روايات

رواية المعاقة الفصل الأول 1 بقلم سيلا

رواية المعاقة الفصل الأول 1 بقلم سيلا

رواية المعاقة البارت الأول

رواية المعاقة الجزء الأول

رواية المعاقة
رواية المعاقة

رواية المعاقة الحلقة الأولى

منذ طفولتي وانا اعيش مع إعاقتي: متقبلة إياها بطيب خاطر: ولست منكرة لها يوما. وراء ذلك ولدت في نفسي الراحة والطمأنينة رغم كل الصعاب التي مررت بها آنفآ من طرف الاطفال المتنمرين وبعض من اهلي المقربين . ولكن بالنهاية لم اسمح لهم ان يضعفوني ويجعلوني اعيش دائرة الكره والحزن و اخسر بسببهم نفسي: بل كنت محتوياني كحضن امي تماما. امي التي لم تدعني بمفردي طيلة ايام دراستي حتى هذه اللحظة . هي من نمت في الثقة وقوت شخصيتي رغم كل الظروف.

كبرت وانا بي عيب خلقي في وجهي. كانت عيني اليمنى مغلقة تقريبا نصفها والتي لونها يميل إلى اللون الازرق الفاتح. لا استطيع الرؤية بها ولكن تعودت ان ارى بعين واحدة. كما ان هناك قدمي تعرج منذ ان بدات في مرحلة المشي منذ الطفولة .

الحمد لله علئ كل حال : ربي احسن خلقي افضل حال من كثير ممن رزقهم الله الخلقة الكاملة ولم يشكروه علئ نعمه ; فبالرضا يصغر ما هو كل صعب بالحياة.

لم اتذمر كثيرا مما انا عليه ناهيك عن مروري ببعض المواقف التي ضايقتني. ولكن لا اقف عندها واتغلب عليها بعد ذلك وامر عليها مرور الكرام… كبرت وانا على ذاك الحال اتحمل كل من حولي بإزعجاتهم وتلميحاتهم لي وخاصة عندما بلغت السن الذي يسمح بالزواج واكيد تأخرت فرصتي به كبقية الفتيات فمن ذا الذي سيختار فتاة معاقة. لذلك نزعت فكرة الزواج من ذهني نهائيا. حتى يوم من الايام عدت من عملي اليومي وجدت ضيوفا في منزلنا. عرفت منهم جارتنا زليخة اما الباقي لم اتعرف عليهم. سلمت عليهم جميعا ومن بينهم ذاك الرجل الذي يظهر عليه الحزن مطأطآ راسه للاسفل. نظرت لامي انتظر منها ان تعرفني عليهم لكنها كانت تتجنب نظراتها نحوي. فنطقت خالتي زليخة وهي تضحك معي.

_سعاد انت عدت من العمل مرهقة . اذهبي وغيري ثيابك ثم عودي لتتعرفي على زوجك المستقبلي.

صعقت مما قالته خالتي زليخة هل انا اسمع جيدا. زوجي.!! ماذا؟! زوجي انا؟

هنا تدخلت امي لتوضح كلام خالتي السابق:

_كنت اود ان اخبرك عبر الهاتف بقدوم ضيوف جاؤوا لخطبتك. ولكن الهاتف انت نسيته في غرفتك.

وقتها إبتسمت وسألت نفسي من سأتزوج يا ترى? والرجل الذي يقابلني لا يراني قبل هذه اللحظة التي انا فيها امامه… أتراه اخطأ في العنوان ?وراى منظرا لايسره… ولكن لا بأس لن اغضب عد من حيث اتيت. ولكن لا تعاملني كانك رأيت عفريتآ . هنا اصبحت مسامعي تلتقط اصوات خالتي زليخة من جديد اظنها مصرة رغم صمت العريس الذي لم ينطق ببنت شفة منذ دخولي للصالة عليهم.

_سعاد العريس يكون من اقاربي. ولنكون صرحاء فهو لديه طفلان صبي وبنت. ووالدتهما توفيت لم يمر عليها بضعة اشهر.

فهمت الان الوضع وبالتحديد وضع وموقف الرجل المتسمر امامي. اظنه المسكين حياته إنقلبت رأسا على عقب. كما اظن انه في موقف لا يحسد عليه. وهذه الجلسة كان مغصوبا عليها. فلو لم يكن محصورا ومغلوبا على امره. لقام فرارا ولن يرى خلفه..

اشفقت على حاله وبادرت بالكلام معه اولا لأهون عليه الأمر.

_رحمها الله لكم خالص العزاء على فراقها …

_امين يارب… شكرا.

_سنترككما بمفردكما قليلا. بينما انا ووالدتك سنقوم بإعداد القهوة.

لا ارى داع لذلك يا خالتي انتما تضيعان الوقت فقط لو إستثمرتموه في البحث عن زوجة اخرى ترفع من رأس العريس الحزين قليلا.

_هل انت تعملين كما اخبرتني عمتي زليخة؟.

_نعم اعمل بروضة للاطفال.

_انظري سأدخل في الموضوع مباشرة. ولن اقوم باللف والدوران و اخفي عليك ما أريده بالضبط.

كما علمتي قبل قليل انني فقدت زوجتي ولم يمضي علئ وفاتها سوى بضعة شهور.

وفي هذه الاثناء لم استطع بمفردي ان اقوم بإحتواء اولادي على اكمل وجه. خاصة ان إجازتي انتهت وعدت لمتابعة عملي: ووالدتي التي تعتني بهما مسنة لا تقدر على تلبية احتياجاتها وطلباتهما التي لاتكاد تنتهي… لذلك قررت ان اجد لهما اما بديلة تحن عليهما وتعتني بهما كأبنائها: وكأنها هي من

ولدتهما من بطنها إن لم اكن ابالغ في امنياتي

عمتي اشادت بك وبتربيتك الاخلاقية لذلك انا اطلبك للزواج وان قبلتي سأكون ممتنا لك.

_كم هي اعمار طفليك؟

_سوسن في الرابعة من عمرها نناديها بسونة. اما سامي فهو قريبا سيكون بالسنة اولى إبتدائي.

_المسكينان ما زالا صغيرين.

_هم كذلك. لهذا قلبي يتقطع من اجلهما ففقدان والدتهما صعب عليهما كثيرا خاصة انهما متعلقان بها إلى حد كبير . لكن ما العمل الله اعطى الله اخذ امانته والحمدلله على قدر الله…. ساتركك ليومين تفكرين بالموضوع ولن يغصبك احد على امر لم تقتنعي به او فوق إستطاعتك . فاولا واخيرا هذا مستقبلك وعليك انت بإتخاذ قراره.

لو سمحتي نادي على عمتي. وسنتصل بكم لاحقا عند اخذ قرارك النهائي.

_والقهوة التي يعدانها من يشربها.؟

_ان كان لنا نصيبا سنشربها لاحقا مصحوبة بالحلويات.وسأتعرف على بقية افراد عائلتك .

رحل الخاطب وتركني اتخبط في كلامه.

هو كان مسرعا ومختصرا في حديثه ولم يذكر منه إلا الذي يهمه ولكن ماذا عني؟ هل هو فقط الذي له طلبات وشروط. ام انه جاء ليشتري خادمة لولديه فقط ثم يعود من حيث اتى . حتى انه لم يقترح إن وجدت لي طلبات مثله ام انه يتوقع انني ساطير من فرحتي بقدوم العريس.وليس لي مجالا للرفض بما انني لست كبقية الفتيات الحسناوات.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المعاقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى