روايات

رواية ليتك كنت سندي الفصل الرابع 4 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل الرابع 4 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الجزء الرابع

رواية ليتك كنت سندي البارت الرابع

ليتك كنت سندي
ليتك كنت سندي

رواية ليتك كنت سندي الحلقة الرابعة

مشت معه بهدوء محاولة أن تنفض عنها غبار الحزن وألا تجعل شيئا يعكر صفو مزاجها فهي تعودت على أسلوب أخيها ماهر معها فلا داعي ليشغل الأمر بالها أما أمها فهي تعرف أنها طيبة القلب وسترضى سريعا
جلست مع أخيها فوجدت أمها تضع لهم الطعام على
السفرة وهي تقول بنبرة حازمة لرهف_كوباية اللبن
تتشرب كلها هيه والساندويتشات مفهوم
رسمت رهف ابتسامة رقيقة على محياها لأمها
وقالت وهي تقبل ظهر يديها _حاضر يا حبيبتي تسلم
إيديكي وعنيكي
لبادلتها سوسن الابتسامة _ ربنا يصلح حالك يابنتي
ليقول ماجد بمزاح عابسا بوجهه _ طب والله أنا
مظلوم ياناس في البيت ده مفيش دعوة حلوة ليا ده
أنا زيك ابنك بردو يا سوسو
لتدعي أمه الضيق أيضاً عله يلين لطلبها – لما تسمع
كلامي الأول
ليهتف هو بتزمر واضح يخص عليكي يا سوسو مكنتش أعرف أن قلبك قاسي كده ده انا ماجد حبيبك
لتردف وهم تهم بفتح الباب فعد أن استمعت لصوت
جرس الباب _ ربنا يهديك يا ماجد يا ابني
ليصفر هو بصوت عال حتى تسمعه أمه فهي ابتعدت
لتفتح الباب _ أيوة كده يا سوسو ياعسل, عايز دعواتك
دي دايما
هزت هي رأسها بإستياء من ابنها رغم الابتسامة
التي ارتسمت على ثغرها فتحت الباب لتجده ملك ابنة
أختها فتبتسم لها وتقبلها من وجنتيها _ ملوكة
حبيبة خالتك ادخلي ياقلبي
قالت ملك وهي تبحث بعينيها عن ماجد _ صباح الخير يا
خالتي إنتوا لسه نايمين ولا إيه؟
كانت تقصد ماجد بكلامها فهي تسأل عنه بطريقة
غير مباشرة
ردت سوسو بتلقائية ساذجة _ لا يا حبيبتي صحينا من
بدري ، وماجد ورهف بيفطروا جوا, تعالي افطري
معاهم خالتك بتحبك اوي
أنفرجت أسارير ملك وقبلك خالتها على عجل فهي قدمت لها ما تريده بسهولة وأنا بحبك أوي يا خالتي
اقتربت منهما وقالت وهي تجلس جوارهما على
السفرة وتنظر لماجد – صباح الخير ممكن اقعد افطر
معاكم
ابتسم لها ماجد بسخافه وقال لاويا ثغره ما انتي
قعدتي خلاص.
هتفت ملك ناظرة إليه لتتأكد مما سمعته _ بتقول
حاجة يا ماجد؟
لتلكزه رهف في ذراعه وقالت وهي تبتسم لملك _ لا
… بيقولك أكيد طبعا اتفضلي، بالهنا.
ابتسمت لها ملك بسماجة وما زالت تختلس النظرات لماجد بين الفنية والأخرى لتهتف من خلف قلبها
حبيبتي يا رورو يا عروسة ياقمر.
لم يستطع ماجد أن ينهي فطوره بوجود تلك التي يراها متصنعة دائما في أفعالها ، لذا قام من مكانه رهف حبيبتي, أنا رايح لبابا الورشة .. لما تيجي تمشي خبريني
مدت ملك يدها نحوه بلهفة
ماجد انت هتمشى… ملحقتش أفطر معاك
رفع حاجبيه يرمقها بدهشة
نعم !!
علمت أن لسانها ذل فقالت بسرعة لتصحيح ما سمعه
قصدي ملحقتش تفطر.
أجابها متجها نحو الباب
لا الحمد لله.. بالهنا والشفا انتم .
اسندت برأسها على يدها تتبعه بنظراتها الهائمة
وتقول بنبرة حالمة
مع السلامة يا ماجد
ظلت على وضعها شاردة مسهدة .. حتى افاقتها
نداءات رهف
ملك .. انتي سامعاني!!
انتبهت لها ملك فتحنحت بخفوت اه .. اه يا رهف .. باكل أهو .
فطنت رهف حالة ملك فقالت لنفسها بتحملي يا ملك.. مش ماجد اللي هيخيل عليه أسله ك ده … ربنا يستر من الي جاي.
في المساء انطلق الجميع بصحبة حسن في سيارته ركب ماجد في الأمام والتي أصرت عليه ملك أن يأتي معهم فهي تريد ان تشتري فستانا لها وتعللت أنها لا تستطيع وحدها وخالتها ورهف ستكونان منشغلتين بإختيار فستان زفاف رهف لم تضيع الأم الفرصة لذا أصرت هي الاخرى على ابنها كي يأتي معهم فهي
تريد ان تقربه من ابنة أختها بأي وسيلة.
بينما جلست رهف مع أمها وملك في المقاعد
الخلفية
أوصلهم حسن لمول كبير يرتاده دائما… فغرت ملك فاها منزهلة من المكان الراقي الذي يبدو عليه أنه لطبقة الأثرياء فقط .. ونظرت لابنة خالتها بغيرة
أه يا بنت المحظوظة يا رهف .
وصل بهم حسن إلى حيث مطلبهم… اقترب حسن من رهف وهتف بابتسامة واسعه _ ده أفخم وأرقى مول في البلد .. فيه تشكيلة فساتين
تحفة لسه واصلين إمبارح بس.. أنا متواصل معاهم
يحجزوا لينا تشكيلة فريدة .. تعالي شوفي بنفسك
واختاري.
بهرت من فخامة الفساتين وروعتها
هتفت سوسن بسعادة _ الفستاتين ملهاش حل باين
عليها غالية أوى يا حسن يا بني.
نظر حسن لرهف بهيام مسلطا أعينه على أعين رهف بجراءة والتي اخفضتهما سريعاً بخجل
مفيش حاجة تغلى على رهف .. ده أنا لو اقدر أجيبلها نجمة من السما مش هتأخر .. هيه بس تشاور.
ناظرته سوسن بامتنان – يكرم أصلك يابني.. ويزيدك يارب كمان وكمان
امتعض ماجد مما يسمعه من حسن ونظراته الجريئة نحو أخته … فوقف أمامها وهتف وهو يكز على أسنانه بينما يحيط أخته بيده – طيب مش يلا بينا نختار بدل وقفتنا دي .. مش عايزين نتأخر.
لم يجذب رهف أيا من تلك الفساتين فهي بطبعها لا تحب التكلف كانت تود فستانا بسيطا هادئا يعبر عن شخصيتها هي، فهي لا تحب المظاهر ولا يهمها الثوب إذا كان باهظ الثمن ام لا المهم أن يروق لها.
لاحظ ماجد استياء اخته فهو أيضا يحب أن ترتدي أخته شيئا بسيطا وليس هكذه الفساتين الصاخبة … لكنه لم
يعلق وترك لها كامل الحرية في التصرف في هذا
الموضوع
كما الحظ حسن ايضا عدم انجذاب رهف لأي من تلك
ال فاقترب منها متسائلا
مش شايفك متحمسة .. مش عاجبينك ولا إيه ؟
لترد ملك عنها وتهتف وعينها تكاد تنخلع من مكانها
وتلتصق بالفساتين
مش عاجبينها ده إيه دول يجننوا يهبلوا
زمت رهف فمها باستياء وهتفت بهدوء أنا أسفة يا حسن بس فعلا ولا واحد فيهم دخل
دماغي
رفع حسم حاجبيه باندهاش معقولة ولا واحد فيهم عجبك دول أغلى فساتين
نزلت مصر.
لم ترد رهف أن تحزن حسن وتطفىء حماسته فقالت لا فعلا حلوين تسلم على تعبك .. بس ١١١….
حثها حسن على أن تكمل كلامها بس إيه .. قولي واللي إنتي عايزاه هعمله .. مفيش
مشكلة
هتفت بخفوت أنا كنت عايزه فستان يعبر عن شخصيتي، أحسه إنه
معمول ليا أنا
لم يعي حسن مقصدها فهتف بضجر
رهف كل الفساتين دي جاية ليكي مخصوص
تدخل ماجد في الحوار موضحا مقصد رهف
رهف قصدها على فستان سيمبل بسيط مش كله
شغل ولآلىء.
تنهد حسن بضيق
بس الآلىء والأحجار دي هيه اللي بتميزه هيه اللي
رافعه السعر وبتفرق فستان عن الثاني
نظرت رهف إلى أخيها بحرج فهي لم تعد تستطيع أن
تخبره وجهة نظرها
ليقول هو بهدوء _ خلاص تمام .. اللي يريحك .. بلاها التشكيلة دي.
نادي هو على المسئول – معلش شوفلنا تشكيلة
تانية .. مفيهاش شغل من ده
لتهتف ملك بسخرية لكن بصوت خفيض لم يسمعها أحد
شوفلها حاجة من بتاعة ستها أكيد هتعجبها ما
هي فقرية مش وش نعمة.
لاحظت رهف ملامح الضجر تعتلي وجه حسن, فقالت
بحرج
أنا آسفة يا حسن لو كنت ضايقتك
حاول رسم ابتسامه خفيفه على محياه :لا ولا يهمك .. ده فستانك إنتي اختاري اللي
يعجبك.. رغم اني كنت حابب عروستي تكون لابسة قطعة من اللي رفضتيهم دول .. بس مش مشكلة أبداً
ابتسمت له رهف بامتنان – شكرا اوي .
انتقت رهف فستانا رقيقا .. وقعت في حبه منذ أن رأته هو ده عجبني أوي .. ممكن أقسيه؟
لتهتف أمها باستنكار بقى بالذمة يا بنت الهبلة .. ترفضي اللي فاتوا اللي بشيء وشويات وتوافقي على ده
تراجعت رهف بخيبة أمل بعد تعليق أمها، لكن ماجد وقف إلى جوارها وأيد رأيها الفستان تحفة فعلا يا رورو وهيبقى عسل أوي عليكي.. اختيار ممتاز .. صح يا حسن ولا ايه
حرك حسن رأسه بخفوت فهو غير راضي عن ذلك الفستان الرخيص من وجهة نظره لكنه لم يعلق
اه ..اه صح .. جميل.
ابتسمت ملك لنفسها وقالت لنفسها تسخر من اختيار
رهف
ده يا دوب آخرك فعلا .. اووه الحمد لله ريحتيني أنا
كان ممكن اتعقد لو اختارتي من التشكيلة اللي فاتت.
بدت ملك تشعر بالسأم من وجودها بمكان واحد مع
ابنة خالتها المملة من وجهة نظرها وقررت أن تذهب لتنتقي لها ما تحتاجه فهي أطمأنت أن رهف لن ترتدي سوى فستانا عاديا لن يشكل أي فارقا معها
لذا بدأت تقترب من ماجد وتقول بإدعاء المسكنة ماجد شكلهم هيطولوا وأنا لازم اختار فستان ليا أنا كمان لأن خلاص مبقاش وقت .. ممكن نسيبهم
يختاروا براحتهم وتيجي معايا
صمت قليلا لترى ردة فعله وعندما وجدت أنه سيرفض
الذهاب معها
هتفت مسرعة تدعي العبوس وقلة الحيلة لو انت مش عايز براحتك .. هروح لوحدي وأمري لله .
لم يشأ ماجد أن تذهب ابنة خالته وحدها في مكان كبير كهذا المكان .. فلا شهامته ولا نخوته يسمحون
له بذلك .. رغم أن صحبتها ستصيبه حتما بالضجر
والجنون فهو لا يطيقها أبداً.
لا انا جاي معاكي .
حاولت ملك أن تختار فستان يخطف الانظار ويفتن
القلوب وأولهم قلب ذلك المرابط أمامها ويبدو أن
لا يلين أبداً
انتقت فستانا أعجبها بشدة حتى سال لعابها عليه
…. لكن ماجد أشار لها بسبابته بمعنى لا فالفستان كان أحمر ناريا وهو لن يقبل بهذا أبدا
فاقتربت منه ترجوه _ الفستان يجنن هموت عليه يا
ماجد … خليني اشتريه
قطب ماجد حاجبيه وهتف بحزم تشتري إيه إنتي رايحة حفلة رقص؟.. ده فرح يا ماما … إنتي فاهمة الأفراح غلط على فكرة.
زمت هي شفتيها وأعادت يدها جوارها بغضب شديد فعلى ما يبدو انها أخطأت في اصطحابه معها فلو لم
يكن معها لكانت ابتاعته دون تردد.
لذا ذهبت لتنتقي آخر …. بينما جلس هو بملل على أحد المقاعد في المحل إلى أن تستقر على رأي
أمسكت ملك واحدا آخر باللون الاصفر القريب من
المستردة واشارت اليه
طب ايه رايك في ده .. هيكون عليا تحفة
ليرمقها بخيبة أمل لاويا ثغرة كتعبيرا على استياءه من إختيارها وزوقها السىء في الألوان .
لتضع هي الفستان مكانه بغضب فلا شئ مما يعجبها ينال رضاه
قررت هي أن تنقي أحد الفساتين وتذهب لترتديه عله
ما ان يراها به يُفتن بمنظرها المثير وجسدها
الممشوق القوام و فيوافق على الفور .
لم تكن تعرف أنها بفعلتها ستثير إشمئزازه منها أكثر فهو عندما رآها ترتدي فستان السهرة الأسود ذاك المليء بالأشياء الامعة الافتة للأنظار والتي ستجعلها موضع فتنة ومحط أنظار الشباب في الحفل
هب مقتربا منها لتتسع ابتسامتها وينشرح صدرها ظنا أن خطتها قد اوتيت ثمارها, لكنها وجدته يهدر
بها غاضبا
ملك إنتي اتجننتي .. عايزة تلبسي ده .. انتي جرى
لعقلك حاجة !!!.
لتختفي ابتسامتها ويحل محلها الوجوم وتقرر أنها لن
تشتري شيئا بصحبته
لذا هتفت بحنق
خلاص نفسى اتسدت مش هشترى حاجة النهاردة .. يلا نرجع
هتفت هو لا مبالاة اه يا ريت نرجع .. عايز اشوف رورو عملت إيه
لتكور هي قبضتها حقدا على رهف, فهي تغار من
حب واحد وتعلقه بها إلى هذا الحد
لذا هتفت لنفسها بينما كانت تنزع عنها ذلك الفستان
الأسود
ربنا ياخدها ونخلص .. قال تعالى عايز أشوف رورو عملت إيه .. عملها إسود على دماغها ..ااه يا ما نفسي
يحصلها أي مصيبة وأشمت فيها ..اااه.
لحق ماجد بأخته وخاطبها وأمه بينما كانوا يختارون
الحذاء الخاص ليوم العرس
سألت رهف خاطبها هل إذا ما كانوا سيسيرون كثيرا أم لا .. فجوابه سيحدد أي نوع من الاحذية ستختار … أتختار حذاءا مدببا ذا كعب عالي.. أم آخر بدون كعب
مثل الكوتشي أو البلارينا وما شابة.
حسن هو إحنا يوم الفرح هنمشي كتير ؟؟
حرك حسن رأسه بالنفي
لا يا حبيبي.. ونمشي ليه وعربيتي موجودة ولا إنتي
حابة نتمشى شوية قبل ما ندخل القاعة ؟
لا لا بالعربية أفضل .
ابتسم لها حسن بابتسامة محبة
اللي يريحك يا روحي .
عرفت رهف ما الذي ستختاره .. فانتقت حذاءا ذو كعب
سميك حتى يتسنى لها السير به دون معوقات .
كان حذءا حقا رائعا .. لاقى استحسان الجميع وحتى ملك راقها حقا .. مما زاد بغضها على ابنة خالتها
وهتفت بصوت خفيض
أن شالله رجعلك تتلوح بيه وتنكسر
ونرتاح منك يا بعيدة
اقتربت منها رهف ببسمة وقلب لا يحمل أي ضغينة ملك إيه رأيك .. إنتي واقفة بعيد عني ليه .. تعالي
إختاري معايا
رسمت ملك ابتسامة مزيفة على وجهها
– روعة يا رورو .. تتهني بيه يا حبي.
وبعد عدة ساعات .. انهت رهف كل ما تحتاجه ليوم عرسها
فأوصل حسن الجميع للمنزل بعد أن اشترى وجبة فاخرة للعائلة وطلب من والد رهف أن يأخذ رهف
للعشاء بالخارج معا
بدا والدها مترددا .. لكن ماهر هتف بترحاب طبعا مفيش مانع .. إنت ثقة يا حسن وهتاخد بالك من رهف .. ده بعد اذنك يا بابا ايه رأيك
رد والده بالموافقه فهو لم يشأ أن يرفض ويضع ابنه
في موقف محرج
ماشي مفيش مانع .. خد بالك من رهف بنتي يا حسن
يا بني .. هيه أمانة في إيدك.
حدق حسن برهف التي كانت تتآكل خجلا من تحديقه بها بهذا الشكل الجرىء وخاصة أمام والدها وأخويها
متخافش يا عمي رهف في قلبي قبل عيوني.
بعد أن رحلت رهف بصحبة خاطبها .. كان ماجد يتآكل
غيظا فهو ما كان ليسمح لأخته أن تخرج وحدها مع خاطبها هكذا … وكاد ليرفض الا أن أخيه سبقه بالموافقه فلم يستطع قولا شيئا لذا اقترب هو من أخيه يلكزه انت ازاي توافق أختك تخرج مع خطيبها كده
لوحدهم ..ده آخر شيء كنت أتوقعه منك.
دفشه اخوه بلا مبالاة متخافش يا بني لو مكنتش واثق في حسن مكنتش سمحت لهم يخرجوا لوحدهم .. بعدين خلاص فرحهم
بعد يومين
في هذه الاثناء نادت عليهم والدتهم لتناول العشاء الذي أحضره حسن لهم قبل أن يبرد
يلا يا ولاد العشا .
إلا أن ماجد توجه ناحية باب المنزل، ولم يلبي نداء أمه
ليسأله أغزن مستفهما أين سيذهب؟
رايح فين يا بني
رمقه اخوه بضيق خارج شوية عندك مانع
لتهتف ملك باستياء ماجد انت هتمشي.. طيب مين اللي هيوصلني.
أشار ماجد إلى أخيه عندك ماهر أهو يبقى يوصلك, سلام
نظرت ملك بتوتر إلى ماهر الذي جلس على المائدة وبدأ بتناول الطعام, فماهر نظره منه فقط تخيفها فهو دائما ما تتحلى ملامحه بالجدية ولا تراه الا عاقدا
لحاجبيه لا يبتسم أبدا.
كان ماجد يعلم المطعم الذي يرداته حسن دائما وذلك من خلال حديث ماهر المتواصل عن حسن والاشادة بما يفعله له من تسهيلات تخص تدريباته … لذا لحق بأخته وتوجه إلى المطعم ليكون جوار أخته .. فهو لن يكون
مطمئنا حتى تكون هي أمام عينيه
لكنه جلس على مقربة منهم دون أن يلاحظوه .
جاء النادل وطلب حسن لرهف الطعام الذي تريده وبدأ
باعها قليلا إلى أن يحضر الطعام
تعرفي إني مبسوط جدا إني هرتبط ببنت جميلة زيك
تنحنحت رهف وحاولت الابتسام له بصمت
ليحاول حسن الذي يجلس قبالة رهف, مد يده ليمسك بيدها والتي كانت تشبكهما معا فوق المنضدة وتفرك فيهما بارتباك واضح
في ايه يا رهف معقولة فرحنا بعد يومين ولسه
شايفك مكسوفة مني .. إنتي لازم تتعودي عليا أكثر من كده
سحبت رهف يدها بهدوء وازداد توترها أكثر وهي
تقول
أكيد بكرة هتعود.
لينظر هو إلى يدها التي ابعدتها عنه ويقول بنظرات
متيمة
طب بتبعدي إيدك ليه بس.. هو مش من حقي إني
امسكها ولا إيه
قالها وهو يحاول أن يمسكها مرة أخرى لتسحبها هي هذه المرة بسرعة وتضعها جانبها بالاسفل وهي تنظر حولها بتوتر فهي تظن أن جميع
من – طعم ينظرون إليها
لتسعدها يجلس على مسافة منهم وأعينه
مسلطة عليهما .. أستطاعت أن تتعرف عليه بسهولة
فلماجد أخيها مكانة خاصة في قلبها ففتحت أعينها وكادت أن تتحدث.. لكنه وضع يده على فمه ليطلب منها ألا تبين انها رأته وتتصرف وكأنه ليس موجودا
لذا اعادت نظرها إلى خاطبها وهتفت لترد عليه بجراة بوجود أخيها بنفس المكان قد منحها القوة والدعم
وازاح عن قلبها التوتر.
معلش مش هينفع .. غير لما نتجوز.
ليتنهد حسن بلوعة ويقول بتمنى بصوت عال
يارب قرب البعيد ياارب.. أنا منتظر بفارغ الصبر.
ودت رهف في تلك اللحظة أن تنشق الارض وتبتلعها فهي كانت خجلة للغاية .. وما أنقذها هو قدوم النادل
ليقدم لهم الطعام الذي طلباه .
شرع حسن في تناول طعامه لكنه لاحظ أن رهف لا
تقرب الطعام إلا قليلا
فهتف متسائلا
” حبيبتي مش بتأكلي ليه الأكل مش عاجبك؟؟
هزت رهف رأسها بنفي
… الاكل جميل أوي ماشاء الله
حرك يده التي بها الشوكة
طب إيه مش شايفك بتأكلي
حكت أنفها بإصبعها فهي حركة تفعلها عندما ترتبك أصلي مش متعودة أكل برا البيت .. وكمان يعني أنا
مش بأكل كتير .
ليه بتعملي رجيم .. انا شايف أن جسمك كويس اوي
كدا.
هتفت بخفوت
لا دي طبيعة أكلي
ليهتف وهو مازال محتفظا بابتسامته لا الموضوع ده قبل الجواز انما بعد الجواز مفيش
الكلام ده .. انا أحب مراتي تهتم بصحتها وبأكلها .. زيي بالظبط .. شايفة جسمي .. بأكلي كويس علشان أحافظ
على لياقتي
حاولت هي أن تخلق حديثا آخر لتتعرف عليه أكثر
حسن ممكن تحكيلي عن نفسك اكثر.
ترك حسن الشوكة والسكين من يده وهتف قائلا ممم زي ما انتي عارفة إني وحيد ماما وبابا اللي عايشين طول عمرهم برا علشان شغل بابا.. وأنا فضلت هن علشان الكورة اللي بعشقها وهيه بالنسبة لي
…. بس طول الوقت حاسس بالوحدة علشان
كده فكرت إني أكمل نص ديني وأدور على البنت اللي
تملي عليا حياتي .. ولقيتك أخيرا.
ابتسمت له رهف بسعادة وتابعت سؤالها أفهم من كده أن الكورة اللي شغلتك عن الجواز طول الفترة دي وفضلت لحد دلوقتي من غير ما تتجوز
بصراحة أه .. خفت اتجوز .. انشغل عن الكورة والتدريب فقلت ءأجل الجواز شوية وأهوه جه وقته.
طيب ليه مختارتش مثلا بنت متقاربة ليك في السن … انت عارف الفرق ما بينا أكثر من عشر سنين تقريبا
إنتي شايفة أن فرق السن مشكلة؟
لا طبعا والا مكنتش وافقت من الأول
تمام كدا .. وأنا مهتمتش بموضوع السن ده أبدا…
شوفتك حبيتك .. فقررت اتجوزك .
كانت لكلماته أثر طيب في نفسها فكلماته تزيد ثقتها من نفسها وترضي غرورها كأنثى فالانثى كالطفل دائما ما تحب عبارات المدح والثناء حتى تشعر
بالرضا عن نفسها وتقابله بالمزيد من الحب والتضحية.
وبينما هما كذلك إذ اقترب مجموعة من الشباب
يقتربون من طاولتهم يهتفون بصوت مندهش
واو كابتن حسن.. قدام عينيا ..ده إحنا حظنا من السما
النهاردة
رحب الشباب بحسن كثيرا وسلموا على رهف التي
رمقتهم بابتسامة خفيفه محرجة
أخرجت أحدى الفتيات هاتفها وصاحت بحماس كابتن حسن بعد اذنك ممكن صورة سيلفي كلنا مع
بعض؟
لم يتردد حسن للحظة واحدة وعلمت رهف أنه معتاد على هذا فهو مشهور .. لكنها رفضت أن تشترك
معهم في تلك الصورة ورفضت التصوير.
ما أن انهى حسن التصوير معهم حتى عاد إلى طاولته مرة أخرى وهتف بصوت بدا مضجرا _ ايه يا بنتي
متصورتيش معانا ليه؟
لا مليش في الصور .
لؤى ثغره ورفع حاجبيه بتزمر هو كل حاجة ملكيش فيها كدا… لا بعد الجواز في حاجات كتير هتتغير .. انتي متجوزة لاعب مشهور ولازم
تكوني معايا في كل صوري.
تنهدت بضيق _ ربنا يسهل
لاحظ تجهمها فهتف قائلا
رهف انتي اتضايقتي ؟ .. أنا قصدي إنك لازم تفهمي
طبيعة شغلي وإن من هنا ورايح أي مكان هنروحه … هيلاحقتي الفانز بتوعي علشان يأخدوا سيلفي معايا
… فمش معقول يطلبوا منك تتصوري وتكسفيهم.
أخذت رهف نفسا عميقا ثم أخرجته من رئتيها مرة
أخرى هحاول أتعود أكيد يا حسن .. ممكن نرجع البيت لإني
حاسة إني تعبت .
وقف مكانه بعد أن وضع ثمن الطعام على الطاولة
وهو يقول
سلامتك يا روحي .. ماشي .. يلا أروحك .. أنا عارف انك
تعبتي من التسوق النهادره……..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى