روايات

رواية النجمه الحمرا الفصل التاسع 9 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الفصل التاسع 9 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الجزء التاسع

رواية النجمه الحمرا البارت التاسع

رواية النجمه الحمرا
رواية النجمه الحمرا

رواية النجمه الحمرا الحلقة التاسعة

الطبيعي إن من أسعد لحظات البنت يوم جوازها و لما تعرف إنها حامل وأنا لا فرحت يوم جوازي ولا للأسف فرحت لحظة ما عرفت بحملي!

كان عندي أمل إني خلاص هخلص من الحياة دي بس الحمل بوظ كل مخططاتي ، فكرت أجهضه بس خفت من ربنا وكمان قلبي ما طاوعنيش أعمل كده ، ماكنتش عارفة أتصرف ازاي! مارضتش أكلم هناء عشان خلاص حفظت كلامها ونصايحها في كل مشكلة، بس كنت هتجنن محتاجة أتكلم مع حد ، جت على بالي ” غالية” صديقة مغربية من إللي اتعرفت عليهم في المسجد ، هي كانت أقربهم ليا وبحس دايماً كلامها مُريح وفي الصميم ، كلمتها واتفقنا نتقابل ، رحت في الميعاد وكانت في انتظاري بابتسامتها البشوشة كالعادة ، فضفضت وشكيت وبكيت و حكيتلها همّي، قالتلي إن قرار الطلاق بيبقى صعب في وجود طفل لكن مش مستحيل ، سألتني لو كنت هنزل الجنين وقلت مستحيل هعمل كده فسألت لو فكرت في الطلاق هقدر أتحمل مسئولية الطفل لوحدي ولا لأ؟
وقولتلها إني مستعدة أعافر وأربيه لوحدي بس ماحسش بالقهرة إللي بحسها وأنا مع أبوه ، بعدين سألتني عن مميزات عامر بموضوعية ، عدتلها الكام ميزة إللي عنده لمّا يبقى رايق ويعاملني كويس وتوصلنا في النهاية لإني أعمل محاولة أخيرة بصدق وأخلّي نيتي لله و يمكن لما يعرف بالحمل يتعدل ، فاتفقنا إني هجربه لمدة شهرين وبعدهم أحسم قراري ، وبالفعل أول ما رجعت البيت قولتله إننا محتاجين نتكلم ، قعدنا فقلت :
_ فاكر قبل ما نتجوز يا عامر؟ وفاكر فترة الخطوبة وأول الجواز كنت بتعاملني ازاي؟ ازاي وليه وصلنا لكده؟؟!

_ لكل فعل رد فعل

_ وفين فعلى أنا إللي وصلك لكده؟!

_ إنتِ بتستفزيني

_ الحياة الزوجية مشاركة ونقاش يعني من حقي أناقشك وأتكلم معاك إنت حتى الكلام بقى عندك ممنوع وبقيت تتعصب وتمد إيديك على أتفه الأسباب

فضل ساكت فسألت :
_ هل في أمل ولو 1% إن حياتنا تتغير يا عامر؟

_ والله الموضوع ده يعتمد عليكِ مش عليا لوحدي!

_ عارفة و مستعدة بس إنت ساعدني والمره دي لا عشاني ولا عشانك، عشان ابنك إللي هيجي للدنيا بعد كام شهر

بصلي بدهشه وهمس ” إنت حامل؟” ابتسمت و جاوبت بإيماءة ” أيوه” ماتوقعتش رد فعله ، عامر حضني وكان بيبكي ، طبطبت عليه فباس راسي وقال :
_ أوعدك إني عمري ما هزعلك تاني ، أنا آسف يا حبيبتي

ماكنتش أعرف إن الحمل هيغير عامر بالشكل ده! عامر اتغير 180 درجة ، بقى بيعاملني بحنان ويخاف عليا، بيخرجني بعد ما كان حابسني 24 ساعه في البيت ، بيهتم بأكلي ونفسيتي ، عارفه إن كل ده عشان الجنين مش عشاني بس مش مهم ما أنا برده قررت أدي فرصة لعامر لنفس السبب مش عشانه ، حتى لما الدكتور قال إني لازم ارتاح في السرير عشان الحمل يثبت ونعدي الشهور الأولى بسلام عامر جابلي ممرضة وشغاله في البيت كان كله همه راحتي وبس ، مرّوا شهرين الإختبار وحسمت قراري ، رغم تعبي فيهم بسبب الحمل بس يمكن دول أجمل شهرين في جوازي كله ، ذكرى جوازنا الأولى كانت بعد أيام فقررت أحتفل بشكل مختلف وأعوض عامر ونفسي عن كل الوجع والمشاكل إللي عيشناها الفترة إللي فاتت ، وفي يوم ذكرى جوازنا زينت البيت و الشغاله ساعدتني ، طلعت فستان فرحي وقررت ألبسه في اليوم ده وأبقى عروسة جديدة ، والمره دي هختار ألبس الفستان الأبيض وأكمل في الجوازه دي بإرادتي من غير ما أكون حاسه بالخوف إللي حسيته أول مرة ، لبسته واتزينت كإني عروسة جديدة وفضلت قاعده مستنياه ، بصيت لخاتم النجمة و قررت المرة دي بما إني هبدأ حياة جديدة أقلعه ، في الأول كنت مُترددة بس حسمت الأمر، خلاص هرمي الماضي ورا ضهري لو مش عشاني فعشان ابني ، حركت الخاتم من صباعي ولسه هقعله وصلتني رسالة من رقم غريب ، فتحتها وحسيت الدنيا كلها بتتهد فوق دماغي ، فيديو لعامر في السرير مع واحدة لما شفتها افتكرت إنها واحدة من الصور إللي لقيتها على موبايله ، الدنيا لفت بيا ، الرسالة ماكنش فيها غير الفيديو وموقع مكان فهمت من الرسالة إن عامر موجود في المكان ده دلوقتي ، لبست جاكيت وحجابي ع الفستان، ركبت تاكسي و رحت ع المكان إللي في الرسالة ، كنت حاسه بدوخة ومغص شديد وإحساس كبير بالخوف جوايا بيكبر مع كل خطوة ناحية باب البيت إللي واقفه قدامه ، طلعت السلالم بقدم رجل وأخرها و رغم الألم إللي حاسه بيه مع كل سلمه بطلعها تحاملت على نفسي لحد ما وصلت للباب و بإيدين مُرتعشة ضربت الجرس ، الدقيقة إللي مرت ما بين ضربي للجرس وفتح الباب مرت كإنها 60 سنه مش ثانية !

واتفتح الباب، ولقيت عامر واقف قصادي بفوطة ملفوفة حولين جذعه ، أول ما شافني رجفة جسمه من الصدمة كانت واضحة، وقف باصصلي ومش عارف ينطق ، خرجت البنت إللي كانت معاه في الفيديو من جوه وهي بتندهله ” حبيبي” وبعدين بصتلي بقوة ففهمت من نظرتها إنها صاحبة الرسالة ، بصتله بقرف واشمئزاز حقيقي وقلت :
_ عارف يا عامر ؛ من سنة بالظبط يوم الفرح قلبي كان مقبوض أوي وجوايا صوت بيقولي ” اهربي” عمري ما كنت ندمانه في حياتي على حاجة قد إني ماسمعتش للصوت ده وهربت، ماسمعتش لقلبي للأسف وكملت مع حقير زيك وضيعت سنه من عمري وضيعت كتير من روحي إللي كانت محروقة وإنت حرقتها أكتر ، حقيقي مُشفقة على إللي ف بطني إن واحد منحط زيك يبقى أبوه

قلت جزء من الكلام إللي جوايا وجريت ، ماكنتش شايفه قدامي ، عاوزه أبعد عنه أكبر مسافة ممكنة، صوته إللي كان بيندهلي بيه ماكنتش طايقه أسمعه ولا أسمع اسمي منه ، وأنا بجري طرف الفستان لف على رجلي ووقعت من ع السلم ، آخر حاجة كنت فكراها وقتها إني حاولت أقوم ماقدرتش ، جسمي كله فيه ألم رهيب و كنت حاسه روحي بتتسحب مني ، في ثواني اتلوث بياض فستاني بدمّي، الدنيا بدأت تبيض حوليا وفجأة اتحولت لضلمه…..

أول ما بدأت استعيد وعي لقيت نفسي في المستشفى وعامر جمبي ماسك إيديا ، سحبت إيدي من إيديه وغمضت عيوني ماكنتش عاوزه أشوف وشه ، فضل يبكي ويعتذر فطلبت منه يخرج بره ولما رفض فضلت أصرخ لحد ما التمريض خرجوه بره ، لمحت فستاني غرقان دم، الممرضة بلغتني الخبر وهي ماسكه إيدي فكراني هنهار بس أنا أول ماعرفت إني أجهضت كنت عاوزه أسجد شكر لله ، فضلت أردد” اللهم لك الحمد ” وأبكي من رحمة ربنا إللي غمرني بيها ، طلبت موبايلي فجابتهولي الممرضة من عامر، كلمت ” غالية” وأول ما عرفت بإللي حصل جتلي المستشفى ، ماكنتش عاوزاه يساعدني في أي حاجة ، فضلت جمبي لحد ما استرديت بعض من قوتي ، جابتلي هدوم وساعدتني أغير، وكل ما يدخل تطلب منه بذوق وهدوء يسيبني لحد ما أهدا ، روحت معاها واستضافتني في بيتها يومين لحد ما تعافيت وخلالهم ماكنتش برد على اتصالات عامر، لما حسيت إني قادره أقف على رجلي شكرتها وودعتها لإني كنت ناوية أرجع مصر والمره دي مفيش رجوع في القرار

رجعت البيت ولقيت عامر قاعد في الصالة أول ما شافني جري عليا فبعدت وقلت ” ماتقربش مني لو سمحت” ، قعدت على أول كرسي قابلني فقعد قصادي، قلت بحدة :
_ مش هنفتح أي كلام في الموضوع، ملوش لازمه ومش هيغير حاجة في قراري

سأل بخوف :
_ قرار إيه؟

_ سؤالك سخيف أوي في ظل كل إللي حصل! الطبيعي إننا نتطلق، دي علاقة منتهية من بدايتها بس أنا كنت بضغط على نفسي وأقول أصبري يمكن يتغير والحمل كمان خلّاني أستحمل أكتر، دلوقتي ولا بقى فيه حمل ولا بقى فيه رحمة إللي ممكن تستحمل واحد زيك….. طلقني

_ عشان خاطري يا رحمة مش هقدر أطلقك أنا مش موافق أنا بحبك مش هطلقك

ضحكت بسخرية وقلت :
_ بغض النظر عن الكلمة إللي قولتها وإنت مش عارف معناها دي هتطلقني غصب عنك ولو مش هتطلق هرفع قضية وهسلم كل الصور والفيديوهات والرسايل إللي معايا…… ده غير إن شركتك بدأ اسمها يسمّع تخيل بقى لما فضايحك في توقيت زي ده تتنشر ولا يتشهر بيك ع السوشيال ميديا بلاش توصلنا للمراحل دي وارمي عليا يمين الطلاق وهستنى باقي الإجراءات في مصر

سكت شوية أعتقد كان بيفكر في كلامي، أنا عمري ما كنت هشهر بيه ولا هفضحه بس كنت بخوفه عشان واثقه إن أهم حاجة عنده سمعته واسمه، نهيت كلامي ب:
_ إنت آذيتني كتير يا عامر وفقدت كل ذرة احترام ليك خليك راجل لمرة واحدة معايا وخرجنا بالمعروف زي ما دخلنا بيه

وأخيراً سمعتها، كلمة الخلاص من السجن إللي عيشت فيه لمدة سنه ” إنتِ طالق”….. نزلت دموع الفرحة ، طلعت جهزت كل حاجتي وحجزت في أول طيارة لمصر….
.
.
أول ما رجلي لمست أرض مطار القاهرة بكيت ، أخيراً الطفل إللي كان تايه رجع لحضن أمه وأمانها ، بابا كان فرحان برجوعي ، لما عرف إني اتطلقت زعل بس لما حكيتله على جزء بسيط من العذاب إللي شفته حمد ربنا إني اتطلقت ورجعت لحضنهم من تاني… قضيت شهور بحاول أتخلص من إحساس الوجع وفي النهاية زي ما بدأت الفضفضه معاكم قررت أكتب عن وجعي عشان أقتله ، أنا اهه كتبت وحكيت يا عالم بقى الوجع ده هيموت امته؟؟؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية النجمه الحمرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى