روايات

رواية الزيارة الفصل التاسع 9 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الفصل التاسع 9 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الجزء التاسع

رواية الزيارة البارت التاسع

الزيارة
الزيارة

رواية الزيارة الحلقة التاسعة

– تيسير ده على الله ولو خواّن رفع اذاه عنه، كل حاجة من غير ترتيب هترجعله من تاني.
رد الشيخ حسن:
– يعني ايه؟ يعني لولا خواّن كان الخير بقى تحت ايد الأنسان؟ وانت فاكر يا إبراهيم ان ربك مش قادر يحل كل ده فى لحظة؟! ربك شايف وعالم باللي بيحصل، بس هو له حكمة انه يُمهل، وخليك عارف ان اللى بيحصل ده فيه خير هييجي من وراه.
ضحك إبراهيم وقال:
– طبعا خير كتير كمان، ما الخير اللى اتاخد من تيسير لأخوه ومراته ده كان هو الهدف، وانا قولتلك اللى بيحصل شر يعني؟!
رد خالد وقال:
– هي ايه حكاية تيسير ده؟ بخيل يعني؟! لو فى ايديه حاجة واخوه طلبها هيعزها عليه؟ ايه الحكاية اللى تخلي اخ يأذي اللى منه بالشكل ده؟ كل ده علشان مصالح؟
رد إبراهيم وقال:
– عبيط وماشي يأذي اخوه وبس، واخد الخير كله فى كرشه ومش سايب حاجة لغيره، يبقى فيه بقى الأولى والأحق منه بكل ده…ويلا بقى يا جماعة الوقت اتأخر وانا عايز انام.
وقف الشيخ جمعة قصاد إبراهيم وابتدا يقرأ بصوت مش مسموع، اتعصب إبراهيم وقال:
– بتحاول تعمل ايه يا جمعة؟ انت عايز تستدعي خادم انا حضّرته؟
فى اللحظ دي النور اترعش وكأنه هيقطع لكن رجع تاني فى لحظة، اتكلم إبراهيم:
– بلاش تخليني اسلطه عليك؟ انت مش عارف خواّن ممكن يعمل فيك ايه لو شاورتله بس.
ابتسم الشيخ جمعة بثقة وقال:
– خواّن اليهودي يا إبراهيم؟! خوان اليهودي الجني يا انسان يا مسلم؟
إبراهيم:
– الأنسان ده هو اللى قدر يخلي اقوى مردة الجن اليهودي يكون خاتم فى صابعه يا جمعة، يأذي اللى اشاور عليه، ويمتع اللى ارمش بعيني ناحيته.
ضحك جمعة بصوت اعلى وقال:
– كتر الف خيرك يا إبراهيم، الكلمتين دول كنت محتاج اسمعهم، بس خليك عارف ان اللى جاي هيكون قلب للترابيزة كلها عليك، انت اللى فضّلت الشر، وهجيلك اوريلك بعنيك الحكمة من ورا كل اللى انت بتسعى له ده.
ضحك إبراهيم:
– متقلقش، مش هتلحق، تيسير قرّب يودع الدنيا كلها، اوعى تكون فاكر اني بلعب مع خادم ولا جن ضعيف…لالالا انا مش بتعامل غير مع المردة، مش بتعامل غير مع اليهود اللى مالهمش حصون ولا قيود يخافوا يتخطوها.
حسن:
– فين تيسير ده يا إبراهيم؟
إبراهيم:
– يلا امشوا بقى علشان وجعتولي دماغي، امشوا ولما يعملوا العزا بتاعه هبقى اعزمكم فيه، هعرف اوصلكم متخافوش.
هنا اتعصب خالد جدا ووقف وابتدا صوته يعلى:
– انت ازاي كده؟ انت فاكر نفسك كده بني ادم؟ فاكر انك بتساعد غيرك لما تبقى مش بتقدم غير الشر؟ انتف اكر ربنا هيسيبك انت واللى زيك؟ ده ربنا اللى مسيرك انت واللى محضّرهم كمان يعني مش هتروحوا من ربنا فى حتة مستخبي، انتم اضعف….
هنا اتكلم الشيخ حسن وهو بيمسك خالد من كتفه:
– استهدا بالله يابني، المُشرك بالله مش هيشغل باله باللي انت بتقوله، هو فاكر انه قوي، ميعرفش انه اللي مستقوي بيه ده اضعف بكتير من انه يتسند عليه، هنمشي دلوقتي ومش هتغرب شمس النهاردة غير والقصة محلولة بأمر الله….
قالها وبص لإبراهيم وقاله:
– ماسة ذنبها ايه؟ هي كمان انسانة مطلوب اذاها؟
رد إبراهيم:
– مش قولتلك هي الدليل بتاعه، هي اللى بتقدر تخليه يوصل لكل اللى هو فيه، كان لازم ابعدها عنه، وعجبت خواّن بقى مع اني مكنتش عامل حسابي على ده، بس علشان تعرف اني مُرزق…هههههه.
الشيخ جمعه بيضحك:
– جداااااا، انت فعلا مُرزق…ههههه، يلا يا جماعه الخير، خلونا منضيعش وقت.
كلنا استعدينا نخرج لكن إبراهيم قال جملة اول ما لفينا ناحية الباب:
– عايزين تساعدوا مين؟ ماسة ولا تيسير؟
لف خالد فى البداية وقال:
– الاتنين.
ضحك إبراهيم وقال:
– طماع انت يا استاذ، اختار حد منهم تضحي بيه.
ابتسم الشيخ جمعه واتكلم بثقة وهو بيلف لإبراهيم وقاله:
– احنا هنساعد الاتنين يا إبراهيم، اتمنى بس ان مساعدتنا ليهم متنهيش عليك، احنا مش بنحب الأذى حتى لو كان للمؤذى، يلا بالأذن احنا بقى، حصن نفسك.
انا وخالد كنا مش فاهمين قصد الشيخ جمعة، ومش عارفة اذا كان إبراهيم فهم ولا لاء؟ بس الأكيد انه واثق فى نفسه، والاكيد كمان ان الشيخ حسن فاهم قصد صاحبه وعارف ايه الخطوة الجاية، طلعنا من البيت روحنا للعربية وهما ساكتين، اتكلم خالد:
– وبعدين يا جماعة؟ هنعمل ايه؟ احنا لا عارفين فين تيسير ده ولا اخوه! ومش عارفين هنعمل ايه يساعد المحبوسة دي ولا حتى اللى بيموت بسبب الشر ده؟
اتكلم الشيخ جمعة وقال بهدوء:
– اتصل بعلي، خليه يفتحلنا المدفن، مش لازم يكون موجود، المهم يفتحه وخلاص.
استغربنا جدا، الوقت متأخر جدا ومستحيل نكون احنا هنروح المدفن بعد اللى حصل فيه مع خواّن، لكن الشيوخ كان لهم هدف ورا الطلب ده، خالد كان محرج جدا يكلم علي، لكن الشيخ حسن قال:
– معدن علي نضيف يا خالد يابني، الراجل ده عايز يساعد ومش بيحب الاذى، ده لف على التُربية كلهم علشان يحاول يوصل لإبراهيم ومكانه، بيساعدنا وهو عارف ان ابوه ممكن يشاكله لو عرف اللى بيعمله.
خالد هز رأسه بأستسلام ومسك تليفونه واحنا قاعدين فى العربية واتصل على رقم علي، رن التليفون مرة واتنين وتلاتة لحد ما رد علي بصوت نايم:
– الو.
خالد بأحراج:
– انا اسف يا علي، معاك خالد بتاع المدفن اياه، اسف لو صحيتك.
علي:
– ولا يهمك يا استاذ خالد، خير فى حاجة ولا ايه؟
خالد:
– محتاجين المدفن يتفتح.
علي بصدمة:
– مدفن ايه؟ امتى ده؟ هي الساعة كام؟
خالد بأحراج برضو:
– الوقت صعب انا عارف، بس للأسف موصلناش مع إبراهيم لأى حل، لازم ندخل المدفن دلوقتي مسافة الطريق مش اكتر، الشيوخ بيقولوا عندهم طريق لفك اللعنة دي.
علي سكت، خالد تخيل للحظة انه قفل الخط، بص لشاشة تليفونه علشان يتأكد ان علي لسه على المكالمة ورجع تاني حط تليفونه على ودنه:
– علي انت معايا؟
علي:
– معاك يا استاذ خالد، انا عايز اساعد والله، بس اللى انت بتطلبه ده انا مش عارف هعمله ازاي؟
خالد:
– بص، متنزلش من بيتك، اجي لحد عندك….
علي:
– انا بايت فى اوضتي يا استاذ خالد، انا غفير، يعني شغلتي اخلي بالي على التُرب واللى فيها من الحرامية والدجالين اللى بيدفنوا الاسحار والشر ده، ماشي يا استاذ خالد، تعالوا هتلاقوني سايبلكم المدفن مفتوح.
رد خالد بفضول:
– يعني انت بتبات فى التُرب؟
علي:
– طبعا، دى شغلتنا ابا عن جد يا استاذ، احنا الحُراس بتوع التُرب دى.
اتكلم خالد بتريقة:
– اه واضح ان ابوك حارس فعلا…
هنا زغرله الشيخ جمعه، فركز خالد لكلامه:
– انا اسف يا علي، بس احنا متبهدلين والله…
قاطعه علي:
– هتيجوا تلاقوا المدفن مفتوح يا استاذ.
قفل الخط، اتكلم خالد بتبرير:
– والله مش قاصد اضايقه…
قاطعه الشيخ حسن:
– الراجل بيساعد يا خالد، الراجل قد شغلته وامين عليها، النفوس الضعيفة مالية الدنيا، ادعي لأبوه بالهدايا، ربنا اكرمه بولد صالح، ساعده انه يفضل على صلاحه متكسرش من عزيمته.
اتحرج خالد من الكلام واتحرك بالعربية فى سكوت، وصلنا المقابر، اتعودت على شكلها ورهبتها، لكن لسه قلبي بيرتجف لما بشوف شكل الشواهد، حفظنا طريقنا ومشيناه في سكوت لحد ما وصلنا المدفن، كان الباب متشال من عليه القفل، دخلنا علطول وقفلناه ورانا، واول ما اتقفل الباب لقيناه اختفى، مفيش باب، مفيش مكان نخرج منه وده خلاني اصرخ من الخوف، الشيخ جمعة والشيخ حسن وقفوا ناحية الحيط اللى مكان الباب وابتدوا يلمسوه ويرددوا ايات، لكن الحط ده ابتدا يتحول لونه للون جمرة النار ويطلع دخان، بعدوا الشيخ حسن والشيخ جمعه عن الحيط ووقفوا يركزوا فى كل مكان حواليهم، اضاءان الكشافات ضعيفه، لكن لون جمرة النار اللى فى الحيط كان مخلي المدفن كأنه والع نار، رعب وخوف وزاد لما سمعنا صوت خواّن بيقول:
– الجن والانس من عقيدتكم تحت رحمتي، طيعوا وارضخوا للرغبتي وارادتي علشان مش هتوصلوا غير للي انا عايزه.
كلامه كان واضح، صوته جهوري وواثق، مش قدامنا لكن مسموع بمنتهى الوضوح والدقة، بنبص لبعض لقينا خرج من جوة الحيط اللى مكان الباب بشكل مرعب، عيون محاوطها الدم وملامح قبيحة جدا ومرعبة، نظرات غضب وحقد مالهاش وصف ولا يقدر حد يتوقعها، طول رهيب واصل لحدود سور المدفن ورأسه تقريبا واصلة لأعلى السور، ايدين خارج منها صوابع مكرمش الجلد بتاعها بصورة تظهر العضم اللى تحت وضوافر قذرة ومش نضيفة، اسنان صفرا وظهر بينهم انياب مكانتش موجودة فى المرة الاولى، وقف وقال:
– استسلموا وارضخوا.
هنا اتكلم الشيخ جمعة وقال:
– عندي لك عرض يا خواّن.
ضحك خواّن بصوت يصحي الاموات لكن للأسف احنا بس اللى سامعينه، وقال بأستخفاف:
– انت يا ضعيف عايز تعرض عرض على مارد من مردة الجن اليهودي؟!
رد جمعة وقال:
– سمعت بوابتك لعالمنا وهو بيقول انك الخادم بتاعه؟
رد الشيخ حسن:
– سمعت إبراهيم وهو بيقول انك تحت رحمة ارادته وانك خاتم فى صابعه؟
فى اللحظة دي كور خواّن ايديه وبقبضته غرسهم فى الحيط اللى طالع منه نار وقال بغضب:
– ماتحولوش تعملوا اللى انتم عايزين تعملوه، مفيش بشر اقوى من مارد يا بنوا البشر.
رد الشيخ جمعة وقال:
– هنوصل لصفقة يا اقوى مردة الجن اليهودي، صفقة هتوصل فيها لرغباتك مُطاع غير كاره او مكروه.
سمع خواّن اللى اتقال ورفع ايديه الاتنين اللى كانوا جوة الحيط وهوا بيحركهم فوق تراب المدفن كونت عاصفة خفيفة وهو بيقول:
– هيموت…وهاخدها وهجبرها لرغباتي.
فى اللحظة دي طلع من بين العاصفة الترابية دي طيف ماسة، ماسة اللى ظهرت فى الوقت ده اوضح من المرة الاولى، دموعها اللى نازلة بتلمع فى الارض وجعتلي قلبي وكأنها حد انا اعرفه وصعبان عليا، بصيت لخواّن وقالت:
– انقذوا تيسير…انقذوه هيموت.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الزيارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى