روايات

رواية العالمة الفصل الخامس 5 بقلم سيلا

رواية العالمة الفصل الخامس 5 بقلم سيلا

رواية العالمة الجزء الخامس

رواية العالمة البارت الخامس

رواية العالمة
رواية العالمة

رواية العالمة الحلقة الخامسة

(#جواد)*إن سألني شخص ما إن كنت راضيا ام لا برحيلي وترك امي واختي بمفردهما خلفي؟ سأصارحه وأقول له لا..! فانا مهما يظهر علي مدى انانيتي. إلا انني لا يطيب لي العيش إلا مع جميع افراد اسرتي وحتى امي فمهما كان ستظل امي.. ولكن اصبحت الان لا اطيق ان اعيش في تلك البقعة وتلك الكنية التي يلقبونني بها منذ صغري حتى اللحظة وانا شاب بالسارق . فهم لم يغفروا لذاك الصبي الصغير الفقير المعدم الذي كان يعمل بجهد كي يستنفعوا من ورائه اموال طائلة. ان يأخذ معه عند عودته للمنزل بضع حبات فقط من الفاكهة حتى يعطيها لإخوته ويجعلهم يبتسمون بعد يوم طويل من صيامهم الإجباري… ومازاد للامر سوء هو عمل امي الذي اعتبره مخزي بالنسبة لنا.. وكم سعدت ان دانية تخلصت من الهم الذي طالها سنين طويلة و لم تعد تجبرها والدتي على إحياء الاعراس معها.
(#دانية)*قبل رحيل إخوتي طلب مني جواد ان اعتني جيدا بوالدتي وان أسامحه على مابدر منه مؤخرا فهو غصبا عنه لم يعد يحتمل المعاناة اكثر… كما جعلني اعده اليوم الذي احس به بالوحدة والغربة في وسط عشيرتي. ان ألتحق بهم فورا حيثما كانت وجهة رحيلهم المقررة. وان كان على والدتنا فهو متأكد انها ستتبع إبنتها البكر اينما ذهبت فهي متعلقة كثيرا بي انا على حسب قوله.. تعانقنا جميعنا وبكينا بكاء الاسى والإشتياق من تلك اللحظة رغم انهم لم تخطوا اقدامهم خطوة بعد للامام. اما امي المسكينة فهي إختبأت حتى لايرى احد دموع الحسرة والقهر على اولادها. فهي لا تحب الوداع. منذ ان فقدت جدي. ولحقته جدتي بعده بستة اشهر فقط بالممات. فمابالك الفقدان بالحياة لأعز الأحباب لديها.
أتذكر اليوم الذي توفيت فيه جدتي كانت أمي قد قبض عليها بتهمة قتل أحد أفراد القبيلة… ولكن ليس عمدا بل دفاعا عن النفس.وأي نفس هي إبنتها العزيزة على قلبها و التي تكون انا… لذلك في تلك الأثناء لم تحضر جنازة والدتها وكم حزنت انها لم تحظى برؤية وجهها اخر مرة. وبقيت تبكي على وفاتها كلما تذكرتها. فاصبح مع الوقت لها رهاب الفقد. كلما تحس بأحد قريب يبتعد عنها مثل إخواتها او غيرهم من الاقارب الذين تودهم يصيبها الإكتئاب.
(#جومانا)*ظننت عندما سأرحل سأكون مبتهجة وسعيدة. ولكن انا بالطريق مع أخواي هيثم وجواد إنتابني شعور غريب ألتفت للوراء. ربما اجد من تبحث عنهم عيوني.. يلتحقون بنا ويطلبون منا ان ننتظرهم حتى نكمل المشوار معا. ولكن كل هذه تخيلات. فلا اختي ولا امي قد يفعلان ذلك…فهما لن يلاحظا غيابنا حتى.. الإثنتان مكتفيتان ببعضهما البعض فأرواحهما متعلقة بالأخرى. فأينما كانت امي تكون دانية والعكس. ومازاد تعلقهما لبعض يوم ظنت امي ان دانية قد قتلت على يد مجرم من احد ابناء الضيعة.إذ كانت والدتي ودانية تحييان الفرح مع الفرقة التي أصبحت مصاحبة لأمي في كل الاعراس التي تقوم بحضورها..في ذلك الوقت كان الجميع مستمتع ومعجب ببراعة رقص دانية وهم يصفقون و ينقطون عليها النقود إذ بشاب ظهر فجأة مخمور يحمل بيده سكين يطلب من دانية ان تتزوج به اللحظة..فأمسكها من ذراعها وهو يجرها معه بعيدا عن المدعوين الجالسين في الحوش الكبير تحت تهديد ان لا احد يتجرأ ويحاول ان يتبعه وإلا قتل الفتاة التي معه…وبالطبع خاف الجميع إلا واحدة منهم وهي أمي. قامت بالركض نحوهما وطلبت منه بهدوء ان يترك إبنتها وشأنها.والمضحك في الموضوع ان المخمور كان يقول لها أن إبنتها اصبحت ملكا له فهو يحبها ويعشقها منذ مدة.. فقامت امي بذكائها ان تلهيه بالكلام حتى يترك دانية.ولكنه تمسك بها اكثر واستشاط غضبا عندما تمادت امي بالإقتراب منهما.فأخبرها انه سيتخلص من دانية حتى لا يأخذها منه احد غيره.ولولا سرعة امي نحوه وضربها إياه بالعصا على رأسه.لكانت اختي الان مابين الاموات خاصة ان السكين قام بجرح كتفها بينما كان الشاب يسقط ارضا إثر الضربة..ولكن الذي لم يتوقعه احد ان تلك الضربة كانت قاضية و اردعت الرجل قتيلا .
لا ادري لما تذكرت هذه الواقعة المؤلمة. فهي زادت على كبس انفاسي وضيق في صدري… اردت لحظتها ان اطلب من اخي جواد يعيدني من حيث أتيت فأحضن امي واقبل قدميها ربما تسامحني على غلطتي التي لا تغتفر. فانا من الان احس بفقدانها والإشتياق إليها.. ولكن… لكن.. للأسف فات الاوان على ذلك. فنحن شرفنا على الإقتراب من الضفة التي تصلنا إلى قرية شجرة البلوط..املي بعد كل هذا العناء ان نجد فيها فقط السلام والإطمئنان اللذان نفتقداه طول حياتنا.
(#هيثم)*وصلنا اخيرا إلى القرية المقصودة. يبدوا عليها الهدوء وأهلها طيبين جدا. فمنذ ان وصلنا ساعدنا اكثر من شخص حتى نجد بيتا نستأجره.. ولم يطل الامر كنا انا وإخوتي تحت سقف واحد لمنزل شره يمد بالحياة.. ولولا هناك نقص في سعادتنا بعدم وجود امي ودانية معنا. لكان الوضع أريح بكثير.. لا أدري كيف ستكون حياتي بدونهما. فانا ألفت وجودهما وخاصة دانيا فهي تلعب دور الام البديلة التي تعتني بقضاء حاجياتنا في كل واي وقت منذ ان كنا صغارا. حتى اللحظة فهي لم تتخلى عنا ونحن بعيدون عنها كل البعد. إذ نفسها من منحتنا النقود التي إدخرتها من عملها السابق.. كي نسير بها امورنا. حتى نستقر ونجد بعدها عملا نكسب من خلاله قوت ايامنا لكل منا..
تلك الفتاة كم قلبها كبير ويسع للجميع انا اسف على بدران انه خسر فتاة مثل اختي دانية فهو لن يجد مثلها في الكون بأسره.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العالمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى