روايات

رواية المبادلة الفصل العشرون 20 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل العشرون 20 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الجزء العشرون

رواية المبادلة البارت العشرون

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة العشرون

استطرد يقول بمرارة واحتقار :” كان الفضول هو ما حركنى لارى ما بالسي دى ..واحمد الله على فضولى يومئذ ..
وضعته بالحاسوب ..
فجاة جمدت ..
فالمرأة التى أحب ..
المرأة التى أنوى الزواج منها ..
المراة التى كنت ارجو ان تحمل اسمى ..
ان تكون اما لاطفالى ..
بطلة فيديو يحمله لى شخص ما ربما فاعل خير او شر ..
ولكنه انقذنى ..
كدت ان اخطبها ذلك اليوم ..
كدت ان اعطيها اسمى لتلوثه ”
سالت شهد بفضول كبير: ” ماذا كانت تفعل فى ذلك الفيديو “؟
ضحك ضحكة خاوية بينما يقول باشمئزاز :” كانت تطارح رجلا الغرام..كنت اعرفه من النادى ..كان الفيديو مصور بكاميرا ذات جودة عالية ..عليها تاريخ لم يمر عليه سوى يومان .. تخيلى يومان ..فقط “.
ثم استطرد :” بالطبع لم اصدق ..كيف يمكن ان يحدث ذلك ..انها تحبنى انا ..
لقد صور لى غرورى انه لا يمكنها خيانة حبنا ..
تخيلتها بريئة كما تبدو ..
مثالية !!” ضحك ساخرا من كلمته ..
ثم قال بمرارة :” حملت السي دى الى مركز متخصص فى الالكترونيات ..
راجيا ان تكون النتيجة ان الفيديو مفبرك ..
انها ليست هى ..
انها ضحية حملة لتشويهها ..
ولكن جاءت النتيجة غير ما اردت وتمنيت ..
عدت الى مكتبى وانا اود لو أحطم العالم ..
لم يكن الامر فقط الخيانة ..
ولكن الاهانة ..
لقد أهانت ذكائي ..
أهانت رجولتى ..
أهانت قدرتى على اكتشاف امثالها من المنافقين ..
انا سيف الدين عامر ..لم ينجح فى خداعى احد قط .. نجحت هى ..
غضبي من نفسي كان اكبر من غضبي منها .
وعلى المكتب لفت نظرى ورقة كانت مع السي دى لم انتبه اليها اول الامر ..
كانت فى اسفل العلبة الصغيرة ..
كانت عقد زواجها العرفى بصاحبها الذى كان معها بالفيديو ..”
سخر قائلا :” راقية ومحترمة للغاية .. اعرف ..
كان لابد من طوى تلك الصفحة من حياتى ..
ذهبت اليها بالورقة فقط ؛ مدعيا ان احدهم ارسلها لى .
لم اخبرها عن الفيديو ..
خجلت نيابة عنها ..
وتركتها تحاول اقناعى ان الورقة دسيسة وانها لم تتزوج ..ولن تتزوج سواى ..
تركتها تتوسلنى..
تتوسلنى الا اظلمها !!
كانت تبدو بريئة للغاية لولا ما رأيته لصدقتها..
وتركت الناس يعتبرون انه فقط شجار عاشقين سرعان ما سيعودان الى بعضهما البعض ..
سيعيدهما الشوق لا محالة .
وهى اعتقدت ذلك ايضا ..
فدموعها كانت فى الماضي كفيلة لتحقق لها كل ما تريد “.
سألت : ” ثم ..ماذا فعلت”؟
اكمل متنهدا : ” لاثبت لنفسي انى قد تغلبت عليها ؛ بحثت عن زوجة …امراة اخرى .. النقيض لها ..فانا اردت الاستقرار والزواج ..وهذة المرة سيكون اختيار العقل ..لا القلب..واخترت “.
اكملت نيابة عنه :” ريتاج “.
اومأ مكملا : ” كانت النقيض ..فهى ذات جمال هادىء .. اخلاقها ممتازة .. لا تجيد التمثيل والادعاء ..وبالطبع باقي القصة تعرفينها .”
همست سائلة : ” الى الان و لين لا تعرف انك ..”
هز راسه نافيا
استنتجت : ” الهذا هى تحاول ثانية .”
اومأ مكملا جملتها نيابة عنها :” تحاول الرجوع الى حياتى “.
سالت باهتمام :” ومشاعرك ؟؟
اقصد.. اعنى .. انك ربما ….ربما مازالت تكن لها بعض المشاعر؟ “.
مطت شفتيه ثم قال :” بالطبع ..الكثير من المشاعر ..مشاعر الاحتقار ..والبغض ..”
همست بتشكيك :” بعد كل هذا الحب ..الم يتبق لها اى مشاعر حنين او”
قاطعها بشكل حاسم :”لا”.
سالت وقد بدا هناك امرا غامضا :” لم افهم ..لماذا سافرت لين وتركتك “.
ضحك وهو يقول بمكر :” فاعل خير ارسل لها الفيديو مهددا لها اذا لم تسافر بعيدا سيقوم بنشره ..”
شهقت بدهشة ثم سالت : ” ومن هو هذا الفاعل للخير..اووه ..انه انت … لما فعلت ذلك؟”
أجاب مبررا : ” سأمت من مطاردتها لى طول الوقت ..و محاولتها اقناعى ببراءتها ..
كدت اكثر من مرة ان اريها مدى براءتها .. وطهرها ذلك ..ولكنى فى كل مرة كنت اتراجع ..
لست باخلاق الفرسان .. اعترف …
ولكنى كنت اخجل من الانحطاط و الحقارة ..واذا كانت هى كذلك فانا لا ..
ثم ان ..وجودها امامى طوال الوقت كان اهانة لى ..دليل نجاح فى خداعى ..”
همست :” والان …وجودها ماذا يمثل ؟”
سأل مبتسما : ” هل تغارين يا قطتى ؟”
تجاهلت سؤاله:” اجب عن سؤالى يا سيف ؟”
كرر سؤاله بالحاح :” تغارين؟”
اجابت متهربة :” لدى اسرة احاول الحفاظ عليها ؟”
ابتسم بمكر : ” لم يكن ذلك كلامك بالصباح !”
بررت بدون اقناع : ” لم تكن الصورة امامى واضحة “.
سال بمزيد من المكر وقد ارتفع حاجبه : ” وهل وضحت الان ؟”
عادت الى موضوعهما الاصلى : ” لقد اعتدت منك الصدق ..لماذا تترك لها ..اقصد ..انك تعطيها امل “.
قال بتشدق :” تغارين !!..لا تفعلى ..انتى انضف منها بكثير ..
عندما تغارين ..كونى حريصة ان تغارى بمن هى ند لك ..من هى مثلك ..باخلاقك وطهرك”.
سألت بغيظ من تهربه مكرره : ” لماذا تعطيها امل فى .. فيك ؟”
اجاب بنبرة قاسية : ” ألاعبها .. اذا اراد احد ان يعاملك بذكاء فعليك ان تلعب دور الغبى بمهارة ”
ثم مال اليها حتى شعرت بانفاسه الساخنة على خدها وقال :” لا داعى للغيرة يا صغيرتى .. او العصبية …فأنا لا انوى الزواج ثانية …اؤكد لك “.
ثم همس بجوار اذنها :” انت اكثر من كافية “.
اذابتها طريقة نطقه للجملة ..
قالت بمرارة :” الرغبة !”
اجاب بحيرة :” وما يعيبها الرغبة؟؟هل تريدين ماهو اكبر منها “.
ودت ان تجيب (نعم اود ..اود المزيد ..اريد حبك ..اغار من ماضيك مع غيري ..اغار من اعترافك انك احببتها ..انها تقاسمت معك مع اراه انا حق لى …ما بى انا حتى لا تحبنى ؟؟..)
نظرت اليه بمرارة ..
كانت تحادثه بعيونها (لقد قولت انى اطهر منها ..اذن ..اذن احبنى ..).
سامحك الله يا لين ..دمرتى اى حظ لى بقلبه ..
*******
” احقا ما تقولين ؟”
سالت بعدم تصديق زوجة اخيها التى اجابت :” اقسم لك ..عمرو اصبح بمنتهى الانضباط ..تخيلى انه يسهر فى اعداد الحسابات والدراسات .. لم يعد يخرج مع هؤلاء الشباب الفاسدين ..ولا سهر ولا سفر ..انا وابيك لم نصدق ما نراه بأعيننا ..ولكنه ..تغير ..زوجى تغير للغاية ..تغير للافضل ..”
اجابت بابتسامة عريضة حقيقية :” انى سعيدة جدا لذلك”.
اجابت ريتاج بامتنان : ” الفضل فى ذلك يعود لسيف .. لا استطيع ان اوفيه حقه ..لولاه لاستمر عمرو فى استهتاره ..اشكريه بالنيابة عنى “.
ثم استطردت :” شهد ..ساعترف لك بامر ..انا اعلم ان عمرو عندما تزوجنى لم يكن يحبنى ..ولكنى متأكده انه اصبح يحبنى الان .انا اشعر بذلك ..وانا سعيدة للغاية ..”.
يالحظك يا ريتاج ..
ادعو الله لكما بالسعادة ..
شعرت بالسعادة لما تحول اليه عمرو من شاب مستهتر ..لا يهتم باحد سوى نفسه .الى رجل يمكن الاعتماد عليه ..يهتم باسرته الصغيرة ..
*******
كانا فى طريقهما الى تناول غداء عمل مع بعض رجال الاعمال الاجانب ..
كانت دوما ما تذهب معه بصفتها مسئول العلاقات العامة؛ تصحبهما سكرتيرته .
عرفها لهم بصفتها موظفة لا زوجة كالعادة ..
كانت ترتاح لتلك الصفة فى العمل ..
فهى لا تحظى منه باى معاملة خاصة منذ بدأت العمل ..
جاء جلوسها بينه وبين رجل اعمال شاب ووسيم ..
كان يدعى بيتر ..يبدو عابثا كشقيقها .
ورغم ذلك ارتاحت له فهو تلقائي وخفيف الظل .
هون ذلك عليها من المعاملة الجافة التى تلقاها من زوجها .
كانوا قد تحدثوا عن العمل بشكل مبدئي وانتهوا وبدأوا فى تناول الطعام عندما همس
بيتر لها :” لكم اود ان ارى القاهرة…تبدو ساحرة وفاتنة ..ولكنى افتقد للصحبة الطيبة ..ما رأيك ان تكونى دليلى ؟”
ابتلعت قطعة اللحم المشوى بينما تحاول ان تختار كلمات رفضها بتهذيب عندما لمحت شرارات النار تشتعل فى عيون زوجها الذى كان يترأس المائدة ..
لم افعل شيء ..اقسم على ذلك ..
كان غضبه مهيب ..
ولكن لم يلاحظ احدا غيرها ذلك الغضب.
التفتت الى بيتر وهى تبتسم اعتذارا :” لكم يشرفنى ذلك ..ولكن للاسف لا يمكننى “.
ولكن يبدو ان بيتر لم يتقبل اعتذارها :” ولما لا ..هل انتى مدمنة عمل ..بعض المتعة لا تضر “.
سارعت بالنفى :” لا ..بالطبع لا ..لست مدمنة عمل ..ولكنى ..ولكنى متزوجة ..وزوجى لن يوافق “.
اقترح بمكر :” اخبريه انه جزأ من عملك ..هيا ..دعينا نتسلى ..لا ترفضي ..لن اقبل بلا “.
نظرت الى سيف ..
برغم ان كلامهما همس الا انها تجزم انه سمع كل كلمة ..
كان ينظر فى الاتجاة الاخر ولكن اذناه محمرتان …
و يده تقبض بشدة على سكينة طعامه ..
توترت ..
كيف تجيب هذا الرجل اللحوح !
سعلت بتوتر ثم قالت :” اسفه ..لا يمكننى”.
استفسر برغبة فى اقناعها :” لما؟”
سمعت صوت سيف يهتف بوضوح :” لان زوجها..الذى هو انا لن يوافق ..ولانى اعلم جيدا انه ليس جزأ من عملها الخروج من رجل اخر ..”
خيم التوتر على المائدة وتوقفت الايدى عن تناول الطعام .
فغضب سيف الواضح رغم صمته كان عارما ..
ران الصمت على الجميع لدقائق ثم اعتذر توماس (الرجل الاكبر سنا وسط الوفد): “اعتذر منك ..بيتر مازال صغيرا ولا يعرف شيئا عن عادات الشرق الاوسط ..كما انه لم يعرف انها زوجته”.
هز سيف راسه بينما يرمق بيتر بنظرة نارية ..لو كانت النظرات تقتل لكان فى قبره بينما يلقون الورود على جثته .
بينما انزوى بيتر وقد شعر انه ارتكب خطيئة لا يفهمها نظرا لعالمه المنفتح .
قطع سيف التوتر بينما يقف موجها حديثه الى الجميع بشكل عام :” اعتقد اننا انتهينا لليوم ..وغدا سنكمل عملنا داخل المؤسسة بمكتبى ..اعتذر منكم ولكن اود ان اعود لمنزلى لارتاح قليلا ..فاليوم كان طويلا “.
هز الجميع رأسه موافقا ..
نظر اليها فقامت بينما شدها الى جسده ..واضعا يده على خصرها بيد صلبة قوية آلمتها ولكنها عضت على شفتيها تمنع شهقتها ..
كان صامتا طول الطريق ..غاضبا ..فاثرت الصمت ..
دخلا الى المنزل .. .بادرها :” الن تعتذرى عما حدث منذ قليل !”
ماذا؟
اعتذر ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى