روايات

رواية انتقام ابني الفصل الأول 1 بقلم صانعه الضحك

رواية انتقام ابني الفصل الأول 1 بقلم صانعه الضحك

رواية انتقام ابني الجزء الأول

رواية انتقام ابني البارت الأول

انتقام ابني
انتقام ابني

رواية انتقام ابني الحلقة الأولى

الأسكندرية، مقر الطب الشرعي، 25 فبراير 1994
– سميرة!!
صاح بلال من مدخل المشرحة فهبت سميرة في فزع وأوقعت مشرطها.. ألتفتت ببطء وقالت:
– بلال.. إيه اللي جابك هنا؟
قال بلال وهو يتقدم بخطوات تكاد تكسر الأرض البيضاء الملمعة بسائل التنظيف ذو الرائحة النفاذة التي تثير الغثيان:
– انتي قلتلهم مايدخلونيش!! فاكرة نفسك مين!! انا حضرة الظابط بلال الصيرفي!!
ثم قال بصوت مهدد لكن تشوبه إرتعاشات وجيزة:
– خلي بالك، انتي بتقفي في طريق موظف اثناء اداء عمله، ودي ممكن اوقفك عن العمل فيها!!
نظرت له سميرة بأعين دامعة وقالت في حنان:
– لو كان ليك عندي أي خاطر يا بلال.. اطلع برة..
لمعت عيناه بالدموع أيضًا وهو ينظر للجثمان المغطى بالملاءة البيضاء الملطحة بالدماء:
– شوفي شغلك يا دكتورة
تحجرت الكلمات والدموع في حلقها وقالت بصوت محشرج:
– ذكر، السن 25 سنة..
نظرت له بأعين مرتعبة وهي ترفع الغطاء حتى منتصف جسده.
حملقت عيناه بلال وهو ينظر لجسد الشاب الممد على السرير المعدني البارد..
خارت قواه واستند على حافة السرير وهو ينظر بعيون جاحظة إلى الجروح العميقة المتفرقة على جسده الباهت..
نظرت له سميرة بخوف وهي تقول:
– بلال..
قال بصوت قشعرت له سميرة:
– كملي!!
تابعت بصوت مهتز وهي تكبح دموعها:
– 53.. 53 طعنة نافذة بالجذع والرقبة والوجه..
كان يهتز السرير المعدني تحت قبضة بلال وتشنجت عضلات جسده كلها وهو يستمع إليها..
اكملت سميرة في حزن:
– تفاعلات بيولوجية سلبية بالجروح بسبب تواجد ديدان في الجروح وسببت..
قاطعها بلال في صدمة:
– ديدان!! هو..
عانى في اخراج تلك الكلمة.. لكنه قال:
– هو مقتول من امتى؟؟ ازاي الجروح فيها دود؟
أخفضت سميرة رأسها وقالت:
– الديدان من قبل الوفاة..
قال بلال بصوت مخيف:
– ايه؟
ردت سميرة بصوت ضغيف:
– االجروح اتلوثت بالديدان قبل الوفاة..
صاح بلال في غضب:
– ماتفسريلي يعني ايه!! ايه اللي يخلي الجروح تتلوث في الوقت القصير ده!! معلش مش كلنا دكاترة زيك!!
قالت سميرة وكأنها تترجاه الا يجبرها على قول الآتي.. لكن رغم نظرته الحاقدة الغاضبة، استاطعت رؤية الاعين المرتعبة المملوءة بالدموع.. فتابعت بصوت يكاد يكون غير مسموع:
– تلوثت الجروح بالديدان بفعل فاعل.. تم وضعها بالجروح.
نظرت له وقد برزت كل عروق وجهه ورقبته وعيناه الجاحظتين..
مرت ثواني قبل ان يجري الى الحوض القريب ليتقيأ..
التفت ينظر لها بعد مسح فمه بيده وكأ،ه ينظر الى والدته يترجاهها الاجابة عن سؤاله.. ماذا يفعل الآن؟
كيف يتصرف؟
لم يكن هو العقل المفكر في الثنائي..
كان صديقه أحمد الممدد على السرير المعدني هو العقل..
وكان بلال العضلات.. او كما كانت تمزح سميرة وتقول ذلك عنهما..
ظل ينظر لسميرة لحظات وهو يسأل بعينيه:
ماذا افعل الآن؟
ماذا أفعل؟
وكأن صمتها اجابه عن سؤاله..
انطفئت لمعة عيناه، وارتخا جفنيه وهو ينظر نظرة اخيرة لأحمد قبل ان يخرج..
صرخت سميرة:
– بلال.. استنى
جرت وراءه لكن تعثرت بكعبها العالي فألتوى قدميها ووقعت على الأرض، نظرت للمساعد الخاص بها الذي جرى عليها ليتفحص قدمها التي تورمت في غمضة عين..
قالت له في غضب:
– انت بتعمل ايه!! روح بلغ اي حد ان بلال جه هنا ومشى!! خليهم يمنعوه!! ماترجعش الا وهو ماسكين بلال ان شا الله يحبسوه!!
جرى المساعد المرتبك وهوي ردد:
– حاضر.. حاضر
اعتدلت سميرة لتتفحص قدمها فوقعت عيناها على الجسد الخالي فوق السرير المعدني..
هذه أول مرة تنظر له بذهن غير مشتت قلق على بلال.. هذه هي اول مرة تراه وتستوعب ما حدث..
وضعت سميرة يدها على فمها وانهالت دموعها..
علت شهقاتها تدريجيا حتى ملأت الغرفة.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انتقام ابني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!