روايات

رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الفصل الأول 1 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الفصل الأول 1 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي تسكن اللوحة البارت الأول

رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الجزء الأول

الفتاه التي تسكن اللوحة
الفتاه التي تسكن اللوحة

رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الحلقة الأولى

” لو حد قالك فيه بيت مسكون بالاشباح متتكبرش وتعمل نفسك فيها راجل، مترتكبش نفس الغلطه الي انا ارتكبته ”
لان الشر ملوش آخر، وبعض اللعنات مش أشباح بل أرواح ماتت مظلومه تحمل داخلها غضب مستعر.
البيت ده مسكون يا استاذ اسماعيل، الأشباح مسيطره عليه مش بيسمحو لأي بشر يسكنه، خاطبنى عم حارس وهو بيتفحصنى بعنايه
همست وانا ابتلع نفس دخان من لفافة التبغ، ما عفريت الا بني آدم يا عم حارس ”
وكان الرجل مصر فأردف بعنايه حذره متخير ألفاظه ” انا عارف انك صعيدي وقلبك حجر لكن يا بني الامانه تحتم على اقلك الحقيقه ووضع عينيه داخل عينى وشعرت انه إختار ان يقيم داخلها للأبد ” ” ، مش عيب الإنسان يكون جبان أحيانآ يا استاذ اسماعيل!؟
فلم يكن منى إلا أن همست ” هات المفتاح يا عم حارس واتكل انت علي الله ، “” متنساش تبعتلي البنت الي قولت عليها تنضف البيت ”
وأطلقت تنهيده مكبوته، فأنا اضيق بكلام البشر ولا احتمل ان تستمر محادثه مع كائن بشرى أكثر من دقيقتين
رفع العم حارس يده بعد أن أدار لى ظهره المنحنى الرفيع وغمغم هابعتهالك حاضر ____
البيت من طابقين، ذو طابع فكيتوري ، أعجبني تنظيمه جدا من الداخل ، احب الروح الغربيه في الديكور والترتيب واختيار الألوان، أعشق الفوضاويه الكانوتيه على جدران الشقق والمنازل وهذا البيت القديم “” وكانت الاشجار تنتشر خارج البيت بعشوائيه لكنها مخضره وكثيفه وتشقشق فوقها العصافير وقناة رى تمر امام الحديقه مهشمة السياج تنبع من ساقيه تحيط بها أشجار الصفصاف الوارفه إلى شمال البيت تمنح النفس سكينه وراحه وتشق الحقل الشاسع فى مجراية بنيت من طوب ابيض
ارجيحه مكسوره معلقه بحبل فى شجرة كافور تتوسط الحديقه الخارجيه وقد نبتت فى فروجاتها الحشائش تعبث بذكريات الطفوله
انزلت الحقيبه، ورأيت فتاه هيفاء مقتحمه القصر نحوى ، اندهشت انها شابه عشرينيه مش بنت صغيره خاصه اني صغير في السن زيها ”
متوسطة الطول، مرتديه جيبه ضيقه قصيره بلون الكرز وبلوزه صفراء بلون زهرة عباد الشمس، كان شعرها سارح علي كتفها بتمرد” ملامحها حلوه ” ‘ولفت نظرى ان ملابسها بها تمزقات رغم أنها جديده، مش كده بس بل ماركة ديفاكتو ، ابتسمت مكنتش اتوقع اشوف كده فى قريه متطرفه زى كده، التلوث الحضارى لم يترك ولا بقعه فى أرض م.
قلت لها فى استعجال وانا اتأمل جمال طلتها، انتي الي هتساعديني في ترتيب البيت؟
قالت ايوه انا، وكانت نبرتها رصينه وبدت لى متمرسه فصيحه
قلت بغم وانا ادعس عقب السيجاره، طيب هنعمل ايه؟ الدنيا متكركبه اووى؟؟
همست وعينيها معلقه بلوحه ل يوهانس فيرمير لعائله صغيره تقيم فى منزل متواضع ملتفه حول مائدة الطعام تنيره شمعات قائله ” كل حاجه هتبقي تمام ”
ظللنا ننقل المقاعد والطاولات مع بعض وننضف تحتها، امسح الزجاج وهي تنظف الارضيات بدقه وعنايه
سالتها ” اسمك ايه؟؟ قالت بتنهد مثير اسمى سيرا ” وانت؟
اشحت بوجهى لبعيد ورفعت يدى كأننى أؤدى قسم وقلت اسمي اسماعيل
وبدا انها استغربت الأسم، لكن لم تعلق ”
واحنا بنضف حاولت أن اخلق حديث معها فسألتها انتي عارفه ان البيت ده مسكون بالاشباح؟
قالت اه، بس الأشباح مش بتطلع بالنهار عشان كده اخر شغلي معاك غروب الشمس؟
قلت بسخريه مدفونه// تخافى الأشباح؟
قالت بحياء // ومين مش بيخاف من الأشباح؟
قلت بلامبلاه ” انا!
نظرت نحوى سيرا وعلي وشها ابتسامه رطبه كفيله بكسر حرارة الجو ورطوبته وعندما امعنت النطر فى عينيها اللوزيه قالت كويس ”
” لكن لو انتي بتخافي من الأشباح جيتي ليه تساعديني؟
وشعرت ان سؤالى ازعجها، من غير ما تبص عليه قالت الأشباح مش بتطلع في النهار بتطلع في الليل بس قلتلك.
خلصنا الدور الأرضي وطلعنا فوق، نضفنا الغرف
وكان الوقت اتأخر شويه، قالت هنسيب السطوح لبكره
القصه بقلم اسماعيل موسى
انت كده كده مش هتطلع السطوح صح؟
قلتلها يمكن ملقيش وقت
قالت احسن! وكانت تعنى قولها
خلصنا نضافه واديتها أجرتها، سألتها هتيجي بكره؟
قالت ايوه هاجي، انت بتحب الموسيقى؟
قلتلها طبعا بحبها
طيب ابقي اسمع موسيقى بالليل، فيه جهاز جارناموف هنا
هتلاقي مودزرات عارفه؟، وانا مندهش قلتلها ايوه عارفه
تشايكوفيسكي وبيتهوفن وباخ وغيرهم، قلتلها حلو بحبهم
قالت وانا كمان بحبهم، لما اضطريت ابات في المنزل ده كنت بشغل الموسيقى وعمري ما ظهرتلي حاجه
انتي كنتي بتباتي هنا وحدك سألتها؟
كانت الشمس غابت، وتركت شفق احمر خلفها، قالت انا لازم امشي دلوقتى حالآ
نتقابل بكره لو كنت لسه موجود قالت كده
ومشيت، وكان فى مشيتها شيء محبب وغريب تحب النظر اليه ثم ما لبثت ان اختفت وقت شرودى
وكان الرجل الذى يدير الساقيه قد أوقف الرى وارتدى سديرى ابيض ووضع قبعه فوق رأسه وحمل قفه جمع فيها اشيائه فوق كتفه معلقه بعصا
وكنت واقف على باب البيت عندما لوح لى بيده المشققه ولحيته البيضاء تقطر ماء
وهمس من بعيد لكنى سمعته فى حفظ الله، قلت فى آمان الله، ثم خطى الطريق المترب وابتعد عن ناظرى هو الآخر

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاه التي تسكن اللوحة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى