روايات

رواية القاسي الحنين الفصل الأول 1 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل الأول 1 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الجزء الأول

رواية القاسي الحنين البارت الأول

رواية القاسي الحنين الحلقة الأولى

في طائرة عائدة من لندن يجلس بطلنا حازم مشتاق للعودة إلى بلاده، مشتاق لأمه وأبيه وأخوته، غياب طال لمدة سبع سنوات، اعتمد فيها على نفسه وأسس شركة من أكبر الشركات في عالم رجال الأعمال، أصبح من أشهر رجال الأعمال في لندن، يجلس يفكر في ذكريات الماضي ، تلك الذكريات التى دفعته لترك البلاد والسفر للخارج لكنه قرر العودة من جديد وتأسيس شركة جديدة في القاهرة.
أفاق من شروده على صوت مضيفة الطيران وهى تعلن عن الوصول لمطار القاهرة الجوى.
( حازم صلاح الدين، رجل أعمال ، ٣٥سنة ، ذو عيون سوداء حادة ، من عائلة غنية، رياضي من الدرجة الأولى، وسيم شديد الطباع، معروف عنه أنه عدو المرأة 😲 )
في منزل في أرقى أحياء القاهرة تجلس عائلة صغيرة مكونة من أب وأم وابنتهما، يجلس الكل في توتر منتظرين كلام الأب.
صالح : أنا صفيت كل أعمالى هنا وقررت إنى هسافر بره .
أمل : إزاى تاخد قرار زى ده لوحدك، هنسيب بيتنا وحياتنا ونروح فين فجأة كده؟
صالح : أنا اللى هسافر لوحدى، وهحط وديعة في البنك باسمك عشان تصرفوا منها، والشقة كتبتها باسمك يا فرح.
أمل : في إيه كل ده ليه؟
صالح : عشان أنا قررت أتجوز.
نزل الخبر كالصاعقة عليهما، لم يرد عليه أى أحد منهما، بدأت أمل تستفيق وترد عليه.
أمل بسخرية : دى أخرتها بعد العشرة دى كلها وصبرى عليك، ده أنا بدأت معاك من الصفر لا ده من تحت الصفر، حرمت نفسي من الخلفة عشان أنت عاوز كده، ويوم ما قررت نخلف كان الوقت اتأخر لولا كرم ربنا عليا ورزقنى بفرح، ليه كده، حسبي الله ونعم الوكيل.
تركته أمل باكية ودخلت غرفتها، وتركت ابنتها الصامتة المصدومة جالسة معه.
صالح : وأنت رأيك إيه يا فرح، ساكتة ليه؟
فرح بجمود : وعاوزنى أقول إيه؟
صالح : أى حاجة؟
فرح : كل واحد حر في حياته، واحنا حرين برده.
صالح : يعنى إيه؟
فرح : احنا مش عاوزين منك حاجة، فلوسك دى خليها ليك ولعروستك، عامة أنت أصلا مش موجود في حياتنا عشان تبعد يعنى مش هتأثر معانا في حاجة، بعد إذنك.
( فرح من عائلة ميسورة الحال، ٢٥ سنة، ذات عيون عسلية، بيضاء البشرة، فتاة تحب المرح ، محبوبة من الكل، اجتماعية جدا، لا تحمل للدنيا أى هم، تواجه مشاكلها بصدر رحب )
في الغرفة عند أمل
فرح بمرح مصطنع: إيه يا أمولة زعلانة ليه؟ يعنى هو من امتى كان معانا يعنى؟
أمل ببكاء : زعلانة على سنين عمرى اللى راحت على الفاضى.
فرح بحزن مصطنع : لا لا يا أمولتى راحت على الفاضي إزاى، وأنا إيه ده أنا أكبر مكسب لأى حد في الدنيا.
ضحكت أمل على مشاكسة ابنتها، فهى الوحيدة القادرة على إخراجها من أى حزن.
فرح : يلا يلا نقوم نعمل أى حاجة ناكلها، سيبك منه يلا بينا.
قامت أمل تلبية لرغبة ابنتها، نظرت ناحيتها فرح بكل حزن وتجمعت دموعها في عينيها وجاهدت كثيرا ألا تهبط فهى تكره الضعف خصوصا أمام أى أحد حتى لو كانت والدتها.
وقف حازم أمام الفيلا الخاصة بعائلته ، فيلا هادئة بسيطة تتكون من طابقين، تضم العديد من الغرف حيث تزوج جميع إخوة حازم في هذا البيت.
كم اشتاق إليهم، تنهد واستعد للدخول فهو لم يعلمهم بموعد وصوله.
تفاجأ الجميع بوصوله، فرحوا بشدة خصوصا والدته، جرت عليه واحتضنته بشدة، كان لقاؤهم مؤثرا بشدة، فلقد اشتاقت إليه، غلبت الدموع على هذه المقابلة.
نسرين بدموع : حمد لله على سلامتك يا حبيبي.
حازم : الله يسلمك يا ماما، وحشتونى جدا.
نسرين : أنت اللى وحشتنا، اعمل حسابك المرة دى هطول معانا شوية.
حازم : هطول إيه ده أنا قاعد معاكوا خلاص.
نسرين بفرحة: بجد والله يا فرحة قلبي، ده بابا هيفرح أوى.
حازم : هو بيرجع امتى من المصنع؟
نسرين : هو أنا هسيبه لما يرجع ده أنا هتصل بيه يرجع بسرعة.
ابتسم حازم على فرحة والدته، فهو سعيد بسبب رسم هذه الابتسامة على وجه أمه.
في المساء
تجمع كل أفراد العائلة لكى يرحبوا بحازم، نجد والده ووالدته وأخوته ( أحمد، على) وزوجاتهم وأولادهم، فحازم هو الابن الأكبر لهذه العائلة، تزوج أحمد وعلى في الفيلا مع والديهما.
صلاح والده: والله وليك وحشة يا حازم، مش كنت قلت لنا نيجي نستقبلك في المطار .
حازم : كده أحسن يا بابا.
صمت الجميع فالكل يعلم أنه لا يريد أن يفعل أشياء كان يفعلها في الماضي، يريد نسيان كل عاداته وأفعاله السابقة بل يريد نسيان الماضي بأكمله.
ذهب الجميع وصعد حازم لغرفته لكى ينال قسطا من الراحة، فهو لم يسترح منذ وصوله.
فى منزل فرح
تجلس فرح مع والدتها يفكرون في شكل حياتهم المستقبلية.
أمل : وبعدين يا فرح هنمشي حياتنا اللى جاية إزاى؟
فرح بتنهيدة : هدور على شغل.
أمل بتفاجؤ: هتدورى على شغل؟ طيب إزاى؟
فرح بإصرار: زى الناس عادى إيه الغريب فى إنى أشتغل، أنا مش بنت متدلعة للدرجة دى ، وأنا متعلمتش عشان أقعد في البيت.
أمل : أنت مشتغلتيش قبل كده.
فرح : الظروف بتتغير، وطالما اتحطينا في موقف لازم نبقى قده، وأنا مش هستنى فلوسه اللى كبر دماغه إنه يحطها لينا زى ما قال، لازم نشوف حياتنا ونمشيها زى ما احنا عاوزين.
أمل بفرحة : فرحانة بيك أوى يا فرح، تعبي مراحش على الفاضي.
فرح : حبيبتي يا أمولتى، بس لازم نعتمد على نفسنا، نمشي الشغالة وتطبخى لنا من إيديك الحلوة، وأنا عليا تنضيف الشقة، ها اتفقنا يا قمر؟
أمل : اتفقنا يا قلبي.
في مطعم فاخر على النيل، يجلس حازم مع أصدقائه القدامى يتحدثون عن ذكرياتهم، يطلق على هذا الثلاثي مثلث الرعب وبعودة حازم اكتمل أضلاع المثلث.
فارس : والله زمان يا حازم.
حازم: والله وحشتونى.
كريم : ها نويت على إيه؟
حازم : هستقر خلاص هنا، وهعمل شركة استيراد وتصدير وعاوزكوا معايا.
فارس : معاك يا كبير.
كريم : وأنا معاكوا.
حازم : يبقى اتفقنا، أنا هاخد شقة التجمع تبقى مقر لينا، كبيرة وواسعة وهشترى شقة تحتها وأفتحهم على بعض عشان تبقى دورين.
كريم باستغراب : بس دى الشقة اللى كنت هتتجوز فيها.
نظر له حازم بحدة أسكتته، وفارس أشار له بأن يصمت.
فارس مغيرا الموضوع : طيب عاوزين نشوف هنوضبها إزاى وبعد كده نعمل إعلانات عشان نختار الموظفين .
حازم باقتضاب : تمام، شوف أنت يا فارس موضوع التوضيب ده.
بعد شهر
وجدت فرح وظيفة فى شركة كبرى من شركات الدعاية والإعلان ، عينت في قسم العلاقات العامة وأظهرت في عملها مهارة فائقة، واستطاعت في فترة قليلة أن تكون صداقات كثيرة، فشخصيتها الاجتماعية المرحة ساعدتها على تخطى عقبات كثيرة.
تجلس فرح مع رئيسها في العمل، تشعر بتوتر كبير، فهى لا ترتاح لهذا الرجل أبدا، نظراته غير بريئة على الإطلاق، تحاول تجاهل هذه النظرات بل تتجاهل التعامل معه من الأساس.
أمجد: تقاريرك كلها ممتازة، شغلك هايل خصوصا في تنظيم ال event الأخير، حقيقي أنت مكسب لينا.
فرح بابتسامة : شكرا جدا لحضرتك، بصراحة المكان مشجع على العمل.
أمجد : واضح كمان إنك بتحبي مجال تنظيم الحفلات.
فرح : جدا جدا.
صمت أمجد قليلا ونظر لها نظرة مطولة أربكتها، ولكنها حاولت التظاهر بالقوة والثبات، ثم قام ودار حول المكتب وجلس أمامها.
أمجد: ممكن تقبلى عزومتى عالعشا النهاردة.
فرح بحدة : آسفة، مش هقدر.
قام من مكانه واقترب منها.
أمجد: ليه بس، طيب نختار يوم تانى ، واختارى اليوم اللى يعجبك.
فرح : اعفيني يا فندم، بعد إذنك.
خرجت فرح متوترة وأسرعت إلى مكتبها.
أروى: مالك يا بنتى بتجرى ليه؟
فرح بتوتر : مفيش.
أروى : اهدى اهدى، خدى اشربي ميا.
بعد دقائق
أروي : إيه أحسن الوقت؟
فرح مغمضة عينيها : الحمد لله.
أروى: إيه اللى حصل، أكيد الزفت أمجد.
فرح : هو في غيره، مش عاوز يسيبني في حالى، والله بفكر أجيب رقم مراته وأكلمها.
أروى : يعني هى مش عارفة، أكيد عارفة بلاويه.
فرح : أنا قرفت والله، لولا إنى محتاجة الشغل مكنتش قعدت ولا ثانية.
أروى : استهدى بالله وربنا يبعده عنك.
فرح : يارب.
في شركة حازم
فارس : إيه رأيك في الشغل العالى ده ياعم حازم؟؟
حازم : تمام.
فارس : يا أخى قول لى كلمة حلوة تفتح بيها نفسي حرام عليك.
حازم : اخلص بقى ورانا شغل كتير.
فارس : حاضر يا باشا.
حازم : هنستلم امتى؟
فارس : آخر الشهر إن شاء الله.
حازم : حلو أوى، كمان الكراسي والمكاتب هتوصل في نفس التوقيت تقريبا.
فارس : كده ناقص نعمل إعلان عن حاجتنا لموظفين.
حازم : لا مش هينفع دلوقت إلا لما نخلص توضيب المقر، عشان الناس لازم تيجي تعمل المقابلة هنا.
فارس : تمام، وكريم بيظبط شكل الإعلان والهيكل الوظيفى للشركة.
حازم : ربنا ييسرها علينا إن شاء الله.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى