روايات

رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة الفصل الثامن 8 بقلم مريم السيد

رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة الفصل الثامن 8 بقلم مريم السيد

رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة البارت الثامن

رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة الجزء الثامن

الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة
الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة

رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة الحلقة الثامنة

عنوان الحلقة¦¦ “مش هتطوّل وشكله حلم”
*********
الموقف كالآتي صحيت وأنا في بيتنا مش في بيتي، إزاي؟ وإمتى حصل كُل ده؟! معرفش، دخلت أوضتي وفضلت أعيد افكار، حاولت أنام يمكن حلم، وبالفعل نمت، صحيت بعد ساعة وأنا عندي امل إنّي في حلم، بس للأسف زي ما أنا في بيتنا.
لبست هودي لونه أسود وبوي فريند إسود وشراب لحمي إسود ووشاح لونه إسود في أبيض، ونزلت لما لقيت “منّه” بعتالي مسج بتقولي:
-مريم النهارده أول يوم بروفا في المسرح إلبسي وهقابلك عند المزلقان!
وقفت قدام المزلقان ولقيتها بتقرب منّي، حضنتها، وبعدها مشينا عند “مكتبة مصر العامّة” إلّي هتقوم فيها البروفا، دخلنا لقيت بنات كتير وشباب، شكلها كد مش بروفا ودي هتكون إختبار، وبالفعل كان كذلك، قعدت جمب “منّة” منتظرين الدور، “منّه” قامت لما إتنده على دورها، خلّصت وأتقبلت، لإنه تمثيلها كان لطيف وهادي، بعد “منّة” بدورين جه دروي قمت من مكاني وأنا كل التوتر دلوقتي لبسني، فضلت أخد شهيق وزفير علشان أرجع لطبيعتي بس للأسف منفعش!! ووقتها أترفضت بسبب خوفي وعدم شجعتي وكان تمثيلي موتّر شويّة، قعدت على الكرسي بيأس،تكّة وهعيط على كل إلّي بيحصلي، جيت إزاي؟ وصحيت إمتى؟، وإمتى قدمت في مسرحيّه؟ وإمتى حبيتها؟، ليه كل الحكايات الغريبة دي بتحصل معايا أنا بس؟!!
“منّة” كانت بتربت على ضهري بعد ما الكُل مشي، زفرت وقولت بضيق:
-منّه معلش سيبيني لوحدي محتاجة أفضل لوحدي!!
-يا مريم بس…
قاطعتها وقولت:
-يا منّة معلش سيبيني لوحدي علشان خاطري بالله عليكي!
هزّت رأسها بإيجاب ومشيت بعد إلحاح منّي، قمت من مكاني ووقفت على المسرح وأنا قلبي بينبض بسرعه إستغليت عدم وجود حد هنا، قولت مع نفسي بصوت واضح:
-أنا ضعيفة اوي كد ليه؟، وليه بيحصلي كل ده!!
لقيت مليكان متداري ورا الستارة، جبتها في نصف المسرح ووقفتها قدامي، وقررت أمثل إسكريبت كتبته عندي، مسكت إيدين المليكان وقولت بطريقة محزنة تمثيلية:
-أحمد أرجوك متسبنيش، أنتَ عارف أنا في بُعدك ممكن يحصلي إيه؟!
-…..
-يعني إيه مش عاوز تأذيني، يعني إيه بعدك عني هيريحني، يعني إيه قربك منّي يعني بتأذيني، أنتَ بعد كُل الكلام ده بتقولي كده، بعد حبّي ليك وتقبّلي لكل عيوبك جاي تقولي الكلام ده!!، بعد ما بقيت حياتي كلها جاي تقولي مينفعش نكمل، ليه؟ وليه تعمل فيّا انا كد بالذات؟، ليه بعد الأمان ترجع تخليني أخاف من تاني!! ليه يا أحمد بعد كل ده عاوز تبعد!!
صرخت وقولت:
-ليه بعد ما بقيت سندي عاوز تمشي.
شاورت على قلبي وأنا بصرخ:
-وده؟!! ده إلّي حبك عادي تكسره.
-….
صرخت أكتر:
-يعني إيه مختلفين يعني إيه الكلام ده؟؟!! إفهم يبني إفهم عمره الحب ما كان البيئة ولا المال ولا الحياة، الحب إننا نبقى متفاهمين عقليا وأنا وأنتَ بنفهم بعض من غير ما نتكلم!!!
حضنت الماليكان وقولت بطريقة هيستيريه:
-أحمد أنتَ عارف أنّي بحبك قد إيه؟!، بلاش يا أحمد تسيبني!!
-…..
بعدت عنّه وكملت:
-تمام إتفضّل إمشي!! بس هقولك كلمة وصدقني هترجع تقول عندي حق، محدش هيحبك قدي ولا حد هيتقبل عيوبك ولا مزاجاتك الغريبة زيي!! بس خليك وقتها إلّي بيطلع من الطابور بيرجع مبيلاقيش مكانه.
قعدت على ركبتي وعيطت وقولت بشهقة:
-ليه بيحصلي كُل ده؟ انا ضعيفه يا رب والله ومليش غيرك، مش قد الدنيا دي وقسوتها عليّا، إنتَ حكيم وعظيم وحنين وقادر على كل شئ!!
وقّفت كلامي لما سمعت حد بيصقف، قمت من مكاني وأنا بمسح دموعي وبقول:
-أسفة أنا بس كنت… كنت بجرب وكده!!
ركب على المسرح وقال وهو بيبتسم:
-أنتِ تمثيلك هايل يا استاذة، حتّى كلامك هايل وفي أحاسيس غريبة كده!!
بص في عيوني وقال:
-أنتِ بتعيطي حقيقي ولا تبع التمثيل!!
هزّيت رأسي بسرعة وقولت:
-لا لا ده تمثيل، وانا لازم امشي دلوقتي بسرعة!
مشيت بسرعة وقال بصوت عالي قبل ما امشي :
-هستناكي يوم الخميس وقت البروفا!!
وقفت وقولت:
-بس انا إترفضت!
ضحك وقال:
-وأنا بقُولك إنّك إتقبلتي هستناكي!
هزّيت رأسي ومشيت، روّحت البيت وأنا مبتسمه، فجأة خوفت، خايفة كل حاجة حلوة ليا بتحصلي تبقى حلم، خايفة أكون لسّه بحلم، خايفة افرح أقوم تاني من نومي!!
صحيت من النّوم على صوت رنين تليفوني، ردّيت وقولت بزعيق:
-في إيه يزفت يا منّة مش كفاية زن قولت مش رايحة المسرح بمجرد ما قالّي الولد القمر ده إنّي هروح!!،وبعدين هو الي رفضني اول مره هيوافق دلوقتي يا منّة؟
لقيتها ساكته فكملت وقولت:
-ساكته ليه يبت؟!
إتصدمت لما قالت:
-هو أنا مش منّة بس شكلك مش بتبصي على صاحب الرقم، شكلها زنّانة منّه دي!!
إتعدلت من مكاني وقفلت في وشّة، رن تاني فضلت أفرك في إيدي وخدودي حمّرت أوي، معرفتش اعمل إيه بعد الكلام آلّي قولته، رديت وقال:
-أسف انّي رنيت في وقت غلط!!
صوته مكنش غريب فقولت بتأكيد:
-أنت…
قاطعني وقال:
-أيوه انا احمد دوكشا إلّي قابتلك في المسرح!!
-دوكشا!! ده لقبي أنا؟!!
ضحك بعدها قال:
-يستّي متفرقش تعالي بس المسرح الأول!!
ملقتش نفسي وغير وانا لابسه دريس لونه إسود وعليه شال لونه بيج، وواقفة قدام باب المسرح، اول ما دخلت لقيت منّه بتقرب منّي وغمزت وقالت:
-يعني كان لازم نجيب أبو حميد!!
ضربتها على كتفها وقربنا من الشلّة لما لقيناهم بينادوا على الكل، طلع على المسرح وقال بكل بهجة:
-مبدئيا كد انا احمد دوكشا، عندي 28سنه المدرب بتاعكم مبدئيا المسرحية مش ساهله ولا صعبة بس محتاجة مجهود وعلشان ميبقاش المجهود ده علينا كلنا في خبرين واحد والتاني وحش!
الحلو إنّه المسرحية إتأجلت لــ 5شهور تاني نظرًا لتعب صاحب المسرح! والحلو بردوا إننا هنقضي وقت حلو مع بعض!
الخبر الوحش إنّه مفيش يوم مش هنيجي فيه المسرح، كل يوم هنقعد خمس ساعات، وبعد كد هنروح، بس صدقوني مع أحمد دوكشا مش هتحس بأي شكّة!!
كلنا ضحكنا وبعدها بدأنا نعرف ادوارنا، لما بصيت على الدور لقيته حزين اوي، نديت عليه وقولت:
-معلش لما البطل هيرجع ليّا موافقش ليه؟!
إبتسملي ببرود وقال:
-مريم خلّيكي في دورك وخلاص، ولا تحبي تتنازلي عن البطولة!!
ردّت واحدة مكاني وقالت بمحن:
-ممكن أنا أعرف أعمل الدور يا مودي!!
أحمد زعق وقال:
-إسمي أحمد ولو هتفضلي بالطريقة دي تقوليلي يا استاذ أتفضلي روحي ذاكري دورك كويس!!
ردّت وقالت بضيق:
-بس دوري شرير حضرتك!!
قال وهو مديها ضهره ببرود:
-هيليق عليكي كويس!!
عدّي شهرين وإحنا كل يوم بنقضي اليوم متعب بس بشكل جميل بقي جزء من يومي إنّي اروح المسرح، علاقتي بأحمد بقيت زي إتنين صحاب، وقفت على المسرح أغنّي وأنا بزيّن:
-أغنّي فـ أشوف لمعة عينها ألاقيها تصلي وتدعيلي، اتوشوش كد بيني وبينها عن سهر الحب وليالي، وأطمن كل إلّي شاغلها مانا صايع أصل في حواريتي، تضحك فتقول عارف شاعر تلعب بالكلمه وتفاصيلها تسلك في متاهه يواد شاطر تحبكها وترجع تنايمها…
سكت لما لقيته بيمدلي شريط الزينة وبيقول:
-صوتك مش حلو بس حنين!!
ضحكت وقولت:
-أسكت يا احمد ده انت كنت مخدوع إنّك بتعرف تغنّي لحد ما قابلتني وعرفت حقيقتك!!
ابتسم وبعدها راح يجيب الزينه إلّي بعدها، قرّب ومدلي إياها بصلي وقال وهو بيديلي الزينة:
-ما انا أصلا مشكلتي في عينها تاخدني بلاد وتوديني، بلادي إلّي أنا أصلا منها بايعاني وبتطلع عيني!!
أبتسمت وكملت الزينة وهو مشي لما فونه رن!، رجع بعدها بربع ساعة بعد ما عملت كوبايتين شاي، أخد مني الكوباية إلّي مديتهاله وقولت:
-الشباب نص ساعة وجايين قرّبوا يخلصوا بقية القماش!
هز رأسة بإيجاب هو بيشرب الشاي، سكت بعدها قولت:
-عازماك على فرح أختي!
إبتسملي وقال:
-وانا اطول عيوني هاجي كد كد كان نفسي في فرح احضره صحابي كلهم متجوزين!
ضحكت وقولت:
-أنتَ كل إلّي عليك تقول “مبروك يا شق عقبال البيبي”، مش ناوي تغيّر سنجل على الفيس يبني!!
ضحك:
-قريّب!
غمزت وقولت:
-أيوه يفواز بقى هنفرح!!
بصلي بيأس وقال:
-حمارة!!
لسّة هرد الشلّة جات قضينا الوقت وإحنا بنحاول نلاقي لبس مناسب مع أدوارنا، الوقت عدّى وكل واحد روّح بيته.
ولبست الفستان” لــ نور” أوريهولها، قولت وانا بصالة بإشمئزاز:
-قولتلك يا نور الصاك مش هيبقى حلو فيّا وبعدين ده ضيّق عند الكتف!!
نور قالت بإنبهار:
-مريم أنتِ بجد مش شايفة نفسك!!، والله تحفة وهايلة، أنتِ بس علشان مش متعودة على الفساتين الصاك، وياستّي الكتف إلبسي طرحة خفيفة فوق كتافك.
بعد إلحاح لبسته نزلنا أنا ونور لما ماما رنّت عليا إننا إتأخرنا ركبت العربية ومشينا على القاعة، أول ما دخلت لقيت منّة قربت منّي وبصتلي بحب:
-الفستان هايل عليكي يقمريي، بس ميتكررش!!
ضحكت:
-حاضر!!
السماعات إشتغلت والكل فضل يرقص، وأنا بعدم إرتياحي للفستان محبتش أرقص، وقفت بعيد شويّة وأنا باصّة على شكل اختي وهي مبسوطة، يترى مبسوطة لأنها قدرت تلاقي العوض إلّي هيعوضها عن كل إلّي مرّت بيه!، ولا بسبب إنها قدرت تلاقي إنسان عارف ربنا وعنده وقار، ولا علشان هتمشي من البيت زي ما كانت بتتمني وتقول “إمتى ييجي الي ياخدني من هنا؟”
لقيت حد جه وقف جمبي وقال:
-واقفة بعيد كد ليه؟ ده أنا قولت إنّي هاجي ألاقيكي مولّعة الفرح، وكنت هنكد عليكي بردوا أنا معنديش بنات بترقص.
قالها وهو بيضحك، ردّيت عليه بضيق وقولت:
-وأنتَ جاي دلوقتي ليه اصلاً!! تعبت نفسك ليه وجيت!
-حقّك عليا بس والله العربية عطلت لولا ما رنيت على عمر يجيلي!!
بعدها بص وقال بضيق:
-الفستان مشاء الله واسع وعند الكتاف فضفاض!!
حمحمت وقولت:
-عارفة إنّه ضيّق بس والله البنات قالولي حلو!!
كان هيزعّق بس سكت، خرج خرجت وراه وقولت:
-ممكن أعرف دلوقتي أنتَ متضايق ليه؟!
زعق وقال:
-أنتِ مش شايفة الفستان يا مريم؟! شايفة عند الكتاف إزّاي ضيق ولا واصف جسمك إزاي؟! عاجبك حالك لما كل شاب يشوفك بالمنظر ده!!،لو مش خايفة من كل ده!، خافي من ربنا إلّي خلاكي جميلة لحلالك مش للي رايح والي جاي!!
عيوني دمعت وقولت:
-مجاش في بالي كل ده والله!
قال بزعيق:
-يستي كفاية بقى، لبستي بنطلون قصير وبيّن رجلك ولما نصحتك قولتي الموضة ودلوقتي لابسه الفستان ضيّق وتقوليلي مقصدش! ليه كنتي ملبساش النضّارة ولا إيه؟!!
قبل ما اتكلم لقيت شاب مقرّب مننا وقال لأحمد:
-بقى في حد يزعل الجامد ده يكوتش؟!
أحمد إتعصب ومسكة من ياقة قميصة وضربة براسة على مناخيرة تقريبًا إتكسرت، قال وهو متعصب:
-هوريك مين الجامد دلوقتي!!
بصّيت على الشاب كان شبه ميّت من الضربة إلّي أخدها، بصّيت على أحمد وقولت:
-مات!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الستارة البيضاء الغرفة الأخيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى