روايات

رواية العالمة الفصل الرابع 4 بقلم سيلا

رواية العالمة الفصل الرابع 4 بقلم سيلا

رواية العالمة الجزء الرابع

رواية العالمة البارت الرابع

رواية العالمة
رواية العالمة

رواية العالمة الحلقة الرابعة

(#جواد)*اليوم تشاجرت مع والدتي واردت ان أنهي المهزلة التي عيشتنا فيها طول عمرنا..عليها ان تعلم جيدا ان صغارها اصبحوا شبانا. ومن المفروض هي من تحترمهم وترفع من شأنئهم مابين اهل القرية حتى يحترموهم بدورهم لا ان يطيحوا بهم و يدوسوا على عرضهم وهم يتلقون كل ذاك الذل بصمت دون إستطاعتهم الرد على طريقة افعالهم معهم ولو بكلمة واحدة. لانهم ببساطة لهم كل الحق في هذا…
لذى قبلت من اختي دانية ان نتحدث على انفراد بعيدا عن امي. بما انها رفضت ان تسمعني وتخضع لطلباتنا انا وإخوتي .
(#هيثم)*انا مع اخي في كل كلمة قالها لوالدتنا. فنحن اصبحنا كبارا و عمري الان مايقارب 14 سنة اصغر من جواد بعامين فقط تمنيت لو انني لم اكبر ولا ارى نفسي في وضع مخل بواقع عيشنا هذا. وضع يستصغرني ويجعلني مكبل لا استطيع فعل شيء سوى التمني ليت امي ليست بأمي هذه… ليتها كانت كبقية الامهات عفيفات شريفات واقرات في بيوتهن حتى ولو اكلهن الفقر وشرب. المهم لا احد يأتي سيرتهن بالعاطل.. فيتأذى من ورائهن افراد اسرهن.
وبالتالي لم يكن سوى الحل الوحيد ليتوقف كل هذا الألم الذي لايكاد ينتهي…وهو الرحيل.
(#جومانا)* كنت اخجل من امي ان افاتحها بموضوع الرقص وماشابه. ولكن كل صبر وله حدود.. لم اعد احب الخروج حتى لا تتأذى مسامعي ومشاعري بمناداتهم لي يا إبنة العالمة انا لي إسم. ولي كياني وشخصيتي. فلما الجميع يربطني بأمي وعائلتي.. حتى الذي إعتبرته صديق وقريب مني. ترك في قلبي جرحا لن انساه له أبدا… ففي احد المرات عندما كنت انا وبعض الاصدقاء نتبادلون اطراف الحديث. إذ بإحداهن سألت خبيب سؤالا جريئا… لو اراد ان يتزوج يوما مثلا هل يختارني انا ام يختار إحدى الفتيات التي تختارها له والدته؟ وسؤالها هذا بنته بنفسها على مارأته من انسجام وقرب مابيني وبين خبيب اكثر من قربه للاخريات….. فكان جوابه صادما.
_بالطبع سأختار ماتختاره لي امي. ويجب ان تكون بنت اصل ونسب. اما عن جومانا فهي صديقتي المفضلة وسأتمنى لها ان تحظى بشاب يقدرها ويصونها.
من ذاك كرهت ان اكون مابين اصدقاء وجيران ينظرون إلينا كأننا بنا رقعة سوداء على جبينا لا تصلح ان تندمج مابينهم مهما عملنا وعملنا… لذى افضل الرحيل من مكان يرفض تواجدنا.
(#دانية)*ثورة غير متوقعة قامت في منزلنا فجأة. بدأت بأخي جواد وانتهت بجومانا الصغيرة التي لم اتوقع ان تكون منضرة نفسيا هكذا رغم اني احاول ان اكون قريبة منها كل الوقت. كنت اظن اني مطمئنة و سعيدة من ناحيتها فانا اعتبرها محظوظة انها لم تكن من وارثي عائلة مهران في الرقص…. ولكن اكتشفت بعدها اننا بعيدون كل البعد عن بعضنا البعض. كل واحد فينا يحمل بداخله حزنا دفينا يزداد في ثقل حمولته كلما مرت الايام والسنين.. حتى اصبح اكبر من قدرة اي احد يقوم بحمل عبئه بمفرده… فكان الحل الوحيد بالنسبة للجميع ان يرحلوا عن القرية نهائيا. ويبدؤوا حياة اخرى لا احد يعلم عن ماضيهم شيئا. ويتكلمون هنا عن ماضي والدتي المشين. فكان شرطهم الوحيد قبل كل ذلك ان تعتزل والدتنا الرقص. وإلا ستبقى هنا بمفردها في القرية..
وانا من بين كل هذا الجدال واقفة بالوسط. اخفي بصمت مابداخلي ايضا كل الضرر الذي تلقيته آنفا.
وإن وضعوني كحكم فمن جهة اخوتي لديهم الحق ان يعيشوا بكرامة وعزة نفس ومن الجهة الاخرى التي تحرق قلبي فأنا التي أعلم عنها الكثير وعن مدى معاناتها ..ألى و هي امي. الذي لا احد منهم إعترف عن تضحياتها حتى اصبحوا هكذا كبارا. وكان جزاءها من قبلهم هي تهديدها بتركها لوحدها ورحيلهم عنها بدون تأنيب ضمائرهم.
من هو الظالم والمظلوم في هذه المعظلة؟ فانا محتارة مع من اقف.!؟
(#صوفيا)* لم اتوقع يوما ان يأتوا لي اولادي الذين هم من بطني يحاسبونني على افعالي ويشترطون او بالاحرى يمنحون لي فرصة ان اكون مابينهم ثانية او لا.!!
هههه امر يستدعي للضحك بعد كل تعب هذه السنين وبعد ان افنيت شبابي عليهم وبعت نفسي للشيطان من اجل لا احد منهم ينام وبطنه خاوية من الجوع. وبعد ان ألغيت احاسيسي ومشاعري وانا التي استطيع ان اعيش مع اي رجل يشير إليه قلبي أوعقلي برفاء. يأتون الان وفي كبري و عجزي يصرحون لي بكل وقاحة انني كنت نقمة عليهم وحان الوقت كي يتخلصوا منها كي يرتاحوا ويعيشون بسلام بدونها. هههههه..هههههه..ما أقسى الحياة فعلا وما اقصى ان نعيش انفسنا في وهم… وانا التي كنت اظن عندما يكبروا اولادي سينسونني كل العذاب والقهر والالم الذي رايته في حياتي ولكن.. ولكن.. للاسف لا أحد يحس إلا بنفسه.
_إرحلوا فأنا اريد البقاء بمفردي.. فإن لم اجد الخير من اولادي هل تتوقعون ان اجده في مكان اخر.. ارحلوا ولن اذرف دمعة عليكم. إنما سأذرع دموعا غزيرة على نفسي التي حرمتها من اشياء كثيرة حتى اسعدكم… هيااا ارحلوا ودعوني وشأني لأموت بسلام مابين عشيرتي.على الاقل لا احد منهم طلب مني الرحيل يوما.
(#دانية)* بعد شهر من المناقشات والجدالات مابيننا توصلنا بالاخير ان يرحل جواد وهيثم وجومانا سويا إلى قرية شجر البلوط.التي تبعد عن قريتنا كثيرا. وصدر ذلك القرار بعد رفض امي الرحيل مع ابنائها وبالتالي سنظل انا وامي ماكثين بالقرية . بما انني الوحيدة التي ارى ذاك الخوف المخبأ وراء كبرياء امي بأن تبقى بمفردها..
فامي اصبحت في سن لايسمح لها ان تعيش وحيدة. وسأكون عديمة الإحساس و الإنسانية لو تركتها انا ايضا دون رعاية خاصة بعد مافعلته من اجلي ودخلت بسببي السجن لمدة عامين كاملين.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العالمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى