روايات

رواية المتيم الفصل الثاني 2 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الفصل الثاني 2 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الجزء الثاني

رواية المتيم البارت الثاني

رواية المتيم الحلقة الثانية

‏كانت لفتتكِ لي ، وسط الزحام . لفتتكِ السريعة ، التي دامت لحظة واحدة ، عبارة عن ومضة إلهية ، أحاطتني بالدفء والحنان في كل مكان ، كما لو أنها احتلتني كالمصير ، بغموضها المتعجل ، الفاتن .
اذا اخبرتهم انني عشقتك من نظرة عيناكِ فقط ،سينعتوني بالمعتوه ، وان اخبرتهم انني اختطفتك من حفل زفافك ، سيقولون مجنون.
سيروني الظالم بينما انا المظلوم ، انا الضحيه هنا حبيبتي ، فمن اخبرك ان تكوني بمثل تلك الاعين التي سلبت انفاسي من الوهله الاولي ، من اخبرك ان تكوني بتلك الفتنة والجمال، لقد سلبتني حريه قلبي من تلك اللفته فقط
جعلتني اكون اسير لكي بقلبي وكياني ومكنوناتي ، فبحق الله من منا المظلوم والضحية هنا ، لقد قيدتي قلبي بكِ كطفل يتقيد بحب والدته ما ان قابلت عيناه عيناها الدافئه بشكل فطري ، ليس به تدخل سوا من رب القلوب،ذلك هو عشقك بقلبي..
________@salma saeed_________
كان يقف يطالع تلك النائمة بفراشه فاقدة الوعي ،يتفرس كل انش بوجهها وعقله يلا يستعب انه وجدها او انها هنا معه ، يقف هكذا من سويعات لم يتحرك ولو خطوة واحدة ، هكذا يقف يتأملها دون كلل يشبع عيناه التي حرمت منها ..حرمت من “حواء” الخاصة به ، “حواء”.”ادم” امرأته الوحيدة التي تتربع عرش قلبه ، كان يبحث عنها دائما لا ينفك يفكر بها ليلا نهارا ، وها هي ذاك تتوسط فراشه مثل الحورية، تسير عيناه على كل انش بها بقلب يغمره العشق حتى منتهاه
شعرها الاحمر المنثور حولها هكذا ، علم الان لماذا كان يركض وراء تلك الفتاة ذات الشعر الاحمر ، لان قلبه علم أنها هي قبل عيناه ،و اعينها الذي ما أن رآهما منغلقين هكذا تنهد باشتياق لان تفتحهم ، حتى يغرق فيهما بروح هائمة متيمه بها حتي النخاع ، وأما تلك الانف الصغيرة التي تشبه انف الارنب و وجنتيها الممتلئتين كم يتمني ان يتلمسهم حتى يشعر بنفس تلك الرجفة التي اصابته ما أن لمس وجنتها أمس ويشعر بدفئها ، تشبثت عيناه على شفتيها، وهنا يتوقف كل حديث يشرح ما يشعر به
يراهما ک خمر يحرم لمسه ، ولكن ماذا يفعل فكل نفس ضعيفة بما تهوى ، وانه لضعيف الآن أمام نفسه التي تريد ان تتذوق خمر شفتيها حتى سكرات العشق الاخيرة..
سارت عيناه على ثوب زفافها ، ليرتجف جفنه بغضب وهو يتخيل ان “حواء” الخاصة به كادت تكون ملك رجل آخر
اقترب بخطوات هادئه يعتلي جسدها الصغير دون ان يلمسها مستندا على ذراعيه وقدميه يحاصران جسدها ، اصبح وجهه مقابل وجهها وانفاسها الدافئة تلفح وجهه ليغلق عيناه باستمتاع وانفاسه انحبست بصدره من فرط العشق والمشاعر الجياشة التي تحتله، فتح جفنيه يتفرس معالم وجهها الذي اصبح متيم به ، اقترب من شفتيها شيئا فشئ قاصدا تقبيلها ، الاانه توقف على حفه شفتيها ، وعقله يحذره بالخطأ الجسيم الذي سيقع به ان اقترب منها الان ، لذلك تحدث بصوت هامس بجوار شفتيها :
ـ مش دلوقتي…مش دلوقتي يا “حواء”
أنهى حديثه وهو يتوجه مباشرة لوجنتها واضعا شفتيه عليها ، ليشعر بهما مثل القطن الغض الناعم، ليغلق عيناه باستمتاع وقلبه يقرع بصخب وسعادة ، دنا اكثر لتنغرس انفه بشعرها الاحمر يستمتع برائحة الخزامي المنبعثة منه ، فتح عيناه وعاد ينظر لها ليجد جفنيها يتحركان دلالة على استيقاظها ، ولكنه لم يبتعد رغم عقله الذي ينهره متحدثا بأنها آن رأته يعتليها هكذا ستهلع خوفا منه، الا ان قلبه وجسده لم يابوا باي شئ وظلوا ساكنين بالقرب منها
حركت “بيان” عيونها بثقل تشعر بالعالم يدور من حولها ، والالم يفتك براسها ، فتحت جفنيها ببطئ وهي تشعر بانفاس باردة مثل الثلج تلفح وجهها ، ما ان فتحت عيناها الزرقاء التي مالت للاخضرار حتى اصطدمت بتلك الأعين السوداء التي رأتها قبل ان تفقد وعيها ، شعرت برجفة تسري بجسدها فجأة عندما التقت عيناها بعيناه
حل السكون الأجواء ، و”آدم” مثل اللاجئ يبحث عن منزل دافئ بعيناها ، ينظر لهما بهيام ، ايقظه صوتها الرقيق الذي خرج مرتجف يخالطه الخوف قائلا:
ـ انت مين ؟!
وقبل أن يتيح لـ”آدم” الحديث ، وجدها تدفعه بقوة ليستلقي جوارها وهي انتفضت عن الفراش بهلع تنظر حولها ، لتجد نفسها بغرفة كبيرة معتمة، وشرفه كبيرة زجاجية بطول الحائط ركضت باتجاهه تباعد الستائر البيضاء لتجد أمامها الشاطئ مباشرة على بعد خطوات والصباح قد ولي ، حاولت فتح الشرفة الانها وجدت جميع المقابض مغلقة بقوة ، وقفت تنظر امامها بهلع وصدرها يعلو ويهبط لا تعلم أين هي او ماذا يحدث
بينما “آدم” كان يراقب كل خطوة تقوم بها بتوقع لانها فجاءته بعدم صراخها اول شئ !!، نهض عن الفراش مقترب منها بهدوء ، شعرت ” بيان” بظل خام على انعكاسها بمرآة الشرفة
أرادت أن تستدير وتسأل هذا الشخص من يكون ، الا انها خائفة للغاية جسدها يرتجف وقلبها يهوي بين قدميها ، تتذكر كيف امس انه ضرب راسه براسها وأفقدها الوعي
دنا منها حتى لفحت انفاسه عنقها الصغير ، اغلقت عيناها تعتصرها بخوف وهي تقبض على فستانها بقوة ، تحدث و هو وبصوت حنون هادئ:
ـ انتِ خايفة
لم تتردد وهي تحرك راسها بنعم ، رفع يديه يضعهما على كتفيها متحدث بنفس النبرة قائلا:
ـ متخفيش يا “حواء” انا مستحيل ائذيكي
أنهى حديثه وانتصب بجزعه رافعا يده من عليها حتي لا تخاف اكثر، بينما هي سارت بجسدها رجفة من نبرة صوته تلك ، فتحت عيناها والتفت له ببطئ ، بالكاد التفت حتي اصطدمت بصدره العريض ،لتعود للخلف مصتدمة بالستائر خلفها بعدما تركتهم ينسدلوا من يدها ، كانت الغرفة معتمة إلا من ضوء شارد من تلك الستائر البيضاء
بينما كان هو ينظر بداخل عينيها مأخوذا بها وكأنها القت عليه سحر فاصبح مثل العبد لهما ، كانت “بيان” تنظر لعيناه تحاول ان تعرف من يكون من خلالهما لتجد عيناه تبرق بشئ ما ، تحدث بخفوت وتساءل قائلا:
ـ هو انا بعمل ايه هنا وانت مين و عايز مني ايه!! ،
اغلق “ادم” عيناه باستمتاع وهو يستمع لصوتها العذب الهادئ ، نظر لها ليجدها تناظره بنظرات بريئة خائفه ، تحدث بنبرة خافتة قائلا:
ـ انا “ادم” وانتِ هنا معايا وهتفضلي معايا علطول ، ومش عايز منك اي حاجة غير انك تبقي ليا ومعايا عشان انتِ ” “حواء” بتاعتي “حواء” بتاعة “ادم”
أنهى حديثه وحاول لمس أحدا يدها التي تقبض بها على الفستان، إلا أنها جذبت يدها بعنف رافضة لمسه لها ، طالعها هو باعين متيمه مبتسمة بحزن ، بينما هي فقط توحشت قسمات وجهها وهي تصغي له ، رغم ان العكس حدث بداخلها ، فبداخلها قد لمست كل كلمة اوتار قلبها بشكل غريب ، والاغرب أنها لا تبدي اي ردة فعل عنيفة هالعه اتجاهه ، فقط الخوف والارتباك من نظراته الغير مترجمة لها ليس اكثر ، وكأنها تناظره بتساؤل!!
ولكنها اخفت كل هذا و احتدت قسماتها ، قائلا بغضب:
ـ انت بتقول ايه يا مجنون انت ، انت عايز مني ايه و”حواء” و”ادم” ايه ، انا اسمي ” بيان” و انت خاطفني من فرحي
حرك “ادم” راسه برفض وهو يصحح حديثها قائلا باستنكار بنفس ذلك الهدوء و الخفوت وهو يراقب عيونها التي أصبحت مدمجة بجميع الالوان :
ـ أنا مختطفتكيش ، عشان انتِ حقي ، ومفيش حد بيخطف حقه يا “حواء” وانتِ حقي
قبض على ذراعيها ببعض الانفعال من فرط عشقه الجارف
قربها منه لتصطدم عيناها بعينيه الحادة ، كان يتنقل بعينه يتفرس تقاسيم وجهها وهو يقول بما تحمل الكلمة من تملك وجنون:
ـ انتِ بتاعتي انا ، وامبارح ربنا بعتني الفرح ده عشان اخد حقي وهو انتِ، اول ما عيني قبلت عنيكِ و انا عرفت انك ” حواء” بتاعتي ، جمالك طير عقلي وضحكتك ، ضحكتك جننت قلبي وخلته عايز يهرب ليكي ، قلبي اول ما شافك عرف انك بتاعتي ، انتِ “حواء” الست الوحيدة الي ملكت قلب “آدم” ، كان مستحيل اسيبك بعد ما لقيتك عشان كده جبتك هنا ، عشان ميبقاش في حد تاني غيري انا وانتِ ، انا عارف انك خايفه بس اديني فرصه ، فرصة تشوفي فيها عشقي وحبي ليكي ، لان انا مستحيل اسيبك ومستحيل ابعد عنك بعد ما لقيتك يا “حواء”
كان يتحدث باعين مغيبة ولم يشعر بتلك الفتاة التي جفت عروقها من الدماء وتسمر جسدها وجحظت عيناها بزهول من حديثه هذا ، بل والاكثر نظرات عينه المجنونة تلك ، كان يتفرس معالمها بهوس!! ، هنا تستطيع القول انها تشعر بالخوف حقاً !!!
انهي حديثه وهو يلهث ، نظر لـ”بيان” ليجدها تنظر له بصدمة وذهول ، خام الصمت للحظات لا تبدي فهم “بيان” اي ردة فعل ، بينما “آدم” ينظر لها بتوجس من صمتها هذا ، ليرخي يده من فوق ذراعيها متراجع خطوة للخلف..
وعيناه تعتذر عما بدر منه من انفعال اخافها ، كان ينهر نفسه ويحترق من الداخل ، بينما “بيان” كانت ساكنة تحاول استيعاب كل هذا الحديث الذي جعلها مبعثرة من الداخل والخارج لا تعلم ماذا تفعل او ماذا سيحدث، تشعر وكأنها بحلم بشع
نظرت له لتجده ينظر لها بندم شديد على انفعاله ، صارت عيناها قليلا بالغرفة تتهرب من نظراته المسلطة عليها وكأن لا يوجد شيء آخر سواها ، كانت تتهرب من عيناه ريثما تجد حلا او اجابه على ذلك الحديث.
لتقع عيناها على باب الغرفة الاساسى ، نظرت “لآدم” بجانب عيناها ،لتاخذ نفس عميق وهي تقبض على فستانها قبل أن تفعل ما خطر بعقلها
نظرت ل” ادم” نظرة اخيرة قبل ان تبداء في الركض قاصدة باب الغرفة تحاول الفرار من ذلك المجنون بنظرها ،الا أن “آدم” قد لحق بها سريعا ليقبض على خصرها ظهرها مقابل صدره قبل أن تصل لباب الغرفة بخطوتين ، لتحرك هي يديها وقدميها في الهواء بعشوائية وعنف ، وبدأت بالصراخ به قائلا:
ـ ابعد عني يا مجنون انت ابعد عني ، انا عايزة بابي.. ابعد يا مجنون انت سبني
الا ان ‘ادم” كان يحاول ان يسيطر على حركتها العنيفة ، فكر سريعا قبل ان يقبض على أحد ذراعيها من الامام مجبرها ان تستدير بمواجهته ، وما أن حدث هذا حتى قبض على احد يديها بعدما ترك خصرها ، لو أحد ذراعيها خلف ظهرها والاخرى ظلت معلقة بالهواء ممسكا بها ،رفع جسدها بخفه يدفعها على باب الغرفة بخفة واضعا كف يده على يدها حتى لا تصطدم بقوة
الان اصبحوا في مواجهة بعضهم بعض انفاسها الخائفة تضرب وجهه بقوة ، بينما هو يقبض على جسدها بقوة ،صرخت به بقوة قائلا وهي تتململ تحاول ان تفك ذلك الحصار عن جسدها :
ـ ابعد عني يا مجنون ، انت مجنون ابعد عني… انا عايزة بابي ، عايزة امشي من هنا
ليتحدث ” ادم” بغضب عارم بسبب عدم شعورها او فهمها ما يحاول اخبارها به :
ـ اسكتي
انتفض قلب “بيان” التي سكنت ما أن نهرها، لم تبدي أي حركة أو نفس اخر ، بل يكاد قلبها يتوقف من نظرات ذلك المجنون التي تحولت لنظرات حادة غاضبة
لهث “ادم” وصدره يعلوا ويهبط ، نظر لها بغضب ليجد معالم وجهها مذعورة لترتخي معالم جهه فورا لاخري ينهشها الندم وهو يرى عينيها بدأت تنهمر بالدموعة
تحدث بندم شديد بصوت خافت قائلا :
ـ انا اسف ، اسف اوي يا ” حواء” انا مكنش قصدي اخوفك
نفت هي براسها سريعا وهي تقول بتوسل ورجاء:
ـ ارجوك ، ارجوك مشيني من هنا..انا عايزة اهلي رجعني ليهم ، بص وانا اوعدك مش هجيب سرتك خالص ، انا اول ما اخرج من هنا هنساك اصلا ،بس ابوس ايدك رجعني عند اهلي ، انت شكلك شخص كويس ارجوك مشيني من هنا
كانت تتحدث بتوسل شديد ، بينما الحديث جعل قلبه يهوي بين قدميه من حديثها عن نسيانه ما ان تخرج من هنا ، زادت قبضته عليها وهو يتحدث بنبرة قاطعة حانية :
ـ مستحيل تسبيني يا “حواء” انا ممكن اموت ومسبكيش تمشي من هنا ، لو انتِ مشيتي قلبي هيعمل ايه من غيرك
ما ان استمعت لحديثه ، حتى احادت براسها للجهى الاخرى وهي تغلق عينيها بالم وخوف ، بينما ظهرت امام عيناه التي تتفرسها عنقها الابيض الطويل ، بلل شفتيه بطرف لسانه مزدري لعابه ومؤشرات عقله كلها تشير إليه
ماذا إن قبلها ، وشعر بنعومة عنقها الابيض الغض واستنشق رائحتها لثواني ، يتنفس بهما بحق
ولكن هي مثل التفاحة المحرم عليه المساس بها ولكن ماذا يفعل ، ما اسواء ان يكون القلب هو قائد الانسان
ضرب بكل أفكاره عرض الحائط و اقترب رويدا رويدا من عنقها ، وخاصتاً عرقها النابض
واضعا شفتيه على عنقها الناعم ، لينتفض جسد “بيـان” التي فتحت عينيها على وسعهما مشدوهة بما يحدث
بينما “آدم” كان يحلق بالسماء وكأنه بالجنة ، قبل عرقها النابض بنعومة وهدوء ، ظلت شفتيه على عرقها النابض وهو يقول لها بعشق جارف:
ـ انتِ بتاعتي انا بس يا ” حواء” بتاعة “ادم” وبس
وهنا لم تتحمل اكثر لتهوي بين زراعيه فاقدة الوعي
_______سلمي سعيد________
كان كل من عائلة “الجندي” و”التركي” جالسين بتلك القاعة الفارغة وها قد حل الصباح ولا يستطيع أحد استيعاب ما حدث.
تجلس “لورا” على احد الطاولات وعيناها متورمة من البكاء ، وهي تحتضن ابنتها الصغيرة النائمة ، بينما يجلس بجوارها ” هشام” وامامه ذلك التاج التي كانت ترتديه “بيـان” والذي وجده ما ان اشعلوا الأضواء ، كان يلمسه بيده في صمت ، و”سليم” هو و”رافت” يقفون مع رجال الشرطة والمحققين يتحدثون معهم
تحدث ” هشام بخفوت وهو ينظر للتاج :
ـ مين اللي ممكن يعمل كده ، ويخطفك يا “بيان”
اقترب منهم ” سليم” الذي ربت على ظهر زوجته ، لتنظر له متحدثه بلهفة :
ـ عرفتوا هي فين
تنهد ” سليم” لا يعلم ماذا يقول لها او ماذا يفعل يشعر بالتشتت والضعف الشديد ، تحدث قائلا :
ـ الكاميرات كلها كانت مفصوله ، والدنيا كانت ضلمه محدش شاف حاجة ، ولحد دلوقتي مفيش اي خيط يدلنا هي فين
اغلق “هشام” عيناه يعتصرهم بغضب ، منذ الامس وهم بذلك الهراء ولم يستطيعوا ان يجدوا طريق لعروسه المختطفه ، “بيان” تلك الصغيرة الرقيقة والفاتنة ، ترى من اختطفها و ماذا يفعل بها الآن
فتح عيناه على صوت ” لورا” الغاضب ، وهي تدفع يد زوجها عنها وهي تقول بغضب شديد بالفرنسية:
ـ ليس لي شأن بهذا الهراء ، انا اريد ابنتي وان كنت لا تستطيع ان تجدها فأخبرني وانا سابحث عن ابنتي بمفردي
أنهت حديثها وهي تزيد من ضم ابنتها الاخرى لها
بينما ” سليم” احتدت نظراته وهو يتحدث بغضب قائلا :
ـ “لورا” انا بحاول اعمل كل حاجة عشان الاقي “بيان” ، دي بنتي وانتِ عارفة انا بخاف على بناتي قد ايه ، وهلاقيها وهلاقي اللي خطفها و هخليه يتعفن في السجن
اتهم صوت من خلفهم ، التف ” سليم” ينظر لصاحبة الصوت هو و”لورا” و “هشام” ورجال الشرطة ، ليروا تلك الفتاة احد صديقات “بيان” لتتحدث الفتاة بتأكيد قائلا :
ـ ” بيان” هربت متخطفتش!!!!
جحظت اعين الجميع ، بينما نهض ” هشام” سريعاً قابضاً على زراع تلك الفتاة قائلا بتساؤل وغضب:
ـ انتِ بتقولي ايه يا “مي” انتِ اتجننتي
لتنفي برأسها قائلة بارتباك:
ـ لا ، امبارح واحنا في الجناح كانت بتتكلم وبتقول انها بتفكر تهرب لانها مش عايزة تتجوز دلوقتى ، وكمان مش متأكدة من مشاعرها ناحيتك
دفع ” هشام” ذراعها بصدمه، بينما انقبض قلب” لورا” أكثر من ذي قبل وقد تولد لدى الجميع شكوك جديدة ، وهم ينظرون لبعضهم بعض
ضحكت “مي”بداخلها وهي تشعر بالانتصار لاستغلالها بواقعة خطف “بيان” لتحاول اكتساب ” هشام” لها
بينما ” لورا” تحدثت وهي تنهض تدافع عن ابنتها قائلا بغضب:
ـ مستحيل ، بنتي مستحيل تعمل كده
_______ سلمي سعيد________
هبط ” بدر” من الحافلة السياحية وعقله يعمل بجميع الاتجاهات ، شاعرا ان خطف تلك العروس خلفه ” آدم” تفكير مجنون خطر له عندما ربط جميع الأحداث أمس بداً بحالة ادم ما ان رأى العروس نهايتاً باختفاء “آدم” بوقت اختفاء العروس
يا الله لقد ترك خلفه الكثير من رجال الشرطة والمحققين يعجوا المكان ، يبحثون عن العروس
دلف للمنتجع ليجد احد رجال الامن يقرب منه متحدث بتعجل قائلا:
ـ أستاذ “بدر” الحقني يا استاذ “بدر”
تحدث ” بدر” قائلا بخوف وقلق:
ـ في أي يا “عبد السميع”
ليبدأ رجل الأمن بالتمايل بسعادة وهو يطقطق انامله ببعضهم قائلا بسعادة غامرة :
ـ الوفد الايطالي وصل النهاردة ، والدنيا ولعة على الشط والبسين و الدنيا مولعة ناااار ،فى كل حتي مايوهات يا استاذ “بدر”
نظر ” بدر”لرجل الامن بصمت تام ، قبل أن يضع يده على قلبه قائلا وهو يتنهد بتعب :
ـ اااه عليك يا “بدر” دا انت امك داعيه عليك دعوة وليه في ساعة فجرية جايبه أجلي ، مبتعاملش غير مع الناس اللي هتجبلي جلطة دول
ثم عاد ينظر له قائلا بحزم وغضب:
ـ اتعدل يا “عبد السميع” واحترم نفسك ، وبعدين هو ده الخبر اللي جاي عمال تقولي الحق الحق
ليقول عامل الأمن بتذكر:
ـ لا يا استاذ ” بدر” ، مش انت قولتلي اول ما انسة ” شيرين” توصل هي والاستاذة “فاتن” ابلغك ، وانا اهو ببلغك..هما لسه واصلين من نص ساعة
وعندما أنهى حديثه لم يجد ” بدر” أمامه بل اخذ يركض لداخل الفندق بلهفة ، يبحث بعينيه في كل مكان وقد انسته “شيرين” كل ما يتعلق بـ”ادم”
اخذ يركض حتى وجدها جالسه بردهة الفندق على احد الارئك مع خالتها ، بذلك الحجاب الازرق السماوي والقميص الابيض الطويل الفضفاض وذلك البنطال الذي بالكاد يظهر تجلس هي وتضحك مع خالتها ، تلمع عيناها السوداء بسعادة تغمر قلبه هو ، و اما بشرتها الخمرية الناعمة تشعر قلبه بالدفء والسكون فور رؤيتهم
انتهى حلمه عندما وقف امامه احد السياح لحجب الرؤية عنه ، ليفيق “بدر” على واقعه وهو يتنهد بضيق يسير بطريق غرفته لينعم بقسط من الراحة
_______سلمي سعيد _______
بينما “آدم” يجلس على ذلك المقعد المجاور للفراش ، يحاول ان يفكر بما فعل وما الت اليه الامور ، فهو يعلم أن الامر لن ينتهي باختطافه لفاتنته “حواء” فقط
تنهد بتعب اثقل قلبه عشق وجنون بها منذ امس وحتى الان، يراها مستلقية على الفراش بعدما فقدت الوعي باحضانه وكم جعله هذا يشعر بسعادة غامرة وهو يشعر بحضنها الدافئ هذا حتى وان كانت فاقدة للوعي ، يعلم أن الأمر لن يكون بتلك البساطة التي يتخيلها عقل وهي لن تتقبله بتلك السهوله التي تقبلها به قلبه ما أن رآها
فتحت ” بيان” عيناها بتثاقل وهي تعتدل ناهضة مستندا على ذراعيها ، كان “آدم” ينتظر استيقاظها بالاصل
نظرت حولها بعيون ناعسه لتجد “آدم” يجلس بجوارها على احد المقاعد ، ينظر لها يتأملها باعين مثقله ناعسة هو الاخر فعيناه لم ترى النوم منذ أمس ، ظلوا ينظرون لبعضهم بعض بصمت تام يخيم عليهم
تحدث “آدم” بعد دقائق قائلا بتثاقل :
ـ انا مستحيل اسيبك تمشى وانتِ مش عايزة تديني فرصة اوريكي حبي ، وانا مش هقدر اجبرك تفضلي عشان كده
صمت قليلا قبل ان ينتفض جسد ” بيان” على تحطيمه لتلك التحفة الصغيرة الزجاجية الموضوعة على المنضده بجواره بيده ، جحظت عيناي “بيان” وهي تنظر ليده التي تنزف بغزارة
وجدته يضع احد قطع الزجاج على عرقه النابض بعنقه ، لتتحدث هي بصوت مرتجف مذهول:
ـ انت بتعمل ايه؟!
علت وتيرة انفاسها بخوف جارف ، تشعر بقلبها ينهار من ذاك المنظر امامها
تحدث “آدم” بتثاقل قائلا:
ـ ما انا مش هعرف اعيش من غيرك ،مش هعرف اعيش بعد ما لقيتك ، وانتِ عايزة تمشي ومش مدياني فرصة حتى أكلمك عشان كده
غرز طرف الزجاجة الحادة بعنقه وهو ينظر ل”بيان” التي انتفضت عن الفراش عندما وجدت خط رفيع من الدماء ينزف على طول عنقه
______________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى