روايات

رواية الملك النمر الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الجزء الثاني عشر

رواية الملك النمر البارت الثاني عشر

رواية الملك النمر
رواية الملك النمر

رواية الملك النمر الحلقة الثانية عشر

“فى قصر نيبرو”
– تجهيز الحملة العسكرية هيحتاج ٣ اسابيع على اقل تقدير جلالتك
قالها “هيرون” للملك الحارق في حضرة المستشار “سيلمار”
فأرتسمت ملامح الكأبة على وجه الملك وقال :
= يعني قدامنا شهر تقريباً عشان نوصل مملكة هيبرو
– المملكة بقى إسمها صوفيا بأمر من الملك هرماس اثناء مراسم تنصيبه
=هاهاها، هرماس الطفل مدلل بتحركه صوفيا كيفما تشاء لتحقيق أهدافها وأعتقد أن اختيار الاسم الجديد للمملكة كان منها وهرماس نفذ الامر فقط..
– هرماس مهتم بتكوين صداقات مع عامة الشعب وبتربية النمور ولكن لا يفقه شئ في ادارة المملكة او في الحروب
= أية رايك ياسيلمار عندك حيلة من خططك الماكرة لانهاء الحرب بسرعة واخضاع مملكتهم ليا
ابتسم سيلمار وانحنى قدام الملك ورد :
* نظام الحروب القديم ينهي المسألة, صوفيا قدمت لجلالتك مملكتها وابنها على طبق من دهب من غير ماتشعر ، مجرد تنصيبه ملك في الوقت ده معناها نهايته ونهاية طموحاتهم
= ازاي ياسيلمار وضح كلامك !
* ملك قصاد ملك ، هتطلب تحدي هرماس في معركة بينكم ، وطبعا هرماس هيتحرج قدام جنوده وهيضطر يوافق والشروط هتكون في حالة هزيمته الاستسلام وتسليمك مملكة صوفيا
سرح الحارق قليلاً في كلام سيلمار وقال :
= كان الافضل نقول جندي من عندنا لافضل جندي عندهم ، ولكن عندك حق ملك قصاد ملك هتكون ضربة مزدوجة لصوفيا ، موت إبنها ونهاية حلمها وكمان خسارة مملكتها
تردد هيرون قبل مايقول :
– جلالتك هتتحدى هرماس فعلاً ؟
= بكل تأكيد ، وزي ماقال سيلمار ، معركة ملك ضد ملك هتنهي الحرب بسرعه
ابتسم هيرون وتوقف عن الكلام واستمع لباقى مناقشات الملك وسيلمار حتى نهاية اجتماعهم
******
” في الحديقة الخلفية لقصر نيبرو ”
التقى هيرون بـ الملكة ماجدوليا بعد طلبها ليه بالحضور لمقابلتها بشكل سري وبمجرد وقوفه قدامها قالتله :-
– بقالنا سنين مستنيين اليوم ده ياهيرون
= أخيراً ياماجدوليا جه اليوم اللي هحكم فيه نيبرو وانتي معايا ويورثني ابننا دراجو من بعدي
– الملك لسه بيعتقد أني ساحرة وعرافة مايعرفش ان كل ده بفضل مخططاتك العبقرية واني مجرد بنقله الاخبار اللي انت تعرفها على انها قراءة للمستقبل
= كنت قلقان انه يكتشف موضوع حملك يوم جوازكم لكن مرت زي ماخططنا سوا والملك ماعرفش ولا حس بأنك حامل في وقتها
– بالنسباله دراجو ابن سبعة عشان اتولد بعد ٧ شهور فقط
= التخطيط على المدى البعيد بيحقق غنائم اكبر ، وانتي قدرتي تنفذي دورك باتقان واحترافية ، انا للحظات كنت بقتنع انك عرافة قوية واننا اعداء مش احباب
– هاهاها .. تلميذتك ..
= لكن عندنا تهديد اكبر يامجدوليا ، المستشار سيلمار طلب من الملك يتحدى هرماس قى قتال مابينهم والفائز منهم يفرض شروطة
– معناها ان مافيش حرب ! الحارق هيقدر بسهولة يهزم هرماس وهيرجعلنا منتصر وهتزداد مكانته في عيون الشعب وفي عيون حلفائه…
= ترتيباتي كانت على حرب جيش ضد جيش ويتم اغتيال الحارق كأنه مات على ايد الاعداء في الحرب
– والحل ؟!
= هنشوف لكن اللي اعرفه ان لازم الحارق مايرجعش من الحرب ، قوليلي رتبتي كل شئ بخصوص الملكة لوفي وابنها هواش ؟
– اطمن هيتقتلوا سوا في حادث حريق مدبر بعد خروج الملك لحملته
= خطتنا لا تحتمل اي خطأ ، خروج الملك لحملة بنفسه لاول مرة من بعد عشر سنين فرصة لا يمكن هتتكرر بسهولة
– اشارة واحدة مني والاتنين هينتهوا للأبد كل اللي بيخدموها في القصر القديم بما فيهم الحرس تحت امري، انا قدرت اشتري الكل
= انا فخور بيكي ياماجدوليا ، وزي ماوعدتك هتكوني اهم ملكة عرفها التاريخ
– لأنك هتكون أعظم وأقوى ملك في التاريخ
اقترب هيرون من ماجدوليا وحضنها وقبلها ، ولكنهم لملموا انفسهم بسرعة وابتعدوا عن بعض وراقبوا المكان من حواليهم ومن بعدها انصرفوا
أتجه هيرون لبدء تجهيزات الحملة العسكرية ، واتجهت ماجدوليا لجناحها فى القصر ..
*******
” القصر القديم – نيبرو ”
بيدخل هواش جناح امه ، الملكة لوفى وبيقترب منها بـ تردد وبخطوات ثقيلة وبطيئة ، بتلتفت لوفى وبتفتح ذراعيها لابنها بعد ما أشارت ليه بالاقتراب أكتر ، بيقف هواش قدامها وعلى ملامحه علامات من الحزن والحسرة اتفجأت لوفي من حالته الغير مفهومة ، مدت ايديها ومسكت ايده وقربته ليها واحتضنته بحنان ولطف وقالتله :
– مالك ياهواش ؟ فى حد مزعلك ليه شكلك حزين ؟
= لو قولتلك هتزعلى منى كالعادة
– فهمت.. نفس الموضوع ، مش عايز تبقى ملك ؟
= انا مش عايز استلم العرش بعد ما الملك يخرج بحملته عايز افضل هنا
– اسمعني ياهواش ، انت طيب القلب وقنوع ومغرم بالرسم والفنون والطبيعة ومثقف جداً وذكي وسريع البديهة لكن الحاجات دي مش هي اللي هتخلينا نعيش في امان ، يرضيك اموت ؟
= تموتي ؟!
– طبعاً هموت ، لو مابقتش انت الملك اعدائنا الخفيين هيستغلوا اول فرصة ويتخلصوا مني انت حمايتي ياهواش لازم يكون عندك طموح الملك والقوة وعشان تحميني وتحمي الشعب كمان
= اسمحيلي ياأمي اقولك ان العرش مش حقنا احنا سارقينه من اللي يستحقوه
– مين قالك الكلام الغريب ده ؟
= انا عمري حاليا 20 سنة ومابقتش صغير انا ماتولدتش في القصر الملكي , لكن دخلته انا وانتي بسفك الدم ، ابي قتل الملك حام واستولى ع العرش ، وسجن الملكة صوفيا وابنها هرماس ..
– مين قالك كل التخاريف دي ؟ جاوبني ؟؟
= مش مهم عرفت منين ، الحقائق مش بتختفي للأبد ، وليس بخفي لن يعلن
– معلمك هامان ، اكيد هو اللي بث السموم دي في عقلك انا هأمر بأعدامه فوراً ..
= لا ياامي اوعي تلوثي ايدك ابداً بدم الابرياء ، الدم نهايته دم ، صارحيني انتي من فضلك ، من حقي أعرف من امي اللي لايمكن تغشني اذا كان الكلام اللي قولته صح ولا غلط ؟
– انا لا يمكن هغشك ياابني ، لكن احنا مالناش ذنب باخطاء ابوك ، الواقع بيقول انه الملك وانت وريثه ، وياما حصل في ممالك ان بيتم الانقلاب ع الملك وبيحل مكانه ملك تاني دي سياسة القوة وتقلبات الزمن ..
= تخيلي لو في يوم حصلك اللي حصل للملكة صوفيا وحصلي انا اللي حصل لأبنها ايه هيكون شعورنا وايه شعورك انتي بالتحديد ؟ يتقتل زوجك قدام عينك وتترمي في السجن وانا معاكي ويفصلني عنك قضبان تمنعك حتي تحضنيني او تراعيني محبوسين في اقفاص للحيوانات ومن غير سبب ، هتحسي بأيه ياامي ؟ هتقولي ياما بيحصل في ممالك تانيه وده العادي ؟
شعرت لوفي بقبضة في القلب ولامعت عينيها وتساقطت منها الدموع بألم وماقدرتش تجاوب عليه ، رفع هواش أيده بلطف وداعب خدها بلمسة مملوءة بالحب والحنان وقال :
= كل اللي بيتبني على باطل نهايته خراب ، ولو احنا لينا اعداء دلوقت ، ده بس لانهم طمعانين في العرش خلينا نسيب العرش ونبعد عن صراعاتهم ..
– انا كرهت الحارق من يوم ماقتل حام وبعد كل اللي عمله في صوفيا وهرماس لكن كنت مضطرة اقبل بالحياة الجديدة ، خوفت عليك انت ياهواش اوقات بنكون مجبورين نكمل الطريق اللي اترسملنا بصنع القدر .. والقدر بيقول انك لو تنازلت عن العرش هيحصل فينا زي ماحصل في صوفيا وابنها ، ارجوك ياأبني ماتخليش التاريخ يتعاد .. انت مالكش ذنب في جرايم غيرك احكم أنت بالعدل والحب والرحمة مش همنعك لكن الحكمة والقوة والسيطرة مطلوبة كمان ، املك واحكم وطهر المملكة من السوس ونضفها من الصدا ،
بأيدك ياهواش تصلح كل الذنوب بشرط تكون على العرش لانك لو ماكنتش الملك ماحدش هيرحمنا ..
= جلالتك يامولاتي مافهمتيش اللي عمله الملك ، لأن من يوم مابقينا هنا في القصر القديم والعرش بقى ملك دراجو وامه ماجدوليا ، قوانين المملكة بتقول ان ممنوع الامراء تخرج بره قصر الملك ، ومع ذلك سمحلي أخرج معاكي لهنا تفتكري ليه ؟
– أكيد ماجدوليا السبب عشان توسع الطريق لأبنها ومايكونش فيه غيره الأحق والاقرب للعرش !
= أحنا لازم نهرب من هنا قبل ما الملك يخرج للحرب ..
– نهرب ! يعني ايه نهرب ؟
= يعني نعيش حياة عادية وهادية زينا زي عامة الشعب ونسيب العرش للدمويين ، نسافر لأي مدينة او قرية او مملكة تانية ونغسل انفسنا من اثام الملك واطماعه
– أنت عايزني اعيش حياة الفقر والتشرد ياهواش ، ده المستقبل اللي بتخططه ليك وليا ؟ عايزنا هربانين وملناش مكان ولا املاك دي الحياة في نظرك ؟
= خلينا نختار مصيرنا بايدينا لاول مرة ، ثقي يامولاتي ان لو سعينا ورا العرش وتمسكنا بالحياة كملوك نهايتنا هتكون مأسوية ، انا بحافظ عليكي من النهايات المظلمة ومش هتفهمي ده الا بعدين
– أنا بدأت اشك في عقلك ، أنت أكيد مش في حالتك الطبيعية ، مش هسمحلك تهد كل حاجه وتنهي مستقبلنا بالشكل المهين ده ..
= ده قراري ياامي ، وانا بعرض عليكي تكوني معايا بدل مانضطر نودع بعض ..
– هتبعد عن أمك ، انت عايز تموتني بحسرتي؟
= انا بمدلك ايدي عشان مانبعدش عن بعض ابداً ، اما انا فلا يمكن هصعد على عرش الدم والظلم ، قريب هيكون الصراع بيني وبين اخويا ولازم حد فينا هيضطر يقتل التاني وماجدوليا اشترت الكل حتى اللي هنا في القصر مش بعيد يكونوا تحت امرها هي ومستنيين اللحظة المناسبة لقتلنا ..
– معقول أبني انا بيقول كده ؟ انا استنيت كتير للحظة توليك العرش ورضيت بالنفي في القصر القديم عشان انت معايا ، واعتبرت انها سحابة مغيمة وهتمر ، لحد مايشرق نورك انت .. راجع نفسك ياهواش انت بتحكم علينا بنهايتنا ..
**********
” مملكة صوفيا ”
في دار الفقراء وقفت صوفيا وسط خدامها تشرف على تجهيزات الاكل للمحتاجين من ابناء شعبها ، وكعادتها الاسبوعية بتنتظر لحد مابيتم توزيع الأكل المطهو على زوار البيت ومن بعدها بتأمن أحتياجات بيوتهم بالدقيق واللحوم والخضروات والفواكه ، كانت بتتعامل مع شعبها كأم حقيقية اللي كانوا بيحوطوها بالهتافات والدعاء وعبارات الحب والثناء ..
وفي وسط انشغالها بالاشراف على توزيع الطعام ، دخل لامك وسط صفوف المحتاجين وقرب من الملكة وتأملها بصمت لدقائق مبتسم ومعجب بعطائها ونشاطها المعتاد منذ سنوات واصالة شخصيتها الساحرة ، لمحته صوفيا وركزت بعينيها عليه للحظات وابتسمت برقة وأشارت ليه بالاقتراب منها ، اقترب لامك بخجل ووقف جنبها وقالها :-
– قبل ماعرف جلالتك كنت بشوف أن الملوك ماعندهمش رحمة وهدفهم هو العرش فقط وتسخير الناس تحت اقدامهم ، وعرفت على ايديكي يامولاتي أن العدل والرحمة والحب اساس الملك
= أنا ماتولدتش ملكة يا لامك ، انا كنت ابسط مما تتخيل وفاهمه كويس معنى الاحتياج اللي بيولد شعور بالخوف والحزن والألم ..
– جلالتك ؟!
= قصتي ممكن ماتتصدقش و عمري ما حكيتها حتى لأبني هرماس ، حياتي ماكنتش سهلة ابداً ، كل فرد من اللي قدامك دول حياته افضل من حياتي القديمة ..
– معقول جلالتك كنتي من العـ. ….
= لاء مش من العبيد ، من عامة الشعب ، لكن مافرقتش كتير عن العبيد ..
– العفو يامولاتي ، بس ده اخر شئ كنت انتظر اني اسمعه واصدقه..
= تحب تعرف قصتي يا لامك ؟
– أتمنى ، لو تكرمتي عليا وسمحتيلي اعرف ولو جزء من حياتك
= أدخل الغرفة اللي هناك دي وانتظرني .. دقايق وهحصلك ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الملك النمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى