــوت بنتهـا والحادثـة، لكـن انتـي ماصبرتيـش وحطتينـي ادام الامـر الواقـع وأدام كل النـاس ،، وأنـا وافقتـك ومـا اعترضتش لأني كنـت متأكـد أنـك لـو بقيـتي في البلـد هتتعـذيب بسـبب بُعـدك عـن عيلتـك، وكـمان السـنة الدراسـية هـتروح عليكي بسـبب اللي بيحصـل.
ليلـه بسـخرية: يـا مسـكين يـا ضحيـة عملـت كل ده علشـاني يـااااه حقيقـي صعبــت عليــا وصدقتــك،(واضافت بحرقة ) يا اخي دا انــا اترجيتــك اني مــا ابعــدش عنــك، اترجيتــك ماتسـبنيش ولاخـر لحظـة كنـت بتبيعني و تتخـلى عنـي يـا.. يـا جـوزي.
رد عليها ينفي بحرقة : قصدك إن لاخـر لحظـة كنـت بقتـل قلبـي بأيـدي وأنـا ببعـدك عنـي ،، سـلمتك للغربـة بنفـسي وأنـا عـارف اني مـن غيـرك بموت .
ليلــه : بتمــوت!!! بتمــوت ولا بتتجــوز وتخلــف؟.. نفتوني أنــا وطردتوني مــن بيتـي وبلـدي، أمـا انتـوا ولا خسرتوا اي حاجـة، وعلشـان تأذينـي أنـا وعيلتـي اكتـر روحـت اتجـوزت بنـت عمـي وخلفـت بنـت و بقـى عندكـم زينـة مـن جديـد، أمـا أنـا بعـدت واتغربت عـن عيلتـي واخويـا اللي صحتـه ونفسـيته اتدمـرت بسـببكم، وأهلـي اللي كسرتوا نفسـهم وسـط النـاس وبعـد كل ده جـاي تقـول انـك ضحيـت و كنـت بتمـوت؟
بـدر: تنكـري اني روحتلـك لحـد عنـدك هنـاك وطلبـت منـك ترجعـي معايـا و رفضتـي؟ قولتلـك هنبعـد عـن الـكل ونعيـش بعيـد ونكمـل حياتنـا لكـن انتـي رفضتـي واتحدتينـي.
ليلـه: بعـد ايـه راجعـلي؟ بعـد ايـه؟ بعـد مـا جرحتنـي وكسرتني وتقـولي نعيـش بعيـد، يعنـي حتـى بعـد كل ده جـاي تقـولي نبعـد، وأنـا اللي اول ماشـوفتك فكرتـك جـاي تقـولي خـلاص يـا ليلـه أنـا حليـت كل حاجـة هترجعي لأهلك، فكرتك جاي تقولي سـامحيني حبيبتـي على كل اللي عملتـه، لكن برضو خذلتني أنت كنت مبدع في الخذلان وكسر قلبي .
بدر بوجع: انا حبيتك عارفة يعني ايه، أنا عشقتك يا ليله.
لترد عليه بوجع اكبر : اللي يحـب مـا يجرحـش ولا يكـسر ولا يبيـع ولا يخـون وأنـت عملـت كل دول، وجـاي بعـد دا كلـه تقـولي حبيتنـي يلعـن الحـب اللي بالشـكل ده، ملعون الحب اللي بسببه يدمر الحبيب حبيبته (واضافت بصراخ اودعت به كل حرقتها ) ملعون الحب اللي يخليك تنام في حضن واحدة غيري.
ليتدخل القاضي الذي رأى ان نقاشهم طال : انتي عايزة ايه يا ليله؟
لترد عليه بأستسلام رغم هزيمة الخصم : عايزة حُريتي.
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى