روايات

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل التاسع 9 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل التاسع 9 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان يقع في العشق الجزء التاسع

رواية الشيطان يقع في العشق البارت التاسع

رواية الشيطان يقع في العشق الحلقة التاسعة

الفصل التاسع(غيرة )
كانت تركض وهي تلهث اللعنة هي محاصرة هنا بين الأشجار الكثيفة. ..لم تعرف أن البيت المحبوسة به هو فيلا به حديقة واسعة لهذا الحد …أنها تركض منذ نصف ساعة …فبعد أن اطمئنت أنه سيكون بخير قررت الهروب واللجوء ليوسف كي تخبره الحقيقة ويساعدها …اخذت تلهث وهي تشعر ان قلبها سوف يتوقف من شدة الركض … ابتسمت بأمل وهي تري البوابة الخاصة بالفيلا من بعيد ودون تفكير ركضت إليها ولكن فجأة وجدت نفسها محاصرة بكلاب بوليسية ….ارتعبت وعد…وارتجف جسدها وهي تشعر أنها في كابوس مخيف ….رباه ما تلك المصيبة التي حلت علي رأسها ….بدأت الكلاب تكشر عن أسنانها وهي تقترب منها أكثر لتفقد وعد وعيها من الرعب !!!
……
أغمضت عينيها وهي تشعر بقطرات من الماء تسقط علي وجهها …شقهت وهي تنهض لتجد رجل ضخم ينظر إليها بسخرية ….نظرت حولها لتتجمد وهي تجد الصياد يجلس علي المقعد الخاص به …شكله متعب للغاية ولكن عينيه تحمل شر عظيم …كان الغضب يتشكل علي وجهه بطريقة افزعتها …لقد انتهت ..هكذا فكرت وعد …الصياد لن يتركها علي قيد الحياة ….سيقتلها بسبب فعلتها تلك …ازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر إليها … ابتسم هو بسخرية لتتألق عينيه بنظرات شيطانية ويقول:
-مساء الخير يا وعد …كويس انك صحيتِ افتكرت أنك لا قد الله موتِ وخلصت منك …

 

 

صمتت مرعوبة ليكمل هو :
-اللي عملتيه ليه عقاب …اوعي تفتكري اني هسيبك من غير ما تتحاسبي …بس حسابك معايا هيكون عسير …أنا همشي دلوقتي ..بس لو فكرتِ تهربِ تاني هقتلك فاهمة ؟!
انكمشت علي نفسها لينظر الصياد الي الحارس ويقول :
-لو فكرت تهرب متتردش تضرب النار علي رأسها وارمي جثتها في البحر …
ارتعشت وعد وهي تسمع تلك النبرة من الصياد وقد عرفت أن الجحيم قد بدأ الان …نهض هو بصعوبة متكئا علي الحارس وخرج …
ضمت وعد ساقيها الي جسدها وقد تصاعدت الدموع لعينيها وما هي ثواني الا وقد انفجرت بالبكاء …لقد انتهت …يأست لن تستطيع الهرب من هنا سوف يستبيح هذا الحقير جسدها ويسلب شرفها …وهي لن تستطيع فعل شئ….لقد ندمت أنها ساعدته …ليتها تركته يموت …علي الاقل تلك النيران التي في قلبها سوف تهدأ …نامت علي فراشها وهي تبكي بعنف …لقد وقعت أسيرة مرة آخري ظنت أنها يتهرب ولكن الصياد استطاع الامساك بها مجددا وهو لن يسامحها الان ….
………..
في غرفة اخري تسطح الصياد علي فراشه وقال:
-انا هنام النهاردة هنا يا مختار …وانت خلي بالك من البنت دي .
-امرك يا صياد …
اغمض عينيه وهو ما زال يشعر بالألم الجسدي ولكن الالم في روحه كان اعظم …روحه ما زالت تنزف …لم تلتئم جراحه بعد…بعد كل تلك السنوات ما زال اسير الماضي …ما زال ذلك الصبي الصغير الذي فشل في إنقاذ والدته وما زال يحمل عبأ هذا الذنب …يتذكر ما حدث كأنه حدث بالأمس …كيف في لحظة خسرها والسبب كان فقره …حينها كره الفقر وكره حياته بأكملها…حينها قرر أن يفعل أي شئ من أجل المال …المال الذي تسبب في أن تموت والدته هو سيمتلكه مهما حدث ….لقد نبذه العالم حتي حرر الوحش بداخله …حتي أضحي جاسر النجار شيطانا …أصبح هو الصياد الذي لا يرحم فريسته …عمه أخبره ذات اليوم أنه إذا امتلك المال سوف يمتلك العالم …وعلي الرغم أنه يمتلك كل شىء إلا أنها ما زال حزين…ما زال يوجد به شيئا ناقص وقد ظن أن ملاك سوف تجعله سعيد ولكن حتي هي رفضته وذهبت لآخر …والان هو يمتلك المال لا السعادة …
……………

 

 

في اليوم التالي
-تفضلي..
قالها بإبتسامة بعد ما دخل الي المرسم الكبير الخاص به …توترت ملاك قليلا …رباه ماذا تفعل هي هنا؟!!كيف تأتي ومع رجل بالكاد تعرفه الي مكان يخصه …لو والده عرف هذا سيقطع رأسها …هي تتخلي عن مبادئها شيئا فشئ…ابتلعت ريقها وكادت أن ترفض وتهرب ولكن الابتسامة علي وجه عدي جمدتها تماما …كانت ابتسامته أجمل ابتسامة رأتها في حياتها …جعلت قلبها يخفق بسعادة .. تنهدت بيأس وهي تتساءل يا تري اين ذهب تحكمها بنفسها …لقد عرف الجميع أنها أكثر شخص يستطيع التحكم في نفسه…هي ألقت عاصم خارج حياتها وهي تعشقه بقوة ولكن كرامتها كانت أهم ولكن الآن لما هي بهذا الضعف أمام عدي ؟! …هذا السؤال جعلها تجن …استجمعت شتات نفسها ورفعت راسها وهي تقرر الرفض بأدب ولكن اصطدمت عينيها الرمادية بعينيه الزرقاء التي تتأملانها بعمق …تزلزلت الأرض تحت قدميها قليلا وهي تطرق بوجهها في الأرض بينما تشعر باللون الاحمر يزحف علي وجنتها ..ازدردت ريقها وهي تشعر به يقترب منها
-انتِ مش واثقة فيا ولا ايه ؟!
وسؤاله الناعم كان ماكر للغاية …كان يحاصرها عاطفيا…يلعب علي نقاط ضعفها …هزت رأسها بضعف ليبادر هو ويمسك كفها ويقول بنبرة قاطعة:
-يبقي خلاص ادخلِ عشان اوريكِ رسوماتي ..
وكالمسحورة دخلت اخيرا للمنطقة المحظورة والغت عقلها تماما متبعة أهواء قلبها وفي عرفها القلب لا يكذب وان كان متهور …
…..
وقفت في منتصف المرسم واتسعت عينيها بإنبهار وهي تنظر إلي اللوحات مشدوهة …
-عجبتك ؟
سألها وهو ينظر إليها مبتسما…رمشت وهي تنظر إليه وقالت:
-انت اللي رسمت دوول كلهم …

 

 

ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وقال:
-انا بحب الرسم اووي …تعالي هوريكي رسومات اكتر ..
وببساطة امسك كفها وهو يعرض عليها لوحاته ويخبرها بفخر متي رسمها …
توقف قليلا وقال :
-ممكن تغمضي عينيك هوريكي حاجة …
توترت قليلا ولكنها أغمضت عينيها …سحبها هو الي غرفة ما ثم أزاح قطعة قماش كبيرة عن لوحة وقال :
-ودلوقتي تقدري تفتحِ عينيكِ …
فتحت هي عينيها ببطء لتشهق بقوة وهي تري لوحة خاصة بها …لقد رسمها عدي…نظرت إلي اللوحة الخاصة بها عينيها متسعة بذهول وإنبهار….هل هي جميلة لتلك الدرجة …اقتربت من اللوحة وهو تتلمسها بكفها بينما ابتسامة مهتزة ترتسم علي شفتيها …مباردته تلك سلبت قلبها .
.تصاعدت دموع التأثر بعينيها وقالت:
-مش عارفة اتكلم …اللوحة مبهرة …أنا …
توقفت الكلمات في حلقها وانسابت دموعها ولكنها ابتسمت وهي تمسح دموعها التي تساقطت ثم استدارت وقالت:
-امتي رسمت اللوحة دي ؟!
-من اول يوم شوفتك فيها …
واجابته صدمتها تماما …اتسعت عينيها وقد شعرت بتصاعد التوتر بينهما …اقترب منها وقال:
-من اول ما شوفتك يا ملاك وملامحك انطباعا في قلبي …أنا ….
شعرت بالذعر لذلك غيرت مجري الحديث بسرعة وقالت:
-مش هتوريني باقي اللوحات أنا عايزة اشوفهم كلهم …علي فكرة انت ممكن تعمل معرض و….
ولكنها لم يدعها تتم كلامها بل امسك كفها وقال؛
-ملاك بس اسمعيني أنا حابب اتكلم …أنا ….
حررت كفها منه وهي تبتعد وتقول:
-حابة اشوف اللوحة دي ..
وأشارت إلي لوحة كبيرة مغطاه بقماش باللون الاسود ….توتر عدي ..وحاول تشتيتها ولكنها ذهبت وازاحت القماش لتقف مبهورة وهي تري لوحة لامرأة سمراء بعيون بنية واسعة وشعر مجعد…كانت تبدو جميلة للغاية …هي لم ترى إمرأة بهذا الجمال من قبل …في حياتها كلها لم تري وجه يمتلك كل تلك الجاذبية..
-مين دي؟!!

 

 

ابتلع عدي ريقه وقال؛
-دي ليالي ..تبقي خطيبتي القديمة ….
والحسرة في نبرته جعلتها تشتعل من الغيرة ….
-انت خاطب ؟!
قالتها بغيرة لم تستطع السيطرة عليها …ابتسم بخبث وقال:
-كنت .
-بس انت مش قادر تنساها صح …عشان كده رسمتها …
-لا أنا …
-متكدبش…انت لسه بتحبها …لو مكنتش بتحبها مكنتش هتحتفظ برسمتها …لسه بتفكر فيها و …
قاطعها بينما عينيه تبرقان بقوة:
-حتى لو لسه بحبها …أنتِ ايه مشكلتك ؟!
بهتت وهي تنظر إليه ليكمل وهو يقترب أكثر حتي اختلطت انفاسهما وقال:
-لتكوني بتغيري…
وها هو بمهارة يلقي شباكه علي فريسته!!!
…. ………
في اليوم التالي مساءا
وقفت أمام المرآة وهي تتطلع الي انعكاسها….بدت فعلا جميلة للغاية .بفستانها الازرق الرقيق …والقلادة الزرقاء التي ترتاح علي نحرها …شعرها القصير يعانق عنقها بينما التقطت احمر شفاه باهت ومررته علي شفتيها ..ابتعدت وهي تنظر للنتيجة برضا تام …تعترف أن تلك المرة اهتمت كثيرا بمظهرها لأنها بالفعل قررت طرد يوسف خارج قلبها وحياتها …تنهدت وهي تهز راسها ….لا لن تفكر به اليوم …اليوم يومها هي …خرجت من الغرفة وهي ترفع رأسها أمسكت بصينية العصائر ثم ذهبت الي صالة المنزل لتقديم الضيافة بينما علي شفتيها ابتسامة جميلة …
بعد الترحيبات الحارة من أهل العريس جلست حياة وهي تطرق برأسها …كان قلبها يقصف بقوة من شدة التوتر …الآن هي تبدأ حياة من جديد …قررت تمزيق ذكرياتها مع يوسف وصنع ذكريات اخري …تتمني أن تكون جميلة …زاد معدل التوتر عندما سمعت والدة العريس تقول :
-يالا نسيبهم لوحدهم …
وما هي الا ثواني حتي اختفي الجميع وبقي هو فقط …رفعت حياة عينيها وهي تتطلع إليه …كان منظره حسنا …يمتلك قدر من الوسامة والذكاء أيضا …هذا يظهر في عينيه البنية اللامعة …شعره طويل قليلا يغطي عنقه …يرتدي حلة سوداء تزيده جاذبية بينما ابتسامة لطيفة ترتاح علي شفتيه …ابتسم حسام وهو ينظر إلي خجلها وقال :
-متقلقيش مش هأكلك…احنا بس هنتعرف ولو اتفقنا يبقي بشرة خير …

 

 

أنا حسام مختار ابن طنط مريم تعرفيها طبعا ..كنت بدرس طب برة مصر وجيت من ست شهور وفتحت عيادتي هنا وقررت أن آن الأوان أسس عيلة…أنا ميسور ماديا ومش بدخن ولا هخونك متقلقيش …
ضحكت حياة ليبتسم ويقول:
-علي فكرة ضحكتك حلوة اووي …
اطرقت برأسها بخجل …فتنهد هو وأكمل:
-عايزة بس اطمن أن لو وافقتِ عليا ميكونش حد ضغط عليكِ …حابب علاقتنا تكون مبنية علي الصراحة التامة …لو موافقة عليا قولي ولو رافضة كمان قولي مش هزعل…
نظرت إليه حياة بعمق …ملامحه اللطيفة وابتسامته المشجعة …ابتسمت له في المقابل وهي تفكر هل تخبره الحقيقة …هل تخبره أنها تحب آخر …فهي لا تريد أن تخدعه …
-عايزة تقولي حاجة ؟!
نبرته الهادئة جذبت انتباهها وشجعتها علي الاعتراف بكل ما في قلبها …
اطرقت وهي تقول:
-انا خارجة من تجربة فاشلة …الموضوع بقاله وقت بس لسه قلبي متعلق باللي كان خطيبي واللي هو
-ابن خالتك في نفس الوقت
قالها بهدوء لتهز رأسها ثم تكمل:
-بس انا قررت انساه للأبد …قررت موقفش حياتي علي حد …هقدر اتجاوزه بس من حقك تعرف إن مشاعري متحركتش ليك …
كان ينظر إليها بإعجاب وتقدير وقال:
-تعرفي انك شبهي …عشان كده انا متفائل بالعلاقة دي لو تمت…
-مش فاهمة

 

 

قالتها بارتباك ليتنهد هو ويقول:
-تقدري تقولي اني برضه خارج من علاقة فاشلة استنزفتني ماديا وعاطفيا وحسيت أن جه الوقت عشان أتجاوز اللي حصل وأنتِ اكتر من مثالية ليا يا حياة…الموضوع بسيط …احنا هنساعد بعض عشان ننسي اللي خذلونا ونعمل خطوبة ونشوف لو هنقدر نكمل مع بعض ها ايه رايك …
-اديني فرصة افكر …
قالتها منهية الحديث.
…….
بعد أن ذهبوا أهل العريس تقدم والد حياة منها وقال:
-ها يا بنتي رايك ؟!
نظرت إلي والدها وهي تفكر أن تلك فرصتها الوحيدة لتنسي يوسف فقالت:
-موافقة عليه يا بابا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان يقع في العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى