روايات

رواية النجمه الحمرا الفصل العاشر 10 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الفصل العاشر 10 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الجزء العاشر

رواية النجمه الحمرا البارت العاشر

رواية النجمه الحمرا
رواية النجمه الحمرا

رواية النجمه الحمرا الحلقة العاشرة

إزيكم؟

قررت زي ما شاركتكم الحكاية من بدايتها أكملها ، بعد ما رجعت مصر قضيت حوالي 4 شهور تقريباً لا بخرج من البيت ولا عندي رغبة في الكلام مع حد ولا قادرة أشتغل أو أعمل أي حاجة ، حتى طلب بابا ف إني أعيش معاهم رفضته و فضّلت أعيش لوحدي ، بابا كان بيجي يتطمن عليا كل يوم تقريباً ويفضل يتكلم معايا ويشجعني حتى وإن كنت مابردش عليه ، لو كنت زمان وقت ما أنا وحازم افترقنا مدمنة قراية جواباته فأنا في الأربع شهور دول بقيت تقريباً بقراها كل ساعة! يمكن بدور فيها على حازم إللي اتقطعت أخباره عني ويمكن بدور فيها على رحمة إللي كانت في الوقت ده من سنين…..

وفي مرة ماما زارتني في المنام و دي كانت تاني مرة تحصلي من يوم وفاتها ، كانت بتزعقلي وفضلت تصرخ في وشي وتقولي كفاية كده فوقي بقى من إللي إنتِ فيه وبعدها حضنتني ففضلت أبكي في حضنها وصحيت لقيت دموعي ناشفه على خدي، ماكنتش عاوزه أصحى، كنت عاوزه أفضل في حضنها لو بس دقيقة زيادة ، حاولت أكمل نوم يمكن ترجع تحضنّي لكن للأسف اختفت ، في اليوم ده قمت من نومي مقرره أفوّق نفسي من إللي أنا فيه ، وأول قرار أخدته هو الرجوع للشغل ، مراة بابا سابت المدرسة من سنة وعملت لنفسها حضانة خاصة، أول ما رجعت عرضت عليا أمسكها مكانها بس أنا كنت رافضه دلوقتي لما قررت أرجع بلغتها بموافقتي، وبالفعل بعد يومين كنت على مكتب الإدارة ، التعامل مع الأطفال ساعدني كتير أوي أخرج من حزني ، بدأت أشغل وقتي بكورسات وممارسة الرياضة ولمّا حاولت أرجع ديزاينر ما قدرتش ، تجربتي مع عامر كرهتني في الشغل ده فاكتفيت بالحضانة وبإنّي أعمل تصميماتها بس ، ماكنتش مجرد مديرة ، كنت مخصصة لنفسي حصة في اليوم أدخل فيها للولاد أحكيلهم قصة أو أعلمهم حاجة جديدة في الحياة ، كنت بلاحظ دايماً وجود بنت قاعدة لوحدها على طول مابتتكلمش وحتى وقت اللعب بتفضل قاعدة في جنب لوحدها ، راقبت تصرفاتها كام يوم ولاحظت إنها بتركز أوي مع الأمهات وهم جايين ياخدوا ولادهم ، سألت عنها مدرستها فقالتلي إنها لسه جديدة في الحضانة وعرفوا من خالتها إن أمها متوفيه ، صعبت عليا أوي وقدرت أفسر وحدتها والإهمال الواضح في مظهرها وأكلها ، قررت أصاحبها وأحاول أعوضها ولو جزء بسيط من حنان الأم، روحتلها في مره وقعدت جمبها من غير كلام ، بصتلي فابتسمتلها وسألت ” اسمك إيه؟” ماردتش ، كانت بترسم في الرمل بصباعها ، بدأت أرسم زيها ، لفتت انتباهها رسمتي وفضلت مركزة معايا، رسمت أميرة من غير إيدين وسألتها ” حلوة كده ولا ناقصة حاجة؟” لقيتها بتتفاعل معايا وقالتلي أرسملها إيدين، شاركتني الرسمة فقلت :
_ أنا رحمة وإنتِ؟

_ أنا عندي 2 اسم خالتو وجدو وتيته بيقولولي روما وبابي بيقولي حبيبتي

ابتسمت من براءتها وقولتلها
_ طيب تحبي أقولك إيه؟

_ قولي روما

_ اتفقنا يا روما ممكن نبقى صحاب؟

جاوبت بإيماءة وابتسامة صافية ، وفي آخر اليوم لما جت خالتها اتكلمت معاها بذوق ولفتّ انتباهها بطريقة غير مباشرة لأكل البنت ومظهرها فقالت :
_ مش هكدب عليكِ يا ميس رحمة أنا فعلاً مقصرة جداً مع البنت بس غصب عني والله أنا أم لأربع ولاد وما شاء الله دلوقتي أكبرهم في جامعة يعني عمري ما جربت تربية البنات ده غير إن شغلي مش سامحلي أهتم وماما ست كبيرة برده مش هتقدر على تربية طفلة، أساساً باباها مش سايبها معانا وجودها بس لمدة شهر مؤقتاً لحد ما يرجع من السفر، صراحة هو رغم انشغاله الدايم قدر يربيها لوحده بره مصر، هم لسه راجعين من كام شهر بس ياريت يعني لو مش هتعب حضرتك تقوليلي المفروض أعمل إيه مثلاً وأنا هتفذ إن شاء الله

أخدت رقمها وبعتلها ع الواتس قايمه بالأكل الصحي إللي تجيبه معاها الحضانة وطلبت منها تحطلي في شنطتها توك ومشط وبالفعل نفذت و بقى يومي كله روما، أول ما تيجي بسرحلها شعرها وأهتم بفطارها وأكلها ووقت اللعب بلعب معاهم كلهم وأخليها تلعب مع أصحابها وتندمج معاهم ، وجود البنت دي هوّن عليا الفترة العصيبة إللي عيشتها ، اتعلقت بيها أوي وبقيت حاسة بأمومة ناحيتها وإنها مسئوله مني ، والبنت كمان اتعلقت بيا أوي ، بقت بتعيط وهي مروحة عشان عاوزه تفضل معايا ولما تروّح ألاقي خالتها بتتصل بيا و تقولي عاوزه تكلمك، في يوم خالتها اتأخرت ومحدش جه أخدها ، فضلت قاعده معاها في الحضانة بحاول أتصل بخالتها وبعد معاناه أخيراً ردت وقالتلي إن محدش موجود في البيت يجي ياخدها وهي عندها إجتماع ضروري مش هتعرف تسيبه فاقترحت عليها أخد البنت معايا البيت وبعد ما تخلص الإجتماع هبعتلها العنوان تيجي تاخدها ولثقتها فيا وفي حبي لروما وافقت وشكرتني ، روما أول ما عرفت إنها هتروّح معايا فرحت أوي وقالتلي إنها عاوزه تروّح معايا كل يوم ، كنا ماشيين بنغني لحد ما نلاقي تاكسي ، سمعت فرملة عربية جنبنا، قلقت فشيلت البنت و سرّعت خطوتي وفجأة حد شدني من إيدي وهو بيقول :
_ استني عندك واخده بنتي ف

أعتقد الزمن وقف في اللحظة دي! فضل باصصلي وهو مش مصدق ولا أنا كمان مصدقه معقوله هو؟؟ معقوله دي بنته؟!! ماقدرتش أجمع من حروفي غير أول حرف من اسمه “حح” حاسه إن قلبي هيهرب من مكانه ، الدموع لمعت في عيونّا والعيون قالت كلام كتير محتاجين نقوله بقالنا سنين ، كنت عاوزه أترمي في حضنه فحضنّي بعيونه ، ساب إيديا وهو بيعتذر فقلت بحروف مُرتبكة :
_ هي أصل خالتها عندها يعني اجتماع و و طلبت مني آخدها معايا و و أنا مُدرستها هي هي بنتك؟

الرد وصلني من البنت لما سابت حضني وجربت حضنت رجله وهي بتقول بفرحة ” بابي” ، ما قدرتش أمسك دموعي أكتر من كده ، وعشان ما يلمحش اشتياقي مشيت وسبتهم
” رحمة” أول ما سمعت اسمي منه مش عارفه أوصف إحساس قلبي وقتها ولا الدفا إللي حسيته بعد حرمان وبرد سنين ، ماقدرتش ألتفت فقالي :
_ تعالي نوصلك ماتروحيش لوحدك

رديت من غير ما أبصله :
_ متشكره أنا هروح بتاكسي

ومن حسن حظي وسوءه في نفس الوقت عدّا تاكسي فشاورتله ، ركبت ومش عارفه أشكر السواق عشان ساعدني أهرب باشتياقي ولوعتي ولا ألومه عشان ماسابنيش استمتع بالدفا دقيقه زيادة؟! روحت البيت وفردت جوابات حازم حوليا ، معقوله شوفته؟ سمعت صوته وشميت ريحته؟؟! معقوله قلبي اتعلق ببنته بسرعة عشان هي حته منه فقلبي قدر يعرفها؟؟! فتحت ملف بيانات الولاد في الحضانه من ع اللاب توب واتفاجئت باسمها ” رحمة حازم” يعني اسمها رحمة؟! معقوله أكون لسه ساكنه قلبه ؟!! خرّجني من شردوي اتصال خالة روما ، كانت بتشكرني على تعبي وإن خلاص باباها رجع من السفر فسألتها :
_ هي اسمها رحمة حازم مش كده؟

_ أيوه

_ هو أنا ممكن اسأل مامتها ماتت ازاي؟ وهي وباباها يعني عرفوا بعض ازاي؟

استغربت سؤالي وسكتت فاعتذرت لتطفلي قالت :
_ لا خالص يا ميس مفيش تطفل ولا حاجة هو باباها ومامتها الله يرحمها اتجوزوا جواز تقليدي يعني وكان عندها مشاكل في القلب عشان كده ماكنوش ناويين يخلفوا لكن هي الله يرحمها بقى أصرّت وكانت أساساً مخبيه موضوع حملها ع الكل لحد ما عرفنا وكان فات الأوان لنزول الجنين و ماتت وهي بتولدها

_ أنا آسفة جداً ربنا يرحمها ويجعل مثواها الجنة

_ يا رب

قفلت معاها وبكيت ومعرفش السبب لبُكايا ، ماكنش جايلي نوم ، فضلت سهرانه في البلكونه لحد ما اتصل رقم غريب وأول ما قال ” ألو” جسمي ارتجف بعدها غمرني الدفا، قال :
_ أنا آسف أوي ع الإزعاج بس رحمة مش راضية تنام غير لما تقوليلها تصبحي على خير وأخدت الرقم من خالتها وفهمت يعني إن آخر حاجة بتسمعها قبل ما تنام صوتك

_ ولايهمك، هات أكلمها

كلمتها وبعدين أخد منها الموبايل وقال :
_ آسفين للإزعاج أكيد جوزك هيتضايق من تصرف زي ده

_ أنا مش متجوزه ، قصدي يعني قصدي اتطلقت

رد بفرحة :
_ بجدددد؟؟

_ أه بجد

_ آسف على انفعالي اتفاجئت بس

فضلنا ساكتين ، جوانا كلام كتير محبوس محدش قادر يقوله وفي نفس الوقت مش عاوزين نقفل لكن للأسف كنّا مضطرين نقفل ، تقريباً دي أكتر ليله من سنين أنام فيها مرتاحة عشان آخر حاجة سمعتها صوته….

تاني يوم قابلته الصبح وهو بيوصل روما أو خلينا نقول رحمة، ابتسمنا لبعض من غير كلام ، بقيت بشوفه في بداية يومي وأنهي اليوم بيه ، بيتحجج كل شوية ويجي يسأل ظاهرياً عن رحمة الصغيرة بس فعلياً هو جاي يشوف رحمة الكبيرة…

وفي يوم جريت على حضني كعادة كل صبح ، وأول ما دخلنا فصلها لقيتها بتطلع من شنطتها جواب وبتقولي “بابي قالي اديهولك ” ، أخدته وجريت على مكتبي أو نقول كنت طايره ، قفلت الباب بالمفتاح عشان محدش يخرجني من عالم الأحلام إللي ههرب ليه ، شميت ريحته في الجواب فاتنهدت براحه و قريت الجواب إللي كان بادئه بنجمة حمرا :
” كان ممكن أقولك الكلام ده وجهاً لوجه أو حتى في التليفون ولاّ أبعتلك رسالة ع الموبايل بس قلت لأ الأفضل نرجع للعادة القديمة ، إللي فضلت لسنين عايش على ذكراها ، أنا قلبي ماعرفش يسكّن حد غيرك فيه ، حاولت كتير بس ماقدرتش لحد ما جت إللي تنافسك في قلبي فاخترت أسمّيها ” رحمة” عشان مفيش غير الاسم ده يسكن قلبي ، هي الوحيدة إللي قدرت تهوّن عليا وجع فراقك بالإضافة لجواباتك إللي حيط أوضتي متزين بيها ، أنا عرفت من خالة رحمة كل إللي عملتيه عشانها وإزاي البنت قلبها اتعلق بيكِ بسرعة رغم إنها عمرها ما اتعلقت بحد كده! أنا حقيقي مش عارف أشكرك ازاي ع إللي عملتيه معاها ؟! ولا عارف أقول إيه! بصي هختصر الطريق وأقولك كنت مبسوط أوي وحاسس إني أسعد واحد في الدنيا لما شفت الخاتم في صباعك ولهفتك لما شوفتيني ، ومش قادر أوصفلك فرحتي لما قلتِ إنك اتطلقتي ، تفتكري النجمة الحمرا هتقبل ترجع تنوّر سمايا؟ “

المرة دي قررت أرجّع حازم بعد ما ضيعته من إيديا سنين كانت صعبة عليه وعليا ، المرة دي هفكر فينا وبس، اتناولت ورقة وقلم من على مكتبي و رديت من غير حروف، طويت الورقة وقررت أديهاله بنفسي ، ولما جه ياخد رحمة ، ادتهاله، فتحها فلقى ” نجمة حمرا” ضحك بفرحة وسأل ” إلا هو صحيح رقم بابا زي ما هو؟”…..
..
.
.

وأخيراً جه اليوم إللي كنا فاكرين إننا مستحيل نعيشه! لبست الفستان الأبيض و المره دي الفرحة مش سيعاني ، عملنا حفلة عائلية صغيرة على قدنا ، هناء لما قولتلها الخبر كنت خايفه من ردة فعلها لما تعرف مين العريس بس كانت مبسوطة عشانّا وطلبت مني أسامحها بعد ما عرفت إن السر إللي منعني أتجوز إللي بحبه كان هي ، وفاجئتنا بحضورها الفرح ، كله بقى كوم والحضن إللي كان بعد كتب الكتاب كوم تاني ، حضن العوض و اللقا ، حضن دوّب كل لحظة وجع وفراق عيشناها السنين إللي فاتت…. حازم كان حاضني بقوة وكإنه خايف أهرب منه تاني….
.
.
وزي نهاية كل حدوته سعيدة بيقولوا ” وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات” عيلتنا الصغيرة زادت ب ” ريّان وحمزه” أخين توأم لرحمة وانهارده كلنا كنا متجمعين في افتتاح الكافيه الجديد بتاعنا ، اشترينا نفس الكافيه القديم ورجّعنا نفس الديكور كإن مفيش حاجة اتغيرت ولا حتى سنين مرت علينا، ماغيرناش غير الاسم ، سمّيناه ” النجمة الحمرا”……

_تمت-

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية النجمه الحمرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى