روايات

رواية السيميائي الفصل الرابع 4 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الفصل الرابع 4 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الجزء الرابع

رواية السيميائي البارت الرابع

السيميائي
السيميائي

رواية السيميائي الحلقة الرابعة

أتردد باهر قبل لحظات من قرار الأنتحار ، ولكن في النهاية قرر انه يرمي نفسه في الماية وينهي كل شئ بيربطه بالحياة ، غمض عينه وتماسك عن فكرة التراجع وأخد نفس عميق وأبتدا يعد بطريقة تنازلية
3
2
1
وعلى حافة المياة وقبل ماينط بثواني معدودة اتفاجئ بأيد مسكت دراعه بقوة ، التفت باهر بسرعة عشان يشوف مين اللي مسكه ، ولاقى قدامه شخص غريب عن القرية اول مره يشوفه ، بشعر طويل ودقن كثيفة ولابس جلباب وشال على كتفه ..
اتبادل باهر النظرات بصمت تام بينه وبين الغريب ، لحد ماقطع الغريب لحظات الصمت وقال :
– هتنتحر ؟!
= حضرتك مين وماسكني كده ليه ؟
– جاوبني الأول ، ناوي تنتحر ؟
= وأيه يخصك اذا كانت أجابتي أه او لاء
– أنت اسمك أيه ؟
= المفروض انا اللي اسألك السؤال ده ؟ مين انت وتبع مين في البلد ؟
– مجرد شخص عابر ولاقيتك هتنتحر فحبيت انقذك من الجحيم اللي عايز تروحله برجليك
= مافيش جحيم اصعب من الحياة اللي عيشتها
– يبقى انت ماعرفتش تفهم الحياة ولا تقدر نعم الله عليك
= اوقات بيكون الموت من ضمن النعم علينا ، ان الواحد يهرب من حياة بلا حياة
– اياً كان اللي مريت بيه مظنش أنه هيكون أصعب من اللي مر عليا ومع ذلك حافظت على نعمة الوجود اللي ربنا أنعم عليا بيها واديني واقف قدامك دلوقت وبمنعك من قرار هيفصلك تماماً عن نعمته ورحمته ..
= انا وجودي زي عدمه ، لو وجودي كان مفيد ماكنتش هفكر في الانتحار لو في حاجه بس تستاهل أني أعيش عشانها ماكنتش هختار الموت
– أكيد في لكن انت مش واخد بالك او ناسي
= حضرتك مش هتعرف أكتر مني دي حياتي وعارفها كويس وانا بس اللي أقدر اقول اذا كان في او لاء
– اولاً وقبل الكل في ربنا ، يستاهل طبعاً انك ماتخذلوش و ماتكفرش بيه وتعيش عشانه وتموت حسب ارادته هو ، وفي أكيد ولو شخص واحد على الارض بيحبك، يستحق انك تعيش عشانه وماتكونش سبب حزنه على خسارتك ، وفى كمان انت .. تستحق تعيش عشان نفسك وعشان تثبت للدنيا انك ماكنتش مجرد خيال وتثق في قدراتك وتنمي مواهبك وتحارب الف حرب عشان يبقى عندك قصة تستاهل تحكيها ..
= أنت مين ؟
– أسمي رياض ، رياض الدمشقي
= انت رياض الدمشقي ، معقول ..
– تعرفني ؟!
= انا اول واحد عرفتك هنا وكنت منتظر مجيتك
– معناها ان فى سبب رابع يخليك لازم تعيش ، اني هحتاج مساعدتك عشان نخلص البلد من اللي صابها وتحمي اللي بتحبهم ولا ناوي تتخلى عنهم وتهرب ؟
= سبحان الله.. استغفر الله العظيم ..
– ماقولتليش أسمك ايه ؟
= أسمي باهر من أهل القرية هنا
– توعدني أنك ماتفكرش تعمل كده تاني لأي سبب مهما كان ..
= أوعدك ، كانت لحظات ضعف وانتهت وخصوصاً من بعد ماربنا بعتلي اشارة وانقذني على ايديك
– عينك بتقول أنك صادق وقد الوعد ، مستعد تساعدني ؟
= طبعاً ده انا أتمنى اساعدك ، بس سؤال معلش !!
– أسأل ..
= أنت فعلا ًعندك قدرة او مواهب تخليك قادر تقف قدام الشياطين
– زيي زيك ياباهر ، هنحاول وبقوة ربنا هننتصر
******
فى بيت حليم وسمر ..
دورت سمر على حليم فى كذا مكان في الشقة ، لحد ما لاقته قاعد فى البلكونة على الأرض ، كان في حالة من الحزن والضيق ، هادي وسرحان مابيتكلمش .. قربت منه سمر بهدوء وحطت ايدها على شعره وداعبت خصلاته بحنان وقالت :
– فيك أيه ياقلب مراتك ، قاعد لوحدك ليه كده ؟
= ولا حاجة ياحبيبتي انا بخير
– ايه ده انت رجعت للتدخين تاني , ليه كده ؟!
= عايز انفخ فى اي حاجه الشعور ده بيريحني
– طب روق كده وقولي فيك ايه !!
= خدت اجازة من شغلي ، وسافرت مشوار طويل ومشيت كتير فى مكان مليان بالمخاطر عشان اوصل لرياض وفى الأخر رفض يساعد الناس
– هو حر ، وانت بالنسبالك اعتبرها مجرد زيارة زي ماكنت بتزوره
= ازاي نكون سلبيين بالشكل ده ، ناس بتستنجد بينا ونقفل الباب فى وشهم وكأننا بنقولهم موتوا في امان الله ..
– حليم !!! انت المفروض تكون مرتاح لأنك عملت اللي عليك ومافيش في ايدك حاجة تانيه ، وبصراحة كده ، رفضه أحسن لينا ، واكيد هما هيلاقوا الف مين يساعدهم
– الف مين يساعدهم !! مين الالف دول ، اللي زي رياض دول نادرين جداً ووجودهم صعب ، تعرفي حد تاني غير رياض يقف جنبهم
= لاء ماعرفش , انت هتشيلنا ذنبهم ليه ؟؟ احنا في ايدينا حاجه وقولنا لاء ..
= خلاص ياسمر أدخلي انتي نامي
– وانت هتفضل قاعد كده مش هتنام ؟
=لاء شوية وهحصلك ، لسه هقوم اعمل فنجان قهوة ..
– قهوة قبل النوم ، انت شكلك ناوي على سهر
= سبيني براحتي معلش ..
– حاضر ، بس ماتنساش انك ولا اتغديت ولا اتعشيت ياريت تاكل أي حاجه ولو بسيطة قبل القهوة
= هعمل كده , اطمني ..
*************
” قرية الندمان ”
وصل باهر ورياض عند البيت المحروق لعيلة ناجي ، وكانت الجثث اتشالت من البيت بعربات اسعاف لأقرب مستشفى ليهم ..
اتقدم رياض ودخل من بوابة البيت وراقب بعينيه الرموز والحروف والارقام اللي كانت منتشره على الحوائط ، مد ايده على الحيطة وحسس بهدوء على الرقم ٣٧٠ اللي كان مكتوب قدامه بلون أحمر دموي وبرغم الحريق كانت الحروف والارقام محافظة على لونها بشكل ملفت و النار مأثرتش فيهم ..
قرب باهر من رياض وقاله :
– ايه الرموز دي كلها والارقام والحروف ، ليهم معنى اكيد صح ؟
= لغة شيطانية ..
– وليه مايكتبوش كلمات واضحة طالما عايزين يكلمونا..
= كلامهم مش لكل الناس ، للي يقدر يفهمهم بس
– طب يعني ايه ٣٧٠ اللي انت حاطت ايدك عليه ده
= معناه “شيطان” و مش مسموح لاي حد يكتب الرقم ده مع رمز الجدي الشيطاني غير الملوك منهم
– وده اللي مخليك مستغرب كده ؟!
= اللي مسيطر على القرية ملك من ملوكهم ومعاه صلاحيات كتير تخليه لا يقهر بسهوله اكيد في جيش كامل من اتباعه تحت سلطته .. بس مين استدعاه ، مين هو الملك ده وعايز ايه !
– انت عرفت الحاجات دي منين وازاي قادر تفسر المكتوب على الحيط؟
= كنت ملقب بالسيميائي عندهم ، لأني أتقنت لغتهم وطريقتهم ..
– يعني ايه سيميائي ؟!!
= من علم السيمياء ، وده علم من علوم السحر طبعا بيستخدمه المشعوذين وأهل الشر في التواصل مع الشياطين عن طريق الارقام والحروف والرموز
– المشعوذين وأهل الشر ؟! يعني أنت ….
= كنت منهم وبقيت ضدهم ..
– بس عشان تكون منهم لازم تكون كفرت وأنكرت ايمانك بالله وعملت حاجات شنيعة ..
واثناء مناقشتهم قاطعهم صوت قال :
– رياض الدمشقي ! أكبر دجال على الأرض هنا !
التفت باهر ورياض لمصدر الصوت واتفاجئوا بالطفلة المريبة اللي كانت بتحدف الناس بالحجارة وأتحولت لدخان كثيف على هيئة افعى ، انتفض باهر وقال بقلق وهلع
“دي الشيطانه اللي شوفتها وقت الحريق يارياض خد بالك دي شيطانة مش بشر زينا .. دي شيطانه”
تجاهل رياض كلمات باهر وقرب بخطوات واثقه وحازمه باتجاه الطفلة وقال :
– انا عارف انك ملك من ملوك ألجحيم ، بس طريقتك مافيهاش جديد بتستخدم نفس الاساليب عشان تخوف الناس البسيطة
= اوعدك انك هتشوف الجديد معايا ، واللي حصل مع بعلزبول لا يمكن هيتكرر تاني يارياض
– انت مين ؟ عرفني بيك .. قولي اسمك زي مانت عارف أسمي ؛
= انا أشيائيل وأكيد تعرف عني كتير ؟
– الضباب المميت وملك الشمال من ضمن الملوك الأربعة لاتجاهات الارض وفصولها الأربعة وفصلك الربيع المتقلب ، لكن غريبة ! اللى اعرفه عنك انك مابتحبش الظهورات ولا بتدخل حروب بنفسك وبتعتمد على خدامك .. ؛
= الا لو كانت حرب تستحق اني اظهر عشانها وأدخلها بنفسي ، ولحد دلوقت معاملتش حاجة ، كل اللي حصل كان شغل خدامي زي مابتقول ، او ممكن تقول تمهيد للي جي
– انا عارف انك هتقدر تعمل كتير وكتير اوي كمان
= انا مستغربك ! كنت متوقع اني هسمع منك كلمات زي اني مش هقدر اعمل حاجة وانك هتمنعني وهتنتصر عليا وشوية حكم ومواعظ عن اننا الأضعف وأنتم الأقوى
– هبقى كداب ومتكبر لو قولت ده ، انتم مخلوقين بقدرات خاصة ومميزة عن البشر واقوى مننا بفرق واضح ، وان حصل وهزمنا شياطين من جنسك فده مش معناه أننا الاقوى وانكم أضعف ..
= امال برأيك انت معناه ايه ؟
– معناه ان عندنا اللي مش عندكم ، اعتمادنا على قوة الله الواحد الاحد اللي قدراته تفوق التخيل والتصور ، قوة غير محدودة ، قصاد قدراتكم وقوتكم المحدودة ..
= فاكر يارياض كام نفس قتلتها من بني جنسك ، او فاكر اعداد اللي اذيتهم ودمرت حياتهم ، مشكلة الإنسان انه بيعمل الشر بكل أشكاله وبعدها يتكلم بثقة عن أيمانه
– مالكش الحق تدين افعالي السابقة ، لأن ربنا رحيم وبيقبل التوبة وبابه ديماً مفتوح للكل
= ايه اللي يضمنلك انه قبل توبتك ، تفتكر لو انا توبت دلوقتي هخش الجنة وايدي في ايدك ..
– انت شيطان .. بالنسبالك ممنوع
= وانت مننا وياما خدمتنا ، أنت شيطان في صورة انسان .. بالنسبالك ممنوع
– وإذا منعني عن الجنة ورفع عني رحمته ورفض توبتي مهما عملت هفضل متشعلق فى اني انولها ويقبلني ..
= لو كان جسدك بس هو اللي صنع الشر كانت هتبقى سهلة ، انما انت روحك اتلعنت ، روحك ملعونة يارياض هاهاهاها
وفجأة تحولت الطفلة لدخان كثيف مع ضحكات مرعبة هستيرية في المكان وبدأت تلتف بضبابها من حول رياض وباهر ، وقع باهر على الارض وارتجف بقوة من شدة الهلع وقرب منه رياض وحاول يهديه ، وبعد دقايق أبتدا باهر يلملم نفسه ويتمالك اعصابه وبلع ريقه بصعوبة وقال بنبرة مهزوزة ..
– هو انا كده اتلبست ولا أيه حصلي ..
أبتسم رياض وطبطب على باهر بلطف وقال :
= ماتخافش انت بخير ومحفوظ بأذن الله ، حاول تتعود اللي شوفته وتكون مهيأ نفسياً لأي حاجه تحصل او تتشاف مهما كانت
– عايزين نخرج من البيت ده ونكمل كلامنا بره ..
= هات ايدك ويالا قوم هنخرج من هنا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية السيميائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى