روايات

رواية الصندوق الفصل التاسع عشر 19 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل التاسع عشر 19 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء التاسع عشر

رواية الصندوق البارت التاسع عشر

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة التاسعة عشر

عندما عاد سالم من الحفل و أبدل ملابسه و من ثم اختلي بنفسه ع مهده، تذكر ما دار الليلة بدايةً من ذلك اللورد السياسي البارع الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، استغل ما فعله دارسي لصالح خطته و أدار الموقف بدبلوماسية واضعاً يده في يد سالم ليضمن تأمين غذاء جنوده و كم يؤلمه أنه أُجبر علي ذلك الاتفاق ثم مروراً بالأميرة التي أطلقت السهام ع قلبه للمرة الثانية و فوق ما فعلته فهو مضطر ليقوم بدور المصلح بينها و بين حبيبها، تأوه بألم ثم شعر برغبة في رؤية توأمي عاصفة، نزل إلي أسفل ثم إلي الاسطبل و جلس أمام عِزة،نظر لعينيها القويتين رغم ان عمرها يومين كان يلومها بعينيه كما لو كانت كاريمان، ود لو استطاع قول الكلام الذي أراد قوله لها ..
تخيلها امامه مباشرةً و قال لها : لا تفعلي .. لا تعودي له، جهدك الذي تبذلينه لأجله ربما كنت لن تحتاجينه لو نظرتِ لي، لو رأيتني بعين الحب حتي عندما ساعدتينني كان ذلك بدافع انساني ليس إلا …
استفاق من لحظة انكساره هذه و قام و نفض عنه روح الهزيمة التي لا يقبلها ثم قال لنفسه بصوت مسموع : من تلك حتي تكسرني، عد لرشدك و صوابك.. انت سالم الذي تهتز لها مقامات و قمم .. ليس هذا انت .. قم و انفض عنك هذا الانهزام .. لا يليق بك
عاد إلي مضجعه و غفي بصعوبة شديدة بعدما حاول تخفيف وطأة ما حدث علي نفسه و تهوين ما هو موكل للقيام به، كبرياءنا قد يمنعنا من إظهار الضعف أو الألم لكن جسدنا حتماً سيعبر بطريقةٍ أو بأخري
_____________________________
انتهي فصل ” لا تفعلي ” علي ألم سالم العميق و هنا أغلق يوسف الكتاب فقال علاء متهكماً كعادته : سالم ده كل ما يقرب من كاريمان تقوم لطشاه قلم و ياريته بيحرم
يوسف ب حيرة: أنا بفكر ف حاجه تانى… تفتكر ريم دي نتاج سلالة مين ؟؟ إيفان و كاريمان و لا سالم و كاريمان ؟!
علاء : اممممم .. هي عينيها خضرا ع رمادي كده .. ممكن يبقي إيفان و كاريمان ؟!
يوسف : دي هتمسح بينا البلاط بكره .. ربنا يستر
علاء : حقها .. بص احنا نجهز نفسنا اننا نستحمل و بعدين بعد الصلح ممكن نستفسر منها
يوسف : تمام .. يلا بقي نوووم عشان بكره قدامنا يوووم طويييل
تثاءب علاء و قال : يلاااا
اتفق علاء و يوسف صباحاً علي أن يلتقيا بعد العمل أمام الجريدة التي يعمل بها يوسف ليذهبا معاً لريم، كانت السادسة مساءا تقريبا، تناولا وجبتين من ” الكشري ” ليملئا بطنيهما أولاً ثم ذهبا لشراء باقة ورد،من محل صغير لبيع الورد اسمه “كشك السعادة ” وقف علاء ليحسب في عقله ميزانية الباقة فسأل الفتاة التي هناك : بكم الوردة لو سمحتي؟
البائعة : الوردة الحمراء البلدي ب ٢٥ و البيضا ب ٢٠ فيه ورد ياسمين و اورنفل ب ١٥
علاء : مممم و انتوا كبنات تحبوا ورد ايه ؟
البائعة: كل بنت ليها ذوق مختلف
علاء : مممم طب بصي اعمليلي بوكيه يعمل ١٥٠ ج بس يكون حلو كده .. كتري من الورد ابو ١٥ بقي و ظبطيه ع ذوقك
يوسف : ياخي ده هيبقي مش مكمل ١٠ وردات .. ارحمني .. بصي يا آنسه حطي ب ٥٠ وردتين من الأحمر البلدي و خمسة من الورد الأبيض و ٥ وردات ياسمين
علاء باعتراض: كده فيه زيادة ٧٥ ج مين اللي هيدفعهم
يوسف: أنا.. ادفعهم و اول الشهر ابقي خدهم .. يا ساتر عليك
علاء: يعني بصرف عليك عشان خاطر صندوقك ده و رايحين نصالح واحدة منعرفهاش عشان صندوقك برضو و ف الاخر مش عاجب …
ضحكت البنت و هي قاربت ع الانتهاء من تنسيق الباقة ، صنعت ” فيونكة ” من شريط حرير أحمر و قالت : اتفضلوا .. حطيت وردتين زيادة كادو من المحل
امسك يوسف الباقة و قال : شكرا …
دفع علاء الحساب و مشيا باتجاه مترو الانفاق، في الطريق قال علاء: المفروض انا اللي دافع يبقي انا اللي امسكه
يوسف : ههههههه ياض انا صاحب الخاتم اللي هو سبب المشكلة . اسكت بقي
علاء: ماشي يا عم
علي باب المرسم دق علاء الجرس بينما وقف يوسف ممسكاً بباقة الورد في وضع الاستعداد، فتحت ريم و عندما رأتهما أغلقت الباب في وجهيهما و صرخت : امشوا من هنا احسنلكم
دق علاء الجرس بشكل متتالي ثم طرق الباب عدة طرقات و قال بصوت عالي : افتحي يا أستاذة ريم احنا جايين نعتذر
يوسف : احنا لقينا الخاتم.. آسفين بجد
فتحت ريم الباب و نظرت لهما بلوم مختلط بنشوة الانتصار : قولتلكم مخدتش حاجه.. شوفتوا
يوسف : طب اتفضلي الورد
ريم : ازاي يعني .. دا انت قولتلي يا حرامية و فتشت المكان كمان
يوسف : طب م انت قولتيلي يا شحات و قولتيلي شقتك محدش يعيش فيها غير لو غراب !!!
نظر علاء لريم ثم لنفسه و قال : غراب!!! مقبولة يا أستاذة
يوسف : لو سمحتي أقبلي اعتذارنا.. ننسي بقي كل اللي حصل خالص
ريم : ممممم … بسهولة كده
علاء : امال ازاي؟!
فكرت ريم ثم نظرت ل يوسف و قالت : هات الورد ده
أخذته ووضعته ع طقطوقة قريبة بالداخل ثم عادت و قالت : عندي معرض انهارده .. هقبل اعتذاركم لو ساعدتوني
علاء : نساعدك ازاي ؟! هنشيل اللوحات !!
ريم بتهكم : لا طبعاً .. فيه عربية شحن مخصوصة هتيجي تاخدهم بس انا عاوزاكم توقفوا معايا ف المعرض و تتأملوا ف لوحاتي. تلفتوا النظر يعني، يمكن المبيعات تزيد
علاء بأسي : تسويق برضو .. اخلص من الشغل يطلعلي …
ريم : ايه ؟!
يوسف : تمام .. مفيش مشكلة بس أيا كانت النتايج هنبقي اتصافينا.. تمام ؟
ريم : تمام يا سيدي
علاء : امتي بقي ؟
ريم : علطول اهو .. العربية هتوصل حالا و احنا وراها
_____________________________
في المعرض وقفت ريم و معها علاء و يوسف من السابعة حتي العاشرة مساءا و لم يتم بيع سوي لوحتين بالرغم من دقة و روعة التفاصيل و تداخل الألوان لكن مرتادي المعرض اعتادوا البحث عن لوحات موقعة لرسامين معروفين و ريم بالطبع لا يعرفها احد
عند جمع اللوحات قال علاء : معلش بقي الرزق النهارده ع قده بس ربنا يوسع رزقك
ضحكت ريم و قالت : لا بالعكس .. ده كويس جدا .. فيه معارض كتير مكنتش ببيع لوحات خالص .. وشكم حلو عليا .. هعزمكم ع سندوتشات بالمناسبة السعيدة دي
وقف علاء متعجباً لكونها ستحتفل ببيع لوحتين ب ألف جنية بينما قال يوسف : ده واجب علينا
علاء : يا عم انت مفلس اصلا ههههه
ريم : يادي الفضايح .. بصوا هنجيب سندوتشات سجق و كبدة و ناكلهم ع اي قهوة بلدي و محدش يستغرب .. ده مزاج عندي .. شغال؟؟
ضحك علاء و قال : شغال .. و كمان عاوزين نتكلم معاكي ف حاجه كده
ريم : ماشي .. يلا
_____________________________
بعد تناول السندوتشات طلب الثلاثة ثلاث أكواب من الشاي، قال علاء بعد الرشفة الأولي
علاء : هو ممكن أسألك سؤال يا أ ريم ؟
ريم : أستاذة ريم ايه بقي .. خليها ريم .. اسأل ؟
علاء : ماشي .. هو انتي اسمك ايه بالكامل
ابتسمت ريم و قالت : ليه ؟
يوسف : اصل بصراحة عاوزين نربط بين احداث القصة و بين المكان اللي لقيناها فيه يعني بيت جدك
ريم : أه .. انا اسمى ….
علاء : استني … ملوش لزوم
يوسف : ليه؟!
علاء : ده جدها من الام يعني مش هنوصل منه لحاجه
ريم : صح .. هم بتوع علمي علوم كده .. ناس لماحه
علاء : أي خدمة .. بس اسم جدك والد مامتك ايه بقي ؟
ريم : جدو اسمه أمين رشدي مراد
علاء : مراد؟!
يوسف : يكونشي جدك كمان يقربلهم من الأم؟
ريم : جايز برضو ..
يوسف : طب هنعرف ازاي ؟
ريم : ممكن اسأل ماما بس اقولها ايه ؟
علاء: عاوزين اسم جدة جدك يعني مرات جدو مراد
ريم : أنا هسألها بس تفتكر هتعرف .. ده جدتي لو كانت عايشة مكانتش هتعرف برضو .. ده فرق أجيال!!
يوسف : بصوا .. ايه رأيكم نروح السجل المدني و نطلب البيانات دي
علاء : هنقولهم ايه ؟
يوسف : ريم تقولهم أنا عاوزة بيان او قيد عائلي لوالدتي
ريم : لا يبقي تستنوا بقي لما اقول لماما و أقنعها .. بالمناسبة .. عاوزة اشوف الخاتم اللي قلبتوا عليه الدنيا ده
يوسف : للأسف وديته خزنة أمانات امبارح
فتح علاء تليفونه و اعطاه لها : استني انا صورته ..
نظرت ريم للخاتم و قد اخذها منظره البديع فصمتت تماما
ابتسم يوسف و قال : يستاهل مش كده ؟
أعادت ريم التليفون لعلاء و قالت : جدا … مليان تفاصيل .. ده شغل يدوي قديم جداً ابعتلي الصور بتاعته كلها لو سمحت .. عشان هرسمه
يوسف : ممكن ابقي اجيبهولك ترسميه
ريم : لا ياعم خليه ف مكانه .. انا هرسمه من الصور بدل م يضيع تاني و هتشوف بقي هيطلع جميل و حقيقي قد ايه
يوسف : أنا واثق من النتيجة من قبل حتي م تبتدي
ريم : طيب همشي بقي عشان اتأخرت .. سلام
_____________________________
عادا لشقتهما فأمسك يوسف بالكتاب ليقرأ قليلا قبل النوم بينما ذهب علاء للنوم علي الفور بعدما وعده يوسف ان يقص عليه ما قرأه غداً
كان قد توقف عند نهاية الفصل الرابع و في الصفحة المقابلة كانت هناك صورة لشاب أبيض اللون، عريض البنية ذو شارب رفيع و ملامح صغيرة بأنف معقوف ممسكاً ب ورقة من أوراق اللعب من تلك التي يقامرون بها تحمل رقم ٧، تظهر علي الرجل الفخامة لكن عيناه زائغتين كمتلاعب أو مراوغ … طوي يوسف الصفحة في شغف، يريد أن يعرف من هذا الشخص فوجد الإجابة أمامه في اسم الفصل في الصفحة التالية
٥- عزيز
في صباح اليوم التالي للحفل الذي اقامه اللورد دوفرين، رآها سالم تنزل عن الدرج في حماس و سعادة و في يدها خطاب ، وقفت مقابله و قالت : متي ستنفذ وعدك و تأت لي بالموافقة؟
سالم : أري أنكِ متعجلة قليلاً يا أميرة .. لم نكمل يوماً واحداً بعد ..
رفعت كاريمان الخطاب و اشارت : نعم … لن اخفي عليك فقد كتبت خطاباً لأبي عندما فتحت عيناي صباحاً ليرسل لي القطع النقدية لنبدأ في أقرب وقت و ها هو دورك لتقنع إيفان بالتعاون معي
سالم ببرودة : لا تقلقي يا أميرة .. سأبذل ما في وسعي، سأحل الموضوع
كاريمان : يا ليت .. اتمني
غادرت كاريمان من أمامه بينما ضغط سالم شفتيه للداخل بامتعاض
_____________________________
بعد الافطار أرسل سالم مرسالاً لإيفان في المشفي يبلغه بدعوته علي طعام الغداء ثم ذهب ليجلس قليلاً في الحديقة فأتت والدته لتجلس بجواره و قالت
السيدة بثينة: ماذا بكَ يا بني .. لماذا أراك غير سعيد برغم خروجك من أزمة كبيرة؟
سالم : أشعر كأنني تائه داخل نفسي، كلما اصلحت المركب و أقمت الشراع أتت الريح العاتية و هشمته تهشيماً و عدت أغرق من جديد
قالت السيدة بثينة بأسي : تلك الفتاة أردتك قتيلاً منذ زمن .. اعرف ان بسمة لا تستطيع تعبئة فراغ الأميرة لذا يمكنك التراجع، هي بسيطة ستبكي قليلا ثم ينتهي الأمر
سالم : لا يا أمي، لن أتركها .. أشعر أنها تنتمي لي الآن .. احتاج فقط لبذل بعض الجهد كي اقترب لها أكثر و أزيل ذلك التشويش من داخلي
السيدة بثينة : أخشي أن تكون مخطئاً .. ربما لست بحاراً و الشراع و المركب ليسا مناسبان لك، انزل علي اليابسة و ابن بيتاً و اترك البحار
سالم : ربما تكون بسمة تناديني من تلك اليابسة فهي مثلي لا تجيد السباحة
السيدة بثينة : طالما تحبها و متمسك بها هكذا فلماذا أراك معذب؟!!!
سالم : البحر و البر يتصارعان داخلي لكنني أعدك، سأنتصر و أعود لليابسة قريباً جداً
أتت بسمة فأوقفت حديثهما فأخذها سالم لتلقي أولي دروس الفروسية …
_________________________________
أمسك سالم يدها في طريقهما للاسطبل و نظر لها مبتسماً و قال
سالم : هل تعرفين شيئاً عن الفروسية يا بسمة ؟
بسمة : قليلا …
سالم : مثل ماذا ؟
بسمة : الخيول أصيلة ووفية و كنت أري من قبل انهم يكافئون الخيول بمكعبات السكر
ابتسم سالم و قال : جيد جدااا ..و لكنني سألت ماذا تعرفين عن الفروسية و ليس الفرس؟!
نظرت بسمة بوداعة كعادتها : لم اركب علي فرساً قط فلا اعرف غير ما قلت ..
وصلا فأشار سالم لأحد الموجودين و قال :احضر لي عصفور
فأخرج فرساً غاية في الجمال و الرشاقة
سالم : هذا اكثر خيولي وداعةً و طاعة لذا ستتعلمين عليه .. المعلومة الاولي : يجب أن تكون هناك علاقة شخصية تربطك بالحصان كي تصبحي جزءا منه عندما تمتطين ظهره
بسمة : كيف ؟!
قربها سالم للحصان و قال : تربتين علي ظهره ، تنظرين له بحب، تطعمينه سكر كما قلت و لكن بحذر
ربتت بسمة علي ظهره ثم نظرت ل سالم بحب شديد و ثبتت نظرها عليه فضحك و قال : تنظرين له هو بحب .. انت الان تنظرين لي انا
خجلت بسمة و قالت : لم اقصد ..
رد سالم : بسمة .. أحببتك دون أن أشعر و أراكي جزءا مني بعد الآن فلستِ بحاجه لفعل شئ يجذبني
رأتهما كاريمان من بعيد واقفين إلي جانب عصفور، نظرت لعدة ثوانٍ ثم عادت لمنزل الضيوف
_____________________________
تناول إيفان الغداء و جلس مع صديقه وحدهما في قاعة الرجال، عرض عليه مشروع المشفي الذي ستموله كاريمان و ستشرف عليه الحكومة البريطانية و هو سيتولي تشكيل الفريق الطبي إن قبل
إيفان: هل كاريمان طلبت منك أن تعرضه عليّ؟
سالم : نعم … هي صاحبة الفكرة .. سيكون المشفي خيري لخدمة الأهالي و محاربة الاوبئة
إيفان: أنت تعلم أبعاد الموضوع و ما حدث .. لا استطيع القبول و تجاهل كل ماحدث !!
سالم بارتياح: اذن هل أبلغها برفضك
إيفان: قد لان داخلي تجاهها قليلاً بسبب ما فعلته في أزمتك، هي ليست سيئة لكنها مغرورة قليلاً ..
سالم : ممممم .. انت محق و لكن ماذا قررت ؟!
إيفان: لا أعرف.. اعطني رأيك ؟
سالم بمكر : ضعها في اختبار يظهر محبتها لك و في الوقت نفسه تصلح ما حدث
إيفان: كيف ؟!
سالم : سأقول لها أنك ستوافق لكن شرطك الوحيد هو أن تصلح أمرها مع سيمون لأنك لن تتجاهل ما حدث مع اختك و تقبل بالعمل
إيفان بغرابة : كاريمان !!! تصلح الأمر و تعتذر لسيمون !! لا اعتقد ابدااا
سالم : هذا هو اختبار محبتها الحقيقي .. صدقني
إيفان فكر مليا ثم قال : أنت محق .. اما توافق و تصلح ما أفسدته و يعود كل شئ و إما يغلق ملف الحب و العمل دفعةً واحدة
ابتسم سالم و قال : جيد .. سأبلغها و سنري النتائج
إيفان: سأنتظر من الآن ….
أدرك سالم أن نفسه تغلبت عليه و حاول بنصيحة ماكرة وضع حجر عثرة كبير أمام كاريمان .. تري ماذا ستفعل؟!
_____________________________
في المساء دعاها للجلوس في الحديقة، تبع ذلك الطلب حملقة عينى بسمة بغير رضا، ابتسم لها سالم ثم اصطحب كاريمان للخارج، قص لها ما اتفق عليه مع إيفان و كأنه مجرد راويٍ للحديث، إدعي البراءة و الحياد و ترك كاريمان حائرة تفكر في شرط إيفان فهي تحبه حقاً و لكن وضعها كأميرة منذ ولادتها جعلها دوماً تسمع الاعتذار لا أن تطلقه …
قضت طيلة الليل في التفكير آخذةً الممر الطولي الذي بجانب مهدها ذهاباً و إياباً عدة مرات ثم تمددت و نظرت للسقف إلي أن عرفت ماذا ستفعل فأغمضت عينيها لتنام براحة …
_____________________________
في الصباح بعثت رسالة في يد أحدهم للمدرسة التي تعمل بها سيمون، فتحت سيمون الرسالة و أثارها المكتوب بها، في آخر الرسالة كُتب ” إن قبلتِ فهذا هو الموعد .. الرابعة عصراً في كازينو الزهرة ” ، عقدت النية على الذهاب و عندما دقت الرابعة كانت هناك، جلست تنتظر في هدوء و اثارها الفضول نحو من دعاها لهنا و قدم لها هذا العرض، بعد أقل من عشر دقائق وجدتها قبالتها .. انها بالطبع .. كاريمان!!
تفاجئت و سألت بعينيها فجلست كاريمان و قالت لها : أنا اللي بعتلك الرسالة ..
قالت سيمون بغضب : هل بعد اهانتي تعرضين علي عملاً ؟!!!
كاريمان في هدوء : سيمون .. هل نتحدث بصراحة
سيمون : ماذا لديك لتقولين؟
كاريمان : هذا العرض سيغير من حياتك كثيرا .. ستصبحين مساعدتي الشخصية و ستحصين القطع الذهبية لتفعلي كل ما تودين .. لن اهاجم ابدا بل سأساندك و سأحميك و ستنتهي عداوتنا للأبد
تساءلت سيمون : في مقابل ماذا؟!
كاريمان في ود : شيئان بسيطان .. الاول : ستقولين لأخوكِ انه تم الصلح بيننا و اننا تبادلنا الاعتذار و تصافينا
سيمون بتعجب: و الثاني ؟
كاريمان بابتسامة : ستتوقفين عن تعطيل زواجي بأخيكِ سواء بالقول أو الفعل
سيمون : دعيني افكر
كاريمان بتعالي: أمامك حتي أنهي قهوتي .. إن لم تقبلي فلدي بدائل أفعلها
سيمون : وافقت
ابتسمت كاريمان و صافحت سيمون التي لطالما اغرتها النقود حتي و إن كانت في الكفة المقابلة .. كرامتها !!!
وقفت كاريمان استعدادا للذهاب ثم قالت لها : أدعوك لتناول الإفطار معي غداً صباحاً … ما رأيك ؟!
اومأت سيمون بالقبول و انصرفتا الاثنتان تباعاً
________________________________
كم كانت مفاجأة الصديقين عندما علما بانتهاء الخلاف و إقامة معاهدة السلام !!
نفذت سيمون الاتفاق كما ينبغي و أبلغت أخيها من المساء اما سالم فمفاجأته كانت في الصباح عندما أخبرتهم أنها ستتناول افطارها في منزلها لقدوم ضيفة ستكون مساعدتها الجديدة في أعمالها هنا، عند سؤاله من و سماعه الجواب .. وقف الطعام في حلقه لأن كاريمان تخطت سيمون كمن يزيل ذرة تراب لحقت بقميصه النظيف!!!
قال لنفسه : ليتها لن تكن ذكية لهذا الحد!!
قالت له قبل أن تنصرف : بقي عليك ترتيب جلسة عمل تضم أربعتنا لبدء التحضير لاقامة المشفي و لكن في أسرع وقت ..
أومأ لها بالموافقة ثم شرب كوباً كبيراً من الماء في مرة واحدة ليبتلع فشله حتي عندما حاول أن يصبح ماكراً ثم قام عن المائدة فيكفيه ما أكله من أخبار !!
_____________________________
في الاجتماع الاول الذي أقيم لإنشاء المشفى أراد سالم الانسحاب قائلاً : قد نفذت أمر الوساطة جيداً و الآن سأغادر فمنعته قائلة : كيف تغادر!! نحن بحاجه كبيرة لك في هذا المشروع فلا احد يستطيع مساعدتنا بأفكاره و خبرته هنا مثلك.. من فضلك ابق معنا
جلس سالم لانه لم يشأ ردها أو ربما رغب قربها أو مراقبتها، ربما هو نفسه لا يعلم لماذا وافق رغم قراره الصائب بالابتعاد
كان الصديقان لا يصدقان ما يحدث فسيمون جنبا إلي جنب مع كاريمان و كأن ما حدث كان خبراً كاذباً و ليس حقيقة شاهداها بعيونهما، اختلفت مشاعرهما فسالم محبط اما إيفان فمنتشي ..
تبادل إيفان و كاريمان النظرات و بدأ خيطاً جديداً من الود يُرسم بينهما و كل هذا أمام العاشق الصامت الذي احتقنت عروقه فانسحب سريعاً
في نهاية الجلسةقرروا شراء مبني مقام لاستغلاله كمشفي بدلا من اضاعة الوقت بالبناء و هذه أول خطوة كانت تنتظر حضور المال
_____________________________
انسحبت سيمون مسرعة لعملها بينما بقي العاشقان في المنزل يحملقان ببعضهما ثم يبتسمان حتي قال إيفان: أشكرك يا كاريمان لتطييب خاطر سيمون لأجلي .. لن أنسي ذلك ما حييت
كاريمان في رقة: ليتك تعي قيمتك عندي
رد إيفان: النيران التي اشعلتها بقلبي لازالت موجودة .. حاولت اخمادها كثيراً و لم استطع .. كُسرت منكِ و لكن ما فعلتيه أعاد لعلاقتنا وهجها..
كاريمان : كان صعباً جداً ما حدث بيننا لكننا تجاوزنا
إيفان: ليت الوقت لا يمر عندما نلتقي
كاريمان : هل انت مجبر علي الذهاب ؟
إيفان: نعم .. لكنني لن أترك مساءا أو صباحا دون لقاء بيننا
كاريمان : سأنتظرك دائما..
ذهب إيفان و ظلت كاريمان تنظر خلفه حتي اختفي تماما و أصبح نقطة سوداء صغيرة …
________________________________
جاء إيفان مساءا مرةً أخري حاملاً نوع خاص من الشيكولاته التي أحضرها معه من الجنوب الفرنسي، أعد أحد العاملين قهوتهما المرة ليستمتعان بها مع قطعة من الشيكولاته اللذيذة هذه…
قضيا مساءهما معاً في تناغم و تقارب بينما انتظرته كاريمان أن يقول ذلك الاعتراف الثمين في كلمة واحدة معروفة لكنه لم يقل، حتي عندما تقدم لطلبها في حفل عيد الميلاد لم يقلها و هذه الليلة أيضاً مرت دون ذاك الاعتراف ..
نظر لعيناها بحب و توقعت في تلك اللحظة سماع ما تنتظره لكنه قال : من المؤسف انه حان وقت الرحيل .. تصبحين بخير يا كاريمان
ردت بخيبة امل : و انت من اهل الخير
____________________________
في الصباح ناداها احد الخدم لتستقبل ضيفاً أتي لها خصيصاً فظنته مرسل من والدها بالمال الذي طلبته لكنها فوجئت مفاجأة كبري .. إنه عزيز … أخيها !!!
تري لما أتي بنفسه ليسلمها المال؟ ما نيته ؟! و ماذا سيكون اثره في محيط كاريمان ؟! هل سيحمل مشكلات ام بداية مختلفة ؟؟ ماذا سيحدث بين كاريمان و بسمة في منافستهما الجديدة ؟! و هل سيقول إيفان تلك الكلمة المنتظرة قريباً أم لا ؟
تابعوا الأجزاء الجديدة لمعرفة الإجابات عن هذه التساؤلات

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى