روايات

رواية الملك النمر الفصل الأول 1 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الفصل الأول 1 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر البارت الأول

رواية الملك النمر الجزء الأول

رواية الملك النمر
رواية الملك النمر

رواية الملك النمر الحلقة الأولى

فى القصر الملكي بتنتشر قوات الحرس الأسود بعد أقتحامهم للقصر وبيتقدم قائد الحرس الملقب بـ”الحارق” إلى غرفة الملك وبيكسر الباب بمساعدة مجموعة من الحرس وبيشهر سيفه وبيقرب من الملك حام إللى كان نايم على سريره جنب أبنه “هرماس” وزوجتة “صوفيا” وبينزل بسيفه على رقبة الملك وبيفصلها تماماً عن جسمه …
كان مشهد مفاجئ ومروع لطفل فى عمر الـ ٨ سنوات وأمه زوجة الملك القتيل ، أصوات صراخهم وبكائهم كانت بتهز القصر ، مسكت الملكة صوفيا أبنها وضمته لحضنها وحوطته بدراعتها ، وهى بتبكى بحرقة وخوف ، كمحاولة لحمايته من القتل على أيد الحرس ..
ولكن بيتاخد الطفل هرماس من إيديها بالقوة ، من أحد الحراس وواحد تانى من الحرس بيتكلف بمهمة القبض عليها بطريقة مهينة بدون رحمة او إنسانية ، إتسحبت من شعرها وأنجرت على الأرض وزحفت على السلالم ، لحد سجن القصر ..
بتترمى “صوفيا” فى سجن يشبه قفص الحيوانات ، وبيترمى ابنها فى قفص تانى قدامها ، صراخ وبكاء “هرماس” مأثرش فيهم ولا مانعهم من ألتمادي فى قسوتهم ، ولا من سخرية ألحرس عليهم والاستهزاء بيهم ، بعد وقت بسيط بتنسحب المجموعة من قدام الأقفاص وبتخرج من المكان وبيقفلوا عليهم بوابة السجن الرئيسية
السجن مكون من ١٠ أقفاص
خمس أقفاص فى الناحية اليمين
وفى المقابل خمس اقفاص في الناحية الشمال
وهو مش سجن بشري ، ولكنه مصمم خصيصاً لتربية النمور داخل الاقفاص الحديدية ..
لأن النمر هو شعار ورمز لمملكة “نيبرو” وملكها حام اللي إتقتل على أيد الحرس الأسود
وأمام عرش الملك بيقف ” الحارق ” وبيقول للي موجودين من أتباعه ..
– إلنهاردة انتهى عصر الملك حام وابتدى عصري أنا ، أنا الملك الجديد لعرش نيبرو ، إنشروا الخبر في كل مكان في المدينة عن طريق المنادين ، وخلوا الراوي يحكي عني ، إني انقذت المدينة من أيد الملك الظلم حام اللي كان عايز يقتل شعبه ..
بيتقدم من بين الحرس شخص فى الـ٥٠ من عمره وله مهابة بينهم وبيقف قدام ” الحارق” وبيقوله ”
= طبعاً كلنا فخورين بإن جلالتك حصلت على العرش اللي تستحقه ، ولكن إزاي هنقنع أهل المدينة إن الملك حام كان عايز يقتلهم وهو مشهور بينهم بمعاملته الطيبة ، وحبه للشعب
– ده دورك يامستشاري العزيز ” سيلمار” أنا محتاج خبرتك وحنكتك في إقناع الشعب بإن حام مجرم واستحق جزائه وإني شخص منقذ ليهم من جبروته وإستبداده
= أوامر جلالتك ، طبعاً بث الحكايات في الودان اقوى من السحر ، هنحتاج نألف قصص كتير تقنع الناس مع تكرارها على مسامعهم إن حام مجرم والملك الحارق منقذهم
– عظيم , بعد ماتنفذ الخطوة دي ، أطلب مني ما تشاء وهيكون ليك
= العفو جلالتك ، أنا ديماً عبد مطيع في خدمتكم ويهمني أكسب رضاكم فقط
– وأنا بثق فيك ياسيلمار وعشان كده إستعنت بيك تكون مستشاري وأيدي اليمين ورفيق لرحلة كفاحي من وقت الصعود على العرش لحد النهاية ..
= ثقة اعتز بيها بكل شرف وفخر يا مولاي
– قولي ياسيلمار
= أأمر جلالتك
– الأمير هرماس إبن الملك حام ، بقائه على قيد الحياة خطر على عرشي و لازم أتخلص منه ، أموته دلوقت ولا أستنى شوية ؟
= مانصحش بقتله أبداً يامولاي ، لو قتلت هرماس هتتحول في نظر الشعب قاتل لطفل مش منقذ وبطل
– يعني أفضل محافظ على حياة شخص بيهدد بقائي على العرش ؟
= انا رأيي يامولاي أننا نربيه كعبد لحد مايكبر شوية ، وفى الفترة دي هيكون الشعب أقتنع بجبروت حام وكرهوه ، ووقتها نعفو عن هرموس ونخرجه بره القصر ونسيبه للناس ..
= وإفرض إن محدش قتله ، وقدر يعمل نفوذ ويجمع قوة عشان يسترد عرشة !
– مش هيلحق يعمل حاجة ، لأننا مش هننتظر أن حد يقتله ، إحنا اللي هنقتله وهيبان للناس إن حد منهم اللي قتله بسبب كراهيتهم لأبوه ، وجلالتك هتكون في نظرهم الملك الطيب اللي كان بيربيه وأطلق سراحه لما كبر ..
= عظيم جداً ، اقنعتني ياسيلمار كالعادة ، لكن الملكة صوفيا مصيرها يكون إيه برأيك ؟
– نسيبها تموت لوحدها في القفص ، حسرتها على زوجها ووجع قلبها على ابنها اللي بيتعذب كل يوم قدامها داخل قفص ، هيخلي الأمراض تاكل في جسمها وتموت
= كنت بفكر اضمها للجواري بتوعي ، أو تكون زوجتي ، اتمنيتها كتير ياسيلمار مافيش في المملكة ست أجمل من صوفيا ولا في حكمتها
– قربها من جلالتك هو الخطر بعينه ، لأنها زوجة ملك مقتول وام لطفل مسجون ، يعني دوافعها للانتقام هتكون شرسه ، مهما تعاملت برضا ولطف
= عندك حق ، لا يمكن أخرجها من القفص لحد ماتموت …
– فى الصباح ، هنعدم جميع أتباع الملك حام ، اللي قبضنا عليهم ، عشان مايكونش في اي بواقي عايشه بنا من حكم الملك السابق
= حتى لو بالمئات أقتلوهم كلهم ، أي حد وفي لحام يستحق الموت فوراً مافيش الا ملك واحد على مدينة نيبرو ، انا الملك
***************
في سجن القصر ..
كان صراخ الطفل بيخترق قلب أمه ، وكانت صوفيا بتحاول تهديه بكل الطرق وكلمته من خلال القفص وقالتله :-
– هرماس ، بصلي هنا من غير ما تعيط
= انا عايزك تعالي
– هجيلك ياحبيبي بس مش دلوقت ، مش إنت شايفني قدامك أهو ماتخفش مش هروح مكان من غيرك
= لاء تعاليلي ماتسبنيش هنا ، أنا خايف
– هرماس ، مافيش راجل بيبكي ، وأنت مش أي راجل أنت ملك ابن ملك ، أنت لازم تبطل عياط عشان انت اللي هتحميني وهتحمي المملكة كلها
= انا
– أنت بطل ، شايف النمور اللي في الأقفاص جنبنا دي ، دول خدامك وتحت أمرك ، ماتخافش قريب هنخرج من هنا وهندوس على اعدائنا ونسترد حقوقنا
بص هرماس على النمور فى الأقفاص ، ونمر منهم التفت ناحيته ورفع الطفل هرماس إيده كمداعبة للنمر ، ولكن النمر بيركز في عين هرماس بقوة وبيصدر صوت زمخرة عالية بتخليه يتنفض من مكانه ويصرخ ويقول ، ماما ، بتضحك صوفي كمحاولة منها لاقناع طفلها أن النمر بيلعب معاه ، عشان مايخافش ويبطل بكاء
..
لكن النمر بيغضب وبتغضب معاه باقي النمور السبعة وبيصدروا كلهم أصوات مرعبة وحشية وبيخبطوا في الاقفاص ، محاولة منهم للهرب من القفص ، وهرماس بيستمر في الصراخ ، وبيقعد في زاوية بعيدة من القفص وبيغمض عينه وبيسد ودانه وماكنش متقبل يسمع حتى لصوت امه ..
وبتهدأ النمور بعد دقايق وبيبدأ رعد يهدأ معاهم ، وبينادي أمه وبيقولها :-
– ماما ، أنا جعان
= ياحبيبي ، حاضر هيجيلك الأكل وكل حاجة بتحبها بس إستحمل شوية ، ممكن ؟
بيهز رعد رأسه علامة الطاعة والموافقة ، وبيرجع يسند راسه على القفص وبينعس بعد دقايق من كتر الصراخ والبكا والخوف اللي عاشه ..
بتقرب صوفيا من قضبان القفص وبتخرج ايديها منه ، وبتتظاهر أنها بتبطبط عليه من بعيد ، وبتضم دراعتها على بعض كأنها بتحضنه ، وبتفضل تبكي بهيستيريا على جوزها اللي مات وعلى ابنها المسكين ، اللي نام وهو قاعد ، شفي قفص قدامها ، في مكان لتربية الحيوانات ..
بعد مرور وقت قليل ، بيدخل حارس بأتجاه الأقفاص ومعاه لحوم ، بيرميها في قفص النمور ، وبتنشغل النمور في الوجبة الدسمة اللي كانوا في انتظارها ، وبتقوم صوفيا من مكانها وبتنادي عليه ..
– لامك ، أنت بقيت معاهم ؟
بيقرب منها الحارس بخجل وبيقولها :
= أعذريني يامولاتي ، انا عبد لا أملك حرية الاختيار او التصرف
– يرضيك ابني ينام بالشكل ده في قفص ، طب قولي إحنا عملنا إيه عشان يتقتل الملك ويحصل فينا كده
بيلتفت لامك ناحية الطفل البائس وبيشعر بالحزن والأسف وبيرجع يكمل كلامه وبيقولها ؛
= مافيش حاجة في أيدي ، أنا مجرد بنفذ اوامر السلطة الحاكمة ، كنت أتمنى يكون في أيدي الحل والمخرج
– أنا هوصيك برغم انك خونتنا معاهم ، هوصيك على ابني هربه من هنا وخبيه وأبعده عن المدينة لحد مايكبر وساعده يرجع يسترد عرشه
= أنا مش هقدر أكون قد الوصية دي يامولاتي ، ومش هقدر أساعده
– لو قدرت هتكون قائد عظيم ومستشار الملك الأول فيما بعد ، مستقبلك كله هيتغير وهتتحول من عبد لطبقة النبلاء
= اللي بتقوليه جلالتك لا يمكن هيتحقق ، مجرد محاولة مني لتهربيه هتنهي حياتي وحياته ، أنا اسف مش هقدر ، انا هجبلكم أكل الصبح وعلى قد ماقدر هراعيكم
بتسكت صوفي مع تركيزها في عين لامك وبتبعد عنه وبترجع تقعد على أرضية القفص وبتسند راسها على القضبان ، بيقرب منها لامك بتردد ، وبيحاول يكلمها ولكنه بيعجز عن الكلام وبعدها بيستدير وبيتجه ناحية باب السجن وبيخرج وبيقفل عليهم ..
وفضلت صوفي صاحية طول الليل متابعة هرماس بعنيها ، ولو قلق بتهديه لحد مايرجع ينام من تاني ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الملك النمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى