روايات

رواية العوض الجميل الفصل الثالث 3 بقلم ريهام أبو المجد

رواية العوض الجميل الفصل الثالث 3 بقلم ريهام أبو المجد

رواية العوض الجميل الجزء الثالث

رواية العوض الجميل البارت الثالث

العوض الجميل
العوض الجميل

رواية العوض الجميل الحلقة الثالثة

حياء: رحيييييييم
حازم بغيرة: اي دا هو انتم تعرفوا بعض.
رحيم كان هيتكلم بس حياء اتكلمت بسرعة وقالت: تقدر تقول حاجة زي كدا، أصله قريب ماما من بعيد.
حازم حس انها مش كويسة فقال: تمام يبقى كدا نبدأ في الشغل على طول.
حياء: يا ريت يا مستر حازم.
رحيم اتكلم بغضب: حضرتك طلبتني يا باشمهندس حازم ممكن اعرف اي المطلوب مني؟
حازم: الأنسة حياء هتابع معاك الشغل، يعني هتبعتلك الفاكس مترجم، لأنها هي الوحيدة في الشركة تقدر تتواصل مع المندوب الكوري، فدا هيسهل عليك الشغل واي حاجة ترجعلي أنا وأنا هتواصل مع الأنسة حياء تمام كدا.
رحيم بإستغراب: تتواصل مع المندوب ازاي ولي؟
حازم بحزم: عشان هي معاها اللغة الكورية فهي بتساعدنا غير انها معاها الإنجليزي والألماني ودا بيسهل علينا كتير، عشان كدا هي المساعدة بتاعتي.
رحيم انصدم ازاي مكنشي يعرف انها شاطرة كدا وأنها معاها ٣ لغات، وافتكر أنه عمره مسألها على حاجة تخص تعليمها ولا اي حاجه، وقتها بس حس بالخسارة، وندم أنه سابعا وراح خانها مع واحدة أقل ما يقال عنها أنها مكانها الزبالة، وأقل من حياء بكتير أصلًا ما فيش وجه مقارنة بينهم، إحساسه بالنقص لما بيكون معاها خلاه يعمل كدا كان عايز يفرض نفسه ومحسش بدأ غير مع مرفت بنت عم حياء اللي طول عمرها بتغير منها وهو كدا افتكر أنه حس بقيمته لكن للاسف محصلشي.
حياء: مستر حازم اعتقد كدا إني ممكن امشي ولا مطلوب مني حاجة تانية؟
حازم بهدوء: لا يا آنسة حياء كدا تمام تقدري تتفضلي وشكرًا على مجهودك النهاردة.
حياء بإبتسامة بسيطة: دا شغلي يا فندم.
وخرجت حياء ورحيم استأذن بسرعة عشان يلحقها هو نفسه تديله فرصة وتتكلم معاه، حازم لاحظ أنه مستعجل فحس إن فيه حاجة، فقرر ينزل وراه وهو كدا كدا خلص الشغل، أما حياء كانت نازلة وهي خلاص مش قادرة مكنتشي متخيلة أنها بعد اللي حصل هتواجهه، لا وكمان هتشتغل معاه هي لحد دلوقتي مش عارفه هي وافقت لي يمكن كانت عايزة تثبت لنفسها أنها قوية وأنه ميفرقشي معاها، هي عايزة تتخطى الماضي بكل أوجاعه، وفي وقت سرحانها سمعته بينادي عليها، ايوا أكتر صوت هي بتكره في حياتها، الصوت اللي لسه كلامه بيدور جواها وبيقهرها، مهتمتشي وملتفتشي حتى ودا دايقه لأنه دايما بيحب يمارس نقصه عليها بس دا كان زمان دلوقتي حياء بقت إنسانة تانية.
رحيم: حياء استني.
حازم نزل وسمع صوته وهو بينادي عليها بس لاحظ انها مش بتقف ولا حتى مهتميه، فوقف يشوف هيحصل اي.
وفجأة رحيم جري وشدها من إيدها جامد وبيقول: أنا مش بنادي عليكي يبقى تقفي.
طبعًا حازم الغضب اتملك منه ازاي حد يلمسها كدا، قرر أنه يعلمه الأدب ولسه بيتقدم عليه، أنصدم من اللي شافه ورد فعل حياء.
حياء ضربته قلم جامد وقالت: أنت متخلف ازاي يجيلك الجرأة أنك تلمسني وتمسك إيدي كدا أنت اتجننت.
رحيم حط إيده مكان القلم ومصدوم مش مستوعب اللي حصل من شوية.
حياء: من هنا ورايح تحترم نفسك ومتنساش نفسك، ولو فكرت مجرد تفكير أنك تقربلي همحيك من على وش الدنيا، مش أنا اللي يتعمل معايا كدا، أنا محدش لمسني قبل كدا وأنت أكتر واحد عارف ولا ناسي، ومش على أخر الزمن واحد زيك ميسواش حاجة يلمسني، وقسمًا عظمًا لو اتكررت تاني لهكون كاسرالك إيدك زي ما كسرت عينك دلوقتي قدام الناس فااااهم ولا اعيد تاني.
حازم كان مزهول وفخور بيها اووي، وبيفكر ازاي بنت رقيقة زيها اللي صوتها حتى مش بيطلع الا فين وفين تكون بالقوة دي، وفرح اووي أنها بتحافظ على نفسها مش زي باقي البنات اللي فقدوا اخلاقهم، والتأكد أكتر إنه عرف يختار فعلًا وقلبه بقى ملك أعظم إنسانة شفتها عيونه.
رحيم فاق من صدمته وقال: انتي بتضربيني يا حياء طب والله لأربيكي، وجاي يرفع إيده عشان يردلها القلم في اللحظة دي حازم مسك إيده وقال: أنت مجنون يالا، أنت عايز تمد إيدك عليها، اي خلاص اتجننت دا أنا اللي هكسرلك إيدك.
رحيم: يا باشمهندس ما أنت شايف انها مدت إيدها عليا من غير ما اكلمها.
حازم ضحك وقال: وأنا بقى هصدقك مثلًا، أنا شايف كل حاجة زي ما الموظفين شافوا، وشفناك وأنت بتنضرب كمان، وبعدين أنت فاكر أنك كدا راجل لما تمد إيدك على بنت.
وبعدين مسكه من ياقته وقال: أنت عارف لولا أنها اخدت حقها بإيدها وأدتك قلم حلو كان زمان الإسعاف وخداك من تحت إيدي، بس دا ميمنعشي إني أخد حق أنك فكرت تأذيها وأنا موجود وضربه بوكس في وشه منخيره جابت دم، وقال بشر: قسمًا بالله لو لمحت ضلك بس قريب منها أو من الشركة لهمحيك من على وش الدنيا، وأعتبر نفسك مرفوض ومش هتلاقي شركة تلمك عقابًا ليك.
رحيم مصدوم بس مش زي صدمت حياء أنه دافع عنها كدا وبيتكلم عنها كدا، لأول مرة بعد وفاة والدها تحس أن ليها ضهر وسند، أول مرة متكونشي خايفة كدا، أول مرة تحس بالأمان اللي كانت فقدته مع رحيل والدها، بصتله بحيرة وإعجاب بس نهرت نفسها وغضت بصرها واستغفرت ربنا، وفاقت من شرودها وإحساسها على صوت زعيقه وهو بيقول لرحيم: يلا اطلع بره يا قذر.
رحيم قال: والله ما أنا سايبك يا حياء وهكسر مناخيرك اللي طالعة في السما زي ما كسرتها زمان يا بنت خالتي.
حياء بتحدي وثقة: أنا بنت اللواء وجدي يا رحيم يعني مبتكسرشي، وإن كان خيالك المريض صورلك إنك كسرتني تبقى غلطان أنا اللي كسرتك زمان، أنا اللي كسبت مش أنت بدليل قهرتك دي، فوق بقى واعرف إني غلبتك وإني أنا اللي كسرتك وجرحت رجولتك اللي هي اصلا معدومة عندك، أنا هفضل طول عمري نجمة في السما مش هتقدر تطولها مهما عملت، أنا مش ضعيفة أنا اقوى منك بإيماني وربي، ومتنساش أنا مين وأه متنساش القلم بتاعي عشان تبقى تفتكرني بيه.
رحيم بكره وغضب: هندمك وهتفضلي كدا لوحدك طول عمرك، وهفضحك في الشركة كلها.
حياء بثقة: اللي بيخاف من الفضيحة اللي بيكون عامل عامله، وأنا الحمدلله معملتش حاجة أخاف منها، مش قولتلك أنك غرقان في غرورك وبتحاول تثبت أنك كسبت بس أنت خسران، وأنا مش لوحدي أنا حواليا ناس بتحبني وبتتننى ليا الرضى انما أنت كول عمرك لوحدك والكل كرهك بسبب عمايلك ومتنساش إني أنا كمان سيبتك ورميتك للزبالة اللي شبهك واللي هي كمان سبتك أول ما لاقت غيرك، أنت كنت مجرد وسيلة ليها عشان تغيظني بس للاسف أنا حطمت طموحاتها لأنك متفرقشي معايا، يعني أنت ولا حاجة ومحدش بيحبك ولا هتلاقي حد بيحبك وخليك واثق من كلامي دا.
حازم حيران مش عارف بيتكلموا عن أي بس حاسس إن حياء مخبية سر كبير وإن ورى القوة دي جرح كبير وهو نفسه يمحيلها كل جروحها ولو طال يديها عمره هيدهولها بس تكون سعيدة، بس في نفس الوقت الغيرة اتملكته لانه فهم من كلامها أنهم كانوا مرتبطين أو كان في بينهم حاجة مش زي ما هي قالت إنه قريبهم من بعيد، وعايز يعرف بس هي اللي تحكيله لأنه محتاج يسمعها.
رحيم مشي وهي فضلت واقفة وسمعت صوته بيقولها: أنسة حياء أنتي كويسة؟
حياء: الحمدلله كويسة اووي، اول مرة أكون كويسة كدا.
حازم مش فاهم حاجة بس قال: أنا أسف.
حياء: بتتأسف لي يا مستر حازم حضرتك معملتش حاجة بالعكس أنا اللي أسفة إني كنت سبب في اللي حصل دا.
حازم: أنا ميهمنيش حاجة غيرك، يهون كل حاجة بس المهم تكوني كويسة، ولو لسه مدايقة والله هروح وراه اضربه تاني المهم متزعليش.
حياءبتوهان: أنت ازاي كدا، ازاي بتصلح حاجات أنت ملكشي دخل بكسرها.
حازم: مش فاهم بس أنا عايز أقولك أنك مش غلطانة وأنك شجاعة، ولو مكنتيش أخدتي حقك أنا اللي كنت هزعل منك.
حياء: متشكرة لحضرتك جدًا، أنا بابا علمني إني اواجه وأخد حقي بنفسي عشان محدش هيجبهولي.
حازم: ربنا يبارك في والدك، فعلًا هو أحسن تربيتك.
حياء بخنقة: بابا الله يرحمه يا ريته كان موجود جنبي مكنشي كل دا حصل، بس دي حكمة ربنا وأنا راضية وبتمنى يربط على قلبي.
حازم: أنا اسف حقيقي مكنتش أعرف.
حياء بصوت مرتفع: ولا يهمك.
وفي اللحظة دي حست أنها خلاص بدأت حصونها تتهد ودموعها هتعلن حريتها خلاص فمشيت بسرعة وراحت قعدت قدام البحر في مكانها المفضل، وهنا أطلقت لدموعها العنان، وأعلنت استسلامها، وقالت من بين دموعها: لي يا رب أشوفه تاني، أنا مكنتش مستعدة للمواجهة دي بس مع ذلك أنت ادتني القوة اللي قدرت أخد بها حقي بس أنا خايفة ومحتارة مش عارفه فين الطريق، خايفة أضل طريقي بسبب جروحي والماضي اللي بيطاردني في كل مكان، يا رب أنا محتاجاك دلني على الطريق الصحيح، عوضني خير عوضني بشخص ينسيني الماضي ويمسك إيدي للطريق الصحيح.
فجأة جاتلها مسدج فتحتها مكتوب فيها: دموعك غالية وأنتي أغلى، انسي الماضي وامسحي دموعك وواجهي الدنيا، واجهي مشاكلك، انتي قوية مش ضعيفة وأنا فخور بيكي وحقك على قلبي أنا.
فرحت اووي لما لاقت الرسالة دي وابتسمت حست إن دي إشارة من ربنا، جتلها مسدج تانية مكتوب فيها: يومًا ما سأضع رأسك على كتفي وستخبريني بكل ما يؤلمك، أمسح لكِ دموعك وأخبركِ أنك أجمل ما رأت عيني، فقط أنتظريني سأتي قريبًا.
يااااه قد اي الإنسان بيطمنه كلام وبيسعده كلمات قليلة، في لحظة حالها كله اتبدل مبقتشي عارفه هي حاسة بإي هي فرحانة اووي بالرسايل دي وبالذات أنها دائمًا بتيجي في الوقت الصح، بس خايفة تغضب ربها، وفي نفس الوقت عندها فضول تعرف مين دا؟
جات تمشي بتبص جنبها لاقت وردة زرقا، اللون اللي بتحبه في الورد استغربت وخافت تاخدها لتكون بتاعة حد بس وصلها مسدج بتقول: الوردة دي لأجمل وردة عارف أنك بتحبي اللون دا، أوعدك المرة الجاية الوردة دي هتكون من الورد اللي هنزرعه سوا من أجل عيونك.
هنا حقيقي انهارت كل حصونها ومدت إيدها للوردة وهي مبسوطة وقربتها منها وشمت عبيرها، قد اي القلب دا ضعيف وهش وبيقوى باللي يراعيه.
قامت وهي سعيدة ونسمات الهوى بتداعب وشها، وهي واخدة الوردة وكل شوية تشمها وتضحك، وبعدين وصلت البيت وكالعادة لقت أية ومامتها مستنينها وقلقانين لأنها اتأخرت عن ميعاد وصولها.
حكمت: حياء يا حبيبتي أنتي كنتي فين؟ أنتي كويسة أنا حسيت أنك مش بخير.
أية: أها أنا من ساعتها بهديها وهي تقولي لا بنتي مش كويسة، هو أنتي كويسة يا حياء؟
حياء أخدت مامتها في حضنها وقالت: دايمًا حاسه بيا يا حبيبتي، ربنا ميحرمنيش منك، أنا اها مكنتش كويسة بس حاليًا أنا الحمدلله ومرتاحة اووي بعد الوقت دا كله أخيرًا بقيت بخير.
حكمت: اي اللي حصل يا حياء طمني قلبي يا بنتي.
حياء: هحكيلكم كل حاجه، وبدأت تحكي ومامتها مصدومة والغضب اتملك منها.
أية: لا دا زودها اووي مينفعشي نسكتله يا طنط، كنتي رني عليا وأنا أجي اكسره.
حياء بضحك: اهدي يا أيوش أنا قومت بالواحب، وكمان حازم قام بالواجب وزيادة.
أية حست بحاجة غريبة في حياء بس مرضيتشي تتكلم قدام مامتها.
حكمت: أية عندها حق هو زودها أنا لازم أكلم أمه.
حياء: وهي هتعملك اي يا ماما، دا واحد معندهوش أخلاق ولا دين مستنيه منه أي دا ممكن يكون بيعامل مامته اسوء من كدا.
حكمت: تستاهل ما هي السبب في كل دا، هي اللي خلته يعمل كدا، مش عارفه دي اختي ازاي طول عمرها بتكرهني بدون سبب والغيرة عامية قلبها.
حياء: بصي يا ماما اللي فات مات وهم ميقدروش يعملوا حاجة، صدقيني ربنا بيخلص الحقوق، تعرفي أنا اكتشفت أنه زي ما خاني معاها هي خانته مع أقرب صاحب ليه.
حكمت وأية بصدمة: اي ازاي.
حياء: مستغربين لي ما الخيانة عقابها الخيانة، ومرفت طول عمرها كدا وطول عمرها بتغير مني، هي عمرها ما حبته هي بس كانت عايزة تاخده مني وتثبت لنفسها أنها أحسن مني بس هي محسبتهاش صح، ولما لاقتني رميته ليها بقى ملوش طعم بالنسبالها لأنها عرفت انها معرفتشي تكسرني عشان كدا دورت على غيره، وبجد بحمد ربنا أنه خلصني منه قبل فوات الأوان.
حكمت: عندك حق يا بنتي، أنا وأبوكِ عرفنا فعلًا نربي ربنا يحفظك ليا يا حبيبتي، وربنا يرزقك بالزوج الصالح والعوض الجميل قريبًا.
أية بحزن مصطنع: طب وأنا يا طنط ملييش نصيب من الدعوات دي.
حكمت: لا ازاي دا انتي بنتي اللي مخلفتهاش، أنتي فعلًا ونعم الصديقة، أنتي وقفتي مع حياء كتير وأثبتي بجدارة أنك فعلًا أخت.
أية بحب: أنتي بتقولي اي يا طنط حياء دي أختي وأنتي أمي الثانية، أنتي عوضتيني عن أمي اللي خسرتها وحضنك دايمًا كان مفتوحلي، وبعدين احنا عيلة مفيش بنا الكلام دا.
حكمت حضنتهم هم الأتنين وقالت: ربنا يفرحني بيكم يا حبايبي، ويباركلي فيكم.
اليوم عدى وحياء مبطلتشي تفكير، وتاني يوم كان أجازة ويوم الجمعة دا لي طقوس عند مامتها، وصحيت كالعادة على صوت زعيق أية.
أية: هو أنا يا بنتي المنبة اللي أهلك أشترهولك.
حكمت من برا: بتقولي حاجة يا أية.
أية: لا يا حبيبتي بقول عليكي كل خير.
حياء ضحكت وقالت: قلبتي كتكوت بسرعة دي طلعت حكمت دي مسيطرة جامد.
حكمت: بتقولي حاجة يا قلبي.
حياء: لا يا حبيبتي منحرمشي.
أية بضحك: دي الدنيا طلعت دوراة فعلًا.
وفضلوا يضحكوا وبعدين فجأة أية سكتت وبتبص لحياء بنظرات مش مفهومة ومركزة معاها اووي.
حياء: اي دا مالك لا أنا بنت ناس وكله إلا التحرش.
أية بضحك: منك لله تحرش اي.
حياء: ما انتي اللي مش مظبوطة، ها يلا قولي اللي في بالك سمعاكي.
أية: عرفتي ازاي؟!
حياء: يا بنتي أنا حفظاكي أكتر من نفسك.
أية: طيب هسألك سؤال وجاوبي بصراحة.
حياء: حاضر قولي.
أية: أنتي بتحبي حازم؟ أو حتى معجبة بيه؟
حياء بصدمة: أنتي بتقولي اي يا أية.
أية: مدام قولتي أية مش أيوش يبقى بتتهربي مني وهتكدبي عليا.
حياء: لا مش هكدب، بصي أنا نفسي مش عارفه بس الفترة الأخيرة حسيت إني مشدودة لي مش عارفه لي، ولأول مرة امبارح أحس إن ليا ضهر وسند من بعد موت بابا، حسيت وهو جنبي إني قوية اووي ومش ضعيفة، كنت لأول مرة في حياتي أكون فرحانة كدا، منكرشي إني بحس منه أنه معجب بيا بس برجع أقول لا مش معقول، أنا كنت فاكرة إني بحب رحيم بس لأول مرة اكتشف إني عمري ما حبيت قبل كدا، اكتشفت أن الحب هو أنك تقوي بحبيبك، أنه يقف قصاد اللي يزعلك وأنه يجبلك حقك ولو على موته حسيت الإحساس دا مع حازم لما شوفته امبارح وهو بيدافع عني وازاي بيتكلم عني فرحت اووي حسيت إن هو دا اللي محتاجة لي هو دا الزوج الصالح، بس برجع أقول دي شهامة منه بس أنا خايفة قلبي يتعلق بغير الله، أنا مش هستحمل إني احبه واتوجع يا أيوش.
وبدأت تعيط وكملت: بصي أنا أخدت قراري أنا هقدم استقالتي واللي يحصل يحصل، لازم ابعد عنه مش عايزة قلبي يتفتن، أنا عارفة إن القلوب بيد الله بس أنا مش عايزة اعصيه أنا بجاهد نفسي والله عشان استحق حب ربنا ليا، أنا هبعد ورزقي على الله هشوف شغل تاني وحتى لو ملقتشي مش مشكلة معاش بابا كبير والحمدلله وهيكفينا وربنا سترها معانا، المهم إني ابعد وعايزاكي تساعدني اقنع ماما بأي سبب.
أية بدموع: يااااه يا حياء أنتي شايله كتير اووي يا صاحبة عمري، صدقيني ربنا هيكرمك، ومدام تركتيه لله فربنا هيرزقك بيه صدقيني.
حياء: يا رب يا أيوش ربنا يجبر قلبي.
وبالفعل اقنعوا مامتها بسبب عشان توافق وتتهرب، وراحت الشركة تاني يوم ومعاها أية، ودخلت لسلوى لقتها قاعده ابتسمت وقالت لأية تعرفي إن سلوى هتوحشني اووي.
أية: سلوى بس.
حياء بصتلها بغيظ وقربت من سلوى وقالت: صباح الجمال على أجمل سلوى.
سلوى بحب: حياء حبيبتي وحشتيني اووي، طمنينى عنك، واحكيلي اي اللي سمعته امبارح دا.
حياء: انا بخير الحمد لله يا حبيبتي، وهبقى أحكيلك بس مش دلوقتي، بس هو ممكن تبلغي مستر حازم إني محتاجة أقابله.
سلوى: حاضر بس أنتي مالك متغيرة لي؟
أية: أصلها هتقدم استقالتها.
سلوى: اي ازاي ولي؟ طب وأنا ههون عليكي تسبيني بعد ما أتونست بيكي يا حياء.
حياء: معلشي يا حبيبتي أنا مضطرة اعذريني، وبعدين احنا هنتكلم دايمًا احنا خلاص صحاب.
سلوى بحزن: هصدقك يا حياء، بس يا رب مستر حازم ميوافقشي.
حياء: لي كدا بس، هيوافق وبعدين أنا هسيب الشركة حتى لو هو مش موافق.
سلوى بصتلها بحزن وبعدين استأذنت حازم ودخلت حياء وهو فرح اووي أنه شافها كانت وحشاه اوي، بس حس أنها حزينة ومتغيرة.
حياء: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
حازم: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، ازيك يا أنسة حياء.
حياء: بخير الحمد لله.
حازم: عايزة تقولي حاجة؟ انتي كويسة؟
حياء: أنا كنت عايزة أقدم استقالتي وبتمنى أنك توافق عليها.
حازم بصدمة: استقالتك لي؟
حياء: مفيش أسباب بس انا مش عايزة اكمل.
حازم: طب أنا عملت حاجة زعلتك؟ ولا اللي حصل امبارح دا زعلك والله انا بس دمي اتحرق لما قربلك ومعرفتش أمسك نفسي، وأسف لو دا دايقك بس متسبيش الشركة.
حياء في سرها: يا ربي مش قادرة مش عايزة أضعف قدام تمسكه دا.
حياء: لا والله يا مستر حازم دا أنا حتى كنت هشكر حضرتك على وقفتك جنبي، بس حقيقي أنا هكون مرتاحة اكتر.
حازم بحزن: هتكوني مرتاحة وأنتي بعيد؟!
حياء:…..
حازم: طب وأنا.
حياء بإستغراب: تقصد اي حضرتك.
حازم بتسرع عشان يداري اللي قاله: أقصد يعني الشركة والمشروع والمندوب مين هيساعدني غيرك؟
حياء بتفهم: لو على المشروع فأنا معنديش مشكلة هتواصل مع سلوى وهبعتلها كل الفاكسات مترجمة لحد ما تنهتوا ومش عايز مقابل، بس مقدرشي أساعد بأكتر من كدا بعتذر.
حازم سكت شوية وبعدين بصلها بحزن وقال: لو دا هيريحك فأنا هعمل كدا أهم حاجة راحتك يا حياء.
حازم: اسف أقصد يا أنسة حياء.
حياء حبت تخرج بسرعة قبل ما تنهار حصونها قدامه، قلبها كان بيدق بسرعة اووي، وبالذات لما قال اسمها من غير القاب، أول مرة تاخد بالها أن اسمها حلو كدا، بس منه هو.
وعدى أسبوع وكانت حياء حزينة اووي بس اللي مريحها أنها بتعمل كدا عشان خاطر ربنا وعشان قلبها ميتعلقشي بكذبة، وفي الناحية التانية حازم كان حزين اووي ومش قادر على بعدها ومش عارف يعمل اي بعد ما حب الدنيا عشانها فجأة كل حاجه بقت بالنسباله ملهاش طعم.
حياء قاعدة في البلكونة وسرحانة جالها مسدج فتحتها بتقول: منذ لقائكِ تلونت سمائي، واذهرت بساتيني لا أعلم متى حدث ذلك ومتى وقع القلب في شباككِ، لا غربة إلا غربت بعدكِ، فوالله الذي أحسن خلقكِ لن تكوني إلا لي، وسيظل القلب ينبض بأحرف أسمكِ الذي يشبهكِ يا مسكن روحي.
حياء قرأت المسدج أكتر من مرة حست بإحساس غريب، حست أنها تعرف صاحبها بس للاسف مش عارفه تحدد مين، أول مرة تحس أنها محبوبة اووي كدا، وقد اي الشخص دا بيحبها، هي كانت مفتقدة رسايله من زمان، بس كالعادة بتيجي في وقتها وكأنها بتطبطب على قلبها، فضلت تفكر كتير وبعدين خلصت شغل وبعتت الفاكس لسلوى عشان تبعته لحازم، وبعد تفكير كتير نامت، وكالعادة صحيت على صوت أية بس المرة دي أية كانت فرحانة اوي وبتقولها قومي بسرعة قومي.
حياء: اي يا بنتي صرعتيني في أي حد يصحي حد كدا.
أية: مش وقته في ضيف برا وانتي هتحبي أنك تشوفيه.
حياء بعدم فهم: ضيف مين؟ اطلعي برا عايزة انام.
دخلت حكمت وقالت: يلا يا حياء يا حبيبتي قومي اجهزي عشان في حد عايز يقابلك برا.
حياء: حد مين يا ماما ما تقوله أنتم هتشقطوني لبعض.
حكمت بصرامة: يلا يا حياء ربع ساعة وتكوني جاهزة.
حياء قامت وفعلًا جهزت وخرجت مع أية لقت مامتها بتديها صنية عليها المشروبات وبتقولها ادخلي بيها، قالتلها هو أنا هدخل لوحدي.
حكمت: ايوا، وشوية كدا وهدخل وراكي.
حياء فعلًا دخلت وهي باصه في الأرض وقالت وهي بتحط الصنية على الترابيزة.
حياء: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
حياء قلبها دق بسرعة، الصوت دا مش غريب عليها، وازاي يكون غريب وهو أقرب لقلبها منها، رفعت عيونها عشان تتأكد وشهقت بصدمة وقالت: حازززززززم.
_________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العوض الجميل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى