روايات

رواية القاسي الحنين الفصل السادس عشر 16 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل السادس عشر 16 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الجزء السادس عشر

رواية القاسي الحنين البارت السادس عشر

رواية القاسي الحنين الحلقة السادسة عشر

ظل حازم في منزله لا يخرج ولا يذهب للعمل لمدة يومين ، هو لا يخشى مواجهة فرح إنما يريد أن يفكر فيما قالته ، استغرب بشدة من حبها له ، سأل نفسه أسئلة عديدة ، لماذا تحبه ، وكيف ومتى حدث كل ذلك ،وإذا حدث وأحبتنى هل أنا أبادلها نفس الشعور؟
كل هذا التخبط كان عند حازم ، لا يجد أى إجابات عنده ، هو يعتبرها صديقته ، أتضحك على نفسك يا حازم أم على من ، أى صداقة التى تتحدث عنها ، هل يوجد صداقة بين رجل وامرأة ؟ بالطبع لا ، وإذا وجدت هذه الصداقة لن تكون اسما لعلاقتهما.
يجلس حازم فى حديقة منزله ، ممددا ظهره على كنبته المفضلة ناظرا للسماء ، يفكر ويفكر ، يستمع لأم كلثوم وهى تقول:
وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما أعرفش إزاي حبيتك ما أعرفش إزاي ياحياتي
من همسة حب لقيتني باحب وأدوب في الحب وصبح وليل علي بابه
فات من عمري سنين وسنين شفت كتير و قليل عاشقين
اللي بيشكي حاله لحاله واللي بيبكي علي مواله
أهل الحب صحيح مساكين
ياما الحب نده على قلبي ما ردش قلبي جواب
ياما الشوق حاول يحايلني وأقول له روح يا عذاب
ياما عيون شاغلوني لكن ولا شغلوني
إلا عيونك أنت دول بس اللي خدوني وبحبك أمروني
أمروني أحب لقيتني باحب وأدوب في الحب وصبح وليل على بابه.
رأى صلاح والد حازم ولده على هذه الحالة ، ابتسم فهو شاعر لولده، ذهب عنده لكى يتحدث معه قليلا.
صلاح: عيون مين إللى شغلتك يا سي حازم؟
حازم بابتسامة : ههههه ، مفيش يا حج اتفضل أقعد .
صلاح: إيه الجو الرومانسي ده؟
حازم: مفيش رومانسية ولا حاجة ، بس بفصل شوية.
صلاح بلؤم: لا بس في جديد عندك وأنا متأكد من كده.
حازم بتنهيدة: في جديد وفى قديم في نفس الوقت.
صلاح باستفهام: فزورة دى ؟
حازم : لا أبدأ، بس هبه رجعت تانى.
صلاح بهدوء: عاوزة إيه؟
حازم: بتقول ندمانة وعاوزانى أسامحها.
صلاح: أكيد وراها حاجة.
حازم بسخرية : طبعا ، عاوزة فلوس.
صلاح : وأنت قلتلها إيه ؟
حازم : طردتها.
صلاح: خد حذرك منها ، وربنا يبعد عنك الشر.
حازم : يارب يا بابا.
صلاح بابتسامة : بقالك زمان مقولتش بابا.
حازم : آه فعلا.
صلاح : طيب ده القديم ، إيه الجديد؟
حازم بتفكير: قدامى فرصة للحياة من تانى، أو يمكن إنى أرجع أعيش من تانى .
صلاح : طالما الفرصة جت لك إمسك فيها جامد طالما تستاهل.
حازم : هى من جهة تستاهل فهى تستاهل .
صلاح : خلاص اوعى تضيعها من إيدك ، وحافظ عليها.
حازم: بس خايف .
صلاح مطمئنا: أكيد لازم تخاف ، بس اوعى تخلى الخوف يسيطر عليك ، فكر بعقلك الأول هيوصلك الصح.
حازم: مش خايف لأحسن أقع تانى؟
صلاح: أبدأ، أنا واثق فيك ، ولو شديت عليك زمان ده عشان توصل لمكانتك دى الوقت.
حازم : ادعى لى كتير .
صلاح : ربنا معاك إن شاء الله في كل خطوة في حياتك.
قام حازم وقبل رأس والده وهو مقرر فعل شئ ما.
عند فرح
تجلس فرح حزينة من غياب حازم ، فهذا هو اليوم الثالث الذى يتغيب فيه ، ترى هل تسرعت في التعبير عن مشاعرى ، هل تضايق ، هل لا يشعر بأى شئ تجاهى، أنا لم أطلب منه أى شئ ، وغير منتظره منه أى خطوة ، فقط كنت أريد أن أتحدث معه ، فهو ليس بالنسبة لى شخص عادى .
فرح بصوت عال: لا متسرعتش.
دخل حازم عليها ، ووجدها تتحدث مع نفسها بصوت عال كعادتها ، ابتسم حازم على هيئتها وطريقتها فهى مثل الأطفال بحق.
حازم بمشاكسة: برده مش هتبطلى عادتك دى ؟
فرح بفرحة : إيه ده ؟ أنت جيت امتى؟
حازم: دلوقت.
فرح: حمد لله على سلامتك ، كل دى غيبة.
حازم: معلش ، كان الحج محتاجنى في شركته شوية.
فرح بحب : نورت الدنيا.
حازم بابتسامة : بنورك ، تعالى بقى معايا نشوف ورانا إيه ، كفاية عطلة.
فرح بفرحة طفل: أووووك، يلا بينااااا.
دخلت فرح مع حازم مكتبه يتابعان بعض الأعمال التى تعطلت بسبب غياب حازم .
حازم : كده تمام كل حاجة خلصت، ولا في حاجة تانية ؟
فرح : لا كله تمام.
حازم : طيب الحمد لله ، اسمعيني بقى ، الجمعة الجاية عيد ميلاد أروى ، وأحمد عاوز يعملها مفاجأة ، هو عاوز اليوم ده يبقى مميز أوى، عاوز كل حاجة مختلفة ، عاوز يوم ميتنسيش، فأنا اقترحت عليه نحجز قاعة وأنت تظبطيها.
فرح : أكيد طبعا ، هعملها أحلى حاجة ، أروى طيبة وتستاهل تفرح.
حازم بحب: أصل هو بيحبها أوى ، ومشكلته إنه مش بيعرف يعبر عن حبه ، عاوز بقى حاجة على ذوقك.
فرح بحماس : متقلقش ، أحلى حاجة لأحلى أروى.
حازم : بس طبعا هى متعرفش حاجة.
فرح: طبعا.
حازم : طبعا مامتك مش محتاجة عزومة وأنا هكلمها أعزمها.
فرح بعشق: ربنا يخليك .
حازم : طيب يلا روحى الوقت كفاية شغل النهاردة ، والفترة إللى جاية تركيزك كله على الحفلة.
فرح : حاضر.
حازم بمشاغبة : وحاجة أخيرة، بلاش يومها لبس توم وجيري بتاعك ده.
فرح بغيظ: برده يا حازم ، أنا بلبس توم وجيري.
حازم : آه ، بصي فى المرايا كده وأنت تعرفى .
فرح : ماااااشي، هتشوف يومها .
ضحك حازم من قلبه عليها ، فهو يجيد استفزازها حتى يحقق ما يريد ، وهى تستجيب لهذا الاستفزاز بسرعة.
يوم الحفلة
تجلس عائلة حازم بالكامل ، وتجلس فرح ووالدتها أيضا ، تألقت فرح كما وعدت حازم ، فلقد ارتدت فستانا باللون الأبيض ذات أكمام طويلة ، كان قصيرا من الأمام وطويلا من الخلف ، يزين خصرها بورد باللون البمبي، ووضعت من نفس الورد على شعرها الذى تركته منسدلا خلف ظهرها ، كانت بحق مثل الأميرات.
تأخر حازم كثيرا، والكل انتابه القلق بسبب غيابه، وفجأة أغلقت أنوار القاعة ، وفتحت إضاءة مسلطة على المسرح فقط ، وظهر حازم وهو مرتدى بدلة باللون الرمادى الفاتح واضعا على صدره وردة باللون البمبي .
تفاجأت فرح بهيئته الجذابة، وبدأ حازم في الحديث.
حازم : في البداية بعتذر عن التأخير بس كنت بحط الوردة دى 😉، برحب بكل الموجودين عيلتى وحبايبي ( و عند كلمة حبايبي نظر لفرح ) ، النهاردة مناسبة مش عادية حبيت أحتفل بيها معاكوا، حبيت تشاركونى فرحتي، النهاردة بحتفل بيوم ميلاد قلبي ، يوم ميلاد فرحتي، يوم ميلاد سعادتي، اليوم إللى مكنش على بالى أبدا إنه هيحصل ، بحتفل بوجود إنسانة نورت لى حياتى ، رجعتنى تانى للحياة ، أنا النهاردة هنا ، واليوم ده ملكها هى وبس ، أنا واقف هنا الوقت عشان أقولها كلمة واحدة.
ثم نزل من على المسرح ، واتجه ناحية فرح ، أمسك يدها وأوقفها ، وقبل يدها برقة شديدة ، ثم نظر داخل عيونها بعمق .
حازم بعشق : بحبك يا فرحة قلبي.
احتضنها حازم بقوة ، وهى أيضا غير مصدقة ما يقوله ، لم تتوقع أبدا ما قاله ، دفنت رأسها في عنقه ، لفت يديها حول رقبته، وهو لف يديه حول خصرها ، ظل على هذا الوضع فترة كبيرة ، كأنهما خائفين أن يهربا من بعضهما البعض ، لا تسمع لهما صوتا نهائيا ، فقط يريد أن يشعرا بوجود الحب بينهما ، يريد أن يتأكد كل من الآخر أنه حقيقة بالفعل وليس حلما .
على الجانب الآخر ترى عائلتهما تصفق بحرارة شديدة لهما ، القلوب فرحة بشدة ، والوجوه مبتسمة ، والأعين دامعة.
ابتعد حازم حتى يرى عيون فرح ، تفاجأ من كمية الدموع ، بالطبع هى دموع الفرحة ، ولكن لا مجال الآن إلا للابتسامة والفرحة.
حازم بتأثر: ليه يا فرح الدموع دى ؟
فرح: اتفاجأت أوى أوى.
حازم : يعنى مفاجأة حلوة ؟
فرح: أحلى مفاجأة ممكن تحصل لى في حياتى.
حازم : كل حاجة في حياتنا هتبقى حلوة طول ما أنت منورة حياتى وقاعدة جوه قلبي.
فرح : أنا مش عارفة أقولك إيه ؟ مفيش كلام بعد إللى أنت قولته .
حازم : متقوليش حاجة يا فرحة قلبي ، كل حاجة باينة في عنيكى.
فرح : ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
حازم : ويخليك ليا يا فرحتى ، بصي مامتى ومامتك بيعيطوا هناك زيك أهو ههههه حتى أروى ده أنتوا ستات غريبة.
جرت فرح على والدتها تحضنها بشدة وتشدد من احتضانها كأنها تؤكد كل منهما على عوض الله لهما على كل ما فات ، أيضا ذهب حازم عند والدته التى بكت كأنها لم تبك من قبل فهى تعلم كم عانى ابنها حتى وجد ضالته في فرح.
ذهب حازم عند فرح
حازم لفرح : تسمحى لى بالرقصة دى؟
مسحت فرح دموعها و حركت رأسها بمعنى موافقة.
رقص حازم وفرح وهما ينظران داخل عيون بعضهما البعض ، لا يتحدث أى منهما ، فقط العيون هى من تتحدث.
يا فرحة في وقتها جتلى
يا بكره اللى مددلي إيديه
يا أحلى حاجة حصلتلي
يا حب سنين حلمت ألاقيه
حبيبتي وأنتي حواليا
بعيش دنيا من الأحلام
مليتى الدنيا حنيه
وشيلتى الخوف من الأيام
يا نسمة شوق في ليل محبة
يا غنوة بتحلى حبه حبه
يا حلم جميل مابيعديش
بشوفك تحضنك عينيا
يسلم قلبي مش إيديا
وروحي تروح ماترجعليش
حبيبتى افهمي إن أنتى
بقيتي في حتة تانية خلاص
بتوحشي عيني لو نمتى
بشوفك غير عيون الناس
وجوه القلب أنا راسمك
ومن روحي عليكي بغير
وبفرح لما أقول اسمك
عرفت أنا ليه بقوله كتير
يا نسمة شوق في ليل محبة
يا غنوة بتحلي حبه حبه
يا حلم جميل مابيعديش
بشوفك تحضنك عينيا
يسلم قلبي مش إيديا
وروحي تروح ماترجعليش

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى